بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
هدى من الله | ||||
لولو حسن | ||||
روز | ||||
هنا سيد | ||||
توتى بدر | ||||
fola | ||||
روضة البدر | ||||
ام دهب و مصطفى | ||||
امة الرحمن | ||||
لولا |
تفسير القرآن الكريم الجلالين
صفحة 2 من اصل 4
صفحة 2 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
23. سورة المؤمنون
1. ( قد ) للتحقيق ( أفلح ) فاز ( المؤمنون )
2. ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) متواضعون
3. ( والذين هم عن اللغو ) من الكلام وغيره ( معرضون )
4. ( والذين هم للزكاة فاعلون ) مؤدون
5. ( والذين هم لفروجهم حافظون ) عن الحرام
6. ( إلا على أزواجهم ) أي من زوجاتهم ( أو ما ملكت أيمانهم ) أي السراري ( فإنهم غير ملومين ) في إتيانهن
7. ( فمن ابتغى وراء ذلك ) من الزوجات والسراري كالاستمناء بيده في اتيانهن ( فأولئك هم العادون ) المتجاوزون إلى ما لا يحل لهم
8. ( والذين هم لأماناتهم ) جمعا ومفردا ( وعهدهم ) فيما بينهم أو فيما بينهم وبين الله من صلاة وغيرها ( راعون ) حافظون
9. ( والذين هم على صلواتهم ) جميعا ومفردا ( يحافظون ) يقيمونها في أوقاتها
10. ( أولئك هم الوارثون ) لا غيرهم
11. ( الذين يرثون الفردوس ) هو جنة أعلى الجنان ( هم فيها خالدون ) في ذلك إشارة إلى المعاد ويناسبه ذكر المبدأ بعده
12. والله ( ولقد خلقنا الإنسان ) آدم ( من سلالة ) هي من سللت الشيء من الشيء أي استخرجته منه وهو خلاصته ( من طين ) متعلق بسلالة
13. ( ثم جعلناه ) أي الإنسان نسل آدم ( نطفة ) منيا ( في قرار مكين ) هو الرحم
14. ( ثم خلقنا النطفة علقة ) دما جامدا ( فخلقنا العلقة مضغة ) لحمة قدر ما يمضغ ( فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ) وفي قراءة عظما في الموضعين وخلقنا في المواضع الثلاث بمعنى صيرنا ( ثم أنشأناه خلقا آخر ) بنفخ الروح فيه ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) أي المقدرين ومميز أحسن محذوف للعلم به أي خلقا
15. ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون )
16. ( ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) للحساب والجزاء
17. ( ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق ) أي سموات جمع طريقة لأنها طرق الملائكة ( وما كنا عن الخلق ) التي تحتها ( غافلين ) أن تسقط عليهم فتهلكهم بل نمسكها كآية ويمسك السماء أن تقع على الأرض
18. ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر ) من كفايتهم ( فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ) فيموتون مع دوابهم عطشا
19. ( فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب ) هما أكثر فواكه العرب ( لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون ) صيفا وشتاء
20. وأنشأنا ( وشجرة تخرج من طور سيناء ) جبل بكسر السين وفتحها ومنع الصرف للعلمية والتأنيث للبقعة ( تنبت ) من الرباعي والثلاثي ( بالدهن ) الباء زائدة على الأول ومعدية على الثاني وهي شجرة الزيتون ( وصبغ للآكلين ) عطف على الدهن أي إدام يصبغ اللقمة بغمسها فيه وهو الزيت
21. ( وإن لكم في الأنعام ) الإبل والبقر والغنم ( لعبرة ) عظة تعتبرون بها ( نسقيكم ) بفتح النون وضمها ( مما في بطونها ) أي اللبن ( ولكم فيها منافع كثيرة ) من الأصواف والأوبار والأشعار وغير ذلك ( ومنها تأكلون )
22. ( وعليها ) الإبل ( وعلى الفلك ) السفن ( تحملون )
23. ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ) أطيعوا الله ووحدوه ( ما لكم من إله غيره ) وهو اسم ما وما قبله الخبر ومن زائدة ( أفلا تتقون ) تخافون عقوبته بعبادتكم غيره
24. ( فقال الملأ الذين كفروا من قومه ) لأتباعهم ( ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل ) يتشرف ( عليكم ) بأن يكون متبوعا وأنتم أتباعه ( ولو شاء الله ) أن لا يعبد غيره ( لأنزل ملائكة ) بذلك لابشرا ( ما سمعنا بهذا ) الذي دعا إليه نوح من التوحيد ( في آبائنا الأولين ) الأمم الماضية
25. ( إن هو ) ما نوح ( إلا رجل به جنة ) حالة جنون ( فتربصوا به ) انتظروه ( حتى حين ) إلى زمن موته
26. ( قال ) نوح ( رب انصرني ) عليهم ( بما كذبون ) بسبب تكذيبهم إياي بأن تهلكهم قال تعالى مجيبا دعاءه
27. ( فأوحينا إليه أن اصنع الفلك ) السفينة ( بأعيننا ) بمرأى منا وحفظنا ( ووحينا ) أمرنا ( فإذا جاء أمرنا ) بإهلاكهم ( وفار التنور ) للخباز بالماء وكان ذلك علامة لنوح ( فاسلك فيها ) أدخل في السفينة ( من كل زوجين ) ذكر وأنثى أي من كل أنواعهما ( اثنين ) ذكرا وأنثى وهو مفعول ومن متعلقة باسلك وفي القصة أن الله تعالى حشر لنوح السباع والطير وغيرهما فجعل يضرب بيديه في كل نوع فتقع يده اليمنى على الذكر واليسرى على الأنثى فيحملها في السفينة وفي قراءة كل بالتنوين فزوجين مفعول واثنين تاكيد له ( وأهلك ) زوجته وأولاده ( إلا من سبق عليه القول منهم ) بالإهلاك وهو زوجته وولده كنعان بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم ثلاثة وفي سورة هود ومن آمن وما آمن معه إلا قليل قيل كانوا ستة رجال ونساؤهم وقيل جميع من كان في السفينة ثمانية وسبعون نصفهم رجال ونصفهم نساء ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا ) كفروا بترك إهلاكهم ( إنهم مغرقون )
28. ( فإذا استويت ) اعتدلت ( أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ) الكافرين وإهلاكهم
29. ( وقل ) عند نزولك من الفلك ( رب أنزلني منزلا ) بضم المبم وفتح الزاي مصدر واسم مكان وبفتح الميم وكسر الزاي مكان النزول ( مباركا ) ذلك الإنزال أو المكان ( وأنت خير المنزلين ) ما ذكر
30. ( إن في ذلك ) المذكور من أمر نوح والسفينة وإهلاك الكفار ( لآيات ) دلالات على قدرة الله تعالى ( وإن ) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن ( كنا لمبتلين ) مختبرين قوم نوح بإرساله إليهم ووعظه
31. ( ثم أنشأنا من بعدهم قرنا ) قوما ( آخرين ) هم عاد
32. ( فأرسلنا فيهم رسولا منهم ) هودا ( أن ) بأن ( اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ) عقابه فتؤمنوا
33. ( وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة ) بالمصير إليها ( وأترفناهم ) نعمناهم ( في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون )
34. والله ( ولئن أطعتم بشرا مثلكم ) فيه قسم وشرط والجواب لأولهما وهو مغن عن جواب الثاني ( إنكم إذا ) أي إذا أطعتموه ( لخاسرون ) أي مغبونون
35. ( أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ) هو خبر أنكم الأولى وأنكم الثانية تأكيد لها لما طال الفصل
36. ( هيهات هيهات ) اسم فعل ماض بمعنى مصدر أي بعد بعد ( لما توعدون ) من الإخراج من القبور والام زائدة للبيان
37. ( إن هي ) ما الحياة ( إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا ) بحياة آبائنا ( وما نحن بمبعوثين )
38. ( إن هو ) ما الرسول ( إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين ) مصدقين بالبعث بعد الموت
39. ( قال رب انصرني بما كذبون )
40. ( قال عما قليل ) من الزمان وما زائدة ( ليصبحن ) ليصيرن ( نادمين ) على كفرهم وتكذيبهم
41. ( فأخذتهم الصيحة ) صيحة العذاب والهلاك كائنة ( بالحق ) فماتوا ( فجعلناهم غثاء ) وهو نبت يبس أي صيرناهم مثله في اليبس ( فبعدا ) من الرحمة ( للقوم الظالمين ) المكذبين
42. ( ثم أنشأنا من بعدهم قرونا ) أقواما ( آخرين )
43. ( ما تسبق من أمة أجلها ) بأن تموت قبله ( وما يستأخرون ) عنه ذكر الضمير بعد تأنيثه رعاية للمعنى
44. ( ثم أرسلنا رسلنا تترا ) بالتنوين وعدمه متتابعين بين كل اثنين زمان طويل ( كلما جاء أمة ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينهما وبين الواو ( رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا ) في الهلاك ( وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون )
45. ( ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين ) حجة بينة وهي اليد والعصا وغيرهما من الآيات
46. ( إلى فرعون وملئه فاستكبروا ) عن الإيمان بها والله ( وكانوا قوما عالين ) قاهرين بني إسرائيل بالظلم
47. ( فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون ) مطيعون خاضعون
48. ( فكذبوهما فكانوا من المهلكين )
49. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( لعلهم ) قومه بني إسرائيل ( يهتدون ) به من الضلالة واوتيها بعد هلاك فرعون وقومه جملة واحدة
50. ( وجعلنا ابن مريم ) عيسى ( وأمه آية ) لم يقل آيتين لأن الآية فيها واحدة ولادته من غير فحل ( وآويناهما إلى ربوة ) مكان مرتفع وهو البيت المقدس أو دمشق أو فلسطين أقوال ( ذات قرار ) أي مستوية يستقر عليها ساكنوها ( ومعين ) ماء جار ظاهر تراه العيون
51. ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات ) الحلالات ( واعملوا صالحا ) من فرض ونفل ( إني بما تعملون عليم ) فأجازيكم عليه
52. واعلموا ( وإن هذه ) ملة الإسلام ( أمتكم ) دينكم أيها المخاطبون يجب أن تكونوا عليها ( أمة واحدة ) حال لازمة وفي قراءة بتخفيف النون وفي أخرى بكسرها مشددة استئنافا ( وأنا ربكم فاتقون ) فاحذرون
53. ( فتقطعوا ) أي الأتباع ( أمرهم ) دينهم ( بينهم زبرا ) حال من فاعل تقطعوا أي أحزابا متخالفين كاليهود والنصارى وغيرهم ( كل حزب بما لديهم ) عندهم من الدين ( فرحون ) مسرورين
54. ( فذرهم ) اترك كفار مكة ( في غمرتهم ) ضلالتهم ( حتى حين ) إلى حين موتهم
55. ( أيحسبون أنما نمدهم به ) نعطيهم ( من مال وبنين ) في الدنيا
56. ( نسارع ) نعجل ( لهم في الخيرات ) لا ( بل لا يشعرون ) أن ذلك استدراج لهم
57. ( إن الذين هم من خشية ربهم ) خوفهم منه ( مشفقون ) خائفون من عذابه
58. ( والذين هم بآيات ربهم ) القرآن ( يؤمنون ) يصدقون
59. ( والذين هم بربهم لا يشركون ) معه غيره
60. ( والذين يؤتون ) يعطون ( ما آتوا ) أعطوا من الصدقة والأعمال الصالحة ( وقلوبهم وجلة ) خائفة أن لا تقبل منهم ( أنهم ) يقدر قبله لام الجر ( إلى ربهم راجعون )
61. ( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) في علم الله
62. ( ولا نكلف نفسا إلا وسعها ) طاقتها فمن لم يستطع أن يصلي قائما فليصلي جالسا ومن لم يستطع أن يصوم فليأكل ( ولدينا ) عندنا ( كتاب ينطق بالحق ) بما عملته وهو اللوح المحفوظ تسطر فيه الأعمال ( وهم ) أي النفوس العاملة ( لا يظلمون ) شيئا منها فلا ينقص من ثواب أعمال الخيرات ولا يزاد في السيئات
63. ( بل قلوبهم ) أي الكفار ( في غمرة ) جهالة ( من هذا ) القرآن ( ولهم أعمال من دون ذلك ) المذكون للمؤمنين ( هم لها عاملون ) فيعذبون عليها
64. ( حتى ) ابتدائية ( إذا أخذنا مترفيهم ) أغنياءهم ورؤساءهم ( بالعذاب ) السيف يوم بدر ( إذا هم يجأرون ) يضجون يقال لهم
65. ( لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون ) لا تمنعون
66. ( قد كانت آياتي ) من القرآن ( تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون ) ترجعون القهقرى
67. ( مستكبرين ) عن الإيمان ( به ) أي بالبيت أو الحرم بأنهم أهله في أمن بخلاف سائر الناس في مواطنهم ( سامرا ) حال أي جماعة يتحدثون بالليل حول البيت ( تهجرون ) من الثلاثي تتركون القرآن ومن الرباعي أي تقولون غير الحق في النبي والقرآن
68. ( أفلم يدبروا ) أصله بتدبروا فادغمت التاء في الدال ( القول ) أي القرآن الدال على صدق النبي ( أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين )
69. ( أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون )
70. ( أم يقولون به جنة ) الاستفهام فيه للتقرير بالحق من صدق النبي ومجيء الرسل للامم الماضية ومعرفة رسولهم بالصدق والأمانة وأن لا جنون به ( بل ) للانتقال ( جاءهم بالحق ) أي القرآن المشتمل على التوحيد وشرائع الإسلام ( وأكثرهم للحق كارهون )
71. ( ولو اتبع الحق ) أي القرآن ( أهواءهم ) بأن جاء بما يهوونه من الشريك والولد لله تعالى الله عن ذلك ( لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ) خرجت عن نظامها المشاهد لوجود التمانع في الشيء عادة عند تعدد الحاكم ( بل أتيناهم بذكرهم ) القرآن الذي فيه ذكرهم وشرفهم ( فهم عن ذكرهم معرضون )
72. ( أم تسألهم خرجا ) أجرا على ما جئتهم به من الإيمان ( فخراج ربك ) أجره وثوابه ورزقه ( خير ) وفي قراءة خرجا في الموضعين وفي قراءة أخرى خراجا فيهما ( وهو خير الرازقين ) أفضل من أعطى وآجر
73. ( وإنك لتدعوهم إلى صراط ) طريق ( مستقيم ) دين الإسلام
74. ( وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة ) بالبعث والثواب والعقاب ( عن الصراط ) الطريق ( لناكبون ) عادلون
75. ( ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر ) جوع أصابهم بمكة سبع سنين ( للجوا ) تمادوا ( في طغيانهم ) ضلالتهم ( يعمهون ) يترددون
76. ( ولقد أخذناهم بالعذاب ) الجوع ( فما استكانوا ) تواضعوا ( لربهم وما يتضرعون ) يرغبون إلى الله بالدعاء
77. ( حتى ) ابتدائية ( إذا فتحنا عليهم بابا ذا ) صاحب ( عذاب شديد ) هو يوم بدر بالقتل ( إذا هم فيه مبلسون ) آيسون من كل خير
78. ( وهو الذي أنشأ ) خلق ( لكم السمع ) بمعنى الأسماع ( والأبصار والأفئدة ) القلوب ( قليلا ما ) تأكيد للقلة ( تشكرون )
79. ( وهو الذي ذرأكم ) خلقكم ( في الأرض وإليه تحشرون ) تبعثون
80. ( وهو الذي يحيي ) بنفخ الروح في المضغة ( ويميت وله اختلاف الليل والنهار ) بالسواد والبياض والزيادة والنقصان ( أفلا تعقلون ) صنعه تعالى فتعتبروا
81. ( بل قالوا مثل ما قال الأولون )
82. ( قالوا ) الأولون ( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون ) لا وفي الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين
83. ( لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا ) البعث بعد الموت ( من قبل إن ) ما ( هذا إلا أساطير ) أكاذيب ( الأولين ) كالأضاحيك والأعاجيب جمع أسطورة بالضم
84. ( قل ) لهم ( لمن الأرض ومن فيها ) من الخلق ( إن كنتم تعلمون ) خالقها ومالكها
85. ( سيقولون لله قل ) لهم ( أفلا تذكرون ) بإدغام التاء الثانية في الذال تتعظون فتعلموا أن القادر على الخلق ابتداء قادر على الإحياء بعد الموت
86. ( قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ) الكرسي
87. ( سيقولون لله قل أفلا تتقون ) تحذرون عبادة غيره
88. ( قل من بيده ملكوت ) ملك ( كل شيء ) والتاء للمبالغة ( وهو يجير ولا يجار عليه ) يحمي ولا يحمى عليه ( إن كنتم تعلمون )
89. ( سيقولون لله ) وفي قراءة لله بلام الجر في الموضعين نظرا إلى أن المعنى من له ما ذكر ( قل فأنى تسحرون ) تخدعون وتصرفون عن الحق عبادة الله وحده أي كيف تخيل لكم أنه باطل
90. ( بل أتيناهم بالحق ) بالصدق ( وإنهم لكاذبون ) في نفيه وهو
91. ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا ) لو كان معه إله ( لذهب كل إله بما خلق ) انفرد به ومنع الآخر من الاستيلاء عليه ( ولعلا بعضهم على بعض ) مغالبة كفعل ملوك الدنيا ( سبحان الله ) تنزيها له ( عما يصفون ) به مما ذكر
92. ( عالم الغيب والشهادة ) ما غاب وما شوهد بالجر صفة والرفع خبر هو مقدرا ( فتعالى ) تعظم ( عما يشركون ) معه
93. ( قل رب إما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة ( تريني ما يوعدون ) ـه من العذاب هو صادق بالقتل ببدر
94. ( رب فلا تجعلني في القوم الظالمين ) فأهلك بإهلاكهم
95. ( وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون )
96. ( ادفع بالتي هي أحسن ) أي الخصلة من الصفح والإعراض عنهم ( السيئة ) أذاهم إياك وهذا قبل الأمر بالقتال ( نحن أعلم بما يصفون ) يكذبون ويقولون فنجازيهم عليه
97. ( وقل رب أعوذ ) اعتصم ( بك من همزات الشياطين ) نزعاتهم بما يوسوسون به
98. ( وأعوذ بك رب أن يحضرون ) في أموري لأنهم إنما يحضرون بسوء
99. ( حتى ) ابتدائية ( إذا جاء أحدهم الموت ) ورأى مقعده من النار ومقعده من الجنة لو آمن ( قال رب ارجعون ) الجمع للتعظيم
100. ( لعلي أعمل صالحا ) بأن أشهد أن لا إله إلا الله يكون ( فيما تركت ) ضيعت من عمري أي في مقابلته قال تعالى ( كلا ) أي لا رجوع ( إنها ) أي رب ارجعون ( كلمة هو قائلها ) ولا فائدة له فيها ( ومن ورائهم ) أمامهم ( برزخ ) حاجز يصدهم عن الرجوع ( إلى يوم يبعثون ) ولا رجوع بعده
101. ( فإذا نفخ في الصور ) القرن النفخة الأولى أو الثانية ( فلا أنساب بينهم يومئذ ) يتفاخرون بها ( ولا يتساءلون ) عنها خلاف حالهم في الدنيا لما يشغلهم من عظم الأمر عن ذلك في بعض مواطن القيامة وفي بعضها يفيقون وفي آية فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون
102. ( فمن ثقلت موازينه ) بالحسنات ( فأولئك هم المفلحون ) الفائزون
103. ( ومن خفت موازينه ) بالسيئات ( فأولئك الذين خسروا أنفسهم ) فهم ( في جهنم خالدون )
104. ( تلفح وجوههم النار ) تحرقها ( وهم فيها كالحون ) شمرت شفاههم العليا والسفلى عن أسنانهم ويقال لهم
105. ( ألم تكن آياتي ) من القرآن ( تتلى عليكم ) تخوفون بها ( فكنتم بها تكذبون )
106. ( قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا ) وفي قراءة شقاوتنا بفتح أوله وألف وهما مصدران بمعنى ( وكنا قوما ضالين ) عن الهدية
107. ( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا ) إلى المخالفة ( فإنا ظالمون )
108. ( قال ) لهم بلسان مالك بعد قدر الدنيا مرتين ( اخسئوا فيها ) ابعدوا في النار اذلاء ( ولا تكلمون ) في رفع العذاب عنكم فينقطع رجاؤهم
109. ( إنه كان فريق من عبادي ) هم المهاجرون ( يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين )
110. ( فاتخذتموهم سخريا ) بضم السين وكسرها مصدر بمعنى الهزء منهم بلال وصهيب وعمار وسلمان ( حتى أنسوكم ذكري ) فتركتموه لاشتغالكم بالاستهزاء بهم فهم سبب الإنساء فنسب إليهم ( وكنتم منهم تضحكون )
111. ( إني جزيتهم اليوم ) النعيم المقيم ( بما صبروا ) على استهزائهم بهم وأذاكم إياهم ( أنهم ) بكسر الهمزة استئناف وبفتحها مفعول ثان لجزيتهم ( هم الفائزون ) بمطلوبهم
112. ( قال ) تعالى لهم بلسان مالك وفي قراءة قل ( كم لبثتم في الأرض ) في الدنيا وفي قبوركم ( عدد سنين ) تمييز
113. ( قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم ) شكوا في ذلك واستقصروه لعظم ما هم فيه من العذاب ( فاسأل العادين ) الملائكة المحصين أعمال الخلق
114. ( قال ) تعالى بلسان مالك وفي قراءة أيضا قل ( إن ) ما ( لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون ) مقدار لبثكم من الطول كان قليلا بالنسبة إلى لبثكم في النار
115. ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ) لا لحكمة ( وأنكم إلينا لا ترجعون ) بالبناء للفاعل وللمفعول لا بل لنتعبدكم بالأمر والنهي وترجعون إلينا ونجازي على ذلك وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
116. ( فتعالى الله ) عن العبث وغيره مما لا يليق به ( الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ) الكرسي الحسن
117. ( ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به ) صفة كاشفة لا مفهوم لها ( فإنما حسابه ) جزاؤه ( عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ) لا يسعدون
118. ( وقل رب اغفر وارحم ) المؤمنين في الرحمة زيادة عن المغفرة ( وأنت خير الراحمين ) أفضل راحم
1. ( قد ) للتحقيق ( أفلح ) فاز ( المؤمنون )
2. ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) متواضعون
3. ( والذين هم عن اللغو ) من الكلام وغيره ( معرضون )
4. ( والذين هم للزكاة فاعلون ) مؤدون
5. ( والذين هم لفروجهم حافظون ) عن الحرام
6. ( إلا على أزواجهم ) أي من زوجاتهم ( أو ما ملكت أيمانهم ) أي السراري ( فإنهم غير ملومين ) في إتيانهن
7. ( فمن ابتغى وراء ذلك ) من الزوجات والسراري كالاستمناء بيده في اتيانهن ( فأولئك هم العادون ) المتجاوزون إلى ما لا يحل لهم
8. ( والذين هم لأماناتهم ) جمعا ومفردا ( وعهدهم ) فيما بينهم أو فيما بينهم وبين الله من صلاة وغيرها ( راعون ) حافظون
9. ( والذين هم على صلواتهم ) جميعا ومفردا ( يحافظون ) يقيمونها في أوقاتها
10. ( أولئك هم الوارثون ) لا غيرهم
11. ( الذين يرثون الفردوس ) هو جنة أعلى الجنان ( هم فيها خالدون ) في ذلك إشارة إلى المعاد ويناسبه ذكر المبدأ بعده
12. والله ( ولقد خلقنا الإنسان ) آدم ( من سلالة ) هي من سللت الشيء من الشيء أي استخرجته منه وهو خلاصته ( من طين ) متعلق بسلالة
13. ( ثم جعلناه ) أي الإنسان نسل آدم ( نطفة ) منيا ( في قرار مكين ) هو الرحم
14. ( ثم خلقنا النطفة علقة ) دما جامدا ( فخلقنا العلقة مضغة ) لحمة قدر ما يمضغ ( فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ) وفي قراءة عظما في الموضعين وخلقنا في المواضع الثلاث بمعنى صيرنا ( ثم أنشأناه خلقا آخر ) بنفخ الروح فيه ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) أي المقدرين ومميز أحسن محذوف للعلم به أي خلقا
15. ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون )
16. ( ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) للحساب والجزاء
17. ( ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق ) أي سموات جمع طريقة لأنها طرق الملائكة ( وما كنا عن الخلق ) التي تحتها ( غافلين ) أن تسقط عليهم فتهلكهم بل نمسكها كآية ويمسك السماء أن تقع على الأرض
18. ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر ) من كفايتهم ( فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ) فيموتون مع دوابهم عطشا
19. ( فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب ) هما أكثر فواكه العرب ( لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون ) صيفا وشتاء
20. وأنشأنا ( وشجرة تخرج من طور سيناء ) جبل بكسر السين وفتحها ومنع الصرف للعلمية والتأنيث للبقعة ( تنبت ) من الرباعي والثلاثي ( بالدهن ) الباء زائدة على الأول ومعدية على الثاني وهي شجرة الزيتون ( وصبغ للآكلين ) عطف على الدهن أي إدام يصبغ اللقمة بغمسها فيه وهو الزيت
21. ( وإن لكم في الأنعام ) الإبل والبقر والغنم ( لعبرة ) عظة تعتبرون بها ( نسقيكم ) بفتح النون وضمها ( مما في بطونها ) أي اللبن ( ولكم فيها منافع كثيرة ) من الأصواف والأوبار والأشعار وغير ذلك ( ومنها تأكلون )
22. ( وعليها ) الإبل ( وعلى الفلك ) السفن ( تحملون )
23. ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ) أطيعوا الله ووحدوه ( ما لكم من إله غيره ) وهو اسم ما وما قبله الخبر ومن زائدة ( أفلا تتقون ) تخافون عقوبته بعبادتكم غيره
24. ( فقال الملأ الذين كفروا من قومه ) لأتباعهم ( ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل ) يتشرف ( عليكم ) بأن يكون متبوعا وأنتم أتباعه ( ولو شاء الله ) أن لا يعبد غيره ( لأنزل ملائكة ) بذلك لابشرا ( ما سمعنا بهذا ) الذي دعا إليه نوح من التوحيد ( في آبائنا الأولين ) الأمم الماضية
25. ( إن هو ) ما نوح ( إلا رجل به جنة ) حالة جنون ( فتربصوا به ) انتظروه ( حتى حين ) إلى زمن موته
26. ( قال ) نوح ( رب انصرني ) عليهم ( بما كذبون ) بسبب تكذيبهم إياي بأن تهلكهم قال تعالى مجيبا دعاءه
27. ( فأوحينا إليه أن اصنع الفلك ) السفينة ( بأعيننا ) بمرأى منا وحفظنا ( ووحينا ) أمرنا ( فإذا جاء أمرنا ) بإهلاكهم ( وفار التنور ) للخباز بالماء وكان ذلك علامة لنوح ( فاسلك فيها ) أدخل في السفينة ( من كل زوجين ) ذكر وأنثى أي من كل أنواعهما ( اثنين ) ذكرا وأنثى وهو مفعول ومن متعلقة باسلك وفي القصة أن الله تعالى حشر لنوح السباع والطير وغيرهما فجعل يضرب بيديه في كل نوع فتقع يده اليمنى على الذكر واليسرى على الأنثى فيحملها في السفينة وفي قراءة كل بالتنوين فزوجين مفعول واثنين تاكيد له ( وأهلك ) زوجته وأولاده ( إلا من سبق عليه القول منهم ) بالإهلاك وهو زوجته وولده كنعان بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم ثلاثة وفي سورة هود ومن آمن وما آمن معه إلا قليل قيل كانوا ستة رجال ونساؤهم وقيل جميع من كان في السفينة ثمانية وسبعون نصفهم رجال ونصفهم نساء ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا ) كفروا بترك إهلاكهم ( إنهم مغرقون )
28. ( فإذا استويت ) اعتدلت ( أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ) الكافرين وإهلاكهم
29. ( وقل ) عند نزولك من الفلك ( رب أنزلني منزلا ) بضم المبم وفتح الزاي مصدر واسم مكان وبفتح الميم وكسر الزاي مكان النزول ( مباركا ) ذلك الإنزال أو المكان ( وأنت خير المنزلين ) ما ذكر
30. ( إن في ذلك ) المذكور من أمر نوح والسفينة وإهلاك الكفار ( لآيات ) دلالات على قدرة الله تعالى ( وإن ) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن ( كنا لمبتلين ) مختبرين قوم نوح بإرساله إليهم ووعظه
31. ( ثم أنشأنا من بعدهم قرنا ) قوما ( آخرين ) هم عاد
32. ( فأرسلنا فيهم رسولا منهم ) هودا ( أن ) بأن ( اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ) عقابه فتؤمنوا
33. ( وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة ) بالمصير إليها ( وأترفناهم ) نعمناهم ( في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون )
34. والله ( ولئن أطعتم بشرا مثلكم ) فيه قسم وشرط والجواب لأولهما وهو مغن عن جواب الثاني ( إنكم إذا ) أي إذا أطعتموه ( لخاسرون ) أي مغبونون
35. ( أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ) هو خبر أنكم الأولى وأنكم الثانية تأكيد لها لما طال الفصل
36. ( هيهات هيهات ) اسم فعل ماض بمعنى مصدر أي بعد بعد ( لما توعدون ) من الإخراج من القبور والام زائدة للبيان
37. ( إن هي ) ما الحياة ( إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا ) بحياة آبائنا ( وما نحن بمبعوثين )
38. ( إن هو ) ما الرسول ( إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين ) مصدقين بالبعث بعد الموت
39. ( قال رب انصرني بما كذبون )
40. ( قال عما قليل ) من الزمان وما زائدة ( ليصبحن ) ليصيرن ( نادمين ) على كفرهم وتكذيبهم
41. ( فأخذتهم الصيحة ) صيحة العذاب والهلاك كائنة ( بالحق ) فماتوا ( فجعلناهم غثاء ) وهو نبت يبس أي صيرناهم مثله في اليبس ( فبعدا ) من الرحمة ( للقوم الظالمين ) المكذبين
42. ( ثم أنشأنا من بعدهم قرونا ) أقواما ( آخرين )
43. ( ما تسبق من أمة أجلها ) بأن تموت قبله ( وما يستأخرون ) عنه ذكر الضمير بعد تأنيثه رعاية للمعنى
44. ( ثم أرسلنا رسلنا تترا ) بالتنوين وعدمه متتابعين بين كل اثنين زمان طويل ( كلما جاء أمة ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينهما وبين الواو ( رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا ) في الهلاك ( وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون )
45. ( ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين ) حجة بينة وهي اليد والعصا وغيرهما من الآيات
46. ( إلى فرعون وملئه فاستكبروا ) عن الإيمان بها والله ( وكانوا قوما عالين ) قاهرين بني إسرائيل بالظلم
47. ( فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون ) مطيعون خاضعون
48. ( فكذبوهما فكانوا من المهلكين )
49. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( لعلهم ) قومه بني إسرائيل ( يهتدون ) به من الضلالة واوتيها بعد هلاك فرعون وقومه جملة واحدة
50. ( وجعلنا ابن مريم ) عيسى ( وأمه آية ) لم يقل آيتين لأن الآية فيها واحدة ولادته من غير فحل ( وآويناهما إلى ربوة ) مكان مرتفع وهو البيت المقدس أو دمشق أو فلسطين أقوال ( ذات قرار ) أي مستوية يستقر عليها ساكنوها ( ومعين ) ماء جار ظاهر تراه العيون
51. ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات ) الحلالات ( واعملوا صالحا ) من فرض ونفل ( إني بما تعملون عليم ) فأجازيكم عليه
52. واعلموا ( وإن هذه ) ملة الإسلام ( أمتكم ) دينكم أيها المخاطبون يجب أن تكونوا عليها ( أمة واحدة ) حال لازمة وفي قراءة بتخفيف النون وفي أخرى بكسرها مشددة استئنافا ( وأنا ربكم فاتقون ) فاحذرون
53. ( فتقطعوا ) أي الأتباع ( أمرهم ) دينهم ( بينهم زبرا ) حال من فاعل تقطعوا أي أحزابا متخالفين كاليهود والنصارى وغيرهم ( كل حزب بما لديهم ) عندهم من الدين ( فرحون ) مسرورين
54. ( فذرهم ) اترك كفار مكة ( في غمرتهم ) ضلالتهم ( حتى حين ) إلى حين موتهم
55. ( أيحسبون أنما نمدهم به ) نعطيهم ( من مال وبنين ) في الدنيا
56. ( نسارع ) نعجل ( لهم في الخيرات ) لا ( بل لا يشعرون ) أن ذلك استدراج لهم
57. ( إن الذين هم من خشية ربهم ) خوفهم منه ( مشفقون ) خائفون من عذابه
58. ( والذين هم بآيات ربهم ) القرآن ( يؤمنون ) يصدقون
59. ( والذين هم بربهم لا يشركون ) معه غيره
60. ( والذين يؤتون ) يعطون ( ما آتوا ) أعطوا من الصدقة والأعمال الصالحة ( وقلوبهم وجلة ) خائفة أن لا تقبل منهم ( أنهم ) يقدر قبله لام الجر ( إلى ربهم راجعون )
61. ( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) في علم الله
62. ( ولا نكلف نفسا إلا وسعها ) طاقتها فمن لم يستطع أن يصلي قائما فليصلي جالسا ومن لم يستطع أن يصوم فليأكل ( ولدينا ) عندنا ( كتاب ينطق بالحق ) بما عملته وهو اللوح المحفوظ تسطر فيه الأعمال ( وهم ) أي النفوس العاملة ( لا يظلمون ) شيئا منها فلا ينقص من ثواب أعمال الخيرات ولا يزاد في السيئات
63. ( بل قلوبهم ) أي الكفار ( في غمرة ) جهالة ( من هذا ) القرآن ( ولهم أعمال من دون ذلك ) المذكون للمؤمنين ( هم لها عاملون ) فيعذبون عليها
64. ( حتى ) ابتدائية ( إذا أخذنا مترفيهم ) أغنياءهم ورؤساءهم ( بالعذاب ) السيف يوم بدر ( إذا هم يجأرون ) يضجون يقال لهم
65. ( لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون ) لا تمنعون
66. ( قد كانت آياتي ) من القرآن ( تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون ) ترجعون القهقرى
67. ( مستكبرين ) عن الإيمان ( به ) أي بالبيت أو الحرم بأنهم أهله في أمن بخلاف سائر الناس في مواطنهم ( سامرا ) حال أي جماعة يتحدثون بالليل حول البيت ( تهجرون ) من الثلاثي تتركون القرآن ومن الرباعي أي تقولون غير الحق في النبي والقرآن
68. ( أفلم يدبروا ) أصله بتدبروا فادغمت التاء في الدال ( القول ) أي القرآن الدال على صدق النبي ( أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين )
69. ( أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون )
70. ( أم يقولون به جنة ) الاستفهام فيه للتقرير بالحق من صدق النبي ومجيء الرسل للامم الماضية ومعرفة رسولهم بالصدق والأمانة وأن لا جنون به ( بل ) للانتقال ( جاءهم بالحق ) أي القرآن المشتمل على التوحيد وشرائع الإسلام ( وأكثرهم للحق كارهون )
71. ( ولو اتبع الحق ) أي القرآن ( أهواءهم ) بأن جاء بما يهوونه من الشريك والولد لله تعالى الله عن ذلك ( لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ) خرجت عن نظامها المشاهد لوجود التمانع في الشيء عادة عند تعدد الحاكم ( بل أتيناهم بذكرهم ) القرآن الذي فيه ذكرهم وشرفهم ( فهم عن ذكرهم معرضون )
72. ( أم تسألهم خرجا ) أجرا على ما جئتهم به من الإيمان ( فخراج ربك ) أجره وثوابه ورزقه ( خير ) وفي قراءة خرجا في الموضعين وفي قراءة أخرى خراجا فيهما ( وهو خير الرازقين ) أفضل من أعطى وآجر
73. ( وإنك لتدعوهم إلى صراط ) طريق ( مستقيم ) دين الإسلام
74. ( وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة ) بالبعث والثواب والعقاب ( عن الصراط ) الطريق ( لناكبون ) عادلون
75. ( ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر ) جوع أصابهم بمكة سبع سنين ( للجوا ) تمادوا ( في طغيانهم ) ضلالتهم ( يعمهون ) يترددون
76. ( ولقد أخذناهم بالعذاب ) الجوع ( فما استكانوا ) تواضعوا ( لربهم وما يتضرعون ) يرغبون إلى الله بالدعاء
77. ( حتى ) ابتدائية ( إذا فتحنا عليهم بابا ذا ) صاحب ( عذاب شديد ) هو يوم بدر بالقتل ( إذا هم فيه مبلسون ) آيسون من كل خير
78. ( وهو الذي أنشأ ) خلق ( لكم السمع ) بمعنى الأسماع ( والأبصار والأفئدة ) القلوب ( قليلا ما ) تأكيد للقلة ( تشكرون )
79. ( وهو الذي ذرأكم ) خلقكم ( في الأرض وإليه تحشرون ) تبعثون
80. ( وهو الذي يحيي ) بنفخ الروح في المضغة ( ويميت وله اختلاف الليل والنهار ) بالسواد والبياض والزيادة والنقصان ( أفلا تعقلون ) صنعه تعالى فتعتبروا
81. ( بل قالوا مثل ما قال الأولون )
82. ( قالوا ) الأولون ( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون ) لا وفي الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين
83. ( لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا ) البعث بعد الموت ( من قبل إن ) ما ( هذا إلا أساطير ) أكاذيب ( الأولين ) كالأضاحيك والأعاجيب جمع أسطورة بالضم
84. ( قل ) لهم ( لمن الأرض ومن فيها ) من الخلق ( إن كنتم تعلمون ) خالقها ومالكها
85. ( سيقولون لله قل ) لهم ( أفلا تذكرون ) بإدغام التاء الثانية في الذال تتعظون فتعلموا أن القادر على الخلق ابتداء قادر على الإحياء بعد الموت
86. ( قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ) الكرسي
87. ( سيقولون لله قل أفلا تتقون ) تحذرون عبادة غيره
88. ( قل من بيده ملكوت ) ملك ( كل شيء ) والتاء للمبالغة ( وهو يجير ولا يجار عليه ) يحمي ولا يحمى عليه ( إن كنتم تعلمون )
89. ( سيقولون لله ) وفي قراءة لله بلام الجر في الموضعين نظرا إلى أن المعنى من له ما ذكر ( قل فأنى تسحرون ) تخدعون وتصرفون عن الحق عبادة الله وحده أي كيف تخيل لكم أنه باطل
90. ( بل أتيناهم بالحق ) بالصدق ( وإنهم لكاذبون ) في نفيه وهو
91. ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا ) لو كان معه إله ( لذهب كل إله بما خلق ) انفرد به ومنع الآخر من الاستيلاء عليه ( ولعلا بعضهم على بعض ) مغالبة كفعل ملوك الدنيا ( سبحان الله ) تنزيها له ( عما يصفون ) به مما ذكر
92. ( عالم الغيب والشهادة ) ما غاب وما شوهد بالجر صفة والرفع خبر هو مقدرا ( فتعالى ) تعظم ( عما يشركون ) معه
93. ( قل رب إما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة ( تريني ما يوعدون ) ـه من العذاب هو صادق بالقتل ببدر
94. ( رب فلا تجعلني في القوم الظالمين ) فأهلك بإهلاكهم
95. ( وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون )
96. ( ادفع بالتي هي أحسن ) أي الخصلة من الصفح والإعراض عنهم ( السيئة ) أذاهم إياك وهذا قبل الأمر بالقتال ( نحن أعلم بما يصفون ) يكذبون ويقولون فنجازيهم عليه
97. ( وقل رب أعوذ ) اعتصم ( بك من همزات الشياطين ) نزعاتهم بما يوسوسون به
98. ( وأعوذ بك رب أن يحضرون ) في أموري لأنهم إنما يحضرون بسوء
99. ( حتى ) ابتدائية ( إذا جاء أحدهم الموت ) ورأى مقعده من النار ومقعده من الجنة لو آمن ( قال رب ارجعون ) الجمع للتعظيم
100. ( لعلي أعمل صالحا ) بأن أشهد أن لا إله إلا الله يكون ( فيما تركت ) ضيعت من عمري أي في مقابلته قال تعالى ( كلا ) أي لا رجوع ( إنها ) أي رب ارجعون ( كلمة هو قائلها ) ولا فائدة له فيها ( ومن ورائهم ) أمامهم ( برزخ ) حاجز يصدهم عن الرجوع ( إلى يوم يبعثون ) ولا رجوع بعده
101. ( فإذا نفخ في الصور ) القرن النفخة الأولى أو الثانية ( فلا أنساب بينهم يومئذ ) يتفاخرون بها ( ولا يتساءلون ) عنها خلاف حالهم في الدنيا لما يشغلهم من عظم الأمر عن ذلك في بعض مواطن القيامة وفي بعضها يفيقون وفي آية فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون
102. ( فمن ثقلت موازينه ) بالحسنات ( فأولئك هم المفلحون ) الفائزون
103. ( ومن خفت موازينه ) بالسيئات ( فأولئك الذين خسروا أنفسهم ) فهم ( في جهنم خالدون )
104. ( تلفح وجوههم النار ) تحرقها ( وهم فيها كالحون ) شمرت شفاههم العليا والسفلى عن أسنانهم ويقال لهم
105. ( ألم تكن آياتي ) من القرآن ( تتلى عليكم ) تخوفون بها ( فكنتم بها تكذبون )
106. ( قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا ) وفي قراءة شقاوتنا بفتح أوله وألف وهما مصدران بمعنى ( وكنا قوما ضالين ) عن الهدية
107. ( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا ) إلى المخالفة ( فإنا ظالمون )
108. ( قال ) لهم بلسان مالك بعد قدر الدنيا مرتين ( اخسئوا فيها ) ابعدوا في النار اذلاء ( ولا تكلمون ) في رفع العذاب عنكم فينقطع رجاؤهم
109. ( إنه كان فريق من عبادي ) هم المهاجرون ( يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين )
110. ( فاتخذتموهم سخريا ) بضم السين وكسرها مصدر بمعنى الهزء منهم بلال وصهيب وعمار وسلمان ( حتى أنسوكم ذكري ) فتركتموه لاشتغالكم بالاستهزاء بهم فهم سبب الإنساء فنسب إليهم ( وكنتم منهم تضحكون )
111. ( إني جزيتهم اليوم ) النعيم المقيم ( بما صبروا ) على استهزائهم بهم وأذاكم إياهم ( أنهم ) بكسر الهمزة استئناف وبفتحها مفعول ثان لجزيتهم ( هم الفائزون ) بمطلوبهم
112. ( قال ) تعالى لهم بلسان مالك وفي قراءة قل ( كم لبثتم في الأرض ) في الدنيا وفي قبوركم ( عدد سنين ) تمييز
113. ( قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم ) شكوا في ذلك واستقصروه لعظم ما هم فيه من العذاب ( فاسأل العادين ) الملائكة المحصين أعمال الخلق
114. ( قال ) تعالى بلسان مالك وفي قراءة أيضا قل ( إن ) ما ( لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون ) مقدار لبثكم من الطول كان قليلا بالنسبة إلى لبثكم في النار
115. ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ) لا لحكمة ( وأنكم إلينا لا ترجعون ) بالبناء للفاعل وللمفعول لا بل لنتعبدكم بالأمر والنهي وترجعون إلينا ونجازي على ذلك وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
116. ( فتعالى الله ) عن العبث وغيره مما لا يليق به ( الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ) الكرسي الحسن
117. ( ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به ) صفة كاشفة لا مفهوم لها ( فإنما حسابه ) جزاؤه ( عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ) لا يسعدون
118. ( وقل رب اغفر وارحم ) المؤمنين في الرحمة زيادة عن المغفرة ( وأنت خير الراحمين ) أفضل راحم
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
24. سورة النور
1. هذه ( سورة أنزلناها وفرضناها ) مخففة ومشددة لكثرة المفروض فيها ( وأنزلنا فيها آيات بينات ) واضحات الدلالات ( لعلكم تذكرون ) بإدغام التاء الثانية في الذال تتعظون
2. ( الزانية والزاني ) غير المحصنين لرجمها بالسنة وأل فيما ذكر موصولة وهو مبتدأ ولشبهه بالشرط دخلت الفاء في خبره وهو ( فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ) ضربة يقال جلده ضرب جلده ويزاد على ذلك بالسنة تغريب عام والرقيق على النصف مما ذكر ( ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ) حكمه بأن تتركوا شيئا من حدهما ( إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) يوم البعث في هذا تحريض على ما قبل الشرط وهو جوابه أو دال على جوابه ( وليشهد عذابهما ) الجلد ( طائفة من المؤمنين ) قيل ثلاثة وقيل أربعة عدد شهود الزنا
3. ( الزاني لا ينكح ) يتزوج ( إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) أي المناسب لكل منهما ما ذكر ( وحرم ذلك ) أي نكاح الزواني ( على المؤمنين ) الأخيار نزل ذلك لما هم فقراء المهاجرين أن يتزوجوا بغايا المشركين وهن موسرات لينفقن عليهم فقيل التحريم خاص بهم وقيل عام ونسخ بقوله تعالى وأنكحوا الأيامى منكم
4. ( والذين يرمون المحصنات ) العفيفات بالزنا ( ثم لم يأتوا بأربعة شهداء ) على زناهن برؤيتهم ( فاجلدوهم ) كل واحد منهم ( ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ) في شيء ( أبدا وأولئك هم الفاسقون ) لإتيانهم كبيرة
5. ( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا ) عملهم ( فإن الله غفور ) لهم قذفهم ( رحيم ) بهم بإلهامهم التوبة فبها ينتهي فسقهم وتقبل شهادتهم وقيل لا تقبل رجوعا بالاستثناء إلى الجملة الأخيرة
6. ( والذين يرمون أزواجهم ) بالزنا ( ولم يكن لهم شهداء ) عليه ( إلا أنفسهم ) وقع ذلك لجماعة من الصحابة ( فشهادة أحدهم ) مبتدأ ( أربع شهادات ) نصب على المصدر ( بالله إنه لمن الصادقين ) فيما رمى به زوجته من الزنى
7. ( والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ) في ذلك وخبر المبتدأ تدفع عنه حد القذف
8. ( ويدرأ ) يدفع ( عنها العذاب ) حد الزنا الذي ثبت بشهادته ( أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ) فيما رماها به من الزنا
9. ( والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ) في ذلك
10. ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ) بالستر في ذلك ( وأن الله تواب ) بقبوله التوبة في ذلك وغيره ( حكيم ) فيما حكم به في ذلك وغيره ليبين الحق في ذلك وعاجل بالعقوبة من يستحقها
11. ( إن الذين جاؤوا بالإفك ) أسوأ الكذب على عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين بقذفها ( عصبة منكم ) جماعة من المؤمنين قالت حسان بن ثابت وعبد الله بن أبي ومسطح وحمنة بنت جحش ( لا تحسبوه ) أيها المؤمنون غير العصبة ( شرا لكم بل هو خير لكم ) يأجركم الله به ويظهر براءة عائشة ومن جاء معها منه وهو صفوان فإنها قالت كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بعدما انزل الحجاب ففرغ منها ورجع ودنا من المدينة وآذن بالرحيل ليلة فمشيت وقضيت شأني وأقبلت النساء خفافا إنما نأكلن العلقة هو بضم المهملة القلادة فرجعت التمسه وحملوا هودجي على بعيري يحسبونني فيه وكانت النساء خفافا إنما يأكلن العلقة وهو بضم المهلة وسكون اللام من الطعام أي القليل ووجدت عقدي وجئت بعد ما ساروا فجلست في النزل الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي فغلبتني عيناي فنمت وكان صفوان قد عرس من وراء الجيش فادلج أي نزل من آخر الليل للاستراحة فسار منه فأصبح في منزله فرأى سواد إنسان نائم أي شخصه فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني أي قوله إنا لله وإنا إليه راجعون فخمرت وجهي بجلبابي أي غطيته بالملاءة والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته ووطيء على يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة أي من أوغر واقفين في مكان وغر من شدة الحر فهلك من هلك وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي بن سلول أه قولها رواه الشيخان قال تعالى ( لكل امرئ منهم ) أي عليه ( ما اكتسب من الإثم ) في ذلك ( والذي تولى كبره منهم ) أي تحمل معظمه فبدأ بالخوض فيه وأشاعه وهو عبد الله بن أبي ( له عذاب عظيم ) هو النار في الآخرة
12. ( لولا ) هلا ( إذ ) حين ( سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم ) ظن بعضهم ببعض ( خيرا وقالوا هذا إفك مبين ) كذب بين فيه التفات عن الخطاب أي ظننتم أيها العصبة وقلتم
13. ( لولا ) هلا ( جاؤوا ) أي العصبة ( عليه بأربعة شهداء ) شاهدوه ( فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله ) في حكمه ( هم الكاذبون ) فيه
14. ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم ) أيها العصبة أي خضتم ( فيه عذاب عظيم ) في الآخرة
15. ( إذ تلقونه بألسنتكم ) أي يرويه بعضكم عن بعض وحذف من الفعل إحدى التاءين وإذ منصوب يمسكم أو بأفضتم ( وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا ) لا إثم فيه ( وهو عند الله عظيم ) في الإثم
16. ( ولولا ) هلا ( إذ ) حين ( سمعتموه قلتم ما يكون ) ما ينبغي ( لنا أن نتكلم بهذا سبحانك ) هو للتعجب هنا ( هذا بهتان ) كذب ( عظيم )
17. ( يعظكم الله ) ينهاكم ( أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ) تتعظون بذلك
18. ( ويبين الله لكم الآيات ) في الأمر والنهي ( والله عليم ) بما يأمر به وينهى عنه ( حكيم ) فيه
19. ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة ) باللسان ( في الذين آمنوا ) بنسبتها إليهم وهم العصبة ( لهم عذاب أليم في الدنيا ) بحد القذف ( والآخرة ) بالنار لحق الله ( والله يعلم ) انتفاءها عنهم ( وأنتم ) أيها العصبة بما قلتم من الإفك ( لا تعلمون ) وجودها فيهم
20. ( ولولا فضل الله عليكم ) أيها العصبة ( ورحمته وأن الله رؤوف رحيم ) بكم لعاجلكم بالعقوبة
28. ( فإن لم تجدوا فيها أحدا ) يأذن لكم ( فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ) بعد الاستئذان ( ارجعوا فارجعوا هو ) الرجوع ( أزكى ) خير ( لكم ) من القعود على الباب ( والله بما تعملون ) من الدخول بإذن وغير إذن ( عليم ) فيجازيكم عليه
29. ( ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع ) أي منفعة ( لكم ) باستكنان وغيره كبيوت الربط والخانات المسبلة ( والله يعلم ما تبدون ) تظهرون ( وما تكتمون ) تخفون في دخول غير بيوتكم من قصد صلاح أو غيره وسيأتي أنهم إذا دخلوا بيوتهم يسلمون على أنفسهم
30. ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) عما لايحل لهم نظره ومن زائدة ( ويحفظوا فروجهم ) عما لا يحل لهم فعله بها ( ذلك أزكى ) أي خير ( لهم إن الله خبير بما يصنعون ) بالأبصار والفروج فيجازيهم عليه
31. ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) عما لايحل لهن نظره ( ويحفظن فروجهن ) عما لا يحل لهن فعله بها ( ولا يبدين ) يظهرن ( زينتهن إلا ما ظهر منها ) وهو الوجه والكفان فيجوز نظره لأجنبي إن لم يخف فتنة في أحد وجهين والثاني يحرم لأنه مظنة الفتنة ورجح حسما للباب ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) أي يسترن الرؤوس والأعناق والصدور بالمقانع ( ولا يبدين زينتهن ) الخفية وهي ما عدا الوجه والفين ( إلا لبعولتهن ) جمع بعل أي زوج ( أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن ) فيجوز لهم نظره إلا ما بين السرة والركبة فيحرم نظره لغير الأزواج وخرج بنسائهن الكافرات فلا يجوز للمسلمات الكشف لهن وشمل ما ملكت أيمانهن العبيد ( أو التابعين ) في فضول الطعام ( غير ) بالجر صفة والنصب استثناء ( أولي الإربة ) أصحاب الحاجة إلى النساء ( من الرجال ) بأن لم ينتشرذكر كل ( أو الطفل ) بمعنى الأطفال ( الذين لم يظهروا ) يطلعوا ( على عورات النساء ) للجماع فيجوز أن يبدين لهم ما عدا بين السرة والركبة ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) من خلخال يتقعقع ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون ) مما وقع لكم من النظر الممنوع منه ومن غيره ( لعلكم تفلحون ) تنجون من ذلك لقبول التوبة منه وفي الآية تغليب الذكور على الإناث
32. ( وأنكحوا الأيامى منكم ) جمع أيم وهي من ليس لها زوج بكرا كانت أو ثيبا ومن ليس له زوج وهذا في الأحرار والحرائر ( والصالحين ) المؤمنين ( من عبادكم وإمائكم ) وعباد من جموع عبد ( إن يكونوا ) أي الأحرار ( فقراء يغنهم الله ) بالتزوج ( من فضله والله واسع ) لخلقه ( عليم ) بهم
33. ( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا ) ما ينكحون به من مهر ونفقة عن الزنا ( حتى يغنيهم الله ) يوسع عليهم ( من فضله ) فينكحوا ( والذين يبتغون الكتاب ) بمعنى المكاتبة ( مما ملكت أيمانكم ) من العبيد والإماء ( فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ) أي أمانة وقدرة على الكسب لإداء مال الكتابة وصيغتها مثلا كاتبتك على ألفين في شهرين كل شهر ألف فإذا أديتهما فأنت حر فيقول قبلت ( وآتوهم ) أمر للسادة ( من مال الله الذي آتاكم ) ما يستعينون به في أداء ما التزموه لكم ( ولا تكرهوا فتياتكم ) إماءكم ( على البغاء ) الزنا ( إن أردن تحصنا ) تعففا عنه وهذه الإرادة محل الإكراه فلا مفهوم للشرط ( لتبتغوا ) بالإكراه ( عرض الحياة الدنيا ) نزلت في عبد الله بن أبي كان يكره جواريه على الكسب بالزنا ( ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور ) لهن ( رحيم ) بهن
34. ( ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ) بفتح الياء وكسرها في هذه السورة بين فيها ما ذكر أو بينة ( ومثلا ) خبرا عجيبا وهو خبر عائشة ( من الذين خلوا من قبلكم ) أي من جنس أمثالهم أي أخبارهم العجيبة كخبر يوسف ومريم ( وموعظة للمتقين ) في قوله تعالى ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون الخ ولولا إذ سمعتموه الخ يعظكم الله أن تعودوا الخ وتخصيصها بالمتقين لأنهم المنتفعون بها
35. ( الله نور السماوات والأرض ) أي منورهما بالشمس والقمر ( مثل نوره ) أي صفته في قلب المؤمن ( كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة ) هي القنديل والمصباح السراج أي الفتيلة الموقودة والمشكاة الطاقة غير النافذة أي الأنبوبة في القنديل ( الزجاجة كأنها ) والنور فيها ( كوكب دري ) مضيء بكسر الدال وضمها من الدرء بمعنى الدفع لدفعها الظلام وبضمها وتشديد الياء منسوب إلى الدر اللؤلؤ ( يوقد ) المصباح بالماضي وفي قراءة بمضارع أوقد مبنيا للمفعول بالتحتانية وفي أخرى توقد بالفوقانية أي الزجاجة ( من ) زيت ( شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ) بل بينهما فلا يتمكن منها حر ولا برد مضرين ( يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ) لصفائه ( نور ) به ( على نور ) بالنار ونور الله أي هداه للمؤمن نور على نور الإيمان ( يهدي الله لنوره ) لدين الإسلام ( من يشاء ويضرب ) يبين ( الله الأمثال للناس ) تقريبا لأفهامهم ليعتبروا فيؤمنوا ( والله بكل شيء عليم ) ومنه ضرب الأمثال
36. ( في بيوت ) متعلق بيسبح الآتي ( أذن الله أن ترفع ) تعظم ( ويذكر فيها اسمه ) بتوحيده ( يسبح ) بفتح الموحدة وكسرها أي يصلي ( له فيها بالغدو ) مصدر بمعنى الغدوات أي البكر ( والآصال ) العشايا من بعد الزوال
37. ( رجال ) فاعل يسبح بكسر الباء وعلى فتحها نائب الفاعل له ورجال فاعل فعل مقدر جواب سؤال مقدر كأنه قيل من يسبحه ( لا تلهيهم تجارة ) شراء ( ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة ) حذف هاء إقامة تخفيف ( وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب ) تضطرب ( فيه القلوب والأبصار ) من الخوف القلوب بين النجاة والهلاك والأبصار بين ناحيتي اليمين والشمال هو يوم القيامة
38. ( ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ) أي ثوابه وأحسن بمعنى حسن ( ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ) يقال فلان ينفق بغير حساب أي يوسع كأنه لا يحسب ما ينفقه
39. ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة ) جمع قاع أي فلاة وهي شعاع يرى فيها نصف النهار في شدة الحر يشبه الماء الجاري ( يحسبه ) يظنه ( الظمآن ) أي العطشان ( ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ) مما حسبه كذلك الكافر يحسب أن عمله كصدقة ينفعه حتى إذا مات وقدم على ربه يجد عمله أي لم ينفعه ( ووجد الله عنده ) أي عند عمله ( فوفاه حسابه ) أي جازاه عليه في الدنيا ( والله سريع الحساب ) أي المجازاة
40. ( أو ) الذين كفروا أعمالهم السيئة ( كظلمات في بحر لجي ) عميق ( يغشاه موج من فوقه ) أي الموج ( موج من فوقه ) أي الموج الثاني ( سحاب ) غيم هذه ( ظلمات بعضها فوق بعض ) ظلمة البحر وظلمة الموج الأول وظلمة الثاني وظلمة السحاب ( إذا أخرج ) الناظر ( يده ) في هذه الظلمات ( لم يكد يراها ) أي لم يقرب من رؤيتها ( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) أي من لم يهده الله لم يهتد
41. ( ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض ) ومن التسبيح صلاة ( والطير ) جمع طائر بين السماء والأرض ( صافات ) حال باسطات أجنحتهن ( كل قد علم ) الله ( صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون ) فيه تغليب العاقل
42. ( ولله ملك السماوات والأرض ) خزائن المطر والرزق والنبات ( وإلى الله المصير ) المرجع
43. ( ألم تر أن الله يزجي سحابا ) يسوقه برفق ( ثم يؤلف بينه ) يضم بعضه إلى بعض فيجعل القطع المتفرقة قطعة واحدة ( ثم يجعله ركاما ) بعضه فوق بعض ( فترى الودق ) المطر ( يخرج من خلاله ) مخارجه ( وينزل من السماء من ) صلة ( جبال فيها ) في السماء بدل باعادة الجار ( من برد ) أي بعضه ( فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء ) يقرب ( يكاد سنا ) لمعانه ( برقه يذهب ) الناظرة له أي يخطفها
44. ( يقلب الله الليل والنهار ) أي يأتي بكل منهما بدل الآخر ( إن في ذلك ) التقليب ( لعبرة ) دلالة ( لأولي الأبصار ) لأصحاب البصائر على قدرة الله تعالى
45. ( والله خلق كل دابة ) حيوان ( من ماء ) نطفة ( فمنهم من يمشي على بطنه ) كالحيات والهوام ( ومنهم من يمشي على رجلين ) كالإنسان والطير ( ومنهم من يمشي على أربع ) كالبهائم والأنعام ( يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير )
46. ( لقد أنزلنا آيات مبينات ) بينات هي القرآن ( والله يهدي من يشاء إلى صراط ) طريق ( مستقيم ) دين الإسلام
47. ( ويقولون ) المنافقون ( آمنا ) صدقنا ( بالله ) بتوحيده ( وبالرسول ) محمد ( وأطعنا ) هما فيما حكما به ( ثم يتولى ) يعرض ( فريق منهم من بعد ذلك ) عنه ( وما أولئك ) المعرضون ( بالمؤمنين ) المعهودين الموافق قلوبهم لألسنتهم
48. ( وإذا دعوا إلى الله ورسوله ) المبلغ عنهم ( ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون ) عن المجيء إليه
49. ( وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين ) مسرعين طائعين
50. ( أفي قلوبهم مرض ) كفر ( أم ارتابوا ) أي شكوا في نبوته ( أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله ) في الحكم أي فيظلموا فيه لا ( بل أولئك هم الظالمون ) بالإعراض عنه
51. ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم ) فالقول اللائق بهم ( أن يقولوا سمعنا وأطعنا ) بالإجابة ( وأولئك ) حينئذ ( هم المفلحون ) الناجون
52. ( ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ) يخافه ( ويتقه ) بسكون الهاء وكسرها بأن يطيعه ( فأولئك هم الفائزون ) بالجنة
53. ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم ) غايتها ( لئن أمرتهم ) بالجهاد ( ليخرجن قل ) لهم ( لا تقسموا طاعة معروفة ) للنبي خير من قسمكم الذي لا تصدقون فيه ( إن الله خبير بما تعملون ) من طاعتكم بالقول ومخالفتكم بالفعل
54. ( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا ) عن طاعته بحذف إحدى التاءين خطاب لهم ( فإنما عليه ما حمل ) من التبليغ ( وعليكم ما حملتم ) من طاعته ( وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) أي التبليغ البين
55. ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض ) بدلا من الكفار ( كما استخلف ) بالبناء للفاعل والمفعول ( الذين من قبلهم ) من بني إسرائيل بدلا من الجبابرة ( وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ) وهو الإسلام بأن يظهره على جميع الأديان ويوسع لهم في البلاد فيملكوها ( وليبدلنهم ) بالتخفيف والتشديد ( من بعد خوفهم ) من الكفار ( أمنا ) وقد أنجز الله وعده لهم بما ذكر وأنثى عليهم بقوله ( يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) هو مستأنف في حكم التعليل ( ومن كفر بعد ذلك ) الإنعام منهم به ( فأولئك هم الفاسقون ) وأول من كفر به قتلة عثمان رضي الله عنه فصاروا يقتتلون بعد أن كانوا إخوانا
56. ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) رجاء الرحمة
57. ( لا تحسبن ) بالفوقانية والتحتانية والفاعل الرسول ( الذين كفروا معجزين ) لنا ( في الأرض ) بأن يفوتونا ( ومأواهم ) مرجعهم ( النار ولبئس المصير ) المرجع هي
58. ( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ) من العبيد والإماء ( والذين لم يبلغوا الحلم منكم ) من الأحرار وعرفوا أمر النساء ( ثلاث مرات ) في ثلاثة أوقات ( من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ) وقت الظهر ( ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ) بالرفع خبر مبتدأ مقدر بعده مضاف وقام المضاف إليه مقامه هي أوقات أو بالنصب بتقدير أوقات منصوبا بدلا من محل ما قبله قام المضاف إليه مقامه وهي لإلقاء الثياب تبدو فيها العورات ( ليس عليكم ولا عليهم ) المماليك والصبيان ( جناح ) في الدخول عليكم بغير استئذان ( بعدهن ) بعد الأوقات الثلاثة هم ( طوافون عليكم ) للخدمة ( بعضكم ) طائف ( على بعض ) والجملة مؤكدة لما قبلها ( كذلك ) كما بين ما ذكر ( يبين الله لكم الآيات ) أي الأحكام ( والله عليم ) بأمور خلقه ( حكيم ) بما دبره لهم وآية الاستئذان قيل منسوخة وقيل لا ولكن تهاون الناس في ترك الاستئذان
59. ( وإذا بلغ الأطفال منكم ) أيها الأحرار ( الحلم فليستأذنوا ) في جميع الأوقات ( كما استأذن الذين من قبلهم ) أي الأحرار الكبار ( كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم )
60. ( والقواعد من النساء ) قعدن عن الحيض والولد لكبرهن ( اللاتي لا يرجون نكاحا ) لذلك ( فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن ) من الجلباب والرداء والقناع فوق الخمار ( غير متبرجات ) مظهرات ( بزينة ) خفية كقلادة وسوار وخلخال ( وأن يستعففن ) بأن لا يضعنها ( خير لهن والله سميع ) لقولكم ( عليم ) بما في قلوبكم
61. ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ) في مؤاكلة مقابليهم ( ولا ) حرج ( على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم ) بيوت أولادكم ( أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه ) خزنتموه لغيركم ( أو صديقكم ) وهو من صدقكم في مودته المعنى يجوز الأكل من بيوت من ذكر وإن لم يحضروا إذا علم رضاهم به ( ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا ) مجتمعين ( أو أشتاتا ) متفرقين جمع شت فيمن تحرج أن يأكل وحده وإذا لم يجد من يؤاكله يترك الأكل ( فإذا دخلتم بيوتا ) لكم لا أهل بها ( فسلموا على أنفسكم ) قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإن الملائكة ترد عليكم وإن كان بها أهل فسلموا عليهم ( تحية ) مصدر حيا ( من عند الله مباركة طيبة ) يثاب عليها ( كذلك يبين الله لكم الآيات ) يفصل لكم معالم دينكم ( لعلكم تعقلون ) لكي تفهموا ذلك
62. ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه ) الرسول ( على أمر جامع ) كخطبة الجمعة ( لم يذهبوا ) لعروض عذر لهم ( حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم ) أمرهم ( فأذن لمن شئت منهم ) بالإنصراف ( واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم )
63. ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) بأن تقولوا يا محمد بل قولوا يا نبي الله يا رسول الله في لين وتواضع وخفض صوت ( قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا ) أي يخرجون من المسجد في الخطبة من غير استئذان خفية مستترين بشيء وقد للتحقيق ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) أي الله أو الرسول ( أن تصيبهم فتنة ) بلاء ( أو يصيبهم عذاب أليم ) في الآخرة
64. ( ألا إن لله ما في السماوات والأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا ( قد يعلم ما أنتم ) أيها المكلفون ( عليه ) من الإيمان والنفاق ويعلم ( ويوم يرجعون إليه ) فيه التفات عن الخطاب أي متى يكون ( فينبئهم ) فيه ( بما عملوا ) من الخير والشر ( والله بكل شيء ) من أعمالهم وغيرهم ( عليم )
1. هذه ( سورة أنزلناها وفرضناها ) مخففة ومشددة لكثرة المفروض فيها ( وأنزلنا فيها آيات بينات ) واضحات الدلالات ( لعلكم تذكرون ) بإدغام التاء الثانية في الذال تتعظون
2. ( الزانية والزاني ) غير المحصنين لرجمها بالسنة وأل فيما ذكر موصولة وهو مبتدأ ولشبهه بالشرط دخلت الفاء في خبره وهو ( فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ) ضربة يقال جلده ضرب جلده ويزاد على ذلك بالسنة تغريب عام والرقيق على النصف مما ذكر ( ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ) حكمه بأن تتركوا شيئا من حدهما ( إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) يوم البعث في هذا تحريض على ما قبل الشرط وهو جوابه أو دال على جوابه ( وليشهد عذابهما ) الجلد ( طائفة من المؤمنين ) قيل ثلاثة وقيل أربعة عدد شهود الزنا
3. ( الزاني لا ينكح ) يتزوج ( إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) أي المناسب لكل منهما ما ذكر ( وحرم ذلك ) أي نكاح الزواني ( على المؤمنين ) الأخيار نزل ذلك لما هم فقراء المهاجرين أن يتزوجوا بغايا المشركين وهن موسرات لينفقن عليهم فقيل التحريم خاص بهم وقيل عام ونسخ بقوله تعالى وأنكحوا الأيامى منكم
4. ( والذين يرمون المحصنات ) العفيفات بالزنا ( ثم لم يأتوا بأربعة شهداء ) على زناهن برؤيتهم ( فاجلدوهم ) كل واحد منهم ( ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ) في شيء ( أبدا وأولئك هم الفاسقون ) لإتيانهم كبيرة
5. ( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا ) عملهم ( فإن الله غفور ) لهم قذفهم ( رحيم ) بهم بإلهامهم التوبة فبها ينتهي فسقهم وتقبل شهادتهم وقيل لا تقبل رجوعا بالاستثناء إلى الجملة الأخيرة
6. ( والذين يرمون أزواجهم ) بالزنا ( ولم يكن لهم شهداء ) عليه ( إلا أنفسهم ) وقع ذلك لجماعة من الصحابة ( فشهادة أحدهم ) مبتدأ ( أربع شهادات ) نصب على المصدر ( بالله إنه لمن الصادقين ) فيما رمى به زوجته من الزنى
7. ( والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ) في ذلك وخبر المبتدأ تدفع عنه حد القذف
8. ( ويدرأ ) يدفع ( عنها العذاب ) حد الزنا الذي ثبت بشهادته ( أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ) فيما رماها به من الزنا
9. ( والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ) في ذلك
10. ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ) بالستر في ذلك ( وأن الله تواب ) بقبوله التوبة في ذلك وغيره ( حكيم ) فيما حكم به في ذلك وغيره ليبين الحق في ذلك وعاجل بالعقوبة من يستحقها
11. ( إن الذين جاؤوا بالإفك ) أسوأ الكذب على عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين بقذفها ( عصبة منكم ) جماعة من المؤمنين قالت حسان بن ثابت وعبد الله بن أبي ومسطح وحمنة بنت جحش ( لا تحسبوه ) أيها المؤمنون غير العصبة ( شرا لكم بل هو خير لكم ) يأجركم الله به ويظهر براءة عائشة ومن جاء معها منه وهو صفوان فإنها قالت كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بعدما انزل الحجاب ففرغ منها ورجع ودنا من المدينة وآذن بالرحيل ليلة فمشيت وقضيت شأني وأقبلت النساء خفافا إنما نأكلن العلقة هو بضم المهملة القلادة فرجعت التمسه وحملوا هودجي على بعيري يحسبونني فيه وكانت النساء خفافا إنما يأكلن العلقة وهو بضم المهلة وسكون اللام من الطعام أي القليل ووجدت عقدي وجئت بعد ما ساروا فجلست في النزل الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي فغلبتني عيناي فنمت وكان صفوان قد عرس من وراء الجيش فادلج أي نزل من آخر الليل للاستراحة فسار منه فأصبح في منزله فرأى سواد إنسان نائم أي شخصه فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني أي قوله إنا لله وإنا إليه راجعون فخمرت وجهي بجلبابي أي غطيته بالملاءة والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته ووطيء على يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة أي من أوغر واقفين في مكان وغر من شدة الحر فهلك من هلك وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي بن سلول أه قولها رواه الشيخان قال تعالى ( لكل امرئ منهم ) أي عليه ( ما اكتسب من الإثم ) في ذلك ( والذي تولى كبره منهم ) أي تحمل معظمه فبدأ بالخوض فيه وأشاعه وهو عبد الله بن أبي ( له عذاب عظيم ) هو النار في الآخرة
12. ( لولا ) هلا ( إذ ) حين ( سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم ) ظن بعضهم ببعض ( خيرا وقالوا هذا إفك مبين ) كذب بين فيه التفات عن الخطاب أي ظننتم أيها العصبة وقلتم
13. ( لولا ) هلا ( جاؤوا ) أي العصبة ( عليه بأربعة شهداء ) شاهدوه ( فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله ) في حكمه ( هم الكاذبون ) فيه
14. ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم ) أيها العصبة أي خضتم ( فيه عذاب عظيم ) في الآخرة
15. ( إذ تلقونه بألسنتكم ) أي يرويه بعضكم عن بعض وحذف من الفعل إحدى التاءين وإذ منصوب يمسكم أو بأفضتم ( وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا ) لا إثم فيه ( وهو عند الله عظيم ) في الإثم
16. ( ولولا ) هلا ( إذ ) حين ( سمعتموه قلتم ما يكون ) ما ينبغي ( لنا أن نتكلم بهذا سبحانك ) هو للتعجب هنا ( هذا بهتان ) كذب ( عظيم )
17. ( يعظكم الله ) ينهاكم ( أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ) تتعظون بذلك
18. ( ويبين الله لكم الآيات ) في الأمر والنهي ( والله عليم ) بما يأمر به وينهى عنه ( حكيم ) فيه
19. ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة ) باللسان ( في الذين آمنوا ) بنسبتها إليهم وهم العصبة ( لهم عذاب أليم في الدنيا ) بحد القذف ( والآخرة ) بالنار لحق الله ( والله يعلم ) انتفاءها عنهم ( وأنتم ) أيها العصبة بما قلتم من الإفك ( لا تعلمون ) وجودها فيهم
20. ( ولولا فضل الله عليكم ) أيها العصبة ( ورحمته وأن الله رؤوف رحيم ) بكم لعاجلكم بالعقوبة
28. ( فإن لم تجدوا فيها أحدا ) يأذن لكم ( فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ) بعد الاستئذان ( ارجعوا فارجعوا هو ) الرجوع ( أزكى ) خير ( لكم ) من القعود على الباب ( والله بما تعملون ) من الدخول بإذن وغير إذن ( عليم ) فيجازيكم عليه
29. ( ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع ) أي منفعة ( لكم ) باستكنان وغيره كبيوت الربط والخانات المسبلة ( والله يعلم ما تبدون ) تظهرون ( وما تكتمون ) تخفون في دخول غير بيوتكم من قصد صلاح أو غيره وسيأتي أنهم إذا دخلوا بيوتهم يسلمون على أنفسهم
30. ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) عما لايحل لهم نظره ومن زائدة ( ويحفظوا فروجهم ) عما لا يحل لهم فعله بها ( ذلك أزكى ) أي خير ( لهم إن الله خبير بما يصنعون ) بالأبصار والفروج فيجازيهم عليه
31. ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) عما لايحل لهن نظره ( ويحفظن فروجهن ) عما لا يحل لهن فعله بها ( ولا يبدين ) يظهرن ( زينتهن إلا ما ظهر منها ) وهو الوجه والكفان فيجوز نظره لأجنبي إن لم يخف فتنة في أحد وجهين والثاني يحرم لأنه مظنة الفتنة ورجح حسما للباب ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) أي يسترن الرؤوس والأعناق والصدور بالمقانع ( ولا يبدين زينتهن ) الخفية وهي ما عدا الوجه والفين ( إلا لبعولتهن ) جمع بعل أي زوج ( أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن ) فيجوز لهم نظره إلا ما بين السرة والركبة فيحرم نظره لغير الأزواج وخرج بنسائهن الكافرات فلا يجوز للمسلمات الكشف لهن وشمل ما ملكت أيمانهن العبيد ( أو التابعين ) في فضول الطعام ( غير ) بالجر صفة والنصب استثناء ( أولي الإربة ) أصحاب الحاجة إلى النساء ( من الرجال ) بأن لم ينتشرذكر كل ( أو الطفل ) بمعنى الأطفال ( الذين لم يظهروا ) يطلعوا ( على عورات النساء ) للجماع فيجوز أن يبدين لهم ما عدا بين السرة والركبة ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) من خلخال يتقعقع ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون ) مما وقع لكم من النظر الممنوع منه ومن غيره ( لعلكم تفلحون ) تنجون من ذلك لقبول التوبة منه وفي الآية تغليب الذكور على الإناث
32. ( وأنكحوا الأيامى منكم ) جمع أيم وهي من ليس لها زوج بكرا كانت أو ثيبا ومن ليس له زوج وهذا في الأحرار والحرائر ( والصالحين ) المؤمنين ( من عبادكم وإمائكم ) وعباد من جموع عبد ( إن يكونوا ) أي الأحرار ( فقراء يغنهم الله ) بالتزوج ( من فضله والله واسع ) لخلقه ( عليم ) بهم
33. ( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا ) ما ينكحون به من مهر ونفقة عن الزنا ( حتى يغنيهم الله ) يوسع عليهم ( من فضله ) فينكحوا ( والذين يبتغون الكتاب ) بمعنى المكاتبة ( مما ملكت أيمانكم ) من العبيد والإماء ( فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ) أي أمانة وقدرة على الكسب لإداء مال الكتابة وصيغتها مثلا كاتبتك على ألفين في شهرين كل شهر ألف فإذا أديتهما فأنت حر فيقول قبلت ( وآتوهم ) أمر للسادة ( من مال الله الذي آتاكم ) ما يستعينون به في أداء ما التزموه لكم ( ولا تكرهوا فتياتكم ) إماءكم ( على البغاء ) الزنا ( إن أردن تحصنا ) تعففا عنه وهذه الإرادة محل الإكراه فلا مفهوم للشرط ( لتبتغوا ) بالإكراه ( عرض الحياة الدنيا ) نزلت في عبد الله بن أبي كان يكره جواريه على الكسب بالزنا ( ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور ) لهن ( رحيم ) بهن
34. ( ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ) بفتح الياء وكسرها في هذه السورة بين فيها ما ذكر أو بينة ( ومثلا ) خبرا عجيبا وهو خبر عائشة ( من الذين خلوا من قبلكم ) أي من جنس أمثالهم أي أخبارهم العجيبة كخبر يوسف ومريم ( وموعظة للمتقين ) في قوله تعالى ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون الخ ولولا إذ سمعتموه الخ يعظكم الله أن تعودوا الخ وتخصيصها بالمتقين لأنهم المنتفعون بها
35. ( الله نور السماوات والأرض ) أي منورهما بالشمس والقمر ( مثل نوره ) أي صفته في قلب المؤمن ( كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة ) هي القنديل والمصباح السراج أي الفتيلة الموقودة والمشكاة الطاقة غير النافذة أي الأنبوبة في القنديل ( الزجاجة كأنها ) والنور فيها ( كوكب دري ) مضيء بكسر الدال وضمها من الدرء بمعنى الدفع لدفعها الظلام وبضمها وتشديد الياء منسوب إلى الدر اللؤلؤ ( يوقد ) المصباح بالماضي وفي قراءة بمضارع أوقد مبنيا للمفعول بالتحتانية وفي أخرى توقد بالفوقانية أي الزجاجة ( من ) زيت ( شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ) بل بينهما فلا يتمكن منها حر ولا برد مضرين ( يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ) لصفائه ( نور ) به ( على نور ) بالنار ونور الله أي هداه للمؤمن نور على نور الإيمان ( يهدي الله لنوره ) لدين الإسلام ( من يشاء ويضرب ) يبين ( الله الأمثال للناس ) تقريبا لأفهامهم ليعتبروا فيؤمنوا ( والله بكل شيء عليم ) ومنه ضرب الأمثال
36. ( في بيوت ) متعلق بيسبح الآتي ( أذن الله أن ترفع ) تعظم ( ويذكر فيها اسمه ) بتوحيده ( يسبح ) بفتح الموحدة وكسرها أي يصلي ( له فيها بالغدو ) مصدر بمعنى الغدوات أي البكر ( والآصال ) العشايا من بعد الزوال
37. ( رجال ) فاعل يسبح بكسر الباء وعلى فتحها نائب الفاعل له ورجال فاعل فعل مقدر جواب سؤال مقدر كأنه قيل من يسبحه ( لا تلهيهم تجارة ) شراء ( ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة ) حذف هاء إقامة تخفيف ( وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب ) تضطرب ( فيه القلوب والأبصار ) من الخوف القلوب بين النجاة والهلاك والأبصار بين ناحيتي اليمين والشمال هو يوم القيامة
38. ( ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ) أي ثوابه وأحسن بمعنى حسن ( ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ) يقال فلان ينفق بغير حساب أي يوسع كأنه لا يحسب ما ينفقه
39. ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة ) جمع قاع أي فلاة وهي شعاع يرى فيها نصف النهار في شدة الحر يشبه الماء الجاري ( يحسبه ) يظنه ( الظمآن ) أي العطشان ( ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ) مما حسبه كذلك الكافر يحسب أن عمله كصدقة ينفعه حتى إذا مات وقدم على ربه يجد عمله أي لم ينفعه ( ووجد الله عنده ) أي عند عمله ( فوفاه حسابه ) أي جازاه عليه في الدنيا ( والله سريع الحساب ) أي المجازاة
40. ( أو ) الذين كفروا أعمالهم السيئة ( كظلمات في بحر لجي ) عميق ( يغشاه موج من فوقه ) أي الموج ( موج من فوقه ) أي الموج الثاني ( سحاب ) غيم هذه ( ظلمات بعضها فوق بعض ) ظلمة البحر وظلمة الموج الأول وظلمة الثاني وظلمة السحاب ( إذا أخرج ) الناظر ( يده ) في هذه الظلمات ( لم يكد يراها ) أي لم يقرب من رؤيتها ( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) أي من لم يهده الله لم يهتد
41. ( ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض ) ومن التسبيح صلاة ( والطير ) جمع طائر بين السماء والأرض ( صافات ) حال باسطات أجنحتهن ( كل قد علم ) الله ( صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون ) فيه تغليب العاقل
42. ( ولله ملك السماوات والأرض ) خزائن المطر والرزق والنبات ( وإلى الله المصير ) المرجع
43. ( ألم تر أن الله يزجي سحابا ) يسوقه برفق ( ثم يؤلف بينه ) يضم بعضه إلى بعض فيجعل القطع المتفرقة قطعة واحدة ( ثم يجعله ركاما ) بعضه فوق بعض ( فترى الودق ) المطر ( يخرج من خلاله ) مخارجه ( وينزل من السماء من ) صلة ( جبال فيها ) في السماء بدل باعادة الجار ( من برد ) أي بعضه ( فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء ) يقرب ( يكاد سنا ) لمعانه ( برقه يذهب ) الناظرة له أي يخطفها
44. ( يقلب الله الليل والنهار ) أي يأتي بكل منهما بدل الآخر ( إن في ذلك ) التقليب ( لعبرة ) دلالة ( لأولي الأبصار ) لأصحاب البصائر على قدرة الله تعالى
45. ( والله خلق كل دابة ) حيوان ( من ماء ) نطفة ( فمنهم من يمشي على بطنه ) كالحيات والهوام ( ومنهم من يمشي على رجلين ) كالإنسان والطير ( ومنهم من يمشي على أربع ) كالبهائم والأنعام ( يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير )
46. ( لقد أنزلنا آيات مبينات ) بينات هي القرآن ( والله يهدي من يشاء إلى صراط ) طريق ( مستقيم ) دين الإسلام
47. ( ويقولون ) المنافقون ( آمنا ) صدقنا ( بالله ) بتوحيده ( وبالرسول ) محمد ( وأطعنا ) هما فيما حكما به ( ثم يتولى ) يعرض ( فريق منهم من بعد ذلك ) عنه ( وما أولئك ) المعرضون ( بالمؤمنين ) المعهودين الموافق قلوبهم لألسنتهم
48. ( وإذا دعوا إلى الله ورسوله ) المبلغ عنهم ( ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون ) عن المجيء إليه
49. ( وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين ) مسرعين طائعين
50. ( أفي قلوبهم مرض ) كفر ( أم ارتابوا ) أي شكوا في نبوته ( أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله ) في الحكم أي فيظلموا فيه لا ( بل أولئك هم الظالمون ) بالإعراض عنه
51. ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم ) فالقول اللائق بهم ( أن يقولوا سمعنا وأطعنا ) بالإجابة ( وأولئك ) حينئذ ( هم المفلحون ) الناجون
52. ( ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ) يخافه ( ويتقه ) بسكون الهاء وكسرها بأن يطيعه ( فأولئك هم الفائزون ) بالجنة
53. ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم ) غايتها ( لئن أمرتهم ) بالجهاد ( ليخرجن قل ) لهم ( لا تقسموا طاعة معروفة ) للنبي خير من قسمكم الذي لا تصدقون فيه ( إن الله خبير بما تعملون ) من طاعتكم بالقول ومخالفتكم بالفعل
54. ( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا ) عن طاعته بحذف إحدى التاءين خطاب لهم ( فإنما عليه ما حمل ) من التبليغ ( وعليكم ما حملتم ) من طاعته ( وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) أي التبليغ البين
55. ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض ) بدلا من الكفار ( كما استخلف ) بالبناء للفاعل والمفعول ( الذين من قبلهم ) من بني إسرائيل بدلا من الجبابرة ( وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ) وهو الإسلام بأن يظهره على جميع الأديان ويوسع لهم في البلاد فيملكوها ( وليبدلنهم ) بالتخفيف والتشديد ( من بعد خوفهم ) من الكفار ( أمنا ) وقد أنجز الله وعده لهم بما ذكر وأنثى عليهم بقوله ( يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) هو مستأنف في حكم التعليل ( ومن كفر بعد ذلك ) الإنعام منهم به ( فأولئك هم الفاسقون ) وأول من كفر به قتلة عثمان رضي الله عنه فصاروا يقتتلون بعد أن كانوا إخوانا
56. ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) رجاء الرحمة
57. ( لا تحسبن ) بالفوقانية والتحتانية والفاعل الرسول ( الذين كفروا معجزين ) لنا ( في الأرض ) بأن يفوتونا ( ومأواهم ) مرجعهم ( النار ولبئس المصير ) المرجع هي
58. ( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ) من العبيد والإماء ( والذين لم يبلغوا الحلم منكم ) من الأحرار وعرفوا أمر النساء ( ثلاث مرات ) في ثلاثة أوقات ( من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ) وقت الظهر ( ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ) بالرفع خبر مبتدأ مقدر بعده مضاف وقام المضاف إليه مقامه هي أوقات أو بالنصب بتقدير أوقات منصوبا بدلا من محل ما قبله قام المضاف إليه مقامه وهي لإلقاء الثياب تبدو فيها العورات ( ليس عليكم ولا عليهم ) المماليك والصبيان ( جناح ) في الدخول عليكم بغير استئذان ( بعدهن ) بعد الأوقات الثلاثة هم ( طوافون عليكم ) للخدمة ( بعضكم ) طائف ( على بعض ) والجملة مؤكدة لما قبلها ( كذلك ) كما بين ما ذكر ( يبين الله لكم الآيات ) أي الأحكام ( والله عليم ) بأمور خلقه ( حكيم ) بما دبره لهم وآية الاستئذان قيل منسوخة وقيل لا ولكن تهاون الناس في ترك الاستئذان
59. ( وإذا بلغ الأطفال منكم ) أيها الأحرار ( الحلم فليستأذنوا ) في جميع الأوقات ( كما استأذن الذين من قبلهم ) أي الأحرار الكبار ( كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم )
60. ( والقواعد من النساء ) قعدن عن الحيض والولد لكبرهن ( اللاتي لا يرجون نكاحا ) لذلك ( فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن ) من الجلباب والرداء والقناع فوق الخمار ( غير متبرجات ) مظهرات ( بزينة ) خفية كقلادة وسوار وخلخال ( وأن يستعففن ) بأن لا يضعنها ( خير لهن والله سميع ) لقولكم ( عليم ) بما في قلوبكم
61. ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ) في مؤاكلة مقابليهم ( ولا ) حرج ( على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم ) بيوت أولادكم ( أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه ) خزنتموه لغيركم ( أو صديقكم ) وهو من صدقكم في مودته المعنى يجوز الأكل من بيوت من ذكر وإن لم يحضروا إذا علم رضاهم به ( ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا ) مجتمعين ( أو أشتاتا ) متفرقين جمع شت فيمن تحرج أن يأكل وحده وإذا لم يجد من يؤاكله يترك الأكل ( فإذا دخلتم بيوتا ) لكم لا أهل بها ( فسلموا على أنفسكم ) قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإن الملائكة ترد عليكم وإن كان بها أهل فسلموا عليهم ( تحية ) مصدر حيا ( من عند الله مباركة طيبة ) يثاب عليها ( كذلك يبين الله لكم الآيات ) يفصل لكم معالم دينكم ( لعلكم تعقلون ) لكي تفهموا ذلك
62. ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه ) الرسول ( على أمر جامع ) كخطبة الجمعة ( لم يذهبوا ) لعروض عذر لهم ( حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم ) أمرهم ( فأذن لمن شئت منهم ) بالإنصراف ( واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم )
63. ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) بأن تقولوا يا محمد بل قولوا يا نبي الله يا رسول الله في لين وتواضع وخفض صوت ( قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا ) أي يخرجون من المسجد في الخطبة من غير استئذان خفية مستترين بشيء وقد للتحقيق ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) أي الله أو الرسول ( أن تصيبهم فتنة ) بلاء ( أو يصيبهم عذاب أليم ) في الآخرة
64. ( ألا إن لله ما في السماوات والأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا ( قد يعلم ما أنتم ) أيها المكلفون ( عليه ) من الإيمان والنفاق ويعلم ( ويوم يرجعون إليه ) فيه التفات عن الخطاب أي متى يكون ( فينبئهم ) فيه ( بما عملوا ) من الخير والشر ( والله بكل شيء ) من أعمالهم وغيرهم ( عليم )
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
25. سورة الفرقان
1. ( تبارك ) تعالى ( الذي نزل الفرقان ) القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل ( على عبده ) محمد ( ليكون للعالمين ) الإنس والجن دون الملائكة ( نذيرا ) مخوفا من عذاب الله
2. ( الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء ) من شأنه أن يخلق ( فقدره تقديرا ) سواه تسوية
3. ( واتخذوا ) أي الكفار ( من دونه ) الله أي غيره ( آلهة ) هي الأصنام ( لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ) أي دفعه ( ولا نفعا ) أي جره ( ولا يملكون موتا ولا حياة ) أي إماتة لأحد وإحياء لأحد ( ولا نشورا ) بعثا للأموات
4. ( وقال الذين كفروا إن هذا ) ما القرآن ( إلا إفك ) كذب ( افتراه ) محمد ( وأعانه عليه قوم آخرون ) وهم من أهل الكتاب قال تعالى ( فقد جاؤوا ظلما وزورا ) كفرا وكذبا أي بهما
5. ( وقالوا ) أيضا هو ( أساطير الأولين ) أكاذيبهم جمع أسطورة بالضم ( اكتتبها ) انتسخها من ذلك القوم بغيره ( فهي تملى ) تقرأ ( عليه ) ليحفظها ( بكرة وأصيلا ) غدوة وعشية قال تعالى ردا عليهم
6. ( قل أنزله الذي يعلم السر ) الغيب ( في السماوات والأرض إنه كان غفورا ) للمؤمنين ( رحيما ) بهم
7. ( وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا ) هلا ( أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ) يصدقه
8. ( أو يلقى إليه كنز ) من السماء ينفقه ولا يحتاج إلى المشي في الأسواق لطلب المعاش ( أو تكون له جنة ) بستان ( يأكل منها ) أي من أثمارها فيكتفي بها وفي قراءة نأكل بالنون أي نحن فيكون له مزية علينا بها ( وقال الظالمون ) الكافرون للمؤمنين ( إن ) ما ( تتبعون إلا رجلا مسحورا ) مخدوعا مغلوبا على عقله
9. ( انظر كيف ضربوا لك الأمثال ) بالمسحور والمحتاج إلى ما ينفقه وإلى ملك يقوم معه بالأمر ( فضلوا ) بذلك عن الهدى ( فلا يستطيعون سبيلا ) طريقا إليه
10. ( تبارك ) تكاثر خير ( الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك ) الذي قالوه من الكنز والبستان ( جنات تجري من تحتها الأنهار ) في الدنيا لأنه شاء أن يعطيه إياها في الآخرة ( ويجعل ) بالجزم ( لك قصورا ) أيضا وفي قراءة بالرفع استئنافا
11. ( بل كذبوا بالساعة ) القيامة ( وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا ) نارا مسعرة أي مشتدة
12. ( إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا ) غليانا كالغضبان اذا غلى صدره من الغضب ( وزفيرا ) صوتا شديدا أو سماع التغيظ رؤيته وعلمه
13. ( وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا ) بالتشديد والتخفيف بأن يضيق عليهم ومنها حال من مكانا لأنه في الأصل صفة له ( مقرنين ) مصفدين قد قرنت أي جمعت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال والتشديد للتكثير ( دعوا هنالك ثبورا ) هلاكا فيقال لهم
14. ( لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا ) كعذابكم
15. ( قل أذلك ) المذكور من الوعيد وصفة النار ( خير أم جنة الخلد التي وعد ) ها ( المتقون كانت لهم ) في علمه تعالى ( جزاء ) ثوابا ( ومصيرا ) مرجعا
16. ( لهم فيها ما يشاؤون خالدين ) حال لازمة ( كان ) وعدهم ما ذكر ( على ربك وعدا مسؤولا ) يسأله من وعد به ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك أو تسأله لهم الملائكة ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم
17. ( ويوم يحشرهم ) بالنون والتحتانية ( وما يعبدون من دون الله ) أي غيره من الملائكة وعيسى وعزيز والجن ( فيقول ) تعالى بالتحتانية والنون للمعبودين إثباتا للحجة على العابدين ( أأنتم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ( أضللتم عبادي هؤلاء ) أوقعتموهم في الضلال بأمركم إياهم بعبادتكم ( أم هم ضلوا السبيل ) طريق الحق بأنفسهم
18. ( قالوا سبحانك ) تنزيها لك عما لا يليق بك ( ما كان ينبغي ) يستقيم ( لنا أن نتخذ من دونك ) أي غيرك ( من أولياء ) مفعول أول ومن زائدة لتأكيد النفي وما قبله الثاني فكيف نأمر بعبادتنا ( ولكن متعتهم وآباءهم ) من قبلهم بإطالة العنر وسعة الرزق ( حتى نسوا الذكر ) تركوا الموعظة والإيمان بالقرآن ( وكانوا قوما بورا ) هلكى
19. ( فقد كذبوكم ) كذب المعبودون العابدين ( بما تقولون ) بالفوقانية أنهم آلهة ( فما تستطيعون ) بالتحتانية والفوقانية أي لاهم ولا أنتم ( صرفا ) دفعا للعذاب عنكم ( ولا نصرا ) منعا لكم منه ( ومن يظلم ) يشرك ( منكم نذقه عذابا كبيرا ) شديدا في الآخرة
20. ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ) فأنت مثلهم في ذلك وقد قيل لهم ما قيل لك ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ) بلية ابتلي الغنى بالفقير والصحيح بالمريض والشريف بالوضيع يقول الثاني في كل مالي لا أكون كالأول في كل ( أتصبرون ) على ما تسمعون ممن ابتليتم بهم استفهام بمعنى الأمر أي اصبروا ( وكان ربك بصيرا ) بمن يصبر وبمن يجزع
21. ( وقال الذين لا يرجون لقاءنا ) لا يخافون البعث ( لولا ) هلا ( أنزل علينا الملائكة ) فكانوا رسلا إلينا ( أو نرى ربنا ) فنخبر بأن محمدا رسوله قال تعالى ( لقد استكبروا ) تكبروا ( في ) شأن ( أنفسهم وعتوا ) طغوا ( عتوا كبيرا ) بطلبهم رؤية الله تعالى في الدنيا وعتوا بالواو على أصله بخلاف عتى بالإبدال في مريم
22. ( يوم يرون الملائكة ) في جملة الخلائق هو يوم القيامة ونصبه باذكر مقدرا ( لا بشرى يومئذ للمجرمين ) الكافرين بخلاف المؤمنين فلهم البشرى بالجنة ( ويقولون حجرا محجورا ) على عادتهم في الدنيا إذا نزلت بهم شدة أي عوذا معاذا يستعيذون من الملائكة
23. ( وقدمنا ) عمدنا ( إلى ما عملوا من عمل ) من الخير كصدقة وصلة رحم وقرى ضيف وإغاثة ملهوف في الدنيا ( فجعلناه هباء منثورا ) هو ما يرى في الكوى التي عليها الشمس كالغبار المفرق أي مثله في عدم النفع به إذ لا ثواب فيه لعدم شرطه ويجازون عليه في الدنيا
24. ( أصحاب الجنة يومئذ ) يوم القيامة ( خير مستقرا ) من الكافرين في الدنيا ( وأحسن مقيلا ) منهم أي موضع قائلة فيها وهي الاستراحة نصف النهار في الحر وأخذ من ذلك انقضاء الحساب في نصف نهار كما ورد في الحديث
25. ( ويوم تشقق السماء ) كل سماء ( بالغمام ) معه وهو غيم أبيض ( ونزل الملائكة ) من كل سماء ( تنزيلا ) هو يوم القيامة ونصبه باذكر مقدرا وفي قراءة بتشديد شين تشقق بإدغام التاء الثانية في الأصل فيها وفي أخرى ننزل بنونين الثانية ساكنة وضم اللام ونصب الملائكة
26. ( الملك يومئذ الحق للرحمن ) لا يشركه فيه أحد ( وكان ) اليوم ( يوما على الكافرين عسيرا ) بخلاف المؤمنين
27. ( ويوم يعض الظالم ) المشرك عقبة بن أبي معيط كان نطق بالشهادتين ثم رجع إرضاء لأبي ابن خلف ( على يديه ) ندما وتحسرا في يوم القيامة ( يقول يا ) للتنبيه ( ليتني اتخذت مع الرسول ) محمد ( سبيلا ) طريقا إلى الهدى
28. ( يا ويلتى ) ألفه عوض عن ياء الإضافة أي ويلتي ومعناه هلكتي ( ليتني لم أتخذ فلانا ) أي أبيا ( خليلا )
29. ( لقد أضلني عن الذكر ) القرآن ( بعد إذ جاءني ) بأن ردني عن الإيمان به قال تعالى ( وكان الشيطان للإنسان ) الكافر ( خذولا ) بأن يتركه ويتبرأ منه عند البلاء
30. ( وقال الرسول ) محمد ( يا رب إن قومي ) قريشا ( اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) متروكا
31. ( وكذلك ) كما جعلنا عدوا من مشركي قومك ( جعلنا لكل نبي ) قبلك ( عدوا من المجرمين ) المشركين فاصبر كما صبروا ( وكفى بربك هاديا ) لك ( ونصيرا ) ناصرا لك على أعدائك
32. ( وقال الذين كفروا لولا ) هلا ( نزل عليه القرآن جملة واحدة ) كالتوراة والإنجيل والزبور قال تعالى نزلناه ( كذلك ) متفرقا ( لنثبت به فؤادك ) نقوي قلبك ( ورتلناه ترتيلا ) أتينا به شيئا فشيئا بتمهل وتؤدة لتيسير فهمه وحفظه
33. ( ولا يأتونك بمثل ) في إبطال أمرك ( إلا جئناك بالحق ) الدافع له ( وأحسن تفسيرا ) بيانا لهم
34. ( الذين يحشرون على وجوههم ) يساقون ( إلى جهنم أولئك شر مكانا ) هو جهنم ( وأضل سبيلا ) أخطأ طريقا من غيرهم وهو كفرهم
35. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا ) معينا
36. ( فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا ) القبط فرعون وقومه فذهبا إليهم بالرسالة فكذبوهما ( فدمرناهم تدميرا ) أهلكناهم إهلاكا
37. واذكر ( وقوم نوح لما كذبوا الرسل ) بتكذيبهم نوحا لطول لبثه فكأنه رسل أو لأن تكذيبه تكذيب لباقي الرسل لاشتراكهم في المجيء بالتوحيد ( أغرقناهم ) جواب لما ( وجعلناهم للناس ) بعدهم ( آية ) عبرة ( وأعتدنا ) في الآخرة ( للظالمين ) الكافرين ( عذابا أليما ) مؤلما سوى ما يحل بهم في الدنيا
38. واذكر ( وعادا ) قوم هود ( وثمود ) قوم صالح ( وأصحاب الرس ) اسم بئر ونبيهم قيل شعيب وقيل غيره كانوا قعودا حولها فانهارت بهم وبمنازلهم ( وقرونا ) أقواما ( بين ذلك كثيرا ) بين عاد وأصحاب الرس
39. ( وكلا ضربنا له الأمثال ) في إقامة الحجة عليهم فلم نهلكهم إلا بعد الإنذار ( وكلا تبرنا تتبيرا ) أهلكنا إهلاكا بتكذيبهم أنبياءهم
40. ( ولقد أتوا ) مر كفار مكة ( على القرية التي أمطرت مطر السوء ) مصدر ساء بالحجارةة وهي عظمى قرى قوم لوط فأهلك الله أهلها لفعلهم الفاحشة ( أفلم يكونوا يرونها ) في سفرهم إلى الشام فيعتبروا والاستفهام للتقرير ( بل كانوا لا يرجون ) يخافون ( نشورا ) بعثا فلا يؤمنون
41. ( وإذا رأوك إن ) ما ( يتخذونك إلا هزوا ) مهزوؤا به يقولون ( أهذا الذي بعث الله رسولا ) في دعواه محتقرين له عن الرسالة
42. ( إن ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنه ( كاد ليضلنا ) يصرفنا ( عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها ) لصرفنا عنها قال تعالى ( وسوف يعلمون حين يرون العذاب ) عيانا في الآخرة ( من أضل سبيلا ) أخطأ طريقا اهم أم المؤمنين
43. ( أرأيت ) أخبرني ( من اتخذ إلهه هواه ) أي مهويه قدم المفعول الثاني لأنه أهم وجملة من اتخذ مفعول أول لرأيت والثاني ( أفأنت تكون عليه وكيلا ) حافظا تحفظه عن اتباع هواه لا
44. ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون ) سماع تفهم ( أو يعقلون ) ما تقول لهم ( إن ) ما ( هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) أخطأطريقا منها لأنها تنقاد لمن يتعهدها وهم لا يطيعون مولاهم المنعم عليهم
45. ( ألم تر ) تنظر ( إلى ) فعل ( ربك كيف مد الظل ) من وقت الإسفار إلى وقت طلوع الشمس ( ولو شاء ) ربك ( لجعله ساكنا ) مقيما لا يزول بطلوع الشمس ( ثم جعلنا الشمس عليه ) أي الظل ( دليلا ) فلولا الشمس ما عرف الظل
46. ( ثم قبضناه ) أي الظل الممدود ( إلينا قبضا يسيرا ) خفيا بطلوع الشمس
47. ( وهو الذي جعل لكم الليل لباسا ) ساترا كاللباس ( والنوم سباتا ) راحة للأبدان بقطع الأعمال ( وجعل النهار نشورا ) منشورا فيه لابتغاء الرزق
48. ( وهو الذي أرسل الرياح ) وفي قراءة الريح ( بشرا بين يدي رحمته ) متفرقة قدام المطر وفي قراءة بسكون الشين تخفيفا وفي أخرى بسكونها ونون مفتوحة مصدر وفي أخرى بسكونها وضم الموحدة بدل النون أي مبشرات ومفرد الأولى نشور كرسول والأخيرة بشير ( وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) مطهرا
49. ( لنحيي به بلدة ميتا ) بالتخفيف يستوي فيه المذكر والمؤنث ذكره باعتبار المكان ( ونسقيه ) أي الماء ( مما خلقنا أنعاما ) إبلا وبقرا وغنما ( وأناسي كثيرا ) جمع إنسان وأصله اناسين فابدلت النون ياء وادغمت فيها الياء أو جمع أنسي
50. ( ولقد صرفناه ) أي الماء ( بينهم ليذكروا ) أصله يتذكروا أدغمت التاء في الدال وفي قراءة ليذكروا بسكون الذال وضم الكاف أي نعمة الله به ( فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) جحودا للنعمة حيث قالوا مطرنا بنوء كذا
51. ( ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا ) يخوف أهلها ولكن بعثناك إلى أهل القرى كلها نذيرا ليعظم أجرك
52. ( فلا تطع الكافرين ) في هواهم ( وجاهدهم به ) أي القرآن ( جهادا كبيرا )
53. ( وهو الذي مرج البحرين ) أرسلهما متجاورين ( هذا عذب فرات ) شديد العذوبة ( وهذا ملح أجاج ) شديد الملوحة ( وجعل بينهما برزخا ) حاجزا لا يختلط أحدهما بالآخر ( وحجرا محجورا ) سترا ممنوعا به اختلاطهما
54. ( وهو الذي خلق من الماء بشرا ) من المني إنسانا ( فجعله نسبا ) ذا نسب ( وصهرا ) ذا صهر بأن يتزوج ذكرا كان أو أنثى طلبا للتناسل ( وكان ربك قديرا ) قادرا على ما يشاء
55. ( ويعبدون ) أي الكفار ( من دون الله ما لا ينفعهم ) بعبادته ( ولا يضرهم ) بتركها وهو الأصنام ( وكان الكافر على ربه ظهيرا ) معينا للشيطان بطاعته
56. ( وما أرسلناك إلا مبشرا ) بالجنة ( ونذيرا ) مخوفا من النار
57. ( قل ما أسألكم عليه ) أي على تبليغ ما ارسلت به ( من أجر إلا ) لكن ( من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ) طريقا بإنفاق ماله في مرضاته تعالى فلا أمنعه من ذلك
58. ( وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح ) متلبسا ( بحمده ) أي قل سبحان الله والحمد لله ( وكفى به بذنوب عباده خبيرا ) عالما تعلق به بذنوب
59. هو ( الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ) من أيام الدنيا أي قدرها لأنه لم يكن ثم شمس ولو شاء لخلقهن في لمحة والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت ( ثم استوى على العرش ) هو في اللغة سرير الملك ( الرحمن ) بدل من ضمير استوى أي استواء يليق به ( فاسأل ) أيها الإنسان ( به ) بالرحمن ( خبيرا ) يخبرك بصفاته
60. ( وإذا قيل لهم ) لكفار مكة ( اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا ) بالفوقانية والتحتانية والآمر محمد ولا نعرفه لا ( وزادهم ) هذا القول ( نفورا ) عن الإيمان
61. ( تبارك ) تعاظم ( الذي جعل في السماء بروجا ) إثني عشر الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت وهي منازل الكواكب السبعة السيارة المريخ وله الحمل والعقرب والزهرة ولها الثور والميزان وعطارد وله الجوزاء والسنبلة والقمر وله السرطان والشمس ولها الأسد والمشتري وله القوس والحوت وزحل وله الجدي والدلو ( وجعل فيها ) أيضا ( سراجا ) هو الشمس ( وقمرا منيرا ) وفي قراءة سرجا بالجمع أي نيرات وخص القمر منها بالذكر لنوع فضيلته
62. ( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة ) أي يخلف كل منهما الآخر ( لمن أراد أن يذكر ) بالتشديد والتخفيف كما تفدم ما فاته في أحدهما من خير فيفعله في الآخر ( أو أراد شكورا ) شكرا لنعمة ربه عليه فيهما
63. ( وعباد الرحمن ) مبتدأ وما بعده صفات له إلى اولئك يجزون غير المعترض فيه ( الذين يمشون على الأرض هونا ) بسكينة وتواضع ( وإذا خاطبهم الجاهلون ) بما يكرهونه ( قالوا سلاما ) أي قولا يسلمون فيه من الإثم
64. ( والذين يبيتون لربهم سجدا ) جمع ساجد ( وقياما ) بمعنى قائمين يصلون الليل
65. ( والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ) لازما
66. ( إنها ساءت ) بئست ( مستقرا ومقاما ) هي أي موضع استقرار وإقامة
67. ( والذين إذا أنفقوا ) على عيالهم ( لم يسرفوا ولم يقتروا ) بفتح أوله وضمه أي يضيقوا ( وكان ) إنفاقهم ( بين ذلك ) الإسراف والإقتار ( قواما ) وسطا
68. ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله ) قتلها ( إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك ) واحدا من الثلاثة ( يلق أثاما ) عقوبة
69. ( يضاعف ) وفي قراءة يضعف بالتشديد ( له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه ) بجزم الفعلين بدلا ويرفعهما استئنافا ( مهانا ) حال
70. ( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا ) منهم ( فأولئك يبدل الله سيئاتهم ) المذكورة ( حسنات ) في الآخرة ( وكان الله غفورا رحيما ) لم يزل متصفا بذلك
71. ( ومن تاب ) من ذنوبه غير من ذكر ( وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا ) يرجع إليه رجوعا فيجازيه خيرا
72. ( والذين لا يشهدون الزور ) الكذب والباطل ( وإذا مروا باللغو ) من الكلام القبيح وغيره ( مروا كراما ) معرضين عنه
73. ( والذين إذا ذكروا ) وعظوا ( بآيات ربهم ) القرآن ( لم يخروا ) يسقطوا ( عليها صما وعميانا ) بل خروا سامعين ناظرين منتفعين
74. ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا ) بالجمع والإفراد ( قرة أعين ) لنا بأن نراهم مطيعين لك ( واجعلنا للمتقين إماما ) في الخير
75. ( أولئك يجزون الغرفة ) الدرجة العليا في الجنة ( بما صبروا ) على طاعة الله ( ويلقون ) بالتشديد والتخفيف مع فتح الياء ( فيها ) في الغرفة ( تحية وسلاما ) من الملائكة
76. ( خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما ) موضع إقامة لهم واولئك وما بعده خبر عباد الرحمن المبتدأ
77. ( قل ) يا محمد لأهل مكة ( ما ) نافية ( يعبأ ) يكترث ( بكم ربي لولا دعاؤكم ) إياه في الشدائد فيكشفها ( فقد ) أي كيف يعبأ بكم وقد ( كذبتم ) الرسول والقرآن ( فسوف يكون ) العذاب ( لزاما ) ملازما لكم في الآخرة بعد ما يحل بكم في الدنيا فقتل منهم يوم بدر سبعون وجواب لولا دل عليه ما قبلها
1. ( تبارك ) تعالى ( الذي نزل الفرقان ) القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل ( على عبده ) محمد ( ليكون للعالمين ) الإنس والجن دون الملائكة ( نذيرا ) مخوفا من عذاب الله
2. ( الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء ) من شأنه أن يخلق ( فقدره تقديرا ) سواه تسوية
3. ( واتخذوا ) أي الكفار ( من دونه ) الله أي غيره ( آلهة ) هي الأصنام ( لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ) أي دفعه ( ولا نفعا ) أي جره ( ولا يملكون موتا ولا حياة ) أي إماتة لأحد وإحياء لأحد ( ولا نشورا ) بعثا للأموات
4. ( وقال الذين كفروا إن هذا ) ما القرآن ( إلا إفك ) كذب ( افتراه ) محمد ( وأعانه عليه قوم آخرون ) وهم من أهل الكتاب قال تعالى ( فقد جاؤوا ظلما وزورا ) كفرا وكذبا أي بهما
5. ( وقالوا ) أيضا هو ( أساطير الأولين ) أكاذيبهم جمع أسطورة بالضم ( اكتتبها ) انتسخها من ذلك القوم بغيره ( فهي تملى ) تقرأ ( عليه ) ليحفظها ( بكرة وأصيلا ) غدوة وعشية قال تعالى ردا عليهم
6. ( قل أنزله الذي يعلم السر ) الغيب ( في السماوات والأرض إنه كان غفورا ) للمؤمنين ( رحيما ) بهم
7. ( وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا ) هلا ( أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ) يصدقه
8. ( أو يلقى إليه كنز ) من السماء ينفقه ولا يحتاج إلى المشي في الأسواق لطلب المعاش ( أو تكون له جنة ) بستان ( يأكل منها ) أي من أثمارها فيكتفي بها وفي قراءة نأكل بالنون أي نحن فيكون له مزية علينا بها ( وقال الظالمون ) الكافرون للمؤمنين ( إن ) ما ( تتبعون إلا رجلا مسحورا ) مخدوعا مغلوبا على عقله
9. ( انظر كيف ضربوا لك الأمثال ) بالمسحور والمحتاج إلى ما ينفقه وإلى ملك يقوم معه بالأمر ( فضلوا ) بذلك عن الهدى ( فلا يستطيعون سبيلا ) طريقا إليه
10. ( تبارك ) تكاثر خير ( الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك ) الذي قالوه من الكنز والبستان ( جنات تجري من تحتها الأنهار ) في الدنيا لأنه شاء أن يعطيه إياها في الآخرة ( ويجعل ) بالجزم ( لك قصورا ) أيضا وفي قراءة بالرفع استئنافا
11. ( بل كذبوا بالساعة ) القيامة ( وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا ) نارا مسعرة أي مشتدة
12. ( إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا ) غليانا كالغضبان اذا غلى صدره من الغضب ( وزفيرا ) صوتا شديدا أو سماع التغيظ رؤيته وعلمه
13. ( وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا ) بالتشديد والتخفيف بأن يضيق عليهم ومنها حال من مكانا لأنه في الأصل صفة له ( مقرنين ) مصفدين قد قرنت أي جمعت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال والتشديد للتكثير ( دعوا هنالك ثبورا ) هلاكا فيقال لهم
14. ( لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا ) كعذابكم
15. ( قل أذلك ) المذكور من الوعيد وصفة النار ( خير أم جنة الخلد التي وعد ) ها ( المتقون كانت لهم ) في علمه تعالى ( جزاء ) ثوابا ( ومصيرا ) مرجعا
16. ( لهم فيها ما يشاؤون خالدين ) حال لازمة ( كان ) وعدهم ما ذكر ( على ربك وعدا مسؤولا ) يسأله من وعد به ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك أو تسأله لهم الملائكة ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم
17. ( ويوم يحشرهم ) بالنون والتحتانية ( وما يعبدون من دون الله ) أي غيره من الملائكة وعيسى وعزيز والجن ( فيقول ) تعالى بالتحتانية والنون للمعبودين إثباتا للحجة على العابدين ( أأنتم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ( أضللتم عبادي هؤلاء ) أوقعتموهم في الضلال بأمركم إياهم بعبادتكم ( أم هم ضلوا السبيل ) طريق الحق بأنفسهم
18. ( قالوا سبحانك ) تنزيها لك عما لا يليق بك ( ما كان ينبغي ) يستقيم ( لنا أن نتخذ من دونك ) أي غيرك ( من أولياء ) مفعول أول ومن زائدة لتأكيد النفي وما قبله الثاني فكيف نأمر بعبادتنا ( ولكن متعتهم وآباءهم ) من قبلهم بإطالة العنر وسعة الرزق ( حتى نسوا الذكر ) تركوا الموعظة والإيمان بالقرآن ( وكانوا قوما بورا ) هلكى
19. ( فقد كذبوكم ) كذب المعبودون العابدين ( بما تقولون ) بالفوقانية أنهم آلهة ( فما تستطيعون ) بالتحتانية والفوقانية أي لاهم ولا أنتم ( صرفا ) دفعا للعذاب عنكم ( ولا نصرا ) منعا لكم منه ( ومن يظلم ) يشرك ( منكم نذقه عذابا كبيرا ) شديدا في الآخرة
20. ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ) فأنت مثلهم في ذلك وقد قيل لهم ما قيل لك ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ) بلية ابتلي الغنى بالفقير والصحيح بالمريض والشريف بالوضيع يقول الثاني في كل مالي لا أكون كالأول في كل ( أتصبرون ) على ما تسمعون ممن ابتليتم بهم استفهام بمعنى الأمر أي اصبروا ( وكان ربك بصيرا ) بمن يصبر وبمن يجزع
21. ( وقال الذين لا يرجون لقاءنا ) لا يخافون البعث ( لولا ) هلا ( أنزل علينا الملائكة ) فكانوا رسلا إلينا ( أو نرى ربنا ) فنخبر بأن محمدا رسوله قال تعالى ( لقد استكبروا ) تكبروا ( في ) شأن ( أنفسهم وعتوا ) طغوا ( عتوا كبيرا ) بطلبهم رؤية الله تعالى في الدنيا وعتوا بالواو على أصله بخلاف عتى بالإبدال في مريم
22. ( يوم يرون الملائكة ) في جملة الخلائق هو يوم القيامة ونصبه باذكر مقدرا ( لا بشرى يومئذ للمجرمين ) الكافرين بخلاف المؤمنين فلهم البشرى بالجنة ( ويقولون حجرا محجورا ) على عادتهم في الدنيا إذا نزلت بهم شدة أي عوذا معاذا يستعيذون من الملائكة
23. ( وقدمنا ) عمدنا ( إلى ما عملوا من عمل ) من الخير كصدقة وصلة رحم وقرى ضيف وإغاثة ملهوف في الدنيا ( فجعلناه هباء منثورا ) هو ما يرى في الكوى التي عليها الشمس كالغبار المفرق أي مثله في عدم النفع به إذ لا ثواب فيه لعدم شرطه ويجازون عليه في الدنيا
24. ( أصحاب الجنة يومئذ ) يوم القيامة ( خير مستقرا ) من الكافرين في الدنيا ( وأحسن مقيلا ) منهم أي موضع قائلة فيها وهي الاستراحة نصف النهار في الحر وأخذ من ذلك انقضاء الحساب في نصف نهار كما ورد في الحديث
25. ( ويوم تشقق السماء ) كل سماء ( بالغمام ) معه وهو غيم أبيض ( ونزل الملائكة ) من كل سماء ( تنزيلا ) هو يوم القيامة ونصبه باذكر مقدرا وفي قراءة بتشديد شين تشقق بإدغام التاء الثانية في الأصل فيها وفي أخرى ننزل بنونين الثانية ساكنة وضم اللام ونصب الملائكة
26. ( الملك يومئذ الحق للرحمن ) لا يشركه فيه أحد ( وكان ) اليوم ( يوما على الكافرين عسيرا ) بخلاف المؤمنين
27. ( ويوم يعض الظالم ) المشرك عقبة بن أبي معيط كان نطق بالشهادتين ثم رجع إرضاء لأبي ابن خلف ( على يديه ) ندما وتحسرا في يوم القيامة ( يقول يا ) للتنبيه ( ليتني اتخذت مع الرسول ) محمد ( سبيلا ) طريقا إلى الهدى
28. ( يا ويلتى ) ألفه عوض عن ياء الإضافة أي ويلتي ومعناه هلكتي ( ليتني لم أتخذ فلانا ) أي أبيا ( خليلا )
29. ( لقد أضلني عن الذكر ) القرآن ( بعد إذ جاءني ) بأن ردني عن الإيمان به قال تعالى ( وكان الشيطان للإنسان ) الكافر ( خذولا ) بأن يتركه ويتبرأ منه عند البلاء
30. ( وقال الرسول ) محمد ( يا رب إن قومي ) قريشا ( اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) متروكا
31. ( وكذلك ) كما جعلنا عدوا من مشركي قومك ( جعلنا لكل نبي ) قبلك ( عدوا من المجرمين ) المشركين فاصبر كما صبروا ( وكفى بربك هاديا ) لك ( ونصيرا ) ناصرا لك على أعدائك
32. ( وقال الذين كفروا لولا ) هلا ( نزل عليه القرآن جملة واحدة ) كالتوراة والإنجيل والزبور قال تعالى نزلناه ( كذلك ) متفرقا ( لنثبت به فؤادك ) نقوي قلبك ( ورتلناه ترتيلا ) أتينا به شيئا فشيئا بتمهل وتؤدة لتيسير فهمه وحفظه
33. ( ولا يأتونك بمثل ) في إبطال أمرك ( إلا جئناك بالحق ) الدافع له ( وأحسن تفسيرا ) بيانا لهم
34. ( الذين يحشرون على وجوههم ) يساقون ( إلى جهنم أولئك شر مكانا ) هو جهنم ( وأضل سبيلا ) أخطأ طريقا من غيرهم وهو كفرهم
35. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا ) معينا
36. ( فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا ) القبط فرعون وقومه فذهبا إليهم بالرسالة فكذبوهما ( فدمرناهم تدميرا ) أهلكناهم إهلاكا
37. واذكر ( وقوم نوح لما كذبوا الرسل ) بتكذيبهم نوحا لطول لبثه فكأنه رسل أو لأن تكذيبه تكذيب لباقي الرسل لاشتراكهم في المجيء بالتوحيد ( أغرقناهم ) جواب لما ( وجعلناهم للناس ) بعدهم ( آية ) عبرة ( وأعتدنا ) في الآخرة ( للظالمين ) الكافرين ( عذابا أليما ) مؤلما سوى ما يحل بهم في الدنيا
38. واذكر ( وعادا ) قوم هود ( وثمود ) قوم صالح ( وأصحاب الرس ) اسم بئر ونبيهم قيل شعيب وقيل غيره كانوا قعودا حولها فانهارت بهم وبمنازلهم ( وقرونا ) أقواما ( بين ذلك كثيرا ) بين عاد وأصحاب الرس
39. ( وكلا ضربنا له الأمثال ) في إقامة الحجة عليهم فلم نهلكهم إلا بعد الإنذار ( وكلا تبرنا تتبيرا ) أهلكنا إهلاكا بتكذيبهم أنبياءهم
40. ( ولقد أتوا ) مر كفار مكة ( على القرية التي أمطرت مطر السوء ) مصدر ساء بالحجارةة وهي عظمى قرى قوم لوط فأهلك الله أهلها لفعلهم الفاحشة ( أفلم يكونوا يرونها ) في سفرهم إلى الشام فيعتبروا والاستفهام للتقرير ( بل كانوا لا يرجون ) يخافون ( نشورا ) بعثا فلا يؤمنون
41. ( وإذا رأوك إن ) ما ( يتخذونك إلا هزوا ) مهزوؤا به يقولون ( أهذا الذي بعث الله رسولا ) في دعواه محتقرين له عن الرسالة
42. ( إن ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنه ( كاد ليضلنا ) يصرفنا ( عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها ) لصرفنا عنها قال تعالى ( وسوف يعلمون حين يرون العذاب ) عيانا في الآخرة ( من أضل سبيلا ) أخطأ طريقا اهم أم المؤمنين
43. ( أرأيت ) أخبرني ( من اتخذ إلهه هواه ) أي مهويه قدم المفعول الثاني لأنه أهم وجملة من اتخذ مفعول أول لرأيت والثاني ( أفأنت تكون عليه وكيلا ) حافظا تحفظه عن اتباع هواه لا
44. ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون ) سماع تفهم ( أو يعقلون ) ما تقول لهم ( إن ) ما ( هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) أخطأطريقا منها لأنها تنقاد لمن يتعهدها وهم لا يطيعون مولاهم المنعم عليهم
45. ( ألم تر ) تنظر ( إلى ) فعل ( ربك كيف مد الظل ) من وقت الإسفار إلى وقت طلوع الشمس ( ولو شاء ) ربك ( لجعله ساكنا ) مقيما لا يزول بطلوع الشمس ( ثم جعلنا الشمس عليه ) أي الظل ( دليلا ) فلولا الشمس ما عرف الظل
46. ( ثم قبضناه ) أي الظل الممدود ( إلينا قبضا يسيرا ) خفيا بطلوع الشمس
47. ( وهو الذي جعل لكم الليل لباسا ) ساترا كاللباس ( والنوم سباتا ) راحة للأبدان بقطع الأعمال ( وجعل النهار نشورا ) منشورا فيه لابتغاء الرزق
48. ( وهو الذي أرسل الرياح ) وفي قراءة الريح ( بشرا بين يدي رحمته ) متفرقة قدام المطر وفي قراءة بسكون الشين تخفيفا وفي أخرى بسكونها ونون مفتوحة مصدر وفي أخرى بسكونها وضم الموحدة بدل النون أي مبشرات ومفرد الأولى نشور كرسول والأخيرة بشير ( وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) مطهرا
49. ( لنحيي به بلدة ميتا ) بالتخفيف يستوي فيه المذكر والمؤنث ذكره باعتبار المكان ( ونسقيه ) أي الماء ( مما خلقنا أنعاما ) إبلا وبقرا وغنما ( وأناسي كثيرا ) جمع إنسان وأصله اناسين فابدلت النون ياء وادغمت فيها الياء أو جمع أنسي
50. ( ولقد صرفناه ) أي الماء ( بينهم ليذكروا ) أصله يتذكروا أدغمت التاء في الدال وفي قراءة ليذكروا بسكون الذال وضم الكاف أي نعمة الله به ( فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) جحودا للنعمة حيث قالوا مطرنا بنوء كذا
51. ( ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا ) يخوف أهلها ولكن بعثناك إلى أهل القرى كلها نذيرا ليعظم أجرك
52. ( فلا تطع الكافرين ) في هواهم ( وجاهدهم به ) أي القرآن ( جهادا كبيرا )
53. ( وهو الذي مرج البحرين ) أرسلهما متجاورين ( هذا عذب فرات ) شديد العذوبة ( وهذا ملح أجاج ) شديد الملوحة ( وجعل بينهما برزخا ) حاجزا لا يختلط أحدهما بالآخر ( وحجرا محجورا ) سترا ممنوعا به اختلاطهما
54. ( وهو الذي خلق من الماء بشرا ) من المني إنسانا ( فجعله نسبا ) ذا نسب ( وصهرا ) ذا صهر بأن يتزوج ذكرا كان أو أنثى طلبا للتناسل ( وكان ربك قديرا ) قادرا على ما يشاء
55. ( ويعبدون ) أي الكفار ( من دون الله ما لا ينفعهم ) بعبادته ( ولا يضرهم ) بتركها وهو الأصنام ( وكان الكافر على ربه ظهيرا ) معينا للشيطان بطاعته
56. ( وما أرسلناك إلا مبشرا ) بالجنة ( ونذيرا ) مخوفا من النار
57. ( قل ما أسألكم عليه ) أي على تبليغ ما ارسلت به ( من أجر إلا ) لكن ( من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ) طريقا بإنفاق ماله في مرضاته تعالى فلا أمنعه من ذلك
58. ( وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح ) متلبسا ( بحمده ) أي قل سبحان الله والحمد لله ( وكفى به بذنوب عباده خبيرا ) عالما تعلق به بذنوب
59. هو ( الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ) من أيام الدنيا أي قدرها لأنه لم يكن ثم شمس ولو شاء لخلقهن في لمحة والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت ( ثم استوى على العرش ) هو في اللغة سرير الملك ( الرحمن ) بدل من ضمير استوى أي استواء يليق به ( فاسأل ) أيها الإنسان ( به ) بالرحمن ( خبيرا ) يخبرك بصفاته
60. ( وإذا قيل لهم ) لكفار مكة ( اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا ) بالفوقانية والتحتانية والآمر محمد ولا نعرفه لا ( وزادهم ) هذا القول ( نفورا ) عن الإيمان
61. ( تبارك ) تعاظم ( الذي جعل في السماء بروجا ) إثني عشر الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت وهي منازل الكواكب السبعة السيارة المريخ وله الحمل والعقرب والزهرة ولها الثور والميزان وعطارد وله الجوزاء والسنبلة والقمر وله السرطان والشمس ولها الأسد والمشتري وله القوس والحوت وزحل وله الجدي والدلو ( وجعل فيها ) أيضا ( سراجا ) هو الشمس ( وقمرا منيرا ) وفي قراءة سرجا بالجمع أي نيرات وخص القمر منها بالذكر لنوع فضيلته
62. ( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة ) أي يخلف كل منهما الآخر ( لمن أراد أن يذكر ) بالتشديد والتخفيف كما تفدم ما فاته في أحدهما من خير فيفعله في الآخر ( أو أراد شكورا ) شكرا لنعمة ربه عليه فيهما
63. ( وعباد الرحمن ) مبتدأ وما بعده صفات له إلى اولئك يجزون غير المعترض فيه ( الذين يمشون على الأرض هونا ) بسكينة وتواضع ( وإذا خاطبهم الجاهلون ) بما يكرهونه ( قالوا سلاما ) أي قولا يسلمون فيه من الإثم
64. ( والذين يبيتون لربهم سجدا ) جمع ساجد ( وقياما ) بمعنى قائمين يصلون الليل
65. ( والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ) لازما
66. ( إنها ساءت ) بئست ( مستقرا ومقاما ) هي أي موضع استقرار وإقامة
67. ( والذين إذا أنفقوا ) على عيالهم ( لم يسرفوا ولم يقتروا ) بفتح أوله وضمه أي يضيقوا ( وكان ) إنفاقهم ( بين ذلك ) الإسراف والإقتار ( قواما ) وسطا
68. ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله ) قتلها ( إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك ) واحدا من الثلاثة ( يلق أثاما ) عقوبة
69. ( يضاعف ) وفي قراءة يضعف بالتشديد ( له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه ) بجزم الفعلين بدلا ويرفعهما استئنافا ( مهانا ) حال
70. ( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا ) منهم ( فأولئك يبدل الله سيئاتهم ) المذكورة ( حسنات ) في الآخرة ( وكان الله غفورا رحيما ) لم يزل متصفا بذلك
71. ( ومن تاب ) من ذنوبه غير من ذكر ( وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا ) يرجع إليه رجوعا فيجازيه خيرا
72. ( والذين لا يشهدون الزور ) الكذب والباطل ( وإذا مروا باللغو ) من الكلام القبيح وغيره ( مروا كراما ) معرضين عنه
73. ( والذين إذا ذكروا ) وعظوا ( بآيات ربهم ) القرآن ( لم يخروا ) يسقطوا ( عليها صما وعميانا ) بل خروا سامعين ناظرين منتفعين
74. ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا ) بالجمع والإفراد ( قرة أعين ) لنا بأن نراهم مطيعين لك ( واجعلنا للمتقين إماما ) في الخير
75. ( أولئك يجزون الغرفة ) الدرجة العليا في الجنة ( بما صبروا ) على طاعة الله ( ويلقون ) بالتشديد والتخفيف مع فتح الياء ( فيها ) في الغرفة ( تحية وسلاما ) من الملائكة
76. ( خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما ) موضع إقامة لهم واولئك وما بعده خبر عباد الرحمن المبتدأ
77. ( قل ) يا محمد لأهل مكة ( ما ) نافية ( يعبأ ) يكترث ( بكم ربي لولا دعاؤكم ) إياه في الشدائد فيكشفها ( فقد ) أي كيف يعبأ بكم وقد ( كذبتم ) الرسول والقرآن ( فسوف يكون ) العذاب ( لزاما ) ملازما لكم في الآخرة بعد ما يحل بكم في الدنيا فقتل منهم يوم بدر سبعون وجواب لولا دل عليه ما قبلها
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
26. سورة الشعراء
1. ( طسم ) الله أعلم بمراده بذلك
2. ( تلك ) هذه الآيات ( آيات الكتاب ) القرآن الإضافة بمعنى من ( المبين ) المظهر الحق من الباطل
3. ( لعلك ) يا محمد ( باخع نفسك ) قاتلها غما من أجل ( ألا يكونوا ) أهل مكة ( مؤمنين ) ولعل هنا للاشفاق أي أشفق عليها بتخفيف هذا الغم
4. ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت ) بمعنى المضارع أي تظل تدوم ( أعناقهم لها خاضعين ) فيؤمنون ولما وصفت الأعناق بالخضوع الذي هو لأربابها جمعت الصفة منه جمع العقلاء
5. ( وما يأتيهم من ذكر ) قرآن ( من الرحمن محدث ) صفة كاشفة ( إلا كانوا عنه معرضين )
6. ( فقد كذبوا ) به ( فسيأتيهم أنباء ) عواقب ( ما كانوا به يستهزئون )
7. ( أولم يروا إلى ) ينظروا ( الأرض كم أنبتنا فيها من ) أي كثيرا ( كل زوج كريم إن ) نوع حسن
8. ( إن في ذلك لآية ) دلالة على كمال قدرته تعالى ( وما كان أكثرهم مؤمنين ) في علم الله وكان قال سيبويه زائدة
9. ( وإن ربك لهو العزيز ) ذو العزة ينتقم من الكافرين ( الرحيم ) يرحم المؤمنين
10. اذكر يا محمد لقومك ( وإذ نادى ربك موسى ) ليلة رأى النار والشجرة ( أن ) أي بأن ( ائت القوم الظالمين ) رسولا
11. ( قوم فرعون ) معه ظلموا أنفسهم بالكفر بالله وظلموا بني إسرائيل باستعبادهم ( ألا ) الهمزة للاستفهام الإنكاري ( يتقون ) الله بطاعته فيوحدوه
12. ( قال ) موسى ( رب إني أخاف أن يكذبون )
13. ( ويضيق صدري ) من تكذيبهم لي ( ولا ينطلق لساني ) بأداء الرسالة للعقدة التي فيه ( فأرسل إلى ) أخي ( هارون ) معي
14. ( ولهم علي ذنب ) بقتل القبطي منهم ( فأخاف أن يقتلون ) به
15. ( قال ) تعالى ( كلا ) لا يقتلونك ( فاذهبا ) أنت وأخوك ففيه تغليب الحاضر على الغائب ( بآياتنا إنا معكم مستمعون ) ما تقولون وما يقال لكم أجريا مجرى الجماعة
16. ( فأتيا فرعون فقولا إنا ) كلا منا ( رسول رب العالمين ) إليك
17. ( أن ) بأن ( أرسل معنا ) إلى الشام ( بني إسرائيل ) فأتياه فقالا له ما ذكر
18. ( قال ) فرعون لموسى ( ألم نربك فينا ) في منازلنا ( وليدا ) صغيرا قريبا من الولادة بعد فطامه ( ولبثت فينا من عمرك سنين ) ثلاثين سنة يلبس من ملابس فرعون ويركب من مراكبه وكان يسمى ابنه
19. ( وفعلت فعلتك التي فعلت ) هي قتله القبطي ( وأنت من الكافرين ) الجاحدين لنعمتي عليك بالتربية وعدم الاستعباد
20. ( قال ) موسى ( فعلتها إذا ) حينئذ ( وأنا من الضالين ) عما آتاني الله من بعدها من العلم والرسالة
21. ( ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما ) وعلما ( وجعلني من المرسلين )
22. ( وتلك نعمة تمنها علي ) أصله تمن بها ( أن عبدت بني إسرائيل ) بيان لتلك أي اتخذتهم عبيدا ولم تستعبدني لا نعمة لك بذلك لظلمك باستعبادهم وقدر بعضهم أول الكلام همزة استفهام للانكار
23. ( قال فرعون ) لموسى ( وما رب العالمين ) الذي قلت إنك رسوله أي أي شيء هو ولما لم يكن سبيل للخلق إلى معرفة حقيقته تعالى وإنما يعرفونه بصفاته أجابه موسى عليه الصلاة والسلام ببعضها
24. ( قال رب السماوات والأرض وما بينهما ) أي خالق ذلك ( إن كنتم موقنين ) بأنه تعالى خلقه فآمنوا به وحده
25. ( قال ) فرعون ( لمن حوله ) من أشراف قومه ( ألا تستمعون ) جوايه الذي لم يطابق السؤال
26. ( قال ) موسى ( ربكم ورب آبائكم الأولين ) وهذا وإن كان داخلا فيما قبله يغيظ فرعون ولذلك
27. ( قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون )
28. ( قال ) موسى ( رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون ) أنه كذلك فآمنوا به وحده
29. ( قال ) فرعون لموسى ( لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ) كان سجنه شديدا يحبس الشخص في مكان تحت الأرض وحده لا يبصر ولا يسمع فيه أحدا
30. ( قال ) له موسى ( أولو ) أتفعل ذلك ولو ( جئتك بشيء مبين ) برهان بين على رسالتي
31. ( قال ) فرعون له ( فأت به إن كنت من الصادقين ) فيه
32. ( فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ) حية عظيمة
33. ( ونزع يده ) أخرجها من جيبه ( فإذا هي بيضاء ) ذات شعاع ( للناظرين ) خلاف ما كانت عليه من الأدمة
34. ( قال ) فرعون ( للملأ حوله إن هذا لساحر عليم ) فائق في علم السحر
35. ( يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون )
36. ( قالوا أرجه وأخاه ) أخر أمرهما ( وابعث في المدائن حاشرين ) جامعين
37. ( يأتوك بكل سحار عليم ) يفضل موسى في عالم السحر
38. ( فجمع السحرة لميقات يوم معلوم ) وهو وقت الضحى من يوم الزينة
39. ( وقيل للناس هل أنتم مجتمعون )
40. ( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين ) الاستفهام للحث على الاجتماع والترجي على تقدير غلبتهم ليستمروا على دينهم فلا يتبعوا موسى
41. ( فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين ( لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين )
42. ( قال نعم وإنكم إذا ) حينئذ ( لمن المقربين )
43. ( قال لهم موسى ) بعد ما قالوا له إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين ( ألقوا ما أنتم ملقون ) فالأمر فيه للاذن بتقديم إلقائهم توسلا به إلى إظهار الحق
44. ( فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون )
45. ( فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ) بحذف إحدى التاءين في الأصل تبتلع ( ما يأفكون ) يقلبونه بتمويههم فيخيلون حبالهم وعصيهم أنها حيات تسعى
46. ( فألقي السحرة ساجدين )
47. ( قالوا آمنا برب العالمين )
48. ( رب موسى وهارون ) لعلمهم بأن ما شاهدوه من العصا لا يتأتى بالسحر
49. ( قال ) فرعون ( آمنتم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا ( له ) لموسى ( قبل أن آذن ) أنا ( لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ) فعلمكم شيئا منه وغلبكم بآخر ( فلسوف تعلمون ) ما ينالكم مني ( لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ) أي يد كل واحد اليمنى ورجله اليسرى ( ولأصلبنكم أجمعين )
50. ( قالوا لا ضير ) لا ضرر علينا في ذلك ( إنا إلى ربنا ) بعد موتنا بأي وجه كان ( منقلبون ) راجعون في الآخرة
51. ( إنا نطمع ) نرجو ( أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا ) أي بأن ( أول المؤمنين ) في زماننا
52. ( وأوحينا إلى موسى ) بعد سنين أقامها بينهم يدعوهم بآيات الله إلى الحق فلم يزيدوا إلا عتوا ( أن أسر بعبادي ) بني إسرائيل وفي قراءة بكسر النون ووصل همزة أسر من سرى لغة في أسرى سر بهم ليلا إلى البحر ( إنكم متبعون ) يتبعكم فرعون وجنوده فيلجون وراءكم البحر فانجيكم واغرقهم
53. ( فأرسل فرعون ) حين أخبر بسيرهم ( في المدائن ) قيل كان له ألف مدينة واثنا عشر ألف قرية ( حاشرين ) جامعين الجيش قائلا
54. ( إن هؤلاء لشرذمة ) طائفة ( قليلون ) قيل كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا ومقدمة جيشه سبعمائة ألف فقللهم بالنظر إلى كثرة جيشه
55. ( وإنهم لنا لغائظون ) فاعلون ما يغيظنا
56. ( وإنا لجميع حاذرون ) متيقظون وفي قراءة حاذرون مستعدون
57. ( فأخرجناهم ) أي فرعون وقومه من مصر ليلحقوا موسى وقومه ( من جنات ) بساتين كانت على جانبي النيل ( وعيون ) أنهار جارية في الدور من النيل
58. ( وكنوز ) أموال ظاهرة من الذهب والفضة وسميت كنوزا لإنه لم يعط حق الله تعالى منها ( ومقام كريم ) مجلس حسن للأمراء والوزراء يحفه أتباعهم
59. ( كذلك ) إخراجنا كما وصفنا ( وأورثناها بني إسرائيل ) بعد إغراق فرعون وقومه
60. ( فأتبعوهم ) لحقوهم ( مشرقين ) وقت شروق الشمس
61. ( فلما تراءى الجمعان ) رأى كل منهما الآخر ( قال أصحاب موسى إنا لمدركون ) يدركنا جمع فرعون ولا طاقة لنا به
62. ( قال ) موسى ( كلا ) أي لن يدركونا ( إن معي ربي ) بنصره ( سيهدين ) طريق النجاة
63. ( فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر ) فضربه ( فانفلق ) فانشق اثني عشر فرقا ( فكان كل فرق كالطود العظيم ) الجبل الضخم بينها مسالك سلكوها لم يبتل منها سرج الراكب ولا لبده
64. ( وأزلفنا ) قربنا ( ثم ) هناك ( الآخرين ) فرعون وقومه حتى سلكوا مسالكهم
65. ( وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ) بإخراجهم من البحر على هيئته المذكورة
66. ( ثم أغرقنا الآخرين ) فرعون وقومه بإطباق البحر عليهم لما تم دخولهم في البحر وخروج بني إسرائيل منه
67. ( إن في ذلك ) إغراق فرعون وقومه ( لآية ) عبرة لمن بعدهم ( وما كان أكثرهم مؤمنين ) بالله لم يؤمن منهم غير آسية امرأة فرعون وحزقيل مؤمن آل فرعون ومريم بنت ناموسى التي دلت على عظام يوسف عليه السلام
68. ( وإن ربك لهو العزيز ) فانتقم من الكافرين بإغراقهم ( الرحيم ) بالمؤمنين فأنجاهم من الغرق
69. ( واتل عليهم ) كفار مكة ( نبأ ) خبر ( إبراهيم ) ويبدل منه
70. ( إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون )
71. ( قالوا نعبد أصناما ) صرحوا بالفعل ليعطفوا عليه ( فنظل لها عاكفين ) نقوم نهارا على عبادتها زادوه في الجواب افتخارا به
72. ( قال هل يسمعونكم إذ ) حين ( تدعون )
73. ( أو ينفعونكم ) إن عبدتموهم ( أو يضرون ) إن لم تعبدوهم
74. ( قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ) مثل فعلنا
75. ( قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون )
76. ( أنتم وآباؤكم الأقدمون )
77. ( فإنهم عدو لي ) لا أعبدهم ( إلا ) لكن ( رب العالمين ) فإني أعبده
78. ( الذي خلقني فهو يهدين ) إلى الدين
79. ( والذي هو يطعمني ويسقين )
80. ( وإذا مرضت فهو يشفين )
81. ( والذي يميتني ثم يحيين )
82. ( والذي أطمع ) أرجو ( أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) الجزاء
83. ( رب هب لي حكما ) علما ( وألحقني بالصالحين ) النبيين
84. ( واجعل لي لسان صدق ) ثناء حسنا ( في الآخرين ) الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة
85. ( واجعلني من ورثة جنة النعيم ) ممن يعطاها
86. ( واغفر لأبي إنه كان من الضالين ) بأن تتوب عليه فتغفر له وهذا قبل أن يتبين له أنه عدو الله كما ذكر في سورة براءة
87. ( ولا تخزني ) تفضحني ( يوم يبعثون ) الناس
88. ( يوم لا ينفع مال ولا بنون ) أحدا
89. ( إلا ) لكن ( من أتى الله بقلب سليم ) من الشرك والنفاق وهو قلب المؤمنين فإنه ينفعه ذلك
90. ( وأزلفت الجنة ) قربت ( للمتقين ) فيرونها
91. ( وبرزت الجحيم ) اظهرت ( للغاوين ) الكافرين
92. ( وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون )
93. ( من دون الله ) أي غيره من الأصنام ( هل ينصرونكم ) بدفع العذاب عنكم ( أو ينتصرون ) بدفعه عن أنفسهم لا
94. ( فكبكبوا ) القوا ( فيها هم والغاوون )
95. ( وجنود إبليس ) أتباعه ومن أطاعه من الجن والإنس ( أجمعون )
96. ( قالوا ) الغاوون ( وهم فيها يختصمون ) مع معبوديهم
97. ( تالله إن ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنه ( كنا لفي ضلال مبين ) بين
98. ( إذ ) حيث ( نسويكم برب العالمين ) في العبادة
99. ( وما أضلنا ) عن الهدى ( إلا المجرمون ) الشياطين أولونا الذين اقتدينا بهم
100. ( فما لنا من شافعين ) كما للمؤمنين من الملائكة والنبيين والمؤمنين
101. ( ولا صديق حميم ) يهمه أمرنا
102. ( فلو أن لنا كرة ) رجعة إلى الدنيا ( فنكون من المؤمنين ) لو هنا للتمني ونكون جوابه
103. ( إن في ذلك ) المذكور من قصة إبراهيم وقومه ( لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
104. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
105. ( كذبت قوم نوح المرسلين ) بتكذيبهم له لاشتراكهم في المجيء بالتوحيد أو لأنه لطول لبثه فيهم كأنه رسل وتأنيث قوم باعتبار معناه وتذكيره باعتبار لفظه
106. ( إذ قال لهم أخوهم ) نسبا ( نوح ألا تتقون ) الله
107. ( إني لكم رسول أمين ) على تبليغ ما أرسلت به
108. ( فاتقوا الله وأطيعون ) فيما أمركم به من توحيد الله وإطاعته
109. ( وما أسألكم عليه ) على تبليغه ( من أجر إن ) ما ( أجري ) ثوابي ( إلا على رب العالمين )
110. ( فاتقوا الله وأطيعون ) كرره تأكيدا
111. ( قالوا أنؤمن ) نصدق ( لك ) لقولك ( واتبعك ) وفي قراءة وأتباعك جمع تابع مبتدأ ( الأرذلون ) السفلة كالحاكة والأسافكة
112. ( قال وما علمي ) علم لي ( بما كانوا يعملون )
113. ( إن ) ما ( حسابهم إلا على ربي ) فيجازيهم ( لو تشعرون ) تعلمون ذلك ما عبتموهم
114. ( وما أنا بطارد المؤمنين )
115. ( إن ) ما ( أنا إلا نذير مبين ) بين الإنذار
116. ( قالوا لئن لم تنته يا نوح ) عما تقول لنا ( لتكونن من المرجومين ) بالحجارة أو بالشتم
117. ( قال ) نوح ( رب إن قومي كذبون )
118. ( فافتح بيني وبينهم فتحا ) احكم ( ونجني ومن معي من المؤمنين )
119. ( فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ) الممنوء من الناس والحيوان والطير
120. ( ثم أغرقنا بعد ) بعد إنجائهم ( الباقين ) من قومه
121. ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
122. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
123. ( كذبت عاد المرسلين )
124. ( إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون )
125. ( إني لكم رسول أمين )
126. ( فاتقوا الله وأطيعون )
127. ( وما أسألكم عليه من أجر إن ) ما ( أجري إلا على رب العالمين )
128. ( أتبنون بكل ريع ) مكان مرتفع ( آية ) بناء علما للمارة ( تعبثون ) بمن يمر بكم وتسخرون منهم والجملة حال من ضمير تبنون
129. ( وتتخذون مصانع ) للماء تحت الأرض ( لعلكم ) كأنكم ( تخلدون ) فيها لا تموتون
130. ( وإذا بطشتم ) بضرب أو قتل ( بطشتم جبارين ) من غير رأفة
131. ( فاتقوا الله ) في ذلك ( وأطيعون ) فيما أمرتكم به
132. ( واتقوا الذي أمدكم ) أنعم عليكم ( بما تعلمون )
133. ( أمدكم بأنعام وبنين )
134. ( وجنات ) بساتين ( وعيون ) أنهار
135. ( إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) في الدنيا والآخرة إن عصيتموني
136. ( قالوا سواء علينا ) مستو عندنا ( أوعظت أم لم تكن من الواعظين ) أصلا أي لا نرعوي لوعظك
137. ( إن ) ما ( هذا ) الذي خوفتنا به ( إلا خلق الأولين ) أي طبيعتهم وعاداتهم
138. ( وما نحن بمعذبين )
139. ( فكذبوه ) بالعذاب ( فأهلكناهم ) في الدنيا بالريح ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
140. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
141. ( كذبت ثمود المرسلين )
142. ( إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون )
143. ( إني لكم رسول أمين )
144. ( فاتقوا الله وأطيعون )
145. ( وما أسألكم عليه من أجر إن ) ما ( أجري إلا على رب العالمين )
146. ( أتتركون في ما هاهنا ) من الخيرات ( آمنين )
147. ( في جنات وعيون )
148. ( وزروع ونخل طلعها هضيم ) لطيف لين
149. ( وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ) بطرين وفي قراءة فارهين حاذقين
150. ( فاتقوا الله وأطيعون ) فيما أمرتكم به
151. ( ولا تطيعوا أمر المسرفين )
152. ( الذين يفسدون في الأرض ) بالمعاصي ( ولا يصلحون ) بطاعة الله
153. ( قالوا إنما أنت من المسحرين ) الذين سحروا كثيرا حتى غلب على عقلهم
154. ( ما أنت ) أيضا ( إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين ) في رسالتك
155. ( قال هذه ناقة لها شرب ) نصيب من الماء ( ولكم شرب يوم معلوم )
156. ( ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم ) بعظيم العذاب
157. ( فعقروها ) عقرها بعضهم برضاهم ( فأصبحوا نادمين ) على عقرها
158. ( فأخذهم العذاب ) الموعود به فهلكوا ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
159. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
137. ( إن ) ما ( هذا ) الذي خوفتنا به ( إلا خلق الأولين ) أي طبيعتهم وعاداتهم
138. ( وما نحن بمعذبين )
139. ( فكذبوه ) بالعذاب ( فأهلكناهم ) في الدنيا بالريح ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
140. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
141. ( كذبت ثمود المرسلين )
142. ( إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون )
143. ( إني لكم رسول أمين )
144. ( فاتقوا الله وأطيعون )
145. ( وما أسألكم عليه من أجر إن ) ما ( أجري إلا على رب العالمين )
146. ( أتتركون في ما هاهنا ) من الخيرات ( آمنين )
147. ( في جنات وعيون )
148. ( وزروع ونخل طلعها هضيم ) لطيف لين
149. ( وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ) بطرين وفي قراءة فارهين حاذقين
150. ( فاتقوا الله وأطيعون ) فيما أمرتكم به
151. ( ولا تطيعوا أمر المسرفين )
152. ( الذين يفسدون في الأرض ) بالمعاصي ( ولا يصلحون ) بطاعة الله
153. ( قالوا إنما أنت من المسحرين ) الذين سحروا كثيرا حتى غلب على عقلهم
154. ( ما أنت ) أيضا ( إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين ) في رسالتك
155. ( قال هذه ناقة لها شرب ) نصيب من الماء ( ولكم شرب يوم معلوم )
156. ( ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم ) بعظيم العذاب
157. ( فعقروها ) عقرها بعضهم برضاهم ( فأصبحوا نادمين ) على عقرها
158. ( فأخذهم العذاب ) الموعود به فهلكوا ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
159. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
184. ( واتقوا الذي خلقكم والجبلة ) الخليقة ( الأولين )
185. ( قالوا إنما أنت من المسحرين )
186. ( وما أنت إلا بشر مثلنا وإن ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنه ( نظنك لمن الكاذبين )
187. ( فأسقط علينا كسفا ) بسكون السين وفتحها قطعة ( من السماء إن كنت من الصادقين ) في رسالتك
188. ( قال ربي أعلم بما تعملون ) فيجازيكم به
189. ( فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة ) هي سحابة أظلتهم بعد حر شديد أصابهم فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا ( إنه كان عذاب يوم عظيم )
190. ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
191. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
192. ( وإنه ) القرآن ( لتنزيل رب العالمين )
193. ( نزل به الروح الأمين ) جبريل
194. ( على قلبك لتكون من المنذرين )
195. ( بلسان عربي مبين ) بين وفي قراءة بتشديد نزل ونصب الروح والفاعل الله
196. ( وإنه ) ذكر القرآن المنزل على محمد ( لفي زبر ) كتب ( الأولين ) كالتوراة والانجيل
197. ( أولم يكن لهم آية ) لكفار مكة ( أن ) على ذلك ( يعلمه علماء بني إسرائيل ولو ) كعبد الله بن سلام وأصحابه ممن آمنوا فإنهم يخبرون بذلك ويكن بالتحتانية ونصب آية وبالفوقانية ورفع آية
198. ( ولو نزلناه على بعض الأعجمين ) جمع أعجم
199. ( فقرأه عليهم ) كفار مكة ( ما كانوا به مؤمنين ) أنفة من أتباعه
200. ( كذلك ) أي مثل إدخالنا التكذيب به بقراءة الأعجمي ( سلكناه ) أدخلنا التكذيب به ( في قلوب المجرمين ) كفار مكة بقراءة النبي
201. ( لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم )
202. ( فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون )
203. ( فيقولوا هل نحن منظرون ) لنؤمن فيقال لهم لا قالوا متى هذا العذاب
204. ( أفبعذابنا يستعجلون )
205. ( أفرأيت ) أخبرني ( إن متعناهم سنين )
206. ( ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ) من العذاب
207. ( ما ) استفهامية بمعنى أي شيء ( أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ) في دفع العذاب أو تخفيفه أي لم يغن
208. ( وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ) رسل تنذر أهلها
209. ( ذكرى ) عظة لهم ( وما كنا ظالمين ) في إهلاكهم بعد إنذارهم ونزل ردا لقول المشركين
210. ( وما تنزلت به ) بالقرآن ( الشياطين )
211. ( وما ينبغي ) يصلح ( لهم ) أن ينزلوا به ( وما يستطيعون ) ذلك
212. ( إنهم عن السمع ) لكلام الملائكة ( لمعزولون ) بالشهب
213. ( فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين ) إن فعلت ذلك الذي دعوك إليه
214. ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) وهم بنو هاشم وبنو المطلب وقد أنذرهم الله جهارا رواه البخاري ومسلم
215. ( واخفض جناحك ) ألن جانبك ( لمن اتبعك من المؤمنين ) الموحدين
216. ( فإن عصوك ) عشيرتك ( فقل ) لهم ( إني بريء مما تعملون ) من عبادة غير الله
217. ( وتوكل ) بالواو والفاء ( على العزيز الرحيم ) الله أي فوض إليه جميع أمورك
218. ( الذي يراك حين تقوم ) إلى الصلاة
219. ( وتقلبك ) في أركان الصلاة قائما وقاعدا وراكعا وساجدا ( في الساجدين ) المصلين
220. ( إنه هو السميع العليم )
221. ( هل أنبئكم ) يا كفار مكة ( على من تنزل الشياطين ) بحذف إحدى التاءين من الأصل
222. ( تنزل على كل أفاك ) كذاب ( أثيم ) فاجر مثل مسيلمة وغيره من الكهنة
223. ( يلقون ) الشياطين ( السمع ) ما سمعوه من الملائكة إلى الكهنة ( وأكثرهم كاذبون ) يضمون إلى المسموع كذبا كثيرا وكان قبل أن حجبت الشياطين عن السماء
224. ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) في شعرهم فيقولون به ويروونه عنهم فهم مذمومون
225. ( ألم تر ) تعلم ( أنهم في كل واد ) من أودية الكلام وفنونه ( يهيمون ) يمضون فيجاوزون الحد مدحا وهجاء
226. ( وأنهم يقولون ) فعلنا ( ما لا يفعلون ) يكذبون
227. ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) من الشعراء ( وذكروا الله كثيرا ) لم يشغلهم الشعر عن الذكر ( وانتصروا ) بهجوهم الكفار ( من بعد ما ظلموا ) بهجو الكفار لهم في جملة المؤمنين فليسوا مذمومين قال الله تعالى لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وقال تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ( وسيعلم الذين ظلموا ) من الشعراء وغيرهم ( أي منقلب ) مرجع ( ينقلبون ) يرجعون بعد الموت
1. ( طسم ) الله أعلم بمراده بذلك
2. ( تلك ) هذه الآيات ( آيات الكتاب ) القرآن الإضافة بمعنى من ( المبين ) المظهر الحق من الباطل
3. ( لعلك ) يا محمد ( باخع نفسك ) قاتلها غما من أجل ( ألا يكونوا ) أهل مكة ( مؤمنين ) ولعل هنا للاشفاق أي أشفق عليها بتخفيف هذا الغم
4. ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت ) بمعنى المضارع أي تظل تدوم ( أعناقهم لها خاضعين ) فيؤمنون ولما وصفت الأعناق بالخضوع الذي هو لأربابها جمعت الصفة منه جمع العقلاء
5. ( وما يأتيهم من ذكر ) قرآن ( من الرحمن محدث ) صفة كاشفة ( إلا كانوا عنه معرضين )
6. ( فقد كذبوا ) به ( فسيأتيهم أنباء ) عواقب ( ما كانوا به يستهزئون )
7. ( أولم يروا إلى ) ينظروا ( الأرض كم أنبتنا فيها من ) أي كثيرا ( كل زوج كريم إن ) نوع حسن
8. ( إن في ذلك لآية ) دلالة على كمال قدرته تعالى ( وما كان أكثرهم مؤمنين ) في علم الله وكان قال سيبويه زائدة
9. ( وإن ربك لهو العزيز ) ذو العزة ينتقم من الكافرين ( الرحيم ) يرحم المؤمنين
10. اذكر يا محمد لقومك ( وإذ نادى ربك موسى ) ليلة رأى النار والشجرة ( أن ) أي بأن ( ائت القوم الظالمين ) رسولا
11. ( قوم فرعون ) معه ظلموا أنفسهم بالكفر بالله وظلموا بني إسرائيل باستعبادهم ( ألا ) الهمزة للاستفهام الإنكاري ( يتقون ) الله بطاعته فيوحدوه
12. ( قال ) موسى ( رب إني أخاف أن يكذبون )
13. ( ويضيق صدري ) من تكذيبهم لي ( ولا ينطلق لساني ) بأداء الرسالة للعقدة التي فيه ( فأرسل إلى ) أخي ( هارون ) معي
14. ( ولهم علي ذنب ) بقتل القبطي منهم ( فأخاف أن يقتلون ) به
15. ( قال ) تعالى ( كلا ) لا يقتلونك ( فاذهبا ) أنت وأخوك ففيه تغليب الحاضر على الغائب ( بآياتنا إنا معكم مستمعون ) ما تقولون وما يقال لكم أجريا مجرى الجماعة
16. ( فأتيا فرعون فقولا إنا ) كلا منا ( رسول رب العالمين ) إليك
17. ( أن ) بأن ( أرسل معنا ) إلى الشام ( بني إسرائيل ) فأتياه فقالا له ما ذكر
18. ( قال ) فرعون لموسى ( ألم نربك فينا ) في منازلنا ( وليدا ) صغيرا قريبا من الولادة بعد فطامه ( ولبثت فينا من عمرك سنين ) ثلاثين سنة يلبس من ملابس فرعون ويركب من مراكبه وكان يسمى ابنه
19. ( وفعلت فعلتك التي فعلت ) هي قتله القبطي ( وأنت من الكافرين ) الجاحدين لنعمتي عليك بالتربية وعدم الاستعباد
20. ( قال ) موسى ( فعلتها إذا ) حينئذ ( وأنا من الضالين ) عما آتاني الله من بعدها من العلم والرسالة
21. ( ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما ) وعلما ( وجعلني من المرسلين )
22. ( وتلك نعمة تمنها علي ) أصله تمن بها ( أن عبدت بني إسرائيل ) بيان لتلك أي اتخذتهم عبيدا ولم تستعبدني لا نعمة لك بذلك لظلمك باستعبادهم وقدر بعضهم أول الكلام همزة استفهام للانكار
23. ( قال فرعون ) لموسى ( وما رب العالمين ) الذي قلت إنك رسوله أي أي شيء هو ولما لم يكن سبيل للخلق إلى معرفة حقيقته تعالى وإنما يعرفونه بصفاته أجابه موسى عليه الصلاة والسلام ببعضها
24. ( قال رب السماوات والأرض وما بينهما ) أي خالق ذلك ( إن كنتم موقنين ) بأنه تعالى خلقه فآمنوا به وحده
25. ( قال ) فرعون ( لمن حوله ) من أشراف قومه ( ألا تستمعون ) جوايه الذي لم يطابق السؤال
26. ( قال ) موسى ( ربكم ورب آبائكم الأولين ) وهذا وإن كان داخلا فيما قبله يغيظ فرعون ولذلك
27. ( قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون )
28. ( قال ) موسى ( رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون ) أنه كذلك فآمنوا به وحده
29. ( قال ) فرعون لموسى ( لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ) كان سجنه شديدا يحبس الشخص في مكان تحت الأرض وحده لا يبصر ولا يسمع فيه أحدا
30. ( قال ) له موسى ( أولو ) أتفعل ذلك ولو ( جئتك بشيء مبين ) برهان بين على رسالتي
31. ( قال ) فرعون له ( فأت به إن كنت من الصادقين ) فيه
32. ( فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ) حية عظيمة
33. ( ونزع يده ) أخرجها من جيبه ( فإذا هي بيضاء ) ذات شعاع ( للناظرين ) خلاف ما كانت عليه من الأدمة
34. ( قال ) فرعون ( للملأ حوله إن هذا لساحر عليم ) فائق في علم السحر
35. ( يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون )
36. ( قالوا أرجه وأخاه ) أخر أمرهما ( وابعث في المدائن حاشرين ) جامعين
37. ( يأتوك بكل سحار عليم ) يفضل موسى في عالم السحر
38. ( فجمع السحرة لميقات يوم معلوم ) وهو وقت الضحى من يوم الزينة
39. ( وقيل للناس هل أنتم مجتمعون )
40. ( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين ) الاستفهام للحث على الاجتماع والترجي على تقدير غلبتهم ليستمروا على دينهم فلا يتبعوا موسى
41. ( فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين ( لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين )
42. ( قال نعم وإنكم إذا ) حينئذ ( لمن المقربين )
43. ( قال لهم موسى ) بعد ما قالوا له إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين ( ألقوا ما أنتم ملقون ) فالأمر فيه للاذن بتقديم إلقائهم توسلا به إلى إظهار الحق
44. ( فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون )
45. ( فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ) بحذف إحدى التاءين في الأصل تبتلع ( ما يأفكون ) يقلبونه بتمويههم فيخيلون حبالهم وعصيهم أنها حيات تسعى
46. ( فألقي السحرة ساجدين )
47. ( قالوا آمنا برب العالمين )
48. ( رب موسى وهارون ) لعلمهم بأن ما شاهدوه من العصا لا يتأتى بالسحر
49. ( قال ) فرعون ( آمنتم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا ( له ) لموسى ( قبل أن آذن ) أنا ( لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ) فعلمكم شيئا منه وغلبكم بآخر ( فلسوف تعلمون ) ما ينالكم مني ( لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ) أي يد كل واحد اليمنى ورجله اليسرى ( ولأصلبنكم أجمعين )
50. ( قالوا لا ضير ) لا ضرر علينا في ذلك ( إنا إلى ربنا ) بعد موتنا بأي وجه كان ( منقلبون ) راجعون في الآخرة
51. ( إنا نطمع ) نرجو ( أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا ) أي بأن ( أول المؤمنين ) في زماننا
52. ( وأوحينا إلى موسى ) بعد سنين أقامها بينهم يدعوهم بآيات الله إلى الحق فلم يزيدوا إلا عتوا ( أن أسر بعبادي ) بني إسرائيل وفي قراءة بكسر النون ووصل همزة أسر من سرى لغة في أسرى سر بهم ليلا إلى البحر ( إنكم متبعون ) يتبعكم فرعون وجنوده فيلجون وراءكم البحر فانجيكم واغرقهم
53. ( فأرسل فرعون ) حين أخبر بسيرهم ( في المدائن ) قيل كان له ألف مدينة واثنا عشر ألف قرية ( حاشرين ) جامعين الجيش قائلا
54. ( إن هؤلاء لشرذمة ) طائفة ( قليلون ) قيل كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا ومقدمة جيشه سبعمائة ألف فقللهم بالنظر إلى كثرة جيشه
55. ( وإنهم لنا لغائظون ) فاعلون ما يغيظنا
56. ( وإنا لجميع حاذرون ) متيقظون وفي قراءة حاذرون مستعدون
57. ( فأخرجناهم ) أي فرعون وقومه من مصر ليلحقوا موسى وقومه ( من جنات ) بساتين كانت على جانبي النيل ( وعيون ) أنهار جارية في الدور من النيل
58. ( وكنوز ) أموال ظاهرة من الذهب والفضة وسميت كنوزا لإنه لم يعط حق الله تعالى منها ( ومقام كريم ) مجلس حسن للأمراء والوزراء يحفه أتباعهم
59. ( كذلك ) إخراجنا كما وصفنا ( وأورثناها بني إسرائيل ) بعد إغراق فرعون وقومه
60. ( فأتبعوهم ) لحقوهم ( مشرقين ) وقت شروق الشمس
61. ( فلما تراءى الجمعان ) رأى كل منهما الآخر ( قال أصحاب موسى إنا لمدركون ) يدركنا جمع فرعون ولا طاقة لنا به
62. ( قال ) موسى ( كلا ) أي لن يدركونا ( إن معي ربي ) بنصره ( سيهدين ) طريق النجاة
63. ( فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر ) فضربه ( فانفلق ) فانشق اثني عشر فرقا ( فكان كل فرق كالطود العظيم ) الجبل الضخم بينها مسالك سلكوها لم يبتل منها سرج الراكب ولا لبده
64. ( وأزلفنا ) قربنا ( ثم ) هناك ( الآخرين ) فرعون وقومه حتى سلكوا مسالكهم
65. ( وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ) بإخراجهم من البحر على هيئته المذكورة
66. ( ثم أغرقنا الآخرين ) فرعون وقومه بإطباق البحر عليهم لما تم دخولهم في البحر وخروج بني إسرائيل منه
67. ( إن في ذلك ) إغراق فرعون وقومه ( لآية ) عبرة لمن بعدهم ( وما كان أكثرهم مؤمنين ) بالله لم يؤمن منهم غير آسية امرأة فرعون وحزقيل مؤمن آل فرعون ومريم بنت ناموسى التي دلت على عظام يوسف عليه السلام
68. ( وإن ربك لهو العزيز ) فانتقم من الكافرين بإغراقهم ( الرحيم ) بالمؤمنين فأنجاهم من الغرق
69. ( واتل عليهم ) كفار مكة ( نبأ ) خبر ( إبراهيم ) ويبدل منه
70. ( إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون )
71. ( قالوا نعبد أصناما ) صرحوا بالفعل ليعطفوا عليه ( فنظل لها عاكفين ) نقوم نهارا على عبادتها زادوه في الجواب افتخارا به
72. ( قال هل يسمعونكم إذ ) حين ( تدعون )
73. ( أو ينفعونكم ) إن عبدتموهم ( أو يضرون ) إن لم تعبدوهم
74. ( قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ) مثل فعلنا
75. ( قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون )
76. ( أنتم وآباؤكم الأقدمون )
77. ( فإنهم عدو لي ) لا أعبدهم ( إلا ) لكن ( رب العالمين ) فإني أعبده
78. ( الذي خلقني فهو يهدين ) إلى الدين
79. ( والذي هو يطعمني ويسقين )
80. ( وإذا مرضت فهو يشفين )
81. ( والذي يميتني ثم يحيين )
82. ( والذي أطمع ) أرجو ( أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) الجزاء
83. ( رب هب لي حكما ) علما ( وألحقني بالصالحين ) النبيين
84. ( واجعل لي لسان صدق ) ثناء حسنا ( في الآخرين ) الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة
85. ( واجعلني من ورثة جنة النعيم ) ممن يعطاها
86. ( واغفر لأبي إنه كان من الضالين ) بأن تتوب عليه فتغفر له وهذا قبل أن يتبين له أنه عدو الله كما ذكر في سورة براءة
87. ( ولا تخزني ) تفضحني ( يوم يبعثون ) الناس
88. ( يوم لا ينفع مال ولا بنون ) أحدا
89. ( إلا ) لكن ( من أتى الله بقلب سليم ) من الشرك والنفاق وهو قلب المؤمنين فإنه ينفعه ذلك
90. ( وأزلفت الجنة ) قربت ( للمتقين ) فيرونها
91. ( وبرزت الجحيم ) اظهرت ( للغاوين ) الكافرين
92. ( وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون )
93. ( من دون الله ) أي غيره من الأصنام ( هل ينصرونكم ) بدفع العذاب عنكم ( أو ينتصرون ) بدفعه عن أنفسهم لا
94. ( فكبكبوا ) القوا ( فيها هم والغاوون )
95. ( وجنود إبليس ) أتباعه ومن أطاعه من الجن والإنس ( أجمعون )
96. ( قالوا ) الغاوون ( وهم فيها يختصمون ) مع معبوديهم
97. ( تالله إن ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنه ( كنا لفي ضلال مبين ) بين
98. ( إذ ) حيث ( نسويكم برب العالمين ) في العبادة
99. ( وما أضلنا ) عن الهدى ( إلا المجرمون ) الشياطين أولونا الذين اقتدينا بهم
100. ( فما لنا من شافعين ) كما للمؤمنين من الملائكة والنبيين والمؤمنين
101. ( ولا صديق حميم ) يهمه أمرنا
102. ( فلو أن لنا كرة ) رجعة إلى الدنيا ( فنكون من المؤمنين ) لو هنا للتمني ونكون جوابه
103. ( إن في ذلك ) المذكور من قصة إبراهيم وقومه ( لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
104. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
105. ( كذبت قوم نوح المرسلين ) بتكذيبهم له لاشتراكهم في المجيء بالتوحيد أو لأنه لطول لبثه فيهم كأنه رسل وتأنيث قوم باعتبار معناه وتذكيره باعتبار لفظه
106. ( إذ قال لهم أخوهم ) نسبا ( نوح ألا تتقون ) الله
107. ( إني لكم رسول أمين ) على تبليغ ما أرسلت به
108. ( فاتقوا الله وأطيعون ) فيما أمركم به من توحيد الله وإطاعته
109. ( وما أسألكم عليه ) على تبليغه ( من أجر إن ) ما ( أجري ) ثوابي ( إلا على رب العالمين )
110. ( فاتقوا الله وأطيعون ) كرره تأكيدا
111. ( قالوا أنؤمن ) نصدق ( لك ) لقولك ( واتبعك ) وفي قراءة وأتباعك جمع تابع مبتدأ ( الأرذلون ) السفلة كالحاكة والأسافكة
112. ( قال وما علمي ) علم لي ( بما كانوا يعملون )
113. ( إن ) ما ( حسابهم إلا على ربي ) فيجازيهم ( لو تشعرون ) تعلمون ذلك ما عبتموهم
114. ( وما أنا بطارد المؤمنين )
115. ( إن ) ما ( أنا إلا نذير مبين ) بين الإنذار
116. ( قالوا لئن لم تنته يا نوح ) عما تقول لنا ( لتكونن من المرجومين ) بالحجارة أو بالشتم
117. ( قال ) نوح ( رب إن قومي كذبون )
118. ( فافتح بيني وبينهم فتحا ) احكم ( ونجني ومن معي من المؤمنين )
119. ( فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ) الممنوء من الناس والحيوان والطير
120. ( ثم أغرقنا بعد ) بعد إنجائهم ( الباقين ) من قومه
121. ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
122. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
123. ( كذبت عاد المرسلين )
124. ( إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون )
125. ( إني لكم رسول أمين )
126. ( فاتقوا الله وأطيعون )
127. ( وما أسألكم عليه من أجر إن ) ما ( أجري إلا على رب العالمين )
128. ( أتبنون بكل ريع ) مكان مرتفع ( آية ) بناء علما للمارة ( تعبثون ) بمن يمر بكم وتسخرون منهم والجملة حال من ضمير تبنون
129. ( وتتخذون مصانع ) للماء تحت الأرض ( لعلكم ) كأنكم ( تخلدون ) فيها لا تموتون
130. ( وإذا بطشتم ) بضرب أو قتل ( بطشتم جبارين ) من غير رأفة
131. ( فاتقوا الله ) في ذلك ( وأطيعون ) فيما أمرتكم به
132. ( واتقوا الذي أمدكم ) أنعم عليكم ( بما تعلمون )
133. ( أمدكم بأنعام وبنين )
134. ( وجنات ) بساتين ( وعيون ) أنهار
135. ( إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) في الدنيا والآخرة إن عصيتموني
136. ( قالوا سواء علينا ) مستو عندنا ( أوعظت أم لم تكن من الواعظين ) أصلا أي لا نرعوي لوعظك
137. ( إن ) ما ( هذا ) الذي خوفتنا به ( إلا خلق الأولين ) أي طبيعتهم وعاداتهم
138. ( وما نحن بمعذبين )
139. ( فكذبوه ) بالعذاب ( فأهلكناهم ) في الدنيا بالريح ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
140. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
141. ( كذبت ثمود المرسلين )
142. ( إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون )
143. ( إني لكم رسول أمين )
144. ( فاتقوا الله وأطيعون )
145. ( وما أسألكم عليه من أجر إن ) ما ( أجري إلا على رب العالمين )
146. ( أتتركون في ما هاهنا ) من الخيرات ( آمنين )
147. ( في جنات وعيون )
148. ( وزروع ونخل طلعها هضيم ) لطيف لين
149. ( وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ) بطرين وفي قراءة فارهين حاذقين
150. ( فاتقوا الله وأطيعون ) فيما أمرتكم به
151. ( ولا تطيعوا أمر المسرفين )
152. ( الذين يفسدون في الأرض ) بالمعاصي ( ولا يصلحون ) بطاعة الله
153. ( قالوا إنما أنت من المسحرين ) الذين سحروا كثيرا حتى غلب على عقلهم
154. ( ما أنت ) أيضا ( إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين ) في رسالتك
155. ( قال هذه ناقة لها شرب ) نصيب من الماء ( ولكم شرب يوم معلوم )
156. ( ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم ) بعظيم العذاب
157. ( فعقروها ) عقرها بعضهم برضاهم ( فأصبحوا نادمين ) على عقرها
158. ( فأخذهم العذاب ) الموعود به فهلكوا ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
159. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
137. ( إن ) ما ( هذا ) الذي خوفتنا به ( إلا خلق الأولين ) أي طبيعتهم وعاداتهم
138. ( وما نحن بمعذبين )
139. ( فكذبوه ) بالعذاب ( فأهلكناهم ) في الدنيا بالريح ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
140. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
141. ( كذبت ثمود المرسلين )
142. ( إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون )
143. ( إني لكم رسول أمين )
144. ( فاتقوا الله وأطيعون )
145. ( وما أسألكم عليه من أجر إن ) ما ( أجري إلا على رب العالمين )
146. ( أتتركون في ما هاهنا ) من الخيرات ( آمنين )
147. ( في جنات وعيون )
148. ( وزروع ونخل طلعها هضيم ) لطيف لين
149. ( وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ) بطرين وفي قراءة فارهين حاذقين
150. ( فاتقوا الله وأطيعون ) فيما أمرتكم به
151. ( ولا تطيعوا أمر المسرفين )
152. ( الذين يفسدون في الأرض ) بالمعاصي ( ولا يصلحون ) بطاعة الله
153. ( قالوا إنما أنت من المسحرين ) الذين سحروا كثيرا حتى غلب على عقلهم
154. ( ما أنت ) أيضا ( إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين ) في رسالتك
155. ( قال هذه ناقة لها شرب ) نصيب من الماء ( ولكم شرب يوم معلوم )
156. ( ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم ) بعظيم العذاب
157. ( فعقروها ) عقرها بعضهم برضاهم ( فأصبحوا نادمين ) على عقرها
158. ( فأخذهم العذاب ) الموعود به فهلكوا ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
159. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
184. ( واتقوا الذي خلقكم والجبلة ) الخليقة ( الأولين )
185. ( قالوا إنما أنت من المسحرين )
186. ( وما أنت إلا بشر مثلنا وإن ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنه ( نظنك لمن الكاذبين )
187. ( فأسقط علينا كسفا ) بسكون السين وفتحها قطعة ( من السماء إن كنت من الصادقين ) في رسالتك
188. ( قال ربي أعلم بما تعملون ) فيجازيكم به
189. ( فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة ) هي سحابة أظلتهم بعد حر شديد أصابهم فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا ( إنه كان عذاب يوم عظيم )
190. ( إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين )
191. ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )
192. ( وإنه ) القرآن ( لتنزيل رب العالمين )
193. ( نزل به الروح الأمين ) جبريل
194. ( على قلبك لتكون من المنذرين )
195. ( بلسان عربي مبين ) بين وفي قراءة بتشديد نزل ونصب الروح والفاعل الله
196. ( وإنه ) ذكر القرآن المنزل على محمد ( لفي زبر ) كتب ( الأولين ) كالتوراة والانجيل
197. ( أولم يكن لهم آية ) لكفار مكة ( أن ) على ذلك ( يعلمه علماء بني إسرائيل ولو ) كعبد الله بن سلام وأصحابه ممن آمنوا فإنهم يخبرون بذلك ويكن بالتحتانية ونصب آية وبالفوقانية ورفع آية
198. ( ولو نزلناه على بعض الأعجمين ) جمع أعجم
199. ( فقرأه عليهم ) كفار مكة ( ما كانوا به مؤمنين ) أنفة من أتباعه
200. ( كذلك ) أي مثل إدخالنا التكذيب به بقراءة الأعجمي ( سلكناه ) أدخلنا التكذيب به ( في قلوب المجرمين ) كفار مكة بقراءة النبي
201. ( لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم )
202. ( فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون )
203. ( فيقولوا هل نحن منظرون ) لنؤمن فيقال لهم لا قالوا متى هذا العذاب
204. ( أفبعذابنا يستعجلون )
205. ( أفرأيت ) أخبرني ( إن متعناهم سنين )
206. ( ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ) من العذاب
207. ( ما ) استفهامية بمعنى أي شيء ( أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ) في دفع العذاب أو تخفيفه أي لم يغن
208. ( وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ) رسل تنذر أهلها
209. ( ذكرى ) عظة لهم ( وما كنا ظالمين ) في إهلاكهم بعد إنذارهم ونزل ردا لقول المشركين
210. ( وما تنزلت به ) بالقرآن ( الشياطين )
211. ( وما ينبغي ) يصلح ( لهم ) أن ينزلوا به ( وما يستطيعون ) ذلك
212. ( إنهم عن السمع ) لكلام الملائكة ( لمعزولون ) بالشهب
213. ( فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين ) إن فعلت ذلك الذي دعوك إليه
214. ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) وهم بنو هاشم وبنو المطلب وقد أنذرهم الله جهارا رواه البخاري ومسلم
215. ( واخفض جناحك ) ألن جانبك ( لمن اتبعك من المؤمنين ) الموحدين
216. ( فإن عصوك ) عشيرتك ( فقل ) لهم ( إني بريء مما تعملون ) من عبادة غير الله
217. ( وتوكل ) بالواو والفاء ( على العزيز الرحيم ) الله أي فوض إليه جميع أمورك
218. ( الذي يراك حين تقوم ) إلى الصلاة
219. ( وتقلبك ) في أركان الصلاة قائما وقاعدا وراكعا وساجدا ( في الساجدين ) المصلين
220. ( إنه هو السميع العليم )
221. ( هل أنبئكم ) يا كفار مكة ( على من تنزل الشياطين ) بحذف إحدى التاءين من الأصل
222. ( تنزل على كل أفاك ) كذاب ( أثيم ) فاجر مثل مسيلمة وغيره من الكهنة
223. ( يلقون ) الشياطين ( السمع ) ما سمعوه من الملائكة إلى الكهنة ( وأكثرهم كاذبون ) يضمون إلى المسموع كذبا كثيرا وكان قبل أن حجبت الشياطين عن السماء
224. ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) في شعرهم فيقولون به ويروونه عنهم فهم مذمومون
225. ( ألم تر ) تعلم ( أنهم في كل واد ) من أودية الكلام وفنونه ( يهيمون ) يمضون فيجاوزون الحد مدحا وهجاء
226. ( وأنهم يقولون ) فعلنا ( ما لا يفعلون ) يكذبون
227. ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) من الشعراء ( وذكروا الله كثيرا ) لم يشغلهم الشعر عن الذكر ( وانتصروا ) بهجوهم الكفار ( من بعد ما ظلموا ) بهجو الكفار لهم في جملة المؤمنين فليسوا مذمومين قال الله تعالى لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وقال تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ( وسيعلم الذين ظلموا ) من الشعراء وغيرهم ( أي منقلب ) مرجع ( ينقلبون ) يرجعون بعد الموت
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
27. سورة النمل
1. ( طس ) الله أعلم بمراده بذلك ( تلك ) هذه الآيات ( آيات القرآن ) آيات منه ( وكتاب مبين ) مظهر للحق من الباطل عطف بزيادة صفة
2. هو ( هدى ) هاد من الضلالة ( وبشرى للمؤمنين ) المصدقين به بالجنة
3. ( الذين يقيمون الصلاة ) يأتون بها على وجهها ( ويؤتون ) يعطون ( الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ) يعلمونها بالاستدلال وأعيد هم لما فصل بينه وبين الخبر
4. ( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم ) القبيحة بتركيب الشهوة حتى رأوها حسنة ( فهم يعمهون ) يتحيرون فيها لقبحها عندنا
5. ( أولئك الذين لهم سوء العذاب ) أشده في الدنيا القتل والأسر ( وهم في الآخرة هم الأخسرون ) لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم
6. ( وإنك ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( لتلقى القرآن ) يلقى عليك بشدة ( من لدن ) من عند ( حكيم عليم ) في ذلك
7. اذكر ( إذ قال موسى لأهله ) زوجته عند مسيره من مدين إلى مصر ( إني آنست ) أبصرت من بعيد ( نارا سآتيكم منها بخبر ) عن حال الطريق وكان قد ضلها ( أو آتيكم بشهاب قبس ) بالإضافة للبيان وتركها أي شعلة نار في رأس فتيلة أو عود ( لعلكم تصطلون ) والطاء بدل تاء الافتعال من صلي النار بكسر اللام وفتحها تستدفئون من البرد
8. ( فلما جاءها نودي أن ) بأن ( بورك ) بارك الله ( من في النار ) موسى ( ومن حولها ) الملائكة أو العكس وبارك يتعدى بنفسه وبالحرف ويقدر بعد في مكان ( وسبحان الله رب العالمين ) من جملة ما نودي ومعناه تنزيه الله من السوء
9. ( يا موسى إنه ) الشأن ( أنا الله العزيز الحكيم )
10. ( وألق عصاك ) فألقاها ( فلما رآها تهتز ) تتحرك ( كأنها جان ) حية خفيفة ( ولى مدبرا ولم يعقب ) يرجع قال تعالى ( يا موسى لا تخف ) منها ( إني لا يخاف لدي ) عندي ( المرسلون ) من حية وغيرها
11. ( إلا ) لكن ( من ظلم ) نفسه ( ثم بدل حسنا ) أتاه ( بعد سوء ) أي تاب ( فإني غفور رحيم ) أقبل التوبة وأغفر له
12. ( وأدخل يدك في جيبك ) طوق قميصك ( تخرج ) خلاف لونها من الأدمة ( بيضاء من غير سوء ) برص لها شعاع يغشي البصر آية ( في تسع آيات ) مرسلا بها ( إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين )
13. ( فلما جاءتهم آياتنا مبصرة ) مضيئة واضحة ( قالوا هذا سحر مبين ) بين ظاهر
14. ( وجحدوا بها ) لم يقروا وقد ( واستيقنتها أنفسهم ) تيقنوا أنها من عند الله ( ظلما وعلوا ) تكبرا عن الإيمان بما جاء به موسى راجع إلى الجحد ( فانظر ) يا محمد ( كيف كان عاقبة المفسدين ) التي علمتها من إهلاكهم
15. ( ولقد آتينا داود وسليمان ) ابنه ( علما ) بالقضاء بين الناس ومنطق الطير وغير ذلك ( وقالا ) شكرا لله ( الحمد لله الذي فضلنا ) بالنبوة وتسخير الجن والإنس والشياطين ( على كثير من عباده المؤمنين )
16. ( وورث سليمان داود ) النبوة والعلم دون باقي أولاده ( وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير ) أي فهم أصواته ( وأوتينا من كل شيء ) تؤتاه الأنبياء والملوك ( إن هذا ) المؤتى ( لهو الفضل المبين ) البين الظاهر
17. ( وحشر ) جمع ( لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير ) في مسير له ( فهم يوزعون ) يجمعون ثم يسافرون
18. ( حتى إذا أتوا على واد النمل ) هو بالطائف أو بالشام نمله صغار أو كبار ( قالت نملة ) هي ملكة النمل وقد رأت جند سليمان ( يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم ) يكسرنكم ( سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) نزل النمل منزل العقلاء في الخطاب بخطابهم
19. ( فتبسم ) سليمان ابتداء ( ضاحكا ) انتهاء ( من قولها ) وقد سمعه من ثلاثة أميال حملته إليه الريح فحبس جنده حين أشرف على واديهم حتى دخلوا بيوتهم وكان جنده ركبانا ومشاة في هذا السير ( وقال رب أوزعني ) ألهمني ( أن أشكر نعمتك التي أنعمت ) بها ( علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) الأنبياء والأولياء
20. ( وتفقد الطير ) ليرى الهدهد الذي يرى الماء تحت الأرض ويدل عليه بنقره فيها فتستخرجه الشياطين لاحتياج سليمان إليه للصلاة فلم يره ( فقال ما لي لا أرى الهدهد ) أي أعرض لي ما منعني من رؤيته ( أم كان من الغائبين ) فلم أره لغيبته فلما تحققها
21. قال ( لأعذبنه عذابا ) تعذيبا ( شديدا ) بنتف رأسه وذنبه ورميه في الشمس فلا يمتنع من الهوام ( أو لأذبحنه ) بقطع حلقومه ( أو ليأتيني ) بنون مشددة مكسورة أو مفتوحة يليها نون مكسورة ( بسلطان مبين ) ببرهان بين ظاهر على عذره
22. ( فمكث ) بضم الكاف وفتحها ( غير بعيد ) يسيرا من الزمن وحضر لسليمان متواضعا برفع رأسه وإرخاء ذنبه وجناحيه فعفا عمه وسأله عما لقي في غيبته ( فقال أحطت بما لم تحط به ) اطلعت على ما لم تطلع عليه ( وجئتك من سبأ ) بالصرف وتركه قبيلةة باليمن سميت باسم جد لهم باعتباره صرف ( بنبأ ) خبر ( يقين )
23. ( إني وجدت امرأة تملكهم ) اسمها بلقيس ( وأوتيت من كل شيء ) يحتاج إليه الملوك من الآلة والعدة ( ولها عرش ) سرير ( عظيم ) طوله ثمانون ذراعا وعرضه أربعون ذرراعا وارتفاعه ثلاثون ذراعا مضروب من الذهب والفضة مكلل بالدر والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر والزمرد عليه سبعة أبواب على كل بيت باب مغلق
24. ( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل ) طريق الحق ( فهم لا يهتدون )
25. ( ألا يسجدوا لله ) أي أن يسجدوا له فزيدت لا وادغم فيها نون أن كما في قوله تعالى لئلا يعلم أهل الكتاب والجملة في محل مفعول يهتدون بإسقاط إلى ( الذي يخرج الخبء ) مصدر بمعنى المخبوء من المطر والنبات ( في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون ) في قلوبهم ( وما تعلنون ) بألسنتهم
26. ( الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) استئناف جملة ثناء مشتمل على عرش الرحمن في مقابلة عرش بلقيس وبينهما بون عظيم
27. ( قال ) سليمان للهدهد ( سننظر أصدقت ) فيما أخبرتنا به ( أم كنت من الكاذبين ) أي من هذا النوع فهو أبلغ من أم كذبت فيه ثم دلهم على الماء فاستخرج وارتووا وتوضئوا وصلوا ثم كتب كتابا صورته من عبد الله سبيمان ابن داوود إلى بلقيس ملكة سبأ بسم الله الهدى أما بعد فلا تعلوا علي وأتوني مسلمين ثم طبعه بالمسك وختمه بخاتمه ثم قال للهدهد
28. ( اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ) أي بلقيس وقومها ( ثم تول ) انصرف ( عنهم ) وقف قريبا منهم ( فانظر ماذا يرجعون ) يرددون من الجواب فأخذه وأتاها وحولها جندها وألقاه في حجرها فلما رأته ارتعدت وخضعت خوفا ثم وقفت على ما فيه
29. ثم ( قالت ) لأشراف قومها ( يا أيها الملأ إني ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بقلبها واوا مكسورة ( ألقي إلي كتاب كريم ) مختوم
30. ( إنه من سليمان وإنه ) مصمونه ( بسم الله الرحمن الرحيم )
31. ( ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين )
32. ( قالت يا أيها الملأ أفتوني ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بقلبها واوا أي أشيروا علي ( في أمري ما كنت قاطعة أمرا ) قاضيته ( حتى تشهدون ) تحضرون
33. ( قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد ) أي أصحاب شدة في الحرب ( والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ) نا نطعك
34. ( قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ) بالتخريب ( وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ) مرسلو الكتاب
35. ( وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ) من قبول الهدية أو ردها إن كان ملكا قبلها أو نبيا لم يقبلها فأرسلت خدما ذكورا وإناثا ألفا بالسوية وخمسمائة لبنة من الذهب وتاجا مكللا بالجواهر ومسكا وعنبرا وغير ذلك مع رسول بكتاب فأسرع الهدهد إلى سليمان يخبره الخبر فأمر أن تضرب لبنات الذهب والفضة وأن تبسط من موضعه إلى تسعة فراسخ ميدانا وأن يبنوا حوله حائطا مشرفا من الذهب والفضة وأن يؤتى بأحسن دواب البر والبحر مع أولاد الجن عن يمين الميدان وشماله
36. ( فلما جاء ) الرسول بالهدية ومعه أتباعه ( سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله ) من النبوة والملك ( خير مما آتاكم ) من الدنيا ( بل أنتم بهديتكم تفرحون ) لفخركم بزخارف الدنيا
37. ( ارجع إليهم ) بما أتيت من الهدية ( فلنأتينهم بجنود لا قبل ) لاطاقة ( لهم بها ولنخرجنهم منها ) من بلدهم سبأ سميت باسم أبي قبيلتهم ( أذلة وهم صاغرون ) إن لم يأتوا مسلمين فلما رجع إليها الرسول بالهدية جعلت سريرها داخل سبعة أبواب داخل قصرها وقصرها داخل سبعة قصور وغلقت الأبواب وجعلت عليها حرسا وتجهزت للمسير إلى سليمان لتنظر ما يأمرها به فارتحلت في اثني عشر ألف فيل مع كل فيل الوف كثيرة إلى أن قربت منه على فرسخ شعر بها
38. ( قال يا أيها الملأ أيكم ) في الهمزتين ما تقدم ( يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ) منقادين طائعين فلي أخذه قبل ذلك لا بعده
39. ( قال عفريت من الجن ) هو القوي الشديد ( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) الذي تجلس فيه للقضاء وهو من الغداة إلى نصف النهار ( وإني عليه لقوي ) على حمله ( أمين ) على ما فيه من الجواهر وغيرها قال سليمان أريد أسرع من ذلك
40. ( قال الذي عنده علم من الكتاب ) المنزل وهو آصف بن برخيا كان صديقا يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) إذا نظرت به إلى شيء فقال له انظر إلى السماء فنظر إليها ثم رد بطرفه فوجده موضوعا بين يديه ففي نظره إلى السماء دعا آصف بالاسم الأعظم أن يأتي الله به فحصل بأن جرى تحت الأرض حتى نبع تحت كرسي سليمان ( فلما رآه مستقرا ) ساكنا ( عنده قال هذا ) الاتيان لي به ( من فضل ربي ليبلوني ) ليختبرني ( أأشكر ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ( أم أكفر ) النعمة ( ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ) لأجلها لأن ثواب شكره له ( ومن كفر ) النعمة ( فإن ربي غني ) عن شكره ( كريم ) بالافضال على من يكفرها
41. ( قال نكروا لها عرشها ) غيروه إلى حال تنكره إذا رأته ( ننظر أتهتدي ) إلى معرفته ( أم تكون من الذين لا يهتدون ) إلى معرفة ما يغير عليهم قصد بذلك اختبار عقلها لما قيل له إن فيه شيئا فغيروه بزيادة أو نقص وغير ذلك
42. ( فلما جاءت قيل ) لها ( أهكذا عرشك ) أمثل هذا عرشك ( قالت كأنه هو ) أي فعرفته وشبهت عليهم كما شبهوا عليها إذ لم يقل أهذا عرشك ولو قيل هذا قالت نعم قال سليمان لما رأى لها معرفة وعلما ( وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين )
43. ( وصدها ) عن عبادة الله ( ما كانت تعبد من دون الله ) أي غيره ( إنها كانت من قوم كافرين )
44. ( قيل لها ) أيضا ( ادخلي الصرح ) هو سطح من زجاج أبيض شفاف تحته ماء عذب جار فيه سمك اصطنعه سليمان لما قيل له إن ساقيها وقدميها كقدمي الحمار ( فلما رأته حسبته لجة ) من الماء ( وكشفت عن ساقيها ) لتخوضه وكان سليمان على سريره في صدر الصرح فرأى ساقيها وقدميها حسانا ( قال ) لها ( إنه صرح ممرد ) مملس ( من قوارير ) من زجاج ودعاها إلى الإسلام ( قالت رب إني ظلمت نفسي ) بعبادة غيرك ( وأسلمت ) كائنة ( مع سليمان لله رب العالمين ) وأراد تزوجها فكره شعر ساقيها فعملت له الشياطين النورة فأزالته بها فتزوجها وأحبها وأقرها على ملكها وكان يزورها في كل شهر مرة ويقيم عندها ثلاثة أيام وانقضى ملكها بانقضاء ملك سليمان روي أنه ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فسبحان من لا انقضاء لدوام ملكه
45. ( ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم ) من القبيلة ( صالحا أن ) بأن ( اعبدوا الله ) وحدوه ( فإذا هم فريقان يختصمون ) في الدين فريق مؤمنون من حيث إرساله إليهم وفريق كافرون
46. ( قال ) للمكذبين ( يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة ) بالعذاب قبل الرحمة حيث قلتم إن كان ما أتينا به حقا فأتنا بالعذاب ( لولا ) هلا ( تستغفرون الله ) من الشرك ( لعلكم ترحمون ) فلا تعذبوا
47. ( قالوا اطيرنا ) أصله تطيرنا ادغمت التاء في الطاء واجتلبت همزة الوصل تشاءمنا ( بك وبمن معك ) المؤمنين حيث قحطوا وجاعوا ( قال طائركم ) شؤمكم ( عند الله ) أتاكم به ( بل أنتم قوم تفتنون ) تختبرون بالخير والشر
48. ( وكان في المدينة ) مدينة ثمود ( تسعة رهط ) رجال ( يفسدون في الأرض ) بالمعاصي منها قرضهم الدنانير والدراهم ( ولا يصلحون ) بالطاعة
49. ( قالوا ) قال بعضهم لبعض ( تقاسموا ) إحلفوا ( بالله لنبيتنه ) بالنون والتاء وضم التاء الثانية ( وأهله ) من آمن به أي نقتلهم ليلا ( ثم لنقولن ) بالنون والتاء وضم اللام الثانية ( لوليه ) لولي دمه ( ما شهدنا ) حضرنا ( مهلك أهله ) بضم الميم وفتحها أي إهلاكهم أو هلاكهم فلا ندري من قتلهم ( وإنا لصادقون )
50. ( ومكروا ) في ذلك ( مكرا ومكرنا مكرا ) جازينا بتعجيل عقوبتهم ( وهم لا يشعرون )
51. ( فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم ) أهلكناهم ( وقومهم أجمعين ) بصيحة جبريل أو برمي الملائكة بحجارة يرونها ولا يرونهم
52. ( فتلك بيوتهم خاوية ) خالية ونصبه على الحال والعامل فيها معنى الاشارة ( بما ظلموا ) بظلمهم أي كفرهم ( إن في ذلك لآية ) لعبرة ( لقوم يعلمون ) قدرتنا فيتعظون
53. ( وأنجينا الذين آمنوا ) بصالح وهم أربعة آلاف ( وكانوا يتقون ) الشرك
54. ( ولوطا ) منصوب باذكرر مقدرا قبله ويبدل منه ( إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ) اللواط ( وأنتم تبصرون ) يبصر بعضكم بعضا انهماكا في المعصية
55. ( أئنكم ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين ( لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون ) عاقبة فعلكم
56. ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط ) أهله ( من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) من أدبار الرجال
57. ( فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها ) جعلناها بتقديرنا ( من الغابرين ) الباقين في العذاب
58. ( وأمطرنا عليهم مطرا ) هو حجارة السجيل فأهلكتهم ( فساء ) بئس ( مطر المنذرين ) بالعذاب مطرهم
59. ( قل ) يا محمد ( الحمد لله ) على هلاك الكفار من الأمم الخالية ( وسلام على عباده الذين اصطفى ) هم ( آلله ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ( خير ) لمن يعبده ( أما يشركون ) بالتاء والياء أي أهل مكة به الآلهة خير لعابديها
60. ( أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا ) فيه التفات من الغيبة إلى التكلم ( به حدائق ) جمع حديقة وهو البستان المحوط ( ذات بهجة ) حسن ( ما كان لكم أن تنبتوا شجرها ) لعدم قدرتكم عليه ( أإله ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في مواضعه السبعة ( مع الله ) أعانه على ذلك أي ليس معه إله ( بل هم قوم يعدلون ) يشركون بالله غيره
61. ( أم من جعل الأرض قرارا ) لا تميد بأهلها ( وجعل خلالها ) فيما بينها ( أنهارا وجعل لها رواسي ) جبالا أثبت بها الأرض ( وجعل بين البحرين حاجزا ) بين العذب والملح لا يختلط أحدهما بالآخر ( أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون ) توحيده
62. ( أم من يجيب المضطر ) المكروب الذي مسه الضر ( إذا دعاه ويكشف السوء ) عنه وعن غيره ( ويجعلكم خلفاء الأرض ) الإضافة بمعنى في أي يخلف كن قرن القرن الذي قبله ( أإله مع الله قليلا ما تذكرون ) تتعظون بالفوقانية والتحتانية وفيه إدغام التاء في الذال وما زائدة لتقليل القليل
63. ( أم من يهديكم ) يرشدكم إلى مقاصدكم ( في ظلمات البر والبحر ) بالنجوم ليلا وبعلامات الأرض نهارا ( ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ) قدام المطر ( أإله مع الله تعالى الله عما يشركون ) به غيره
64. ( أم من يبدأ الخلق ) في الأرحام من نطفة ( ثم يعيده ) بعد الموت وإن لم تعترفوا بالإعادة لقيام البراهين عليها ( ومن يرزقكم من السماء ) بالمطر ( والأرض ) بالنبات ( أإله مع الله ) أي لا يفعل شيئا مما ذكر إلا الله ولا إله معه ( قل ) يا محمد ( هاتوا برهانكم ) حجتكم ( إن كنتم صادقين ) أن معي إلها فعل شيئا مما ذكر وسألوه عن وقت قيام الساعة فنزل
65. ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض ) من الملائكة والناس ( الغيب ) ما غاب عنهم ( إلا ) لكن ( الله ) يعلمه ( وما يشعرون ) كفار مكة كغيرهم ( أيان ) وقت ( يبعثون )
66. ( بل ) بمعنى هل ( ادارك ) وزن أكرم وفي قراءة أخرى ادارك بتشديد الدال وأصله تدارك أبدلت التاء دالا وأدغمت في الدال واجتلبت همزة الوصل أي بلغ ولحق أو تتابع وتلاحق ( علمهم في الآخرة ) بها حتى سألوا عن وقت مجيئها ليس الأمر كذلك ( بل هم في شك منها بل هم منها عمون ) من عمى القلب وهو أبلغ مما قبله والأصل عميون استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الميم بعد حذف كسرتها
67. ( وقال الذين كفروا ) أيضا في إنكار البعث ( أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون ) من القبور
68. ( لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن ) ما ( هذا إلا أساطير الأولين ) جمع أسطورة بالضم ما سطر من الكذب
69. ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ) بإنكاره وهي هلاكهم بالعذاب
70. ( ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون ) تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم أي لا تهتم بمكرهم عليك فإنا ناصروك عليهم
71. ( ويقولون متى هذا الوعد ) بالعذاب ( إن كنتم صادقين ) فيه
72. ( قل عسى أن يكون ردف ) قرب ( لكم بعض الذي تستعجلون ) فحصل لهم القتل ببدر وباقي العذاب يأتيهم بعد الموت
73. ( وإن ربك لذو فضل على الناس ) ومنه تأخير العذاب عن الكفار ( ولكن أكثرهم لا يشكرون ) فالكفار لا يشكرون تأخير العذاب لانكارهم وقوعه
74. ( وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم ) تخفيه ( وما يعلنون ) بألسنتهم
75. ( وما من غائبة في السماء والأرض ) الهاء للمبالغة أي شيء في غاية الخفاء على الناس ( إلا في كتاب مبين ) بين هو اللوح المحفوظ ومكنون علمه تعالى ومنه تعذيب الكفار
76. ( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل ) الموجودين في زمان نبينا ( أكثر الذي هم فيه يختلفون ) أي ببيان ما ذكر على وجهه الرافع للاختلاف بينهم لو أخذوا به وأسلموا
77. ( وإنه لهدى ) من الضلالة ( ورحمة للمؤمنين ) من العذاب
78. ( إن ربك يقضي بينهم ) كغيرهم يوم القيامة ( بحكمه ) أي عدله ( وهو العزيز ) الغالب ( العليم ) بما يحكم به فلا يمكن أحدا مخالفته كما خالف الكفار في الدنيا أنبياءه
79. ( فتوكل على الله ) ثق به ( إنك على الحق المبين ) الدين البين فالعاقبة لك بالنصر على الكفار ثم ضرب أمثالا لهم بالموتى وبالصم وبالعمي
80. ( إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء ( ولوا مدبرين )
81. ( وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن ) ما ( تسمع ) سماع إفهام وقبول ( إلا من يؤمن بآياتنا ) القرآن ( فهم مسلمون ) مخلصةن بتوحيد الله
82. ( وإذا وقع القول عليهم ) حق العذاب أن ينزل بهم في جملة الكفار ( أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ) تكلم الموجودين حين خروجها بالعربية تقول لهم من جملة كلامها عنا ( أن الناس ) كفار مكة وعلى قراءة فتح همزة إن نقدر الباء بعد تكلمهم ( كانوا بآياتنا لا يوقنون ) لا يؤمنون بالقرآن المشتمل على البعث والحساب والعقاب وبخروجها ينقطع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يؤمن كافر كما أوحى الله إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن
83. واذكر ( ويوم نحشر من كل أمة فوجا ) جماعة ( ممن يكذب بآياتنا ) وهم رؤساؤهم المتبعون ( فهم يوزعون ) يجمعون برد آخرهم إلى أولهم ثم يساقون
84. ( حتى إذا جاؤوا ) مكان الحساب ( قال ) تعالى لهم ( أكذبتم ) أنبيائي ( بآياتي ولم تحيطوا ) من جهة تكذيبكم ( بها علما أم ) فيه إدغام ما الاستفهامية ( ماذا ) موصول أي ما الذي ( كنتم تعملون ) مما أمرتم به
85. ( ووقع القول ) حق العذاب ( عليهم بما ظلموا ) أشركوا ( فهم لا ينطقون ) إذ لا حجة لهم
86. ( ألم يروا أنا جعلنا ) خلقنا ( الليل ليسكنوا فيه ) كغيرهم ( والنهار مبصرا ) بمعنى يبصر فيه ليتصرفوا فيه ( إن في ذلك لآيات ) دلالات على قدرته تعالى ( لقوم يؤمنون ) خصوا بالذكر لانتفاعهم بها في الإيمان بخلاف الكافرين
87. ( ويوم ينفخ في الصور ) القرن النفخة الأولى من إسرافيل ( ففزع من في السماوات ومن في الأرض ) خافوا الخوف المفضي إلى الموت كما في آية أخرى فصعق والتعبير فيه بالماضي لتحقق وقوعه ( إلا من شاء الله ) جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وعن ابن عباس هم الشهداء إذ هم أحياء عند ربهم يرزقون ( وكل ) تنويه عوض عن المضاف إليه وكلهم بعد إحيائهم يوم القيامة ( أتوه ) بصيغة الفعل واسم الفاعل ( داخرين ) صاغرين والتعبير في الاتيان بالماضي لتحقيق وقوعه
88. ( وترى الجبال ) تبصرها وقت النفخة ( تحسبها ) تظنها ( جامدة ) واقفة مكانها لعظمها ( وهي تمر مر السحاب ) المطر إذا ضربته الريح تسير سيره حتى تقع على الأرض فتستوي بها مبثوثة ثم تصير كالعهن ثم تصير هباء منثورا ( صنع الله ) مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله أضيف إلى فاعله بعد حذف عامله صنع الله ذلك صنعا ( الذي أتقن ) أحكم ( كل شيء ) صنعه ( إنه خبير بما تفعلون ) بالياء والتاء أي أعداؤه من المعصية وأولياؤه من الطاعة
89. ( من جاء بالحسنة ) لا إله إلآ الله يوم القيامة ( فله خير ) وثواب ( منها ) بسببها وليس للتفضيل إذ لا فعل خير منها وفي آية أخرى عشر أمثالها ( وهم ) اللاجئون بها ( من فزع يومئذ ) بالإضافة وكسر الميم وفتحها وفزع منونا وفتح الميم ( آمنون )
90. ( ومن جاء بالسيئة ) الشرك ( فكبت وجوههم في النار ) بأن وليتها وذكرت الوجوه لأنها موضع الشرف من الحواس فغيرها من باب أولى لهم تبكيتا ( هل ) ما ( تجزون إلا ) جزاء ( ما كنتم تعملون ) من الشرك والمعاصي قل لهم
91. ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة ) مكة ( الذي حرمها ) جعلها حرما آمنا لا يسفك فيها دم الإنسان ولا يظلم فيها أحد ولا يصادد صيدها ولا يختلى خلاها وذلك من النعم على قريش أهلها في رفع الله عن بلدهم العذاب والفتن الشائعة في جميع بلاد العرب ( وله ) تعالى ( كل شيء ) فهو ربه وخالقه ومالكه ( وأمرت أن أكون من المسلمين ) لله بتوحيده
92. ( وأن أتلو القرآن ) عليكم تلاوة الدعوى إلى الإيمان ( فمن اهتدى ) له ( فإنما يهتدي لنفسه ) لأجلها فإن ثواب اهتدائه له ( ومن ضل ) عن الإيمان وأخطأ طريق الهدى ( فقل ) له ( إنما أنا من المنذرين ) المخوفين فليس علي إلآ التبليغ وهذا قبل الأمر بالقتال
93. ( وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ) فأراهم الله يوم بدر القتل والسبي وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم وعجلهم الله إلى النار ( وما ربك بغافل عما تعملون ) بالياء والتاء وإنما يمهلهم لوقتهم
1. ( طس ) الله أعلم بمراده بذلك ( تلك ) هذه الآيات ( آيات القرآن ) آيات منه ( وكتاب مبين ) مظهر للحق من الباطل عطف بزيادة صفة
2. هو ( هدى ) هاد من الضلالة ( وبشرى للمؤمنين ) المصدقين به بالجنة
3. ( الذين يقيمون الصلاة ) يأتون بها على وجهها ( ويؤتون ) يعطون ( الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ) يعلمونها بالاستدلال وأعيد هم لما فصل بينه وبين الخبر
4. ( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم ) القبيحة بتركيب الشهوة حتى رأوها حسنة ( فهم يعمهون ) يتحيرون فيها لقبحها عندنا
5. ( أولئك الذين لهم سوء العذاب ) أشده في الدنيا القتل والأسر ( وهم في الآخرة هم الأخسرون ) لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم
6. ( وإنك ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( لتلقى القرآن ) يلقى عليك بشدة ( من لدن ) من عند ( حكيم عليم ) في ذلك
7. اذكر ( إذ قال موسى لأهله ) زوجته عند مسيره من مدين إلى مصر ( إني آنست ) أبصرت من بعيد ( نارا سآتيكم منها بخبر ) عن حال الطريق وكان قد ضلها ( أو آتيكم بشهاب قبس ) بالإضافة للبيان وتركها أي شعلة نار في رأس فتيلة أو عود ( لعلكم تصطلون ) والطاء بدل تاء الافتعال من صلي النار بكسر اللام وفتحها تستدفئون من البرد
8. ( فلما جاءها نودي أن ) بأن ( بورك ) بارك الله ( من في النار ) موسى ( ومن حولها ) الملائكة أو العكس وبارك يتعدى بنفسه وبالحرف ويقدر بعد في مكان ( وسبحان الله رب العالمين ) من جملة ما نودي ومعناه تنزيه الله من السوء
9. ( يا موسى إنه ) الشأن ( أنا الله العزيز الحكيم )
10. ( وألق عصاك ) فألقاها ( فلما رآها تهتز ) تتحرك ( كأنها جان ) حية خفيفة ( ولى مدبرا ولم يعقب ) يرجع قال تعالى ( يا موسى لا تخف ) منها ( إني لا يخاف لدي ) عندي ( المرسلون ) من حية وغيرها
11. ( إلا ) لكن ( من ظلم ) نفسه ( ثم بدل حسنا ) أتاه ( بعد سوء ) أي تاب ( فإني غفور رحيم ) أقبل التوبة وأغفر له
12. ( وأدخل يدك في جيبك ) طوق قميصك ( تخرج ) خلاف لونها من الأدمة ( بيضاء من غير سوء ) برص لها شعاع يغشي البصر آية ( في تسع آيات ) مرسلا بها ( إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين )
13. ( فلما جاءتهم آياتنا مبصرة ) مضيئة واضحة ( قالوا هذا سحر مبين ) بين ظاهر
14. ( وجحدوا بها ) لم يقروا وقد ( واستيقنتها أنفسهم ) تيقنوا أنها من عند الله ( ظلما وعلوا ) تكبرا عن الإيمان بما جاء به موسى راجع إلى الجحد ( فانظر ) يا محمد ( كيف كان عاقبة المفسدين ) التي علمتها من إهلاكهم
15. ( ولقد آتينا داود وسليمان ) ابنه ( علما ) بالقضاء بين الناس ومنطق الطير وغير ذلك ( وقالا ) شكرا لله ( الحمد لله الذي فضلنا ) بالنبوة وتسخير الجن والإنس والشياطين ( على كثير من عباده المؤمنين )
16. ( وورث سليمان داود ) النبوة والعلم دون باقي أولاده ( وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير ) أي فهم أصواته ( وأوتينا من كل شيء ) تؤتاه الأنبياء والملوك ( إن هذا ) المؤتى ( لهو الفضل المبين ) البين الظاهر
17. ( وحشر ) جمع ( لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير ) في مسير له ( فهم يوزعون ) يجمعون ثم يسافرون
18. ( حتى إذا أتوا على واد النمل ) هو بالطائف أو بالشام نمله صغار أو كبار ( قالت نملة ) هي ملكة النمل وقد رأت جند سليمان ( يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم ) يكسرنكم ( سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) نزل النمل منزل العقلاء في الخطاب بخطابهم
19. ( فتبسم ) سليمان ابتداء ( ضاحكا ) انتهاء ( من قولها ) وقد سمعه من ثلاثة أميال حملته إليه الريح فحبس جنده حين أشرف على واديهم حتى دخلوا بيوتهم وكان جنده ركبانا ومشاة في هذا السير ( وقال رب أوزعني ) ألهمني ( أن أشكر نعمتك التي أنعمت ) بها ( علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) الأنبياء والأولياء
20. ( وتفقد الطير ) ليرى الهدهد الذي يرى الماء تحت الأرض ويدل عليه بنقره فيها فتستخرجه الشياطين لاحتياج سليمان إليه للصلاة فلم يره ( فقال ما لي لا أرى الهدهد ) أي أعرض لي ما منعني من رؤيته ( أم كان من الغائبين ) فلم أره لغيبته فلما تحققها
21. قال ( لأعذبنه عذابا ) تعذيبا ( شديدا ) بنتف رأسه وذنبه ورميه في الشمس فلا يمتنع من الهوام ( أو لأذبحنه ) بقطع حلقومه ( أو ليأتيني ) بنون مشددة مكسورة أو مفتوحة يليها نون مكسورة ( بسلطان مبين ) ببرهان بين ظاهر على عذره
22. ( فمكث ) بضم الكاف وفتحها ( غير بعيد ) يسيرا من الزمن وحضر لسليمان متواضعا برفع رأسه وإرخاء ذنبه وجناحيه فعفا عمه وسأله عما لقي في غيبته ( فقال أحطت بما لم تحط به ) اطلعت على ما لم تطلع عليه ( وجئتك من سبأ ) بالصرف وتركه قبيلةة باليمن سميت باسم جد لهم باعتباره صرف ( بنبأ ) خبر ( يقين )
23. ( إني وجدت امرأة تملكهم ) اسمها بلقيس ( وأوتيت من كل شيء ) يحتاج إليه الملوك من الآلة والعدة ( ولها عرش ) سرير ( عظيم ) طوله ثمانون ذراعا وعرضه أربعون ذرراعا وارتفاعه ثلاثون ذراعا مضروب من الذهب والفضة مكلل بالدر والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر والزمرد عليه سبعة أبواب على كل بيت باب مغلق
24. ( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل ) طريق الحق ( فهم لا يهتدون )
25. ( ألا يسجدوا لله ) أي أن يسجدوا له فزيدت لا وادغم فيها نون أن كما في قوله تعالى لئلا يعلم أهل الكتاب والجملة في محل مفعول يهتدون بإسقاط إلى ( الذي يخرج الخبء ) مصدر بمعنى المخبوء من المطر والنبات ( في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون ) في قلوبهم ( وما تعلنون ) بألسنتهم
26. ( الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) استئناف جملة ثناء مشتمل على عرش الرحمن في مقابلة عرش بلقيس وبينهما بون عظيم
27. ( قال ) سليمان للهدهد ( سننظر أصدقت ) فيما أخبرتنا به ( أم كنت من الكاذبين ) أي من هذا النوع فهو أبلغ من أم كذبت فيه ثم دلهم على الماء فاستخرج وارتووا وتوضئوا وصلوا ثم كتب كتابا صورته من عبد الله سبيمان ابن داوود إلى بلقيس ملكة سبأ بسم الله الهدى أما بعد فلا تعلوا علي وأتوني مسلمين ثم طبعه بالمسك وختمه بخاتمه ثم قال للهدهد
28. ( اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ) أي بلقيس وقومها ( ثم تول ) انصرف ( عنهم ) وقف قريبا منهم ( فانظر ماذا يرجعون ) يرددون من الجواب فأخذه وأتاها وحولها جندها وألقاه في حجرها فلما رأته ارتعدت وخضعت خوفا ثم وقفت على ما فيه
29. ثم ( قالت ) لأشراف قومها ( يا أيها الملأ إني ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بقلبها واوا مكسورة ( ألقي إلي كتاب كريم ) مختوم
30. ( إنه من سليمان وإنه ) مصمونه ( بسم الله الرحمن الرحيم )
31. ( ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين )
32. ( قالت يا أيها الملأ أفتوني ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بقلبها واوا أي أشيروا علي ( في أمري ما كنت قاطعة أمرا ) قاضيته ( حتى تشهدون ) تحضرون
33. ( قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد ) أي أصحاب شدة في الحرب ( والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ) نا نطعك
34. ( قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ) بالتخريب ( وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ) مرسلو الكتاب
35. ( وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ) من قبول الهدية أو ردها إن كان ملكا قبلها أو نبيا لم يقبلها فأرسلت خدما ذكورا وإناثا ألفا بالسوية وخمسمائة لبنة من الذهب وتاجا مكللا بالجواهر ومسكا وعنبرا وغير ذلك مع رسول بكتاب فأسرع الهدهد إلى سليمان يخبره الخبر فأمر أن تضرب لبنات الذهب والفضة وأن تبسط من موضعه إلى تسعة فراسخ ميدانا وأن يبنوا حوله حائطا مشرفا من الذهب والفضة وأن يؤتى بأحسن دواب البر والبحر مع أولاد الجن عن يمين الميدان وشماله
36. ( فلما جاء ) الرسول بالهدية ومعه أتباعه ( سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله ) من النبوة والملك ( خير مما آتاكم ) من الدنيا ( بل أنتم بهديتكم تفرحون ) لفخركم بزخارف الدنيا
37. ( ارجع إليهم ) بما أتيت من الهدية ( فلنأتينهم بجنود لا قبل ) لاطاقة ( لهم بها ولنخرجنهم منها ) من بلدهم سبأ سميت باسم أبي قبيلتهم ( أذلة وهم صاغرون ) إن لم يأتوا مسلمين فلما رجع إليها الرسول بالهدية جعلت سريرها داخل سبعة أبواب داخل قصرها وقصرها داخل سبعة قصور وغلقت الأبواب وجعلت عليها حرسا وتجهزت للمسير إلى سليمان لتنظر ما يأمرها به فارتحلت في اثني عشر ألف فيل مع كل فيل الوف كثيرة إلى أن قربت منه على فرسخ شعر بها
38. ( قال يا أيها الملأ أيكم ) في الهمزتين ما تقدم ( يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ) منقادين طائعين فلي أخذه قبل ذلك لا بعده
39. ( قال عفريت من الجن ) هو القوي الشديد ( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) الذي تجلس فيه للقضاء وهو من الغداة إلى نصف النهار ( وإني عليه لقوي ) على حمله ( أمين ) على ما فيه من الجواهر وغيرها قال سليمان أريد أسرع من ذلك
40. ( قال الذي عنده علم من الكتاب ) المنزل وهو آصف بن برخيا كان صديقا يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) إذا نظرت به إلى شيء فقال له انظر إلى السماء فنظر إليها ثم رد بطرفه فوجده موضوعا بين يديه ففي نظره إلى السماء دعا آصف بالاسم الأعظم أن يأتي الله به فحصل بأن جرى تحت الأرض حتى نبع تحت كرسي سليمان ( فلما رآه مستقرا ) ساكنا ( عنده قال هذا ) الاتيان لي به ( من فضل ربي ليبلوني ) ليختبرني ( أأشكر ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ( أم أكفر ) النعمة ( ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ) لأجلها لأن ثواب شكره له ( ومن كفر ) النعمة ( فإن ربي غني ) عن شكره ( كريم ) بالافضال على من يكفرها
41. ( قال نكروا لها عرشها ) غيروه إلى حال تنكره إذا رأته ( ننظر أتهتدي ) إلى معرفته ( أم تكون من الذين لا يهتدون ) إلى معرفة ما يغير عليهم قصد بذلك اختبار عقلها لما قيل له إن فيه شيئا فغيروه بزيادة أو نقص وغير ذلك
42. ( فلما جاءت قيل ) لها ( أهكذا عرشك ) أمثل هذا عرشك ( قالت كأنه هو ) أي فعرفته وشبهت عليهم كما شبهوا عليها إذ لم يقل أهذا عرشك ولو قيل هذا قالت نعم قال سليمان لما رأى لها معرفة وعلما ( وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين )
43. ( وصدها ) عن عبادة الله ( ما كانت تعبد من دون الله ) أي غيره ( إنها كانت من قوم كافرين )
44. ( قيل لها ) أيضا ( ادخلي الصرح ) هو سطح من زجاج أبيض شفاف تحته ماء عذب جار فيه سمك اصطنعه سليمان لما قيل له إن ساقيها وقدميها كقدمي الحمار ( فلما رأته حسبته لجة ) من الماء ( وكشفت عن ساقيها ) لتخوضه وكان سليمان على سريره في صدر الصرح فرأى ساقيها وقدميها حسانا ( قال ) لها ( إنه صرح ممرد ) مملس ( من قوارير ) من زجاج ودعاها إلى الإسلام ( قالت رب إني ظلمت نفسي ) بعبادة غيرك ( وأسلمت ) كائنة ( مع سليمان لله رب العالمين ) وأراد تزوجها فكره شعر ساقيها فعملت له الشياطين النورة فأزالته بها فتزوجها وأحبها وأقرها على ملكها وكان يزورها في كل شهر مرة ويقيم عندها ثلاثة أيام وانقضى ملكها بانقضاء ملك سليمان روي أنه ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فسبحان من لا انقضاء لدوام ملكه
45. ( ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم ) من القبيلة ( صالحا أن ) بأن ( اعبدوا الله ) وحدوه ( فإذا هم فريقان يختصمون ) في الدين فريق مؤمنون من حيث إرساله إليهم وفريق كافرون
46. ( قال ) للمكذبين ( يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة ) بالعذاب قبل الرحمة حيث قلتم إن كان ما أتينا به حقا فأتنا بالعذاب ( لولا ) هلا ( تستغفرون الله ) من الشرك ( لعلكم ترحمون ) فلا تعذبوا
47. ( قالوا اطيرنا ) أصله تطيرنا ادغمت التاء في الطاء واجتلبت همزة الوصل تشاءمنا ( بك وبمن معك ) المؤمنين حيث قحطوا وجاعوا ( قال طائركم ) شؤمكم ( عند الله ) أتاكم به ( بل أنتم قوم تفتنون ) تختبرون بالخير والشر
48. ( وكان في المدينة ) مدينة ثمود ( تسعة رهط ) رجال ( يفسدون في الأرض ) بالمعاصي منها قرضهم الدنانير والدراهم ( ولا يصلحون ) بالطاعة
49. ( قالوا ) قال بعضهم لبعض ( تقاسموا ) إحلفوا ( بالله لنبيتنه ) بالنون والتاء وضم التاء الثانية ( وأهله ) من آمن به أي نقتلهم ليلا ( ثم لنقولن ) بالنون والتاء وضم اللام الثانية ( لوليه ) لولي دمه ( ما شهدنا ) حضرنا ( مهلك أهله ) بضم الميم وفتحها أي إهلاكهم أو هلاكهم فلا ندري من قتلهم ( وإنا لصادقون )
50. ( ومكروا ) في ذلك ( مكرا ومكرنا مكرا ) جازينا بتعجيل عقوبتهم ( وهم لا يشعرون )
51. ( فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم ) أهلكناهم ( وقومهم أجمعين ) بصيحة جبريل أو برمي الملائكة بحجارة يرونها ولا يرونهم
52. ( فتلك بيوتهم خاوية ) خالية ونصبه على الحال والعامل فيها معنى الاشارة ( بما ظلموا ) بظلمهم أي كفرهم ( إن في ذلك لآية ) لعبرة ( لقوم يعلمون ) قدرتنا فيتعظون
53. ( وأنجينا الذين آمنوا ) بصالح وهم أربعة آلاف ( وكانوا يتقون ) الشرك
54. ( ولوطا ) منصوب باذكرر مقدرا قبله ويبدل منه ( إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ) اللواط ( وأنتم تبصرون ) يبصر بعضكم بعضا انهماكا في المعصية
55. ( أئنكم ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين ( لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون ) عاقبة فعلكم
56. ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط ) أهله ( من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) من أدبار الرجال
57. ( فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها ) جعلناها بتقديرنا ( من الغابرين ) الباقين في العذاب
58. ( وأمطرنا عليهم مطرا ) هو حجارة السجيل فأهلكتهم ( فساء ) بئس ( مطر المنذرين ) بالعذاب مطرهم
59. ( قل ) يا محمد ( الحمد لله ) على هلاك الكفار من الأمم الخالية ( وسلام على عباده الذين اصطفى ) هم ( آلله ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ( خير ) لمن يعبده ( أما يشركون ) بالتاء والياء أي أهل مكة به الآلهة خير لعابديها
60. ( أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا ) فيه التفات من الغيبة إلى التكلم ( به حدائق ) جمع حديقة وهو البستان المحوط ( ذات بهجة ) حسن ( ما كان لكم أن تنبتوا شجرها ) لعدم قدرتكم عليه ( أإله ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في مواضعه السبعة ( مع الله ) أعانه على ذلك أي ليس معه إله ( بل هم قوم يعدلون ) يشركون بالله غيره
61. ( أم من جعل الأرض قرارا ) لا تميد بأهلها ( وجعل خلالها ) فيما بينها ( أنهارا وجعل لها رواسي ) جبالا أثبت بها الأرض ( وجعل بين البحرين حاجزا ) بين العذب والملح لا يختلط أحدهما بالآخر ( أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون ) توحيده
62. ( أم من يجيب المضطر ) المكروب الذي مسه الضر ( إذا دعاه ويكشف السوء ) عنه وعن غيره ( ويجعلكم خلفاء الأرض ) الإضافة بمعنى في أي يخلف كن قرن القرن الذي قبله ( أإله مع الله قليلا ما تذكرون ) تتعظون بالفوقانية والتحتانية وفيه إدغام التاء في الذال وما زائدة لتقليل القليل
63. ( أم من يهديكم ) يرشدكم إلى مقاصدكم ( في ظلمات البر والبحر ) بالنجوم ليلا وبعلامات الأرض نهارا ( ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ) قدام المطر ( أإله مع الله تعالى الله عما يشركون ) به غيره
64. ( أم من يبدأ الخلق ) في الأرحام من نطفة ( ثم يعيده ) بعد الموت وإن لم تعترفوا بالإعادة لقيام البراهين عليها ( ومن يرزقكم من السماء ) بالمطر ( والأرض ) بالنبات ( أإله مع الله ) أي لا يفعل شيئا مما ذكر إلا الله ولا إله معه ( قل ) يا محمد ( هاتوا برهانكم ) حجتكم ( إن كنتم صادقين ) أن معي إلها فعل شيئا مما ذكر وسألوه عن وقت قيام الساعة فنزل
65. ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض ) من الملائكة والناس ( الغيب ) ما غاب عنهم ( إلا ) لكن ( الله ) يعلمه ( وما يشعرون ) كفار مكة كغيرهم ( أيان ) وقت ( يبعثون )
66. ( بل ) بمعنى هل ( ادارك ) وزن أكرم وفي قراءة أخرى ادارك بتشديد الدال وأصله تدارك أبدلت التاء دالا وأدغمت في الدال واجتلبت همزة الوصل أي بلغ ولحق أو تتابع وتلاحق ( علمهم في الآخرة ) بها حتى سألوا عن وقت مجيئها ليس الأمر كذلك ( بل هم في شك منها بل هم منها عمون ) من عمى القلب وهو أبلغ مما قبله والأصل عميون استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الميم بعد حذف كسرتها
67. ( وقال الذين كفروا ) أيضا في إنكار البعث ( أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون ) من القبور
68. ( لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن ) ما ( هذا إلا أساطير الأولين ) جمع أسطورة بالضم ما سطر من الكذب
69. ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ) بإنكاره وهي هلاكهم بالعذاب
70. ( ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون ) تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم أي لا تهتم بمكرهم عليك فإنا ناصروك عليهم
71. ( ويقولون متى هذا الوعد ) بالعذاب ( إن كنتم صادقين ) فيه
72. ( قل عسى أن يكون ردف ) قرب ( لكم بعض الذي تستعجلون ) فحصل لهم القتل ببدر وباقي العذاب يأتيهم بعد الموت
73. ( وإن ربك لذو فضل على الناس ) ومنه تأخير العذاب عن الكفار ( ولكن أكثرهم لا يشكرون ) فالكفار لا يشكرون تأخير العذاب لانكارهم وقوعه
74. ( وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم ) تخفيه ( وما يعلنون ) بألسنتهم
75. ( وما من غائبة في السماء والأرض ) الهاء للمبالغة أي شيء في غاية الخفاء على الناس ( إلا في كتاب مبين ) بين هو اللوح المحفوظ ومكنون علمه تعالى ومنه تعذيب الكفار
76. ( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل ) الموجودين في زمان نبينا ( أكثر الذي هم فيه يختلفون ) أي ببيان ما ذكر على وجهه الرافع للاختلاف بينهم لو أخذوا به وأسلموا
77. ( وإنه لهدى ) من الضلالة ( ورحمة للمؤمنين ) من العذاب
78. ( إن ربك يقضي بينهم ) كغيرهم يوم القيامة ( بحكمه ) أي عدله ( وهو العزيز ) الغالب ( العليم ) بما يحكم به فلا يمكن أحدا مخالفته كما خالف الكفار في الدنيا أنبياءه
79. ( فتوكل على الله ) ثق به ( إنك على الحق المبين ) الدين البين فالعاقبة لك بالنصر على الكفار ثم ضرب أمثالا لهم بالموتى وبالصم وبالعمي
80. ( إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء ( ولوا مدبرين )
81. ( وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن ) ما ( تسمع ) سماع إفهام وقبول ( إلا من يؤمن بآياتنا ) القرآن ( فهم مسلمون ) مخلصةن بتوحيد الله
82. ( وإذا وقع القول عليهم ) حق العذاب أن ينزل بهم في جملة الكفار ( أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ) تكلم الموجودين حين خروجها بالعربية تقول لهم من جملة كلامها عنا ( أن الناس ) كفار مكة وعلى قراءة فتح همزة إن نقدر الباء بعد تكلمهم ( كانوا بآياتنا لا يوقنون ) لا يؤمنون بالقرآن المشتمل على البعث والحساب والعقاب وبخروجها ينقطع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يؤمن كافر كما أوحى الله إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن
83. واذكر ( ويوم نحشر من كل أمة فوجا ) جماعة ( ممن يكذب بآياتنا ) وهم رؤساؤهم المتبعون ( فهم يوزعون ) يجمعون برد آخرهم إلى أولهم ثم يساقون
84. ( حتى إذا جاؤوا ) مكان الحساب ( قال ) تعالى لهم ( أكذبتم ) أنبيائي ( بآياتي ولم تحيطوا ) من جهة تكذيبكم ( بها علما أم ) فيه إدغام ما الاستفهامية ( ماذا ) موصول أي ما الذي ( كنتم تعملون ) مما أمرتم به
85. ( ووقع القول ) حق العذاب ( عليهم بما ظلموا ) أشركوا ( فهم لا ينطقون ) إذ لا حجة لهم
86. ( ألم يروا أنا جعلنا ) خلقنا ( الليل ليسكنوا فيه ) كغيرهم ( والنهار مبصرا ) بمعنى يبصر فيه ليتصرفوا فيه ( إن في ذلك لآيات ) دلالات على قدرته تعالى ( لقوم يؤمنون ) خصوا بالذكر لانتفاعهم بها في الإيمان بخلاف الكافرين
87. ( ويوم ينفخ في الصور ) القرن النفخة الأولى من إسرافيل ( ففزع من في السماوات ومن في الأرض ) خافوا الخوف المفضي إلى الموت كما في آية أخرى فصعق والتعبير فيه بالماضي لتحقق وقوعه ( إلا من شاء الله ) جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وعن ابن عباس هم الشهداء إذ هم أحياء عند ربهم يرزقون ( وكل ) تنويه عوض عن المضاف إليه وكلهم بعد إحيائهم يوم القيامة ( أتوه ) بصيغة الفعل واسم الفاعل ( داخرين ) صاغرين والتعبير في الاتيان بالماضي لتحقيق وقوعه
88. ( وترى الجبال ) تبصرها وقت النفخة ( تحسبها ) تظنها ( جامدة ) واقفة مكانها لعظمها ( وهي تمر مر السحاب ) المطر إذا ضربته الريح تسير سيره حتى تقع على الأرض فتستوي بها مبثوثة ثم تصير كالعهن ثم تصير هباء منثورا ( صنع الله ) مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله أضيف إلى فاعله بعد حذف عامله صنع الله ذلك صنعا ( الذي أتقن ) أحكم ( كل شيء ) صنعه ( إنه خبير بما تفعلون ) بالياء والتاء أي أعداؤه من المعصية وأولياؤه من الطاعة
89. ( من جاء بالحسنة ) لا إله إلآ الله يوم القيامة ( فله خير ) وثواب ( منها ) بسببها وليس للتفضيل إذ لا فعل خير منها وفي آية أخرى عشر أمثالها ( وهم ) اللاجئون بها ( من فزع يومئذ ) بالإضافة وكسر الميم وفتحها وفزع منونا وفتح الميم ( آمنون )
90. ( ومن جاء بالسيئة ) الشرك ( فكبت وجوههم في النار ) بأن وليتها وذكرت الوجوه لأنها موضع الشرف من الحواس فغيرها من باب أولى لهم تبكيتا ( هل ) ما ( تجزون إلا ) جزاء ( ما كنتم تعملون ) من الشرك والمعاصي قل لهم
91. ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة ) مكة ( الذي حرمها ) جعلها حرما آمنا لا يسفك فيها دم الإنسان ولا يظلم فيها أحد ولا يصادد صيدها ولا يختلى خلاها وذلك من النعم على قريش أهلها في رفع الله عن بلدهم العذاب والفتن الشائعة في جميع بلاد العرب ( وله ) تعالى ( كل شيء ) فهو ربه وخالقه ومالكه ( وأمرت أن أكون من المسلمين ) لله بتوحيده
92. ( وأن أتلو القرآن ) عليكم تلاوة الدعوى إلى الإيمان ( فمن اهتدى ) له ( فإنما يهتدي لنفسه ) لأجلها فإن ثواب اهتدائه له ( ومن ضل ) عن الإيمان وأخطأ طريق الهدى ( فقل ) له ( إنما أنا من المنذرين ) المخوفين فليس علي إلآ التبليغ وهذا قبل الأمر بالقتال
93. ( وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ) فأراهم الله يوم بدر القتل والسبي وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم وعجلهم الله إلى النار ( وما ربك بغافل عما تعملون ) بالياء والتاء وإنما يمهلهم لوقتهم
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
28. سورة القصص
1. ( طسم ) الله أعلم بمراده بذلك
2. ( تلك ) هذه الآيات ( آيات الكتاب ) الإضافة بمعنى من ( المبين ) المظهر الحق من الباطل
3. ( نتلوا ) نقص ( عليك من نبأ ) خبر ( موسى وفرعون بالحق ) الصدق ( لقوم يؤمنون ) لأجلهم لأنهم المنتفعون به
4. ( إن فرعون علا ) تعظم ( في الأرض ) أرض مصر ( وجعل أهلها شيعا ) فرقا في خدمته ( يستضعف طائفة منهم ) هم بنو إسرائيل ( يذبح أبناءهم ) المولودين ( ويستحيي نساءهم ) يستبقيهن أحياء لقول بعض الكهنة له إن مولودا يولد في بني إسرائيل يكون سبب زوال ملكه ( إنه كان من المفسدين ) بالقتل وغيره
5. ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء يقتدى بهم في الخير ( ونجعلهم الوارثين ) ملك فرعون
6. ( ونمكن لهم في الأرض ) أرض مصر والشام ( ونري فرعون وهامان وجنودهما ) وفي قراءة ويرى بفتح التحتانية والراء ورفع الأسماء الثلاثة ( منهم ما كانوا يحذرون ) يخافون من المولود الذي يذهب ملكهم على يديه
7. ( وأوحينا ) وحي إلهام أو منام ( إلى أم موسى ) وهو المولود المذكور ولم يشعر بولادته غير أخته ( أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ) البحر أي النيل ( ولا تخافي ) غرقه ( ولا تحزني ) لفراقه ( إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) فأرضعته ثلاثة أشهر لا يبكي وخافت عليه فوضعته في تابوت مطلي بالقار من داخل ممهد له فيه وأغلقته وألقته في بحر النيل ليلا
8. ( فالتقطه ) بالتابوت صبيحة الليل ( آل ) أعوان ( فرعون ) فوضعوه بين يديه وفتح وأخرج موسى منه وهو يمص من إبهامه لبنا ( ليكون لهم ) في عاقبة الأمر ( عدوا ) يقتل رجالهم ( وحزنا ) يستعبد نساءهم وفي قراءة بضم الحاء وسكون الزاي لغتان في المصدر وهو هنا بمعنى اسم الفاعل من حزنه كأحزنه ( إن فرعون وهامان ) وزيره ( وجنودهما كانوا خاطئين ) من الخطيئة أي عاصين فعوقبوا على يديه
9. ( وقالت امرأة فرعون ) وقد هم مع أعوانه بقتله هو ( قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) فأطاعوها ( وهم لا يشعرون ) بعاقبة أمرهمم معه
10. ( وأصبح فؤاد أم موسى ) لما علمت بالتقاطه ( فارغا ) مما سواه ( إن ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنها ( كادت لتبدي به ) بأنه ابنها ( لولا أن ربطنا على قلبها ) بالصبر أي سكناه ( لتكون من المؤمنين ) المصدقين بوعد الله وجواب لولا دل عليه ما قبله
11. ( وقالت لأخته ) مريم ( قصيه ) اتبعي أثره حتى تعلمي خبره ( فبصرت به ) أبصرته ( عن جنب ) من مكان بعيد اختلاسيا ( وهم لا يشعرون ) أنها اخته وأنها ترقبه
12. ( وحرمنا عليه المراضع من قبل ) قبل رده إلى أمه أي منعناه من قبول ثدي مرضعة غير أمه فلم يقبل ثدي واحدة من المراضع المحضرة له ( فقالت ) اخته ( هل أدلكم على أهل بيت ) لما رأت حنوهم عليه ( يكفلونه لكم ) بالارضاع وغيره ( وهم له ناصحون ) وفسرت ضمير له بالملك جوابا لهم فأجيبت فجاءت بأمه فقبل ثديها وأجابتهم عن قبوله بأنها طيبة الريح طبية اللبن فاذن لها في إرضاعه في بيتها فرجعت به
13. ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ) بلقائه ( ولا تحزن ) حينئذ ( ولتعلم أن وعد الله ) برده إليها ( حق ولكن أكثرهم ) الناس ( لا يعلمون ) بهذا الوعد ولا بأن هذه اخته وهذه أمه فمكث عندها إلى أن فطمته وأجرى عليها اجرتها لكل يوم دينار وأخذتها لأنها مال حر بي فأتت به فرعون فتربى عنده كما قال تعالى حكاية عنه في سورة الشعراء ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين
14. ( ولما بلغ أشده ) وهو ثلاثون سنة أو وثلاث ( واستوى ) بلغ أربعين سنة ( آتيناه حكما ) حكمة ( وعلما ) فقها في الدين قبل أن يبعث نبيا ( وكذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين ) لأنفسهم
15. ( ودخل ) موسى ( المدينة ) مدينة فرعون وهي منف بعد أن غاب عنها مدة ( على حين غفلة من أهلها ) وقت القيلولة ( فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته ) إسرائيلي ( وهذا من عدوه ) قبطي يسخر الاسرائيلي ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ) فقال له موسى خل سبيله فقيل إنه قال لموسى لقد هممت أن أحمله عليك ( فوكزه موسى ) ضربه بجمع كفه وكان شديد القوة والبطش ( فقضى عليه ) ولم يمن يقصد قتله ودفنه في الرمل ( قال هذا ) قتله ( من عمل الشيطان ) المهيج غضبي ( إنه عدو ) لابن آدم ( مضل ) له ( مبين ) بين الاضلال
16. ( قال ) نادما ( رب إني ظلمت نفسي ) بقتله ( فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ) أي المتصف بهما أزلا وأبدا
17. ( قال رب بما أنعمت ) بحق إنعامك ( علي ) بالمغفرة اعصمني ( فلن أكون ظهيرا ) عونا ( للمجرمين ) الكافرين بعد هذه إن عصمتني
18. ( فأصبح في المدينة خائفا يترقب ) ينتظر ما يناله من جهة القتيل ( فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه ) يستغيث به على قبطي آخر ( قال له موسى إنك لغوي مبين ) بين الغواية لما فعلته بالأمس واليوم
19. ( فلما أن ) زائدة ( أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما ) لموسى والمستغيث به ( قال ) المستغيث ظانا أنه يبطش به لما قال له ( يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن ) ما ( تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين ) فسمع القبطي ذلك فعلم أن القاتل موسى فانطلق إلى فرعون فأخبره بذلك فأمر فرعون الذباحين بقتل موسى فأخذوا في الطريق إليه
20. ( وجاء رجل ) هو مؤمن آل فرعون ( من أقصى المدينة ) آخرها ( يسعى ) يسرع في مشيه من طريق أقرب من طريقهم ( قال يا موسى إن الملأ ) من قوم فرعون ( يأتمرون بك ) يتشاورون فيك ( ليقتلوك فاخرج ) من المدينة ( إني لك من الناصحين ) في الأمر بالخروج
21. ( فخرج منها خائفا يترقب ) لحوق طالب أو غوث الله إياه ( قال رب نجني من القوم الظالمين ) قوم فرعون
22. ( ولما توجه ) قصد بوجهه ( تلقاء مدين ) جهتها وهي قرية شعيب على مسيرة ثمانية أيام من مصر سمت بمدين بن إبراهيم ولم يكن يعرف طريقها ( قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) أي قصد الطريق أي الطريق الوسط إليها فأرسل الله ملكا بيده عنزة فانطلق به إليها
23. ( ولما ورد ماء مدين ) بئر فيها أي وصل إليها ( وجد عليه أمة ) جماعة ( من الناس يسقون ) مواشيهم ( ووجد من دونهم ) سواهم ( امرأتين تذودان ) تمنعان أغنامهما عن الماء ( قال ) موسى لهما ( ما خطبكما ) ما شأنكما لا تسقيان ( قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء ) جمع راع أي يرجعون من سقيهم خوف الزحام فنسقي وفي قراءة يصدر من الرباعي أي يصرفون مواشيهم من الماء ( وأبونا شيخ كبير ) لا يقدر أن يسقي
24. ( فسقى لهما ) من بئر أخرى بقربهما رفع حجرا عنها لا يرفعه إلا عشرة أنفس ( ثم تولى ) انصرف ( إلى الظل ) لسمرة من شدة الشمس وهو جائع ( فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير ) طعام ( فقير ) محتاج فرجعتا إلى أبيهما في زمن أقل مما كانتا ترجعان فيه فسألأهما عن ذلك فأخبرتاه بمن سقى لهما
25. ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) أي واضعة كم درعها على وجهها حياء منه ( قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) فأجابها منكرا في نفسه أخذ الأجرة كأنها قصدت المكافأة إن كان مما يريدها فمشت بين يديه فجعلت الريح تضرب ثوبها فتكشف ساقيها فقال لها امشي خلفي ودليني على الطريق ففعلت إلى أن جاء أباها وهو شعيب عليه السلام وعنده عشاء فقال له اجلس فتعش قال أخاف أن يكون عوضا مما سقيت لهما وإنا أهل بيت لا نطلب على عمل خير عوضا قال لا عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام فأكل وأخبره بحاله قال تعالى ( فلما جاءه وقص عليه القصص ) مصدر بمعنى المقصوص من قتله القبطي وقصدهم قتله وخوفه من فرعون ( قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) إذ لا سلطان لفرعون على مدين
26. ( قالت إحداهما ) وهي المرسلة الكبرى أو الصغرى ( يا أبت استأجره ) اتخذه أجيرا يرعى غنمنا بدلنا ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) استأجره بقوته وأمانته فسألها عنهما فأخبرته بما تقدم من رفعه حجر البئر ومن قوله لها امشي خلفي وزيادة انها لما جاءته وعلم بها صوب رأسه فلم يرفعه فرغب في إنكاحه
27. ( قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين ) وهي الكبرى أو الصغرى ( على أن تأجرني ) تكون أجيرا لي في رعي غنمي ( ثماني حجج ) سنين ( فإن أتممت عشرا ) رعي عشر سنين ( فمن عندك ) التمام ( وما أريد أن أشق عليك ) باشتراط العشر ( ستجدني إن شاء الله ) للتبرك ( من الصالحين ) الوافين بالعهد
28. ( قال ) موسى ( ذلك ) الذي قلته ( بيني وبينك أيما الأجلين ) الثمان أو العشر وما زائدة أي رعيه ( قضيت ) أي فرغت منه ( فلا عدوان علي ) بطلب الزيادة عليه ( والله على ما نقول ) أنا وأنت ( وكيل ) حفيظ أو شهيد فتم العقد بذلك وأمر شعيب ابنته أن تعطي موسى عصا يدفع بها السباع عن غنمه وكانت عصا الأنبياء عنده فوقع في يدها عصا آدم من آس الجنة فأخذها موسى بعلم شعيب
29. ( فلما قضى موسى الأجل ) أي رعيه وهو ثمان أو عشر سنين وهو المظنون به ( وسار بأهله ) زوجته بإذن أبيها نحو مصر ( آنس ) أبصر من بعيد ( من جانب الطور ) اسم جبل ( نارا قال لأهله امكثوا ) هنا ( إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر ) عن الطريق وكان قد أخطأها ( أو جذوة ) بتثليث الجيم قطعة وشعلة ( من النار لعلكم تصطلون ) تستدفئون والطاء بدل من تاء الافتعال من صلى بالنار بكسر اللام وفتحها
30. ( فلما أتاها نودي من شاطيء ) جانب ( الواد الأيمن ) لموسى ( في البقعة المباركة ) لموسى لسماعه كلام الله فيها ( من الشجرة ) بدل من شاطيء بإعادة الجار لنباتها فيه وهي شجرة عناب أو عليق أو عوسج ( أن ) مفسرة لا مخففة ( يا موسى إني أنا الله رب العالمين )
31. ( وأن ألق عصاك ) فألقاها ( فلما رآها تهتز ) تتحرك ( كأنها جان ) وهي الحية الصغيرة من سرعة حركتها ( ولى مدبرا ) هاربا منها ( ولم يعقب ) يرجع فنودي ( يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين )
32. ( اسلك ) أدخل ( يدك ) اليمنى بمعنى الكف ( في جيبك ) وهو طوق القميص وأخرجها ( تخرج ) خلاف ما كانت عليه من الأدمة ( بيضاء من غير سوء ) أي برص فأدخلها وأخرجها تضيء كشعاع الشمس تعشي البصر ( واضمم إليك جناحك من الرهب ) بفتح الحرفين وسكون الثاني مع فتح الأول وضمه أي الخوف الحاصل من إضاءة اليد بأن تدخلها في جيبك فتعود إلى حالتها الأولى وعبر عنها بالجناح لأنها للإنسان كالجناح للطائر ( فذانك ) بالتشديد والتخفيف أي العصا واليد وهما مؤنثان وإنما ذكر المشار به إليهما المبتدأ لتذكير خبره ( برهانان ) مرسلان ( من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين )
33. ( قال رب إني قتلت منهم نفسا ) هو القبطي السابق ( فأخاف أن يقتلون ) به
34. ( وأخي هارون هو أفصح مني لسانا ) أبين ( فأرسله معي ردء ) معينا وفي قراءة بفتح الدال بلا همزة ( يصدقني ) بالجزم جواب الدعاء وفي قراءة بالرفع وجملته صفة ردءا ( إني أخاف أن يكذبون )
35. ( قال سنشد عضدك ) نقويك ( بأخيك ونجعل لكما سلطانا ) غلبة ( فلا يصلون إليكما ) بسوء اذهبا ( بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون ) لهم
36. ( فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات ) واضحات حال ( قالوا ما هذا إلا سحر مفترى ) مختلق ( وما سمعنا بهذا ) كائنا ( في ) أيام ( آبائنا الأولين )
37. ( وقال ) بواو وبدونها ( موسى ربي أعلم ) عالم ( بمن جاء بالهدى من عنده ) الضمير للرب ( ومن ) عطف على من قبلها ( تكون ) بالفوقانية والتحتانية ( له عاقبة الدار ) العاقبة المحمودة في الدار الآخرة أي وهو أنا في الشقين فأنا محق فيما جئت به ( إنه لا يفلح الظالمون ) الكافرون
38. ( وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين ) فاطبخ لي الآجر ( فاجعل لي صرحا ) قصرا عاليا ( لعلي أطلع إلى إله موسى ) أنظر إليه وأقف عليه ( وإني لأظنه من الكاذبين ) في ادعائه إلاها آخر وأنه رسول
39. ( واستكبر هو وجنوده في الأرض ) أرض مصر ( بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ) بالبناء للفاعل وللمفعول
40. ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم ) طرحناهم ( في اليم ) البحر المالح فغرقوا ( فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ) حين صاروا إلى الهلاك
41. ( وجعلناهم ) في الدنيا ( أئمة ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء رؤساء في الشرك ( يدعون إلى النار ) بدعائهم إلى الشرك ( ويوم القيامة لا ينصرون ) بدفع العذاب عنهم
42. ( وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ) خزيا ( ويوم القيامة هم من المقبوحين ) المبعدين
43. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( من بعد ما أهلكنا القرون الأولى ) قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم ( بصائر للناس ) حال من الكتاب جمع بصيرة وهي نور القلب أي أنوارا للقلوب ( وهدى ) من الضلالة لمن عمل به ( ورحمة ) لمن آمن به ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون بما فيه من المواعظ
44. ( وما كنت ) يا محمد ( بجانب ) الجبل أو الوادي أو المكان ( الغربي ) من موسى حين المناجاة ( إذ قضينا ) أوحينا ( إلى موسى الأمر ) بالرسالة إلى فرعون وقومه ( وما كنت من الشاهدين ) لذلك فتعلمه فتخبر به
45. ( ولكنا أنشأنا قرونا ) امما من بعد موسى ( فتطاول عليهم العمر ) طالت أعمارهم فنسوا العهود واندرست العلوم وانقطع الوحي فجئنا بك رسولا وأوحينا إليك خبر موسى وغيره ( وما كنت ثاويا ) مقيما ( في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ) خبر ثان فتعرف قصتهم فتخبر بها ( ولكنا كنا مرسلين ) لك وإليك بأخبار المتقدمين
46. ( وما كنت بجانب الطور ) الجبل ( إذ ) حين ( نادينا ) موسى أن خذ الكتاب بقوة ( ولكن ) أرسلناك ( رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك ) وهم أهل مكة ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون
47. ( ولولا أن تصيبهم مصيبة ) عقوبة ( بما قدمت أيديهم ) من الكفر وغيره ( فيقولوا ربنا لولا ) هلا ( أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ) المرسل بها ( ونكون من المؤمنين ) وجواب لولا محذوف وما بعدها مبتدأ والمعنى لولا الاصابة المسبب عنها قولهم أو لولا قولهم المسبب عنها أي لعاجلناهم بالعقوبة ولما أرسلناك رسولا
48. ( فلما جاءهم الحق ) محمد ( من عندنا قالوا لولا ) هلا ( أوتي مثل ما أوتي موسى ) من الآيات كاليد البيضاء والعصا وغيرهما أو الكتاب جملة واحدة قال تعالى ( أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا ) حيث ( سحران ) فيه وفي محمد ( تظاهرا ) أي القرآن والتوراة ( وقالوا ) تعاونا ( إنا بكل كافرون ) من النبيين والكتابين ( قل )
49. ( قل ) لهم ( فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما ) من الكتابين ( أتبعه إن كنتم صادقين ) في قولكم
50. ( فإن لم يستجيبوا لك ) دعاءك بالاتيان بكتاب ( فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ) في كفرهم ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) أي لاأضل منه ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) الكافرين
51. ( ولقد وصلنا ) بينا ( لهم القول ) القرآن ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون فيؤمنوا
52. ( الذين آتيناهم الكتاب من قبله ) أي القرآن ( هم به يؤمنون ) أيضا نزلت في جماعة أسلموا من اليهود كعبد الله بن سلام وغيره ومن النصارى قدموا من الحبشة ومن الشام
53. ( وإذا يتلى عليهم ) القرآن ( قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) موحدين
54. ( أولئك يؤتون أجرهم مرتين ) بإيمانهم بالكتابين ( بما صبروا ) بصبرهم على العمل بهما ( ويدرؤون ) يدفعون ( بالحسنة السيئة ) منهم ( ومما رزقناهم ينفقون ) يتصدقون
55. ( وإذا سمعوا اللغو ) الشتم والأذى من الكفار ( أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم ) سلام متاركة سلمتم منا من الشتم وغيره ( لا نبتغي الجاهلين ) لا نصحبهم
56. ونزل في حرصه صلى الله عليه وسلم على إيمان عمه أبي طالب ( إنك لا تهدي من أحببت ) هدايته ( ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم ) أي عالم ( بالمهتدين )
57. ( وقالوا ) قومه ( إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) ننتزع منها بسرعة قال تعالى ( أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى ) يأمنون فيه من الاغارة والقتل الواقعين من بعض العرب على بعض ( إليه ) بالفوقانية والتحتانية ( ثمرات كل شيء رزقا ) من كل أوب ( من ) لهم ( لدنا ولكن ) عندنا ( أكثرهم لا يعلمون وكم ) أن ما نقوله حق
58. ( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها ) عيشها واريد بالقرية أهلها ( فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا ) للمارة يوما أو بعضه ( وكنا نحن الوارثين ) منهم
59. ( وما كان ربك مهلك القرى ) بظلم منها ( حتى يبعث في أمها ) أعظمها ( رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ) بتكذيب الرسل
60. ( وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها ) أي تتمتعون وتتزينون به أيام حياتكم ثم يفنى ( وما عند الله ) أي ثوابه ( خير وأبقى أفلا تعقلون ) بالياء والتاء أن الباقي خير من الفاني
61. ( أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه ) مصيبه وهو الجنة ( كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ) فيزول عن قريب ( ثم هو يوم القيامة من المحضرين ) النار الأول المؤمن والثاني الكافر أي لا تساوي بينهما
62. واذكر ( ويوم يناديهم ) الله ( فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) هم شركائي
63. ( قال الذين حق عليهم القول ) بدخول النار وهم رؤساء الضلالة ( ربنا هؤلاء الذين أغوينا ) هم مبتدأ وصفة ( أغويناهم ) خبره فغووا ( كما غوينا ) لم نكرههم على الغي ( تبرأنا إليك ) منهم ( ما كانوا إيانا يعبدون ) ما نافية
64. ( وقيل ادعوا شركاءكم ) أي الأصنام الذين تزعمون أنهم شركاء الله ( فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ) دعاءهم ( ورأوا ) هم ( العذاب ) أبصروه ( لو أنهم كانوا يهتدون ) في الدنيا لما رأوه في الآخرة
65. واذكر ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ) إليكم
66. ( فعميت عليهم الأنباء ) الأخبار المنجية في الجواب ( يومئذ ) لم يجدوا خبرا لهم فيه نجاة ( فهم لا يتساءلون ) عنه فيسكتون
67. ( فأما من تاب ) من الشرك ( وآمن ) صدق بتوحيد الله ( وعمل صالحا ) أدى الفرائض ( فعسى أن يكون من المفلحين ) الناجحين بوعد الله
68. ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ) ما يشاء ( ما كان لهم ) للمشركين ( الخيرة ) الاختيار في شيء ( سبحان الله وتعالى عما يشركون ) عن إشراكهم
69. ( وربك يعلم ما تكن صدورهم ) تسر قلوبهم من الكفر وغيره ( وما يعلنون ) بألسنتهم من ذلك
70. ( وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى ) الدنيا ( والآخرة ) الجنة ( وله الحكم ) القضاء النافذ في كل شيء ( وإليه ترجعون ) بالنشور
71. ( قل ) لأهل مكة ( أرأيتم ) أي أخبروني ( إن جعل الله عليكم الليل سرمدا ) دائما ( إلى يوم القيامة من إله غير الله ) بزعمكم ( يأتيكم بضياء ) نهار تطلبون فيه المعيشة ( أفلا تسمعون ) ذلك سماع تفهم فترجعوا عن الإشراك
72. ( قل ) لهم ( أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله ) بزعمكم ( يأتيكم بليل تسكنون ) تستريحون ( فيه ) من التعب ( أفلا تبصرون ) ما أنتم عليه من الخطأ في الاشراك فترجعوا عنه
73. ( ومن رحمته ) تعالى ( جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ) في الليل ( ولتبتغوا من فضله ) في النهار للكسب ( ولعلكم تشكرون ) النعمة فيهما
74. واذكر ( ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) ذكر ثانيا ليبنى عليه
75. ( ونزعنا ) أخرجنا ( من كل أمة شهيدا ) وهو نبيهم يشهد عليهم بما قالوا ( فقلنا ) لهم ( هاتوا برهانكم ) على ما قلتم من الاشراك ( فعلموا أن الحق ) في الالاهية ( لله ) لا يشاركه فيه أحد ( وضل ) غاب ( عنهم ما كانوا يفترون ) في الدنيا من أن معه شريكا تعالى عن ذلك
76. ( إن قارون كان من قوم موسى ) ابن عمه وابن خالته وآمن به ( فبغى عليهم ) بالكبر والعلو وكثرة المال ( وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء ) تثقل ( بالعصبة ) الجماعة ( أولي ) أصحاب ( القوة ) أي تثقلهم فالباء للتعدية وعدتهم قيل سبعون وقيل أربعون وقيل عشرة وقيل غير ذلك اذكر ( إذ قال له قومه ) المؤمنون من بني إسرائيل ( لا تفرح ) بكثرة المال فرح بطر ( إن الله لا يحب الفرحين ) بذلك
77. ( وابتغ ) اطلب ( فيما آتاك الله ) من المال ( الدار الآخرة ) بأن تنفقه في طاعة الله ( ولا تنس ) تترك ( نصيبك من الدنيا ) أي أن تعمل فيها للآخرة ( وأحسن ) للناس بالصدقة ( كما أحسن الله إليك ولا تبغ ) تطلب ( الفساد في الأرض ) بعمل المعاصي ( إن الله لا يحب المفسدين ) بمعنى أنه يعاقبهم
78. ( قال إنما أوتيته ) أي المال ( على علم عندي ) أي في مقابلته وكان أعلم بني إسرائيل في التوراة بعد موسى وهرون قال تعالى ( أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من ) الأمم ( هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا ) للمال أي هو عالم بذلك ويهلكهم الله ( يسأل عن ذنوبهم المجرمون فخرج ) لعلمه تعالى بها فيدخلون النار بلا حساب
79. ( فخرج ) قارون ( على قومه في زينته ) باتباعه الكثيرين ركبانا متحلين بملابس الذهب والحرير على خيول وبغال متحلية ( قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ) للتنبيه ( ليت لنا مثل ما أوتي قارون ) في الدنيا ( إنه لذو حظ ) نصيب ( عظيم ) واف فيها
80. ( وقال ) لهم ( الذين أوتوا العلم ) بما وعد الله في الآخرة ( ويلكم ) كلمة زجر ( ثواب الله ) في الآخرة بالجنة ( خير لمن آمن وعمل صالحا ) مما اوتي قارون في الدنيا ( ولا يلقاها ) الجنة المثاب بها ( إلا الصابرون ) على الطاعة وعن المعصية
81. ( فخسفنا به ) بقارون ( وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله ) أي غيره بأن يمنعوا عنه الهلاك ( وما كان من المنتصرين ) منه
82. ( وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس ) أي من قريب ( يقولون ويكأن الله يبسط ) يوسع ( الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ) يضيق على من يشاء ووي اسم فعل بمعنى أعجب أي أنا والكاف بمعنى اللام ( لولا أن من الله علينا لخسف بنا ) بالبناء للفاعل والمفعول ( ويكأنه لا يفلح الكافرون ) لنعمة الله كفارون
83. ( تلك الدار الآخرة ) الجنة ( نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ) بالبغي ( ولا فسادا ) بعمل المعاصي ( والعاقبة ) المحمودة ( للمتقين ) عقاب الله بعمل الطاعات
84. ( من جاء بالحسنة فله خير منها ) ثواب بسببها وهو عشر أمثالها ( ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ) جزاء ( ما كانوا يعملون ) أي مثله
85. ( إن الذي فرض عليك القرآن ) أنزله ( لرادك إلى معاد ) إلى مكة وكان قد اشتاقها ( قل ربي أعلم ) بـ ( من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين ) نزل جوابا لقول كفار مكة إنك في ضلال أي فهو الجائي بالهدى وهم في ضلال وأعلم بمعنى عالم
86. ( وما كنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب ) القرآن ( إلا ) لكن ألقي إليك ( رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا ) معينا ( للكافرين ) على دينهم الذي دعوك إليه
87. ( ولا يصدنك ) أصله يصدونك حذفت نون الرفع للجازم والواو الفاعل لالتقائها مع النون الساكنة ( عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك ) أي لا نرجع إليهم في ذلك ( وادع ) الناس ( إلى ربك ) بتوحيده وعبادته ( ولا تكونن من المشركين ) بإعانتهم ولم يؤثر الجازم في الفعل لبنائه
88. ( ولا تدع ) تعبد ( مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه ) إلا إياه ( له الحكم ) القضاء النافذ ( وإليه ترجعون ) بالنشور من قبوركم
1. ( طسم ) الله أعلم بمراده بذلك
2. ( تلك ) هذه الآيات ( آيات الكتاب ) الإضافة بمعنى من ( المبين ) المظهر الحق من الباطل
3. ( نتلوا ) نقص ( عليك من نبأ ) خبر ( موسى وفرعون بالحق ) الصدق ( لقوم يؤمنون ) لأجلهم لأنهم المنتفعون به
4. ( إن فرعون علا ) تعظم ( في الأرض ) أرض مصر ( وجعل أهلها شيعا ) فرقا في خدمته ( يستضعف طائفة منهم ) هم بنو إسرائيل ( يذبح أبناءهم ) المولودين ( ويستحيي نساءهم ) يستبقيهن أحياء لقول بعض الكهنة له إن مولودا يولد في بني إسرائيل يكون سبب زوال ملكه ( إنه كان من المفسدين ) بالقتل وغيره
5. ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء يقتدى بهم في الخير ( ونجعلهم الوارثين ) ملك فرعون
6. ( ونمكن لهم في الأرض ) أرض مصر والشام ( ونري فرعون وهامان وجنودهما ) وفي قراءة ويرى بفتح التحتانية والراء ورفع الأسماء الثلاثة ( منهم ما كانوا يحذرون ) يخافون من المولود الذي يذهب ملكهم على يديه
7. ( وأوحينا ) وحي إلهام أو منام ( إلى أم موسى ) وهو المولود المذكور ولم يشعر بولادته غير أخته ( أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ) البحر أي النيل ( ولا تخافي ) غرقه ( ولا تحزني ) لفراقه ( إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) فأرضعته ثلاثة أشهر لا يبكي وخافت عليه فوضعته في تابوت مطلي بالقار من داخل ممهد له فيه وأغلقته وألقته في بحر النيل ليلا
8. ( فالتقطه ) بالتابوت صبيحة الليل ( آل ) أعوان ( فرعون ) فوضعوه بين يديه وفتح وأخرج موسى منه وهو يمص من إبهامه لبنا ( ليكون لهم ) في عاقبة الأمر ( عدوا ) يقتل رجالهم ( وحزنا ) يستعبد نساءهم وفي قراءة بضم الحاء وسكون الزاي لغتان في المصدر وهو هنا بمعنى اسم الفاعل من حزنه كأحزنه ( إن فرعون وهامان ) وزيره ( وجنودهما كانوا خاطئين ) من الخطيئة أي عاصين فعوقبوا على يديه
9. ( وقالت امرأة فرعون ) وقد هم مع أعوانه بقتله هو ( قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) فأطاعوها ( وهم لا يشعرون ) بعاقبة أمرهمم معه
10. ( وأصبح فؤاد أم موسى ) لما علمت بالتقاطه ( فارغا ) مما سواه ( إن ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنها ( كادت لتبدي به ) بأنه ابنها ( لولا أن ربطنا على قلبها ) بالصبر أي سكناه ( لتكون من المؤمنين ) المصدقين بوعد الله وجواب لولا دل عليه ما قبله
11. ( وقالت لأخته ) مريم ( قصيه ) اتبعي أثره حتى تعلمي خبره ( فبصرت به ) أبصرته ( عن جنب ) من مكان بعيد اختلاسيا ( وهم لا يشعرون ) أنها اخته وأنها ترقبه
12. ( وحرمنا عليه المراضع من قبل ) قبل رده إلى أمه أي منعناه من قبول ثدي مرضعة غير أمه فلم يقبل ثدي واحدة من المراضع المحضرة له ( فقالت ) اخته ( هل أدلكم على أهل بيت ) لما رأت حنوهم عليه ( يكفلونه لكم ) بالارضاع وغيره ( وهم له ناصحون ) وفسرت ضمير له بالملك جوابا لهم فأجيبت فجاءت بأمه فقبل ثديها وأجابتهم عن قبوله بأنها طيبة الريح طبية اللبن فاذن لها في إرضاعه في بيتها فرجعت به
13. ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ) بلقائه ( ولا تحزن ) حينئذ ( ولتعلم أن وعد الله ) برده إليها ( حق ولكن أكثرهم ) الناس ( لا يعلمون ) بهذا الوعد ولا بأن هذه اخته وهذه أمه فمكث عندها إلى أن فطمته وأجرى عليها اجرتها لكل يوم دينار وأخذتها لأنها مال حر بي فأتت به فرعون فتربى عنده كما قال تعالى حكاية عنه في سورة الشعراء ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين
14. ( ولما بلغ أشده ) وهو ثلاثون سنة أو وثلاث ( واستوى ) بلغ أربعين سنة ( آتيناه حكما ) حكمة ( وعلما ) فقها في الدين قبل أن يبعث نبيا ( وكذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين ) لأنفسهم
15. ( ودخل ) موسى ( المدينة ) مدينة فرعون وهي منف بعد أن غاب عنها مدة ( على حين غفلة من أهلها ) وقت القيلولة ( فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته ) إسرائيلي ( وهذا من عدوه ) قبطي يسخر الاسرائيلي ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ) فقال له موسى خل سبيله فقيل إنه قال لموسى لقد هممت أن أحمله عليك ( فوكزه موسى ) ضربه بجمع كفه وكان شديد القوة والبطش ( فقضى عليه ) ولم يمن يقصد قتله ودفنه في الرمل ( قال هذا ) قتله ( من عمل الشيطان ) المهيج غضبي ( إنه عدو ) لابن آدم ( مضل ) له ( مبين ) بين الاضلال
16. ( قال ) نادما ( رب إني ظلمت نفسي ) بقتله ( فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ) أي المتصف بهما أزلا وأبدا
17. ( قال رب بما أنعمت ) بحق إنعامك ( علي ) بالمغفرة اعصمني ( فلن أكون ظهيرا ) عونا ( للمجرمين ) الكافرين بعد هذه إن عصمتني
18. ( فأصبح في المدينة خائفا يترقب ) ينتظر ما يناله من جهة القتيل ( فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه ) يستغيث به على قبطي آخر ( قال له موسى إنك لغوي مبين ) بين الغواية لما فعلته بالأمس واليوم
19. ( فلما أن ) زائدة ( أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما ) لموسى والمستغيث به ( قال ) المستغيث ظانا أنه يبطش به لما قال له ( يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن ) ما ( تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين ) فسمع القبطي ذلك فعلم أن القاتل موسى فانطلق إلى فرعون فأخبره بذلك فأمر فرعون الذباحين بقتل موسى فأخذوا في الطريق إليه
20. ( وجاء رجل ) هو مؤمن آل فرعون ( من أقصى المدينة ) آخرها ( يسعى ) يسرع في مشيه من طريق أقرب من طريقهم ( قال يا موسى إن الملأ ) من قوم فرعون ( يأتمرون بك ) يتشاورون فيك ( ليقتلوك فاخرج ) من المدينة ( إني لك من الناصحين ) في الأمر بالخروج
21. ( فخرج منها خائفا يترقب ) لحوق طالب أو غوث الله إياه ( قال رب نجني من القوم الظالمين ) قوم فرعون
22. ( ولما توجه ) قصد بوجهه ( تلقاء مدين ) جهتها وهي قرية شعيب على مسيرة ثمانية أيام من مصر سمت بمدين بن إبراهيم ولم يكن يعرف طريقها ( قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) أي قصد الطريق أي الطريق الوسط إليها فأرسل الله ملكا بيده عنزة فانطلق به إليها
23. ( ولما ورد ماء مدين ) بئر فيها أي وصل إليها ( وجد عليه أمة ) جماعة ( من الناس يسقون ) مواشيهم ( ووجد من دونهم ) سواهم ( امرأتين تذودان ) تمنعان أغنامهما عن الماء ( قال ) موسى لهما ( ما خطبكما ) ما شأنكما لا تسقيان ( قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء ) جمع راع أي يرجعون من سقيهم خوف الزحام فنسقي وفي قراءة يصدر من الرباعي أي يصرفون مواشيهم من الماء ( وأبونا شيخ كبير ) لا يقدر أن يسقي
24. ( فسقى لهما ) من بئر أخرى بقربهما رفع حجرا عنها لا يرفعه إلا عشرة أنفس ( ثم تولى ) انصرف ( إلى الظل ) لسمرة من شدة الشمس وهو جائع ( فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير ) طعام ( فقير ) محتاج فرجعتا إلى أبيهما في زمن أقل مما كانتا ترجعان فيه فسألأهما عن ذلك فأخبرتاه بمن سقى لهما
25. ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) أي واضعة كم درعها على وجهها حياء منه ( قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) فأجابها منكرا في نفسه أخذ الأجرة كأنها قصدت المكافأة إن كان مما يريدها فمشت بين يديه فجعلت الريح تضرب ثوبها فتكشف ساقيها فقال لها امشي خلفي ودليني على الطريق ففعلت إلى أن جاء أباها وهو شعيب عليه السلام وعنده عشاء فقال له اجلس فتعش قال أخاف أن يكون عوضا مما سقيت لهما وإنا أهل بيت لا نطلب على عمل خير عوضا قال لا عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام فأكل وأخبره بحاله قال تعالى ( فلما جاءه وقص عليه القصص ) مصدر بمعنى المقصوص من قتله القبطي وقصدهم قتله وخوفه من فرعون ( قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) إذ لا سلطان لفرعون على مدين
26. ( قالت إحداهما ) وهي المرسلة الكبرى أو الصغرى ( يا أبت استأجره ) اتخذه أجيرا يرعى غنمنا بدلنا ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) استأجره بقوته وأمانته فسألها عنهما فأخبرته بما تقدم من رفعه حجر البئر ومن قوله لها امشي خلفي وزيادة انها لما جاءته وعلم بها صوب رأسه فلم يرفعه فرغب في إنكاحه
27. ( قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين ) وهي الكبرى أو الصغرى ( على أن تأجرني ) تكون أجيرا لي في رعي غنمي ( ثماني حجج ) سنين ( فإن أتممت عشرا ) رعي عشر سنين ( فمن عندك ) التمام ( وما أريد أن أشق عليك ) باشتراط العشر ( ستجدني إن شاء الله ) للتبرك ( من الصالحين ) الوافين بالعهد
28. ( قال ) موسى ( ذلك ) الذي قلته ( بيني وبينك أيما الأجلين ) الثمان أو العشر وما زائدة أي رعيه ( قضيت ) أي فرغت منه ( فلا عدوان علي ) بطلب الزيادة عليه ( والله على ما نقول ) أنا وأنت ( وكيل ) حفيظ أو شهيد فتم العقد بذلك وأمر شعيب ابنته أن تعطي موسى عصا يدفع بها السباع عن غنمه وكانت عصا الأنبياء عنده فوقع في يدها عصا آدم من آس الجنة فأخذها موسى بعلم شعيب
29. ( فلما قضى موسى الأجل ) أي رعيه وهو ثمان أو عشر سنين وهو المظنون به ( وسار بأهله ) زوجته بإذن أبيها نحو مصر ( آنس ) أبصر من بعيد ( من جانب الطور ) اسم جبل ( نارا قال لأهله امكثوا ) هنا ( إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر ) عن الطريق وكان قد أخطأها ( أو جذوة ) بتثليث الجيم قطعة وشعلة ( من النار لعلكم تصطلون ) تستدفئون والطاء بدل من تاء الافتعال من صلى بالنار بكسر اللام وفتحها
30. ( فلما أتاها نودي من شاطيء ) جانب ( الواد الأيمن ) لموسى ( في البقعة المباركة ) لموسى لسماعه كلام الله فيها ( من الشجرة ) بدل من شاطيء بإعادة الجار لنباتها فيه وهي شجرة عناب أو عليق أو عوسج ( أن ) مفسرة لا مخففة ( يا موسى إني أنا الله رب العالمين )
31. ( وأن ألق عصاك ) فألقاها ( فلما رآها تهتز ) تتحرك ( كأنها جان ) وهي الحية الصغيرة من سرعة حركتها ( ولى مدبرا ) هاربا منها ( ولم يعقب ) يرجع فنودي ( يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين )
32. ( اسلك ) أدخل ( يدك ) اليمنى بمعنى الكف ( في جيبك ) وهو طوق القميص وأخرجها ( تخرج ) خلاف ما كانت عليه من الأدمة ( بيضاء من غير سوء ) أي برص فأدخلها وأخرجها تضيء كشعاع الشمس تعشي البصر ( واضمم إليك جناحك من الرهب ) بفتح الحرفين وسكون الثاني مع فتح الأول وضمه أي الخوف الحاصل من إضاءة اليد بأن تدخلها في جيبك فتعود إلى حالتها الأولى وعبر عنها بالجناح لأنها للإنسان كالجناح للطائر ( فذانك ) بالتشديد والتخفيف أي العصا واليد وهما مؤنثان وإنما ذكر المشار به إليهما المبتدأ لتذكير خبره ( برهانان ) مرسلان ( من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين )
33. ( قال رب إني قتلت منهم نفسا ) هو القبطي السابق ( فأخاف أن يقتلون ) به
34. ( وأخي هارون هو أفصح مني لسانا ) أبين ( فأرسله معي ردء ) معينا وفي قراءة بفتح الدال بلا همزة ( يصدقني ) بالجزم جواب الدعاء وفي قراءة بالرفع وجملته صفة ردءا ( إني أخاف أن يكذبون )
35. ( قال سنشد عضدك ) نقويك ( بأخيك ونجعل لكما سلطانا ) غلبة ( فلا يصلون إليكما ) بسوء اذهبا ( بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون ) لهم
36. ( فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات ) واضحات حال ( قالوا ما هذا إلا سحر مفترى ) مختلق ( وما سمعنا بهذا ) كائنا ( في ) أيام ( آبائنا الأولين )
37. ( وقال ) بواو وبدونها ( موسى ربي أعلم ) عالم ( بمن جاء بالهدى من عنده ) الضمير للرب ( ومن ) عطف على من قبلها ( تكون ) بالفوقانية والتحتانية ( له عاقبة الدار ) العاقبة المحمودة في الدار الآخرة أي وهو أنا في الشقين فأنا محق فيما جئت به ( إنه لا يفلح الظالمون ) الكافرون
38. ( وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين ) فاطبخ لي الآجر ( فاجعل لي صرحا ) قصرا عاليا ( لعلي أطلع إلى إله موسى ) أنظر إليه وأقف عليه ( وإني لأظنه من الكاذبين ) في ادعائه إلاها آخر وأنه رسول
39. ( واستكبر هو وجنوده في الأرض ) أرض مصر ( بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ) بالبناء للفاعل وللمفعول
40. ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم ) طرحناهم ( في اليم ) البحر المالح فغرقوا ( فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ) حين صاروا إلى الهلاك
41. ( وجعلناهم ) في الدنيا ( أئمة ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء رؤساء في الشرك ( يدعون إلى النار ) بدعائهم إلى الشرك ( ويوم القيامة لا ينصرون ) بدفع العذاب عنهم
42. ( وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ) خزيا ( ويوم القيامة هم من المقبوحين ) المبعدين
43. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( من بعد ما أهلكنا القرون الأولى ) قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم ( بصائر للناس ) حال من الكتاب جمع بصيرة وهي نور القلب أي أنوارا للقلوب ( وهدى ) من الضلالة لمن عمل به ( ورحمة ) لمن آمن به ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون بما فيه من المواعظ
44. ( وما كنت ) يا محمد ( بجانب ) الجبل أو الوادي أو المكان ( الغربي ) من موسى حين المناجاة ( إذ قضينا ) أوحينا ( إلى موسى الأمر ) بالرسالة إلى فرعون وقومه ( وما كنت من الشاهدين ) لذلك فتعلمه فتخبر به
45. ( ولكنا أنشأنا قرونا ) امما من بعد موسى ( فتطاول عليهم العمر ) طالت أعمارهم فنسوا العهود واندرست العلوم وانقطع الوحي فجئنا بك رسولا وأوحينا إليك خبر موسى وغيره ( وما كنت ثاويا ) مقيما ( في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ) خبر ثان فتعرف قصتهم فتخبر بها ( ولكنا كنا مرسلين ) لك وإليك بأخبار المتقدمين
46. ( وما كنت بجانب الطور ) الجبل ( إذ ) حين ( نادينا ) موسى أن خذ الكتاب بقوة ( ولكن ) أرسلناك ( رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك ) وهم أهل مكة ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون
47. ( ولولا أن تصيبهم مصيبة ) عقوبة ( بما قدمت أيديهم ) من الكفر وغيره ( فيقولوا ربنا لولا ) هلا ( أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ) المرسل بها ( ونكون من المؤمنين ) وجواب لولا محذوف وما بعدها مبتدأ والمعنى لولا الاصابة المسبب عنها قولهم أو لولا قولهم المسبب عنها أي لعاجلناهم بالعقوبة ولما أرسلناك رسولا
48. ( فلما جاءهم الحق ) محمد ( من عندنا قالوا لولا ) هلا ( أوتي مثل ما أوتي موسى ) من الآيات كاليد البيضاء والعصا وغيرهما أو الكتاب جملة واحدة قال تعالى ( أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا ) حيث ( سحران ) فيه وفي محمد ( تظاهرا ) أي القرآن والتوراة ( وقالوا ) تعاونا ( إنا بكل كافرون ) من النبيين والكتابين ( قل )
49. ( قل ) لهم ( فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما ) من الكتابين ( أتبعه إن كنتم صادقين ) في قولكم
50. ( فإن لم يستجيبوا لك ) دعاءك بالاتيان بكتاب ( فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ) في كفرهم ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) أي لاأضل منه ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) الكافرين
51. ( ولقد وصلنا ) بينا ( لهم القول ) القرآن ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون فيؤمنوا
52. ( الذين آتيناهم الكتاب من قبله ) أي القرآن ( هم به يؤمنون ) أيضا نزلت في جماعة أسلموا من اليهود كعبد الله بن سلام وغيره ومن النصارى قدموا من الحبشة ومن الشام
53. ( وإذا يتلى عليهم ) القرآن ( قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) موحدين
54. ( أولئك يؤتون أجرهم مرتين ) بإيمانهم بالكتابين ( بما صبروا ) بصبرهم على العمل بهما ( ويدرؤون ) يدفعون ( بالحسنة السيئة ) منهم ( ومما رزقناهم ينفقون ) يتصدقون
55. ( وإذا سمعوا اللغو ) الشتم والأذى من الكفار ( أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم ) سلام متاركة سلمتم منا من الشتم وغيره ( لا نبتغي الجاهلين ) لا نصحبهم
56. ونزل في حرصه صلى الله عليه وسلم على إيمان عمه أبي طالب ( إنك لا تهدي من أحببت ) هدايته ( ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم ) أي عالم ( بالمهتدين )
57. ( وقالوا ) قومه ( إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) ننتزع منها بسرعة قال تعالى ( أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى ) يأمنون فيه من الاغارة والقتل الواقعين من بعض العرب على بعض ( إليه ) بالفوقانية والتحتانية ( ثمرات كل شيء رزقا ) من كل أوب ( من ) لهم ( لدنا ولكن ) عندنا ( أكثرهم لا يعلمون وكم ) أن ما نقوله حق
58. ( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها ) عيشها واريد بالقرية أهلها ( فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا ) للمارة يوما أو بعضه ( وكنا نحن الوارثين ) منهم
59. ( وما كان ربك مهلك القرى ) بظلم منها ( حتى يبعث في أمها ) أعظمها ( رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ) بتكذيب الرسل
60. ( وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها ) أي تتمتعون وتتزينون به أيام حياتكم ثم يفنى ( وما عند الله ) أي ثوابه ( خير وأبقى أفلا تعقلون ) بالياء والتاء أن الباقي خير من الفاني
61. ( أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه ) مصيبه وهو الجنة ( كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ) فيزول عن قريب ( ثم هو يوم القيامة من المحضرين ) النار الأول المؤمن والثاني الكافر أي لا تساوي بينهما
62. واذكر ( ويوم يناديهم ) الله ( فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) هم شركائي
63. ( قال الذين حق عليهم القول ) بدخول النار وهم رؤساء الضلالة ( ربنا هؤلاء الذين أغوينا ) هم مبتدأ وصفة ( أغويناهم ) خبره فغووا ( كما غوينا ) لم نكرههم على الغي ( تبرأنا إليك ) منهم ( ما كانوا إيانا يعبدون ) ما نافية
64. ( وقيل ادعوا شركاءكم ) أي الأصنام الذين تزعمون أنهم شركاء الله ( فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ) دعاءهم ( ورأوا ) هم ( العذاب ) أبصروه ( لو أنهم كانوا يهتدون ) في الدنيا لما رأوه في الآخرة
65. واذكر ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ) إليكم
66. ( فعميت عليهم الأنباء ) الأخبار المنجية في الجواب ( يومئذ ) لم يجدوا خبرا لهم فيه نجاة ( فهم لا يتساءلون ) عنه فيسكتون
67. ( فأما من تاب ) من الشرك ( وآمن ) صدق بتوحيد الله ( وعمل صالحا ) أدى الفرائض ( فعسى أن يكون من المفلحين ) الناجحين بوعد الله
68. ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ) ما يشاء ( ما كان لهم ) للمشركين ( الخيرة ) الاختيار في شيء ( سبحان الله وتعالى عما يشركون ) عن إشراكهم
69. ( وربك يعلم ما تكن صدورهم ) تسر قلوبهم من الكفر وغيره ( وما يعلنون ) بألسنتهم من ذلك
70. ( وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى ) الدنيا ( والآخرة ) الجنة ( وله الحكم ) القضاء النافذ في كل شيء ( وإليه ترجعون ) بالنشور
71. ( قل ) لأهل مكة ( أرأيتم ) أي أخبروني ( إن جعل الله عليكم الليل سرمدا ) دائما ( إلى يوم القيامة من إله غير الله ) بزعمكم ( يأتيكم بضياء ) نهار تطلبون فيه المعيشة ( أفلا تسمعون ) ذلك سماع تفهم فترجعوا عن الإشراك
72. ( قل ) لهم ( أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله ) بزعمكم ( يأتيكم بليل تسكنون ) تستريحون ( فيه ) من التعب ( أفلا تبصرون ) ما أنتم عليه من الخطأ في الاشراك فترجعوا عنه
73. ( ومن رحمته ) تعالى ( جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ) في الليل ( ولتبتغوا من فضله ) في النهار للكسب ( ولعلكم تشكرون ) النعمة فيهما
74. واذكر ( ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) ذكر ثانيا ليبنى عليه
75. ( ونزعنا ) أخرجنا ( من كل أمة شهيدا ) وهو نبيهم يشهد عليهم بما قالوا ( فقلنا ) لهم ( هاتوا برهانكم ) على ما قلتم من الاشراك ( فعلموا أن الحق ) في الالاهية ( لله ) لا يشاركه فيه أحد ( وضل ) غاب ( عنهم ما كانوا يفترون ) في الدنيا من أن معه شريكا تعالى عن ذلك
76. ( إن قارون كان من قوم موسى ) ابن عمه وابن خالته وآمن به ( فبغى عليهم ) بالكبر والعلو وكثرة المال ( وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء ) تثقل ( بالعصبة ) الجماعة ( أولي ) أصحاب ( القوة ) أي تثقلهم فالباء للتعدية وعدتهم قيل سبعون وقيل أربعون وقيل عشرة وقيل غير ذلك اذكر ( إذ قال له قومه ) المؤمنون من بني إسرائيل ( لا تفرح ) بكثرة المال فرح بطر ( إن الله لا يحب الفرحين ) بذلك
77. ( وابتغ ) اطلب ( فيما آتاك الله ) من المال ( الدار الآخرة ) بأن تنفقه في طاعة الله ( ولا تنس ) تترك ( نصيبك من الدنيا ) أي أن تعمل فيها للآخرة ( وأحسن ) للناس بالصدقة ( كما أحسن الله إليك ولا تبغ ) تطلب ( الفساد في الأرض ) بعمل المعاصي ( إن الله لا يحب المفسدين ) بمعنى أنه يعاقبهم
78. ( قال إنما أوتيته ) أي المال ( على علم عندي ) أي في مقابلته وكان أعلم بني إسرائيل في التوراة بعد موسى وهرون قال تعالى ( أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من ) الأمم ( هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا ) للمال أي هو عالم بذلك ويهلكهم الله ( يسأل عن ذنوبهم المجرمون فخرج ) لعلمه تعالى بها فيدخلون النار بلا حساب
79. ( فخرج ) قارون ( على قومه في زينته ) باتباعه الكثيرين ركبانا متحلين بملابس الذهب والحرير على خيول وبغال متحلية ( قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ) للتنبيه ( ليت لنا مثل ما أوتي قارون ) في الدنيا ( إنه لذو حظ ) نصيب ( عظيم ) واف فيها
80. ( وقال ) لهم ( الذين أوتوا العلم ) بما وعد الله في الآخرة ( ويلكم ) كلمة زجر ( ثواب الله ) في الآخرة بالجنة ( خير لمن آمن وعمل صالحا ) مما اوتي قارون في الدنيا ( ولا يلقاها ) الجنة المثاب بها ( إلا الصابرون ) على الطاعة وعن المعصية
81. ( فخسفنا به ) بقارون ( وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله ) أي غيره بأن يمنعوا عنه الهلاك ( وما كان من المنتصرين ) منه
82. ( وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس ) أي من قريب ( يقولون ويكأن الله يبسط ) يوسع ( الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ) يضيق على من يشاء ووي اسم فعل بمعنى أعجب أي أنا والكاف بمعنى اللام ( لولا أن من الله علينا لخسف بنا ) بالبناء للفاعل والمفعول ( ويكأنه لا يفلح الكافرون ) لنعمة الله كفارون
83. ( تلك الدار الآخرة ) الجنة ( نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ) بالبغي ( ولا فسادا ) بعمل المعاصي ( والعاقبة ) المحمودة ( للمتقين ) عقاب الله بعمل الطاعات
84. ( من جاء بالحسنة فله خير منها ) ثواب بسببها وهو عشر أمثالها ( ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ) جزاء ( ما كانوا يعملون ) أي مثله
85. ( إن الذي فرض عليك القرآن ) أنزله ( لرادك إلى معاد ) إلى مكة وكان قد اشتاقها ( قل ربي أعلم ) بـ ( من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين ) نزل جوابا لقول كفار مكة إنك في ضلال أي فهو الجائي بالهدى وهم في ضلال وأعلم بمعنى عالم
86. ( وما كنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب ) القرآن ( إلا ) لكن ألقي إليك ( رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا ) معينا ( للكافرين ) على دينهم الذي دعوك إليه
87. ( ولا يصدنك ) أصله يصدونك حذفت نون الرفع للجازم والواو الفاعل لالتقائها مع النون الساكنة ( عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك ) أي لا نرجع إليهم في ذلك ( وادع ) الناس ( إلى ربك ) بتوحيده وعبادته ( ولا تكونن من المشركين ) بإعانتهم ولم يؤثر الجازم في الفعل لبنائه
88. ( ولا تدع ) تعبد ( مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه ) إلا إياه ( له الحكم ) القضاء النافذ ( وإليه ترجعون ) بالنشور من قبوركم
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
29. سورة العنكبوت
1. ( الم ) الله أعلم بمراده بذلك
2. ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ) أي بقولهم ( آمنا وهم لا يفتنون ) يختبرون بما يتبين به حقيقة إيمانهم نزل في جماعة آمنوا فآذاهم المشركون
3. ( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ) في إيمانهم علم مشاهدة ( وليعلمن الكاذبين ) فيه
4. ( أم حسب الذين يعملون السيئات ) الشرك والمعاصي ( أن يسبقونا ) يفوتونا فلا تنتقم منهم ( ساء ) بئس ( ما ) الذي ( يحكمون ) ـه حكمهم هذا
5. ( من كان يرجوا ) يخاف ( لقاء الله فإن أجل الله ) به ( لآت ) فليستعد له ( وهو السميع ) لأقوال العباد ( العليم ) بألإعالهم
6. ( ومن جاهد ) جهاد حرب أو نفس ( فإنما يجاهد لنفسه ) فإن منفعة جهاده له لا لله ( إن الله لغني عن العالمين ) الإنس والجن والملائكة وعن عبادتهم
7. ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ) بعمل الصالحات ( ولنجزينهم أحسن ) بمعنى حسن ونصبه بنزع الخافض الباء ( الذي كانوا يعملون ) وهو الصالحات
8. ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ) أي إيصاء ذا حسن بأن يبرهما ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به ) بإشراكه ( علم ) موافقة للواقع فلا مفهوم له ( فلا تطعهما ) في الاشراك ( إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) فاجازيكم به
9. ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين ) الأنبياء والأولياء بأن نحشرهم معهم
10. ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس ) أي أذاهم له ( كعذاب الله ) في الخوف منه فيطيعهم فينافق ( ولئن ) لام قسم ( جاء نصر ) للمؤمنين ( من ربك ) فغنموا ( ليقولن ) حذفت منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين ( إنا كنا معكم ) في الإيمان فأشركونا في الغنيمة قال تعالى ( أو ليس الله بأعلم ) أي بعالم ( بما في صدور العالمين ) قلوبهم من الإيمان والنفاق بلى
11. ( وليعلمن الله الذين آمنوا ) بقلوبهم ( وليعلمن المنافقين ) فيجازي الفريقين واللام في الفعلين لام قسم
12. ( وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ) ديننا ( ولنحمل خطاياكم ) في اتباعنا إن كانت والأمر بمعنى الخبر قال تعالى ( وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون ) في ذلك
13. ( وليحملن أثقالهم ) أوزارهم ( وأثقالا مع أثقالهم ) بقولهم للمؤمنين اتبعوا سبيلنا وإضلالهم مقلديهم ( وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ) يكذبون على الله سؤال توبيخ واللام في الفعلين لام قسم وحذف فاعلهما الواو ونون الرفع
14. ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) وعمره أربعون سنة أو أكثر ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ) بدعوهم إلى توحيد الله فكذبوه ( فأخذهم الطوفان ) الماء الكثير طاف بهم وعلاهم فغرقوا ( وهم ظالمون ) مشركون
15. ( فأنجيناه ) نوحا ( وأصحاب السفينة ) الذين كانوا معه فيها ( وجعلناها آية ) عبرة ( للعالمين ) لمن بعدهم من الناس إن عصوا رسلهم وعاش نوح بعد الطوفان ستين سنة أو أكثر حتى كثر الناس
16. واذكر ( وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ) خافوا عقابه ( ذلكم خير لكم ) مما أنتم عليه من عبادة الأصنام ( إن كنتم تعلمون ) الخير من غيره
17. ( إنما تعبدون من دون الله ) أي غيره ( أوثانا وتخلقون إفكا ) تقولون كذبا إن الأوثان شركاء الله ( إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا ) لا يقدرون أن يرزقوكم ( فابتغوا عند الله الرزق ) اطلبوه منه ( واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون )
18. ( وإن تكذبوا ) أي تكذبوني يا أهل مكة ( فقد كذب أمم من قبلكم ) من قبلي ( وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) إلا البلاغ البين في هاتين القصتين تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وقال تعالى في قومه
19. ( أولم يروا كيف ) بالياء والتاء ينظروا ( يبديء الله الخلق ثم ) هو بضم أوله وقرىء بفتحه من بدأ وأبدا بمعنى أي يخلقهم ابتداء ( يعيده ) هو ( إن ) الخلق كما بدأهم ( ذلك على ) المذكور من الخلق الأول والثاني ( الله يسير قل ) فكيف ينكرون الثاني
20. ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) لمن كان قبلكم وأماتهم ( ثم الله ينشئ النشأة الآخرة ) مدا وقصرا مع سكون الشين ( إن الله على كل شيء قدير ) ومنه البدء والإعادة
21. ( يعذب من يشاء ) تعذيبه ( ويرحم من يشاء ) رحمته ( وإليه تقلبون ) تردون
22. ( وما أنتم بمعجزين ) ربكم عن إدراككم ( في الأرض ولا في السماء ) لو كنتم فيها أي لاتفوتونه ( وما لكم من دون الله ) غيره ( من ولي ) يمنعكم منه ( ولا نصير ) ينصركم من عذابه
23. ( والذين كفروا بآيات الله ولقائه ) أي القرآن والبعث ( أولئك يئسوا من رحمتي ) جنتي ( وأولئك لهم عذاب أليم ) مؤلم
24. قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار ) التي قذفوه فيها بأن جعلها عليه بردا وسلاما ( إن في ذلك ) إنجائه منها ( لآيات ) هي عدم تأثيرها فيه مع عظمها وإخمادها وإنشاء روض مكانها في زمن يسير ( لقوم يؤمنون ) يصدقون بتوحيد الله وقدرته لأنهم المنتفعون بها
25. ( وقال ) إبراهيم ( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا ) تعبدونها وما مصدرية ( مودة بينكم ) خبر إن وعلى قراءة النصب مفعول له وما كافة المعنى تواددتم على عبادتها ( في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ) يتبرأ القادة من الأتباع ( ويلعن بعضكم بعضا ) يلعن الأتباع القادة ( ومأواكم ) مصيركم جميعا ( النار وما لكم من ناصرين ) منها
26. ( فآمن له ) صدق بإبراهيم ( لوط ) وهو ابن أخيه هاران ( وقال ) إبراهيم ( إني مهاجر ) من قومي ( إلى ربي ) حيث أمرني ربي وهجر قومه وهاجر من سواد العراق إلى الشام ( إنه هو العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
27. ( ووهبنا له ) بعد إسماعيل ( إسحاق ويعقوب ) بعد إسحق ( وجعلنا في ذريته النبوة ) فكل الأنبياء بعد إبراهيم من ذريته ( والكتاب ) بمعنى الكتب أي التوراة والانجيل والزبور والفرقان ( وآتيناه أجره في الدنيا ) وهو الثناء الحسن في كل أهل الأديان ( وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) الذين لهم الدرجات العلى
28. واذكر ( ولوطا إذ قال لقومه إنكم ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين ( لتأتون الفاحشة ) أدبار الرجال ( ما سبقكم بها من أحد من العالمين ) الإنس والجن
29. ( أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل ) طريق المارة بفعلكم تافاحشة بمن يمر بكم فترك الناس الممر بكم ( وتأتون في ناديكم ) متحدثكم ( المنكر ) فعل الفاحشة بعضكم ببعض ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين ) في استقباح ذلك وأن العذاب نازل بفاعليه
30. ( قال رب انصرني ) بتحقيق قولي في إنزال العذاب ( على القوم المفسدين ) العاصين بإتيان الرجال فاستجاب الله دعاءه
31. ( ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى ) بإسحاق ويعقوب بعده ( قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية ) قرية لوط ( إن أهلها كانوا ظالمين ) كافرين
32. ( قال ) إبراهيم ( إن فيها لوطا قالوا ) الرسل ( نحن أعلم بمن فيها لننجينه ) بالتخفيف والتشديد ( وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ) الباقين في العذاب
33. ( ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم ) حزن بسببهم ( وضاق بهم ذرعا ) لأنهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه فأعلموه أنهم رسل ربه ( وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك ) بالتشديد والتخفيف ( وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين ) ونصب أهلك عطف على محل الكاف
34. ( إنا منزلون ) بالتخفيف والتشديد ( على أهل هذه القرية رجزا ) عذابا ( من السماء بما ) بالفعل الذي ( كانوا يفسقون ) به أي بسبب فسقهم
35. ( ولقد تركنا منها آية بينة ) ظاهرة هي آثار خرابها ( لقوم يعقلون ) يتدبرون
36. أرسلنا ( وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ) اخشوه هو يوم القيامة ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) حال مؤكدة لعاملها من عثي بكسر المثلثة أفسد
37. ( فكذبوه فأخذتهم الرجفة ) الزلزاة الشديدة ( فأصبحوا في دارهم جاثمين ) باركين على الركب ميتين
38. أهلكنا ( وعادا وثمود ) بالصرف وتركه بمعنى الحي والقبيلة ( وقد تبين لكم ) إهلاكهم ( من مساكنهم ) بالحجر واليمن ( وزين لهم الشيطان أعمالهم ) من الكفر والمعاصي ( فصدهم عن السبيل ) سبيل الحق ( وكانوا مستبصرين ) ذوي بصائر
39. أهلكنا ( وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم ) من قبل ( موسى بالبينات ) الحجج الظاهرات ( فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين ) فائتين عذابنا
40. ( فكلا ) من المذكورين ( أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ) ريحا عاصفة فيها حصباء كقوم لوط ( ومنهم من أخذته الصيحة ) كثمود ( ومنهم من خسفنا به الأرض ) كقارون ( ومنهم من أغرقنا ) كقوم نوح وفرعون وقومه ( وما كان الله ليظلمهم ) ليعذبهم بغير ذنب ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) بارتكاب الذنب
41. ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء ) أصناما يرجون نفعها ( كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ) لنفسها تأوي إليه ( وإن أوهن ) أضعف ( البيوت لبيت العنكبوت ) لا يدفع عنها حرا ولا بردا كذلك الأصنام لا تنفع عابديها ( لو كانوا يعلمون ) ذلك ما عبدوها
42. ( إن الله يعلم ما ) بمعنى الذي ( يدعون ) يعبدون بالياء والتاء ( من دونه ) غيره ( من شيء وهو العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
43. ( وتلك الأمثال ) في القرآن ( نضربها ) نجعلها ( للناس وما يعقلها ) يفهمها ( إلا العالمون ) المتدبرون
44. ( خلق الله السماوات والأرض بالحق ) محقا ( إن في ذلك لآية ) دلالة على قدرته تعالى ( للمؤمنين ) خصوا بالذكر لأنهم المنتفعون بها في الإيمان بخلاف الكافرين
45. ( اتل ما أوحي إليك من الكتاب ) القرآن ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) شرعا أي من شأنها ذلك ما دام المرء فيها ( ولذكر الله أكبر ) من غيره من الطاعات ( والله يعلم ما تصنعون ) فيجازيكم به
46. ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي ) أي المجادلة التي ( هي أحسن ) كالدعاء إلى الله بآياته والتنبيه على حججه ( إلا الذين ظلموا منهم ) بأن حاربوا وأبوا أن يقروا بالجزية فجادلوهم بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية ( وقولوا ) لمن قبل الاقرار بالجزية إذا أخبروكم بشيء مما في كتبهم ( آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ) ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم في ذلك ( وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ) مطيعون
47. ( وكذلك أنزلنا إليك الكتاب ) القرآن كما أنزلنا إليهم التوراة وغيرها ( فالذين آتيناهم الكتاب ) التوراة كعبد الله ابن سلام وغيره ( يؤمنون به ) بالقرآن ( ومن هؤلاء ) أهل مكة ( من يؤمن به وما يجحد بآياتنا ) بعد ظهورها ( إلا الكافرون ) اليهود وظهر لهم أن القرآن حق والجائي محق وجحدوا ذلك
48. ( وما كنت تتلوا من قبله ) القرآن ( من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا ) أي لو كنت قارئا كاتبا ( لارتاب ) شك ( المبطلون ) اليهود فيك وقالوا الذي في التوراة إنه امي لا يقرأ ولا يكتب
49. ( بل هو ) أي القرآن الذي جئت به ( آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) أي المؤمنون يحفظونه ( وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ) أي اليهود وجحدوها بعد ظهورها لهم
50. ( وقالوا ) أي كفار مكة ( لولا ) هلا ( أنزل عليه ) أي محمد ( آيات من ربه ) وفي قراءة آية كناقة صالح وعصا موسى ومائدة عيسى ( قل ) لهم ( إنما الآيات عند الله ) ينزلها كيف يشاء ( وإنما أنا نذير مبين ) مظهر إنذاري بالنار أهل المعصية
51. ( أولم يكفهم أنا ) فيما طلبوا ( أنزلنا عليك الكتاب يتلى ) القرآن ( عليهم إن ) فهو آية مستمرة لا انقضاء لها بخلاف ما ذكر من الآيات ( في ذلك لرحمة ) الكتاب ( وذكرى لقوم ) عظة ( يؤمنون قل )
52. ( قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا ) بصدقي ( يعلم ما في السماوات والأرض ) ومنه حالي وحالكم ( والذين آمنوا بالباطل ) وهو ما يعبد من دون الله ( وكفروا بالله ) منكم ( أولئك هم الخاسرون ) في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالإيمان
53. ( ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى ) له ( لجاءهم العذاب ) عاجلا ( وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون ) بوقت إتيانه
54. ( يستعجلونك بالعذاب ) في الدنيا ( وإن جهنم لمحيطة بالكافرين )
55. ( يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ) فيه بالنون نأمر بالقول وبالياء يقول الموكل بالعذاب ( ذوقوا ما كنتم تعملون ) أي جزاءه فلا تفوتونا
56. ( يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون ) في أرض تيسرت فيها العبادة بأن تهاجروا إليها من أرض لم تتيسر فيها ونزل في ضعفاء مسلمي مكة كانوا في ضيق من إظهار الإسلام بها
57. ( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ) بالتاء والياء بعد البعث
58. ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم ) ننزلهم وفي قراءة بالمثلثة بعد النون من الثواء الإقامة وتعديته إلى غرف بحذف من ( من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين ) مقدرين الخلود ( فيها نعم أجر العاملين ) هذا الأجر
59. هم ( الذين صبروا ) على أذى المشركين والهجرة لإظهار الدين ( وعلى ربهم يتوكلون ) فيرزقهم من حيث لا يحتسبون
60. ( وكأين ) كم ( من دابة لا تحمل رزقها ) لضعفها ( الله يرزقها وإياكم ) أيها المهاجرون وإن لم يكن معكم زاد ولا نفقة ( وهو السميع ) لأقوالكم ( العليم ) بضمائركم
61. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم ) أي الكفار ( من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون ) يصرفون عن توحيده بعد إقرارهم بذلك
62. ( الله يبسط الرزق ) يوسعه ( لمن يشاء من عباده ) امتحانا ( ويقدر ) يضيق ( له ) بعد البسط لمن يشاء ابتلاءه ( إن الله بكل شيء عليم ) ومنه محل البسط والضيق
63. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله ) فكيف يشركون به ( قل ) لهم ( الحمد لله ) على ثبوت الحجة عليكم ( بل أكثرهم لا يعقلون ) تناقضهم في ذلك
64. ( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب ) وأما القرب فمن أمور الآخرة لظهور ثمرتها فيها ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ) بمعنى الحياة ( لو كانوا يعلمون ) ذلك ما آثروا الدنيا عليها
65. ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ) الدعاء أي لا يدعون معه غيره لأنهم في شدة لا يكشفها إلا هو ( فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) به
66. ( ليكفروا بما آتيناهم ) من النعمة ( وليتمتعوا ) باجتماعهم على عبادة الأصنام وفي قراءة بسكون اللام أمر تهديد ( فسوف يعلمون ) عاقبة ذلك
67. ( أولم يروا أنا ) يعلموا ( جعلنا حرما ) بلدهم مكة ( آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل ) قتلا وسببا دونهم ( يؤمنون ) الصنم ( وبنعمة الله يكفرون ومن ) بإشراكهم
68. ( ومن ) لا أحد ( أظلم ممن افترى على الله كذبا ) بأن أشرك به ( أو كذب بالحق ) النبي أو الكتاب ( لما جاءه أليس في جهنم مثوى ) مأوى ( للكافرين ) أي فيها وهم منهم
69. ( والذين جاهدوا فينا ) في حقنا ( لنهدينهم سبلنا ) طريق السير إلينا ( وإن الله لمع المحسنين ) المؤمنين بالنصر والعون
1. ( الم ) الله أعلم بمراده بذلك
2. ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ) أي بقولهم ( آمنا وهم لا يفتنون ) يختبرون بما يتبين به حقيقة إيمانهم نزل في جماعة آمنوا فآذاهم المشركون
3. ( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ) في إيمانهم علم مشاهدة ( وليعلمن الكاذبين ) فيه
4. ( أم حسب الذين يعملون السيئات ) الشرك والمعاصي ( أن يسبقونا ) يفوتونا فلا تنتقم منهم ( ساء ) بئس ( ما ) الذي ( يحكمون ) ـه حكمهم هذا
5. ( من كان يرجوا ) يخاف ( لقاء الله فإن أجل الله ) به ( لآت ) فليستعد له ( وهو السميع ) لأقوال العباد ( العليم ) بألإعالهم
6. ( ومن جاهد ) جهاد حرب أو نفس ( فإنما يجاهد لنفسه ) فإن منفعة جهاده له لا لله ( إن الله لغني عن العالمين ) الإنس والجن والملائكة وعن عبادتهم
7. ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ) بعمل الصالحات ( ولنجزينهم أحسن ) بمعنى حسن ونصبه بنزع الخافض الباء ( الذي كانوا يعملون ) وهو الصالحات
8. ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ) أي إيصاء ذا حسن بأن يبرهما ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به ) بإشراكه ( علم ) موافقة للواقع فلا مفهوم له ( فلا تطعهما ) في الاشراك ( إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) فاجازيكم به
9. ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين ) الأنبياء والأولياء بأن نحشرهم معهم
10. ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس ) أي أذاهم له ( كعذاب الله ) في الخوف منه فيطيعهم فينافق ( ولئن ) لام قسم ( جاء نصر ) للمؤمنين ( من ربك ) فغنموا ( ليقولن ) حذفت منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين ( إنا كنا معكم ) في الإيمان فأشركونا في الغنيمة قال تعالى ( أو ليس الله بأعلم ) أي بعالم ( بما في صدور العالمين ) قلوبهم من الإيمان والنفاق بلى
11. ( وليعلمن الله الذين آمنوا ) بقلوبهم ( وليعلمن المنافقين ) فيجازي الفريقين واللام في الفعلين لام قسم
12. ( وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ) ديننا ( ولنحمل خطاياكم ) في اتباعنا إن كانت والأمر بمعنى الخبر قال تعالى ( وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون ) في ذلك
13. ( وليحملن أثقالهم ) أوزارهم ( وأثقالا مع أثقالهم ) بقولهم للمؤمنين اتبعوا سبيلنا وإضلالهم مقلديهم ( وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ) يكذبون على الله سؤال توبيخ واللام في الفعلين لام قسم وحذف فاعلهما الواو ونون الرفع
14. ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) وعمره أربعون سنة أو أكثر ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ) بدعوهم إلى توحيد الله فكذبوه ( فأخذهم الطوفان ) الماء الكثير طاف بهم وعلاهم فغرقوا ( وهم ظالمون ) مشركون
15. ( فأنجيناه ) نوحا ( وأصحاب السفينة ) الذين كانوا معه فيها ( وجعلناها آية ) عبرة ( للعالمين ) لمن بعدهم من الناس إن عصوا رسلهم وعاش نوح بعد الطوفان ستين سنة أو أكثر حتى كثر الناس
16. واذكر ( وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ) خافوا عقابه ( ذلكم خير لكم ) مما أنتم عليه من عبادة الأصنام ( إن كنتم تعلمون ) الخير من غيره
17. ( إنما تعبدون من دون الله ) أي غيره ( أوثانا وتخلقون إفكا ) تقولون كذبا إن الأوثان شركاء الله ( إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا ) لا يقدرون أن يرزقوكم ( فابتغوا عند الله الرزق ) اطلبوه منه ( واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون )
18. ( وإن تكذبوا ) أي تكذبوني يا أهل مكة ( فقد كذب أمم من قبلكم ) من قبلي ( وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) إلا البلاغ البين في هاتين القصتين تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وقال تعالى في قومه
19. ( أولم يروا كيف ) بالياء والتاء ينظروا ( يبديء الله الخلق ثم ) هو بضم أوله وقرىء بفتحه من بدأ وأبدا بمعنى أي يخلقهم ابتداء ( يعيده ) هو ( إن ) الخلق كما بدأهم ( ذلك على ) المذكور من الخلق الأول والثاني ( الله يسير قل ) فكيف ينكرون الثاني
20. ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) لمن كان قبلكم وأماتهم ( ثم الله ينشئ النشأة الآخرة ) مدا وقصرا مع سكون الشين ( إن الله على كل شيء قدير ) ومنه البدء والإعادة
21. ( يعذب من يشاء ) تعذيبه ( ويرحم من يشاء ) رحمته ( وإليه تقلبون ) تردون
22. ( وما أنتم بمعجزين ) ربكم عن إدراككم ( في الأرض ولا في السماء ) لو كنتم فيها أي لاتفوتونه ( وما لكم من دون الله ) غيره ( من ولي ) يمنعكم منه ( ولا نصير ) ينصركم من عذابه
23. ( والذين كفروا بآيات الله ولقائه ) أي القرآن والبعث ( أولئك يئسوا من رحمتي ) جنتي ( وأولئك لهم عذاب أليم ) مؤلم
24. قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار ) التي قذفوه فيها بأن جعلها عليه بردا وسلاما ( إن في ذلك ) إنجائه منها ( لآيات ) هي عدم تأثيرها فيه مع عظمها وإخمادها وإنشاء روض مكانها في زمن يسير ( لقوم يؤمنون ) يصدقون بتوحيد الله وقدرته لأنهم المنتفعون بها
25. ( وقال ) إبراهيم ( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا ) تعبدونها وما مصدرية ( مودة بينكم ) خبر إن وعلى قراءة النصب مفعول له وما كافة المعنى تواددتم على عبادتها ( في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ) يتبرأ القادة من الأتباع ( ويلعن بعضكم بعضا ) يلعن الأتباع القادة ( ومأواكم ) مصيركم جميعا ( النار وما لكم من ناصرين ) منها
26. ( فآمن له ) صدق بإبراهيم ( لوط ) وهو ابن أخيه هاران ( وقال ) إبراهيم ( إني مهاجر ) من قومي ( إلى ربي ) حيث أمرني ربي وهجر قومه وهاجر من سواد العراق إلى الشام ( إنه هو العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
27. ( ووهبنا له ) بعد إسماعيل ( إسحاق ويعقوب ) بعد إسحق ( وجعلنا في ذريته النبوة ) فكل الأنبياء بعد إبراهيم من ذريته ( والكتاب ) بمعنى الكتب أي التوراة والانجيل والزبور والفرقان ( وآتيناه أجره في الدنيا ) وهو الثناء الحسن في كل أهل الأديان ( وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) الذين لهم الدرجات العلى
28. واذكر ( ولوطا إذ قال لقومه إنكم ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين ( لتأتون الفاحشة ) أدبار الرجال ( ما سبقكم بها من أحد من العالمين ) الإنس والجن
29. ( أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل ) طريق المارة بفعلكم تافاحشة بمن يمر بكم فترك الناس الممر بكم ( وتأتون في ناديكم ) متحدثكم ( المنكر ) فعل الفاحشة بعضكم ببعض ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين ) في استقباح ذلك وأن العذاب نازل بفاعليه
30. ( قال رب انصرني ) بتحقيق قولي في إنزال العذاب ( على القوم المفسدين ) العاصين بإتيان الرجال فاستجاب الله دعاءه
31. ( ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى ) بإسحاق ويعقوب بعده ( قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية ) قرية لوط ( إن أهلها كانوا ظالمين ) كافرين
32. ( قال ) إبراهيم ( إن فيها لوطا قالوا ) الرسل ( نحن أعلم بمن فيها لننجينه ) بالتخفيف والتشديد ( وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ) الباقين في العذاب
33. ( ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم ) حزن بسببهم ( وضاق بهم ذرعا ) لأنهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه فأعلموه أنهم رسل ربه ( وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك ) بالتشديد والتخفيف ( وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين ) ونصب أهلك عطف على محل الكاف
34. ( إنا منزلون ) بالتخفيف والتشديد ( على أهل هذه القرية رجزا ) عذابا ( من السماء بما ) بالفعل الذي ( كانوا يفسقون ) به أي بسبب فسقهم
35. ( ولقد تركنا منها آية بينة ) ظاهرة هي آثار خرابها ( لقوم يعقلون ) يتدبرون
36. أرسلنا ( وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ) اخشوه هو يوم القيامة ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) حال مؤكدة لعاملها من عثي بكسر المثلثة أفسد
37. ( فكذبوه فأخذتهم الرجفة ) الزلزاة الشديدة ( فأصبحوا في دارهم جاثمين ) باركين على الركب ميتين
38. أهلكنا ( وعادا وثمود ) بالصرف وتركه بمعنى الحي والقبيلة ( وقد تبين لكم ) إهلاكهم ( من مساكنهم ) بالحجر واليمن ( وزين لهم الشيطان أعمالهم ) من الكفر والمعاصي ( فصدهم عن السبيل ) سبيل الحق ( وكانوا مستبصرين ) ذوي بصائر
39. أهلكنا ( وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم ) من قبل ( موسى بالبينات ) الحجج الظاهرات ( فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين ) فائتين عذابنا
40. ( فكلا ) من المذكورين ( أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ) ريحا عاصفة فيها حصباء كقوم لوط ( ومنهم من أخذته الصيحة ) كثمود ( ومنهم من خسفنا به الأرض ) كقارون ( ومنهم من أغرقنا ) كقوم نوح وفرعون وقومه ( وما كان الله ليظلمهم ) ليعذبهم بغير ذنب ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) بارتكاب الذنب
41. ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء ) أصناما يرجون نفعها ( كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ) لنفسها تأوي إليه ( وإن أوهن ) أضعف ( البيوت لبيت العنكبوت ) لا يدفع عنها حرا ولا بردا كذلك الأصنام لا تنفع عابديها ( لو كانوا يعلمون ) ذلك ما عبدوها
42. ( إن الله يعلم ما ) بمعنى الذي ( يدعون ) يعبدون بالياء والتاء ( من دونه ) غيره ( من شيء وهو العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
43. ( وتلك الأمثال ) في القرآن ( نضربها ) نجعلها ( للناس وما يعقلها ) يفهمها ( إلا العالمون ) المتدبرون
44. ( خلق الله السماوات والأرض بالحق ) محقا ( إن في ذلك لآية ) دلالة على قدرته تعالى ( للمؤمنين ) خصوا بالذكر لأنهم المنتفعون بها في الإيمان بخلاف الكافرين
45. ( اتل ما أوحي إليك من الكتاب ) القرآن ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) شرعا أي من شأنها ذلك ما دام المرء فيها ( ولذكر الله أكبر ) من غيره من الطاعات ( والله يعلم ما تصنعون ) فيجازيكم به
46. ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي ) أي المجادلة التي ( هي أحسن ) كالدعاء إلى الله بآياته والتنبيه على حججه ( إلا الذين ظلموا منهم ) بأن حاربوا وأبوا أن يقروا بالجزية فجادلوهم بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية ( وقولوا ) لمن قبل الاقرار بالجزية إذا أخبروكم بشيء مما في كتبهم ( آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ) ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم في ذلك ( وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ) مطيعون
47. ( وكذلك أنزلنا إليك الكتاب ) القرآن كما أنزلنا إليهم التوراة وغيرها ( فالذين آتيناهم الكتاب ) التوراة كعبد الله ابن سلام وغيره ( يؤمنون به ) بالقرآن ( ومن هؤلاء ) أهل مكة ( من يؤمن به وما يجحد بآياتنا ) بعد ظهورها ( إلا الكافرون ) اليهود وظهر لهم أن القرآن حق والجائي محق وجحدوا ذلك
48. ( وما كنت تتلوا من قبله ) القرآن ( من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا ) أي لو كنت قارئا كاتبا ( لارتاب ) شك ( المبطلون ) اليهود فيك وقالوا الذي في التوراة إنه امي لا يقرأ ولا يكتب
49. ( بل هو ) أي القرآن الذي جئت به ( آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) أي المؤمنون يحفظونه ( وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ) أي اليهود وجحدوها بعد ظهورها لهم
50. ( وقالوا ) أي كفار مكة ( لولا ) هلا ( أنزل عليه ) أي محمد ( آيات من ربه ) وفي قراءة آية كناقة صالح وعصا موسى ومائدة عيسى ( قل ) لهم ( إنما الآيات عند الله ) ينزلها كيف يشاء ( وإنما أنا نذير مبين ) مظهر إنذاري بالنار أهل المعصية
51. ( أولم يكفهم أنا ) فيما طلبوا ( أنزلنا عليك الكتاب يتلى ) القرآن ( عليهم إن ) فهو آية مستمرة لا انقضاء لها بخلاف ما ذكر من الآيات ( في ذلك لرحمة ) الكتاب ( وذكرى لقوم ) عظة ( يؤمنون قل )
52. ( قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا ) بصدقي ( يعلم ما في السماوات والأرض ) ومنه حالي وحالكم ( والذين آمنوا بالباطل ) وهو ما يعبد من دون الله ( وكفروا بالله ) منكم ( أولئك هم الخاسرون ) في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالإيمان
53. ( ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى ) له ( لجاءهم العذاب ) عاجلا ( وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون ) بوقت إتيانه
54. ( يستعجلونك بالعذاب ) في الدنيا ( وإن جهنم لمحيطة بالكافرين )
55. ( يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ) فيه بالنون نأمر بالقول وبالياء يقول الموكل بالعذاب ( ذوقوا ما كنتم تعملون ) أي جزاءه فلا تفوتونا
56. ( يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون ) في أرض تيسرت فيها العبادة بأن تهاجروا إليها من أرض لم تتيسر فيها ونزل في ضعفاء مسلمي مكة كانوا في ضيق من إظهار الإسلام بها
57. ( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ) بالتاء والياء بعد البعث
58. ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم ) ننزلهم وفي قراءة بالمثلثة بعد النون من الثواء الإقامة وتعديته إلى غرف بحذف من ( من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين ) مقدرين الخلود ( فيها نعم أجر العاملين ) هذا الأجر
59. هم ( الذين صبروا ) على أذى المشركين والهجرة لإظهار الدين ( وعلى ربهم يتوكلون ) فيرزقهم من حيث لا يحتسبون
60. ( وكأين ) كم ( من دابة لا تحمل رزقها ) لضعفها ( الله يرزقها وإياكم ) أيها المهاجرون وإن لم يكن معكم زاد ولا نفقة ( وهو السميع ) لأقوالكم ( العليم ) بضمائركم
61. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم ) أي الكفار ( من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون ) يصرفون عن توحيده بعد إقرارهم بذلك
62. ( الله يبسط الرزق ) يوسعه ( لمن يشاء من عباده ) امتحانا ( ويقدر ) يضيق ( له ) بعد البسط لمن يشاء ابتلاءه ( إن الله بكل شيء عليم ) ومنه محل البسط والضيق
63. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله ) فكيف يشركون به ( قل ) لهم ( الحمد لله ) على ثبوت الحجة عليكم ( بل أكثرهم لا يعقلون ) تناقضهم في ذلك
64. ( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب ) وأما القرب فمن أمور الآخرة لظهور ثمرتها فيها ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ) بمعنى الحياة ( لو كانوا يعلمون ) ذلك ما آثروا الدنيا عليها
65. ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ) الدعاء أي لا يدعون معه غيره لأنهم في شدة لا يكشفها إلا هو ( فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) به
66. ( ليكفروا بما آتيناهم ) من النعمة ( وليتمتعوا ) باجتماعهم على عبادة الأصنام وفي قراءة بسكون اللام أمر تهديد ( فسوف يعلمون ) عاقبة ذلك
67. ( أولم يروا أنا ) يعلموا ( جعلنا حرما ) بلدهم مكة ( آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل ) قتلا وسببا دونهم ( يؤمنون ) الصنم ( وبنعمة الله يكفرون ومن ) بإشراكهم
68. ( ومن ) لا أحد ( أظلم ممن افترى على الله كذبا ) بأن أشرك به ( أو كذب بالحق ) النبي أو الكتاب ( لما جاءه أليس في جهنم مثوى ) مأوى ( للكافرين ) أي فيها وهم منهم
69. ( والذين جاهدوا فينا ) في حقنا ( لنهدينهم سبلنا ) طريق السير إلينا ( وإن الله لمع المحسنين ) المؤمنين بالنصر والعون
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
30. سورة الروم
1. ( الم ) الله أعلم بمراده في ذلك
2. ( غلبت الروم ) وهم أهل الكتاب غلبتها فارس وليسوا أهل كتاب بل يعبدون الأوثان ففرح كفار مكة بذلك وقالوا للمسلمين نحن نغلبكم كما غلبت فارس الروم
3. ( في أدنى الأرض ) أقرب أرض الروم إلى فارس بالجزيرة التقى فيها الجيشان والبادي بالغزو الفرس ( وهم ) الروم ( من بعد غلبهم ) أضيف المصدر إلى المفعول أي غلبة فارس إياهم ( سيغلبون ) فارس
4. ( في بضع سنين ) هو ما بين الثلاث إلى التسع أو العشر فالتقى الجيشان في السنة السابعة من الالتقاء الأول وغلبت الروم فارس ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) من قبل غلب الروم ومن بعده المعنى أن غلبة فارس أولا وغلبة الروم ثانيا بأمر الله أي إرادته ( ويومئذ ) يوم تغلب الروم ( يفرح المؤمنون )
5. ( بنصر الله ) إياهم على فارس وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه يوم بدر بنزول جبريل بذلك فيه مع فرحهم بنصرهم على المشركين فيه ( ينصر من يشاء وهو العزيز ) الغالب ( الرحيم ) بالمؤمنين
6. ( وعد الله ) مصدر بدل من اللفظ بفعله والأصل وعدهم الله النصر ( لا يخلف الله وعده ) به ( ولكن أكثر الناس ) كفار مكة ( لا يعلمون ) وعده تعالى بنصرهم
7. ( يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا ) معايشها من التجارة والزراعة والبناء والغرس وغير ذلك ( وهم عن الآخرة هم غافلون ) إعادة هم تأكيد
8. ( أولم يتفكروا في أنفسهم ما ) ليرجعوا عن غفلتهم ( خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن ) تفنى عند انتهائه وبعده البعث ( كثيرا من الناس بلقاء ) كفار مكة ( ربهم لكافرون أولم ) لا يؤمنون بالبعث بعد الموت
9. ( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا ) من الأمم وهي إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم ( أشد منهم قوة وأثاروا ) كعاد وثمود ( الأرض وعمروها ) حرثوها وقلبوها للزرع والغرس ( أكثر مما عمروها وجاءتهم ) أي كفار مكة ( رسلهم بالبينات فما ) بالحجج الظاهرات ( كان الله ليظلمهم ولكن ) بإهلاكهم بغير جرم ( كانوا أنفسهم يظلمون ثم ) بتكذيبهم رسلهم
10. ( ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى ) تأنيث الأسوأ الأقبح خبر كان على رفع عاقبة واسم كان على نصب عاقبة والمراد بها جهنم وإساءتهم ( أن ) أي بأن ( كذبوا بآيات الله ) القرآن ( وكانوا بها يستهزئون )
11. ( الله يبدأ الخلق ) أي ينشئ خلق الناس ( ثم يعيده ) خلقهم بعد موتهم ( ثم إليه ترجعون ) بالياء والتاء
12. ( ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ) يسكت المشركون لانقطاع حجتهم
13. ( ولم يكن ) لا يكون ( لهم من شركائهم ) ممن أشركوهم بالله وهم الأصنام ليشفعوا لهم ( شفعاء وكانوا ) أي يكونون ( بشركائهم كافرين ) أي متبرئين منهم
14. ( ويوم تقوم الساعة يومئذ ) تأكيد ( يتفرقون ) المؤمنون والكافرون
15. ( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة ) جنة ( يحبرون ) يسرون
16. ( وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ) القرآن ( ولقاء الآخرة ) البعث وغيره ( فأولئك في العذاب محضرون )
17. ( فسبحان الله ) أي سبحوا الله بمعنى صلوا ( حين تمسون ) تدخلون في المساء وفيه صلاتان المغرب والعشاء ( وحين تصبحون ) تدخلون الظهيرة في الصباح وفيه صلاة الصبح
18. ( وله الحمد في السماوات والأرض ) اعتراض ومعناه يحمده أهلهما ( وعشيا ) عطف على حين وفيه صلاة العصر ( وحين تظهرون ) تدخلون في الظهيرة وفيه صلاة الظهر
19. ( يخرج الحي من الميت ) كالإنسان من النطفة والطائر من البيضة ( ويخرج الميت ) النطفة والبيضة ( من الحي ويحيي الأرض ) بالنبات ( بعد موتها ) يبسها ( وكذلك ) الإخراج ( تخرجون ) من القبور بالبناء للفاعل والمفعول
20. ( ومن آياته ) تعالى الدالة على قدرته ( أن خلقكم من تراب ) أي أصلكم آدم ( ثم إذا أنتم بشر ) من دم ولحم ( تنتشرون ) في الأرض
21. ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ) بخلق حواء من ضلع آدم وسائر النساء من نطف الرجال والنساء ( لتسكنوا إليها ) وتألفوها ( وجعل بينكم ) جميعا ( مودة ورحمة إن في ذلك ) المذكور ( لآيات لقوم يتفكرون ) في صنع الله تعالى
22. ( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم ) لغاتكم من عربية وعجمية وغيرها ( وألوانكم ) من بياض وسواد وغيرهما وأنتم أولاد رجل واحد وامرأة واحدة ( إن في ذلك لآيات ) دلالات على قدرته تعالى ( للعالمين ) بفتح اللام وكسرها أي ذوي العقول واولي العلم
23. ( ومن آياته منامكم بالليل والنهار ) بإرادته راحة لكم ( وابتغاؤكم ) بالنهار ( من فضله ) أي تصرفكم في طلب المعيشة بإرادته ( إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ) سماع تدبر واعتبار
24. ( ومن آياته يريكم ) أي إراءتكم ( البرق خوفا ) للمسافر من الصواعق ( وطمعا ) للمقيم في المطر ( وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها ) أي يبسها بأن تنبت ( إن في ذلك ) المذكور ( لآيات لقوم يعقلون ) يتدبرون
25. ( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ) بإرادته من غير عمد ( ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض ) بأن ينفخ إسرافيل في الصور للبعث من القبور ( إذا أنتم تخرجون ) منها أحياء فخروجكم منها بدعوة من آياته تعالى
26. ( وله من في السماوات والأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا ( كل له قانتون ) مطيعون
27. ( وهو الذي يبدأ الخلق ) للناس ( ثم يعيده ) بعد هلاكهم ( وهو أهون عليه ) من البدء بالنظر إلى ما عند المخاطبين من أن إعادة الشيء أسهل من ابتدائه وإلا فهما عند الله تعالى سواء في السهولة ( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض ) أي الصفة العليا وهي أنه لا إله إلا الله ( وهو العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في خلقه
28. ( ضرب ) جعل ( لكم ) أيها المشركون ( مثلا ) كائنا ( من أنفسكم ) وهو ( هل لكم من ما ملكت ) أي من مماليككم ( أيمانكم من ) لكم ( شركاء في ) من الأموال وغيرها ( ما ) وهم ( رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم ) أمثالكم من الأحرار والاستفهام بمعنى النفي المعنى ليس مماليككم شركاء لكم إلى آخره عندكم فكيف تجعلون بعض مماليك الله شركاء له ( كخيفتكم أنفسكم كذلك ) نبينها مثل ذلك التفصيل ( نفصل الآيات ) يتدبرون
29. ( بل اتبع الذين ظلموا ) بالاشراك ( أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله ) أي لا هادي له ( وما لهم من ناصرين ) مانعين من عذاب الله
30. ( فأقم ) يا محمد ( وجهك للدين حنيفا ) مائلا إليه أي أخلص دينك لله أنت ومن تبعك ( فطرة الله ) خلقته ( التي فطر الناس عليها ) وهي دينه أي ألزموها ( لا تبديل لخلق الله ) لدينه أي لا تبدلوه بأن تشركوا ( ذلك الدين القيم ) المستقيم توحيد الله ( ولكن أكثر الناس ) كفار مكة ( لا يعلمون ) توحيد الله
31. ( منيبين ) راجعون ( إليه ) تعالى فيما أمر به ونهى عنه حال من فاعل أقم وما أريد به أي اقيموا ( واتقوه ) خافوه ( وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين )
32. ( من الذين ) بدل بإعادة الجار ( فرقوا دينهم ) باختلافهم فيما يعبدونه ( وكانوا شيعا ) فرقا في ذلك ( كل حزب ) منهم ( بما لديهم ) عندهم ( فرحون ) مسرورون وفي قراءة فارقوا أي تركوا دينهم الذي أمروا به
33. ( وإذا مس الناس ) كفار مكة وغيرهم ( ضر ) شدة ( دعوا ربهم منيبين ) راجعين ( إليه ) دون غيره ( ثم إذا أذاقهم منه رحمة ) بالمطر ( إذا فريق منهم بربهم يشركون )
34. ( ليكفروا بما آتيناهم ) اريد به التهديد ( فتمتعوا فسوف تعلمون ) عاقبة تمتعكم فيه التفات عن الغيبة
35. ( أم ) بمعنى همزة الانكار ( أنزلنا عليهم سلطانا ) حجة وكتابا ( فهو يتكلم ) تكلم دلالة ( بما كانوا به يشركون ) أي يأمرهم بالاشراك لا
36. ( وإذا أذقنا الناس ) كفار مكة وغيرهم ( رحمة ) نعمة ( فرحوا بها ) فرح بطر ( وإن تصبهم سيئة ) شدة ( بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون ) ييأسون من الرحمة ومن شأن المؤمن أن يشكر عند النعمة ويرجو ربه عند الشدة
37. ( أولم يروا أن ) يعلموا ( الله يبسط الرزق لمن ) يوسعه ( يشاء ويقدر ) امتحانا ( إن ) يضيقه لمن يشاء ابتلاءه ( في ذلك لآيات لقوم يؤمنون فآت )
38. ( فآت ذا القربى ) القرابة ( حقه ) من البر والصلة ( والمسكين وابن السبيل ) المسافر من الصدقة وامة النبي تبع له في ذلك ( ذلك خير للذين يريدون وجه الله ) ثوابه بما يعلمون ( وأولئك هم المفلحون ) الفائزون
39. ( وما آتيتم من ربا ) بأن يعطي شيئا هبة أو هدية ليطلب أكثر منه فسمي باسم المطلوب من الزيادة في المعاملة ( ليربوا في أموال الناس ) المعطين أي يزيد ( فلا يربوا ) يزكو ( عند الله ) لا ثواب فيه للمعطين ( وما آتيتم من زكاة ) صدقة ( تريدون ) بها ( وجه الله فأولئك هم المضعفون ) ثوابهم بما أرادوه فيه التفات عن الخطاب
40. ( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم ) ممن أشركتم بالله ( من يفعل من ذلكم من شيء ) لا ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) به
41. ( ظهر الفساد في البر ) القفار بقحط تامطر وقلة النبات ( والبحر ) البلاد التي على الأنهار بقلة مائها ( بما كسبت أيدي الناس ) من المعاصي ( ليذيقهم ) بالياء والنون ( بعض الذي عملوا ) عقوبته ( لعلهم يرجعون ) يتوبون
42. ( قل ) لكفار مكة ( سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين ) فاهلكوا بإشراكهم ومساكنهم ومنازلهم خاوية
43. ( فأقم وجهك للدين القيم ) دين الإسلام ( من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ) هو يوم القيامة ( يومئذ يصدعون ) فيه إدغام التاء في الأصل في الصاد يتفرقون بعد الحساب إلى الجنة والنار
44. ( من كفر فعليه كفره ) وبال كفره وهو النار ( ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ) يوطئون منزلهم في الجنة
45. ( ليجزي ) متعلق بيصدعون ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله ) يثيبهم ( إنه لا يحب الكافرين ) يعاقبهم
46. ( ومن آياته ) تعالى ( أن يرسل الرياح مبشرات ) بمعنى لتبشركم بالمطر ( وليذيقكم ) بها ( من رحمته ) المطر والخصب ( ولتجري الفلك ) السفن بها ( بأمره ) بإرادته ( ولتبتغوا ) تطلبوا ( من فضله ) الرزق بالتجارة في البحر ( ولعلكم تشكرون ) هذه النعم يا أهل مكة فتوحدوه
47. ( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات ) بالحجج الواضحات على صدقهم في رسالتهم إليهم فكذبوهم ( فانتقمنا من الذين أجرموا ) أهلكنا الذين كذبوهم ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) على الكافرين بإهلاكهم وإنجاء المؤمنين
48. ( الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا ) تزعجه ( فيبسطه في السماء كيف يشاء ) من قلة وكثرة ( ويجعله كسفا ) بفتح السين وسكونها قطعا متفرقة ( فترى الودق ) المطر ( يخرج من خلاله ) وسطه ( فإذا أصاب به ) بالودق ( من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون ) يفرحون بالمطر
49. ( وإن ) وقد ( كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله ) تأكيد ( لمبلسين ) آيسين من إنزاله
50. ( فانظر إلى آثار ) وفي قراءة آثار ( رحمة الله ) نعمته بالمطر ( كيف يحيي الأرض بعد موتها ) يبسها بأن تنبت ( إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير )
51. ( ولئن ) لام قسم ( أرسلنا ريحا ) مضرة على نبات ( فرأوه مصفرا لظلوا ) صاروا جواب القسم ( من بعده ) بعد اصفراره ( يكفرون ) يجحدون النعمة بالمطر
52. ( فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء ( ولوا مدبرين )
53. ( وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن ) ما ( تسمع ) سماع إفهام وقبول ( إلا من يؤمن بآياتنا ) القرآن ( فهم مسلمون ) مخلصون بتوحيد الله
54. ( الله الذي خلقكم من ضعف ) ماء مهين ( ثم جعل من بعد ضعف ) آخر وهو ضعف الطفولية ( قوة ) قوة الشباب ( ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ) ضعف الكبر وشيب الهرم والضعف في الثلاثة بضم أوله وفتحه ( يخلق ما يشاء ) من الضعف والقوة والشباب والشيبة ( وهو العليم ) بتدبير خلقه ( القدير ) على ما يشاء
55. ( ويوم تقوم الساعة يقسم ) يحلف ( المجرمون ) الكافرون ( ما لبثوا ) في القبور ( غير ساعة ) قال تعالى ( كذلك كانوا يؤفكون ) يصرفون عن الحق البعث كما صرفوا عن الحق الصدق في مدة اللبث
56. ( وقال الذين أوتوا العلم والإيمان ) من الملائكة وغيرهم ( لقد لبثتم في كتاب الله ) فيما كتبه في سابق علمه ( إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ) الذي أنكرتموه ( ولكنكم كنتم لا تعلمون ) وقوعه
57. ( فيومئذ لا ينفع ) بالياء والتاء ( الذين ظلموا معذرتهم ) في إنكارهم له ( ولا هم يستعتبون ) لا يطلب منهم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضي الله
58. ( ولقد ضربنا ) جعلنا ( للناس في هذا القرآن من كل مثل ) تنبيها لهم ( ولئن ) لام قسم ( جئتهم ) يا محمد ( بآية ) مثل العصا واليد لموسى ( ليقولن ) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين ( الذين كفروا ) منهم ( إن ) ما ( أنتم ) أي محمد وأصحابه ( إلا مبطلون ) أصحاب أباطيل
59. ( كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون ) التوحيد كما طبع على قلوب هؤلاء
60. ( فاصبر إن وعد الله ) بنصرك عليهم ( حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) بالبعث لا يحملنك على الخفة والطيش بترك الصبر أي لا تتركه
1. ( الم ) الله أعلم بمراده في ذلك
2. ( غلبت الروم ) وهم أهل الكتاب غلبتها فارس وليسوا أهل كتاب بل يعبدون الأوثان ففرح كفار مكة بذلك وقالوا للمسلمين نحن نغلبكم كما غلبت فارس الروم
3. ( في أدنى الأرض ) أقرب أرض الروم إلى فارس بالجزيرة التقى فيها الجيشان والبادي بالغزو الفرس ( وهم ) الروم ( من بعد غلبهم ) أضيف المصدر إلى المفعول أي غلبة فارس إياهم ( سيغلبون ) فارس
4. ( في بضع سنين ) هو ما بين الثلاث إلى التسع أو العشر فالتقى الجيشان في السنة السابعة من الالتقاء الأول وغلبت الروم فارس ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) من قبل غلب الروم ومن بعده المعنى أن غلبة فارس أولا وغلبة الروم ثانيا بأمر الله أي إرادته ( ويومئذ ) يوم تغلب الروم ( يفرح المؤمنون )
5. ( بنصر الله ) إياهم على فارس وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه يوم بدر بنزول جبريل بذلك فيه مع فرحهم بنصرهم على المشركين فيه ( ينصر من يشاء وهو العزيز ) الغالب ( الرحيم ) بالمؤمنين
6. ( وعد الله ) مصدر بدل من اللفظ بفعله والأصل وعدهم الله النصر ( لا يخلف الله وعده ) به ( ولكن أكثر الناس ) كفار مكة ( لا يعلمون ) وعده تعالى بنصرهم
7. ( يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا ) معايشها من التجارة والزراعة والبناء والغرس وغير ذلك ( وهم عن الآخرة هم غافلون ) إعادة هم تأكيد
8. ( أولم يتفكروا في أنفسهم ما ) ليرجعوا عن غفلتهم ( خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن ) تفنى عند انتهائه وبعده البعث ( كثيرا من الناس بلقاء ) كفار مكة ( ربهم لكافرون أولم ) لا يؤمنون بالبعث بعد الموت
9. ( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا ) من الأمم وهي إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم ( أشد منهم قوة وأثاروا ) كعاد وثمود ( الأرض وعمروها ) حرثوها وقلبوها للزرع والغرس ( أكثر مما عمروها وجاءتهم ) أي كفار مكة ( رسلهم بالبينات فما ) بالحجج الظاهرات ( كان الله ليظلمهم ولكن ) بإهلاكهم بغير جرم ( كانوا أنفسهم يظلمون ثم ) بتكذيبهم رسلهم
10. ( ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى ) تأنيث الأسوأ الأقبح خبر كان على رفع عاقبة واسم كان على نصب عاقبة والمراد بها جهنم وإساءتهم ( أن ) أي بأن ( كذبوا بآيات الله ) القرآن ( وكانوا بها يستهزئون )
11. ( الله يبدأ الخلق ) أي ينشئ خلق الناس ( ثم يعيده ) خلقهم بعد موتهم ( ثم إليه ترجعون ) بالياء والتاء
12. ( ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ) يسكت المشركون لانقطاع حجتهم
13. ( ولم يكن ) لا يكون ( لهم من شركائهم ) ممن أشركوهم بالله وهم الأصنام ليشفعوا لهم ( شفعاء وكانوا ) أي يكونون ( بشركائهم كافرين ) أي متبرئين منهم
14. ( ويوم تقوم الساعة يومئذ ) تأكيد ( يتفرقون ) المؤمنون والكافرون
15. ( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة ) جنة ( يحبرون ) يسرون
16. ( وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ) القرآن ( ولقاء الآخرة ) البعث وغيره ( فأولئك في العذاب محضرون )
17. ( فسبحان الله ) أي سبحوا الله بمعنى صلوا ( حين تمسون ) تدخلون في المساء وفيه صلاتان المغرب والعشاء ( وحين تصبحون ) تدخلون الظهيرة في الصباح وفيه صلاة الصبح
18. ( وله الحمد في السماوات والأرض ) اعتراض ومعناه يحمده أهلهما ( وعشيا ) عطف على حين وفيه صلاة العصر ( وحين تظهرون ) تدخلون في الظهيرة وفيه صلاة الظهر
19. ( يخرج الحي من الميت ) كالإنسان من النطفة والطائر من البيضة ( ويخرج الميت ) النطفة والبيضة ( من الحي ويحيي الأرض ) بالنبات ( بعد موتها ) يبسها ( وكذلك ) الإخراج ( تخرجون ) من القبور بالبناء للفاعل والمفعول
20. ( ومن آياته ) تعالى الدالة على قدرته ( أن خلقكم من تراب ) أي أصلكم آدم ( ثم إذا أنتم بشر ) من دم ولحم ( تنتشرون ) في الأرض
21. ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ) بخلق حواء من ضلع آدم وسائر النساء من نطف الرجال والنساء ( لتسكنوا إليها ) وتألفوها ( وجعل بينكم ) جميعا ( مودة ورحمة إن في ذلك ) المذكور ( لآيات لقوم يتفكرون ) في صنع الله تعالى
22. ( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم ) لغاتكم من عربية وعجمية وغيرها ( وألوانكم ) من بياض وسواد وغيرهما وأنتم أولاد رجل واحد وامرأة واحدة ( إن في ذلك لآيات ) دلالات على قدرته تعالى ( للعالمين ) بفتح اللام وكسرها أي ذوي العقول واولي العلم
23. ( ومن آياته منامكم بالليل والنهار ) بإرادته راحة لكم ( وابتغاؤكم ) بالنهار ( من فضله ) أي تصرفكم في طلب المعيشة بإرادته ( إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ) سماع تدبر واعتبار
24. ( ومن آياته يريكم ) أي إراءتكم ( البرق خوفا ) للمسافر من الصواعق ( وطمعا ) للمقيم في المطر ( وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها ) أي يبسها بأن تنبت ( إن في ذلك ) المذكور ( لآيات لقوم يعقلون ) يتدبرون
25. ( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ) بإرادته من غير عمد ( ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض ) بأن ينفخ إسرافيل في الصور للبعث من القبور ( إذا أنتم تخرجون ) منها أحياء فخروجكم منها بدعوة من آياته تعالى
26. ( وله من في السماوات والأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا ( كل له قانتون ) مطيعون
27. ( وهو الذي يبدأ الخلق ) للناس ( ثم يعيده ) بعد هلاكهم ( وهو أهون عليه ) من البدء بالنظر إلى ما عند المخاطبين من أن إعادة الشيء أسهل من ابتدائه وإلا فهما عند الله تعالى سواء في السهولة ( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض ) أي الصفة العليا وهي أنه لا إله إلا الله ( وهو العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في خلقه
28. ( ضرب ) جعل ( لكم ) أيها المشركون ( مثلا ) كائنا ( من أنفسكم ) وهو ( هل لكم من ما ملكت ) أي من مماليككم ( أيمانكم من ) لكم ( شركاء في ) من الأموال وغيرها ( ما ) وهم ( رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم ) أمثالكم من الأحرار والاستفهام بمعنى النفي المعنى ليس مماليككم شركاء لكم إلى آخره عندكم فكيف تجعلون بعض مماليك الله شركاء له ( كخيفتكم أنفسكم كذلك ) نبينها مثل ذلك التفصيل ( نفصل الآيات ) يتدبرون
29. ( بل اتبع الذين ظلموا ) بالاشراك ( أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله ) أي لا هادي له ( وما لهم من ناصرين ) مانعين من عذاب الله
30. ( فأقم ) يا محمد ( وجهك للدين حنيفا ) مائلا إليه أي أخلص دينك لله أنت ومن تبعك ( فطرة الله ) خلقته ( التي فطر الناس عليها ) وهي دينه أي ألزموها ( لا تبديل لخلق الله ) لدينه أي لا تبدلوه بأن تشركوا ( ذلك الدين القيم ) المستقيم توحيد الله ( ولكن أكثر الناس ) كفار مكة ( لا يعلمون ) توحيد الله
31. ( منيبين ) راجعون ( إليه ) تعالى فيما أمر به ونهى عنه حال من فاعل أقم وما أريد به أي اقيموا ( واتقوه ) خافوه ( وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين )
32. ( من الذين ) بدل بإعادة الجار ( فرقوا دينهم ) باختلافهم فيما يعبدونه ( وكانوا شيعا ) فرقا في ذلك ( كل حزب ) منهم ( بما لديهم ) عندهم ( فرحون ) مسرورون وفي قراءة فارقوا أي تركوا دينهم الذي أمروا به
33. ( وإذا مس الناس ) كفار مكة وغيرهم ( ضر ) شدة ( دعوا ربهم منيبين ) راجعين ( إليه ) دون غيره ( ثم إذا أذاقهم منه رحمة ) بالمطر ( إذا فريق منهم بربهم يشركون )
34. ( ليكفروا بما آتيناهم ) اريد به التهديد ( فتمتعوا فسوف تعلمون ) عاقبة تمتعكم فيه التفات عن الغيبة
35. ( أم ) بمعنى همزة الانكار ( أنزلنا عليهم سلطانا ) حجة وكتابا ( فهو يتكلم ) تكلم دلالة ( بما كانوا به يشركون ) أي يأمرهم بالاشراك لا
36. ( وإذا أذقنا الناس ) كفار مكة وغيرهم ( رحمة ) نعمة ( فرحوا بها ) فرح بطر ( وإن تصبهم سيئة ) شدة ( بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون ) ييأسون من الرحمة ومن شأن المؤمن أن يشكر عند النعمة ويرجو ربه عند الشدة
37. ( أولم يروا أن ) يعلموا ( الله يبسط الرزق لمن ) يوسعه ( يشاء ويقدر ) امتحانا ( إن ) يضيقه لمن يشاء ابتلاءه ( في ذلك لآيات لقوم يؤمنون فآت )
38. ( فآت ذا القربى ) القرابة ( حقه ) من البر والصلة ( والمسكين وابن السبيل ) المسافر من الصدقة وامة النبي تبع له في ذلك ( ذلك خير للذين يريدون وجه الله ) ثوابه بما يعلمون ( وأولئك هم المفلحون ) الفائزون
39. ( وما آتيتم من ربا ) بأن يعطي شيئا هبة أو هدية ليطلب أكثر منه فسمي باسم المطلوب من الزيادة في المعاملة ( ليربوا في أموال الناس ) المعطين أي يزيد ( فلا يربوا ) يزكو ( عند الله ) لا ثواب فيه للمعطين ( وما آتيتم من زكاة ) صدقة ( تريدون ) بها ( وجه الله فأولئك هم المضعفون ) ثوابهم بما أرادوه فيه التفات عن الخطاب
40. ( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم ) ممن أشركتم بالله ( من يفعل من ذلكم من شيء ) لا ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) به
41. ( ظهر الفساد في البر ) القفار بقحط تامطر وقلة النبات ( والبحر ) البلاد التي على الأنهار بقلة مائها ( بما كسبت أيدي الناس ) من المعاصي ( ليذيقهم ) بالياء والنون ( بعض الذي عملوا ) عقوبته ( لعلهم يرجعون ) يتوبون
42. ( قل ) لكفار مكة ( سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين ) فاهلكوا بإشراكهم ومساكنهم ومنازلهم خاوية
43. ( فأقم وجهك للدين القيم ) دين الإسلام ( من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ) هو يوم القيامة ( يومئذ يصدعون ) فيه إدغام التاء في الأصل في الصاد يتفرقون بعد الحساب إلى الجنة والنار
44. ( من كفر فعليه كفره ) وبال كفره وهو النار ( ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ) يوطئون منزلهم في الجنة
45. ( ليجزي ) متعلق بيصدعون ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله ) يثيبهم ( إنه لا يحب الكافرين ) يعاقبهم
46. ( ومن آياته ) تعالى ( أن يرسل الرياح مبشرات ) بمعنى لتبشركم بالمطر ( وليذيقكم ) بها ( من رحمته ) المطر والخصب ( ولتجري الفلك ) السفن بها ( بأمره ) بإرادته ( ولتبتغوا ) تطلبوا ( من فضله ) الرزق بالتجارة في البحر ( ولعلكم تشكرون ) هذه النعم يا أهل مكة فتوحدوه
47. ( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات ) بالحجج الواضحات على صدقهم في رسالتهم إليهم فكذبوهم ( فانتقمنا من الذين أجرموا ) أهلكنا الذين كذبوهم ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) على الكافرين بإهلاكهم وإنجاء المؤمنين
48. ( الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا ) تزعجه ( فيبسطه في السماء كيف يشاء ) من قلة وكثرة ( ويجعله كسفا ) بفتح السين وسكونها قطعا متفرقة ( فترى الودق ) المطر ( يخرج من خلاله ) وسطه ( فإذا أصاب به ) بالودق ( من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون ) يفرحون بالمطر
49. ( وإن ) وقد ( كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله ) تأكيد ( لمبلسين ) آيسين من إنزاله
50. ( فانظر إلى آثار ) وفي قراءة آثار ( رحمة الله ) نعمته بالمطر ( كيف يحيي الأرض بعد موتها ) يبسها بأن تنبت ( إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير )
51. ( ولئن ) لام قسم ( أرسلنا ريحا ) مضرة على نبات ( فرأوه مصفرا لظلوا ) صاروا جواب القسم ( من بعده ) بعد اصفراره ( يكفرون ) يجحدون النعمة بالمطر
52. ( فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء ( ولوا مدبرين )
53. ( وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن ) ما ( تسمع ) سماع إفهام وقبول ( إلا من يؤمن بآياتنا ) القرآن ( فهم مسلمون ) مخلصون بتوحيد الله
54. ( الله الذي خلقكم من ضعف ) ماء مهين ( ثم جعل من بعد ضعف ) آخر وهو ضعف الطفولية ( قوة ) قوة الشباب ( ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ) ضعف الكبر وشيب الهرم والضعف في الثلاثة بضم أوله وفتحه ( يخلق ما يشاء ) من الضعف والقوة والشباب والشيبة ( وهو العليم ) بتدبير خلقه ( القدير ) على ما يشاء
55. ( ويوم تقوم الساعة يقسم ) يحلف ( المجرمون ) الكافرون ( ما لبثوا ) في القبور ( غير ساعة ) قال تعالى ( كذلك كانوا يؤفكون ) يصرفون عن الحق البعث كما صرفوا عن الحق الصدق في مدة اللبث
56. ( وقال الذين أوتوا العلم والإيمان ) من الملائكة وغيرهم ( لقد لبثتم في كتاب الله ) فيما كتبه في سابق علمه ( إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ) الذي أنكرتموه ( ولكنكم كنتم لا تعلمون ) وقوعه
57. ( فيومئذ لا ينفع ) بالياء والتاء ( الذين ظلموا معذرتهم ) في إنكارهم له ( ولا هم يستعتبون ) لا يطلب منهم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضي الله
58. ( ولقد ضربنا ) جعلنا ( للناس في هذا القرآن من كل مثل ) تنبيها لهم ( ولئن ) لام قسم ( جئتهم ) يا محمد ( بآية ) مثل العصا واليد لموسى ( ليقولن ) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين ( الذين كفروا ) منهم ( إن ) ما ( أنتم ) أي محمد وأصحابه ( إلا مبطلون ) أصحاب أباطيل
59. ( كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون ) التوحيد كما طبع على قلوب هؤلاء
60. ( فاصبر إن وعد الله ) بنصرك عليهم ( حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) بالبعث لا يحملنك على الخفة والطيش بترك الصبر أي لا تتركه
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
31. سورة لقمان
1. ( الم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تلك ) هذه الآيات ( آيات الكتاب ) القرآن ( الحكيم ) ذي الحكمة والإضافة بمعنى من
3. هو ( هدى ورحمة ) بالرفع ( للمحسنين ) وفي قراءة العامة بالنصب حالا من الآيات العامل فيها ما في تلك من معنى الاشارة
4. ( الذين يقيمون الصلاة ) بيان للمحسنين ( ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ) هم الثاني تأكيد
5. ( أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ) الفائزون
6. ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) أي ما يلهي منه عما يعني ( ليضل ) بفتح الياء وضمها ( عن سبيل الله ) طريق الإسلام ( بغير علم ويتخذها ) بالنصب عطفا على يضل وبالرفع عطفا على يشتري ( هزوا ) مهزوءا بها ( أولئك لهم عذاب مهين ) ذو إهانة
7. ( وإذا تتلى عليه آياتنا ) القرآن ( ولى مستكبرا ) متكبرا ( كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا ) صمما وجملتا التشبيه حالان من ضمير ولى أو الثانية بيان للاولى ( فبشره ) أعلمه ( بعذاب أليم ) مؤلم وذكر البشارة تهكم به وهو النضر بن الحارث كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة ويقول إن محمدا يحدثكم أحاديث عاد وثمود وأنا أحدثكم أحاديث فارس والروم فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن
8. ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم )
9. ( خالدين فيها ) حال مقدرة أي مقدرا خلودهم فيها إذا دخلوها ( وعد الله حقا ) أي وعدهم الله بذلك وحقه حقا ( وهو العزيز ) الذي لا يغلبه شيء فيمنعه من إنجاز وعده ووعيده ( الحكيم ) الذي لا يضع شيئا إلا في محله
10. ( خلق السماوات بغير عمد ترونها ) العمد جمع عماد وهو الأسطوانة وهو صادق بأن لاعمد أصلا ( وألقى في الأرض رواسي ) جبالا مرتفعة لـ ( أن ) لا ( تميد ) تتحرك ( بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا ) فيه التفات عن الغيبة ( من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ) صنف حسن
11. ( هذا خلق الله ) مخلوقه ( فأروني ) أخبروني يا أهل مكة ( ماذا خلق الذين من دونه ) غيره أي آلهتهم حتى أشركتموها به تعالى وما استفهام إنكار مبتدأ وذا بمعنى الذي بصلته خبره وأروني معلق عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين ( بل ) للانتقال ( الظالمون في ضلال مبين ) بين بإشراكهم وأنتم منهم
12. ( ولقد آتينا لقمان الحكمة ) منها العلم والديانة والاصابة في القول والحكمة كثيرة مأثورة كان يفتي قبل بعثة داود وأدرك بعثته وأخذ عنه العلم وترك الفتيا وقال في ذلك ألا أكتفي اذا كفيت وقيل له أي الناس شر قال الذي لا يبالي إن رآه الناس مسيئا ( أن ) وقلنا له أن ( اشكر لله ) ما أعطاك من الحكمة ( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ) لأن ثواب شكره له ( ومن كفر ) النعمة ( فإن الله غني ) عن خلقه ( حميد ) محمود في صنعه
13. واذكر ( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني ) تصغير إشفاق ( لا تشرك بالله إن الشرك ) بالله ( لظلم عظيم ) فرجع إليه وأسلم
14. ( ووصينا الإنسان بوالديه ) أمرناه أن يبرهما ( حملته أمه ) فوهنت ( وهنا على وهن ) ضعفت للحمل وضعفت للطلق وضعفت للولادة ( وفصاله ) أي فطامه ( في عامين ) وقلنا له ( أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ) أي المرجع
15. ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم ) موافقة للواقع ( فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ) بالمعروف البر والصلة ( واتبع سبيل ) طريق ( من أناب ) رجع ( إلي ) بالطاعة ( ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) فاجازيكم عليه وجملة الوصية وما بعدها اعتراض
16. ( يا بني إنها ) الخصلة السيئة ( إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض ) أي في أخفى مكان من ذلك ( يأت بها الله ) فيحاسب عليها ( إن الله لطيف ) باستخراجها ( خبير ) بمكانها
17. ( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك ) بسبب الأمر والنهي ( إن ذلك ) المذكور ( من عزم الأمور ) معزوماتها التي يعزم عليها لوجوبها
18. ( ولا تصعر ) وفي قراءة تصاعر ( خدك للناس ) لا تمل وجهك عنهم تكبرا ( ولا تمش في الأرض مرحا ) خيلاء ( إن الله لا يحب كل مختال ) متبختر في مشيه ( فخور ) على الناس
19. ( واقصد في مشيك ) توسط فيه بين الدبيب والاسراع وعليك السكينة والوقار ( واغضض ) اخفض ( من صوتك إن أنكر الأصوات ) أقبحها ( لصوت الحمير ) أوله زفير وآخره شهيق
20. ( ألم تروا ) تعلموا يا مخاطبين ( أن الله سخر لكم ما في السماوات ) من الشمس والقمر والنجوم لتنتفعوا بها ( وما في الأرض ) من الثمار والأنهار والدواب ( وأسبغ ) أوسع وأتم ( عليكم نعمه ظاهرة ) وهي حسن الصورة وتسوية الأعضاء وغير ذلك ( وباطنة ) هي المعرفة وغيرها ( ومن الناس ) أهل مكة ( من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ) من رسول ( ولا كتاب منير ) أنزله الله بل بالتقليد
21. ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا ) قال تعالى ( أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ) أي موجباته لا
22. ( ومن يسلم وجهه إلى الله ) يقبل على طاعته ( وهو محسن ) موحد ( فقد استمسك بالعروة الوثقى ) بالطرف الأوثق الذي لا يخاف انقطاعه ( وإلى الله عاقبة الأمور ) مرجعها
23. ( ومن كفر فلا يحزنك ) يا محمذ ( كفره ) لا تهتم بكفره ( إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور ) بما فيها كغيره فمجاز عليه
24. ( نمتعهم ) في الدنيا ( قليلا ) أيام حياتهم ( ثم نضطرهم ) في الآخرة ( إلى عذاب غليظ ) وهو عذاب النار لا يجدون عنه محيصا
25. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) حذف منه نون الرفع لتوالي الأمثال وواو الضمير لالتقاء الساكنين ( قل الحمد لله ) على ظهور الحجة عليهم بالتوحيد ( بل أكثرهم لا يعلمون ) وجوبه عليهم
26. ( لله ما في السماوات والأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا فلا يستحق العبادة فيهما غيره ( إن الله هو الغني ) عن خلقه ( الحميد ) المحمود في صنعه
27. ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر ) عطف على اسم أن ( يمده من بعده سبعة أبحر ) مدادا ( ما نفدت كلمات الله ) المعبر بها عن معلوماته بكتبها بتلك الأقلام بذلك المداد ولا بأكثر من ذلك لأن معلوماته تعالى غير متناهية ( إن الله عزيز ) لا يعجزه شيء ( حكيم ) لا يخرج شيء عن علمه وحكمته
28. ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ) خلقا وبعثا لأنه بكلمة كن فيكون ( إن الله سميع ) يسمع كل مسموع ( بصير ) يبصر كل مبصر لا يشغله شيء عن شيء
29. ( ألم تر ) تعلم يا مخاطب ( أن الله يولج ) يدخل ( الليل في النهار ويولج النهار ) يدخله ( في الليل ) فيزيد كل منهما بما نقص من الآخر ( وسخر الشمس والقمر كل ) منهما ( يجري ) في فلكه ( إلى أجل مسمى ) هو يوم القيامة ( وأن الله بما تعملون خبير )
30. ( ذلك ) المذكور ( بأن الله هو الحق ) الثابت ( وأن ما يدعون ) بالياء والتاء يعبدون ( من دونه الباطل ) الزائل ( وأن الله هو العلي ) على خلقه بالقهر ( الكبير ) العظيم
31. ( ألم تر أن الفلك ) السفن ( تجري في البحر بنعمة الله ليريكم ) يا مخاطبين بذلك ( من آياته إن في ذلك لآيات ) عبرا ( لكل صبار ) عن معاصي الله ( شكور ) لنعمته
32. ( وإذا غشيهم ) أي علا الكفار ( موج كالظلل ) كالجبال التي تظل من تحتها ( دعوا الله مخلصين له الدين ) الدعاء بأن يجنبهم أي لا يدعون معه غيره ( فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد ) متوسط بين الكفر والإيمان ومنهم باق على كفره ( وما يجحد بآياتنا ) ومنها الإنجاء من الموج ( إلا كل ختار ) غدار ( كفور ) لنعم الله تعالى
33. ( يا أيها الناس ) أهل مكة ( اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي ) يغني ( والد عن ولده ) فيه شيئا ( ولا مولود هو جاز عن والده ) فيه ( شيئا إن وعد الله حق ) بالبعث ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ) عن الإسلام ( ولا يغرنكم بالله ) في حلمه وإمهاله ( الغرور ) الشيطان
34. ( إن الله عنده علم الساعة ) متى تقوم ( وينزل ) بالتخفيف والتشديد ( الغيث ) بوقت يعلمه ( ويعلم ما في الأرحام ) أذكر أم أنثى ولا يعلم واحدا من الثلاثة غير الله تعالى ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ) من خير أو شر ويعلمه الله تعالى ( وما تدري نفس بأي أرض تموت ) ويعلمه الله تعالى ( إن الله عليم ) بكل شيء ( خبير ) بباطنه كظاهره روى البخاري عن ابن عمر حديث مفاتيح الغيب خمسة إن الله عنده علم الساعة إلى آخر السورة
1. ( الم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تلك ) هذه الآيات ( آيات الكتاب ) القرآن ( الحكيم ) ذي الحكمة والإضافة بمعنى من
3. هو ( هدى ورحمة ) بالرفع ( للمحسنين ) وفي قراءة العامة بالنصب حالا من الآيات العامل فيها ما في تلك من معنى الاشارة
4. ( الذين يقيمون الصلاة ) بيان للمحسنين ( ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ) هم الثاني تأكيد
5. ( أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ) الفائزون
6. ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) أي ما يلهي منه عما يعني ( ليضل ) بفتح الياء وضمها ( عن سبيل الله ) طريق الإسلام ( بغير علم ويتخذها ) بالنصب عطفا على يضل وبالرفع عطفا على يشتري ( هزوا ) مهزوءا بها ( أولئك لهم عذاب مهين ) ذو إهانة
7. ( وإذا تتلى عليه آياتنا ) القرآن ( ولى مستكبرا ) متكبرا ( كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا ) صمما وجملتا التشبيه حالان من ضمير ولى أو الثانية بيان للاولى ( فبشره ) أعلمه ( بعذاب أليم ) مؤلم وذكر البشارة تهكم به وهو النضر بن الحارث كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة ويقول إن محمدا يحدثكم أحاديث عاد وثمود وأنا أحدثكم أحاديث فارس والروم فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن
8. ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم )
9. ( خالدين فيها ) حال مقدرة أي مقدرا خلودهم فيها إذا دخلوها ( وعد الله حقا ) أي وعدهم الله بذلك وحقه حقا ( وهو العزيز ) الذي لا يغلبه شيء فيمنعه من إنجاز وعده ووعيده ( الحكيم ) الذي لا يضع شيئا إلا في محله
10. ( خلق السماوات بغير عمد ترونها ) العمد جمع عماد وهو الأسطوانة وهو صادق بأن لاعمد أصلا ( وألقى في الأرض رواسي ) جبالا مرتفعة لـ ( أن ) لا ( تميد ) تتحرك ( بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا ) فيه التفات عن الغيبة ( من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ) صنف حسن
11. ( هذا خلق الله ) مخلوقه ( فأروني ) أخبروني يا أهل مكة ( ماذا خلق الذين من دونه ) غيره أي آلهتهم حتى أشركتموها به تعالى وما استفهام إنكار مبتدأ وذا بمعنى الذي بصلته خبره وأروني معلق عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين ( بل ) للانتقال ( الظالمون في ضلال مبين ) بين بإشراكهم وأنتم منهم
12. ( ولقد آتينا لقمان الحكمة ) منها العلم والديانة والاصابة في القول والحكمة كثيرة مأثورة كان يفتي قبل بعثة داود وأدرك بعثته وأخذ عنه العلم وترك الفتيا وقال في ذلك ألا أكتفي اذا كفيت وقيل له أي الناس شر قال الذي لا يبالي إن رآه الناس مسيئا ( أن ) وقلنا له أن ( اشكر لله ) ما أعطاك من الحكمة ( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ) لأن ثواب شكره له ( ومن كفر ) النعمة ( فإن الله غني ) عن خلقه ( حميد ) محمود في صنعه
13. واذكر ( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني ) تصغير إشفاق ( لا تشرك بالله إن الشرك ) بالله ( لظلم عظيم ) فرجع إليه وأسلم
14. ( ووصينا الإنسان بوالديه ) أمرناه أن يبرهما ( حملته أمه ) فوهنت ( وهنا على وهن ) ضعفت للحمل وضعفت للطلق وضعفت للولادة ( وفصاله ) أي فطامه ( في عامين ) وقلنا له ( أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ) أي المرجع
15. ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم ) موافقة للواقع ( فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ) بالمعروف البر والصلة ( واتبع سبيل ) طريق ( من أناب ) رجع ( إلي ) بالطاعة ( ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) فاجازيكم عليه وجملة الوصية وما بعدها اعتراض
16. ( يا بني إنها ) الخصلة السيئة ( إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض ) أي في أخفى مكان من ذلك ( يأت بها الله ) فيحاسب عليها ( إن الله لطيف ) باستخراجها ( خبير ) بمكانها
17. ( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك ) بسبب الأمر والنهي ( إن ذلك ) المذكور ( من عزم الأمور ) معزوماتها التي يعزم عليها لوجوبها
18. ( ولا تصعر ) وفي قراءة تصاعر ( خدك للناس ) لا تمل وجهك عنهم تكبرا ( ولا تمش في الأرض مرحا ) خيلاء ( إن الله لا يحب كل مختال ) متبختر في مشيه ( فخور ) على الناس
19. ( واقصد في مشيك ) توسط فيه بين الدبيب والاسراع وعليك السكينة والوقار ( واغضض ) اخفض ( من صوتك إن أنكر الأصوات ) أقبحها ( لصوت الحمير ) أوله زفير وآخره شهيق
20. ( ألم تروا ) تعلموا يا مخاطبين ( أن الله سخر لكم ما في السماوات ) من الشمس والقمر والنجوم لتنتفعوا بها ( وما في الأرض ) من الثمار والأنهار والدواب ( وأسبغ ) أوسع وأتم ( عليكم نعمه ظاهرة ) وهي حسن الصورة وتسوية الأعضاء وغير ذلك ( وباطنة ) هي المعرفة وغيرها ( ومن الناس ) أهل مكة ( من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ) من رسول ( ولا كتاب منير ) أنزله الله بل بالتقليد
21. ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا ) قال تعالى ( أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ) أي موجباته لا
22. ( ومن يسلم وجهه إلى الله ) يقبل على طاعته ( وهو محسن ) موحد ( فقد استمسك بالعروة الوثقى ) بالطرف الأوثق الذي لا يخاف انقطاعه ( وإلى الله عاقبة الأمور ) مرجعها
23. ( ومن كفر فلا يحزنك ) يا محمذ ( كفره ) لا تهتم بكفره ( إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور ) بما فيها كغيره فمجاز عليه
24. ( نمتعهم ) في الدنيا ( قليلا ) أيام حياتهم ( ثم نضطرهم ) في الآخرة ( إلى عذاب غليظ ) وهو عذاب النار لا يجدون عنه محيصا
25. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) حذف منه نون الرفع لتوالي الأمثال وواو الضمير لالتقاء الساكنين ( قل الحمد لله ) على ظهور الحجة عليهم بالتوحيد ( بل أكثرهم لا يعلمون ) وجوبه عليهم
26. ( لله ما في السماوات والأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا فلا يستحق العبادة فيهما غيره ( إن الله هو الغني ) عن خلقه ( الحميد ) المحمود في صنعه
27. ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر ) عطف على اسم أن ( يمده من بعده سبعة أبحر ) مدادا ( ما نفدت كلمات الله ) المعبر بها عن معلوماته بكتبها بتلك الأقلام بذلك المداد ولا بأكثر من ذلك لأن معلوماته تعالى غير متناهية ( إن الله عزيز ) لا يعجزه شيء ( حكيم ) لا يخرج شيء عن علمه وحكمته
28. ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ) خلقا وبعثا لأنه بكلمة كن فيكون ( إن الله سميع ) يسمع كل مسموع ( بصير ) يبصر كل مبصر لا يشغله شيء عن شيء
29. ( ألم تر ) تعلم يا مخاطب ( أن الله يولج ) يدخل ( الليل في النهار ويولج النهار ) يدخله ( في الليل ) فيزيد كل منهما بما نقص من الآخر ( وسخر الشمس والقمر كل ) منهما ( يجري ) في فلكه ( إلى أجل مسمى ) هو يوم القيامة ( وأن الله بما تعملون خبير )
30. ( ذلك ) المذكور ( بأن الله هو الحق ) الثابت ( وأن ما يدعون ) بالياء والتاء يعبدون ( من دونه الباطل ) الزائل ( وأن الله هو العلي ) على خلقه بالقهر ( الكبير ) العظيم
31. ( ألم تر أن الفلك ) السفن ( تجري في البحر بنعمة الله ليريكم ) يا مخاطبين بذلك ( من آياته إن في ذلك لآيات ) عبرا ( لكل صبار ) عن معاصي الله ( شكور ) لنعمته
32. ( وإذا غشيهم ) أي علا الكفار ( موج كالظلل ) كالجبال التي تظل من تحتها ( دعوا الله مخلصين له الدين ) الدعاء بأن يجنبهم أي لا يدعون معه غيره ( فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد ) متوسط بين الكفر والإيمان ومنهم باق على كفره ( وما يجحد بآياتنا ) ومنها الإنجاء من الموج ( إلا كل ختار ) غدار ( كفور ) لنعم الله تعالى
33. ( يا أيها الناس ) أهل مكة ( اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي ) يغني ( والد عن ولده ) فيه شيئا ( ولا مولود هو جاز عن والده ) فيه ( شيئا إن وعد الله حق ) بالبعث ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ) عن الإسلام ( ولا يغرنكم بالله ) في حلمه وإمهاله ( الغرور ) الشيطان
34. ( إن الله عنده علم الساعة ) متى تقوم ( وينزل ) بالتخفيف والتشديد ( الغيث ) بوقت يعلمه ( ويعلم ما في الأرحام ) أذكر أم أنثى ولا يعلم واحدا من الثلاثة غير الله تعالى ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ) من خير أو شر ويعلمه الله تعالى ( وما تدري نفس بأي أرض تموت ) ويعلمه الله تعالى ( إن الله عليم ) بكل شيء ( خبير ) بباطنه كظاهره روى البخاري عن ابن عمر حديث مفاتيح الغيب خمسة إن الله عنده علم الساعة إلى آخر السورة
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
32. سورة السجدة
1. ( الم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تنزيل الكتاب ) القرآن مبتدأ ( لا ريب ) شك ( فيه ) خبر أول ( من رب العالمين ) خبر ثان
3. ( أم ) بل ( يقولون افتراه ) محمد لا ( بل هو الحق من ربك لتنذر ) به ( قوما ما ) نافية ( أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون ) بإنذارك
4. ( الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ) أولها الأحد وآخرها الجمعة ( ثم استوى على العرش ) هو في اللغة سرير الملك استواء يليق به ( ما لكم ) يا كفار مكة ( من دونه ) غيره ( من ولي ) اسم ما بزيادة من أي ناصر ( ولا شفيع ) يدفع عذابه عنكم ( أفلا تتذكرون ) هذا فتؤمنوا
5. ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ) مدة الدنيا ( ثم يعرج ) يرجع الأمر والتدبير ( إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ) في الدنيا وفي سورة سأل خمسين ألف سنة وهو يوم القيامة لشدة أهواله بالنسبة إلى الكافر وأما المؤمن فيكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا كما جاء في الحديث
6. ( ذلك ) الخالق المدبر ( عالم الغيب والشهادة ) أي ما غاب عن الخلق وما حضر ( العزيز ) المنيع في ملكه ( الرحيم ) بأهل طاعته
7. ( الذي أحسن كل شيء خلقه ) بفتح اللام فعلا ماضيا صفة وبسكونها بدل اشتمال ( وبدأ خلق الإنسان ) آدم ( من طين )
8. ( ثم جعل نسله ) ذريته ( من سلالة ) علقة ( من ماء مهين ) ضعيف هو النطفة
9. ( ثم سواه ) خلق آدم ( ونفخ فيه من روحه ) جعله حيا حساسا بعد أن كان جمادا ( وجعل لكم ) لذريته ( السمع والأبصار والأفئدة ) القلوب ( قليلا ما تشكرون ) ما زائدة مؤكدة للقلة
10. ( وقالوا ) منكر والبعث ( أئذا ضللنا في الأرض ) غبنا فيها بأن صرنا ترابا مختلطا بترابها ( أئنا لفي خلق جديد ) استفهام إنكار بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين قال تعالى ( بل هم بلقاء ربهم ) بالبعث ( كافرون )
11. ( قل ) لهم ( يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ) أي يقبض أرواحكم ( ثم إلى ربكم ترجعون ) أحياء فيجازيكم بأعمالكم
12. ( ولو ترى إذ المجرمون ) الكافرون ( ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ) مطأطؤوها حياء يقولون ( ربنا أبصرنا ) ما أنكرنا من البعث ( وسمعنا ) منك تصديق الرسل فيما كذبناهم فيه ( فارجعنا ) إلى الدنيا ( نعمل صالحا ) فيها ( إنا موقنون ) الآن فما ينفعهم ذلك ولا يرجعون وجواب لو لرأيت أمرا فظيعا
13. ( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ) فتهتدي بالإيمان والطاعة باختيار منها ( ولكن حق القول مني ) وهو ( لأملأن جهنم من الجنة ) الجن ( والناس أجمعين ) وتقول لهم الخزنة اذا دخلوها
14. ( فذوقوا ) العذاب ( بما نسيتم لقاء يومكم هذا ) بترككم الإيمان به ( إنا نسيناكم ) تركناكم في العذاب ( وذوقوا عذاب الخلد ) الدائم ( بما كنتم تعملون ) من الكفر والتكذيب
15. ( إنما يؤمن بآياتنا ) القرآن ( الذين إذا ذكروا ) وعظوا ( بها خروا سجدا وسبحوا ) متلبسين ( بحمد ربهم ) قالوا سبحان الله وبحمده ( وهم لا يستكبرون ) عن الإيمان والطاعة
16. ( تتجافى جنوبهم ) ترتفع ( عن المضاجع ) مواضع الاضطجاع بفرشها لصلاتهم بالليل تهجدا ( يدعون ربهم خوفا ) من عقابه ( وطمعا ) في رحمته ( ومما رزقناهم ينفقون ) يتصدقون
17. ( فلا تعلم نفس ما أخفي ) خبىء ( لهم من قرة أعين ) ما تقر به أعينهم وفي قراءة بسكون الياء مضارع ( جزاء بما كانوا يعملون )
18. ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) أي المؤمنون والفاسقون
19. ( أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا ) هو ما يعد للضيف ( بما كانوا يعملون )
20. ( وأما الذين فسقوا ) بالكفر والتكذيب ( فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون )
21. ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى ) عذاب الدنيا بالقتل والأسر والجدب سنين والأمراض ( دون ) قبل ( العذاب الأكبر ) عذاب الآخرة ( لعلهم ) أي من بقي منهم ( يرجعون ) إلى الأيمان
22. ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ) القرآن ( ثم أعرض عنها ) لا أحد أظلم منه ( إنا من المجرمين ) المشركين ( منتقمون )
23. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( فلا تكن في مرية ) شك ( من لقائه ) وقد التقينا ليلة الاسراء ( وجعلناه ) موسى أو الكتاب ( هدى ) هاديا ( لبني إسرائيل )
24. ( وجعلنا منهم أئمة ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء قادة ( يهدون ) الناس ( بأمرنا لما صبروا ) على دينهم وعلى البلاء من عدوهم وفي قراءة بكسر اللام وتخفيف الميم ( وكانوا بآياتنا ) الدالة على قدرتنا ووحدانيتنا ( يوقنون )
25. ( إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) من أمر الدين
26. ( أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من ) أي يتبين لكفار مكة إهلاكنا كثيرا ( القرون يمشون ) الأمم بكفرهم ( في ) حال من ضمير لهم ( مساكنهم إن ) في اسفارهم إلى الشام وغيرها فيعتبروا ( في ذلك لآيات أفلا ) دلالات على قدرتنا ( يسمعون أولم ) سماع تدبر واتعاظ
27. ( أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج ) اليابسة التي لا نبات فيها ( به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ويقولون ) هذا فيعلموا أنا نقدر على إعادتهم
28. ( ويقولون ) للمؤمنين ( متى هذا الفتح ) بيننا وبينكم ( إن كنتم صادقين )
29. ( قل يوم الفتح ) بإنزال العذاب بهم ( لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون ) يمهلون لتوبة أو معذرة
30. ( فأعرض عنهم وانتظر ) إنزال العذاب بهم ( إنهم منتظرون ) بك حادث موت أو قتل فيستريحون منك وهذا قبل الأمر بقتالهم
1. ( الم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تنزيل الكتاب ) القرآن مبتدأ ( لا ريب ) شك ( فيه ) خبر أول ( من رب العالمين ) خبر ثان
3. ( أم ) بل ( يقولون افتراه ) محمد لا ( بل هو الحق من ربك لتنذر ) به ( قوما ما ) نافية ( أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون ) بإنذارك
4. ( الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ) أولها الأحد وآخرها الجمعة ( ثم استوى على العرش ) هو في اللغة سرير الملك استواء يليق به ( ما لكم ) يا كفار مكة ( من دونه ) غيره ( من ولي ) اسم ما بزيادة من أي ناصر ( ولا شفيع ) يدفع عذابه عنكم ( أفلا تتذكرون ) هذا فتؤمنوا
5. ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ) مدة الدنيا ( ثم يعرج ) يرجع الأمر والتدبير ( إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ) في الدنيا وفي سورة سأل خمسين ألف سنة وهو يوم القيامة لشدة أهواله بالنسبة إلى الكافر وأما المؤمن فيكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا كما جاء في الحديث
6. ( ذلك ) الخالق المدبر ( عالم الغيب والشهادة ) أي ما غاب عن الخلق وما حضر ( العزيز ) المنيع في ملكه ( الرحيم ) بأهل طاعته
7. ( الذي أحسن كل شيء خلقه ) بفتح اللام فعلا ماضيا صفة وبسكونها بدل اشتمال ( وبدأ خلق الإنسان ) آدم ( من طين )
8. ( ثم جعل نسله ) ذريته ( من سلالة ) علقة ( من ماء مهين ) ضعيف هو النطفة
9. ( ثم سواه ) خلق آدم ( ونفخ فيه من روحه ) جعله حيا حساسا بعد أن كان جمادا ( وجعل لكم ) لذريته ( السمع والأبصار والأفئدة ) القلوب ( قليلا ما تشكرون ) ما زائدة مؤكدة للقلة
10. ( وقالوا ) منكر والبعث ( أئذا ضللنا في الأرض ) غبنا فيها بأن صرنا ترابا مختلطا بترابها ( أئنا لفي خلق جديد ) استفهام إنكار بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين قال تعالى ( بل هم بلقاء ربهم ) بالبعث ( كافرون )
11. ( قل ) لهم ( يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ) أي يقبض أرواحكم ( ثم إلى ربكم ترجعون ) أحياء فيجازيكم بأعمالكم
12. ( ولو ترى إذ المجرمون ) الكافرون ( ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ) مطأطؤوها حياء يقولون ( ربنا أبصرنا ) ما أنكرنا من البعث ( وسمعنا ) منك تصديق الرسل فيما كذبناهم فيه ( فارجعنا ) إلى الدنيا ( نعمل صالحا ) فيها ( إنا موقنون ) الآن فما ينفعهم ذلك ولا يرجعون وجواب لو لرأيت أمرا فظيعا
13. ( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ) فتهتدي بالإيمان والطاعة باختيار منها ( ولكن حق القول مني ) وهو ( لأملأن جهنم من الجنة ) الجن ( والناس أجمعين ) وتقول لهم الخزنة اذا دخلوها
14. ( فذوقوا ) العذاب ( بما نسيتم لقاء يومكم هذا ) بترككم الإيمان به ( إنا نسيناكم ) تركناكم في العذاب ( وذوقوا عذاب الخلد ) الدائم ( بما كنتم تعملون ) من الكفر والتكذيب
15. ( إنما يؤمن بآياتنا ) القرآن ( الذين إذا ذكروا ) وعظوا ( بها خروا سجدا وسبحوا ) متلبسين ( بحمد ربهم ) قالوا سبحان الله وبحمده ( وهم لا يستكبرون ) عن الإيمان والطاعة
16. ( تتجافى جنوبهم ) ترتفع ( عن المضاجع ) مواضع الاضطجاع بفرشها لصلاتهم بالليل تهجدا ( يدعون ربهم خوفا ) من عقابه ( وطمعا ) في رحمته ( ومما رزقناهم ينفقون ) يتصدقون
17. ( فلا تعلم نفس ما أخفي ) خبىء ( لهم من قرة أعين ) ما تقر به أعينهم وفي قراءة بسكون الياء مضارع ( جزاء بما كانوا يعملون )
18. ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) أي المؤمنون والفاسقون
19. ( أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا ) هو ما يعد للضيف ( بما كانوا يعملون )
20. ( وأما الذين فسقوا ) بالكفر والتكذيب ( فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون )
21. ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى ) عذاب الدنيا بالقتل والأسر والجدب سنين والأمراض ( دون ) قبل ( العذاب الأكبر ) عذاب الآخرة ( لعلهم ) أي من بقي منهم ( يرجعون ) إلى الأيمان
22. ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ) القرآن ( ثم أعرض عنها ) لا أحد أظلم منه ( إنا من المجرمين ) المشركين ( منتقمون )
23. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( فلا تكن في مرية ) شك ( من لقائه ) وقد التقينا ليلة الاسراء ( وجعلناه ) موسى أو الكتاب ( هدى ) هاديا ( لبني إسرائيل )
24. ( وجعلنا منهم أئمة ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء قادة ( يهدون ) الناس ( بأمرنا لما صبروا ) على دينهم وعلى البلاء من عدوهم وفي قراءة بكسر اللام وتخفيف الميم ( وكانوا بآياتنا ) الدالة على قدرتنا ووحدانيتنا ( يوقنون )
25. ( إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) من أمر الدين
26. ( أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من ) أي يتبين لكفار مكة إهلاكنا كثيرا ( القرون يمشون ) الأمم بكفرهم ( في ) حال من ضمير لهم ( مساكنهم إن ) في اسفارهم إلى الشام وغيرها فيعتبروا ( في ذلك لآيات أفلا ) دلالات على قدرتنا ( يسمعون أولم ) سماع تدبر واتعاظ
27. ( أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج ) اليابسة التي لا نبات فيها ( به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ويقولون ) هذا فيعلموا أنا نقدر على إعادتهم
28. ( ويقولون ) للمؤمنين ( متى هذا الفتح ) بيننا وبينكم ( إن كنتم صادقين )
29. ( قل يوم الفتح ) بإنزال العذاب بهم ( لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون ) يمهلون لتوبة أو معذرة
30. ( فأعرض عنهم وانتظر ) إنزال العذاب بهم ( إنهم منتظرون ) بك حادث موت أو قتل فيستريحون منك وهذا قبل الأمر بقتالهم
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
33. سورة الأحزاب
1. ( يا أيها النبي اتق الله ) دم على تقواه ( ولا تطع الكافرين والمنافقين ) فيما يخالف شريعتك ( إن الله كان عليما ) بما يكون من قبل كونه ( حكيما ) فيما يخلقه
2. ( واتبع ما يوحى إليك من ربك ) أي القرآن ( إن الله كان بما تعملون خبيرا ) وفي قراءة بالفوقانية
3. ( وتوكل على الله ) في أمرك ( وكفى بالله وكيلا ) حافظا لك وأمته تبع له في ذلك كله
4. ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) ردا على من قال من الكفار إن له قلبين يعقل بكل منهما أفضل من عقل محمد ( وما جعل أزواجكم اللائي ) بهمزة وياء وبلا ياء ( تظاهرون ) بلا ألف قبل الهاء وبها والتاء الثانية في الأصل مدغمة في الظاء ( منهن ) يقول الواحد مثلا لزوجته أنت علي كظهر أمي ( أمهاتكم ) أي كالأمهات في تحريمها بذلك المعد في الجاهلية طلاقا وإنما تجب به الكفارة بشرطه كما ذكر في سورة المجادلة ( وما جعل أدعياءكم ) جمع دعي وهو من يدعى لغير أبيه ابنا له ( أبناءكم ) حقيقة ( ذلكم قولكم بأفواهكم ) أي اليهود والمنافقين قالوا لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش التي كانت امرأة زيد بن حارثة الذي تبناه النبي صلى الله عليه وسلم قالوا تزوج محمد امرأة ابنه فأكذبهم الله تعالى في ذلك ( والله يقول الحق ) في ذلك ( وهو يهدي السبيل ) سبيل الحق
5. لكن ( ادعوهم لآبائهم هو أقسط ) أعدل ( عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ) بنو عمكم ( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ) في ذلك ( ولكن ) في ( ما تعمدت قلوبكم ) فيه هو بعد النهي ( وكان الله غفورا ) لما كان من قولكم قبل النهي ( رحيما ) بكم في ذلك
6. ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) فيما دعاهم إليه ودعتهم أنفسهم إلى خلافه ( وأزواجه أمهاتهم ) في حرمة نكاحهن ( وأولوا الأرحام ) ذوو القربات ( بعضهم أولى ببعض ) في الارث ( في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين ) أي من الارث بالإيمان والهجرة الذي كان أول الإسلام فنسخ ( إلا ) لكن ( أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا ) بوصية فجائز ( كان ذلك ) نسخ الارث بالإيمان والهجرة بإرث ذوي الأرحام ( في الكتاب مسطورا ) واريد بالكتاب في الموضعين اللوح المحفوظ
7. واذكر ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ) حين أخرجوا من صلب آدم كالذر جمع ذرة وهي أصغر من النمل ( ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ) بأن يعبدوا الله ويدعوا إلى عبادته وذكر الخمسة من عطف الخاص على العام ( وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ) شديدا بالوفاء بما حملوه وهو اليمين بالله تعالى ثم أخذ الميثاق
8. ( ليسأل ) الله ( الصادقين عن صدقهم ) في تبليغ الرسالة تبكيتا للكافرين بهم ( وأعد ) تعالى ( للكافرين ) بهم ( عذابا أليما ) مؤلما هو عطف على أخذنا
9. ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود ) من الكفار متحزبون أيام حفر الخندق ( فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ) من الملائكة ( وكان الله بما تعملون ) بالتاء من حفر الخندق وبالياء من تحزيب المشركين ( بصيرا )
10. ( إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم ) من أعلى الوادي وأسفله من المشرق والمغرب ( وإذ زاغت الأبصار ) مالت عن كل شيء إلى عدوها من كل جانب ( وبلغت القلوب الحناجر ) جمع حنجرة وهي منتهى الحلقوم من شدة الخوف ( وتظنون بالله الظنونا ) المختلفة بالنصر واليأس
11. ( هنالك ابتلي المؤمنون ) اختبروا لتبين المخلص من غبره ( وزلزلوا ) حركوا ( زلزالا شديدا ) من شدة الفزع
12. واذكر ( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ) ضعف اعتقاد ( ما وعدنا الله ورسوله ) بالنصر ( إلا غرورا ) باطلا
13. ( وإذ قالت طائفة منهم ) أي المنافقين ( يا أهل يثرب ) هي أرض المدينة ولم تصرف للعملية ووزن الفعل ( لا مقام لكم ) بضم الميم وفتحها لا إقامة ولا مكانة ( فارجعوا ) إلى منازلكم من المدينة وكانوا خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى سلع جبل خارج المدينة للقتال ( ويستأذن فريق منهم النبي ) في الرجوع ( يقولون إن بيوتنا عورة ) غير حصينة يخشى عليها قال تعالى ( وما هي بعورة إن ) ما ( يريدون إلا فرارا ) من القتال
14. ( ولو دخلت ) المدينة ( عليهم من أقطارها ) نواحيها ( ثم سئلوا ) سألهم الداخلون ( الفتنة ) الشرك ( لآتوها ) بالمد والقصر أعطوها وفعلوها ( وما تلبثوا بها إلا يسيرا )
15. ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤولا ) عن الوفاء به
16. ( قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا ) إن فررتم ( لا تمتعون ) في الدنيا بعد فراركم ( إلا قليلا ) بقية آجالكم
17. ( قل من ذا الذي يعصمكم ) يجيركم ( من الله إن أراد بكم سوء ) هلاكا وهزيمة ( أو ) يصيبكم بسوء إن ( أراد ) الله ( بكم رحمة ) خيرا ( ولا يجدون لهم من دون الله ) غيره ( وليا ) ينفعهم ( ولا نصيرا ) يدفع الضر عنهم
18. ( قد يعلم الله المعوقين ) المثبطين ( منكم والقائلين لإخوانهم هلم ) تعالوا ( إلينا ولا يأتون البأس ) القتال ( إلا قليلا ) رياء وسمعة
19. ( أشحة عليكم ) بالمعاونة جمع شحيح وهو الحال من ضمير يأتون ( فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي ) كنظر أو كدوران الذي ( يغشى عليه من الموت ) أي سكراته ( فإذا ذهب الخوف ) وحيزت الغنائم ( سلقوكم ) آذوكم أو ضربوكم ( بألسنة حداد أشحة على الخير ) أي الغنيمة يطلبونها ( أولئك لم يؤمنوا ) حقيقة ( فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك ) الاحباط ( على الله يسيرا ) بإرادته
20. ( يحسبون الأحزاب ) من الكفار ( لم يذهبوا ) إلى مكة لخوفهم منهم ( وإن يأت الأحزاب ) كرة أخرى ( يودوا ) يتمنوا ( لو أنهم بادون في الأعراب ) كائنون في البادية ( يسألون عن أنبائكم ) أخباركم مع الكفار ( ولو كانوا فيكم ) هذه الكرة ( ما قاتلوا إلا قليلا ) رياء وخوفا من التعبير
21. ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة ) بكسر الهمزة وضمها ( حسنة ) اقتداء به في القتال والثبات في مواطنه ( لمن ) بدل من لكم ( كان يرجوا الله ) يخافه ( واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) بخلاف من ليس كذلك
22. ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب ) من الكفار ( قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله ) من الابتلاء والنصر ( وصدق الله ورسوله ) في الوعد ( وما زادهم ) ذلك ( إلا إيمانا ) تصديقا بوعد الله ( وتسليما ) لأمره
23. ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) من الثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم ( فمنهم من قضى نحبه ) مات أو قتل في سبيل الله ( ومنهم من ينتظر ) ذلك ( وما بدلوا تبديلا ) في العهد وهم بخلاف حال المنافقين
24. ( ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء ) بأن يميتهم على نفاقهم ( أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا ) لمن تاب ( رحيما ) به
25. ( ورد الله الذين كفروا ) الأحزاب ( بغيظهم لم ينالوا خيرا ) مرادهم من الظفر بالمؤمنين ( وكفى الله المؤمنين القتال ) بالريح والملائكة ( وكان الله قويا ) على إيجاد ما يريده ( عزيزا ) غالبا على أمره
26. ( وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب ) أي قؤيظة ( من صياصيهم ) حصونهم جمع صيصية وهو ما يتحصن به ( وقذف في قلوبهم الرعب ) الخوف ( فريقا تقتلون ) منهم وهم المقاتلة ( وتأسرون فريقا ) منهم أي الذراري
27. ( وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤوها ) بعد وهي خيبر اخذت بعد قريظة ( وكان الله على كل شيء قديرا )
28. ( يا أيها النبي قل لأزواجك ) وهن تسع وطلبن منه من زينة الدنيا ما ليس عنده ( إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن ) أي متعة الطلاق ( وأسرحكن سراحا جميلا ) اطلقكن من غير ضرار
29. ( وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة ) الجنة ( فإن الله أعد للمحسنات منكن ) بإرادة الآخرة ( أجرا عظيما ) الجنة فاخترن الآخرة على الدنيا
30. ( يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة ) بفتح الياء وكسرها أي بينت أو هي بينة ( يضاعف ) وفي قراءة يضعف بالتشديد وفي أخرى نضعف بالنون معه ونصب العذاب ( لها العذاب ضعفين ) ضعفي عذاب غيرهن أي مثليه ( وكان ذلك على الله يسيرا )
31. ( ومن يقنت ) يطع ( منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين ) مثلي ثواب غيرهن من النساء وفي قراءة بالتحتانية في تعمل ونؤتها ( وأعتدنا لها رزقا كريما ) في الجنة زيادة
32. ( يا نساء النبي لستن كأحد ) كجماعة ( من النساء إن اتقيتن ) الله فإنكن أعظم ( فلا تخضعن بالقول ) للرجال ( فيطمع الذي في قلبه مرض ) نفاق ( وقلن قولا معروفا ) من غير خضوع
33. ( وقرن ) بكسر الكاف وفتحها ( في بيوتكن ) من القرار وأصله أقررن بكسر الراء وفتحها من قررت بفتح الراء وكسرها نقلت حركة الراء إلى القاف وحذفت مع همزة الوصل ( ولا تبرجن ) بترك إحدى التاءين من أصله ( تبرج الجاهلية الأولى ) أي ما قبل الإسلام من إظهار النساء محاسنهن للرجال والإظهار بعد الإسلام مذكور في آية ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ( وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ) الإثم يا ( أهل البيت ) نساء النبي صلى الله عليه وسلم ( ويطهركم ) منه ( تطهيرا )
34. ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله ) القرآن ( والحكمة ) السنة ( إن الله كان لطيفا ) بأوليائه ( خبيرا ) بجميع خلقه
35. ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات ) المطيعات ( والصادقين والصادقات ) في الإيمان ( والصابرين والصابرات ) على الطاعات ( والخاشعين ) المتواضعين ( والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات ) عن الحرام ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة ) للمعاصي ( وأجرا عظيما ) على الطاعات
36. ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون ) بالتاء والياء ( لهم الخيرة ) الاختيار ( من أمرهم ) خلاف أمر الله ورسوله نزلت في عبد الله بن جحش واخته زينب خطبها النبي لزيد بن حارثة فكرها ذلك حين علما لظنهما قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبها لنفسه ثم رضيا للآية ( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) بينا فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد ثم وقع بصره عليها بعد حين فوقع في نفسه حبها وفي نفس زيد كراهتها ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم أريد فراقها فقال أمسك عليك زوجك كما قال تعالى
37. ( وإذ ) منصوب باذكر ( تقول للذي أنعم الله عليه ) بالإسلام ( وأنعمت عليه ) بالاعتاق وهو زيد بن حارثة كان من سبي الجاهلية اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وأعتقه وتبناه ( أمسك عليك زوجك واتق الله ) في أمر طلاقها ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) مظهره من محبتها وأن لو فارقها زيد تزوجتها ( وتخشى الناس ) أن يقولوا تزوج زوجة ابنه ( والله أحق أن تخشاه ) في كل شيء وتزوجها ولا عليك من قول الناس ثم طلقها زيد وانقضت عدتها قال تعالى ( فلما قضى زيد منها وطرا ) حاجة ( زوجناكها ) فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم بغير إذن وأشبع المسلمين خبزا ولحما ( لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر ) مقضيه ( الله )
38. ( ما كان على النبي من حرج فيما فرض ) أحل ( الله له سنة الله ) أي كسنة الله فنصب بنزع الخافض ( في الذين خلوا من قبل ) من الأنبياء أن لا حرج عليهم في ذلك توسعة لهم في النكاح ( وكان أمر الله ) فعله ( قدرا مقدورا ) مقضيا
39. ( الذين ) نعت للذين قبله ( يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ) فلا يخشون مقالة الناس فيما أحل الله لهم ( وكفى بالله حسيبا ) حافظا لأعمال خلقه ومحاسبتهم
40. ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ) فليس أبا زيد أي والده فلا يحرم عليه التزوج بزوجته زينب ( ولكن ) كان ( رسول الله وخاتم النبيين ) فلا يكون له ابن رجل بعده يكون نبيا وفي قراءة بفتح التاء كآلة الختم أي به ختموا ( وكان الله بكل شيء عليما ) منه بأن لا نبي بعده وإذا نزل السيد عيسى يحكم بشريعته
41. ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا )
42. ( وسبحوه بكرة وأصيلا ) أول النهار وآخره
43. ( هو الذي يصلي عليكم ) يرحمكم ( وملائكته ) يستغفرون لكم ( ليخرجكم ) ليديم إخراجه إياكم ( من الظلمات ) الكفر ( إلى النور ) الإيمان ( وكان بالمؤمنين رحيما )
44. ( تحيتهم ) منه تعالى ( يوم يلقونه سلام ) بلسان الملائكة ( وأعد لهم أجرا كريما ) هو الجنة
45. ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ) على من أرسلت ( ومبشرا ) من صدقك بالجنة ( ونذيرا ) من كذبك بالنار
46. ( وداعيا إلى الله ) إلى طاعته ( بإذنه ) بأمره ( وسراجا منيرا ) أي مثله في الاهتداء به
47. ( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا ) هو الحنة
48. ( ولا تطع الكافرين والمنافقين ) فيما يخالف شريعتك ( ودع ) اترك ( أذاهم ) لا تجازهم عليه إلى أن تؤمر فيهم بأمر ( وتوكل على الله ) فهو كافيك ( وكفى بالله وكيلا ) مفوضا إليه
49. ( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن ) وفي قراءة تماسوهن أي تجامعوهن ( فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ) تحصونها بالأقراء وغيرها ( فمتعوهن ) أعطوهن ما يستمتعن به أي إن لم يسم لهن أصدقة وإلا فلهن نصف المسمى فقط قال ابن عباس وعليه الشافعي ( وسرحوهن سراحا جميلا ) خلوا سبيلهن من غير إضرار
50. ( يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن ) مهورهن ( وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك ) من الكفار بالسبي كصفية وجويرية ( وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك ) بخلاف من لم يهاجرن ( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها ) يطلب نكاحها بغير صداق ( خالصة لك من دون المؤمنين ) النكاح بلفظ الهبة من غير صداق ( قد علمنا ما فرضنا عليهم ) أي المؤمنين ( في أزواجهم ) من الأحكام بأن لا يزيدوا على أربع نسوة ولا يتزوجوا إلا بولي وشهود ومهر وفي ( وما ملكت أيمانهم ) من الاماء بشراء وغيره بأن تكون الأمة ممن تحل لمالكها كالكتابية بخلاف المجوسية والوثنية وأن تستبرئ قبل الوطء ( لكيلا ) متعلق بما قبل ذلك ( يكون عليك حرج ) ضيق في النكاح ( وكان الله غفورا ) فيما يعسر التحرز عنه ( رحيما ) بالتوسعة في ذلك
51. ( ترجي ) بالهمزة والياء بدله تؤخر ( من تشاء منهن ) أي ازواجك عن نوبتها ( وتؤوي ) تضم ( إليك من تشاء ) منهن فتأتيها ( ومن ابتغيت ) طلبت ( ممن عزلت ) من القسمة ( فلا جناح عليك ) في طلبها وضمها إليك خير في ذلك بعد أن كان القسم واجبا عليه ( ذلك ) التخيير ( أدنى ) أقرب إلى ( أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن ) ما ذكر المخير فيه ( كلهن ) تأكيد للفاعل في يرضين ( والله يعلم ما في قلوبكم ) من أمر النساء والميل إلى بعضهن وإنما خيرناك فيهن تيسيرا عليك في كل مما أردت ( وكان الله عليما ) بخلقه ( حليما ) عن عقابهم
52. ( لا يحل ) بالتاء والياء ( لك النساء من بعد ) بعد التسع التي اخترنك ( ولا أن تبدل ) بترك إحدى التاين في الأصل ( بهن من أزواج ) بأن تطلقهن أو بعضهن وتنكح بدل من طلقت ( ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك ) من الاماء فتحل لك وقد ملك صلى الله عليه وسلم بعدهن مارية وولدت له إبراهيم ومات في حياته ( وكان الله على كل شيء رقيبا ) حفيظا
53. ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) في الدخول بالدعاء ( إلى طعام ) فتدخلوا ( غير ناظرين ) منتظرين ( إناه ) نضجه مصدر أنى يأني ( ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا ) تمكثوا ( مستأنسين لحديث ) من بعضكم لبعض ( إن ذلكم ) المكث ( كان يؤذي النبي فيستحيي منكم ) أن يخرجكم ( والله لا يستحيي من الحق ) أن يخرجكم أي لا يترك بيانه وقرىء يستحي بياء واحدة ( وإذا سألتموهن ) أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ( متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ) ستر ( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) من الخواطر المريبة ( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ) بشيء ( ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله ) ذنبا ( عظيما )
54. ( إن تبدوا شيئا أو تخفوه ) من نكاحهن بعده ( فإن الله كان بكل شيء عليما ) فيجازيكم عليه
55. ( لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ) أي المؤمنات ( ولا ما ملكت أيمانهن ) من الاماء والعبيد أن يروهن ويكلموهن من غير حجاب ( واتقين الله ) فيما امرتن به ( إن الله كان على كل شيء شهيدا ) لا يخفى عليه شيء
56. ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) محمد صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) أي قولوا اللهم صل على محمد وسلم
57. ( إن الذين يؤذون الله ورسوله ) وهم الكفار يصفون الله بما هو منزه عنه من الولد والشريك ويكذبون رسوله ( لعنهم الله في الدنيا والآخرة ) أبعدهم ( وأعد لهم عذابا مهينا ) ذا إهانة وهو النار
58. ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ) يرمونهم بغير ما عملوا ( فقد احتملوا بهتانا ) تحملوا كذبا ( وإثما مبينا ) بينا
59. ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحدة ( ذلك أدنى ) أقرب إلى ( أن يعرفن ) بأنهن حرائر ( فلا يؤذين ) بالتعرض لهن بخلاف الاماء فلا يغطين وجوههن فكان المنافقون يتعرضون لهن ( وكان الله غفورا ) لما سلف منهن لترك الستر ( رحيما ) بهن إذ سترهن
60. ( لئن ) لام قسم ( لم ينته المنافقون ) عن نفاقهم ( والذين في قلوبهم مرض ) بالزنا ( والمرجفون في المدينة ) المؤمنين بقولهم قد أتاكم العدو وسراياكم قتلوا أو هزموا ( لنغرينك بهم ) لنسلطنك عليهم ( ثم لا يجاورونك ) يساكنونك ( فيها إلا قليلا )
61. ثم يخرجون ( ملعونين ) مبعدين عن الرحمة ( أينما ثقفوا أخذوا ) وجدوا ( وقتلوا تقتيلا سنة ) أي الحكم فيهم هذا على جهة الأمر به
62. ( سنة الله ) أي سن الله ذلك ( في الذين خلوا من قبل ) من الأمم الماضية في منافقيهم المرجفين المؤمنين ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) منه
63. ( يسألك الناس ) أهل مكة ( عن الساعة ) متى تكون ( قل إنما علمها عند الله وما يدريك ) يعلمك بها أي أنت لا تعلمها ( لعل الساعة تكون ) توجد ( قريبا )
64. ( إن الله لعن الكافرين ) أبعدهم ( وأعد لهم سعيرا ) نارا شديدة يدخلونها
65. ( خالدين ) مقدرا خلودهم ( فيها أبدا لا يجدون وليا ) يحفظهم عنها ( ولا نصيرا ) يدفعها عنهم
66. ( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ) للتنبيه ( ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا )
67. ( وقالوا ) أي الأتباع منهم ( ربنا إنا أطعنا سادتنا ) وفي قراءة ساداتنا جمع الجمع ( وكبراءنا فأضلونا السبيلا ) طريق الهدى
68. ( ربنا آتهم ضعفين من العذاب ) ملتي عذابنا ( والعنهم ) عذبهم ( لعنا كبيرا ) عدده وفي قراءة بالموحدة أي عظيما
69. ( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا ) مع نبيكم ( كالذين آذوا موسى ) بقولهم مثلا ما يمنعه أن يغتسل إلا أنه آدر ( فبرأه الله مما قالوا ) بأن وضع ثوبه على حجر ليغتسل ففر الحجر به حتى وقف بين ملأ من بني اسرائيل فأدركه موسى فأخذ ثوبه فاستتر به فرأوه ولا أدرة به وهي نفخة في الخصية ( وكان عند الله وجيها ) ذا جاه ومما أوذي به نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قسم قسما فقال رجل هذه قسمة ما اريد بها وجه الله تعالى فغضب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وقال يرحم الله موسى لقد اوذي بأكثر من هذا فصبر رواه البخاري
70. ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ) صوابا
71. ( يصلح لكم أعمالكم ) يتقبلها ( ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) نال غاية مطلوبة
72. ( إنا عرضنا الأمانة ) الصلوات وغيرها مما في فعلها من الثواب وتركها من العقاب ( على السماوات والأرض والجبال ) بأن خلق فيها فهما ونطقا ( فأبين أن يحملنها وأشفقن ) خفن ( منها وحملها الإنسان ) آدم بعد عرضها عليه ( إنه كان ظلوما ) لنفسه بما حمله ( جهولا ) به
73. ( ليعذب الله ) اللام متعلقة بعرضنا المترتب عليه حمل آدم ( المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ) المضيعين الأمانة ( ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات ) المؤدين الأمانة ( وكان الله غفورا ) للمؤمنين ( رحيما ) بهم
1. ( يا أيها النبي اتق الله ) دم على تقواه ( ولا تطع الكافرين والمنافقين ) فيما يخالف شريعتك ( إن الله كان عليما ) بما يكون من قبل كونه ( حكيما ) فيما يخلقه
2. ( واتبع ما يوحى إليك من ربك ) أي القرآن ( إن الله كان بما تعملون خبيرا ) وفي قراءة بالفوقانية
3. ( وتوكل على الله ) في أمرك ( وكفى بالله وكيلا ) حافظا لك وأمته تبع له في ذلك كله
4. ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) ردا على من قال من الكفار إن له قلبين يعقل بكل منهما أفضل من عقل محمد ( وما جعل أزواجكم اللائي ) بهمزة وياء وبلا ياء ( تظاهرون ) بلا ألف قبل الهاء وبها والتاء الثانية في الأصل مدغمة في الظاء ( منهن ) يقول الواحد مثلا لزوجته أنت علي كظهر أمي ( أمهاتكم ) أي كالأمهات في تحريمها بذلك المعد في الجاهلية طلاقا وإنما تجب به الكفارة بشرطه كما ذكر في سورة المجادلة ( وما جعل أدعياءكم ) جمع دعي وهو من يدعى لغير أبيه ابنا له ( أبناءكم ) حقيقة ( ذلكم قولكم بأفواهكم ) أي اليهود والمنافقين قالوا لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش التي كانت امرأة زيد بن حارثة الذي تبناه النبي صلى الله عليه وسلم قالوا تزوج محمد امرأة ابنه فأكذبهم الله تعالى في ذلك ( والله يقول الحق ) في ذلك ( وهو يهدي السبيل ) سبيل الحق
5. لكن ( ادعوهم لآبائهم هو أقسط ) أعدل ( عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ) بنو عمكم ( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ) في ذلك ( ولكن ) في ( ما تعمدت قلوبكم ) فيه هو بعد النهي ( وكان الله غفورا ) لما كان من قولكم قبل النهي ( رحيما ) بكم في ذلك
6. ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) فيما دعاهم إليه ودعتهم أنفسهم إلى خلافه ( وأزواجه أمهاتهم ) في حرمة نكاحهن ( وأولوا الأرحام ) ذوو القربات ( بعضهم أولى ببعض ) في الارث ( في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين ) أي من الارث بالإيمان والهجرة الذي كان أول الإسلام فنسخ ( إلا ) لكن ( أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا ) بوصية فجائز ( كان ذلك ) نسخ الارث بالإيمان والهجرة بإرث ذوي الأرحام ( في الكتاب مسطورا ) واريد بالكتاب في الموضعين اللوح المحفوظ
7. واذكر ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ) حين أخرجوا من صلب آدم كالذر جمع ذرة وهي أصغر من النمل ( ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ) بأن يعبدوا الله ويدعوا إلى عبادته وذكر الخمسة من عطف الخاص على العام ( وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ) شديدا بالوفاء بما حملوه وهو اليمين بالله تعالى ثم أخذ الميثاق
8. ( ليسأل ) الله ( الصادقين عن صدقهم ) في تبليغ الرسالة تبكيتا للكافرين بهم ( وأعد ) تعالى ( للكافرين ) بهم ( عذابا أليما ) مؤلما هو عطف على أخذنا
9. ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود ) من الكفار متحزبون أيام حفر الخندق ( فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ) من الملائكة ( وكان الله بما تعملون ) بالتاء من حفر الخندق وبالياء من تحزيب المشركين ( بصيرا )
10. ( إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم ) من أعلى الوادي وأسفله من المشرق والمغرب ( وإذ زاغت الأبصار ) مالت عن كل شيء إلى عدوها من كل جانب ( وبلغت القلوب الحناجر ) جمع حنجرة وهي منتهى الحلقوم من شدة الخوف ( وتظنون بالله الظنونا ) المختلفة بالنصر واليأس
11. ( هنالك ابتلي المؤمنون ) اختبروا لتبين المخلص من غبره ( وزلزلوا ) حركوا ( زلزالا شديدا ) من شدة الفزع
12. واذكر ( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ) ضعف اعتقاد ( ما وعدنا الله ورسوله ) بالنصر ( إلا غرورا ) باطلا
13. ( وإذ قالت طائفة منهم ) أي المنافقين ( يا أهل يثرب ) هي أرض المدينة ولم تصرف للعملية ووزن الفعل ( لا مقام لكم ) بضم الميم وفتحها لا إقامة ولا مكانة ( فارجعوا ) إلى منازلكم من المدينة وكانوا خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى سلع جبل خارج المدينة للقتال ( ويستأذن فريق منهم النبي ) في الرجوع ( يقولون إن بيوتنا عورة ) غير حصينة يخشى عليها قال تعالى ( وما هي بعورة إن ) ما ( يريدون إلا فرارا ) من القتال
14. ( ولو دخلت ) المدينة ( عليهم من أقطارها ) نواحيها ( ثم سئلوا ) سألهم الداخلون ( الفتنة ) الشرك ( لآتوها ) بالمد والقصر أعطوها وفعلوها ( وما تلبثوا بها إلا يسيرا )
15. ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤولا ) عن الوفاء به
16. ( قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا ) إن فررتم ( لا تمتعون ) في الدنيا بعد فراركم ( إلا قليلا ) بقية آجالكم
17. ( قل من ذا الذي يعصمكم ) يجيركم ( من الله إن أراد بكم سوء ) هلاكا وهزيمة ( أو ) يصيبكم بسوء إن ( أراد ) الله ( بكم رحمة ) خيرا ( ولا يجدون لهم من دون الله ) غيره ( وليا ) ينفعهم ( ولا نصيرا ) يدفع الضر عنهم
18. ( قد يعلم الله المعوقين ) المثبطين ( منكم والقائلين لإخوانهم هلم ) تعالوا ( إلينا ولا يأتون البأس ) القتال ( إلا قليلا ) رياء وسمعة
19. ( أشحة عليكم ) بالمعاونة جمع شحيح وهو الحال من ضمير يأتون ( فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي ) كنظر أو كدوران الذي ( يغشى عليه من الموت ) أي سكراته ( فإذا ذهب الخوف ) وحيزت الغنائم ( سلقوكم ) آذوكم أو ضربوكم ( بألسنة حداد أشحة على الخير ) أي الغنيمة يطلبونها ( أولئك لم يؤمنوا ) حقيقة ( فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك ) الاحباط ( على الله يسيرا ) بإرادته
20. ( يحسبون الأحزاب ) من الكفار ( لم يذهبوا ) إلى مكة لخوفهم منهم ( وإن يأت الأحزاب ) كرة أخرى ( يودوا ) يتمنوا ( لو أنهم بادون في الأعراب ) كائنون في البادية ( يسألون عن أنبائكم ) أخباركم مع الكفار ( ولو كانوا فيكم ) هذه الكرة ( ما قاتلوا إلا قليلا ) رياء وخوفا من التعبير
21. ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة ) بكسر الهمزة وضمها ( حسنة ) اقتداء به في القتال والثبات في مواطنه ( لمن ) بدل من لكم ( كان يرجوا الله ) يخافه ( واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) بخلاف من ليس كذلك
22. ( ولما رأى المؤمنون الأحزاب ) من الكفار ( قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله ) من الابتلاء والنصر ( وصدق الله ورسوله ) في الوعد ( وما زادهم ) ذلك ( إلا إيمانا ) تصديقا بوعد الله ( وتسليما ) لأمره
23. ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) من الثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم ( فمنهم من قضى نحبه ) مات أو قتل في سبيل الله ( ومنهم من ينتظر ) ذلك ( وما بدلوا تبديلا ) في العهد وهم بخلاف حال المنافقين
24. ( ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء ) بأن يميتهم على نفاقهم ( أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا ) لمن تاب ( رحيما ) به
25. ( ورد الله الذين كفروا ) الأحزاب ( بغيظهم لم ينالوا خيرا ) مرادهم من الظفر بالمؤمنين ( وكفى الله المؤمنين القتال ) بالريح والملائكة ( وكان الله قويا ) على إيجاد ما يريده ( عزيزا ) غالبا على أمره
26. ( وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب ) أي قؤيظة ( من صياصيهم ) حصونهم جمع صيصية وهو ما يتحصن به ( وقذف في قلوبهم الرعب ) الخوف ( فريقا تقتلون ) منهم وهم المقاتلة ( وتأسرون فريقا ) منهم أي الذراري
27. ( وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤوها ) بعد وهي خيبر اخذت بعد قريظة ( وكان الله على كل شيء قديرا )
28. ( يا أيها النبي قل لأزواجك ) وهن تسع وطلبن منه من زينة الدنيا ما ليس عنده ( إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن ) أي متعة الطلاق ( وأسرحكن سراحا جميلا ) اطلقكن من غير ضرار
29. ( وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة ) الجنة ( فإن الله أعد للمحسنات منكن ) بإرادة الآخرة ( أجرا عظيما ) الجنة فاخترن الآخرة على الدنيا
30. ( يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة ) بفتح الياء وكسرها أي بينت أو هي بينة ( يضاعف ) وفي قراءة يضعف بالتشديد وفي أخرى نضعف بالنون معه ونصب العذاب ( لها العذاب ضعفين ) ضعفي عذاب غيرهن أي مثليه ( وكان ذلك على الله يسيرا )
31. ( ومن يقنت ) يطع ( منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين ) مثلي ثواب غيرهن من النساء وفي قراءة بالتحتانية في تعمل ونؤتها ( وأعتدنا لها رزقا كريما ) في الجنة زيادة
32. ( يا نساء النبي لستن كأحد ) كجماعة ( من النساء إن اتقيتن ) الله فإنكن أعظم ( فلا تخضعن بالقول ) للرجال ( فيطمع الذي في قلبه مرض ) نفاق ( وقلن قولا معروفا ) من غير خضوع
33. ( وقرن ) بكسر الكاف وفتحها ( في بيوتكن ) من القرار وأصله أقررن بكسر الراء وفتحها من قررت بفتح الراء وكسرها نقلت حركة الراء إلى القاف وحذفت مع همزة الوصل ( ولا تبرجن ) بترك إحدى التاءين من أصله ( تبرج الجاهلية الأولى ) أي ما قبل الإسلام من إظهار النساء محاسنهن للرجال والإظهار بعد الإسلام مذكور في آية ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ( وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ) الإثم يا ( أهل البيت ) نساء النبي صلى الله عليه وسلم ( ويطهركم ) منه ( تطهيرا )
34. ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله ) القرآن ( والحكمة ) السنة ( إن الله كان لطيفا ) بأوليائه ( خبيرا ) بجميع خلقه
35. ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات ) المطيعات ( والصادقين والصادقات ) في الإيمان ( والصابرين والصابرات ) على الطاعات ( والخاشعين ) المتواضعين ( والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات ) عن الحرام ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة ) للمعاصي ( وأجرا عظيما ) على الطاعات
36. ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون ) بالتاء والياء ( لهم الخيرة ) الاختيار ( من أمرهم ) خلاف أمر الله ورسوله نزلت في عبد الله بن جحش واخته زينب خطبها النبي لزيد بن حارثة فكرها ذلك حين علما لظنهما قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبها لنفسه ثم رضيا للآية ( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) بينا فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد ثم وقع بصره عليها بعد حين فوقع في نفسه حبها وفي نفس زيد كراهتها ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم أريد فراقها فقال أمسك عليك زوجك كما قال تعالى
37. ( وإذ ) منصوب باذكر ( تقول للذي أنعم الله عليه ) بالإسلام ( وأنعمت عليه ) بالاعتاق وهو زيد بن حارثة كان من سبي الجاهلية اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وأعتقه وتبناه ( أمسك عليك زوجك واتق الله ) في أمر طلاقها ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) مظهره من محبتها وأن لو فارقها زيد تزوجتها ( وتخشى الناس ) أن يقولوا تزوج زوجة ابنه ( والله أحق أن تخشاه ) في كل شيء وتزوجها ولا عليك من قول الناس ثم طلقها زيد وانقضت عدتها قال تعالى ( فلما قضى زيد منها وطرا ) حاجة ( زوجناكها ) فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم بغير إذن وأشبع المسلمين خبزا ولحما ( لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر ) مقضيه ( الله )
38. ( ما كان على النبي من حرج فيما فرض ) أحل ( الله له سنة الله ) أي كسنة الله فنصب بنزع الخافض ( في الذين خلوا من قبل ) من الأنبياء أن لا حرج عليهم في ذلك توسعة لهم في النكاح ( وكان أمر الله ) فعله ( قدرا مقدورا ) مقضيا
39. ( الذين ) نعت للذين قبله ( يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ) فلا يخشون مقالة الناس فيما أحل الله لهم ( وكفى بالله حسيبا ) حافظا لأعمال خلقه ومحاسبتهم
40. ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ) فليس أبا زيد أي والده فلا يحرم عليه التزوج بزوجته زينب ( ولكن ) كان ( رسول الله وخاتم النبيين ) فلا يكون له ابن رجل بعده يكون نبيا وفي قراءة بفتح التاء كآلة الختم أي به ختموا ( وكان الله بكل شيء عليما ) منه بأن لا نبي بعده وإذا نزل السيد عيسى يحكم بشريعته
41. ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا )
42. ( وسبحوه بكرة وأصيلا ) أول النهار وآخره
43. ( هو الذي يصلي عليكم ) يرحمكم ( وملائكته ) يستغفرون لكم ( ليخرجكم ) ليديم إخراجه إياكم ( من الظلمات ) الكفر ( إلى النور ) الإيمان ( وكان بالمؤمنين رحيما )
44. ( تحيتهم ) منه تعالى ( يوم يلقونه سلام ) بلسان الملائكة ( وأعد لهم أجرا كريما ) هو الجنة
45. ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ) على من أرسلت ( ومبشرا ) من صدقك بالجنة ( ونذيرا ) من كذبك بالنار
46. ( وداعيا إلى الله ) إلى طاعته ( بإذنه ) بأمره ( وسراجا منيرا ) أي مثله في الاهتداء به
47. ( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا ) هو الحنة
48. ( ولا تطع الكافرين والمنافقين ) فيما يخالف شريعتك ( ودع ) اترك ( أذاهم ) لا تجازهم عليه إلى أن تؤمر فيهم بأمر ( وتوكل على الله ) فهو كافيك ( وكفى بالله وكيلا ) مفوضا إليه
49. ( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن ) وفي قراءة تماسوهن أي تجامعوهن ( فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ) تحصونها بالأقراء وغيرها ( فمتعوهن ) أعطوهن ما يستمتعن به أي إن لم يسم لهن أصدقة وإلا فلهن نصف المسمى فقط قال ابن عباس وعليه الشافعي ( وسرحوهن سراحا جميلا ) خلوا سبيلهن من غير إضرار
50. ( يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن ) مهورهن ( وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك ) من الكفار بالسبي كصفية وجويرية ( وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك ) بخلاف من لم يهاجرن ( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها ) يطلب نكاحها بغير صداق ( خالصة لك من دون المؤمنين ) النكاح بلفظ الهبة من غير صداق ( قد علمنا ما فرضنا عليهم ) أي المؤمنين ( في أزواجهم ) من الأحكام بأن لا يزيدوا على أربع نسوة ولا يتزوجوا إلا بولي وشهود ومهر وفي ( وما ملكت أيمانهم ) من الاماء بشراء وغيره بأن تكون الأمة ممن تحل لمالكها كالكتابية بخلاف المجوسية والوثنية وأن تستبرئ قبل الوطء ( لكيلا ) متعلق بما قبل ذلك ( يكون عليك حرج ) ضيق في النكاح ( وكان الله غفورا ) فيما يعسر التحرز عنه ( رحيما ) بالتوسعة في ذلك
51. ( ترجي ) بالهمزة والياء بدله تؤخر ( من تشاء منهن ) أي ازواجك عن نوبتها ( وتؤوي ) تضم ( إليك من تشاء ) منهن فتأتيها ( ومن ابتغيت ) طلبت ( ممن عزلت ) من القسمة ( فلا جناح عليك ) في طلبها وضمها إليك خير في ذلك بعد أن كان القسم واجبا عليه ( ذلك ) التخيير ( أدنى ) أقرب إلى ( أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن ) ما ذكر المخير فيه ( كلهن ) تأكيد للفاعل في يرضين ( والله يعلم ما في قلوبكم ) من أمر النساء والميل إلى بعضهن وإنما خيرناك فيهن تيسيرا عليك في كل مما أردت ( وكان الله عليما ) بخلقه ( حليما ) عن عقابهم
52. ( لا يحل ) بالتاء والياء ( لك النساء من بعد ) بعد التسع التي اخترنك ( ولا أن تبدل ) بترك إحدى التاين في الأصل ( بهن من أزواج ) بأن تطلقهن أو بعضهن وتنكح بدل من طلقت ( ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك ) من الاماء فتحل لك وقد ملك صلى الله عليه وسلم بعدهن مارية وولدت له إبراهيم ومات في حياته ( وكان الله على كل شيء رقيبا ) حفيظا
53. ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) في الدخول بالدعاء ( إلى طعام ) فتدخلوا ( غير ناظرين ) منتظرين ( إناه ) نضجه مصدر أنى يأني ( ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا ) تمكثوا ( مستأنسين لحديث ) من بعضكم لبعض ( إن ذلكم ) المكث ( كان يؤذي النبي فيستحيي منكم ) أن يخرجكم ( والله لا يستحيي من الحق ) أن يخرجكم أي لا يترك بيانه وقرىء يستحي بياء واحدة ( وإذا سألتموهن ) أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ( متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ) ستر ( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) من الخواطر المريبة ( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ) بشيء ( ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله ) ذنبا ( عظيما )
54. ( إن تبدوا شيئا أو تخفوه ) من نكاحهن بعده ( فإن الله كان بكل شيء عليما ) فيجازيكم عليه
55. ( لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ) أي المؤمنات ( ولا ما ملكت أيمانهن ) من الاماء والعبيد أن يروهن ويكلموهن من غير حجاب ( واتقين الله ) فيما امرتن به ( إن الله كان على كل شيء شهيدا ) لا يخفى عليه شيء
56. ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) محمد صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) أي قولوا اللهم صل على محمد وسلم
57. ( إن الذين يؤذون الله ورسوله ) وهم الكفار يصفون الله بما هو منزه عنه من الولد والشريك ويكذبون رسوله ( لعنهم الله في الدنيا والآخرة ) أبعدهم ( وأعد لهم عذابا مهينا ) ذا إهانة وهو النار
58. ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ) يرمونهم بغير ما عملوا ( فقد احتملوا بهتانا ) تحملوا كذبا ( وإثما مبينا ) بينا
59. ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحدة ( ذلك أدنى ) أقرب إلى ( أن يعرفن ) بأنهن حرائر ( فلا يؤذين ) بالتعرض لهن بخلاف الاماء فلا يغطين وجوههن فكان المنافقون يتعرضون لهن ( وكان الله غفورا ) لما سلف منهن لترك الستر ( رحيما ) بهن إذ سترهن
60. ( لئن ) لام قسم ( لم ينته المنافقون ) عن نفاقهم ( والذين في قلوبهم مرض ) بالزنا ( والمرجفون في المدينة ) المؤمنين بقولهم قد أتاكم العدو وسراياكم قتلوا أو هزموا ( لنغرينك بهم ) لنسلطنك عليهم ( ثم لا يجاورونك ) يساكنونك ( فيها إلا قليلا )
61. ثم يخرجون ( ملعونين ) مبعدين عن الرحمة ( أينما ثقفوا أخذوا ) وجدوا ( وقتلوا تقتيلا سنة ) أي الحكم فيهم هذا على جهة الأمر به
62. ( سنة الله ) أي سن الله ذلك ( في الذين خلوا من قبل ) من الأمم الماضية في منافقيهم المرجفين المؤمنين ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) منه
63. ( يسألك الناس ) أهل مكة ( عن الساعة ) متى تكون ( قل إنما علمها عند الله وما يدريك ) يعلمك بها أي أنت لا تعلمها ( لعل الساعة تكون ) توجد ( قريبا )
64. ( إن الله لعن الكافرين ) أبعدهم ( وأعد لهم سعيرا ) نارا شديدة يدخلونها
65. ( خالدين ) مقدرا خلودهم ( فيها أبدا لا يجدون وليا ) يحفظهم عنها ( ولا نصيرا ) يدفعها عنهم
66. ( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ) للتنبيه ( ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا )
67. ( وقالوا ) أي الأتباع منهم ( ربنا إنا أطعنا سادتنا ) وفي قراءة ساداتنا جمع الجمع ( وكبراءنا فأضلونا السبيلا ) طريق الهدى
68. ( ربنا آتهم ضعفين من العذاب ) ملتي عذابنا ( والعنهم ) عذبهم ( لعنا كبيرا ) عدده وفي قراءة بالموحدة أي عظيما
69. ( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا ) مع نبيكم ( كالذين آذوا موسى ) بقولهم مثلا ما يمنعه أن يغتسل إلا أنه آدر ( فبرأه الله مما قالوا ) بأن وضع ثوبه على حجر ليغتسل ففر الحجر به حتى وقف بين ملأ من بني اسرائيل فأدركه موسى فأخذ ثوبه فاستتر به فرأوه ولا أدرة به وهي نفخة في الخصية ( وكان عند الله وجيها ) ذا جاه ومما أوذي به نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قسم قسما فقال رجل هذه قسمة ما اريد بها وجه الله تعالى فغضب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وقال يرحم الله موسى لقد اوذي بأكثر من هذا فصبر رواه البخاري
70. ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ) صوابا
71. ( يصلح لكم أعمالكم ) يتقبلها ( ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) نال غاية مطلوبة
72. ( إنا عرضنا الأمانة ) الصلوات وغيرها مما في فعلها من الثواب وتركها من العقاب ( على السماوات والأرض والجبال ) بأن خلق فيها فهما ونطقا ( فأبين أن يحملنها وأشفقن ) خفن ( منها وحملها الإنسان ) آدم بعد عرضها عليه ( إنه كان ظلوما ) لنفسه بما حمله ( جهولا ) به
73. ( ليعذب الله ) اللام متعلقة بعرضنا المترتب عليه حمل آدم ( المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ) المضيعين الأمانة ( ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات ) المؤدين الأمانة ( وكان الله غفورا ) للمؤمنين ( رحيما ) بهم
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
34. سورة سبأ
1. ( الحمد لله ) حمد تعالى نفسه بذلك والمراد به الثناء بمضمونه من ثبوت الحمد وهو الوصف بالجميل لله تعالى ( الذي له ما في السماوات وما في الأرض ) ملكا وخلقا ( وله الحمد في الآخرة ) كالدنيا يحمده أولياؤه إذا دخلوا الجنة ( وهو الحكيم ) في فعله ( الخبير ) بخلقه
2. ( يعلم ما يلج ) يدخل ( في الأرض ) كماء وغيره ( وما يخرج منها ) كنبات وغيره ( وما ينزل من السماء ) من رزق وغيره ( وما يعرج ) يصعد ( فيها ) من عمل وغيره ( وهو الرحيم ) بأوليائه ( الغفور ) لهم
3. ( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة ) القيامة ( قل ) لهم ( بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب ) بالجر صفة والرفع خبر مبتدأ وعلام بالجر ( لا يعزب ) يغيب ( عنه مثقال ) وزن ( ذرة ) أصغر نملة ( في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) بين هو اللوح المحفوظ
4. ( ليجزي ) فيها ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم ) حسن في الجنة
5. ( والذين سعوا في ) إبطال ( آياتنا ) القرآن ( معاجزين ) وفي قراءة هنا وفيما يأتي معاجزين أي مقدرين عجزنا أو مسابقين لنا فيفوتوننا لظنهم أن لا بعث ولا عقاب ( أولئك لهم عذاب من رجز ) سيء العذاب ( أليم ) مؤلم بالجر والرفع صفة لرجز أو عذاب
6. ( ويرى ) يعلم ( الذين أوتوا العلم ) مؤمنو أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه ( الذي أنزل إليك من ربك ) أي القرآن ( هو ) فصل ( الحق ويهدي إلى صراط ) طريق ( العزيز الحميد ) أي الله ذي العزة المحمود
7. ( وقال الذين كفروا ) أي قال بعضهم على جهة التعجيب لبعض ( هل ندلكم على رجل ) هو محمد ( ينبئكم ) يخبركم أنكم ( إذا مزقتم ) قطعتم ( كل ممزق ) بمعنى تمزيق ( إنكم لفي خلق جديد )
8. ( أفترى ) بفتح الهمزة للاستفهام واستغني بها عن همزة الوصل ( على الله كذبا ) في ذلك ( أم به جنة ) جنون تخيل به ذلك قال تعالى ( بل الذين لا يؤمنون بالآخرة ) المشتملة على البعث والعذاب ( في العذاب ) فيها ( والضلال البعيد ) عن الحق في الدنيا
9. ( أفلم يروا ) ينظروا ( إلى ما بين أيديهم وما خلفهم ) ما فوقهم وما تحتهم ( من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا ) بسكون السين وفتحها قطعة ( من السماء ) وفي قراءة في الأفعال الثلاثة بالياء ( إن في ذلك ) المرئي ( لآية لكل عبد منيب ) راجع إلى ربه تدل على قدرة الله على البعث وما يشاء
10. ( ولقد آتينا داود منا فضلا ) نبوة وكتابا وقلنا ( يا جبال أوبي ) رجعي ( معه ) بالتسبيح ( والطير ) بالنصب عطفا على محل الجبال أي ودعوناها تسبح معه ( وألنا له الحديد ) فكان في يده كالعجين
11. وقلنا ( أن اعمل ) منه ( سابغات ) دروعا كوامل يجرها لابسها على الارض ( وقدر في السرد ) أي نسج الدروع قيل لصانعها سراد أي أجعله بحيث تتناسب حلقه ( واعملوا ) أي آل داود معه ( صالحا إني بما تعملون بصير ) فأجازيكم به
12. سخرنا ( ولسليمان الريح ) وقراءة الرفع بتقدير تسخير ( غدوها ) مسيرها من الغدوة بمعنى الصباح إلى الزوال ( شهر ورواحها ) سيرها من الزوال إلى الغروب ( شهر ) أي مسيرته ( وأسلنا ) أذبنا ( له عين القطر ) أي النحاس فأجريت ثلاثة أيام بلياليهن كجري الماء وعمل الناس إلى اليوم مما أعطي سليمان ( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ) بأمر ( ربه ومن يزغ ) يعدل ( منهم عن أمرنا ) له بطاعته ( نذقه من عذاب السعير ) النار في الآخرة وقيل في الدنيا بأن يضربه ملك بسوط منها ضربة تحرقه
13. ( يعملون له ما يشاء من محاريب ) أبنية مرتفعة يصعد إليها بدرج ( وتماثيل ) جمع تمثال وهو كل شيء مثلته بشيء أي صور من نحاس وزجاج ورخام ولم يكن اتخاذ الصور حراما في سريعته ( وجفان ) جمع جفنة ( كالجواب ) جمع جابية وهو حوض كبير يجتمع على الجفنة ألف رجل يأكلون منها ( وقدور راسيات ) ثابتات لها قوائم لا تتحرك عن أماكنها تتخذ من الجبال باليمن يصعد إليها بالسلالم وقلنا ( اعملوا ) يا ( آل داود ) بطاعة الله ( شكرا ) له على ما آتاكم ( وقليل من عبادي الشكور ) العامل بطاعتي شكرا لنعمتي
14. ( فلما قضينا عليه ) على سليمان ( الموت ) أي مات ومكث قائما على عصاه حولا ميتا والجن تعمل تلك الأعمال الشاقة على عادتها لا تشعر بموته حتى أكلت الإرضة عصاه فخر ميتا ( ما دلهم على موته إلا دابة الأرض ) مصدر ارضيت الخشبة بالبناء للمفعول أكلتها الإرضة ( تأكل منسأته ) بالهمزة وتركه بألف عصاه لأنها ينسأ يطرد ويزجر بها ( فلما خر ) ميتا ( تبينت الجن ) انكشف لهم ( أن ) مخففة أنهم ( لو كانوا يعلمون الغيب ) ومنه ما غاب عنهم من موت سليمان ( ما لبثوا في العذاب المهين ) العمل الشاق لهم لظنهم حياته خلاف ظنهم علم الغيب وعلم كونه سنة بحساب ما أكلته الارضة من العصا بعد موته يوما وليلة مثلا
15. ( لقد كان لسبأ ) بالصرف وعدمه قبيلة سميت بإسم جد لهم من العرب ( في مسكنهم ) باليمن ( آية ) دالة على قدرة الله تعالى ( جنتان ) بدل ( عن يمين وشمال ) عن يمين واديهم وشماله وقيل لهم ( كلوا من رزق ربكم واشكروا له ) على ما رزقكم من النعمة في ارض سبأ ( بلدة طيبة ) ليس فيها سباخ ولا بعوضة ولا ذبابة ولا برغوث ولا عقرب ولا حية ويمر الغريب فيها وفي ثيابه قمل فيموت لطيب هوائها ( ورب غفور )
16. ( فأعرضوا ) عن شكره وكفروا ( فأرسلنا عليهم سيل العرم ) جمع عرمة ما يمسك الماء من بناء وغيره إلى وقت حاجته أي سيل واديهم الممسوك بما ذكر فأغرق جنتيهم وأموالهم ( وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي ) تثنية ذوات مفرد على الأصل ( أكل خمط ) مر بإضافة أكل بمعنى مأكول وتركها وبعطف عليه ( وأثل وشيء من سدر قليل )
17. ( ذلك ) التبديل ( جزيناهم بما كفروا ) بكفرهم ( وهل نجازي إلا الكفور ) بالياء والنون مع كسر الزاي ونصب الكفور أي ما يناقش إلا هو
18. ( وجعلنا بينهم ) سبأ وهم باليمن ( وبين القرى التي باركنا فيها ) بالماء والشجر وهي قرى الشام التي يسيرون إليها للتجارة ( قرى ظاهرة ) متواصلة من اليمن إلى الشام ( وقدرنا فيها السير ) بحيث يقيلون في واحدة ويبيتون في أخرى إلى انتهاء سفرهم ولا يحتاجون فيه إلى حمل زاد وماء أي وقلنا ( سيروا فيها ليالي وأياما آمنين ) لا تخافون في ليل ولا في نهار
19. ( فقالوا ربنا باعد ) وفي قراءة باعد ( بين أسفارنا ) إلى الشام اجعلها مفاوز ليتطاولوا على الفقراء بركوب الرواحل وحمل الزاد والماء فبطروا النعمة ( وظلموا أنفسهم ) بالكفر ( فجعلناهم أحاديث ) لمن بعدهم في ذلك ( ومزقناهم كل ممزق ) فرقناهم في البلاد كل التفريق ( إن في ذلك ) المذكور ( لآيات ) عبرا ( لكل صبار ) عن المعاصي ( شكور ) على النعم
20. ( ولقد صدق ) بالتخفيف والتشديد ( عليهم ) أي الكفار منهم سبأ ( إبليس ظنه ) أنهم بإغوائه يتبعونه ( فاتبعوه ) فصدق بالتخفيف في ظنه أي وجده صادقا ( إلا ) بمعنى لكن ( فريقا من المؤمنين ) للبيان أي هم المؤمنون لم يتبعوه
21. ( وما كان له عليهم من سلطان ) تسليط ( إلا لنعلم ) علم ظهور ( من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك ) فنجازي كلا منهما ( وربك على كل شيء حفيظ ) رقيب
22. ( قل ) يا محمد لكفار مكة ( ادعوا الذين زعمتم ) أي زعمتموهم آلهة ( من دون الله ) غيره لينفعوكم بزعمكم قال تعالى فيهم ( لا يملكون مثقال ) وزن ( ذرة ) من خير أو شر ( في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك ) شركة ( وما له ) تعالى ( منهم ) من الآلهة ( من ظهير ) معين
23. ( ولا تنفع الشفاعة عنده ) تعالى رد لقولهم إن آلهتهم تشفع عنده ( إلا لمن أذن ) بفتح الهمزة وضمها ( له ) فيها ( حتى إذا فزع ) بالبناء للفاعل والمفعول ( عن قلوبهم ) كشف عنها الفزع بالاذن فيها ( قالوا ) قال بعضهم لبعض استبشارا ( ماذا قال ربكم ) فيها ( قالوا ) القول ( الحق ) أي قد أذن فيها ( وهو العلي ) فوق خلقه بالقهر ( الكبير ) العظيم
24. ( قل من يرزقكم من السماوات ) المطر ( والأرض ) النبات ( قل الله ) إن لم يقولوه لا جواب غيره ( وإنا أو إياكم ) أي أحد الفريقين ( لعلى هدى أو في ضلال مبين ) بين في الابهام تلطف بهم داعيا إلى الإيمان إذا وفقوا له
25. ( قل لا تسألون عما أجرمنا ) اذنبنا ( ولا نسأل عما تعملون ) لأنا بريئون منكم
26. ( قل يجمع بيننا ربنا ) يوم القيامة ( ثم يفتح ) يحكم ( بيننا بالحق ) فيدخل المحقين الجنة والمبطلين النار ( وهو الفتاح ) الحاكم ( العليم ) بما يحكم به
27. ( قل أروني ) أعلموني ( الذين ألحقتم به شركاء ) في العبادة ( كلا ) ردع لهم عن اعتقاد شريك له ( بل هو الله العزيز ) الغالب على أمره ( الحكيم ) في تدبره لخلقه فلا يكون له شريك في ملكه
28. ( وما أرسلناك إلا كافة ) حال من الناس قدم للاهتمام ( للناس بشيرا ) مبشرا للمؤمنين بالجنة ( ونذيرا ) منذرا للكافرين بالعذاب ( ولكن أكثر الناس ) أي كفار مكة ( لا يعلمون ) ذلك
29. ( ويقولون متى هذا الوعد ) بالعذاب ( إن كنتم صادقين ) فيه
30. ( قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون ) عليه وهو يوم القيامة
31. ( وقال الذين كفروا ) من أهل مكة ( لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ) أي تقدمه كالتوراة والانجيل الدالين على البعث لانكارهم له قال تعالى فيهم ( ولو ترى ) يامحمد ( إذ الظالمون ) الكافرون ( موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا ) الأتباع ( للذين استكبروا ) الرؤساء ( لولا أنتم ) صددتمونا عن الإيمان ( لكنا مؤمنين ) بالنبي
32. ( قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم ) لا ( بل كنتم مجرمين ) في انفسكم
33. ( وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار ) أي مكر فيهما منكم بنا ( إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا ) شركاء ( وأسروا ) أي الفريقان ( الندامة ) على ترك الإيمان به ( لما رأوا العذاب ) أي أخفاها كل عن رفيقه مخافة التعبير ( وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا ) في النار ( هل ) ما ( يجزون إلا ) جزاء ( ما كانوا يعملون ) في الدنيا
34. ( وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها ) رؤساؤها المتنعمون ( إنا بما أرسلتم به كافرون )
35. ( وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا ) ممن آمن ( وما نحن بمعذبين )
36. ( قل إن ربي يبسط الرزق ) يوسعه ( لمن يشاء ) امتحانا ( ويقدر ) يضيقه لمن يشاء ابتلاء ( ولكن أكثر الناس ) أي كفار مكة ( لا يعلمون ) ذلك
37. ( وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى ) قربى أي تقريبا ( إلا ) لكن ( من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا ) أي جزاء العمل الحسنة مثلا بعشر فأكثر ( وهم في الغرفات ) من الجنة ( آمنون ) من الموت وغيره وفي قراءة الغرفة بمعنى الجمع
38. ( والذين يسعون في آياتنا ) القرآن بالابطال ( معاجزين ) لنا مقدرين عجزنا وأنهم يفوتونا ( أولئك في العذاب محضرون )
39. ( قل إن ربي يبسط الرزق ) يوسعه ( لمن يشاء من عباده ) امتحانا ( ويقدر ) يضيقه ( له ) بعد البسط أو لمن يشاء ابتلاءه ( وما أنفقتم من شيء ) في الخير ( فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) يقال كل إنسان يروق عائلته أي برزق الله
40. واذكر ( ويوم يحشرهم جميعا ) أي المشركين ( ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الأولى ياء وإسقاطها ( كانوا يعبدون )
41. ( قالوا سبحانك ) تنزيها لك عن الشريك ( أنت ولينا من دونهم ) أي لا موالاة بيننا وبينهم من جهتنا ( بل ) للانتقال ( كانوا يعبدون الجن ) الشياطين أي يطيعونهم في عبادتهم إيانا ( أكثرهم بهم مؤمنون ) مصدقون فيما يقولون لهم
42. ( فاليوم لا يملك بعضكم لبعض ) أي بعض المعبودين لبعض العابدين ( نفعا ) شفاعة ( ولا ضرا ) تعذيبا ( ونقول للذين ظلموا ) كفروا ( ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون )
43. ( وإذا تتلى عليهم آياتنا ) القرآن ( بينات ) واضحات بلسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم ) من الأصنام ( وقالوا ما هذا ) القرآن ( إلا إفك ) كذب ( مفترى ) على الله ( وقال الذين كفروا للحق ) القرآن ( لما جاءهم إن ) ما ( هذا إلا سحر مبين ) بين
44. ( وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير ) فمن أين يكذبوك
45. ( وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا ) أي هؤلاء ( معشار ما آتيناهم ) من القوة وطول العمر وكثرة المال ( فكذبوا رسلي ) إليهم ( فكيف كان نكير ) إنكاري عليهم بالعقوبة والاهلاك أي هو واقع موقعه
46. ( قل إنما أعظكم بواحدة ) هي ( أن تقوموا لله ) لأجله ( مثنى ) أي اثنين اثنين ( وفرادى ) واحدا واحدا ( ثم تتفكروا ) فتعلموا ( ما بصاحبكم ) محمد ( من جنة ) جنون ( إن ) ما ( هو إلا نذير لكم بين يدي ) أي قبل ( عذاب شديد ) في الآخرة إن عصيتموه
47. ( قل ) لهم ( ما سألتكم ) على الانذار والتبليغ ( من أجر فهو لكم ) أي لا أسألكم عليه أجرا ( إن أجري ) ما ثوابي ( إلا على الله وهو على كل شيء شهيد ) مطلع بعلم صدقي
48. ( قل إن ربي يقذف بالحق ) يلقيه إلى أنبيائه ( علام الغيوب ) ما غاب عن خلقه في السموات والأرض
49. ( قل جاء الحق ) الإسلام ( وما يبديء الباطل ) الكفر ( وما يعيد ) أي لم يبق له أثر
50. ( قل إن ضللت ) عن الحق ( فإنما أضل على نفسي ) أي إثم ضلالي عليها ( وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي ) من القرآن والحكمة ( إنه سميع ) للدعاء ( قريب )
51. ( ولو ترى ) يا محمد ( إذ فزعوا ) عند البعث لرأيت أمرا عظيما ( فلا فوت ) لهم منا أي لا يفوتونا ( وأخذوا من مكان قريب ) أي القبور
52. ( وقالوا آمنا به ) بمحمد أو القرآن ( وأنى لهم التناوش ) بواو وبالهمزة بدلها أي تناول الإيمان ( من مكان بعيد ) عن محله إذ هم في الآخرة ومحله الدنيا
53. ( وقد كفروا به من قبل ) في الدنيا ( ويقذفون ) يرمون ( بالغيب من مكان بعيد ) أي بما غاب علمه عنهم غيبة بعيدة حيث قالوا في النبي ساحر شاعر كاهن وفي القرآن سحر شعر كهانة
54. ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون ) من الإيمان أي قبوله ( كما فعل بأشياعهم ) أشباههم في الكفر ( من قبل ) أي قبلهم ( إنهم كانوا في شك مريب ) موقع في الريبة لهم فيما آمنوا به الآن ولم يعتدوا بدلائله في الدنيا
1. ( الحمد لله ) حمد تعالى نفسه بذلك والمراد به الثناء بمضمونه من ثبوت الحمد وهو الوصف بالجميل لله تعالى ( الذي له ما في السماوات وما في الأرض ) ملكا وخلقا ( وله الحمد في الآخرة ) كالدنيا يحمده أولياؤه إذا دخلوا الجنة ( وهو الحكيم ) في فعله ( الخبير ) بخلقه
2. ( يعلم ما يلج ) يدخل ( في الأرض ) كماء وغيره ( وما يخرج منها ) كنبات وغيره ( وما ينزل من السماء ) من رزق وغيره ( وما يعرج ) يصعد ( فيها ) من عمل وغيره ( وهو الرحيم ) بأوليائه ( الغفور ) لهم
3. ( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة ) القيامة ( قل ) لهم ( بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب ) بالجر صفة والرفع خبر مبتدأ وعلام بالجر ( لا يعزب ) يغيب ( عنه مثقال ) وزن ( ذرة ) أصغر نملة ( في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) بين هو اللوح المحفوظ
4. ( ليجزي ) فيها ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم ) حسن في الجنة
5. ( والذين سعوا في ) إبطال ( آياتنا ) القرآن ( معاجزين ) وفي قراءة هنا وفيما يأتي معاجزين أي مقدرين عجزنا أو مسابقين لنا فيفوتوننا لظنهم أن لا بعث ولا عقاب ( أولئك لهم عذاب من رجز ) سيء العذاب ( أليم ) مؤلم بالجر والرفع صفة لرجز أو عذاب
6. ( ويرى ) يعلم ( الذين أوتوا العلم ) مؤمنو أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه ( الذي أنزل إليك من ربك ) أي القرآن ( هو ) فصل ( الحق ويهدي إلى صراط ) طريق ( العزيز الحميد ) أي الله ذي العزة المحمود
7. ( وقال الذين كفروا ) أي قال بعضهم على جهة التعجيب لبعض ( هل ندلكم على رجل ) هو محمد ( ينبئكم ) يخبركم أنكم ( إذا مزقتم ) قطعتم ( كل ممزق ) بمعنى تمزيق ( إنكم لفي خلق جديد )
8. ( أفترى ) بفتح الهمزة للاستفهام واستغني بها عن همزة الوصل ( على الله كذبا ) في ذلك ( أم به جنة ) جنون تخيل به ذلك قال تعالى ( بل الذين لا يؤمنون بالآخرة ) المشتملة على البعث والعذاب ( في العذاب ) فيها ( والضلال البعيد ) عن الحق في الدنيا
9. ( أفلم يروا ) ينظروا ( إلى ما بين أيديهم وما خلفهم ) ما فوقهم وما تحتهم ( من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا ) بسكون السين وفتحها قطعة ( من السماء ) وفي قراءة في الأفعال الثلاثة بالياء ( إن في ذلك ) المرئي ( لآية لكل عبد منيب ) راجع إلى ربه تدل على قدرة الله على البعث وما يشاء
10. ( ولقد آتينا داود منا فضلا ) نبوة وكتابا وقلنا ( يا جبال أوبي ) رجعي ( معه ) بالتسبيح ( والطير ) بالنصب عطفا على محل الجبال أي ودعوناها تسبح معه ( وألنا له الحديد ) فكان في يده كالعجين
11. وقلنا ( أن اعمل ) منه ( سابغات ) دروعا كوامل يجرها لابسها على الارض ( وقدر في السرد ) أي نسج الدروع قيل لصانعها سراد أي أجعله بحيث تتناسب حلقه ( واعملوا ) أي آل داود معه ( صالحا إني بما تعملون بصير ) فأجازيكم به
12. سخرنا ( ولسليمان الريح ) وقراءة الرفع بتقدير تسخير ( غدوها ) مسيرها من الغدوة بمعنى الصباح إلى الزوال ( شهر ورواحها ) سيرها من الزوال إلى الغروب ( شهر ) أي مسيرته ( وأسلنا ) أذبنا ( له عين القطر ) أي النحاس فأجريت ثلاثة أيام بلياليهن كجري الماء وعمل الناس إلى اليوم مما أعطي سليمان ( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ) بأمر ( ربه ومن يزغ ) يعدل ( منهم عن أمرنا ) له بطاعته ( نذقه من عذاب السعير ) النار في الآخرة وقيل في الدنيا بأن يضربه ملك بسوط منها ضربة تحرقه
13. ( يعملون له ما يشاء من محاريب ) أبنية مرتفعة يصعد إليها بدرج ( وتماثيل ) جمع تمثال وهو كل شيء مثلته بشيء أي صور من نحاس وزجاج ورخام ولم يكن اتخاذ الصور حراما في سريعته ( وجفان ) جمع جفنة ( كالجواب ) جمع جابية وهو حوض كبير يجتمع على الجفنة ألف رجل يأكلون منها ( وقدور راسيات ) ثابتات لها قوائم لا تتحرك عن أماكنها تتخذ من الجبال باليمن يصعد إليها بالسلالم وقلنا ( اعملوا ) يا ( آل داود ) بطاعة الله ( شكرا ) له على ما آتاكم ( وقليل من عبادي الشكور ) العامل بطاعتي شكرا لنعمتي
14. ( فلما قضينا عليه ) على سليمان ( الموت ) أي مات ومكث قائما على عصاه حولا ميتا والجن تعمل تلك الأعمال الشاقة على عادتها لا تشعر بموته حتى أكلت الإرضة عصاه فخر ميتا ( ما دلهم على موته إلا دابة الأرض ) مصدر ارضيت الخشبة بالبناء للمفعول أكلتها الإرضة ( تأكل منسأته ) بالهمزة وتركه بألف عصاه لأنها ينسأ يطرد ويزجر بها ( فلما خر ) ميتا ( تبينت الجن ) انكشف لهم ( أن ) مخففة أنهم ( لو كانوا يعلمون الغيب ) ومنه ما غاب عنهم من موت سليمان ( ما لبثوا في العذاب المهين ) العمل الشاق لهم لظنهم حياته خلاف ظنهم علم الغيب وعلم كونه سنة بحساب ما أكلته الارضة من العصا بعد موته يوما وليلة مثلا
15. ( لقد كان لسبأ ) بالصرف وعدمه قبيلة سميت بإسم جد لهم من العرب ( في مسكنهم ) باليمن ( آية ) دالة على قدرة الله تعالى ( جنتان ) بدل ( عن يمين وشمال ) عن يمين واديهم وشماله وقيل لهم ( كلوا من رزق ربكم واشكروا له ) على ما رزقكم من النعمة في ارض سبأ ( بلدة طيبة ) ليس فيها سباخ ولا بعوضة ولا ذبابة ولا برغوث ولا عقرب ولا حية ويمر الغريب فيها وفي ثيابه قمل فيموت لطيب هوائها ( ورب غفور )
16. ( فأعرضوا ) عن شكره وكفروا ( فأرسلنا عليهم سيل العرم ) جمع عرمة ما يمسك الماء من بناء وغيره إلى وقت حاجته أي سيل واديهم الممسوك بما ذكر فأغرق جنتيهم وأموالهم ( وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي ) تثنية ذوات مفرد على الأصل ( أكل خمط ) مر بإضافة أكل بمعنى مأكول وتركها وبعطف عليه ( وأثل وشيء من سدر قليل )
17. ( ذلك ) التبديل ( جزيناهم بما كفروا ) بكفرهم ( وهل نجازي إلا الكفور ) بالياء والنون مع كسر الزاي ونصب الكفور أي ما يناقش إلا هو
18. ( وجعلنا بينهم ) سبأ وهم باليمن ( وبين القرى التي باركنا فيها ) بالماء والشجر وهي قرى الشام التي يسيرون إليها للتجارة ( قرى ظاهرة ) متواصلة من اليمن إلى الشام ( وقدرنا فيها السير ) بحيث يقيلون في واحدة ويبيتون في أخرى إلى انتهاء سفرهم ولا يحتاجون فيه إلى حمل زاد وماء أي وقلنا ( سيروا فيها ليالي وأياما آمنين ) لا تخافون في ليل ولا في نهار
19. ( فقالوا ربنا باعد ) وفي قراءة باعد ( بين أسفارنا ) إلى الشام اجعلها مفاوز ليتطاولوا على الفقراء بركوب الرواحل وحمل الزاد والماء فبطروا النعمة ( وظلموا أنفسهم ) بالكفر ( فجعلناهم أحاديث ) لمن بعدهم في ذلك ( ومزقناهم كل ممزق ) فرقناهم في البلاد كل التفريق ( إن في ذلك ) المذكور ( لآيات ) عبرا ( لكل صبار ) عن المعاصي ( شكور ) على النعم
20. ( ولقد صدق ) بالتخفيف والتشديد ( عليهم ) أي الكفار منهم سبأ ( إبليس ظنه ) أنهم بإغوائه يتبعونه ( فاتبعوه ) فصدق بالتخفيف في ظنه أي وجده صادقا ( إلا ) بمعنى لكن ( فريقا من المؤمنين ) للبيان أي هم المؤمنون لم يتبعوه
21. ( وما كان له عليهم من سلطان ) تسليط ( إلا لنعلم ) علم ظهور ( من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك ) فنجازي كلا منهما ( وربك على كل شيء حفيظ ) رقيب
22. ( قل ) يا محمد لكفار مكة ( ادعوا الذين زعمتم ) أي زعمتموهم آلهة ( من دون الله ) غيره لينفعوكم بزعمكم قال تعالى فيهم ( لا يملكون مثقال ) وزن ( ذرة ) من خير أو شر ( في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك ) شركة ( وما له ) تعالى ( منهم ) من الآلهة ( من ظهير ) معين
23. ( ولا تنفع الشفاعة عنده ) تعالى رد لقولهم إن آلهتهم تشفع عنده ( إلا لمن أذن ) بفتح الهمزة وضمها ( له ) فيها ( حتى إذا فزع ) بالبناء للفاعل والمفعول ( عن قلوبهم ) كشف عنها الفزع بالاذن فيها ( قالوا ) قال بعضهم لبعض استبشارا ( ماذا قال ربكم ) فيها ( قالوا ) القول ( الحق ) أي قد أذن فيها ( وهو العلي ) فوق خلقه بالقهر ( الكبير ) العظيم
24. ( قل من يرزقكم من السماوات ) المطر ( والأرض ) النبات ( قل الله ) إن لم يقولوه لا جواب غيره ( وإنا أو إياكم ) أي أحد الفريقين ( لعلى هدى أو في ضلال مبين ) بين في الابهام تلطف بهم داعيا إلى الإيمان إذا وفقوا له
25. ( قل لا تسألون عما أجرمنا ) اذنبنا ( ولا نسأل عما تعملون ) لأنا بريئون منكم
26. ( قل يجمع بيننا ربنا ) يوم القيامة ( ثم يفتح ) يحكم ( بيننا بالحق ) فيدخل المحقين الجنة والمبطلين النار ( وهو الفتاح ) الحاكم ( العليم ) بما يحكم به
27. ( قل أروني ) أعلموني ( الذين ألحقتم به شركاء ) في العبادة ( كلا ) ردع لهم عن اعتقاد شريك له ( بل هو الله العزيز ) الغالب على أمره ( الحكيم ) في تدبره لخلقه فلا يكون له شريك في ملكه
28. ( وما أرسلناك إلا كافة ) حال من الناس قدم للاهتمام ( للناس بشيرا ) مبشرا للمؤمنين بالجنة ( ونذيرا ) منذرا للكافرين بالعذاب ( ولكن أكثر الناس ) أي كفار مكة ( لا يعلمون ) ذلك
29. ( ويقولون متى هذا الوعد ) بالعذاب ( إن كنتم صادقين ) فيه
30. ( قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون ) عليه وهو يوم القيامة
31. ( وقال الذين كفروا ) من أهل مكة ( لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ) أي تقدمه كالتوراة والانجيل الدالين على البعث لانكارهم له قال تعالى فيهم ( ولو ترى ) يامحمد ( إذ الظالمون ) الكافرون ( موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا ) الأتباع ( للذين استكبروا ) الرؤساء ( لولا أنتم ) صددتمونا عن الإيمان ( لكنا مؤمنين ) بالنبي
32. ( قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم ) لا ( بل كنتم مجرمين ) في انفسكم
33. ( وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار ) أي مكر فيهما منكم بنا ( إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا ) شركاء ( وأسروا ) أي الفريقان ( الندامة ) على ترك الإيمان به ( لما رأوا العذاب ) أي أخفاها كل عن رفيقه مخافة التعبير ( وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا ) في النار ( هل ) ما ( يجزون إلا ) جزاء ( ما كانوا يعملون ) في الدنيا
34. ( وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها ) رؤساؤها المتنعمون ( إنا بما أرسلتم به كافرون )
35. ( وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا ) ممن آمن ( وما نحن بمعذبين )
36. ( قل إن ربي يبسط الرزق ) يوسعه ( لمن يشاء ) امتحانا ( ويقدر ) يضيقه لمن يشاء ابتلاء ( ولكن أكثر الناس ) أي كفار مكة ( لا يعلمون ) ذلك
37. ( وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى ) قربى أي تقريبا ( إلا ) لكن ( من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا ) أي جزاء العمل الحسنة مثلا بعشر فأكثر ( وهم في الغرفات ) من الجنة ( آمنون ) من الموت وغيره وفي قراءة الغرفة بمعنى الجمع
38. ( والذين يسعون في آياتنا ) القرآن بالابطال ( معاجزين ) لنا مقدرين عجزنا وأنهم يفوتونا ( أولئك في العذاب محضرون )
39. ( قل إن ربي يبسط الرزق ) يوسعه ( لمن يشاء من عباده ) امتحانا ( ويقدر ) يضيقه ( له ) بعد البسط أو لمن يشاء ابتلاءه ( وما أنفقتم من شيء ) في الخير ( فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) يقال كل إنسان يروق عائلته أي برزق الله
40. واذكر ( ويوم يحشرهم جميعا ) أي المشركين ( ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الأولى ياء وإسقاطها ( كانوا يعبدون )
41. ( قالوا سبحانك ) تنزيها لك عن الشريك ( أنت ولينا من دونهم ) أي لا موالاة بيننا وبينهم من جهتنا ( بل ) للانتقال ( كانوا يعبدون الجن ) الشياطين أي يطيعونهم في عبادتهم إيانا ( أكثرهم بهم مؤمنون ) مصدقون فيما يقولون لهم
42. ( فاليوم لا يملك بعضكم لبعض ) أي بعض المعبودين لبعض العابدين ( نفعا ) شفاعة ( ولا ضرا ) تعذيبا ( ونقول للذين ظلموا ) كفروا ( ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون )
43. ( وإذا تتلى عليهم آياتنا ) القرآن ( بينات ) واضحات بلسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم ) من الأصنام ( وقالوا ما هذا ) القرآن ( إلا إفك ) كذب ( مفترى ) على الله ( وقال الذين كفروا للحق ) القرآن ( لما جاءهم إن ) ما ( هذا إلا سحر مبين ) بين
44. ( وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير ) فمن أين يكذبوك
45. ( وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا ) أي هؤلاء ( معشار ما آتيناهم ) من القوة وطول العمر وكثرة المال ( فكذبوا رسلي ) إليهم ( فكيف كان نكير ) إنكاري عليهم بالعقوبة والاهلاك أي هو واقع موقعه
46. ( قل إنما أعظكم بواحدة ) هي ( أن تقوموا لله ) لأجله ( مثنى ) أي اثنين اثنين ( وفرادى ) واحدا واحدا ( ثم تتفكروا ) فتعلموا ( ما بصاحبكم ) محمد ( من جنة ) جنون ( إن ) ما ( هو إلا نذير لكم بين يدي ) أي قبل ( عذاب شديد ) في الآخرة إن عصيتموه
47. ( قل ) لهم ( ما سألتكم ) على الانذار والتبليغ ( من أجر فهو لكم ) أي لا أسألكم عليه أجرا ( إن أجري ) ما ثوابي ( إلا على الله وهو على كل شيء شهيد ) مطلع بعلم صدقي
48. ( قل إن ربي يقذف بالحق ) يلقيه إلى أنبيائه ( علام الغيوب ) ما غاب عن خلقه في السموات والأرض
49. ( قل جاء الحق ) الإسلام ( وما يبديء الباطل ) الكفر ( وما يعيد ) أي لم يبق له أثر
50. ( قل إن ضللت ) عن الحق ( فإنما أضل على نفسي ) أي إثم ضلالي عليها ( وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي ) من القرآن والحكمة ( إنه سميع ) للدعاء ( قريب )
51. ( ولو ترى ) يا محمد ( إذ فزعوا ) عند البعث لرأيت أمرا عظيما ( فلا فوت ) لهم منا أي لا يفوتونا ( وأخذوا من مكان قريب ) أي القبور
52. ( وقالوا آمنا به ) بمحمد أو القرآن ( وأنى لهم التناوش ) بواو وبالهمزة بدلها أي تناول الإيمان ( من مكان بعيد ) عن محله إذ هم في الآخرة ومحله الدنيا
53. ( وقد كفروا به من قبل ) في الدنيا ( ويقذفون ) يرمون ( بالغيب من مكان بعيد ) أي بما غاب علمه عنهم غيبة بعيدة حيث قالوا في النبي ساحر شاعر كاهن وفي القرآن سحر شعر كهانة
54. ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون ) من الإيمان أي قبوله ( كما فعل بأشياعهم ) أشباههم في الكفر ( من قبل ) أي قبلهم ( إنهم كانوا في شك مريب ) موقع في الريبة لهم فيما آمنوا به الآن ولم يعتدوا بدلائله في الدنيا
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
35. سورة فاطر
1. ( الحمد لله ) حمد الله تعالى نفسه كما بين في أول سبأ ( فاطر السماوات والأرض ) خالقهما على غير مثال سبق ( جاعل الملائكة رسلا ) إلى الأنبياء ( أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ) في الملائكة وغيرها ( ما يشاء إن الله على كل شيء قدير )
2. ( ما يفتح الله للناس من رحمة ) كرزق ومطر ( فلا ممسك لها وما يمسك ) من ذلك ( فلا مرسل له من بعده ) أي بعد إمساكه ( وهو العزيز ) الغالب على أمره ( الحكيم ) في فعله
3. ( يا أيها الناس ) أهل مكة ( اذكروا نعمة الله عليكم ) بإسكانكم الحرم ومنع الغارات عنكم ( هل من خالق ) من زائدة وخالق مبتدأ ( غير الله ) بالرفع والجر نعت لخالق لفظا ومحلا وخبر المبتدأ ( يرزقكم من السماء ) المطر ومن ( والأرض ) النبات والاستفهام للتقرير أي لا خالق رازق غيره ( لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ) من أين تصرفون عن توحيده مع إقراركم بأنه الخالق الرازق
4. ( وإن يكذبوك ) يا محمد في مجيئك بالتوحيد والبعث والحساب والعقاب ( فقد كذبت رسل من قبلك ) في ذلك فاصبر كما صبروا ( وإلى الله ترجع الأمور ) في الآخرة فيجازي المكذبين وينصر المرسلين
5. ( يا أيها الناس إن وعد الله ) بالبعث وغيره ( حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ) عن الإيمان بذلك ( ولا يغرنكم بالله ) في حلمه وإمهاله ( الغرور ) الشيطان
6. ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) بطاعة الله ولا تطيعوه ( إنما يدعو حزبه ) أتباعه في الكفر ( ليكونوا من أصحاب السعير ) النار الشديدة
7. ( الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير ) هذا بيان لموافقي الشيطان وما لمخالفيه
8. ونزل في أبي جهل وغيره ( أفمن زين له سوء عمله ) بالتمويه ( فرآه حسنا ) من مبتدأ خبره كمن هداه الله لا دل عليه ( فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم ) على المزين لهم ( حسرات ) باغتمامك أن لا يؤمنوا ( إن الله عليم بما يصنعون ) فيجازيهم عليه
9. ( والله الذي أرسل الرياح ) وفي قراءة الريح ( فتثير سحابا ) المضارع لحكاية الحال الماضية أي تزعجه ( فسقناه ) فيه التفات عن الغيبة ( إلى بلد ميت ) بالتشديد والتخفيف لا نبات بها ( فأحيينا به الأرض ) من البلد ( بعد موتها ) يبسها أنبتنا به الزرع والكلأ ( كذلك النشور ) البعث والاحياء
10. ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ) في الدنيا والآخرة فلا تنال منه إلا بطاعته فليطعه ( إليه يصعد الكلم الطيب ) يعلمه وهو لا إله إلا الله ونحوها ( والعمل الصالح يرفعه ) يقبله ( والذين يمكرون ) المكرات ( السيئات ) بالنبي في دار الندوة من تقييده أو قتله أو إخراجه كما ذكر في الانفال ( لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور ) يهلك
11. ( والله خلقكم من تراب ) بخلق أبيكم آدم منه ( ثم من نطفة ) مني بخلق ذريته منها ( ثم جعلكم أزواجا ) ذكورا وإناثا ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ) حال أي معلومة له ( وما يعمر من معمر ) أي ما يزاد في عمر طويل العمر ( ولا ينقص من عمره ) أي ذلك المعمر أو معمر آخر ( إلا في كتاب ) هو اللوح المحفوظ ( إن ذلك على الله يسير ) هين
12. ( وما يستوي البحران هذا عذب فرات ) شديد العذوبة ( سائغ شرابه ) شربه ( وهذا ملح أجاج ) شديد الملوحة ( ومن كل ) منهما ( تأكلون لحما طريا ) هو السمك ( وتستخرجون ) من الملح وقيل منهما ( حلية تلبسونها ) هي اللؤلؤ والمرجان ( وترى ) تبصر ( الفلك ) السفن ( فيه ) في كل منهما ( مواخر ) تمخر الماء أي تشقه بجريها مقبلة ومدبرة بريح واحدة ( لتبتغوا ) تطلبوا ( من فضله ) تعالى بالتجارة ( ولعلكم تشكرون ) الله على ذلك
13. ( يولج ) يدخل الله ( الليل في النهار ) فيزيد ( ويولج النهار ) يدخله ( في الليل ) فيزيد ( وسخر الشمس والقمر كل ) منهما ( يجري ) في فلكه ( لأجل مسمى ) يوم القيامة ( ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون ) تعبدون ( من دونه ) غيره وهم الأصنام ( ما يملكون من قطمير ) لفافة النوى
14. ( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ) فرضا ( ما استجابوا لكم ) ما أجابوكم ( ويوم القيامة يكفرون بشرككم ) يإشراككم إياهم مع الله أي يتبرؤون منكم ومن عبادتكم إياهم ( ولا ينبئك ) بأحوال الدارين ( مثل خبير ) عالم وهو الله تعالى
15. ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ) بكل حال ( والله هو الغني ) عن خلقه ( الحميد ) المحمود في صنعه بهم
16. ( إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ) بدلكم
17. ( وما ذلك على الله بعزيز ) شديد
18. ( ولا تزر ) نفس ( وازرة ) آثمة أي لاتحمل ( وزر ) نفس ( أخرى وإن تدع ) نفس ( مثقلة ) بالوزر ( إلى حملها ) منه أحدا ليحمل بعضه ( لا يحمل منه شيء ولو كان ) المدعو ( ذا قربى ) قرابة كالأب والابن وعدم الحمل في الشقين حكم من الله ( إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب ) أي يخافونه وما رأوه لأنهم المنتفعون بالإنذار ( وأقاموا الصلاة ) أداموها ( ومن تزكى ) تطهر من الشرك وغيره ( فإنما يتزكى لنفسه ) فصلاحه مختص به ( وإلى الله المصير ) المرجع فيجزي العمل في الآخرة
19. ( وما يستوي الأعمى والبصير ) الكافر والمؤمن
20. ( ولا الظلمات ) الكفر ( ولا النور ) الإيمان
21. ( ولا الظل ولا الحرور ) الجنة والنار
22. ( وما يستوي الأحياء ولا الأموات ) المؤمنون والكفار وزيادة لا في الثلاثة تأكيد ( إن الله يسمع من يشاء ) هدايته فيجيبه بالإيمان ( وما أنت بمسمع من في القبور ) أي الكفار شبههم بالموتى فيجيبوا
23. ( إن ) ما ( أنت إلا نذير ) منذر لهم
24. ( إنا أرسلناك بالحق ) بالهدى ( بشيرا ) من أجاب إليه ( ونذيرا ) من لم يجب إليه ( وإن ) ما ( من أمة إلا خلا ) سلف ( فيها نذير ) نبي ينذرها
25. ( وإن يكذبوك ) أي أهل مكة ( فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات ) المعجزات ( وبالزبر ) كصحف إبراهيم ( وبالكتاب المنير ) هو التوراة والانجيل فاصبر كما صبروا
26. ( ثم أخذت الذين كفروا ) بتكذيبهم ( فكيف كان نكير ) إنكاري عليهم بالعقوبة والإهلاك أي هو واقع موقعه
27. ( ألم تر ) تعلم ( أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا ) فيه التفات عن الغيبة ( به ثمرات مختلفا ألوانها ) كأخضر وأحمر وأصفر وغيرها ( ومن الجبال جدد ) جمع جدة طريق في الجبل وغيره ( بيض وحمر ) وصفر ( مختلف ألوانها ) بالشدة والضعف ( وغرابيب سود ) عطف على جدد أي صخور شديدة السواد يقال كثيرا أسود غربيب وقليلا غربيب أسود
28. ( ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك ) كاختلاف الثمار والجبال ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) بخلاف الجبال ككفار مكة ( إن الله عزيز ) في ملكه ( غفور ) لذنوب عباده المؤمنين
29. ( إن الذين يتلون ) يقرؤون ( كتاب الله وأقاموا الصلاة ) أداموها ( وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ) زكاة وغيرها ( يرجون تجارة لن تبور ) تهلك
30. ( ليوفيهم أجورهم ) ثواب أعمالهم المذكورة ( ويزيدهم من فضله إنه غفور ) لذنوبهم ( شكور ) لطاعتهم
31. ( والذي أوحينا إليك من الكتاب ) القرآن ( هو الحق مصدقا لما بين يديه ) تقدمه من الكتب ( إن الله بعباده لخبير بصير ) عالم بالبواطن والظواهر
32. ( ثم أورثنا ) أعطينا ( الكتاب ) القرآن ( الذين اصطفينا من عبادنا ) وهم أمتك ( فمنهم ظالم لنفسه ) بالتقصير في العمل به ( ومنهم مقتصد ) يعمل به أغلب الأوقات ( ومنهم سابق بالخيرات ) يضم إلى العلم التعليم والإرشاد إلى العمل ( بإذن الله ) بإرادته ( ذلك ) أي إيراثهم الكتاب ( هو الفضل الكبير )
33. ( جنات عدن ) إقامة ( يدخلونها ) الثلاثة بالبناء للفاعل وللمفعول خبر جنات المبتدأ ( يحلون ) خبر ثان ( فيها من ) بعض ( أساور من ذهب ولؤلؤا ) مرصع بالذهب ( ولباسهم فيها حرير )
34. ( وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) جميعه ( إن ربنا لغفور ) للذنوب ( شكور ) للطاعة
35. ( الذي أحلنا دار المقامة ) الإقامة ( من فضله لا يمسنا فيها نصب ) تعب ( ولا يمسنا فيها لغوب ) إعياء من التعب لعدم التكليف فيها وذكر الثاني التابع للأول للتصريح بنفيه
36. ( والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم ) بالموت ( فيموتوا ) يستريحوا ( ولا يخفف عنهم من عذابها ) طرفة عين ( كذلك ) كما جزيناهم ( نجزي كل كفور ) كافر بالياء والنون مفتوحة مع كسر الزاي ونصب كل
37. ( وهم يصطرخون فيها ) يستغيثون بشدة وعويل يقولون ( ربنا أخرجنا ) منها ( نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ) فيقال لهم ( أولم نعمركم ما يتذكر ) وقتا ( فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا ) الرسول فما أجبتم ( فما للظالمين من ) الكافرين ( نصير إن ) يدفع العذاب عنهم
38. ( إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور ) بما في القلوب فعلمه بغيره أولى بالنظر إلى حال الناس
39. ( هو الذي جعلكم خلائف في الأرض ) جمع خليفة يخلف بعضكم بعضا ( فمن كفر ) منكم ( فعليه كفره ) أي وبال كفره ( ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ) غضبا ( ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا ) للآخرة
40. ( قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون ) تعبدون ( من دون الله ) أي غيره وهم الأصنام الذين زعمتم أنهم شركاء الله تعالى ( أروني ) أخبروني ( ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك ) شركة مع الله ( في ) خلق ( السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينة ) حجة ( منه ) بأن لهم معي شركة لا شيء من ذلك ( بل إن ) ما ( يعد الظالمون ) الكافرون ( بعضهم بعضا إلا غرورا ) باطلا بقولهم الأصنام تشفع لهم
41. ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ) يمنعهما من الزوال ( ولئن ) لام قسم ( زالتا إن ) ما ( أمسكهما ) يمسكهما ( من أحد من بعده ) سواه ( إنه كان حليما غفورا ) في تأخير عقاب الكفار
42. ( وأقسموا ) كفار مكة ( بالله جهد أيمانهم ) غاية اجتهادهم فيها ( لئن جاءهم نذير ) رسول ( ليكونن أهدى من إحدى الأمم ) اليهود والنصارى وغيرهم أي واحدة منها لما رأوا من تكذيب بعضهم بعضا إذ قالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ( فلما جاءهم نذير ) محمد صلى الله عليه وسلم ( ما زادهم ) مجيئه ( إلا نفورا ) تباعدا عن الهدى
43. ( استكبارا في الأرض ) عن الإيمان مفعول له ( ومكر ) العمل ( السيء ) من الشرك وغيره ( ولا يحيق ) يحيط ( المكر السيء إلا بأهله ) وهو الماكر وصف المكر بالسيء أصل وإضافته إليه قبل استعمال آخر قدر فيه مضاف حذرا من الإضافة إلى الصفة ( فهل ينظرون ) ينتظرون ( إلا سنة الأولين ) سنة الله فيهم من تعذيبهم بتكذيبهم رسلهم ( فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ) أي لا يبدل بالعذاب غيره ولا يحول إلى غير مستحقه
44. ( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما ) فأهلكهم الله بتكذيبهم رسلهم ( كان الله ليعجزه من شيء في ) يسبقه ويفوته ( السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا ) بالأشياء كلها ( ولو ) عليها
45. ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ) من المعاصي ( ما ترك على ظهرها ) الأرض ( من دابة ) نسمة تدب عليها ( ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى ) يوم القيامة ( فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ) فيجازيهم على أعمالهم يإثابة المؤمنين وعقاب الكافرين
1. ( الحمد لله ) حمد الله تعالى نفسه كما بين في أول سبأ ( فاطر السماوات والأرض ) خالقهما على غير مثال سبق ( جاعل الملائكة رسلا ) إلى الأنبياء ( أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ) في الملائكة وغيرها ( ما يشاء إن الله على كل شيء قدير )
2. ( ما يفتح الله للناس من رحمة ) كرزق ومطر ( فلا ممسك لها وما يمسك ) من ذلك ( فلا مرسل له من بعده ) أي بعد إمساكه ( وهو العزيز ) الغالب على أمره ( الحكيم ) في فعله
3. ( يا أيها الناس ) أهل مكة ( اذكروا نعمة الله عليكم ) بإسكانكم الحرم ومنع الغارات عنكم ( هل من خالق ) من زائدة وخالق مبتدأ ( غير الله ) بالرفع والجر نعت لخالق لفظا ومحلا وخبر المبتدأ ( يرزقكم من السماء ) المطر ومن ( والأرض ) النبات والاستفهام للتقرير أي لا خالق رازق غيره ( لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ) من أين تصرفون عن توحيده مع إقراركم بأنه الخالق الرازق
4. ( وإن يكذبوك ) يا محمد في مجيئك بالتوحيد والبعث والحساب والعقاب ( فقد كذبت رسل من قبلك ) في ذلك فاصبر كما صبروا ( وإلى الله ترجع الأمور ) في الآخرة فيجازي المكذبين وينصر المرسلين
5. ( يا أيها الناس إن وعد الله ) بالبعث وغيره ( حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ) عن الإيمان بذلك ( ولا يغرنكم بالله ) في حلمه وإمهاله ( الغرور ) الشيطان
6. ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) بطاعة الله ولا تطيعوه ( إنما يدعو حزبه ) أتباعه في الكفر ( ليكونوا من أصحاب السعير ) النار الشديدة
7. ( الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير ) هذا بيان لموافقي الشيطان وما لمخالفيه
8. ونزل في أبي جهل وغيره ( أفمن زين له سوء عمله ) بالتمويه ( فرآه حسنا ) من مبتدأ خبره كمن هداه الله لا دل عليه ( فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم ) على المزين لهم ( حسرات ) باغتمامك أن لا يؤمنوا ( إن الله عليم بما يصنعون ) فيجازيهم عليه
9. ( والله الذي أرسل الرياح ) وفي قراءة الريح ( فتثير سحابا ) المضارع لحكاية الحال الماضية أي تزعجه ( فسقناه ) فيه التفات عن الغيبة ( إلى بلد ميت ) بالتشديد والتخفيف لا نبات بها ( فأحيينا به الأرض ) من البلد ( بعد موتها ) يبسها أنبتنا به الزرع والكلأ ( كذلك النشور ) البعث والاحياء
10. ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ) في الدنيا والآخرة فلا تنال منه إلا بطاعته فليطعه ( إليه يصعد الكلم الطيب ) يعلمه وهو لا إله إلا الله ونحوها ( والعمل الصالح يرفعه ) يقبله ( والذين يمكرون ) المكرات ( السيئات ) بالنبي في دار الندوة من تقييده أو قتله أو إخراجه كما ذكر في الانفال ( لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور ) يهلك
11. ( والله خلقكم من تراب ) بخلق أبيكم آدم منه ( ثم من نطفة ) مني بخلق ذريته منها ( ثم جعلكم أزواجا ) ذكورا وإناثا ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ) حال أي معلومة له ( وما يعمر من معمر ) أي ما يزاد في عمر طويل العمر ( ولا ينقص من عمره ) أي ذلك المعمر أو معمر آخر ( إلا في كتاب ) هو اللوح المحفوظ ( إن ذلك على الله يسير ) هين
12. ( وما يستوي البحران هذا عذب فرات ) شديد العذوبة ( سائغ شرابه ) شربه ( وهذا ملح أجاج ) شديد الملوحة ( ومن كل ) منهما ( تأكلون لحما طريا ) هو السمك ( وتستخرجون ) من الملح وقيل منهما ( حلية تلبسونها ) هي اللؤلؤ والمرجان ( وترى ) تبصر ( الفلك ) السفن ( فيه ) في كل منهما ( مواخر ) تمخر الماء أي تشقه بجريها مقبلة ومدبرة بريح واحدة ( لتبتغوا ) تطلبوا ( من فضله ) تعالى بالتجارة ( ولعلكم تشكرون ) الله على ذلك
13. ( يولج ) يدخل الله ( الليل في النهار ) فيزيد ( ويولج النهار ) يدخله ( في الليل ) فيزيد ( وسخر الشمس والقمر كل ) منهما ( يجري ) في فلكه ( لأجل مسمى ) يوم القيامة ( ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون ) تعبدون ( من دونه ) غيره وهم الأصنام ( ما يملكون من قطمير ) لفافة النوى
14. ( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ) فرضا ( ما استجابوا لكم ) ما أجابوكم ( ويوم القيامة يكفرون بشرككم ) يإشراككم إياهم مع الله أي يتبرؤون منكم ومن عبادتكم إياهم ( ولا ينبئك ) بأحوال الدارين ( مثل خبير ) عالم وهو الله تعالى
15. ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ) بكل حال ( والله هو الغني ) عن خلقه ( الحميد ) المحمود في صنعه بهم
16. ( إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ) بدلكم
17. ( وما ذلك على الله بعزيز ) شديد
18. ( ولا تزر ) نفس ( وازرة ) آثمة أي لاتحمل ( وزر ) نفس ( أخرى وإن تدع ) نفس ( مثقلة ) بالوزر ( إلى حملها ) منه أحدا ليحمل بعضه ( لا يحمل منه شيء ولو كان ) المدعو ( ذا قربى ) قرابة كالأب والابن وعدم الحمل في الشقين حكم من الله ( إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب ) أي يخافونه وما رأوه لأنهم المنتفعون بالإنذار ( وأقاموا الصلاة ) أداموها ( ومن تزكى ) تطهر من الشرك وغيره ( فإنما يتزكى لنفسه ) فصلاحه مختص به ( وإلى الله المصير ) المرجع فيجزي العمل في الآخرة
19. ( وما يستوي الأعمى والبصير ) الكافر والمؤمن
20. ( ولا الظلمات ) الكفر ( ولا النور ) الإيمان
21. ( ولا الظل ولا الحرور ) الجنة والنار
22. ( وما يستوي الأحياء ولا الأموات ) المؤمنون والكفار وزيادة لا في الثلاثة تأكيد ( إن الله يسمع من يشاء ) هدايته فيجيبه بالإيمان ( وما أنت بمسمع من في القبور ) أي الكفار شبههم بالموتى فيجيبوا
23. ( إن ) ما ( أنت إلا نذير ) منذر لهم
24. ( إنا أرسلناك بالحق ) بالهدى ( بشيرا ) من أجاب إليه ( ونذيرا ) من لم يجب إليه ( وإن ) ما ( من أمة إلا خلا ) سلف ( فيها نذير ) نبي ينذرها
25. ( وإن يكذبوك ) أي أهل مكة ( فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات ) المعجزات ( وبالزبر ) كصحف إبراهيم ( وبالكتاب المنير ) هو التوراة والانجيل فاصبر كما صبروا
26. ( ثم أخذت الذين كفروا ) بتكذيبهم ( فكيف كان نكير ) إنكاري عليهم بالعقوبة والإهلاك أي هو واقع موقعه
27. ( ألم تر ) تعلم ( أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا ) فيه التفات عن الغيبة ( به ثمرات مختلفا ألوانها ) كأخضر وأحمر وأصفر وغيرها ( ومن الجبال جدد ) جمع جدة طريق في الجبل وغيره ( بيض وحمر ) وصفر ( مختلف ألوانها ) بالشدة والضعف ( وغرابيب سود ) عطف على جدد أي صخور شديدة السواد يقال كثيرا أسود غربيب وقليلا غربيب أسود
28. ( ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك ) كاختلاف الثمار والجبال ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) بخلاف الجبال ككفار مكة ( إن الله عزيز ) في ملكه ( غفور ) لذنوب عباده المؤمنين
29. ( إن الذين يتلون ) يقرؤون ( كتاب الله وأقاموا الصلاة ) أداموها ( وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ) زكاة وغيرها ( يرجون تجارة لن تبور ) تهلك
30. ( ليوفيهم أجورهم ) ثواب أعمالهم المذكورة ( ويزيدهم من فضله إنه غفور ) لذنوبهم ( شكور ) لطاعتهم
31. ( والذي أوحينا إليك من الكتاب ) القرآن ( هو الحق مصدقا لما بين يديه ) تقدمه من الكتب ( إن الله بعباده لخبير بصير ) عالم بالبواطن والظواهر
32. ( ثم أورثنا ) أعطينا ( الكتاب ) القرآن ( الذين اصطفينا من عبادنا ) وهم أمتك ( فمنهم ظالم لنفسه ) بالتقصير في العمل به ( ومنهم مقتصد ) يعمل به أغلب الأوقات ( ومنهم سابق بالخيرات ) يضم إلى العلم التعليم والإرشاد إلى العمل ( بإذن الله ) بإرادته ( ذلك ) أي إيراثهم الكتاب ( هو الفضل الكبير )
33. ( جنات عدن ) إقامة ( يدخلونها ) الثلاثة بالبناء للفاعل وللمفعول خبر جنات المبتدأ ( يحلون ) خبر ثان ( فيها من ) بعض ( أساور من ذهب ولؤلؤا ) مرصع بالذهب ( ولباسهم فيها حرير )
34. ( وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) جميعه ( إن ربنا لغفور ) للذنوب ( شكور ) للطاعة
35. ( الذي أحلنا دار المقامة ) الإقامة ( من فضله لا يمسنا فيها نصب ) تعب ( ولا يمسنا فيها لغوب ) إعياء من التعب لعدم التكليف فيها وذكر الثاني التابع للأول للتصريح بنفيه
36. ( والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم ) بالموت ( فيموتوا ) يستريحوا ( ولا يخفف عنهم من عذابها ) طرفة عين ( كذلك ) كما جزيناهم ( نجزي كل كفور ) كافر بالياء والنون مفتوحة مع كسر الزاي ونصب كل
37. ( وهم يصطرخون فيها ) يستغيثون بشدة وعويل يقولون ( ربنا أخرجنا ) منها ( نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ) فيقال لهم ( أولم نعمركم ما يتذكر ) وقتا ( فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا ) الرسول فما أجبتم ( فما للظالمين من ) الكافرين ( نصير إن ) يدفع العذاب عنهم
38. ( إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور ) بما في القلوب فعلمه بغيره أولى بالنظر إلى حال الناس
39. ( هو الذي جعلكم خلائف في الأرض ) جمع خليفة يخلف بعضكم بعضا ( فمن كفر ) منكم ( فعليه كفره ) أي وبال كفره ( ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ) غضبا ( ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا ) للآخرة
40. ( قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون ) تعبدون ( من دون الله ) أي غيره وهم الأصنام الذين زعمتم أنهم شركاء الله تعالى ( أروني ) أخبروني ( ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك ) شركة مع الله ( في ) خلق ( السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينة ) حجة ( منه ) بأن لهم معي شركة لا شيء من ذلك ( بل إن ) ما ( يعد الظالمون ) الكافرون ( بعضهم بعضا إلا غرورا ) باطلا بقولهم الأصنام تشفع لهم
41. ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ) يمنعهما من الزوال ( ولئن ) لام قسم ( زالتا إن ) ما ( أمسكهما ) يمسكهما ( من أحد من بعده ) سواه ( إنه كان حليما غفورا ) في تأخير عقاب الكفار
42. ( وأقسموا ) كفار مكة ( بالله جهد أيمانهم ) غاية اجتهادهم فيها ( لئن جاءهم نذير ) رسول ( ليكونن أهدى من إحدى الأمم ) اليهود والنصارى وغيرهم أي واحدة منها لما رأوا من تكذيب بعضهم بعضا إذ قالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ( فلما جاءهم نذير ) محمد صلى الله عليه وسلم ( ما زادهم ) مجيئه ( إلا نفورا ) تباعدا عن الهدى
43. ( استكبارا في الأرض ) عن الإيمان مفعول له ( ومكر ) العمل ( السيء ) من الشرك وغيره ( ولا يحيق ) يحيط ( المكر السيء إلا بأهله ) وهو الماكر وصف المكر بالسيء أصل وإضافته إليه قبل استعمال آخر قدر فيه مضاف حذرا من الإضافة إلى الصفة ( فهل ينظرون ) ينتظرون ( إلا سنة الأولين ) سنة الله فيهم من تعذيبهم بتكذيبهم رسلهم ( فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ) أي لا يبدل بالعذاب غيره ولا يحول إلى غير مستحقه
44. ( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما ) فأهلكهم الله بتكذيبهم رسلهم ( كان الله ليعجزه من شيء في ) يسبقه ويفوته ( السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا ) بالأشياء كلها ( ولو ) عليها
45. ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ) من المعاصي ( ما ترك على ظهرها ) الأرض ( من دابة ) نسمة تدب عليها ( ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى ) يوم القيامة ( فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ) فيجازيهم على أعمالهم يإثابة المؤمنين وعقاب الكافرين
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
36. سورة يس
1. ( يس ) الله أعلم بمراده به
2. ( والقرآن الحكيم ) المحكم بعجيب النظم وبديع المعاني
3. ( إنك ) يا محمد ( لمن المرسلين )
4. ( على ) متعلق بما قبله ( صراط مستقيم ) طريق الأنبياء قبلك التوحيد والهدى والتأكيد بالقسم وغيره رد لقول الكفار له لست مرسلا
5. ( تنزيل العزيز ) في ملكه ( الرحيم ) بخلقه خبر مبتدأ مقدر أي القرآن
6. ( لتنذر ) به ( قوما ) متعلق بتنزيل ( ما أنذر آباؤهم ) أي لم ينذروا في زمن الفترة ( فهم ) القوم ( غافلون ) عن الإيمان والرشد
7. ( لقد حق القول ) وجب ( على أكثرهم ) بالعذاب ( فهم لا يؤمنون ) أي الأكثر
8. ( إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا ) بأن تضم إليها الأيدي لأن الغل يجمع اليد إلى العنق ( فهي ) الأيدي مجموعة ( إلى الأذقان ) جمع ذقن وهي مجتمع اللحيين ( فهم مقمحون ) رافعون رؤوسهم لا يستطيعون خفضها وهذا تمثيل والمراد أنهم لا يذعنون للإيمان ولا يخفضون رؤوسهم له
9. ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا ) بفتح السين وضمها في الموضعين ( فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) تمثيل أيضا لسد طريق الإيمان عليهم
10. ( وسواء عليهم أأنذرتهم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ( أم لم تنذرهم لا يؤمنون )
11. ( إنما تنذر ) ينفع إنذارك ( من اتبع الذكر ) القرآن ( وخشي الرحمن بالغيب ) خافه ولم يره ( فبشره بمغفرة وأجر كريم ) هو الجنة
12. ( إنا نحن نحيي الموتى ) للبعث ( ونكتب ) في اللوح المحفوظ ( ما قدموا ) في حياتهم من خير وشر ليجاوزوا عليه ( وآثارهم ) ما استن به بعدهم ( وكل شيء ) نصبه بفعل يفسر ( أحصيناه ) ضبطناه ( في إمام مبين ) كتاب بين هو اللوح المحفوظ
13. ( واضرب ) اجعل ( لهم مثلا ) مفعول أول ( أصحاب ) مفعول ثان ( القرية ) أنطاكية ( إذ جاءها ) إلى آخره بدل اشتمال من أصحاب القرية ( المرسلون ) أي رسل عيسى
14. ( إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما ) إلى آخره بدل من إذ الأولى ( فعززنا ) بالتخفيف والتشديد قوينا الأثنين ( بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون )
15. ( قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن ) ما ( أنتم إلا تكذبون )
16. ( قالوا ربنا يعلم ) جار مجرى القسم وزيد به وباللام على ما قبله لزيادة الإنكار في ( إنا إليكم لمرسلون )
17. ( وما علينا إلا البلاغ المبين ) التبليغ الظاهر بالأدلة الواضحة وهي إبراء الأكمه والأبرص والمريض وإحياء الميت
18. ( قالوا إنا تطيرنا ) تشاءمنا ( بكم ) لانقطاع المطر عنا بسببكم ( لئن ) لام قسم ( لم تنتهوا لنرجمنكم ) بالحجارة ( وليمسنكم منا عذاب أليم ) مؤلم
19. ( قالوا طائركم ) شؤمكم ( معكم ) بكفركم ( أئن ) همزة استفهام دخلت على أن الشرطية وفي همزتها التحقيق والتسهيل وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأخرى ( ذكرتم ) وعظتم وخوفتم وجواب الشرط محذوف أي تطيرتم وكفرتم وهو محل الاستفهام والمراد به التوبيخ ( بل أنتم قوم مسرفون ) متجاوزون الحدد بشرككم
20. ( وجاء من أقصى المدينة رجل ) هو حبيب النجار وكان قد آمن بالرسل ومنزله بأقصى البلد ( يسعى ) يشتد عدوا لما سمع بتكذيب القوم للرسل ( قال يا قوم اتبعوا المرسلين )
21. ( اتبعوا ) تأكيد للأول ( من لا يسألكم أجرا ) على رسالته ( وهم مهتدون ) فقيل له أنت على دينهم
22. فقال ( وما لي لا أعبد الذي فطرني ) خلقني أي ما مانع لي من عبادته الموجود مقتضيها وأنتم كذلك ( وإليه ترجعون ) بعد الموت فيجازيكم بكفركم
23. ( أأتخذ ) في الهمزتيمن منه ما تقدم في أأنذرتهم وهو استفهام بمعنى النفي ( من دونه ) غيره ( آلهة ) أصناما ( إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم ) التي زعمتموها ( شيئا ولا ينقذون ) صفة آلهة
24. ( إني إذا ) إن عبدت غير الله ( لفي ضلال مبين ) بين
25. ( إني آمنت بربكم فاسمعون ) اسمعوا قولي فرجموه فمات
26. ( قيل ) له عند موته ( ادخل الجنة ) وقيل دخلها حيا ( قال يا ) حرف تنبيه ( ليت قومي يعلمون )
27. ( بما غفر لي ربي ) بغفرانه ( وجعلني من المكرمين )
28. ( وما ) نافية ( أنزلنا على قومه ) قوم حبيب ( من بعده ) بعد موته ( من جند من السماء ) ملائكة لإهلاكهم ( وما كنا منزلين ) ملائكة لإهلاك أحد
29. ( إن ) ما ( كانت ) عقوبتهم ( إلا صيحة واحدة ) صاح بهم جبريل ( فإذا هم خامدون ) ساكنون ميتون
30. ( يا حسرة على العباد ) هؤلاء ونحوهم ممن كذب الرسل فاهلكوا وهي شدة التألم من الصوت ونداؤها مجاز أي هذا أو انك فاحضري ( ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ) مسوق لبيان سببها لاشتماله على استهزائهم المؤدي إلى إهلاكهم المسبب عنه الحسرة
31. ( ألم يروا ) أهل مكة القائلون للنبي لست مرسلا والاستفهام للتقرير أي أعلموا ( كم ) خبرية بمعنى كثيرا معمولة لما بعدها معلقة لما قبلها عن العمل والمعنى إنا ( أهلكنا قبلهم ) كثيرا ( من القرون ) الأمم ( أنهم ) المهلكين ( إليهم ) أي المكذبين ( لا يرجعون ) أفلا يعتبرون بهم وأنهم الخ بدل مما قبله برعاية المذكور
32. ( وإن ) نافية أو مخففة ( كل ) كل الخلائق مبتدأ ( لما ) بالتشديد بمعنى إلا أو بالتخفيف فاللام فارقة وما مزيدة ( جميع ) خبر المتدأ أي مجموعون ( لدينا ) عندنا في الموقف بعد بعثهم ( محضرون ) للحساب خبر ثان
33. ( وآية لهم ) على البعث خبر مقدم ( الأرض الميتة ) بالتخفيف والتشديد ( أحييناها ) بالماء مبتدأ ( وأخرجنا منها حبا ) كالحنطة ( فمنه يأكلون )
34. ( وجعلنا فيها جنات ) بساتين ( من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ) أي بعضها
35. ( ليأكلوا من ثمره ) بفتحتين وضمتين أي ثمر المذكور من النخيل وغيره ( وما عملته أيديهم ) أي لم تعمل الثمر ( أفلا يشكرون ) انعمه تعالى عليهم
36. ( سبحان الذي خلق الأزواج ) الأصناف ( كلها مما تنبت الأرض ) من الحبوب وغيرها ( ومن أنفسهم ) من الذكور والإناث ( ومما لا يعلمون ) من المخلوقات العجيبة الغريبة
37. ( وآية لهم ) على القدرة العظيمة ( الليل نسلخ ) نفصل ( منه النهار فإذا هم مظلمون ) داخلون في الظلام
38. ( والشمس تجري ) إلى آخره من جملة الآية لهم أو آية أخرى والقمر كذلك ( لمستقر لها ) إليه لا تتجاوزه ( ذلك ) جريها ( تقدير العزيز ) في ملكه ( العليم ) بخلقه
39. ( والقمر ) بالرفع والنصب وهو منصوب بفعل يفسره ما بعده ( قدرناه ) من حيث مسيره ( منازل ) ثمانية وعشرين منزلا في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوما وليلة إن كان تسعة وعشرين يوما ( حتى عاد ) في آخر منازله في رأي العين ( كالعرجون القديم ) كعود الشماريخ إذا عتق فإنه يرق ويتقوس ويصفر
40. ( لا الشمس ينبغي ) يسهل ويصح ( لها أن تدرك القمر ) فتجتمع معه في الليل ( ولا الليل سابق النهار ) فلا يأتي قبل انقضائه ( وكل ) تنويه عوض عن المضاف إليه من الشمس والقمر والنجوم ( في فلك ) مستدير ( يسبحون ) يسيرون نزلوا منزلة العقلاء
41. ( وآية لهم ) على قدرتنا ( أنا حملنا ذريتهم ) وفي قراءة ذرياتهم أي آباءهم الاصول ( في الفلك ) أي سفينة نوح ( المشحون ) المملوء
42. ( وخلقنا لهم من مثله ) أي مثل فلك نوح وهو ما عملوه على شكله من السفن الصغار والكبار بتعليم الله تعالى ( ما يركبون ) فيه
43. ( وإن نشأ نغرقهم ) مع إيجاد السفن ( فلا صريخ ) مغيث ( لهم ولا هم ينقذون ) ينجون
44. ( إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين ) لا ينجيهم إلا رحمتنا لهم وتمتيعنا إياهم بلذاتهم إلى انقضاء آجالهم
45. ( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم ) من عذاب الدنيا كغيركم ( وما خلفكم ) من عذاب الآخرة ( لعلكم ترحمون ) أعرضوا
46. ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين )
47. ( وإذا قيل ) أي قال فقراء الصحابة ( لهم أنفقوا ) علينا ( مما رزقكم الله ) الأموال ( قال الذين كفروا للذين آمنوا ) استهزاء بهم ( أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ) في معتقدكم هذا ( إن ) ما ( أنتم ) في قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا ( إلا في ضلال مبين ) بين وللتصريح بكفرهم موقع عظيم
48. ( ويقولون متى هذا الوعد ) بالبعث ( إن كنتم صادقين ) فيه
49. ( ما ينظرون ) ينتظرون ( إلا صيحة واحدة ) وهي نفخة إسرافيل الأولى ( تأخذهم وهم يخصمون ) بالتشديد أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء وادغمت في الصاد أي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك وفي قراءة يخصمون كيضربون أي يخصم بعضهم بعضا
50. ( فلا يستطيعون توصية ) أن يوصوا ( ولا إلى أهلهم يرجعون ) من أسواقهم وأشغالهم بل يموتون فيها
51. ( ونفخ في الصور ) هو قرن النفخة الثانية للبعث وبين النفختين أربعون سنة ( فإذا هم ) المقبورون ( من الأجداث ) القبور ( إلى ربهم ينسلون ) يخرجون بسرعة
52. ( قالوا ) الكفار منهم ( يا ) للتنبيه ( ويلنا ) هلاكنا وهو مصدر لا فعل له من لفظة ( من بعثنا من مرقدنا ) لأنهم كانوا بين النفختين نائمين لم يعذبوا ( هذا ) البعث ( ما ) الذي ( وعد ) به ( الرحمن وصدق ) فيه ( المرسلون ) أقروا حين لا ينفعهم الإقرار وقيل يقال لهم ذلك
53. ( إن ) ما ( كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا ) عندنا ( محضرون )
54. ( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ) جزاء ( ما كنتم تعملون )
55. ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل ) بسكون الغين وضمها عما فيه أهل النار مما يتلذذون به لا شغل يتعبون فيه لأن الجنة لا نصب فيها ( فاكهون ) ناعمون خبر ثان لإن والأول في شغل
56. ( هم ) مبندأ ( وأزواجهم في ظلال ) جمع ظلة أو ظل خبر أي لا تصيبهم الشمس ( على الأرائك ) جمع أريكة وهو السرير في الحجلة أو الفرش فيها ( متكئون ) خبر ثان متعلق على
57. ( لهم فيها فاكهة ولهم ) فيها ( ما يدعون ) يتمنون
58. ( سلام ) مبتدأ ( قولا ) أي بالقول خبره ( من رب رحيم ) بهم أي يقول لهم سلام عليكم
59. ويقول ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) أي انفردوا عن المؤمنين عند اختلاطهم بهم
60. ( ألم أعهد إليكم ) آمركم ( يا بني آدم ) على لسان رسلي ( أن لا تعبدوا الشيطان ) لا تطيعوه ( إنه لكم عدو مبين ) بين العداوة
61. ( وأن اعبدوني ) وحدوني وأطيعوني ( هذا صراط ) طريق ( مستقيم )
62. ( ولقد أضل منكم جبلا ) خلقا جمع جبيل كقديم وفي قراءة بضم الباء ( كثيرا أفلم تكونوا تعقلون ) عداوته وإضلاله أو ما حل بهم من العذاب فتؤمنوا ويقال لهم في الآخرة
63. ( هذه جهنم التي كنتم توعدون ) بها
64. ( اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون )
65. ( اليوم نختم على أفواههم ) أي الكفار والله ربنا ما كنا مشركين ( وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم ) وغيرها ( بما كانوا يكسبون ) فكل عضو ينطق بما صدر منه
66. ( ولو نشاء لطمسنا على أعينهم ) لأعميناهم طمسا ( فاستبقوا ) ابتدروا ( الصراط ) الطريق ذاهبين كعادتهم ( فأنى ) فكيف ( يبصرون ) حينئذ أي لا يبصرون
67. ( ولو نشاء لمسخناهم ) قردة وخنازير أو حجارة ( على مكانتهم ) وفي قراءة مكاناتهم جمع مكانة بمعنى مكان أي في منازلهم ( فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ) لم يقدروا على عذاب ولا مجيء
68. ( ومن نعمره ) بإطالة أجله ( ننكسه ) وفي قراءة بالتشديد من التنكيس ( في الخلق ) أي خلقه فيكون بعد قوته وشبابه ضعيفا وهرما ( أفلا يعقلون ) أن القادر على ذلك المعلوم عندهم قادر على البعث فيؤمنوا وفي قراءة بالتاء
69. ( وما علمناه ) أي النبي ( الشعر ) رد لقولهم إن ما أتى به من القرآن شعر ( وما ينبغي ) يسهل ( له ) الشعر ( إن هو ) ليس الذي أتى به ( إلا ذكر ) عظة ( وقرآن مبين ) مظهر للأحكام وغيرها
70. ( لينذر ) بالياء والتاء به ( من كان حيا ) يعقل ما يخاطب به وهم المؤمنون ( ويحق القول ) بالعذاب ( على الكافرين ) وهم كالميتين لا يعقلون ما يخاطبون به
71. ( أولم يروا أنا ) يعلموا والاستفهام للتقرير والواو الداخلة عليها للعطف ( خلقنا لهم مما ) في جملة الناس ( عملت أيدينا أنعاما ) عملناه بلا شريك ولا معين ( فهم ) هي الإبل والبقر والغنم ( لها مالكون وذللناها ) ضابطون
72. ( وذللناها ) سخرناها ( لهم فمنها ركوبهم ) ركوبهم ( ومنها يأكلون )
73. ( ولهم فيها منافع ) كأصوافها وأوبارها وأشعارها ( ومشارب ) من لبنها جمع مشرب أو موضعه ( أفلا يشكرون ) المنعم عليهم بها فيؤمنوا أي ما فعلوا ذلك
74. ( واتخذوا من دون الله ) غيرالله ( آلهة ) أصناما يعبدونها ( لعلهم ينصرون ) يمنعون من عذاب الله تعالى بشفاعة آلهتهم بزعمهم
75. ( لا يستطيعون ) أي آلهتهم نزلوا منزلة العقلاء ( نصرهم وهم ) آلهتهم من الأصنام ( لهم جند ) بزعمهم نصرهم ( محضرون ) في النار معهم
76. ( فلا يحزنك قولهم ) لك لست مرسلا وغير ذلك ( إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ) من ذلك وغيره فنجازيهم عليه
77. ( أولم ير الإنسان أنا ) يعلم وهو العاصي ابن وائل ( خلقناه من نطفة فإذا ) مني إلى أن صيرناه شديدا قويا ( هو خصيم مبين ) شديد الخصومة لنا ( وضرب ) بينها في نفي البعث
78. ( وضرب لنا مثلا ) في ذلك ( ونسي خلقه ) من المني وهو أغرب من مثله ( قال من يحيي العظام وهي رميم ) أي بالية ولم يقل رميمة بالتاء لأنه اسم لا صفة وروي أنه أخذ عظما رميما ففتته وقال للنبي صلى الله عليه وسلم أترى بحيي الله هذا بعد ما بلي ورم فقال صلى الله عليه وسلم نعم ويدخلك النار
79. ( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق ) مخلوق ( عليم ) مجملا ومفصلا قبل خلقه وبعد خلقه
80. ( الذي جعل لكم ) في جملة الناس ( من الشجر الأخضر ) المرخ والعفار أو كل شجر إلا العناب ( نارا فإذا أنتم منه توقدون ) تقدحون وهذا دال على القدرة على البعث فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب فلا الماء يطفيء النار ولا النار تحرق الخشب
81. ( أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر ) مع عظمها ( على أن يخلق مثلهم بلى ) أي الأناسي في الصغر ( وهو ) أي هو قادر على ذلك أجاب نفسه ( الخلاق العليم ) الكثير الخلق ( إنما ) بكل شيء
82. ( إنما أمره ) شأنه ( إذا أراد شيئا ) خلق شيء ( أن يقول له كن فيكون ) أي فهو يكون وفي قراءة بالنصب عطفا على يقول
83. ( فسبحان الذي بيده ملكوت ) ملك زيدت الواو والتاء للمبالغة أي القدرة على ( كل شيء وإليه ترجعون ) تردون في الآخرة
1. ( يس ) الله أعلم بمراده به
2. ( والقرآن الحكيم ) المحكم بعجيب النظم وبديع المعاني
3. ( إنك ) يا محمد ( لمن المرسلين )
4. ( على ) متعلق بما قبله ( صراط مستقيم ) طريق الأنبياء قبلك التوحيد والهدى والتأكيد بالقسم وغيره رد لقول الكفار له لست مرسلا
5. ( تنزيل العزيز ) في ملكه ( الرحيم ) بخلقه خبر مبتدأ مقدر أي القرآن
6. ( لتنذر ) به ( قوما ) متعلق بتنزيل ( ما أنذر آباؤهم ) أي لم ينذروا في زمن الفترة ( فهم ) القوم ( غافلون ) عن الإيمان والرشد
7. ( لقد حق القول ) وجب ( على أكثرهم ) بالعذاب ( فهم لا يؤمنون ) أي الأكثر
8. ( إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا ) بأن تضم إليها الأيدي لأن الغل يجمع اليد إلى العنق ( فهي ) الأيدي مجموعة ( إلى الأذقان ) جمع ذقن وهي مجتمع اللحيين ( فهم مقمحون ) رافعون رؤوسهم لا يستطيعون خفضها وهذا تمثيل والمراد أنهم لا يذعنون للإيمان ولا يخفضون رؤوسهم له
9. ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا ) بفتح السين وضمها في الموضعين ( فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) تمثيل أيضا لسد طريق الإيمان عليهم
10. ( وسواء عليهم أأنذرتهم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ( أم لم تنذرهم لا يؤمنون )
11. ( إنما تنذر ) ينفع إنذارك ( من اتبع الذكر ) القرآن ( وخشي الرحمن بالغيب ) خافه ولم يره ( فبشره بمغفرة وأجر كريم ) هو الجنة
12. ( إنا نحن نحيي الموتى ) للبعث ( ونكتب ) في اللوح المحفوظ ( ما قدموا ) في حياتهم من خير وشر ليجاوزوا عليه ( وآثارهم ) ما استن به بعدهم ( وكل شيء ) نصبه بفعل يفسر ( أحصيناه ) ضبطناه ( في إمام مبين ) كتاب بين هو اللوح المحفوظ
13. ( واضرب ) اجعل ( لهم مثلا ) مفعول أول ( أصحاب ) مفعول ثان ( القرية ) أنطاكية ( إذ جاءها ) إلى آخره بدل اشتمال من أصحاب القرية ( المرسلون ) أي رسل عيسى
14. ( إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما ) إلى آخره بدل من إذ الأولى ( فعززنا ) بالتخفيف والتشديد قوينا الأثنين ( بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون )
15. ( قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن ) ما ( أنتم إلا تكذبون )
16. ( قالوا ربنا يعلم ) جار مجرى القسم وزيد به وباللام على ما قبله لزيادة الإنكار في ( إنا إليكم لمرسلون )
17. ( وما علينا إلا البلاغ المبين ) التبليغ الظاهر بالأدلة الواضحة وهي إبراء الأكمه والأبرص والمريض وإحياء الميت
18. ( قالوا إنا تطيرنا ) تشاءمنا ( بكم ) لانقطاع المطر عنا بسببكم ( لئن ) لام قسم ( لم تنتهوا لنرجمنكم ) بالحجارة ( وليمسنكم منا عذاب أليم ) مؤلم
19. ( قالوا طائركم ) شؤمكم ( معكم ) بكفركم ( أئن ) همزة استفهام دخلت على أن الشرطية وفي همزتها التحقيق والتسهيل وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأخرى ( ذكرتم ) وعظتم وخوفتم وجواب الشرط محذوف أي تطيرتم وكفرتم وهو محل الاستفهام والمراد به التوبيخ ( بل أنتم قوم مسرفون ) متجاوزون الحدد بشرككم
20. ( وجاء من أقصى المدينة رجل ) هو حبيب النجار وكان قد آمن بالرسل ومنزله بأقصى البلد ( يسعى ) يشتد عدوا لما سمع بتكذيب القوم للرسل ( قال يا قوم اتبعوا المرسلين )
21. ( اتبعوا ) تأكيد للأول ( من لا يسألكم أجرا ) على رسالته ( وهم مهتدون ) فقيل له أنت على دينهم
22. فقال ( وما لي لا أعبد الذي فطرني ) خلقني أي ما مانع لي من عبادته الموجود مقتضيها وأنتم كذلك ( وإليه ترجعون ) بعد الموت فيجازيكم بكفركم
23. ( أأتخذ ) في الهمزتيمن منه ما تقدم في أأنذرتهم وهو استفهام بمعنى النفي ( من دونه ) غيره ( آلهة ) أصناما ( إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم ) التي زعمتموها ( شيئا ولا ينقذون ) صفة آلهة
24. ( إني إذا ) إن عبدت غير الله ( لفي ضلال مبين ) بين
25. ( إني آمنت بربكم فاسمعون ) اسمعوا قولي فرجموه فمات
26. ( قيل ) له عند موته ( ادخل الجنة ) وقيل دخلها حيا ( قال يا ) حرف تنبيه ( ليت قومي يعلمون )
27. ( بما غفر لي ربي ) بغفرانه ( وجعلني من المكرمين )
28. ( وما ) نافية ( أنزلنا على قومه ) قوم حبيب ( من بعده ) بعد موته ( من جند من السماء ) ملائكة لإهلاكهم ( وما كنا منزلين ) ملائكة لإهلاك أحد
29. ( إن ) ما ( كانت ) عقوبتهم ( إلا صيحة واحدة ) صاح بهم جبريل ( فإذا هم خامدون ) ساكنون ميتون
30. ( يا حسرة على العباد ) هؤلاء ونحوهم ممن كذب الرسل فاهلكوا وهي شدة التألم من الصوت ونداؤها مجاز أي هذا أو انك فاحضري ( ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ) مسوق لبيان سببها لاشتماله على استهزائهم المؤدي إلى إهلاكهم المسبب عنه الحسرة
31. ( ألم يروا ) أهل مكة القائلون للنبي لست مرسلا والاستفهام للتقرير أي أعلموا ( كم ) خبرية بمعنى كثيرا معمولة لما بعدها معلقة لما قبلها عن العمل والمعنى إنا ( أهلكنا قبلهم ) كثيرا ( من القرون ) الأمم ( أنهم ) المهلكين ( إليهم ) أي المكذبين ( لا يرجعون ) أفلا يعتبرون بهم وأنهم الخ بدل مما قبله برعاية المذكور
32. ( وإن ) نافية أو مخففة ( كل ) كل الخلائق مبتدأ ( لما ) بالتشديد بمعنى إلا أو بالتخفيف فاللام فارقة وما مزيدة ( جميع ) خبر المتدأ أي مجموعون ( لدينا ) عندنا في الموقف بعد بعثهم ( محضرون ) للحساب خبر ثان
33. ( وآية لهم ) على البعث خبر مقدم ( الأرض الميتة ) بالتخفيف والتشديد ( أحييناها ) بالماء مبتدأ ( وأخرجنا منها حبا ) كالحنطة ( فمنه يأكلون )
34. ( وجعلنا فيها جنات ) بساتين ( من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ) أي بعضها
35. ( ليأكلوا من ثمره ) بفتحتين وضمتين أي ثمر المذكور من النخيل وغيره ( وما عملته أيديهم ) أي لم تعمل الثمر ( أفلا يشكرون ) انعمه تعالى عليهم
36. ( سبحان الذي خلق الأزواج ) الأصناف ( كلها مما تنبت الأرض ) من الحبوب وغيرها ( ومن أنفسهم ) من الذكور والإناث ( ومما لا يعلمون ) من المخلوقات العجيبة الغريبة
37. ( وآية لهم ) على القدرة العظيمة ( الليل نسلخ ) نفصل ( منه النهار فإذا هم مظلمون ) داخلون في الظلام
38. ( والشمس تجري ) إلى آخره من جملة الآية لهم أو آية أخرى والقمر كذلك ( لمستقر لها ) إليه لا تتجاوزه ( ذلك ) جريها ( تقدير العزيز ) في ملكه ( العليم ) بخلقه
39. ( والقمر ) بالرفع والنصب وهو منصوب بفعل يفسره ما بعده ( قدرناه ) من حيث مسيره ( منازل ) ثمانية وعشرين منزلا في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوما وليلة إن كان تسعة وعشرين يوما ( حتى عاد ) في آخر منازله في رأي العين ( كالعرجون القديم ) كعود الشماريخ إذا عتق فإنه يرق ويتقوس ويصفر
40. ( لا الشمس ينبغي ) يسهل ويصح ( لها أن تدرك القمر ) فتجتمع معه في الليل ( ولا الليل سابق النهار ) فلا يأتي قبل انقضائه ( وكل ) تنويه عوض عن المضاف إليه من الشمس والقمر والنجوم ( في فلك ) مستدير ( يسبحون ) يسيرون نزلوا منزلة العقلاء
41. ( وآية لهم ) على قدرتنا ( أنا حملنا ذريتهم ) وفي قراءة ذرياتهم أي آباءهم الاصول ( في الفلك ) أي سفينة نوح ( المشحون ) المملوء
42. ( وخلقنا لهم من مثله ) أي مثل فلك نوح وهو ما عملوه على شكله من السفن الصغار والكبار بتعليم الله تعالى ( ما يركبون ) فيه
43. ( وإن نشأ نغرقهم ) مع إيجاد السفن ( فلا صريخ ) مغيث ( لهم ولا هم ينقذون ) ينجون
44. ( إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين ) لا ينجيهم إلا رحمتنا لهم وتمتيعنا إياهم بلذاتهم إلى انقضاء آجالهم
45. ( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم ) من عذاب الدنيا كغيركم ( وما خلفكم ) من عذاب الآخرة ( لعلكم ترحمون ) أعرضوا
46. ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين )
47. ( وإذا قيل ) أي قال فقراء الصحابة ( لهم أنفقوا ) علينا ( مما رزقكم الله ) الأموال ( قال الذين كفروا للذين آمنوا ) استهزاء بهم ( أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ) في معتقدكم هذا ( إن ) ما ( أنتم ) في قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا ( إلا في ضلال مبين ) بين وللتصريح بكفرهم موقع عظيم
48. ( ويقولون متى هذا الوعد ) بالبعث ( إن كنتم صادقين ) فيه
49. ( ما ينظرون ) ينتظرون ( إلا صيحة واحدة ) وهي نفخة إسرافيل الأولى ( تأخذهم وهم يخصمون ) بالتشديد أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء وادغمت في الصاد أي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك وفي قراءة يخصمون كيضربون أي يخصم بعضهم بعضا
50. ( فلا يستطيعون توصية ) أن يوصوا ( ولا إلى أهلهم يرجعون ) من أسواقهم وأشغالهم بل يموتون فيها
51. ( ونفخ في الصور ) هو قرن النفخة الثانية للبعث وبين النفختين أربعون سنة ( فإذا هم ) المقبورون ( من الأجداث ) القبور ( إلى ربهم ينسلون ) يخرجون بسرعة
52. ( قالوا ) الكفار منهم ( يا ) للتنبيه ( ويلنا ) هلاكنا وهو مصدر لا فعل له من لفظة ( من بعثنا من مرقدنا ) لأنهم كانوا بين النفختين نائمين لم يعذبوا ( هذا ) البعث ( ما ) الذي ( وعد ) به ( الرحمن وصدق ) فيه ( المرسلون ) أقروا حين لا ينفعهم الإقرار وقيل يقال لهم ذلك
53. ( إن ) ما ( كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا ) عندنا ( محضرون )
54. ( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ) جزاء ( ما كنتم تعملون )
55. ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل ) بسكون الغين وضمها عما فيه أهل النار مما يتلذذون به لا شغل يتعبون فيه لأن الجنة لا نصب فيها ( فاكهون ) ناعمون خبر ثان لإن والأول في شغل
56. ( هم ) مبندأ ( وأزواجهم في ظلال ) جمع ظلة أو ظل خبر أي لا تصيبهم الشمس ( على الأرائك ) جمع أريكة وهو السرير في الحجلة أو الفرش فيها ( متكئون ) خبر ثان متعلق على
57. ( لهم فيها فاكهة ولهم ) فيها ( ما يدعون ) يتمنون
58. ( سلام ) مبتدأ ( قولا ) أي بالقول خبره ( من رب رحيم ) بهم أي يقول لهم سلام عليكم
59. ويقول ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) أي انفردوا عن المؤمنين عند اختلاطهم بهم
60. ( ألم أعهد إليكم ) آمركم ( يا بني آدم ) على لسان رسلي ( أن لا تعبدوا الشيطان ) لا تطيعوه ( إنه لكم عدو مبين ) بين العداوة
61. ( وأن اعبدوني ) وحدوني وأطيعوني ( هذا صراط ) طريق ( مستقيم )
62. ( ولقد أضل منكم جبلا ) خلقا جمع جبيل كقديم وفي قراءة بضم الباء ( كثيرا أفلم تكونوا تعقلون ) عداوته وإضلاله أو ما حل بهم من العذاب فتؤمنوا ويقال لهم في الآخرة
63. ( هذه جهنم التي كنتم توعدون ) بها
64. ( اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون )
65. ( اليوم نختم على أفواههم ) أي الكفار والله ربنا ما كنا مشركين ( وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم ) وغيرها ( بما كانوا يكسبون ) فكل عضو ينطق بما صدر منه
66. ( ولو نشاء لطمسنا على أعينهم ) لأعميناهم طمسا ( فاستبقوا ) ابتدروا ( الصراط ) الطريق ذاهبين كعادتهم ( فأنى ) فكيف ( يبصرون ) حينئذ أي لا يبصرون
67. ( ولو نشاء لمسخناهم ) قردة وخنازير أو حجارة ( على مكانتهم ) وفي قراءة مكاناتهم جمع مكانة بمعنى مكان أي في منازلهم ( فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ) لم يقدروا على عذاب ولا مجيء
68. ( ومن نعمره ) بإطالة أجله ( ننكسه ) وفي قراءة بالتشديد من التنكيس ( في الخلق ) أي خلقه فيكون بعد قوته وشبابه ضعيفا وهرما ( أفلا يعقلون ) أن القادر على ذلك المعلوم عندهم قادر على البعث فيؤمنوا وفي قراءة بالتاء
69. ( وما علمناه ) أي النبي ( الشعر ) رد لقولهم إن ما أتى به من القرآن شعر ( وما ينبغي ) يسهل ( له ) الشعر ( إن هو ) ليس الذي أتى به ( إلا ذكر ) عظة ( وقرآن مبين ) مظهر للأحكام وغيرها
70. ( لينذر ) بالياء والتاء به ( من كان حيا ) يعقل ما يخاطب به وهم المؤمنون ( ويحق القول ) بالعذاب ( على الكافرين ) وهم كالميتين لا يعقلون ما يخاطبون به
71. ( أولم يروا أنا ) يعلموا والاستفهام للتقرير والواو الداخلة عليها للعطف ( خلقنا لهم مما ) في جملة الناس ( عملت أيدينا أنعاما ) عملناه بلا شريك ولا معين ( فهم ) هي الإبل والبقر والغنم ( لها مالكون وذللناها ) ضابطون
72. ( وذللناها ) سخرناها ( لهم فمنها ركوبهم ) ركوبهم ( ومنها يأكلون )
73. ( ولهم فيها منافع ) كأصوافها وأوبارها وأشعارها ( ومشارب ) من لبنها جمع مشرب أو موضعه ( أفلا يشكرون ) المنعم عليهم بها فيؤمنوا أي ما فعلوا ذلك
74. ( واتخذوا من دون الله ) غيرالله ( آلهة ) أصناما يعبدونها ( لعلهم ينصرون ) يمنعون من عذاب الله تعالى بشفاعة آلهتهم بزعمهم
75. ( لا يستطيعون ) أي آلهتهم نزلوا منزلة العقلاء ( نصرهم وهم ) آلهتهم من الأصنام ( لهم جند ) بزعمهم نصرهم ( محضرون ) في النار معهم
76. ( فلا يحزنك قولهم ) لك لست مرسلا وغير ذلك ( إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ) من ذلك وغيره فنجازيهم عليه
77. ( أولم ير الإنسان أنا ) يعلم وهو العاصي ابن وائل ( خلقناه من نطفة فإذا ) مني إلى أن صيرناه شديدا قويا ( هو خصيم مبين ) شديد الخصومة لنا ( وضرب ) بينها في نفي البعث
78. ( وضرب لنا مثلا ) في ذلك ( ونسي خلقه ) من المني وهو أغرب من مثله ( قال من يحيي العظام وهي رميم ) أي بالية ولم يقل رميمة بالتاء لأنه اسم لا صفة وروي أنه أخذ عظما رميما ففتته وقال للنبي صلى الله عليه وسلم أترى بحيي الله هذا بعد ما بلي ورم فقال صلى الله عليه وسلم نعم ويدخلك النار
79. ( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق ) مخلوق ( عليم ) مجملا ومفصلا قبل خلقه وبعد خلقه
80. ( الذي جعل لكم ) في جملة الناس ( من الشجر الأخضر ) المرخ والعفار أو كل شجر إلا العناب ( نارا فإذا أنتم منه توقدون ) تقدحون وهذا دال على القدرة على البعث فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب فلا الماء يطفيء النار ولا النار تحرق الخشب
81. ( أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر ) مع عظمها ( على أن يخلق مثلهم بلى ) أي الأناسي في الصغر ( وهو ) أي هو قادر على ذلك أجاب نفسه ( الخلاق العليم ) الكثير الخلق ( إنما ) بكل شيء
82. ( إنما أمره ) شأنه ( إذا أراد شيئا ) خلق شيء ( أن يقول له كن فيكون ) أي فهو يكون وفي قراءة بالنصب عطفا على يقول
83. ( فسبحان الذي بيده ملكوت ) ملك زيدت الواو والتاء للمبالغة أي القدرة على ( كل شيء وإليه ترجعون ) تردون في الآخرة
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
37. سورة الصافات
1. ( والصافات صفا ) الملائكة تصف نفوسها في العبادة أو أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به
2. ( فالزاجرات زجرا ) الملائكة تزجر السحاب تسوقه
3. ( فالتاليات ) أي قراء القرآن يتلونه ( ذكرا ) مصدر من معاني التاليات
4. ( إن إلهكم ) يا أهل مكة ( لواحد )
5. ( رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق ) أي والمغارب للشمس لها كل يوم مشرق ومغرب
6. ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ) بضوئها أو بها والإضافة للبيان كقراءة تنوين زينة المبينة بالكواكب
7. ( وحفظا ) منصوب بفعل مقدر أي حفظناها بالشهب ( من كل ) متعلق بالمقدر ( شيطان مارد ) عات خارج عن الطاعة
8. ( لا يسمعون ) أي الشياطين مستأنف وسماعهم هو في المعنى المحفوظ عنه ( إلى الملأ الأعلى ) الملائكة في السماء وعدي السماع بإلى لتضمنه معنى الإصغاء وفي قراءة بتشديد الميم والسين أصله يتسمعون ادغمت التاء في السين ( ويقذفون ) الشياطين بالشهب ( من كل جانب ) من آفاق السماء
9. ( دحورا ) مصدر دحره أي طرده وأبعده وهو مفعول له ( ولهم ) في الآخرة ( عذاب واصب ) دائم
10. ( إلا من خطف الخطفة ) مصدر أي المرة والاستثناء من ضمير يسمعون أي لا يسمع إلا الشيطان الذي سمع الكلمة من الملائكة فأخذها بسرعة ( فأتبعه شهاب ) كوكب مضيء ( ثاقب ) يثقبه أو يحرقه أو يخبله
11. ( فاستفتهم ) استخبر كفار مكة تقريرا أو توبيخا ( أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) من الملائكة والسموات والأرضين وما فيهما وفب الإتيان بمن تغليب العقلاء ( إنا خلقناهم ) أي اصلهم آدم ( من طين لازب ) لازم يلصق باليد المعنى أن خلقهم ضعيف فلا يتكبروا بإنكار النبي والقرآن المؤدي إلى هلاكهم اليسير
12. ( بل ) للانتقال من غرض إلى آخر وهو الإخبار بحاله وبحالهم ( عجبت ) بفتح التاء خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم من تكذيبهم إياك وهم ( ويسخرون ) من تعجبك
13. ( وإذا ذكروا ) وعظوا بالقرآن ( لا يذكرون ) لا يتعظون
14. ( وإذا رأوا آية ) كانشقاق القمر ( يستسخرون ) يستهزئون بها
15. ( وقالوا ) فيها ( إن ) ما ( هذا إلا سحر مبين ) بين وقالوا منكرين للبعث
16. ( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون ) في الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين
17. ( أو آباؤنا الأولون ) بسكون الواو عطفا بأو وبفتحها والهمزة للاستفهام والعطف بالواو والمعطوف عليه محل إن واسمها أو الضمير في لمبعوثون والفاصل همزة استفهام
18. ( قل نعم ) تبعثون ( وأنتم داخرون ) صاغرون
19. ( فإنما هي ) ضمير مبهم يفسره ( زجرة ) صيحة ( واحدة فإذا هم ) الخلائق أحياء ( ينظرون ) ما يفعل بهم
20. ( وقالوا ) الكفار ( يا ) للتنبيه ( ويلنا ) هلاكنا وهو مصدر لا فعل له من لفظه وتقول لهم الملائكة ( هذا يوم الدين ) يوم الحساب والجزاء
21. ( هذا يوم الفصل ) بين الخلائق ( الذي كنتم به تكذبون ) ويقال للملائكة
22. ( احشروا الذين ظلموا ) أنفسهم بالشرك ( وأزواجهم ) قرناءهم من الشياطين ( وما كانوا يعبدون )
23. ( من دون الله ) غير الله الأوثان ( فاهدوهم ) دلوهم وسوقوهم ( إلى صراط الجحيم ) طريق النار
24. ( وقفوهم ) احبسوهم عند الصراط ( إنهم مسؤولون ) عن جميع أقوالهم وأفعالهم ويقال لهم توبيخا
52. ( يقول ) لي تبكيتا ( أئنك لمن المصدقين ) بالبعث
53. ( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا ) في الهمزتين في الثلاثة مواضع ما تقدم ( لمدينون ) مجزيون ومحاسبون أنكر ذلك أيضا
54. ( قال ) ذلك القائل لإخوانه ( هل أنتم مطلعون ) معب إلى النار لننظر حاله فيقولون لا
55. ( فاطلع ) ذلك القائل من بعض كوى الجنة ( فرآه ) أي رأى قرينه ( في سواء الجحيم ) في وسط النار
56. ( قال ) له شماتة ( تالله إن ) إن مخففة من الثقيلة ( كدت ) قاربت ( لتردين ) لتهلكني بإغوائك
57. ( ولولا نعمة ربي ) علي بالإيمان ( لكنت من المحضرين ) معك في النار وتقول أهل الجنة
58. ( أفما نحن بميتين )
59. ( إلا موتتنا الأولى ) التي في الدنيا ( وما نحن بمعذبين ) هو استفهام تلذذ وتحدث بنعمة الله تعالى من تأييد الحياة وعدم التعذيب
60. ( إن هذا ) الذي ذكرت لأهل الجنة ( لهو الفوز العظيم )
61. ( لمثل هذا فليعمل العاملون ) قيل يقال لهم ذلك وقيل هم يقولونه
62. ( أذلك ) المذكور لهم ( خير نزلا ) وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره ( أم شجرة الزقوم ) المعدة لأهل النار وهي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها الله في الجحيم كما سيأتي
63. ( إنا جعلناها ) بذلك ( فتنة للظالمين ) الكافرين من أهل مكة إذ قالوا النار تحرق الشجر فكيف تنبته
64. ( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ) أي قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها
65. ( طلعها ) المشبه بطلع النخل ( كأنه رؤوس الشياطين ) الحيات القبيحة المنظر
66. ( فإنهم ) الكفار ( لآكلون منها ) مع قبحها لشدة جوعهم ( فمالئون منها البطون )
67. ( ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ) ماء حار يشربونه فيختلط بالمأكول منها فيصير شوبا له
68. ( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ) يفيد أنهم يخرجون منهالشراب الحميم وأنه خارجها
69. ( إنهم ألفوا ) وجدوا ( آباءهم ضالين )
70. ( فهم على آثارهم يهرعون ) يزعجون إلى اتباعهم فيسرعون إليه
71. ( ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ) من الأمم الماضية
72. ( ولقد أرسلنا فيهم منذرين ) من الرسل مخوفين
73. ( فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ) الكافرين أي عاقبتهم العذاب
74. ( إلا عباد الله المخلصين ) المؤمنين فإنهم نجوا من العذاب لاخلاصهم في العبادة أو لأن الله أخلصهم لها على قراءة فتح اللام
75. ( ولقد نادانا نوح ) بقوله رب إني مغلوب فانتصر ( فلنعم المجيبون ) له نحن أي دعانا على قومه فأهلكناهم بالغرق
76. ( ونجيناه وأهله من الكرب العظيم ) أي الغرق
77. ( وجعلنا ذريته هم الباقين ) فالناس كلهم من نسله عليه السلام وكان له ثلاثة أولاد سام وهوأبو العرب وفارس والروم وحام وهو أبو السودان ويافث أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك
78. ( وتركنا ) أبقينا ( عليه ) ثناء حسنا ( في الآخرين ) من الأنبياء والامم إلى يوم القيامة
79. ( سلام ) منا ( على نوح في العالمين )
80. ( إنا كذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين )
81. ( إنه من عبادنا المؤمنين )
82. ( ثم أغرقنا الآخرين ) كفار قومه
83. ( وإن من شيعته ) ممن تابعه في أصل الدين ( لإبراهيم ) وإن طال الزمان بينهماوهو ألفان وستمائة وأربعون سنة وكان بينهما هود وصالح
84. ( إذ جاء ربه ) أي تابعه وقت مجيئه ( بقلب سليم ) من الشك وغيره
85. ( إذ قال ) في هذه الحالة المستمرة له ( لأبيه وقومه ) موبخا ( ماذا ) ما الذي ( تعبدون )
86. ( أئفكا ) في همزتيه ما تقدم ( آلهة دون الله تريدون ) وإفكا مفعول له وآلهة مفعول به لتريدون والافك أسوأ الكذب أي أتعبدون غير الله
87. ( فما ظنكم برب العالمين ) إذ عبدتم غيره أنه يترككم بلا عقاب لا وكانوا نجامين فخرجوا إلى عيد لهم وتركوا طعامهم عند أصنامهم زعموا التبرك عليه فاذا رجعوا أكلوه وقالوا لسيدنا إبراهيم اخرج معنا
88. ( فنظر نظرة في النجوم ) إيهاما لهم أنه يعتمد عليها ليعتمدوه
89. ( فقال إني سقيم ) عليل أي سأسقم
90. ( فتولوا عنه ) إلى عيدهم ( مدبرين )
91. ( فراغ ) مال في خفية ( إلى آلهتهم ) وهي الأصنام وعندها الطعام ( فقال ) استهزاء ( ألا تأكلون ) فلم ينطقوا
92. فقال ( ما لكم لا تنطقون ) فلم يجب
93. ( فراغ عليهم ضربا باليمين ) بالقوة فكسرها فبلغ قومه ممن رآه
94. ( فأقبلوا إليه يزفون ) أي يسرعون المشي فقالوا نحن نعبدها وأنت تكسرها
95. ( قال ) لهم موبخا ( أتعبدون ما تنحتون ) من الحجارة وغيرها أصناما
96. ( والله خلقكم وما تعملون ) من ناحتكم ومنحوتكم فاعبدوه وحده وما مصدرية وقيل موصولة وقسب موصوفة
97. ( قالوا ) بينهم ( ابنوا له بنيانا ) فاملؤوه حطبا وأضرموه بالنار فاذا التهب ( فألقوه في الجحيم ) النار الشديدة
98. ( فأرادوا به كيدا ) بالقائه بالنار لتهلكه ( فجعلناهم الأسفلين ) المقهورين فخرج من النار سالما
99. ( وقال إني ذاهب إلى ربي ) مهاجرر إليه من دار الكفر ( سيهدين ) إلى حيث أمرني ربي بالمصير إليه وهو الشام فلما وصل إلى الأرض المقدسة
100. ( رب هب لي ) ولدا ( من الصالحين )
101. ( فبشرناه بغلام حليم ) أي ذي حلم كثير
102. ( فلما بلغ معه السعي ) أي أن يسعى معه ويعينه قيل بلغ سبع سنين وقيل ثلاث عشرة سنة ( قال يا بني إني أرى ) أي رأيت ( في المنام أني أذبحك ) ورؤيا الأنبياء حق وأفعالهم بأمر الله تعالى ( فانظر ماذا ترى ) من الرأي شاوره ليأنس بالذبح وينقاد للأمر به ( قال يا أبت ) التاء عوض عن ياء الإضافة ( افعل ما تؤمر ) به ( ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) على ذلك
103. ( فلما أسلما ) خضعا وانقادا لأمر الله تعالى ( وتله للجبين ) صرعه عليه ولكل إنسان جبينان بينهما الجبهة وكان ذلك بمعنى وأمر السكين على حلقه فلم تعمل شيئا بمانع من القدرة الإلهية
104. ( وناديناه أن يا إبراهيم )
105. ( قد صدقت الرؤيا ) بما أتيت به مما أمكنك من أمر الذبح أي يكفيك ذلك فجملة نناديناه جواب لما بزيادة الواو ( إنا كذلك ) كما جزيناك ( نجزي المحسنين ) لأنفسهم بامتثال الأمر بافراج الشدة عنهم
106. ( إن هذا ) الذبح المأمور به ( لهو البلاء المبين ) الاختبار الظاهر
107. ( وفديناه ) أي المامور بذبحه وهو إسماعيل أو اسحق قولان ( بذبح ) بكبش ( عظيم ) من الجنة وهو الذي قربه هابيل جاء به جبريل عليه السلام فذبحه السيد إبراهيم مكبرا
108. ( وتركنا ) أبقينا ( عليه في الآخرين ) ثناء حسنا
109. ( سلام ) منا ( على إبراهيم )
110. ( كذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين ) لأنفسهم
111. ( إنه من عبادنا المؤمنين )
112. ( وبشرناه بإسحاق ) استدل بذلك على أن الذبيح غيره ( نبيا ) حال مقدرة أي يوجد مقدرا نبوته ( من الصالحين )
113. ( وباركنا عليه ) بتكثير ذريته ( وعلى إسحاق ) ولده بجعلنا أكثر الأنبياء من نسله ( ومن ذريتهما محسن ) مؤمن ( وظالم لنفسه ) كافر ( مبين ) بين الكفر
114. ( ولقد مننا على موسى وهارون ) بالنبوة
115. ( ونجيناهما وقومهما ) بني إسرائيل ( من الكرب العظيم ) أي استعباد فرعون إياهم
116. ( ونصرناهم ) على القبط ( فكانوا هم الغالبين )
117. ( وآتيناهما الكتاب المستبين ) البليغ البيان فيما أتى به من الحدود والأحكام وغيره وهو التوراة
118. ( وهديناهما الصراط ) الطريق ( المستقيم )
119. ( وتركنا ) أبقينا ( عليهما في الآخرين ) ثناء حسنا
120. ( سلام ) منا ( على موسى وهارون )
121. ( إنا كذلك ) كما جزيناهما ( نجزي المحسنين )
122. ( إنهما من عبادنا المؤمنين )
123. ( وإن إلياس ) بالهمز أوله وتركه ( لمن المرسلين ) قيل هو ابن أخي هرون أخي موسى وقيل غيره ارسل إلى قوم ببعلبك ونواحيها
124. ( إذ ) منصوب باذكر مقدرا ( قال لقومه ألا تتقون ) الله
125. ( أتدعون بعلا ) اسم صنم لهم من ذهب وبه سمي البلد أيضا مضافا إلى بك أي أتعبدونه ( وتذرون ) تتركون ( أحسن الخالقين ) فلا تعبدونه
126. ( الله ربكم ورب آبائكم الأولين ) برفع الثلاثة على إضمار هو وبنصبها على البدل من أحسن
127. ( فكذبوه فإنهم لمحضرون ) في النار
128. ( إلا عباد الله المخلصين ) أي المؤمنين فأنهم نجوا منها
129. ( وتركنا عليه في الآخرين ) ثناء حسنا
130. ( سلام ) منا ( على إلياسين ) هو الياس المتقدم ذكره وقيل هو ومن آمن معه فجمعوا معه تغلبا كقولهم للمهلب وقومه المهلبون وعلى قراءة آل ياسين بالمد أي أهله المراد به الياس أيضا
131. ( إنا كذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين )
132. ( إنه من عبادنا المؤمنين )
133. ( وإن لوطا لمن المرسلين )
134. اذكر ( إذ نجيناه وأهله أجمعين )
135. ( إلا عجوزا في الغابرين ) أي الباقين في العذاب
136. ( ثم دمرنا ) أهلكنا ( الآخرين ) كفار قومه
137. ( وإنكم لتمرون عليهم ) على آثارهم ومنازلهم في أسفاركم ( مصبحين ) أي وقت الصباح يعني بالنهار
138. ( وبالليل أفلا تعقلون ) يا أهل مكة ما حل بهم فتعتبروا به
139. ( وإن يونس لمن المرسلين )
140. ( إذ أبق ) هرب ( إلى الفلك المشحون ) السفبنة المملوءة حين غاضب قومه لما لم ينزل بهم العذاب الذي وعدهم به فركب السفينة فوقفت في لجة البحر فقال الملاحون هنا عبد أبق من سيده تظهره القرعة
141. ( فساهم ) قارع أهل السفينة ( فكان من المدحضين ) المغلوبين فألقوه في البحر
142. ( فالتقمه الحوت ) ابتلعه ( وهو مليم ) أي آت بما يلام عليه من ذهابه إلى البحر وركوبه السفينة بلا إذن من ربه
143. ( فلولا أنه كان من المسبحين ) الذاكرين بقوله كثيرا في بطن الحوت لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين
144. ( للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) لصار بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة
145. ( فنبذناه ) ألقيناه من بطن الحون ( بالعراء ) بوجه الأرض أي بالساحل من يومه أو بعد ثلاثة أو سبعة أيام أو عشرين أو أربعين يوما ( وهو سقيم ) عليل كالفرخ الممعط
146. ( وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ) وهي القرع تظله بساق على خلاف العادة في القرع معجزة له وكانت تأتيه وعلة صباحا ومساء يشرب من لبنها حتى قوي
147. ( وأرسلناه ) بعد ذلك كقبله إلى قوم بنينوى من أرض الموصل ( إلى مئة ألف أو ) بل ( يزيدون ) عشرين أو ثلاثين أو سبعين ألفا
148. ( فآمنوا ) عند معاينة العذاب الموعودين به ( فمتعناهم ) أبقيناهم ممتعين بما لهم ( إلى حين ) تنقضي آجالهم فيه
149. ( فاستفتهم ) استخبر كفار مكة توبيخا لهم ( ألربك البنات ) بزعمهم أن الملائكة بنات الله ( ولهم البنون ) فيختصبون بالأسنى
150. ( أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ) خلقنا فيقولون ذلك
151. ( ألا إنهم من إفكهم ) كذبهم ( ليقولون )
152. ( ولد الله ) بقولهم الملائكة بنات الله ( وإنهم لكاذبون ) فيه
153. ( أصطفى ) بفتح الهمزة للاستفهام واستغني بها عن همزة الوصل فحذفت أي اختار ( البنات على البنين )
154. ( ما لكم كيف تحكمون ) هذا الحكم الفاسد
155. ( أفلا تذكرون ) بإدغام التاء في الذال أنه سبحانه وتعالى منزه عن الولد
156. ( أم لكم سلطان مبين ) حجة واضحة أن لله ولدا
157. ( فأتوا بكتابكم ) التوراة فأروني ذلك فيه ( إن كنتم صادقين ) في قولكم ذلك
158. ( وجعلوا ) أي المشركون ( بينه ) تعالى ( وبين الجنة ) أي الملائكة لاجنتابهم عن الأبصار ( نسبا ) بقولهم إنها بنات الله ( ولقد علمت الجنة إنهم ) أي قائلي ذلك ( لمحضرون ) للنار يعذبون فيها
159. ( سبحان الله ) تنزيها له ( عما يصفون ) بأن لله ولدا
160. ( إلا عباد الله المخلصين ) أي المؤمنين استثناء منقطع أي فإنهم ينزهون الله تعالى عما يصفه هؤلاء
161. ( فإنكم وما تعبدون ) من الأصنام
162. ( ما أنتم عليه ) أي على معبودكم وعليه متعلق بقوله ( بفاتنين ) أحدا
163. ( إلا من هو صال الجحيم ) في علم الله تعالى
164. قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ( وما منا ) معشر الملائكة أحد ( إلا له مقام معلوم ) في السموات يعبد الله فيه لا يتجاوزه
165. ( وإنا لنحن الصافون ) أقدامنا في الصلاة
166. ( وإنا لنحن المسبحون ) المنزهون الله عما لا يليق به
167. ( وإن ) مخففة من الثقيلة ( كانوا ) أي كفار مكة ( ليقولون )
168. ( لو أن عندنا ذكرا ) كتابا ( من الأولين ) أي من كتب الأمم الماضية
169. ( لكنا عباد الله المخلصين ) العبادة له
170. ( فكفروا به ) بالكتاب الذي جاءهم وهو القرآن الأشرف من تلك الكتب ( فسوف يعلمون ) عاقبة كفرهم
171. ( ولقد سبقت كلمتنا ) بالنصر ( لعبادنا المرسلين ) وهي لأغلبن أنا ورسلي
172. أو هي قوله ( إنهم لهم المنصورون )
173. ( وإن جندنا ) المؤمنين ( لهم الغالبون ) الكفار بالحجة والنصرة عليهم في الدنيا وإن لم ينتصر بعض منهم في الدنيا ففي الآخرة
174. ( فتول عنهم ) أعرض عن كفار مكة ( حتى حين ) تؤمر فيه بقتالهم
175. ( وأبصرهم ) إذ نزل بهم العذاب ( فسوف يبصرون ) عاقبة كفرهم
176. فقالوا استهزاء متى نزول هذا العذاب قال تعالى تهديدا لهم ( أفبعذابنا يستعجلون )
177. ( فإذا نزل بساحتهم ) بفنائهم قال الفراء العرب تكتفي بذكر الساحة عن القوم ( فساء ) بئس صباحا ( صباح المنذرين ) فيه إقامة الظاهر مقام المضمر
178. ( وتول عنهم حتى حين )
179. ( وأبصر فسوف يبصرون ) كرر تأكيدا لتهديدهم وتسلية له صلى الله عليه وسلم
180. ( سبحان ربك رب العزة ) الغلبة ( عما يصفون ) بأن له ولدا
181. ( وسلام على المرسلين ) المبلغين عن الله التوحيد والشرائع
182. ( والحمد لله رب العالمين ) على نصرهم وهلاك الكافرين
1. ( والصافات صفا ) الملائكة تصف نفوسها في العبادة أو أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به
2. ( فالزاجرات زجرا ) الملائكة تزجر السحاب تسوقه
3. ( فالتاليات ) أي قراء القرآن يتلونه ( ذكرا ) مصدر من معاني التاليات
4. ( إن إلهكم ) يا أهل مكة ( لواحد )
5. ( رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق ) أي والمغارب للشمس لها كل يوم مشرق ومغرب
6. ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ) بضوئها أو بها والإضافة للبيان كقراءة تنوين زينة المبينة بالكواكب
7. ( وحفظا ) منصوب بفعل مقدر أي حفظناها بالشهب ( من كل ) متعلق بالمقدر ( شيطان مارد ) عات خارج عن الطاعة
8. ( لا يسمعون ) أي الشياطين مستأنف وسماعهم هو في المعنى المحفوظ عنه ( إلى الملأ الأعلى ) الملائكة في السماء وعدي السماع بإلى لتضمنه معنى الإصغاء وفي قراءة بتشديد الميم والسين أصله يتسمعون ادغمت التاء في السين ( ويقذفون ) الشياطين بالشهب ( من كل جانب ) من آفاق السماء
9. ( دحورا ) مصدر دحره أي طرده وأبعده وهو مفعول له ( ولهم ) في الآخرة ( عذاب واصب ) دائم
10. ( إلا من خطف الخطفة ) مصدر أي المرة والاستثناء من ضمير يسمعون أي لا يسمع إلا الشيطان الذي سمع الكلمة من الملائكة فأخذها بسرعة ( فأتبعه شهاب ) كوكب مضيء ( ثاقب ) يثقبه أو يحرقه أو يخبله
11. ( فاستفتهم ) استخبر كفار مكة تقريرا أو توبيخا ( أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) من الملائكة والسموات والأرضين وما فيهما وفب الإتيان بمن تغليب العقلاء ( إنا خلقناهم ) أي اصلهم آدم ( من طين لازب ) لازم يلصق باليد المعنى أن خلقهم ضعيف فلا يتكبروا بإنكار النبي والقرآن المؤدي إلى هلاكهم اليسير
12. ( بل ) للانتقال من غرض إلى آخر وهو الإخبار بحاله وبحالهم ( عجبت ) بفتح التاء خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم من تكذيبهم إياك وهم ( ويسخرون ) من تعجبك
13. ( وإذا ذكروا ) وعظوا بالقرآن ( لا يذكرون ) لا يتعظون
14. ( وإذا رأوا آية ) كانشقاق القمر ( يستسخرون ) يستهزئون بها
15. ( وقالوا ) فيها ( إن ) ما ( هذا إلا سحر مبين ) بين وقالوا منكرين للبعث
16. ( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون ) في الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين
17. ( أو آباؤنا الأولون ) بسكون الواو عطفا بأو وبفتحها والهمزة للاستفهام والعطف بالواو والمعطوف عليه محل إن واسمها أو الضمير في لمبعوثون والفاصل همزة استفهام
18. ( قل نعم ) تبعثون ( وأنتم داخرون ) صاغرون
19. ( فإنما هي ) ضمير مبهم يفسره ( زجرة ) صيحة ( واحدة فإذا هم ) الخلائق أحياء ( ينظرون ) ما يفعل بهم
20. ( وقالوا ) الكفار ( يا ) للتنبيه ( ويلنا ) هلاكنا وهو مصدر لا فعل له من لفظه وتقول لهم الملائكة ( هذا يوم الدين ) يوم الحساب والجزاء
21. ( هذا يوم الفصل ) بين الخلائق ( الذي كنتم به تكذبون ) ويقال للملائكة
22. ( احشروا الذين ظلموا ) أنفسهم بالشرك ( وأزواجهم ) قرناءهم من الشياطين ( وما كانوا يعبدون )
23. ( من دون الله ) غير الله الأوثان ( فاهدوهم ) دلوهم وسوقوهم ( إلى صراط الجحيم ) طريق النار
24. ( وقفوهم ) احبسوهم عند الصراط ( إنهم مسؤولون ) عن جميع أقوالهم وأفعالهم ويقال لهم توبيخا
52. ( يقول ) لي تبكيتا ( أئنك لمن المصدقين ) بالبعث
53. ( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا ) في الهمزتين في الثلاثة مواضع ما تقدم ( لمدينون ) مجزيون ومحاسبون أنكر ذلك أيضا
54. ( قال ) ذلك القائل لإخوانه ( هل أنتم مطلعون ) معب إلى النار لننظر حاله فيقولون لا
55. ( فاطلع ) ذلك القائل من بعض كوى الجنة ( فرآه ) أي رأى قرينه ( في سواء الجحيم ) في وسط النار
56. ( قال ) له شماتة ( تالله إن ) إن مخففة من الثقيلة ( كدت ) قاربت ( لتردين ) لتهلكني بإغوائك
57. ( ولولا نعمة ربي ) علي بالإيمان ( لكنت من المحضرين ) معك في النار وتقول أهل الجنة
58. ( أفما نحن بميتين )
59. ( إلا موتتنا الأولى ) التي في الدنيا ( وما نحن بمعذبين ) هو استفهام تلذذ وتحدث بنعمة الله تعالى من تأييد الحياة وعدم التعذيب
60. ( إن هذا ) الذي ذكرت لأهل الجنة ( لهو الفوز العظيم )
61. ( لمثل هذا فليعمل العاملون ) قيل يقال لهم ذلك وقيل هم يقولونه
62. ( أذلك ) المذكور لهم ( خير نزلا ) وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره ( أم شجرة الزقوم ) المعدة لأهل النار وهي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها الله في الجحيم كما سيأتي
63. ( إنا جعلناها ) بذلك ( فتنة للظالمين ) الكافرين من أهل مكة إذ قالوا النار تحرق الشجر فكيف تنبته
64. ( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ) أي قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها
65. ( طلعها ) المشبه بطلع النخل ( كأنه رؤوس الشياطين ) الحيات القبيحة المنظر
66. ( فإنهم ) الكفار ( لآكلون منها ) مع قبحها لشدة جوعهم ( فمالئون منها البطون )
67. ( ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ) ماء حار يشربونه فيختلط بالمأكول منها فيصير شوبا له
68. ( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ) يفيد أنهم يخرجون منهالشراب الحميم وأنه خارجها
69. ( إنهم ألفوا ) وجدوا ( آباءهم ضالين )
70. ( فهم على آثارهم يهرعون ) يزعجون إلى اتباعهم فيسرعون إليه
71. ( ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ) من الأمم الماضية
72. ( ولقد أرسلنا فيهم منذرين ) من الرسل مخوفين
73. ( فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ) الكافرين أي عاقبتهم العذاب
74. ( إلا عباد الله المخلصين ) المؤمنين فإنهم نجوا من العذاب لاخلاصهم في العبادة أو لأن الله أخلصهم لها على قراءة فتح اللام
75. ( ولقد نادانا نوح ) بقوله رب إني مغلوب فانتصر ( فلنعم المجيبون ) له نحن أي دعانا على قومه فأهلكناهم بالغرق
76. ( ونجيناه وأهله من الكرب العظيم ) أي الغرق
77. ( وجعلنا ذريته هم الباقين ) فالناس كلهم من نسله عليه السلام وكان له ثلاثة أولاد سام وهوأبو العرب وفارس والروم وحام وهو أبو السودان ويافث أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك
78. ( وتركنا ) أبقينا ( عليه ) ثناء حسنا ( في الآخرين ) من الأنبياء والامم إلى يوم القيامة
79. ( سلام ) منا ( على نوح في العالمين )
80. ( إنا كذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين )
81. ( إنه من عبادنا المؤمنين )
82. ( ثم أغرقنا الآخرين ) كفار قومه
83. ( وإن من شيعته ) ممن تابعه في أصل الدين ( لإبراهيم ) وإن طال الزمان بينهماوهو ألفان وستمائة وأربعون سنة وكان بينهما هود وصالح
84. ( إذ جاء ربه ) أي تابعه وقت مجيئه ( بقلب سليم ) من الشك وغيره
85. ( إذ قال ) في هذه الحالة المستمرة له ( لأبيه وقومه ) موبخا ( ماذا ) ما الذي ( تعبدون )
86. ( أئفكا ) في همزتيه ما تقدم ( آلهة دون الله تريدون ) وإفكا مفعول له وآلهة مفعول به لتريدون والافك أسوأ الكذب أي أتعبدون غير الله
87. ( فما ظنكم برب العالمين ) إذ عبدتم غيره أنه يترككم بلا عقاب لا وكانوا نجامين فخرجوا إلى عيد لهم وتركوا طعامهم عند أصنامهم زعموا التبرك عليه فاذا رجعوا أكلوه وقالوا لسيدنا إبراهيم اخرج معنا
88. ( فنظر نظرة في النجوم ) إيهاما لهم أنه يعتمد عليها ليعتمدوه
89. ( فقال إني سقيم ) عليل أي سأسقم
90. ( فتولوا عنه ) إلى عيدهم ( مدبرين )
91. ( فراغ ) مال في خفية ( إلى آلهتهم ) وهي الأصنام وعندها الطعام ( فقال ) استهزاء ( ألا تأكلون ) فلم ينطقوا
92. فقال ( ما لكم لا تنطقون ) فلم يجب
93. ( فراغ عليهم ضربا باليمين ) بالقوة فكسرها فبلغ قومه ممن رآه
94. ( فأقبلوا إليه يزفون ) أي يسرعون المشي فقالوا نحن نعبدها وأنت تكسرها
95. ( قال ) لهم موبخا ( أتعبدون ما تنحتون ) من الحجارة وغيرها أصناما
96. ( والله خلقكم وما تعملون ) من ناحتكم ومنحوتكم فاعبدوه وحده وما مصدرية وقيل موصولة وقسب موصوفة
97. ( قالوا ) بينهم ( ابنوا له بنيانا ) فاملؤوه حطبا وأضرموه بالنار فاذا التهب ( فألقوه في الجحيم ) النار الشديدة
98. ( فأرادوا به كيدا ) بالقائه بالنار لتهلكه ( فجعلناهم الأسفلين ) المقهورين فخرج من النار سالما
99. ( وقال إني ذاهب إلى ربي ) مهاجرر إليه من دار الكفر ( سيهدين ) إلى حيث أمرني ربي بالمصير إليه وهو الشام فلما وصل إلى الأرض المقدسة
100. ( رب هب لي ) ولدا ( من الصالحين )
101. ( فبشرناه بغلام حليم ) أي ذي حلم كثير
102. ( فلما بلغ معه السعي ) أي أن يسعى معه ويعينه قيل بلغ سبع سنين وقيل ثلاث عشرة سنة ( قال يا بني إني أرى ) أي رأيت ( في المنام أني أذبحك ) ورؤيا الأنبياء حق وأفعالهم بأمر الله تعالى ( فانظر ماذا ترى ) من الرأي شاوره ليأنس بالذبح وينقاد للأمر به ( قال يا أبت ) التاء عوض عن ياء الإضافة ( افعل ما تؤمر ) به ( ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) على ذلك
103. ( فلما أسلما ) خضعا وانقادا لأمر الله تعالى ( وتله للجبين ) صرعه عليه ولكل إنسان جبينان بينهما الجبهة وكان ذلك بمعنى وأمر السكين على حلقه فلم تعمل شيئا بمانع من القدرة الإلهية
104. ( وناديناه أن يا إبراهيم )
105. ( قد صدقت الرؤيا ) بما أتيت به مما أمكنك من أمر الذبح أي يكفيك ذلك فجملة نناديناه جواب لما بزيادة الواو ( إنا كذلك ) كما جزيناك ( نجزي المحسنين ) لأنفسهم بامتثال الأمر بافراج الشدة عنهم
106. ( إن هذا ) الذبح المأمور به ( لهو البلاء المبين ) الاختبار الظاهر
107. ( وفديناه ) أي المامور بذبحه وهو إسماعيل أو اسحق قولان ( بذبح ) بكبش ( عظيم ) من الجنة وهو الذي قربه هابيل جاء به جبريل عليه السلام فذبحه السيد إبراهيم مكبرا
108. ( وتركنا ) أبقينا ( عليه في الآخرين ) ثناء حسنا
109. ( سلام ) منا ( على إبراهيم )
110. ( كذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين ) لأنفسهم
111. ( إنه من عبادنا المؤمنين )
112. ( وبشرناه بإسحاق ) استدل بذلك على أن الذبيح غيره ( نبيا ) حال مقدرة أي يوجد مقدرا نبوته ( من الصالحين )
113. ( وباركنا عليه ) بتكثير ذريته ( وعلى إسحاق ) ولده بجعلنا أكثر الأنبياء من نسله ( ومن ذريتهما محسن ) مؤمن ( وظالم لنفسه ) كافر ( مبين ) بين الكفر
114. ( ولقد مننا على موسى وهارون ) بالنبوة
115. ( ونجيناهما وقومهما ) بني إسرائيل ( من الكرب العظيم ) أي استعباد فرعون إياهم
116. ( ونصرناهم ) على القبط ( فكانوا هم الغالبين )
117. ( وآتيناهما الكتاب المستبين ) البليغ البيان فيما أتى به من الحدود والأحكام وغيره وهو التوراة
118. ( وهديناهما الصراط ) الطريق ( المستقيم )
119. ( وتركنا ) أبقينا ( عليهما في الآخرين ) ثناء حسنا
120. ( سلام ) منا ( على موسى وهارون )
121. ( إنا كذلك ) كما جزيناهما ( نجزي المحسنين )
122. ( إنهما من عبادنا المؤمنين )
123. ( وإن إلياس ) بالهمز أوله وتركه ( لمن المرسلين ) قيل هو ابن أخي هرون أخي موسى وقيل غيره ارسل إلى قوم ببعلبك ونواحيها
124. ( إذ ) منصوب باذكر مقدرا ( قال لقومه ألا تتقون ) الله
125. ( أتدعون بعلا ) اسم صنم لهم من ذهب وبه سمي البلد أيضا مضافا إلى بك أي أتعبدونه ( وتذرون ) تتركون ( أحسن الخالقين ) فلا تعبدونه
126. ( الله ربكم ورب آبائكم الأولين ) برفع الثلاثة على إضمار هو وبنصبها على البدل من أحسن
127. ( فكذبوه فإنهم لمحضرون ) في النار
128. ( إلا عباد الله المخلصين ) أي المؤمنين فأنهم نجوا منها
129. ( وتركنا عليه في الآخرين ) ثناء حسنا
130. ( سلام ) منا ( على إلياسين ) هو الياس المتقدم ذكره وقيل هو ومن آمن معه فجمعوا معه تغلبا كقولهم للمهلب وقومه المهلبون وعلى قراءة آل ياسين بالمد أي أهله المراد به الياس أيضا
131. ( إنا كذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين )
132. ( إنه من عبادنا المؤمنين )
133. ( وإن لوطا لمن المرسلين )
134. اذكر ( إذ نجيناه وأهله أجمعين )
135. ( إلا عجوزا في الغابرين ) أي الباقين في العذاب
136. ( ثم دمرنا ) أهلكنا ( الآخرين ) كفار قومه
137. ( وإنكم لتمرون عليهم ) على آثارهم ومنازلهم في أسفاركم ( مصبحين ) أي وقت الصباح يعني بالنهار
138. ( وبالليل أفلا تعقلون ) يا أهل مكة ما حل بهم فتعتبروا به
139. ( وإن يونس لمن المرسلين )
140. ( إذ أبق ) هرب ( إلى الفلك المشحون ) السفبنة المملوءة حين غاضب قومه لما لم ينزل بهم العذاب الذي وعدهم به فركب السفينة فوقفت في لجة البحر فقال الملاحون هنا عبد أبق من سيده تظهره القرعة
141. ( فساهم ) قارع أهل السفينة ( فكان من المدحضين ) المغلوبين فألقوه في البحر
142. ( فالتقمه الحوت ) ابتلعه ( وهو مليم ) أي آت بما يلام عليه من ذهابه إلى البحر وركوبه السفينة بلا إذن من ربه
143. ( فلولا أنه كان من المسبحين ) الذاكرين بقوله كثيرا في بطن الحوت لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين
144. ( للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) لصار بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة
145. ( فنبذناه ) ألقيناه من بطن الحون ( بالعراء ) بوجه الأرض أي بالساحل من يومه أو بعد ثلاثة أو سبعة أيام أو عشرين أو أربعين يوما ( وهو سقيم ) عليل كالفرخ الممعط
146. ( وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ) وهي القرع تظله بساق على خلاف العادة في القرع معجزة له وكانت تأتيه وعلة صباحا ومساء يشرب من لبنها حتى قوي
147. ( وأرسلناه ) بعد ذلك كقبله إلى قوم بنينوى من أرض الموصل ( إلى مئة ألف أو ) بل ( يزيدون ) عشرين أو ثلاثين أو سبعين ألفا
148. ( فآمنوا ) عند معاينة العذاب الموعودين به ( فمتعناهم ) أبقيناهم ممتعين بما لهم ( إلى حين ) تنقضي آجالهم فيه
149. ( فاستفتهم ) استخبر كفار مكة توبيخا لهم ( ألربك البنات ) بزعمهم أن الملائكة بنات الله ( ولهم البنون ) فيختصبون بالأسنى
150. ( أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ) خلقنا فيقولون ذلك
151. ( ألا إنهم من إفكهم ) كذبهم ( ليقولون )
152. ( ولد الله ) بقولهم الملائكة بنات الله ( وإنهم لكاذبون ) فيه
153. ( أصطفى ) بفتح الهمزة للاستفهام واستغني بها عن همزة الوصل فحذفت أي اختار ( البنات على البنين )
154. ( ما لكم كيف تحكمون ) هذا الحكم الفاسد
155. ( أفلا تذكرون ) بإدغام التاء في الذال أنه سبحانه وتعالى منزه عن الولد
156. ( أم لكم سلطان مبين ) حجة واضحة أن لله ولدا
157. ( فأتوا بكتابكم ) التوراة فأروني ذلك فيه ( إن كنتم صادقين ) في قولكم ذلك
158. ( وجعلوا ) أي المشركون ( بينه ) تعالى ( وبين الجنة ) أي الملائكة لاجنتابهم عن الأبصار ( نسبا ) بقولهم إنها بنات الله ( ولقد علمت الجنة إنهم ) أي قائلي ذلك ( لمحضرون ) للنار يعذبون فيها
159. ( سبحان الله ) تنزيها له ( عما يصفون ) بأن لله ولدا
160. ( إلا عباد الله المخلصين ) أي المؤمنين استثناء منقطع أي فإنهم ينزهون الله تعالى عما يصفه هؤلاء
161. ( فإنكم وما تعبدون ) من الأصنام
162. ( ما أنتم عليه ) أي على معبودكم وعليه متعلق بقوله ( بفاتنين ) أحدا
163. ( إلا من هو صال الجحيم ) في علم الله تعالى
164. قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ( وما منا ) معشر الملائكة أحد ( إلا له مقام معلوم ) في السموات يعبد الله فيه لا يتجاوزه
165. ( وإنا لنحن الصافون ) أقدامنا في الصلاة
166. ( وإنا لنحن المسبحون ) المنزهون الله عما لا يليق به
167. ( وإن ) مخففة من الثقيلة ( كانوا ) أي كفار مكة ( ليقولون )
168. ( لو أن عندنا ذكرا ) كتابا ( من الأولين ) أي من كتب الأمم الماضية
169. ( لكنا عباد الله المخلصين ) العبادة له
170. ( فكفروا به ) بالكتاب الذي جاءهم وهو القرآن الأشرف من تلك الكتب ( فسوف يعلمون ) عاقبة كفرهم
171. ( ولقد سبقت كلمتنا ) بالنصر ( لعبادنا المرسلين ) وهي لأغلبن أنا ورسلي
172. أو هي قوله ( إنهم لهم المنصورون )
173. ( وإن جندنا ) المؤمنين ( لهم الغالبون ) الكفار بالحجة والنصرة عليهم في الدنيا وإن لم ينتصر بعض منهم في الدنيا ففي الآخرة
174. ( فتول عنهم ) أعرض عن كفار مكة ( حتى حين ) تؤمر فيه بقتالهم
175. ( وأبصرهم ) إذ نزل بهم العذاب ( فسوف يبصرون ) عاقبة كفرهم
176. فقالوا استهزاء متى نزول هذا العذاب قال تعالى تهديدا لهم ( أفبعذابنا يستعجلون )
177. ( فإذا نزل بساحتهم ) بفنائهم قال الفراء العرب تكتفي بذكر الساحة عن القوم ( فساء ) بئس صباحا ( صباح المنذرين ) فيه إقامة الظاهر مقام المضمر
178. ( وتول عنهم حتى حين )
179. ( وأبصر فسوف يبصرون ) كرر تأكيدا لتهديدهم وتسلية له صلى الله عليه وسلم
180. ( سبحان ربك رب العزة ) الغلبة ( عما يصفون ) بأن له ولدا
181. ( وسلام على المرسلين ) المبلغين عن الله التوحيد والشرائع
182. ( والحمد لله رب العالمين ) على نصرهم وهلاك الكافرين
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
38. سورة ص
1. ( ص ) الله أعلم بمراده به ( والقرآن ذي الذكر ) أي البيان أو الشرف وجواب هذا القسم محذوف أي ما الأمر كما قال كفار مكة من تعدد الآلهة
2. ( بل الذين كفروا ) من أهل مكة ( في عزة ) حمية وتكبر عن الإيمان ( وشقاق ) خلاف وعداوة للنبي صلى الله عليه وسلم
3. ( كم ) أي كثير ( أهلكنا من قبلهم من قرن ) أي امة من الأمم الماضية ( فنادوا ) حين نزول القرآن بهم ( ولات حين مناص ) أي ليس الحين حين فرار والتاء زائدة والجملة حال من فاعل نادوا أي استغاثوا والحال أن لا مهرب ولا منجى وما اعتبر بهم كفار مكة
4. ( وعجبوا أن جاءهم منذر منهم ) رسول من أنفسهم ويخوفهم النار بعد البعث وهو النبي صلى الله عليه وسلم ( وقال الكافرون ) فيه وضع الظاهر موضع المضمر ( هذا ساحر كذاب )
5. ( أجعل الآلهة إلها واحدا ) حيث قال لهم قولوا لا إله إلا الله أي كيف يسع الخلق كلهم إله واحد ( إن هذا لشيء عجاب ) أي عجيب
6. ( وانطلق الملأ منهم ) من مجلس اجتماعهم عند أبي طالب وسماعهم فيه من النبي صلى الله عليه وسلم قولوا لا إله إلا الله ( أن امشوا ) يقول بعضهم لبعض امشوا ( واصبروا على آلهتكم ) اثبتوا على عبادتها ( إن هذا ) المذكور من التوحيد ( لشيء يراد ) منا
7. ( ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ) ملة عيسى ( إن ) ما ( هذا إلا اختلاق ) كذب
8. ( أأنزل ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه ( عليه ) على محمد ( الذكر ) القرآن ( من بيننا ) وليس بأكبرنا ولا أشرفنا أي لم ينزل عليه قال تعالى ( بل هم في شك من ذكري ) وحيي القرآن حيث كذبوا الجائي به ( بل لما ) لم ( يذوقوا عذاب ) ولو ذاقوه لصدقوا النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ولا ينفعهم التصديق حينئذ
9. ( أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز ) الغالب ( الوهاب ) من النبوة وغيرها فيعطوها من شاؤوا
10. ( أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما ) إن زعموا ذلك ( فليرتقوا في الأسباب ) الموصلة إلى السماء فيأتوا بالوحي فيخصوا به من شاؤوا وأم في الموضعين بمعنى همزة الانكار
11. ( جند ما ) جند حقير ( هنالك ) في تكذيبهم لك ( مهزوم ) صفة جند ( من الأحزاب ) صفة جند أيضا كالأجناد من جنس الأحزاب المتحزبين على الأنبياء قبلك واولئك قد قهروا واهلكوا فكذلك نهلك هؤلاء
12. ( كذبت قبلهم قوم نوح ) تأنيث قوم باعتبار المعنى ( وعاد وفرعون ذو الأوتاد ) كان يتد لكل من يغضب عليه أربعة أوتاد يشد إليها يديه ورجليه ويعذبه
13. ( وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة ) الغيضة وهم قوم شعيب عليه السلام ( أولئك الأحزاب )
14. ( إن ) ما ( كل ) من الأحزاب ( إلا كذب الرسل ) لأنهم إذا كذبوا واحدا منهم فقد كذبوا جميعهم لأن دعوتهم واحدة وهي دعوة التوحيد ( فحق ) وجب ( عقاب )
15. ( وما ينظر ) ينتظر ( هؤلاء ) كفار مكة ( إلا صيحة واحدة ) هي نفخة القيامة تحل بهم العذاب ( ما لها من فواق ) بفتح الفاء وضمها رجوع
16. ( وقالوا ) لما نزل فأما من اوتي كتابه بيمينه الخ ( ربنا عجل لنا قطنا ) كتاب أعمالنا ( قبل يوم الحساب ) قالوا ذلك استهزاء
17. ( اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد ) القوة في العبادة كان يصوم يوما ويفطر يوما ويقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه ( إنه أواب ) رجاع إلى مرضاة الله
18. ( إنا سخرنا الجبال معه يسبحن ) بتسبيحه ( بالعشي ) وقت صلاة العشاء ( والإشراق ) وقت صلاة الضحى وهو أن تشرق الشمس ويتناهى ضوؤها
19. وسخرنا ( والطير محشورة ) مجموعة إليه تسبح معه ( كل ) من الجبال والطير ( له أواب ) رجاع إلى طاعته بالتسبيح
20. ( وشددنا ملكه ) قويناه بالحرس والجنود وكان يحرس محرابه في كل ليلة ثلاثون ألف رجل ( وآتيناه الحكمة ) النبوة والإصابة في الأمور ( وفصل الخطاب ) البيان الشافي في كل قصد
21. ( وهل ) معنى الاستفهام هنا التعجب والتشويق إلى استماع ما بعده ( أتاك ) يا محمد ( نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب ) محراب داود أي مسجده حيث منعوا الدخول عليه من الباب لشغله بالعبادة أي خبرهم وقصتهم
22. ( إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف ) نحن ( خصمان ) قيل فريقان ليطابق ما قبله من ضمير الجمع وقيل اثنان والضمير بمعناها والخصم يطلق على الواحد وأكثر وهما ملكان جاءا في الصورة خصمين وقع لهما ما ذكر على سبيل الفرض لتنبيه داود عليه السلام على ما وقع منه وكان له تسع وتسعون امرأة وطلب امرأة شخص ليس له غيرها وتزوجها ودخل بها ( بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط ) تجر ( واهدنا ) أرشدنا ( إلى سواء الصراط ) وسط الطريق الصواب
23. ( إن هذا أخي ) أي على ديني ( له تسع وتسعون نعجة ) يعبر بها عن المرأة ( ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها ) اجعلني كافلها ( وعزني ) غلبني ( في الخطاب ) أي الجدال وأقره الآخر على ذلك
24. ( قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك ) ليضمها ( إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ) الشركاء ( ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم ) ما لتأكيد القلة فقال الملكان صاعدين في صورتيهما إلى السماء قضى الرجل على نفسه فتنبه داود قال تعالى ( وظن ) أيقن ( داود أنما فتناه ) أوقعناه في فتنة أي بلية بمحبته تلك المرأة ( فاستغفر ربه وخر راكعا ) ساجدا ( وأناب )
25. ( فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى ) زيادة خير في الدنيا ( وحسن مآب ) مرجع في الآخرة
26. ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) تدبر أمر الناس ( فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى ) هوى النفس ( فيضلك عن سبيل الله ) عن الدلائل الدالة على توحيده ( إن الذين يضلون عن سبيل الله ) عن الإيمان بالله ( لهم عذاب شديد بما نسوا ) بنسينهم ( يوم الحساب ) المرتب عليه تركهم الإيمان ولو أيقنوا بيوم الحساب لآمنوا في الدنيا
27. ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ) عبثا ( ذلك ) أي خلق ذلك لا لشيء ( ظن الذين كفروا ) من أهل مكة ( فويل ) واد ( للذين كفروا من النار )
28. ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ) نزل لما قال كفار مكة للمؤمنين إنا نعطى في الآخرة مثل ما تعطون وأم بمعنى همزة الانكار
29. ( كتاب ) خبر مبتدأ محذوف أي هذا ( أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ) أصله يتدبروا ادغمت التاء في الدال ( آياته ) ينظروا في معانيها فيؤمنوا ( وليتذكر ) يتعظ ( أولوا الألباب ) أصحاب العقول
30. ( ووهبنا لداود سليمان ) ابنه ( نعم العبد ) سليمان ( إنه أواب ) رجاع في التسبيح والذكر في جميع الأوقات
31. ( إذ عرض عليه بالعشي ) هو ما بعد الزوال ( الصافنات ) الخيل جمع صافنة وهي القائمة على ثلاث وإقامة الأخرى على طرف الحافر وهو من صفن يصفن صفونا ( الجياد ) جمع جواد وهو السابق المعنى أنها إذا استوقفت سكنت وإن ركضت سبقت وكانت ألف فرس عرضت عليه بعد أن صلى الظهر لإرادته الجهاد عليها لعدو فعند بلوغ العرض منها تسعمائة غربت الشمس ولم يكن صلى العصر فاغتم
32. ( فقال إني أحببت ) أردت ( حب الخير ) أي الخيل ( عن ذكر ربي ) صلاة العصر ( حتى توارت ) الشمس ( بالحجاب ) أي استترت بما يحجبها عن الأبصار
33. ( ردوها علي ) الخيل المعروضة فردوها ( فطفق مسحا ) بالسيف ( بالسوق ) جمع ساق ( والأعناق ) أي ذبحها وقطع أرجلها تقربا إلى الله تعالى حيث اشتغل بها عن الصلاة وتصدق بلحمها فعوضه الله خيرا منها وأسرع وهي الريح تجري بأمره كيف شاء
34. ( ولقد فتنا سليمان ) ابتليناه بسلب ملكه وذلك لتزوجه بامرأة عشقها وكانت تعبد الصنم في داره من غير علمه وكان ملكه في خاتمه فنزعه مرة عند إرادة الخلاء ووضعه عند امرأته المسماة بالأمنية على عادته فجاءها جني في صورة سليمان فأخذه منها ( وألقينا على كرسيه جسدا ) هو ذلك الجني وهو صخر أو غيره جلس على كرسي سليمان وعكفت عليه الطير وغيرها فخرج سليمان في غير هيئته فرآه على كرسيه وقال للناس أنا سليمان فأنكروه ( ثم أناب ) رجع إلى ملكه بعد أيام بأن وصل إلى الخاتم فلبسه وجلس على كرسيه
35. ( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي ) لا يكون ( لأحد من بعدي ) أي سواي نحو فمن يهديه من بعد الله أي سوى الله ( إنك أنت الوهاب )
36. ( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء ) لينة ( حيث أصاب ) أراد
37. ( والشياطين كل بناء ) يبني الأبنية العجيبة ( وغواص ) في البحر يستخرج اللؤلؤ
38. ( وآخرين ) منهم ( مقرنين ) مشدودين ( في الأصفاد ) القيود بجمع أيديهم إلى أعناقهم
39. وقلنا له ( هذا عطاؤنا فامنن ) أعط منه من شئت ( أو أمسك ) عن العطاء ( بغير حساب ) أي لا حساب عليك في ذلك
40. ( وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ) تقدم مثله
41. ( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني ) أي بأني ( مسني الشيطان بنصب ) بضر ( وعذاب ) ألم ونسب ذلكك إلى الشيطان وإن كانت الأشياء كلها مع الله تأدبا معه تعالى
42. وقيل له ( اركض ) اضرب ( برجلك ) الأرض فضرب فنبعث عين ماء فقيل ( هذا مغتسل ) ماء تغتسل فيه ( بارد وشراب ) تشرب منه فاغتسل وشرب فذهب عنه كل داء كان بباطنه وظاهره
43. ( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم ) أي أحيا الله من مات من أولاده ورزقه مثلهم ( رحمة ) نعمة ( منا وذكرى ) عظة ( لأولي الألباب ) لأصحاب العقول
44. ( وخذ بيدك ضغثا ) هو حزمة من حشيش أو قضبان ( فاضرب به ) زوجتك وكان قد حلف ليضربنها مائة ضربة لابطائها عليه يوما ( ولا تحنث ) بترك ضربها فأخذ مائة عود من الاذخر أو غيره فضربها به ضربة واحدة ( إنا وجدناه صابرا نعم العبد ) أيوب ( إنه أواب ) رجاع إلى الله تعالى
45. ( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي ) أصحاب القوى في العبادة ( والأبصار ) البصائر في الدين وفي قراءة عبدنا وإبراهيم بيان له وما بعده عطف على عبدنا
46. ( إنا أخلصناهم بخالصة ) هي ( ذكرى الدار ) الآخرة أي ذكرها والعمل لها وفي قراءة بالإضافة وهي للبيان
47. ( وإنهم عندنا لمن المصطفين ) المختارين ( الأخيار ) جمع خير بالتشديد
48. ( واذكر إسماعيل واليسع ) وهو نبي واللام زائدة ( وذا الكفل ) اختلف في نبوته قيل كفل مائة نبي فروا إليه من القتل ( وكل ) كلهم ( من الأخيار ) جمع خير بالثقيل
49. ( هذا ذكر ) لهم بالثناء الجميل هنا ( وإن للمتقين ) الشاملين لهم ( لحسن مآب ) مرجع في الآخرة
50. ( جنات عدن ) بدل أو عطف بيان لحسن مآب ( مفتحة لهم الأبواب ) منها
51. ( متكئين فيها ) على الأرائك ( يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب )
52. ( وعندهم قاصرات الطرف ) حابسات العين على أزواجهن ( أتراب ) أسنانهن واحدة وهي بنات ثلاث وثلاثين سنة
53. ( هذا ) المذكور ( ما توعدون ) بالغيبة والخطاب التفاتا ( ليوم الحساب ) أي لأجله
54. ( إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ) انقطاع والجملة حال من رزقنا أو خبر ثان لان أي دائما أو دائم
55. ( هذا ) المذكور للمؤمنين ( وإن للطاغين ) مستأنف ( لشر مآب )
56. ( جهنم يصلونها ) يدخلونها ( فبئس المهاد ) الفراش
57. ( هذا ) العذاب المفهوم مما بعده ( فليذوقوه حميم ) ماء حار محرق ( وغساق ) بالتخفيف ما يسيل من صديد أهل النار
58. ( وآخر ) بالجمع والافراد ( من شكله ) مثل المذكور من الحميم والغساق ( أزواج ) أصناف عذابهم من أنواع مختلفة
59. ويقال لهم عند دخولهم النار ( هذا فوج ) جمع ( مقتحم ) داخل ( معكم ) النار بشدة فيقول المتبعون ( لا مرحبا بهم ) لا سعة عليهم ( إنهم صالوا النار )
60. ( قالوا ) الأتباع ( بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا ) أي الكفر ( فبئس القرار ) لنا ولكم النار
61. ( قالوا ) أيضا ( ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا ) مثل عذابه على كفره ( في النار )
62. ( وقالوا ) كفار مكة وهم في النار ( ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم ) في الدنيا ( من الأشرار )
63. ( أتخذناهم سخريا ) بضم السين وكسرها كنا نسخر بهم والياء للنسب أمفقودون هم ( أم زاغت ) مالت ( عنهم الأبصار ) فلم ترهم وهم فقراء المسلمين كعمار وبلال وصهيب وسلمان
64. ( إن ذلك لحق ) واجب وقوعه وهو ( تخاصم أهل النار ) كما تقدم
65. ( قل ) يا محمد لكفار مكة ( إنما أنا منذر ) مخوف بالنار ( وما من إله إلا الله الواحد القهار ) لخلقه
66. ( رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز ) الغالب على أمره ( الغفار ) لأوليائه
67. ( قل ) لهم ( هو نبأ عظيم )
68. ( أنتم عنه معرضون ) أي القرآن الذي أنبأتكم به وجئتكم فيه بما لا يعلم إلا بوحي وهو قوله
69. ( ما كان لي من علم بالملأ الأعلى ) الملائكة ( إذ يختصمون ) في شأن آدم حين قال الله إني جاعل في الأرض خليفة الخ
70. ( إن ) ما ( يوحى إلي إلا أنما أنا ) أي أني ( نذير مبين ) بين الانذار
71. اذكر ( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين ) هو آدم
72. ( فإذا سويته ) أتممته ( ونفخت ) أجريت ( فيه من روحي ) فصار حيا وإضافة الروح إليه تشريف لآدم والروح جسم لطيف يحيا به الإنسان بنفوذه فيه ( فقعوا له ساجدين ) سجود تحية بالانحناء
73. ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون ) فيه تأكيدان
74. ( إلا إبليس ) هو ابن الجن كان بين الملائكة ( استكبر وكان من الكافرين ) في علم الله تعالى
75. ( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) أي توليت خلقه وهذا تشريف لآدم فإن كل مخلوق تولى الله خلقه ( أستكبرت ) الآن عن السجود استفهام توبيخ ( أم كنت من العالين ) المتكبرين فتكبرت عن السجود لكونك منهم
76. ( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )
77. ( قال فاخرج منها ) من الجنة وقيل من السموات ( فإنك رجيم ) مطرود
78. ( وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ) الجزاء
79. ( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون ) أي الناس
80. ( قال فإنك من المنظرين )
81. ( إلى يوم الوقت المعلوم ) وقت النفخة الأولى
82. ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين )
83. ( إلا عبادك منهم المخلصين ) المؤمنين
84. ( قال فالحق والحق أقول ) بنصبهما ورفع الأول ونصب الثاني فنصبه بالفعل بعده ونصب الأول قيل بالفعل المذكور وقيل على المصدر أي أحق الحق وقيل على نزع حرف القسم ورفعه على أنه مبتدأ محذوف الخبر أي فالحق مني وقيل فالحق قسمي وجواب القسم
85. ( لأملأن جهنم منك ) بذريتك ( وممن تبعك منهم ) الناس ( أجمعين )
86. ( قل ما أسألكم عليه ) على تبليغ الرسالة ( من أجر ) جعل ( وما أنا من المتكلفين ) المتقولين القرآن من تلقاء نفسي
87. ( إن هو ) أي ما القرآن ( إلا ذكر ) عظة ( للعالمين ) للانس والجن والعقلاء دون الملائكة
88. ( ولتعلمن ) يا كفار مكة ( نبأه ) خبر صدقه ( بعد حين ) أي يوم القيامة وعلم بمعنى عرف واللام لام قسم مقدر أي والله
1. ( ص ) الله أعلم بمراده به ( والقرآن ذي الذكر ) أي البيان أو الشرف وجواب هذا القسم محذوف أي ما الأمر كما قال كفار مكة من تعدد الآلهة
2. ( بل الذين كفروا ) من أهل مكة ( في عزة ) حمية وتكبر عن الإيمان ( وشقاق ) خلاف وعداوة للنبي صلى الله عليه وسلم
3. ( كم ) أي كثير ( أهلكنا من قبلهم من قرن ) أي امة من الأمم الماضية ( فنادوا ) حين نزول القرآن بهم ( ولات حين مناص ) أي ليس الحين حين فرار والتاء زائدة والجملة حال من فاعل نادوا أي استغاثوا والحال أن لا مهرب ولا منجى وما اعتبر بهم كفار مكة
4. ( وعجبوا أن جاءهم منذر منهم ) رسول من أنفسهم ويخوفهم النار بعد البعث وهو النبي صلى الله عليه وسلم ( وقال الكافرون ) فيه وضع الظاهر موضع المضمر ( هذا ساحر كذاب )
5. ( أجعل الآلهة إلها واحدا ) حيث قال لهم قولوا لا إله إلا الله أي كيف يسع الخلق كلهم إله واحد ( إن هذا لشيء عجاب ) أي عجيب
6. ( وانطلق الملأ منهم ) من مجلس اجتماعهم عند أبي طالب وسماعهم فيه من النبي صلى الله عليه وسلم قولوا لا إله إلا الله ( أن امشوا ) يقول بعضهم لبعض امشوا ( واصبروا على آلهتكم ) اثبتوا على عبادتها ( إن هذا ) المذكور من التوحيد ( لشيء يراد ) منا
7. ( ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ) ملة عيسى ( إن ) ما ( هذا إلا اختلاق ) كذب
8. ( أأنزل ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه ( عليه ) على محمد ( الذكر ) القرآن ( من بيننا ) وليس بأكبرنا ولا أشرفنا أي لم ينزل عليه قال تعالى ( بل هم في شك من ذكري ) وحيي القرآن حيث كذبوا الجائي به ( بل لما ) لم ( يذوقوا عذاب ) ولو ذاقوه لصدقوا النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ولا ينفعهم التصديق حينئذ
9. ( أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز ) الغالب ( الوهاب ) من النبوة وغيرها فيعطوها من شاؤوا
10. ( أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما ) إن زعموا ذلك ( فليرتقوا في الأسباب ) الموصلة إلى السماء فيأتوا بالوحي فيخصوا به من شاؤوا وأم في الموضعين بمعنى همزة الانكار
11. ( جند ما ) جند حقير ( هنالك ) في تكذيبهم لك ( مهزوم ) صفة جند ( من الأحزاب ) صفة جند أيضا كالأجناد من جنس الأحزاب المتحزبين على الأنبياء قبلك واولئك قد قهروا واهلكوا فكذلك نهلك هؤلاء
12. ( كذبت قبلهم قوم نوح ) تأنيث قوم باعتبار المعنى ( وعاد وفرعون ذو الأوتاد ) كان يتد لكل من يغضب عليه أربعة أوتاد يشد إليها يديه ورجليه ويعذبه
13. ( وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة ) الغيضة وهم قوم شعيب عليه السلام ( أولئك الأحزاب )
14. ( إن ) ما ( كل ) من الأحزاب ( إلا كذب الرسل ) لأنهم إذا كذبوا واحدا منهم فقد كذبوا جميعهم لأن دعوتهم واحدة وهي دعوة التوحيد ( فحق ) وجب ( عقاب )
15. ( وما ينظر ) ينتظر ( هؤلاء ) كفار مكة ( إلا صيحة واحدة ) هي نفخة القيامة تحل بهم العذاب ( ما لها من فواق ) بفتح الفاء وضمها رجوع
16. ( وقالوا ) لما نزل فأما من اوتي كتابه بيمينه الخ ( ربنا عجل لنا قطنا ) كتاب أعمالنا ( قبل يوم الحساب ) قالوا ذلك استهزاء
17. ( اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد ) القوة في العبادة كان يصوم يوما ويفطر يوما ويقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه ( إنه أواب ) رجاع إلى مرضاة الله
18. ( إنا سخرنا الجبال معه يسبحن ) بتسبيحه ( بالعشي ) وقت صلاة العشاء ( والإشراق ) وقت صلاة الضحى وهو أن تشرق الشمس ويتناهى ضوؤها
19. وسخرنا ( والطير محشورة ) مجموعة إليه تسبح معه ( كل ) من الجبال والطير ( له أواب ) رجاع إلى طاعته بالتسبيح
20. ( وشددنا ملكه ) قويناه بالحرس والجنود وكان يحرس محرابه في كل ليلة ثلاثون ألف رجل ( وآتيناه الحكمة ) النبوة والإصابة في الأمور ( وفصل الخطاب ) البيان الشافي في كل قصد
21. ( وهل ) معنى الاستفهام هنا التعجب والتشويق إلى استماع ما بعده ( أتاك ) يا محمد ( نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب ) محراب داود أي مسجده حيث منعوا الدخول عليه من الباب لشغله بالعبادة أي خبرهم وقصتهم
22. ( إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف ) نحن ( خصمان ) قيل فريقان ليطابق ما قبله من ضمير الجمع وقيل اثنان والضمير بمعناها والخصم يطلق على الواحد وأكثر وهما ملكان جاءا في الصورة خصمين وقع لهما ما ذكر على سبيل الفرض لتنبيه داود عليه السلام على ما وقع منه وكان له تسع وتسعون امرأة وطلب امرأة شخص ليس له غيرها وتزوجها ودخل بها ( بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط ) تجر ( واهدنا ) أرشدنا ( إلى سواء الصراط ) وسط الطريق الصواب
23. ( إن هذا أخي ) أي على ديني ( له تسع وتسعون نعجة ) يعبر بها عن المرأة ( ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها ) اجعلني كافلها ( وعزني ) غلبني ( في الخطاب ) أي الجدال وأقره الآخر على ذلك
24. ( قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك ) ليضمها ( إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ) الشركاء ( ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم ) ما لتأكيد القلة فقال الملكان صاعدين في صورتيهما إلى السماء قضى الرجل على نفسه فتنبه داود قال تعالى ( وظن ) أيقن ( داود أنما فتناه ) أوقعناه في فتنة أي بلية بمحبته تلك المرأة ( فاستغفر ربه وخر راكعا ) ساجدا ( وأناب )
25. ( فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى ) زيادة خير في الدنيا ( وحسن مآب ) مرجع في الآخرة
26. ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) تدبر أمر الناس ( فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى ) هوى النفس ( فيضلك عن سبيل الله ) عن الدلائل الدالة على توحيده ( إن الذين يضلون عن سبيل الله ) عن الإيمان بالله ( لهم عذاب شديد بما نسوا ) بنسينهم ( يوم الحساب ) المرتب عليه تركهم الإيمان ولو أيقنوا بيوم الحساب لآمنوا في الدنيا
27. ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ) عبثا ( ذلك ) أي خلق ذلك لا لشيء ( ظن الذين كفروا ) من أهل مكة ( فويل ) واد ( للذين كفروا من النار )
28. ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ) نزل لما قال كفار مكة للمؤمنين إنا نعطى في الآخرة مثل ما تعطون وأم بمعنى همزة الانكار
29. ( كتاب ) خبر مبتدأ محذوف أي هذا ( أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ) أصله يتدبروا ادغمت التاء في الدال ( آياته ) ينظروا في معانيها فيؤمنوا ( وليتذكر ) يتعظ ( أولوا الألباب ) أصحاب العقول
30. ( ووهبنا لداود سليمان ) ابنه ( نعم العبد ) سليمان ( إنه أواب ) رجاع في التسبيح والذكر في جميع الأوقات
31. ( إذ عرض عليه بالعشي ) هو ما بعد الزوال ( الصافنات ) الخيل جمع صافنة وهي القائمة على ثلاث وإقامة الأخرى على طرف الحافر وهو من صفن يصفن صفونا ( الجياد ) جمع جواد وهو السابق المعنى أنها إذا استوقفت سكنت وإن ركضت سبقت وكانت ألف فرس عرضت عليه بعد أن صلى الظهر لإرادته الجهاد عليها لعدو فعند بلوغ العرض منها تسعمائة غربت الشمس ولم يكن صلى العصر فاغتم
32. ( فقال إني أحببت ) أردت ( حب الخير ) أي الخيل ( عن ذكر ربي ) صلاة العصر ( حتى توارت ) الشمس ( بالحجاب ) أي استترت بما يحجبها عن الأبصار
33. ( ردوها علي ) الخيل المعروضة فردوها ( فطفق مسحا ) بالسيف ( بالسوق ) جمع ساق ( والأعناق ) أي ذبحها وقطع أرجلها تقربا إلى الله تعالى حيث اشتغل بها عن الصلاة وتصدق بلحمها فعوضه الله خيرا منها وأسرع وهي الريح تجري بأمره كيف شاء
34. ( ولقد فتنا سليمان ) ابتليناه بسلب ملكه وذلك لتزوجه بامرأة عشقها وكانت تعبد الصنم في داره من غير علمه وكان ملكه في خاتمه فنزعه مرة عند إرادة الخلاء ووضعه عند امرأته المسماة بالأمنية على عادته فجاءها جني في صورة سليمان فأخذه منها ( وألقينا على كرسيه جسدا ) هو ذلك الجني وهو صخر أو غيره جلس على كرسي سليمان وعكفت عليه الطير وغيرها فخرج سليمان في غير هيئته فرآه على كرسيه وقال للناس أنا سليمان فأنكروه ( ثم أناب ) رجع إلى ملكه بعد أيام بأن وصل إلى الخاتم فلبسه وجلس على كرسيه
35. ( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي ) لا يكون ( لأحد من بعدي ) أي سواي نحو فمن يهديه من بعد الله أي سوى الله ( إنك أنت الوهاب )
36. ( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء ) لينة ( حيث أصاب ) أراد
37. ( والشياطين كل بناء ) يبني الأبنية العجيبة ( وغواص ) في البحر يستخرج اللؤلؤ
38. ( وآخرين ) منهم ( مقرنين ) مشدودين ( في الأصفاد ) القيود بجمع أيديهم إلى أعناقهم
39. وقلنا له ( هذا عطاؤنا فامنن ) أعط منه من شئت ( أو أمسك ) عن العطاء ( بغير حساب ) أي لا حساب عليك في ذلك
40. ( وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ) تقدم مثله
41. ( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني ) أي بأني ( مسني الشيطان بنصب ) بضر ( وعذاب ) ألم ونسب ذلكك إلى الشيطان وإن كانت الأشياء كلها مع الله تأدبا معه تعالى
42. وقيل له ( اركض ) اضرب ( برجلك ) الأرض فضرب فنبعث عين ماء فقيل ( هذا مغتسل ) ماء تغتسل فيه ( بارد وشراب ) تشرب منه فاغتسل وشرب فذهب عنه كل داء كان بباطنه وظاهره
43. ( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم ) أي أحيا الله من مات من أولاده ورزقه مثلهم ( رحمة ) نعمة ( منا وذكرى ) عظة ( لأولي الألباب ) لأصحاب العقول
44. ( وخذ بيدك ضغثا ) هو حزمة من حشيش أو قضبان ( فاضرب به ) زوجتك وكان قد حلف ليضربنها مائة ضربة لابطائها عليه يوما ( ولا تحنث ) بترك ضربها فأخذ مائة عود من الاذخر أو غيره فضربها به ضربة واحدة ( إنا وجدناه صابرا نعم العبد ) أيوب ( إنه أواب ) رجاع إلى الله تعالى
45. ( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي ) أصحاب القوى في العبادة ( والأبصار ) البصائر في الدين وفي قراءة عبدنا وإبراهيم بيان له وما بعده عطف على عبدنا
46. ( إنا أخلصناهم بخالصة ) هي ( ذكرى الدار ) الآخرة أي ذكرها والعمل لها وفي قراءة بالإضافة وهي للبيان
47. ( وإنهم عندنا لمن المصطفين ) المختارين ( الأخيار ) جمع خير بالتشديد
48. ( واذكر إسماعيل واليسع ) وهو نبي واللام زائدة ( وذا الكفل ) اختلف في نبوته قيل كفل مائة نبي فروا إليه من القتل ( وكل ) كلهم ( من الأخيار ) جمع خير بالثقيل
49. ( هذا ذكر ) لهم بالثناء الجميل هنا ( وإن للمتقين ) الشاملين لهم ( لحسن مآب ) مرجع في الآخرة
50. ( جنات عدن ) بدل أو عطف بيان لحسن مآب ( مفتحة لهم الأبواب ) منها
51. ( متكئين فيها ) على الأرائك ( يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب )
52. ( وعندهم قاصرات الطرف ) حابسات العين على أزواجهن ( أتراب ) أسنانهن واحدة وهي بنات ثلاث وثلاثين سنة
53. ( هذا ) المذكور ( ما توعدون ) بالغيبة والخطاب التفاتا ( ليوم الحساب ) أي لأجله
54. ( إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ) انقطاع والجملة حال من رزقنا أو خبر ثان لان أي دائما أو دائم
55. ( هذا ) المذكور للمؤمنين ( وإن للطاغين ) مستأنف ( لشر مآب )
56. ( جهنم يصلونها ) يدخلونها ( فبئس المهاد ) الفراش
57. ( هذا ) العذاب المفهوم مما بعده ( فليذوقوه حميم ) ماء حار محرق ( وغساق ) بالتخفيف ما يسيل من صديد أهل النار
58. ( وآخر ) بالجمع والافراد ( من شكله ) مثل المذكور من الحميم والغساق ( أزواج ) أصناف عذابهم من أنواع مختلفة
59. ويقال لهم عند دخولهم النار ( هذا فوج ) جمع ( مقتحم ) داخل ( معكم ) النار بشدة فيقول المتبعون ( لا مرحبا بهم ) لا سعة عليهم ( إنهم صالوا النار )
60. ( قالوا ) الأتباع ( بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا ) أي الكفر ( فبئس القرار ) لنا ولكم النار
61. ( قالوا ) أيضا ( ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا ) مثل عذابه على كفره ( في النار )
62. ( وقالوا ) كفار مكة وهم في النار ( ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم ) في الدنيا ( من الأشرار )
63. ( أتخذناهم سخريا ) بضم السين وكسرها كنا نسخر بهم والياء للنسب أمفقودون هم ( أم زاغت ) مالت ( عنهم الأبصار ) فلم ترهم وهم فقراء المسلمين كعمار وبلال وصهيب وسلمان
64. ( إن ذلك لحق ) واجب وقوعه وهو ( تخاصم أهل النار ) كما تقدم
65. ( قل ) يا محمد لكفار مكة ( إنما أنا منذر ) مخوف بالنار ( وما من إله إلا الله الواحد القهار ) لخلقه
66. ( رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز ) الغالب على أمره ( الغفار ) لأوليائه
67. ( قل ) لهم ( هو نبأ عظيم )
68. ( أنتم عنه معرضون ) أي القرآن الذي أنبأتكم به وجئتكم فيه بما لا يعلم إلا بوحي وهو قوله
69. ( ما كان لي من علم بالملأ الأعلى ) الملائكة ( إذ يختصمون ) في شأن آدم حين قال الله إني جاعل في الأرض خليفة الخ
70. ( إن ) ما ( يوحى إلي إلا أنما أنا ) أي أني ( نذير مبين ) بين الانذار
71. اذكر ( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين ) هو آدم
72. ( فإذا سويته ) أتممته ( ونفخت ) أجريت ( فيه من روحي ) فصار حيا وإضافة الروح إليه تشريف لآدم والروح جسم لطيف يحيا به الإنسان بنفوذه فيه ( فقعوا له ساجدين ) سجود تحية بالانحناء
73. ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون ) فيه تأكيدان
74. ( إلا إبليس ) هو ابن الجن كان بين الملائكة ( استكبر وكان من الكافرين ) في علم الله تعالى
75. ( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) أي توليت خلقه وهذا تشريف لآدم فإن كل مخلوق تولى الله خلقه ( أستكبرت ) الآن عن السجود استفهام توبيخ ( أم كنت من العالين ) المتكبرين فتكبرت عن السجود لكونك منهم
76. ( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )
77. ( قال فاخرج منها ) من الجنة وقيل من السموات ( فإنك رجيم ) مطرود
78. ( وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ) الجزاء
79. ( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون ) أي الناس
80. ( قال فإنك من المنظرين )
81. ( إلى يوم الوقت المعلوم ) وقت النفخة الأولى
82. ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين )
83. ( إلا عبادك منهم المخلصين ) المؤمنين
84. ( قال فالحق والحق أقول ) بنصبهما ورفع الأول ونصب الثاني فنصبه بالفعل بعده ونصب الأول قيل بالفعل المذكور وقيل على المصدر أي أحق الحق وقيل على نزع حرف القسم ورفعه على أنه مبتدأ محذوف الخبر أي فالحق مني وقيل فالحق قسمي وجواب القسم
85. ( لأملأن جهنم منك ) بذريتك ( وممن تبعك منهم ) الناس ( أجمعين )
86. ( قل ما أسألكم عليه ) على تبليغ الرسالة ( من أجر ) جعل ( وما أنا من المتكلفين ) المتقولين القرآن من تلقاء نفسي
87. ( إن هو ) أي ما القرآن ( إلا ذكر ) عظة ( للعالمين ) للانس والجن والعقلاء دون الملائكة
88. ( ولتعلمن ) يا كفار مكة ( نبأه ) خبر صدقه ( بعد حين ) أي يوم القيامة وعلم بمعنى عرف واللام لام قسم مقدر أي والله
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
39. سورة الزمر
1. ( تنزيل الكتاب ) القرآن مبتدأ ( من الله ) خبره ( العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
2. ( إنا أنزلنا إليك ) يا محمد ( الكتاب بالحق ) متعلق بأنزل ( فاعبد الله مخلصا له الدين ) من الشرك أي موحدا له
3. ( ألا لله الدين الخالص ) لا يستحقه غيره ( والذين اتخذوا من دونه ) الأصنام ( أولياء ) وهم كفار مكة قالوا ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) قربى مصدر بمعنى تقريبا ( إن الله يحكم بينهم ) وبين المسلمين ( فيما هم فيه يختلفون ) من أمر الدين فيدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار ( إن الله لا يهدي من هو كاذب ) في نسبة الولد إليه ( كفار ) بعبادته غير الله
4. ( لو أراد الله أن يتخذ ولدا ) كما قالوا اتخذ الرحمن ولدا ( لاصطفى مما يخلق ما يشاء ) واتخذه ولدا غير من قالوا إن الملائكة بنات الله وعزيز ابن الله والمسيح ابن الله ( سبحانه ) تنزيها له عن اتخاذ الولد ( هو الله الواحد القهار ) لخلقه
5. ( خلق السماوات والأرض بالحق ) متعلق بخلق ( يكور ) يدخل ( الليل على النهار ) فيزيد ( ويكور النهار ) يدخله ( على الليل ) فيزيد ( وسخر الشمس والقمر كل يجري ) في فلكه ( لأجل مسمى ) ليوم القيامة ( ألا هو العزيز ) الغالب على أمره المنتقم من أعدائه ( الغفار ) لأوليائه
6. ( خلقكم من نفس واحدة ) أي آدم ( ثم جعل منها زوجها ) حواء ( وأنزل لكم من الأنعام ) الإبل والبقر والغنم والضأن والمعز ( ثمانية أزواج ) من كل زوجين ذكرا وأنثى كما بين في سورة الأنعام ( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق ) أي نطفا ثم علقا ثم مضغا ( في ظلمات ثلاث ) هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة ( ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون ) عن عبادته إلى عبادة غيره
7. ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا ) الله فتؤمنوا ( يرضه ) بسكون الهاء وضمها مع إشباع ودونه أي الشكر ( لكم ولا تزر ) نفس ( وازرة وزر ) نفس ( أخرى ) أي لا تحمله ( ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور ) بما في القلوب
8. ( وإذا مس الإنسان ) الكافر ( ضر دعا ربه ) تضرع ( منيبا ) راجعا ( إليه ثم إذا خوله نعمة ) أعطاه إنعاما ( منه نسي ) ترك ( ما كان يدعو ) يتضرع ( إليه من قبل ) وهو الله فما في موضع من ( وجعل لله أندادا ) شركاء ( ليضل ) بفتح الياء وضمها ( عن سبيله ) دين الإسلام ( قل تمتع بكفرك قليلا ) بقية أجلك ( إنك من أصحاب النار )
9. ( أم من ) بتخفيف الميم ( هو قانت ) قائم بوظائف الطاعات ( آناء الليل ) ساعاته ( ساجدا وقائما ) للصلاة ( يحذر الآخرة ) يخاف عذابها ( ويرجوا رحمة ) جنة ( ربه ) كمن هو عاص بالكفر أو غيره وفي قراءة أم من فأم بمعنى بل والهمزة ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل ( إنما يتذكر ) يتعظ ( أولوا الألباب ) أصحاب العقول
10. ( قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم ) أي عذابه بأن تطيعوه ( للذين أحسنوا في هذه الدنيا ) بالطاعة ( حسنة ) هي الجنة ( وأرض الله واسعة ) فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات ( إنما يوفى الصابرون ) على الطاعة وما يبتلون به ( أجرهم بغير حساب ) بغير مكيال ولا ميزان
11. ( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ) من الشرك
12. ( وأمرت لأن ) بأن ( أكون أول المسلمين ) من هذه الأمة
13. ( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )
14. ( قل الله أعبد مخلصا له ديني ) من الشرك
15. ( فاعبدوا ما شئتم من دونه ) غيره فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ) بتخليد الأنفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا ( ألا ذلك هو الخسران المبين ) البين
16. ( لهم من فوقهم ظلل ) طباق ( من النار ومن تحتهم ظلل ) من النار ( ذلك يخوف الله به عباده ) أي المؤمنين ليتقوه يدل عليه ( يا عباد فاتقون )
17. ( والذين اجتنبوا الطاغوت ) الأوثان ( أن يعبدوها وأنابوا ) أقبلوا ( إلى الله لهم البشرى ) بالجنة ( فبشر عباد )
18. ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) وهو ما فيه صلاحهم ( أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) أصحاب العقول
19. ( أفمن حق عليه كلمة العذاب ) أي لأملأن جهنم الآية ( أفأنت تنقذ ) تخرج ( من في النار ) جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر والهمزة للانكار والمعنى لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار
20. ( لكن الذين اتقوا ربهم ) بأن أطاعوه ( لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار ) أي من تحت الغرف الفوقانية والتحتانية ( وعد الله ) منصوب بفعله المقدر ( لا يخلف الله الميعاد ) وعده
21. ( ألم تر ) تعلم ( أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع ) أدخله أمكنة نبع ( في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج ) ييبس ( فتراه ) بعد الخضرة مثلا ( مصفرا ثم يجعله حطاما ) فتاتا ( إن في ذلك لذكرى ) تذكيرا ( لأولي الألباب ) يتذكرون به للدلالة على وحدانية الله تعالى وقدرته
22. ( أفمن شرح الله صدره للإسلام ) فاهتدى ( فهو على نور من ربه ) كمن طبع على قلبه دل على هذا ( فويل ) كلمة عذاب ( للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) أي عن قبول القرآن ( أولئك في ضلال مبين ) بين
23. ( الله نزل أحسن الحديث كتابا ) بدل من أحسن أي قرآنا ( متشابها ) يشبه بعضه بعضا في النظم وغيره ( مثاني ) ثني فيه الوعد والوعيد وغيرهما ( تقشعر منه ) ترتعد عند ذكر وعيده ( جلود الذين يخشون ) يخافون ( ربهم ثم تلين ) تطمئن ( جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) عند ذكر وعده ( ذلك ) أي الكتاب ( هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد )
24. ( أفمن يتقي ) يلقى ( بوجهه سوء العذاب يوم القيامة ) أشده بأن يلقى في النار مغلولة يداه إلى عنقه كمن أمن منه بدخول الجنة ( وقيل للظالمين ) كفار مكة ( ذوقوا ما كنتم تكسبون ) أي جزاءه
25. ( كذب الذين من قبلهم ) رسلهم في إتيان العذاب ( فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ) من جهة لا تخطر ببالهم
26. ( فأذاقهم الله الخزي ) الذل والهوان من المسخ والقتل وغيره ( في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا ) المكذبون ( يعلمون ) عذابها ما كذبوا
27. ( ولقد ضربنا ) جعلنا ( للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون ) يتعظون
28. ( قرآنا عربيا ) حال مؤكدة ( غير ذي عوج ) لبس واختلاف ( لعلهم يتقون ) الكفر
29. ( ضرب الله ) للمشرك والموحد ( مثلا رجلا ) بدل من مثل ( فيه شركاء متشاكسون ) متنازعون سيئة أخلاقهم ( ورجلا سلما ) خالصا ( لرجل هل يستويان مثلا ) تمييز أي لا يستوي العبد لجماعة والعبد لواحد فإن الأول إذا طلب منه كل من مالكيه خدمته في وقت واحد تحير فيمن يخدمه منهم وهذا مثل للمشرك والثاني مثل للموحد ( الحمد لله ) وحده ( بل أكثرهم ) أهل مكة ( لا يعلمون ) ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون
30. ( إنك ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( ميت وإنهم ميتون ) ستموت ويموتون فلا شماتة بالموت نزلت لما استبطئوا موته صلى الله عليه وسلم
31. ( ثم إنكم ) أيها الناس فيما بينكم من المظالم ( يوم القيامة عند ربكم تختصمون )
32. ( فمن ) أي لا أحد ( أظلم ممن كذب على الله ) بنسبة الشريك والولد إلأيه ( وكذب بالصدق ) بالقرآن ( إذ جاءه أليس في جهنم مثوى ) مأوى ( للكافرين ) بلى
33. ( والذي جاء بالصدق ) هو النبي صلى الله عليه وسلم ( وصدق به ) هم المؤمنون فالذي بمعنى الذين ( أولئك هم المتقون ) الشرك
34. ( لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ) لأنفسهم بإيمانهم
35. ( ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون ) أسوأ وأحسن بمعنى السيء والحسن
36. ( أليس الله بكاف عبده ) أي النبي بلى ( ويخوفونك ) الخطاب له ( بالذين من دونه ) الأصنام أي تقتله أو تخبله ( ومن يضلل الله فما له من هاد )
37. ( ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ) غالب على أمره ( ذي انتقام ) من أعدائه بلى
38. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون ) تعبدون ( من دون الله ) الأصنام ( إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره ) لا ( أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته ) لا وفي قراءة بالإضافة فيهما ( قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون ) يثق الواثقون
39. ( قل يا قوم اعملوا على مكانتكم ) حالتكم ( إني عامل ) على حالتي ( فسوف تعلمون )
40. ( من ) موصولة مفعول العلم ( يأتيه عذاب يخزيه ويحل ) ينزل ( عليه عذاب مقيم ) دائم هو عذاب النار وقد أخزاهم الله ببدر
41. ( إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق ) متعلق بأنزل ( فمن اهتدى فلنفسه ) اهتداؤه ( ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل ) فتجبرهم على هدى
42. ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) يتوفى ( والتي لم تمت في منامها ) يتوفاها وقت النوم ( فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ) وقت موتها والمرسلة نفس التمييز تبقى بدونها نفس الحياة بخلاف العكس ( إن في ذلك ) المذكور ( لآيات ) دلالات ( لقوم يتفكرون ) فيعلمون أن القادر على ذلك قادر على البعث وقريش لم يتفكروا في ذلك
43. ( أم ) بل ( اتخذوا من دون الله ) أي الأصنام آلهة ( شفعاء ) عند الله بزعمهم ( قل ) لهم ( أولو كانوا لا يملكون شيئا ) من الشفاعة وغيرها ( ولا يعقلون ) أنكم تعبدونهم ولا غير ذلك لا
44. ( قل لله الشفاعة جميعا ) أي هو مختص بها فلا يشفع أحد إلا بإذنه ( له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون )
45. ( وإذا ذكر الله وحده ) أي دون آلهتهم ( اشمأزت ) نفرت وانقبضت ( قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه ) أي الأصنام ( إذا هم يستبشرون )
46. ( قل اللهم ) بمعنى يا الله ( فاطر السماوات والأرض ) مبدعها ( عالم الغيب والشهادة ) ما غاب وما شوهد ( أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ) من أمر الدين اهدني لما اختلفوا فيه من الحق
47. ( ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا ) ظهر ( لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون )
48. ( وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق ) نزل ( بهم ما كانوا به يستهزئون ) أي العذاب
49. ( فإذا مس الإنسان ) الجنس ( ضر دعانا ثم إذا خولناه ) أعطيناه ( نعمة ) إنعاما ( منا قال إنما أوتيته على علم ) من الله بأني له أهل ( بل هي ) القولة ( فتنة ) بلية يبتلى بها العبد ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) أن التخويل استدراج وامتحان
50. ( قد قالها الذين من قبلهم ) من الأمم كقارون وقومه الراضين بها ( فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون )
51. ( فأصابهم سيئات ما كسبوا ) جزاؤها ( والذين ظلموا من هؤلاء ) قريش ( سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين ) بفائتين عذابنا فقحطوا سبع سنين ثم وسع عليهم
52. ( أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن ) يوسعه ( يشاء ويقدر ) امتحانا ( إن ) يضيقه لمن يشاء ابتلاء ( في ذلك لآيات لقوم يؤمنون قل ) به
53. ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا ) بكسر النون وفتحها وقرىء بضمها تيأسوا ( من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) لمن تاب من الشرك ( إنه هو الغفور الرحيم )
54. ( وأنيبوا ) ارجعوا ( إلى ربكم وأسلموا ) أخلصوا العمل ( له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ) بمنعه إن لم يتوبوا
55. ( واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ) هو القرآن ( من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ) قبل إتيانه بوقته
56. فبادروا قبل ( أن تقول نفس يا حسرتى ) أي ندامتي ( على ما فرطت في جنب الله ) طاعته ( وإن ) مخففة من الثقيلة وإني ( كنت لمن الساخرين ) بدينه وكتابه
57. ( أو تقول لو أن الله هداني ) بالطاعة فاهتديت ( لكنت من المتقين ) عذابه
58. ( أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة ) رجعة إلى الدنيا ( فأكون من المحسنين ) المؤمنين فيقال له من قبل الله
59. ( بلى قد جاءتك آياتي ) القرآن وهو سبب الهداية ( فكذبت بها واستكبرت ) تكبرت عن الإيمان بها ( وكنت من الكافرين )
60. ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله ) بنسبة الشريك والولد إليه ( وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى ) مأوى ( للمتكبرين ) عن الإيمان بلى
61. ( وينجي الله ) من جهنم ( الذين اتقوا ) الشرك ( بمفازتهم ) بمكان فوزهم من الجنة بأن يجعلوا فيه ( لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون )
62. ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ) متصرف فيه كيف يشاء
63. ( له مقاليد السماوات والأرض ) مفاتيح خزائنها من المطر والنبات وغيرهما ( والذين كفروا بآيات الله ) القرآن ( أولئك هم الخاسرون ) متصل بقوله وينجي الله الذين اتقوا الخ وما بينهما اعتراض
64. ( قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ) غير منصوب بأعبد المعمول لتأمروني بتقدير أن بنون واحدة وبنونين بإدغام وفك
65. ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك ) والله ( لئن أشركت ) يا محمد فرضا ( ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )
66. ( بل الله ) وحده ( فاعبد وكن من الشاكرين ) إنعامه عليك
67. ( وما قدروا الله حق قدره ) ما عرفوه حق معرفته أو ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره ( والأرض جميعا ) حال أي السبع ( قبضته ) أي مقبوضة له في ملكه وتصرفه ( يوم القيامة والسماوات مطويات ) مجموعات ( بيمينه ) بقدرته ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) معه
68. ( ونفخ في الصور ) النفخة الأولى ( فصعق ) مات ( من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) من الحور والولدان وغيرهما ( ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم ) جميع الخلائق الموتى ( قيام ينظرون ) ينتظرون ما يفعل بهم
69. ( وأشرقت الأرض ) أضاءت ( بنور ربها ) حين يتجلى الله لفصل القضاء ( ووضع الكتاب ) كتاب الأعمال للحساب ( وجيء بالنبيين والشهداء ) أي بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته يشهدون للرسل بالبلاغ ( وقضي بينهم بالحق ) أي العدل ( وهم لا يظلمون ) شيئا
70. ( ووفيت كل نفس ما عملت ) جزاءه ( وهو أعلم ) عالم ( بما يفعلون ) فلا يحتاج إلى شاهد
71. ( وسيق الذين كفروا ) بعنف ( إلى جهنم زمرا ) جماعات متفرقة ( حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها ) جواب إذا ( وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم ) القرآن وغيره ( وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب ) أي لأملأن جهنم الآية ( على الكافرين )
72. ( قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ) مقدرين الخلود ( فبئس مثوى ) مأوى ( المتكبرين ) جهنم
73. ( وسيق الذين اتقوا ربهم ) بلطف ( إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها ) الواو فيه للحال بتقدير قد ( وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم ) حال ( فادخلوها خالدين ) مقدرين الخلود فيها وجواب إذا مقدر أي دخلوها وسوقهم وفتح الأبواب قبل مجيئهم تكرمة لهم وسوق الكفار وفتح أبواب جهنم عند مجيئهم ليبقى حرها إليهم إهانة لهم
74. ( وقالوا ) عطف على دخولها المقدر ( الحمد لله الذي صدقنا وعده ) بالجنة ( وأورثنا الأرض ) أي أرض الجنة ( نتبوأ ) ننزل ( من الجنة حيث نشاء ) لأنها كلها لا يختار فيها مكان على مكان ( فنعم أجر العاملين ) الجنة
75. ( وترى الملائكة حافين ) حال ( من حول العرش ) من كل جانب منه ( يسبحون ) حال من ضمير حافين ( بحمد ربهم ) ملابسين للحمد يقولون سبحان الله وبحمده ( وقضي بينهم ) بين جميع الخلائق ( بالحق ) العدل فيدخل المؤمنون الجنة والكافرون النار ( وقيل الحمد لله رب العالمين ) ختم استقرار الفريقين بالحمد من الملائكة
1. ( تنزيل الكتاب ) القرآن مبتدأ ( من الله ) خبره ( العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
2. ( إنا أنزلنا إليك ) يا محمد ( الكتاب بالحق ) متعلق بأنزل ( فاعبد الله مخلصا له الدين ) من الشرك أي موحدا له
3. ( ألا لله الدين الخالص ) لا يستحقه غيره ( والذين اتخذوا من دونه ) الأصنام ( أولياء ) وهم كفار مكة قالوا ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) قربى مصدر بمعنى تقريبا ( إن الله يحكم بينهم ) وبين المسلمين ( فيما هم فيه يختلفون ) من أمر الدين فيدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار ( إن الله لا يهدي من هو كاذب ) في نسبة الولد إليه ( كفار ) بعبادته غير الله
4. ( لو أراد الله أن يتخذ ولدا ) كما قالوا اتخذ الرحمن ولدا ( لاصطفى مما يخلق ما يشاء ) واتخذه ولدا غير من قالوا إن الملائكة بنات الله وعزيز ابن الله والمسيح ابن الله ( سبحانه ) تنزيها له عن اتخاذ الولد ( هو الله الواحد القهار ) لخلقه
5. ( خلق السماوات والأرض بالحق ) متعلق بخلق ( يكور ) يدخل ( الليل على النهار ) فيزيد ( ويكور النهار ) يدخله ( على الليل ) فيزيد ( وسخر الشمس والقمر كل يجري ) في فلكه ( لأجل مسمى ) ليوم القيامة ( ألا هو العزيز ) الغالب على أمره المنتقم من أعدائه ( الغفار ) لأوليائه
6. ( خلقكم من نفس واحدة ) أي آدم ( ثم جعل منها زوجها ) حواء ( وأنزل لكم من الأنعام ) الإبل والبقر والغنم والضأن والمعز ( ثمانية أزواج ) من كل زوجين ذكرا وأنثى كما بين في سورة الأنعام ( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق ) أي نطفا ثم علقا ثم مضغا ( في ظلمات ثلاث ) هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة ( ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون ) عن عبادته إلى عبادة غيره
7. ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا ) الله فتؤمنوا ( يرضه ) بسكون الهاء وضمها مع إشباع ودونه أي الشكر ( لكم ولا تزر ) نفس ( وازرة وزر ) نفس ( أخرى ) أي لا تحمله ( ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور ) بما في القلوب
8. ( وإذا مس الإنسان ) الكافر ( ضر دعا ربه ) تضرع ( منيبا ) راجعا ( إليه ثم إذا خوله نعمة ) أعطاه إنعاما ( منه نسي ) ترك ( ما كان يدعو ) يتضرع ( إليه من قبل ) وهو الله فما في موضع من ( وجعل لله أندادا ) شركاء ( ليضل ) بفتح الياء وضمها ( عن سبيله ) دين الإسلام ( قل تمتع بكفرك قليلا ) بقية أجلك ( إنك من أصحاب النار )
9. ( أم من ) بتخفيف الميم ( هو قانت ) قائم بوظائف الطاعات ( آناء الليل ) ساعاته ( ساجدا وقائما ) للصلاة ( يحذر الآخرة ) يخاف عذابها ( ويرجوا رحمة ) جنة ( ربه ) كمن هو عاص بالكفر أو غيره وفي قراءة أم من فأم بمعنى بل والهمزة ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل ( إنما يتذكر ) يتعظ ( أولوا الألباب ) أصحاب العقول
10. ( قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم ) أي عذابه بأن تطيعوه ( للذين أحسنوا في هذه الدنيا ) بالطاعة ( حسنة ) هي الجنة ( وأرض الله واسعة ) فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات ( إنما يوفى الصابرون ) على الطاعة وما يبتلون به ( أجرهم بغير حساب ) بغير مكيال ولا ميزان
11. ( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ) من الشرك
12. ( وأمرت لأن ) بأن ( أكون أول المسلمين ) من هذه الأمة
13. ( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )
14. ( قل الله أعبد مخلصا له ديني ) من الشرك
15. ( فاعبدوا ما شئتم من دونه ) غيره فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ) بتخليد الأنفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا ( ألا ذلك هو الخسران المبين ) البين
16. ( لهم من فوقهم ظلل ) طباق ( من النار ومن تحتهم ظلل ) من النار ( ذلك يخوف الله به عباده ) أي المؤمنين ليتقوه يدل عليه ( يا عباد فاتقون )
17. ( والذين اجتنبوا الطاغوت ) الأوثان ( أن يعبدوها وأنابوا ) أقبلوا ( إلى الله لهم البشرى ) بالجنة ( فبشر عباد )
18. ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) وهو ما فيه صلاحهم ( أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) أصحاب العقول
19. ( أفمن حق عليه كلمة العذاب ) أي لأملأن جهنم الآية ( أفأنت تنقذ ) تخرج ( من في النار ) جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر والهمزة للانكار والمعنى لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار
20. ( لكن الذين اتقوا ربهم ) بأن أطاعوه ( لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار ) أي من تحت الغرف الفوقانية والتحتانية ( وعد الله ) منصوب بفعله المقدر ( لا يخلف الله الميعاد ) وعده
21. ( ألم تر ) تعلم ( أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع ) أدخله أمكنة نبع ( في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج ) ييبس ( فتراه ) بعد الخضرة مثلا ( مصفرا ثم يجعله حطاما ) فتاتا ( إن في ذلك لذكرى ) تذكيرا ( لأولي الألباب ) يتذكرون به للدلالة على وحدانية الله تعالى وقدرته
22. ( أفمن شرح الله صدره للإسلام ) فاهتدى ( فهو على نور من ربه ) كمن طبع على قلبه دل على هذا ( فويل ) كلمة عذاب ( للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) أي عن قبول القرآن ( أولئك في ضلال مبين ) بين
23. ( الله نزل أحسن الحديث كتابا ) بدل من أحسن أي قرآنا ( متشابها ) يشبه بعضه بعضا في النظم وغيره ( مثاني ) ثني فيه الوعد والوعيد وغيرهما ( تقشعر منه ) ترتعد عند ذكر وعيده ( جلود الذين يخشون ) يخافون ( ربهم ثم تلين ) تطمئن ( جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) عند ذكر وعده ( ذلك ) أي الكتاب ( هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد )
24. ( أفمن يتقي ) يلقى ( بوجهه سوء العذاب يوم القيامة ) أشده بأن يلقى في النار مغلولة يداه إلى عنقه كمن أمن منه بدخول الجنة ( وقيل للظالمين ) كفار مكة ( ذوقوا ما كنتم تكسبون ) أي جزاءه
25. ( كذب الذين من قبلهم ) رسلهم في إتيان العذاب ( فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ) من جهة لا تخطر ببالهم
26. ( فأذاقهم الله الخزي ) الذل والهوان من المسخ والقتل وغيره ( في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا ) المكذبون ( يعلمون ) عذابها ما كذبوا
27. ( ولقد ضربنا ) جعلنا ( للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون ) يتعظون
28. ( قرآنا عربيا ) حال مؤكدة ( غير ذي عوج ) لبس واختلاف ( لعلهم يتقون ) الكفر
29. ( ضرب الله ) للمشرك والموحد ( مثلا رجلا ) بدل من مثل ( فيه شركاء متشاكسون ) متنازعون سيئة أخلاقهم ( ورجلا سلما ) خالصا ( لرجل هل يستويان مثلا ) تمييز أي لا يستوي العبد لجماعة والعبد لواحد فإن الأول إذا طلب منه كل من مالكيه خدمته في وقت واحد تحير فيمن يخدمه منهم وهذا مثل للمشرك والثاني مثل للموحد ( الحمد لله ) وحده ( بل أكثرهم ) أهل مكة ( لا يعلمون ) ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون
30. ( إنك ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( ميت وإنهم ميتون ) ستموت ويموتون فلا شماتة بالموت نزلت لما استبطئوا موته صلى الله عليه وسلم
31. ( ثم إنكم ) أيها الناس فيما بينكم من المظالم ( يوم القيامة عند ربكم تختصمون )
32. ( فمن ) أي لا أحد ( أظلم ممن كذب على الله ) بنسبة الشريك والولد إلأيه ( وكذب بالصدق ) بالقرآن ( إذ جاءه أليس في جهنم مثوى ) مأوى ( للكافرين ) بلى
33. ( والذي جاء بالصدق ) هو النبي صلى الله عليه وسلم ( وصدق به ) هم المؤمنون فالذي بمعنى الذين ( أولئك هم المتقون ) الشرك
34. ( لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ) لأنفسهم بإيمانهم
35. ( ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون ) أسوأ وأحسن بمعنى السيء والحسن
36. ( أليس الله بكاف عبده ) أي النبي بلى ( ويخوفونك ) الخطاب له ( بالذين من دونه ) الأصنام أي تقتله أو تخبله ( ومن يضلل الله فما له من هاد )
37. ( ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ) غالب على أمره ( ذي انتقام ) من أعدائه بلى
38. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون ) تعبدون ( من دون الله ) الأصنام ( إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره ) لا ( أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته ) لا وفي قراءة بالإضافة فيهما ( قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون ) يثق الواثقون
39. ( قل يا قوم اعملوا على مكانتكم ) حالتكم ( إني عامل ) على حالتي ( فسوف تعلمون )
40. ( من ) موصولة مفعول العلم ( يأتيه عذاب يخزيه ويحل ) ينزل ( عليه عذاب مقيم ) دائم هو عذاب النار وقد أخزاهم الله ببدر
41. ( إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق ) متعلق بأنزل ( فمن اهتدى فلنفسه ) اهتداؤه ( ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل ) فتجبرهم على هدى
42. ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) يتوفى ( والتي لم تمت في منامها ) يتوفاها وقت النوم ( فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ) وقت موتها والمرسلة نفس التمييز تبقى بدونها نفس الحياة بخلاف العكس ( إن في ذلك ) المذكور ( لآيات ) دلالات ( لقوم يتفكرون ) فيعلمون أن القادر على ذلك قادر على البعث وقريش لم يتفكروا في ذلك
43. ( أم ) بل ( اتخذوا من دون الله ) أي الأصنام آلهة ( شفعاء ) عند الله بزعمهم ( قل ) لهم ( أولو كانوا لا يملكون شيئا ) من الشفاعة وغيرها ( ولا يعقلون ) أنكم تعبدونهم ولا غير ذلك لا
44. ( قل لله الشفاعة جميعا ) أي هو مختص بها فلا يشفع أحد إلا بإذنه ( له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون )
45. ( وإذا ذكر الله وحده ) أي دون آلهتهم ( اشمأزت ) نفرت وانقبضت ( قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه ) أي الأصنام ( إذا هم يستبشرون )
46. ( قل اللهم ) بمعنى يا الله ( فاطر السماوات والأرض ) مبدعها ( عالم الغيب والشهادة ) ما غاب وما شوهد ( أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ) من أمر الدين اهدني لما اختلفوا فيه من الحق
47. ( ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا ) ظهر ( لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون )
48. ( وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق ) نزل ( بهم ما كانوا به يستهزئون ) أي العذاب
49. ( فإذا مس الإنسان ) الجنس ( ضر دعانا ثم إذا خولناه ) أعطيناه ( نعمة ) إنعاما ( منا قال إنما أوتيته على علم ) من الله بأني له أهل ( بل هي ) القولة ( فتنة ) بلية يبتلى بها العبد ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) أن التخويل استدراج وامتحان
50. ( قد قالها الذين من قبلهم ) من الأمم كقارون وقومه الراضين بها ( فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون )
51. ( فأصابهم سيئات ما كسبوا ) جزاؤها ( والذين ظلموا من هؤلاء ) قريش ( سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين ) بفائتين عذابنا فقحطوا سبع سنين ثم وسع عليهم
52. ( أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن ) يوسعه ( يشاء ويقدر ) امتحانا ( إن ) يضيقه لمن يشاء ابتلاء ( في ذلك لآيات لقوم يؤمنون قل ) به
53. ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا ) بكسر النون وفتحها وقرىء بضمها تيأسوا ( من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) لمن تاب من الشرك ( إنه هو الغفور الرحيم )
54. ( وأنيبوا ) ارجعوا ( إلى ربكم وأسلموا ) أخلصوا العمل ( له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ) بمنعه إن لم يتوبوا
55. ( واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ) هو القرآن ( من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ) قبل إتيانه بوقته
56. فبادروا قبل ( أن تقول نفس يا حسرتى ) أي ندامتي ( على ما فرطت في جنب الله ) طاعته ( وإن ) مخففة من الثقيلة وإني ( كنت لمن الساخرين ) بدينه وكتابه
57. ( أو تقول لو أن الله هداني ) بالطاعة فاهتديت ( لكنت من المتقين ) عذابه
58. ( أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة ) رجعة إلى الدنيا ( فأكون من المحسنين ) المؤمنين فيقال له من قبل الله
59. ( بلى قد جاءتك آياتي ) القرآن وهو سبب الهداية ( فكذبت بها واستكبرت ) تكبرت عن الإيمان بها ( وكنت من الكافرين )
60. ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله ) بنسبة الشريك والولد إليه ( وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى ) مأوى ( للمتكبرين ) عن الإيمان بلى
61. ( وينجي الله ) من جهنم ( الذين اتقوا ) الشرك ( بمفازتهم ) بمكان فوزهم من الجنة بأن يجعلوا فيه ( لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون )
62. ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ) متصرف فيه كيف يشاء
63. ( له مقاليد السماوات والأرض ) مفاتيح خزائنها من المطر والنبات وغيرهما ( والذين كفروا بآيات الله ) القرآن ( أولئك هم الخاسرون ) متصل بقوله وينجي الله الذين اتقوا الخ وما بينهما اعتراض
64. ( قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ) غير منصوب بأعبد المعمول لتأمروني بتقدير أن بنون واحدة وبنونين بإدغام وفك
65. ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك ) والله ( لئن أشركت ) يا محمد فرضا ( ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )
66. ( بل الله ) وحده ( فاعبد وكن من الشاكرين ) إنعامه عليك
67. ( وما قدروا الله حق قدره ) ما عرفوه حق معرفته أو ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره ( والأرض جميعا ) حال أي السبع ( قبضته ) أي مقبوضة له في ملكه وتصرفه ( يوم القيامة والسماوات مطويات ) مجموعات ( بيمينه ) بقدرته ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) معه
68. ( ونفخ في الصور ) النفخة الأولى ( فصعق ) مات ( من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) من الحور والولدان وغيرهما ( ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم ) جميع الخلائق الموتى ( قيام ينظرون ) ينتظرون ما يفعل بهم
69. ( وأشرقت الأرض ) أضاءت ( بنور ربها ) حين يتجلى الله لفصل القضاء ( ووضع الكتاب ) كتاب الأعمال للحساب ( وجيء بالنبيين والشهداء ) أي بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته يشهدون للرسل بالبلاغ ( وقضي بينهم بالحق ) أي العدل ( وهم لا يظلمون ) شيئا
70. ( ووفيت كل نفس ما عملت ) جزاءه ( وهو أعلم ) عالم ( بما يفعلون ) فلا يحتاج إلى شاهد
71. ( وسيق الذين كفروا ) بعنف ( إلى جهنم زمرا ) جماعات متفرقة ( حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها ) جواب إذا ( وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم ) القرآن وغيره ( وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب ) أي لأملأن جهنم الآية ( على الكافرين )
72. ( قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ) مقدرين الخلود ( فبئس مثوى ) مأوى ( المتكبرين ) جهنم
73. ( وسيق الذين اتقوا ربهم ) بلطف ( إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها ) الواو فيه للحال بتقدير قد ( وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم ) حال ( فادخلوها خالدين ) مقدرين الخلود فيها وجواب إذا مقدر أي دخلوها وسوقهم وفتح الأبواب قبل مجيئهم تكرمة لهم وسوق الكفار وفتح أبواب جهنم عند مجيئهم ليبقى حرها إليهم إهانة لهم
74. ( وقالوا ) عطف على دخولها المقدر ( الحمد لله الذي صدقنا وعده ) بالجنة ( وأورثنا الأرض ) أي أرض الجنة ( نتبوأ ) ننزل ( من الجنة حيث نشاء ) لأنها كلها لا يختار فيها مكان على مكان ( فنعم أجر العاملين ) الجنة
75. ( وترى الملائكة حافين ) حال ( من حول العرش ) من كل جانب منه ( يسبحون ) حال من ضمير حافين ( بحمد ربهم ) ملابسين للحمد يقولون سبحان الله وبحمده ( وقضي بينهم ) بين جميع الخلائق ( بالحق ) العدل فيدخل المؤمنون الجنة والكافرون النار ( وقيل الحمد لله رب العالمين ) ختم استقرار الفريقين بالحمد من الملائكة
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
40. سورة غافر
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تنزيل الكتاب ) القرآن مبتدأ ( من الله ) خبر ( العزيز ) في ملكه ( العليم ) بخلقه
3. ( غافر الذنب ) للمؤمنين ( وقابل التوب ) لهم مصدر ( شديد العقاب ) للكافرين مشددة ( ذي الطول ) الإنعام الواسع وهو موصوف على الدوام بكل هذه الصفات فاضافة المشتق منها للتعريف كالاخيرة ( لا إله إلا هو إليه المصير ) المرجع
4. ( ما يجادل في آيات الله ) القرآن ( إلا الذين كفروا ) من أهل مكة ( فلا يغررك تقلبهم في البلاد ) للمعاش سالمين فإن عاقبتهم النار
5. ( كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب ) كعاد وثمود وغيرهما ( من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه ) يقتلوه ( وجادلوا بالباطل ليدحضوا ) يزيلوا ( به الحق فأخذتهم ) بالعقاب ( فكيف كان عقاب ) لهم أي هو واقع موقعه
6. ( وكذلك حقت كلمة ربك ) لأملأن جهنم الآية ( على الذين كفروا أنهم أصحاب النار ) بدل من كلمة
7. ( الذين يحملون العرش ) مبتدأ ( ومن حوله ) عطف عليه ( يسبحون ) خبره ( بحمد ربهم ) ملابسين للحمد أي يقولون سبحان الله وبحمده ( ويؤمنون به ) تعالى ببصائرهم أي يصدقون بوحدانيته ( ويستغفرون للذين آمنوا ) يقولون ( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ) أي وسعت رحمتك كل شيء ووسع علمك كل شيء ( فاغفر للذين تابوا ) من الشرك ( واتبعوا سبيلك ) دين الإسلام ( وقهم عذاب الجحيم ) النار
8. ( ربنا وأدخلهم جنات عدن ) إقامة ( التي وعدتهم ومن صلح ) عطف على هم في وأدخلهم أو وعدتهم ( من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم ) في صنعه
9. ( وقهم السيئات ) أي عذابها ( ومن تق السيئات يومئذ ) يوم القيامة ( فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم )
10. ( إن الذين كفروا ينادون ) من قبل الملائكة وهم يمقتون أنفسهم عند دخولهم النار ( لمقت الله ) إياكم ( أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون ) في الدنيا ( إلى الإيمان فتكفرون )
11. ( قالوا ربنا أمتنا اثنتين ) إماتتين ( وأحييتنا اثنتين ) إحياءتين لأنهم نطف أموات فاحيوا ثم اميتوا ثم احيوا للبعث ( فاعترفنا بذنوبنا ) بكفرنا بالبعث ( فهل إلى خروج ) من النار والرجوع إلى الدنيا لنطيع ربنا ( من سبيل ) طريق وجوابهم لا
12. ( ذلكم ) أي العذاب الذي أنتم فيه ( بأنه ) بسبب أنه في الدنيا ( إذا دعي الله وحده كفرتم ) بتوحيده ( وإن يشرك به ) يجعل له شريك ( تؤمنوا ) تصدقوا بالاشراك ( فالحكم ) في تعذيبكم ( لله العلي ) على خلقه ( الكبير ) العظيم
13. ( هو الذي يريكم آياته ) دلائل توحيده ( وينزل لكم من السماء رزقا ) بالمطر ( وما يتذكر ) يتعظ ( إلا من ينيب ) يرجع عن الشرك
14. ( فادعوا الله ) اعبدوه ( مخلصين له الدين ) من الشرك ( ولو كره الكافرون ) إخلاصكم له
15. ( رفيع الدرجات ) أي الله عظيم الصفات أو رافع درجات المؤمنين في الجنة ( ذو العرش ) خالقه ( يلقي الروح ) الوحي ( من أمره ) أي قوله ( على من يشاء من عباده لينذر ) يخوف الملقى عليه الناس ( يوم التلاق ) بحذف الياء وإثباتها يوم القيامة لتلاقي لأهل السماء والأرض والعابد والمعبود والظالم والمظلوم فيه
16. ( يوم هم بارزون ) خارجون من قبورهم ( لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم ) يقوله تعالى ويجيب نفسه ( لله الواحد القهار ) لخلقه
17. ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب ) يحاسب جميع الخلق في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك
18. ( وأنذرهم يوم الآزفة ) يوم القيامة من أزف الرحيل قرب ( إذ القلوب ) ترتفع خوفا ( لدى ) عند ( الحناجر كاظمين ) ممتلئين غما حال من القلوب عوملت بالجمع بالياء والنون معاملة أصحابها ( ما للظالمين من حميم ) محب ( ولا شفيع يطاع ) تقبل شفاعته لا مفهوم للوصف إذ لا شفيع لهم أصلا فما لنا من شافعين أوله مفهوم بناء على زعمهم أن لهم شفعاء أي لو شفعوا فرضا لم يقبلوا
19. ( يعلم ) أي الله ( خائنة الأعين ) بمسارفتها النظر إلى محرم ( وما تخفي الصدور ) القلوب
20. ( والله يقضي بالحق والذين يدعون ) يعبدون أي كفار مكة بالياء والتاء ( من دونه ) وهم الأصنام ( لا يقضون بشيء ) فكيف يكونون شركاء الله ( إن الله هو السميع ) لأقوالهم ( البصير ) بأفعالهم
21. ( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة ) وفي قراءة منكم ( وآثارا في الأرض فأخذهم ) من مصانع وقصور ( الله بذنوبهم ) أهلكهم ( وما كان لهم من الله من واق ذلك ) عذابه
22. ( ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات ) بالمعجزات الظاهرات ( فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب )
23. ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين ) برهان بين ظاهر
24. ( إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ) هو ( ساحر كذاب )
25. ( فلما جاءهم بالحق ) بالصدق ( من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا ) استبقوا ( نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال ) هلاك
26. ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى ) لأنهم كانوا يكفونه عن قتله ( وليدع ربه ) ليمنعه مني ( إني أخاف أن يبدل دينكم ) من عبادتكم إياي فتتبعوه ( أو أن يظهر في الأرض الفساد ) من قتل وغيره وفي قراءة أو أن وفي أخرى بفتح الياء والهاء وضم الدال
27. ( وقال موسى ) لقومه وقد سمع ذلك ( إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب )
28. ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون ) قيل هو ابن عمه ( يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن ) أي لأن ( يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات ) بالمعجزات الظاهرات ( من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه ) أي ضرر كذبه ( وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ) به من العذاب عاجلا ( إن الله لا يهدي من هو مسرف ) مشرك ( كذاب ) مفتر
29. ( يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين ) غالبين حال ( في الأرض ) أرض مصر ( فمن ينصرنا من بأس الله ) عذابه إن قتلتم أولياءه ( إن جاءنا ) أي لا ناصر لنا ( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى ) أي اشير عليكم إلا بما أشير به على نفسي وهو قتل موسى ( وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) طريق الصواب
30. ( وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب ) أي يوم حزب بعد حزب
31. ( مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم ) مثل بدل من مثل قبله أي مثل جزاء من كفر عادة قبلكم من تعذيبهم في الدنيا ( وما الله يريد ظلما للعباد )
32. ( ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد ) بحذف الياء وإثباتها أي يوم القيامة يكثر فيه نداء أصحاب الجنة أصحاب النار وبالعكس والنداء بالسعادة لأهلها وبالشقاوة لأهلها وغير ذلك
33. ( يوم تولون مدبرين ) عن موقف الحساب إلى النار ( ما لكم من الله ) أي عذابه ( من عاصم ) مانع ( ومن يضلل الله فما له من هاد )
34. ( ولقد جاءكم يوسف من قبل ) قبل موسى وهو يوسف بن يعقوب في قول عمر إلى زمن موسى أو يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب في قول ( بالبينات ) بالمعجزات الظاهرات ( فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم ) من غير برهان ( لن يبعث الله من بعده رسولا ) أي فلن تزالوا كافرين بيوسف وغيره ( كذلك ) أي مثل إضلالكم ( يضل الله من هو مسرف ) مشرك ( مرتاب ) شاك فيما شهدت به البينات
35. ( الذين يجادلون في آيات الله ) معجزاته مبتدأ ( بغير سلطان ) برهان ( أتاهم كبر ) جدالهم خبر المبتدأ ( مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك ) مثل إضلالهم ( يطبع ) يختم ( الله ) بالضلال ( على كل قلب متكبر جبار ) بتنوين قلب ودونه ومتى تكبر القلب تكبر صاحبه وبالعكس وكل على القراءتين لعموم الضلال جميع القلب لا لعموم القلب
36. ( وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا ) بناء عاليا ( لعلي أبلغ الأسباب )
37. ( أسباب السماوات ) طرقها الموصلة إليها ( فأطلع ) بالرفع عطفا على أبلغ وبالنصب جوابا لابن ( إلى إله موسى وإني لأظنه ) أي موسى ( كاذبا ) في أن له إلاها غيري قال فرعون ذلك تمويها ( وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل ) طريق الهدى بفتح الصاد وضمها ( وما كيد فرعون إلا في تباب ) خسار
38. ( وقال الذي آمن يا قوم اتبعون ) باثبات الياء وحذفها ( أهدكم سبيل الرشاد ) تقدم
39. ( يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع ) تمتع يزول ( وإن الآخرة هي دار القرار )
40. ( من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ) بضم الياء وفتح الخاء وبالعكس ( يرزقون فيها بغير حساب ) رزقا واسعا بغير تبعة
41. ( ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار )
42. ( تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز ) الغالب على أمره ( الغفار ) لمن تاب
43. ( لا جرم ) حقا ( أنما تدعونني إليه ) لأعبده ( ليس له دعوة ) استجابة دعوة ( في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا ) مرجعنا ( إلى الله وأن المسرفين ) الكافرين ( هم أصحاب النار )
44. ( فستذكرون ) إذا عاينتم العذاب ( ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ) قال ذلك لما توعدوه بمخالفة دينهم
45. ( فوقاه الله سيئات ما مكروا ) به من القتل ( وحاق ) نزل ( بآل فرعون ) قومه معه ( سوء العذاب ) الغرق
46. تم ( النار يعرضون عليها ) يحرقون بها ( غدوا وعشيا ) صباحا ومساء ( ويوم تقوم الساعة ) يقال ( أدخلوا ) يا ( آل فرعون ) وفي قراءة بفتح الهمزة وكسر الخاء أمر للملائكة ( أشد العذاب ) عذاب جهنم
47. واذكر ( وإذ يتحاجون ) يتخاصم الكفار ( في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا ) جمع تابع ( فهل أنتم مغنون ) دافعون ( عنا نصيبا ) جزءا ( من النار )
48. ( قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد ) فأدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار
49. ( وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما ) أي قدر يوم ( من العذاب )
50. ( قالوا ) أي الخزية تهكما ( أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا ) بالمعجزات الظاهرات ( بلى قالوا ) أي فكفروا بهم ( فادعوا وما ) أنتم فإننا لا نشفع للكافرين قال تعالى ( دعاء الكافرين إلا في ضلال إنا ) انعدام
51. ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) جمع شاهد وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب
52. ( يوم لا ينفع ) بالياء والتاء ( الظالمين معذرتهم ) عذرهم لو اعتذروا ( ولهم اللعنة ) البعد من الرحمة ( ولهم سوء الدار ) الآخرة أي شدة عذابها
53. ( ولقد آتينا موسى الهدى ) التوراة والمعجزات ( وأورثنا بني إسرائيل ) من بعد موسى ( الكتاب ) التوراة
54. ( هدى ) هاديا ( وذكرى لأولي الألباب ) تذكرة لأصحاب العقول
55. ( فاصبر ) يا محمد ( إن وعد الله ) بنصر أوليائه ( حق ) وأنت ومن تبعك منهم ( واستغفر لذنبك ) ليستن بك ( وسبح ) صل متلبسا ( بحمد ربك بالعشي ) وهو من بعد الزوال ( والإبكار ) الصلوات الخمس
56. ( إن الذين يجادلون في آيات الله ) القرآن ( بغير سلطان ) برهان ( أتاهم إن ) ما ( في صدورهم إلا كبر ) تكبر وطمع أن يعلوا عليك ( ما هم ببالغيه فاستعذ ) من شرهم ( بالله إنه هو السميع ) لأقوالهم ( البصير ) بأحوالهم ونزل في منكري البعث
57. ( لخلق السماوات والأرض ) ابتداء ( أكبر من خلق الناس ) مرة ثانية وهي الإعادة ( ولكن أكثر الناس ) كفار مكة ( لا يعلمون ) ذلك فهو كالأعمى ومن يعلمه كالبصير
58. ( وما يستوي الأعمى والبصير ) ولا ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات ) وهو المحسن ( ولا المسيء ) فيه زيادة لا ( قليلا ما تتذكرون ) يتعظون بالياء والتاء أي تذكرهم قليل جدا
59. ( إن الساعة لآتية لا ريب ) شك ( فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ) بها
60. ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) أي اعبدوني أثبكم بقرينة ما بعده ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون ) بفتح الياء وضم الخاء وبالعكس ( جهنم داخرين ) صاغرين
61. ( الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ) إسناد الابصار اليه مجازي لأنه يبصر فيه ( إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) الله فلا يؤمنون
62. ( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ) فكيف تصرفون عن الإيمان مع قيام البرهان
63. ( كذلك يؤفك ) أي مثل إفك هؤلاء إفك ( الذين كانوا بآيات الله ) معجزاته ( يجحدون )
64. ( الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء ) سقفا ( وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين )
65. ( هو الحي لا إله إلا هو فادعوه ) اعبدوه ( مخلصين له الدين ) من الشرك ( الحمد لله رب العالمين )
66. ( قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون ) تعبدون ( من دون الله لما جاءني البينات ) دلائل التوحيد ( من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين )
67. ( هو الذي خلقكم من تراب ) بخلق أبيكم آدم منه ( ثم من نطفة ) مني ( ثم من علقة ) دم غليظ ( ثم يخرجكم طفلا ) بمعنى أطفالا ( ثم ) يبقيكم ( لتبلغوا أشدكم ) تكامل قوتكم من الثلاثين سنة إلى الأربعين ( ثم لتكونوا شيوخا ) بضم الشين وكسرها ( ومنكم من يتوفى من قبل ) قبل الأشد والشيخوخة فعل ذلك بكم لتعيشوا ( ولتبلغوا أجلا مسمى ) وقتا محدودا ( ولعلكم تعقلون ) دلائل التوحيد فتؤمنوا
68. ( هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا ) أراد ايجاد شيء ( فإنما يقول له كن فيكون ) بضم النون وفتحها بتقدير أن أي يوجد عقب الإرادة التي هي معنى القول المذكور
69. ( ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله ) القرآن ( أنى ) كيف ( يصرفون ) عن الإيمان
70. ( الذين كذبوا بالكتاب ) القرآن ( وبما أرسلنا به رسلنا ) من التوحيد والبعث وهم كفار مكة ( فسوف يعلمون ) عقوبة تكذيبهم
71. ( إذ الأغلال في أعناقهم ) إذ بمعنى إذا ( والسلاسل ) عطف على الأغلال فتكون في الأعناق أو مبتدأ خبره محذوف أي في أرجلهم أو خبره ( يسحبون ) يجرون بها
72. ( في الحميم ) أي جهنم ( ثم في النار يسجرون ) يوقدون
73. ( ثم قيل لهم ) تبكيتا ( أين ما كنتم تشركون )
74. ( من دون الله ) معه وهي الأصنام ( قالوا ضلوا ) غابوا ( عنا ) فلا نراهم ( بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا ) انكروا عبادتهم إياها ثم احضرت قال تعالى إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أي وقودها ( كذلك ) أي مثل إضلال هؤلاء المكذبين ( يضل الله الكافرين )
75. ويقال لهم أيضا ( ذلكم ) العذاب ( بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق ) من الاشراك وإنكار البعث ( وبما كنتم تمرحون ) تتوسعون في الفرح
76. ( ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى ) مأوى ( المتكبرين )
77. ( فاصبر إن وعد الله ) بعذابهم ( حق فإما نرينك ) فيه إن الشرطية مدغمة وما زائدة تؤكد معنى الشرط أول الفعل والنون تؤكد آخره ( بعض الذي نعدهم ) به من العذاب في حياتك جواب الشرط محذوف أي فذاك ( أو نتوفينك ) قبل تعذيبهم ( فإلينا يرجعون ) فنعذبهم أشد العذاب فالجواب المذكور للمعطوف فقط
78. ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ) روي أنه تعالى بعث ثمانية آلاف نبي أربعة آلاف نبي من بني إسرائيل وأربعة آلاف من سائر الناس ( وما كان لرسول ) منهم ( أن يأتي بآية إلا بإذن الله ) لأنهم عبيد مربوبون ( فإذا جاء أمر الله ) بنزول العذاب على الكفار ( قضي ) بين الرسل ومكذبيهم ( بالحق وخسر هنالك المبطلون ) أي ظهر القضاء والخسران للناس وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك
79. ( الله الذي جعل لكم الأنعام ) قيل الإبل خاصة هنا والظاهر البقر والغنم ( لتركبوا منها ومنها تأكلون )
80. ( ولكم فيها منافع ) من الدر والنسل والوبر والصوف ( ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم ) هي حمل الأثقال إلى البلاد ( وعليها ) في البر ( وعلى الفلك ) السفن في البحر ( تحملون )
81. ( ويريكم آياته فأي آيات الله ) الدالة على وحدانيته ( تنكرون ) استفهام توبيخ وتذكير أي أشهر من تأنيثه
82. ( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض ) من مصانع وقصور ( فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون )
83. ( فلما جاءتهم رسلهم بالبينات ) المعجزات الظاهرات ( فرحوا ) أي الكفار ( بما عندهم ) أي الرسل ( من العلم ) فرح استهزاء وضحك متنكرين له ( وحاق ) نزل ( بهم ما كانوا به يستهزئون ) أي العذاب
84. ( فلما رأوا بأسنا ) شدة عذابنا ( قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين )
85. ( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله ) نصبه على المصدر بفعل مقدر من لفظه ( التي قد خلت في عباده ) في الأمم أن لا ينفعهم الإيمان وقت نزول العذاب ( وخسر هنالك الكافرون ) تبين خسرانهم لكل أحد وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تنزيل الكتاب ) القرآن مبتدأ ( من الله ) خبر ( العزيز ) في ملكه ( العليم ) بخلقه
3. ( غافر الذنب ) للمؤمنين ( وقابل التوب ) لهم مصدر ( شديد العقاب ) للكافرين مشددة ( ذي الطول ) الإنعام الواسع وهو موصوف على الدوام بكل هذه الصفات فاضافة المشتق منها للتعريف كالاخيرة ( لا إله إلا هو إليه المصير ) المرجع
4. ( ما يجادل في آيات الله ) القرآن ( إلا الذين كفروا ) من أهل مكة ( فلا يغررك تقلبهم في البلاد ) للمعاش سالمين فإن عاقبتهم النار
5. ( كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب ) كعاد وثمود وغيرهما ( من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه ) يقتلوه ( وجادلوا بالباطل ليدحضوا ) يزيلوا ( به الحق فأخذتهم ) بالعقاب ( فكيف كان عقاب ) لهم أي هو واقع موقعه
6. ( وكذلك حقت كلمة ربك ) لأملأن جهنم الآية ( على الذين كفروا أنهم أصحاب النار ) بدل من كلمة
7. ( الذين يحملون العرش ) مبتدأ ( ومن حوله ) عطف عليه ( يسبحون ) خبره ( بحمد ربهم ) ملابسين للحمد أي يقولون سبحان الله وبحمده ( ويؤمنون به ) تعالى ببصائرهم أي يصدقون بوحدانيته ( ويستغفرون للذين آمنوا ) يقولون ( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ) أي وسعت رحمتك كل شيء ووسع علمك كل شيء ( فاغفر للذين تابوا ) من الشرك ( واتبعوا سبيلك ) دين الإسلام ( وقهم عذاب الجحيم ) النار
8. ( ربنا وأدخلهم جنات عدن ) إقامة ( التي وعدتهم ومن صلح ) عطف على هم في وأدخلهم أو وعدتهم ( من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم ) في صنعه
9. ( وقهم السيئات ) أي عذابها ( ومن تق السيئات يومئذ ) يوم القيامة ( فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم )
10. ( إن الذين كفروا ينادون ) من قبل الملائكة وهم يمقتون أنفسهم عند دخولهم النار ( لمقت الله ) إياكم ( أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون ) في الدنيا ( إلى الإيمان فتكفرون )
11. ( قالوا ربنا أمتنا اثنتين ) إماتتين ( وأحييتنا اثنتين ) إحياءتين لأنهم نطف أموات فاحيوا ثم اميتوا ثم احيوا للبعث ( فاعترفنا بذنوبنا ) بكفرنا بالبعث ( فهل إلى خروج ) من النار والرجوع إلى الدنيا لنطيع ربنا ( من سبيل ) طريق وجوابهم لا
12. ( ذلكم ) أي العذاب الذي أنتم فيه ( بأنه ) بسبب أنه في الدنيا ( إذا دعي الله وحده كفرتم ) بتوحيده ( وإن يشرك به ) يجعل له شريك ( تؤمنوا ) تصدقوا بالاشراك ( فالحكم ) في تعذيبكم ( لله العلي ) على خلقه ( الكبير ) العظيم
13. ( هو الذي يريكم آياته ) دلائل توحيده ( وينزل لكم من السماء رزقا ) بالمطر ( وما يتذكر ) يتعظ ( إلا من ينيب ) يرجع عن الشرك
14. ( فادعوا الله ) اعبدوه ( مخلصين له الدين ) من الشرك ( ولو كره الكافرون ) إخلاصكم له
15. ( رفيع الدرجات ) أي الله عظيم الصفات أو رافع درجات المؤمنين في الجنة ( ذو العرش ) خالقه ( يلقي الروح ) الوحي ( من أمره ) أي قوله ( على من يشاء من عباده لينذر ) يخوف الملقى عليه الناس ( يوم التلاق ) بحذف الياء وإثباتها يوم القيامة لتلاقي لأهل السماء والأرض والعابد والمعبود والظالم والمظلوم فيه
16. ( يوم هم بارزون ) خارجون من قبورهم ( لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم ) يقوله تعالى ويجيب نفسه ( لله الواحد القهار ) لخلقه
17. ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب ) يحاسب جميع الخلق في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك
18. ( وأنذرهم يوم الآزفة ) يوم القيامة من أزف الرحيل قرب ( إذ القلوب ) ترتفع خوفا ( لدى ) عند ( الحناجر كاظمين ) ممتلئين غما حال من القلوب عوملت بالجمع بالياء والنون معاملة أصحابها ( ما للظالمين من حميم ) محب ( ولا شفيع يطاع ) تقبل شفاعته لا مفهوم للوصف إذ لا شفيع لهم أصلا فما لنا من شافعين أوله مفهوم بناء على زعمهم أن لهم شفعاء أي لو شفعوا فرضا لم يقبلوا
19. ( يعلم ) أي الله ( خائنة الأعين ) بمسارفتها النظر إلى محرم ( وما تخفي الصدور ) القلوب
20. ( والله يقضي بالحق والذين يدعون ) يعبدون أي كفار مكة بالياء والتاء ( من دونه ) وهم الأصنام ( لا يقضون بشيء ) فكيف يكونون شركاء الله ( إن الله هو السميع ) لأقوالهم ( البصير ) بأفعالهم
21. ( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة ) وفي قراءة منكم ( وآثارا في الأرض فأخذهم ) من مصانع وقصور ( الله بذنوبهم ) أهلكهم ( وما كان لهم من الله من واق ذلك ) عذابه
22. ( ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات ) بالمعجزات الظاهرات ( فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب )
23. ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين ) برهان بين ظاهر
24. ( إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ) هو ( ساحر كذاب )
25. ( فلما جاءهم بالحق ) بالصدق ( من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا ) استبقوا ( نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال ) هلاك
26. ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى ) لأنهم كانوا يكفونه عن قتله ( وليدع ربه ) ليمنعه مني ( إني أخاف أن يبدل دينكم ) من عبادتكم إياي فتتبعوه ( أو أن يظهر في الأرض الفساد ) من قتل وغيره وفي قراءة أو أن وفي أخرى بفتح الياء والهاء وضم الدال
27. ( وقال موسى ) لقومه وقد سمع ذلك ( إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب )
28. ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون ) قيل هو ابن عمه ( يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن ) أي لأن ( يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات ) بالمعجزات الظاهرات ( من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه ) أي ضرر كذبه ( وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ) به من العذاب عاجلا ( إن الله لا يهدي من هو مسرف ) مشرك ( كذاب ) مفتر
29. ( يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين ) غالبين حال ( في الأرض ) أرض مصر ( فمن ينصرنا من بأس الله ) عذابه إن قتلتم أولياءه ( إن جاءنا ) أي لا ناصر لنا ( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى ) أي اشير عليكم إلا بما أشير به على نفسي وهو قتل موسى ( وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) طريق الصواب
30. ( وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب ) أي يوم حزب بعد حزب
31. ( مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم ) مثل بدل من مثل قبله أي مثل جزاء من كفر عادة قبلكم من تعذيبهم في الدنيا ( وما الله يريد ظلما للعباد )
32. ( ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد ) بحذف الياء وإثباتها أي يوم القيامة يكثر فيه نداء أصحاب الجنة أصحاب النار وبالعكس والنداء بالسعادة لأهلها وبالشقاوة لأهلها وغير ذلك
33. ( يوم تولون مدبرين ) عن موقف الحساب إلى النار ( ما لكم من الله ) أي عذابه ( من عاصم ) مانع ( ومن يضلل الله فما له من هاد )
34. ( ولقد جاءكم يوسف من قبل ) قبل موسى وهو يوسف بن يعقوب في قول عمر إلى زمن موسى أو يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب في قول ( بالبينات ) بالمعجزات الظاهرات ( فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم ) من غير برهان ( لن يبعث الله من بعده رسولا ) أي فلن تزالوا كافرين بيوسف وغيره ( كذلك ) أي مثل إضلالكم ( يضل الله من هو مسرف ) مشرك ( مرتاب ) شاك فيما شهدت به البينات
35. ( الذين يجادلون في آيات الله ) معجزاته مبتدأ ( بغير سلطان ) برهان ( أتاهم كبر ) جدالهم خبر المبتدأ ( مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك ) مثل إضلالهم ( يطبع ) يختم ( الله ) بالضلال ( على كل قلب متكبر جبار ) بتنوين قلب ودونه ومتى تكبر القلب تكبر صاحبه وبالعكس وكل على القراءتين لعموم الضلال جميع القلب لا لعموم القلب
36. ( وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا ) بناء عاليا ( لعلي أبلغ الأسباب )
37. ( أسباب السماوات ) طرقها الموصلة إليها ( فأطلع ) بالرفع عطفا على أبلغ وبالنصب جوابا لابن ( إلى إله موسى وإني لأظنه ) أي موسى ( كاذبا ) في أن له إلاها غيري قال فرعون ذلك تمويها ( وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل ) طريق الهدى بفتح الصاد وضمها ( وما كيد فرعون إلا في تباب ) خسار
38. ( وقال الذي آمن يا قوم اتبعون ) باثبات الياء وحذفها ( أهدكم سبيل الرشاد ) تقدم
39. ( يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع ) تمتع يزول ( وإن الآخرة هي دار القرار )
40. ( من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ) بضم الياء وفتح الخاء وبالعكس ( يرزقون فيها بغير حساب ) رزقا واسعا بغير تبعة
41. ( ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار )
42. ( تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز ) الغالب على أمره ( الغفار ) لمن تاب
43. ( لا جرم ) حقا ( أنما تدعونني إليه ) لأعبده ( ليس له دعوة ) استجابة دعوة ( في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا ) مرجعنا ( إلى الله وأن المسرفين ) الكافرين ( هم أصحاب النار )
44. ( فستذكرون ) إذا عاينتم العذاب ( ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ) قال ذلك لما توعدوه بمخالفة دينهم
45. ( فوقاه الله سيئات ما مكروا ) به من القتل ( وحاق ) نزل ( بآل فرعون ) قومه معه ( سوء العذاب ) الغرق
46. تم ( النار يعرضون عليها ) يحرقون بها ( غدوا وعشيا ) صباحا ومساء ( ويوم تقوم الساعة ) يقال ( أدخلوا ) يا ( آل فرعون ) وفي قراءة بفتح الهمزة وكسر الخاء أمر للملائكة ( أشد العذاب ) عذاب جهنم
47. واذكر ( وإذ يتحاجون ) يتخاصم الكفار ( في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا ) جمع تابع ( فهل أنتم مغنون ) دافعون ( عنا نصيبا ) جزءا ( من النار )
48. ( قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد ) فأدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار
49. ( وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما ) أي قدر يوم ( من العذاب )
50. ( قالوا ) أي الخزية تهكما ( أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا ) بالمعجزات الظاهرات ( بلى قالوا ) أي فكفروا بهم ( فادعوا وما ) أنتم فإننا لا نشفع للكافرين قال تعالى ( دعاء الكافرين إلا في ضلال إنا ) انعدام
51. ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) جمع شاهد وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب
52. ( يوم لا ينفع ) بالياء والتاء ( الظالمين معذرتهم ) عذرهم لو اعتذروا ( ولهم اللعنة ) البعد من الرحمة ( ولهم سوء الدار ) الآخرة أي شدة عذابها
53. ( ولقد آتينا موسى الهدى ) التوراة والمعجزات ( وأورثنا بني إسرائيل ) من بعد موسى ( الكتاب ) التوراة
54. ( هدى ) هاديا ( وذكرى لأولي الألباب ) تذكرة لأصحاب العقول
55. ( فاصبر ) يا محمد ( إن وعد الله ) بنصر أوليائه ( حق ) وأنت ومن تبعك منهم ( واستغفر لذنبك ) ليستن بك ( وسبح ) صل متلبسا ( بحمد ربك بالعشي ) وهو من بعد الزوال ( والإبكار ) الصلوات الخمس
56. ( إن الذين يجادلون في آيات الله ) القرآن ( بغير سلطان ) برهان ( أتاهم إن ) ما ( في صدورهم إلا كبر ) تكبر وطمع أن يعلوا عليك ( ما هم ببالغيه فاستعذ ) من شرهم ( بالله إنه هو السميع ) لأقوالهم ( البصير ) بأحوالهم ونزل في منكري البعث
57. ( لخلق السماوات والأرض ) ابتداء ( أكبر من خلق الناس ) مرة ثانية وهي الإعادة ( ولكن أكثر الناس ) كفار مكة ( لا يعلمون ) ذلك فهو كالأعمى ومن يعلمه كالبصير
58. ( وما يستوي الأعمى والبصير ) ولا ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات ) وهو المحسن ( ولا المسيء ) فيه زيادة لا ( قليلا ما تتذكرون ) يتعظون بالياء والتاء أي تذكرهم قليل جدا
59. ( إن الساعة لآتية لا ريب ) شك ( فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ) بها
60. ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) أي اعبدوني أثبكم بقرينة ما بعده ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون ) بفتح الياء وضم الخاء وبالعكس ( جهنم داخرين ) صاغرين
61. ( الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ) إسناد الابصار اليه مجازي لأنه يبصر فيه ( إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) الله فلا يؤمنون
62. ( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ) فكيف تصرفون عن الإيمان مع قيام البرهان
63. ( كذلك يؤفك ) أي مثل إفك هؤلاء إفك ( الذين كانوا بآيات الله ) معجزاته ( يجحدون )
64. ( الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء ) سقفا ( وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين )
65. ( هو الحي لا إله إلا هو فادعوه ) اعبدوه ( مخلصين له الدين ) من الشرك ( الحمد لله رب العالمين )
66. ( قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون ) تعبدون ( من دون الله لما جاءني البينات ) دلائل التوحيد ( من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين )
67. ( هو الذي خلقكم من تراب ) بخلق أبيكم آدم منه ( ثم من نطفة ) مني ( ثم من علقة ) دم غليظ ( ثم يخرجكم طفلا ) بمعنى أطفالا ( ثم ) يبقيكم ( لتبلغوا أشدكم ) تكامل قوتكم من الثلاثين سنة إلى الأربعين ( ثم لتكونوا شيوخا ) بضم الشين وكسرها ( ومنكم من يتوفى من قبل ) قبل الأشد والشيخوخة فعل ذلك بكم لتعيشوا ( ولتبلغوا أجلا مسمى ) وقتا محدودا ( ولعلكم تعقلون ) دلائل التوحيد فتؤمنوا
68. ( هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا ) أراد ايجاد شيء ( فإنما يقول له كن فيكون ) بضم النون وفتحها بتقدير أن أي يوجد عقب الإرادة التي هي معنى القول المذكور
69. ( ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله ) القرآن ( أنى ) كيف ( يصرفون ) عن الإيمان
70. ( الذين كذبوا بالكتاب ) القرآن ( وبما أرسلنا به رسلنا ) من التوحيد والبعث وهم كفار مكة ( فسوف يعلمون ) عقوبة تكذيبهم
71. ( إذ الأغلال في أعناقهم ) إذ بمعنى إذا ( والسلاسل ) عطف على الأغلال فتكون في الأعناق أو مبتدأ خبره محذوف أي في أرجلهم أو خبره ( يسحبون ) يجرون بها
72. ( في الحميم ) أي جهنم ( ثم في النار يسجرون ) يوقدون
73. ( ثم قيل لهم ) تبكيتا ( أين ما كنتم تشركون )
74. ( من دون الله ) معه وهي الأصنام ( قالوا ضلوا ) غابوا ( عنا ) فلا نراهم ( بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا ) انكروا عبادتهم إياها ثم احضرت قال تعالى إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أي وقودها ( كذلك ) أي مثل إضلال هؤلاء المكذبين ( يضل الله الكافرين )
75. ويقال لهم أيضا ( ذلكم ) العذاب ( بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق ) من الاشراك وإنكار البعث ( وبما كنتم تمرحون ) تتوسعون في الفرح
76. ( ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى ) مأوى ( المتكبرين )
77. ( فاصبر إن وعد الله ) بعذابهم ( حق فإما نرينك ) فيه إن الشرطية مدغمة وما زائدة تؤكد معنى الشرط أول الفعل والنون تؤكد آخره ( بعض الذي نعدهم ) به من العذاب في حياتك جواب الشرط محذوف أي فذاك ( أو نتوفينك ) قبل تعذيبهم ( فإلينا يرجعون ) فنعذبهم أشد العذاب فالجواب المذكور للمعطوف فقط
78. ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ) روي أنه تعالى بعث ثمانية آلاف نبي أربعة آلاف نبي من بني إسرائيل وأربعة آلاف من سائر الناس ( وما كان لرسول ) منهم ( أن يأتي بآية إلا بإذن الله ) لأنهم عبيد مربوبون ( فإذا جاء أمر الله ) بنزول العذاب على الكفار ( قضي ) بين الرسل ومكذبيهم ( بالحق وخسر هنالك المبطلون ) أي ظهر القضاء والخسران للناس وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك
79. ( الله الذي جعل لكم الأنعام ) قيل الإبل خاصة هنا والظاهر البقر والغنم ( لتركبوا منها ومنها تأكلون )
80. ( ولكم فيها منافع ) من الدر والنسل والوبر والصوف ( ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم ) هي حمل الأثقال إلى البلاد ( وعليها ) في البر ( وعلى الفلك ) السفن في البحر ( تحملون )
81. ( ويريكم آياته فأي آيات الله ) الدالة على وحدانيته ( تنكرون ) استفهام توبيخ وتذكير أي أشهر من تأنيثه
82. ( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض ) من مصانع وقصور ( فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون )
83. ( فلما جاءتهم رسلهم بالبينات ) المعجزات الظاهرات ( فرحوا ) أي الكفار ( بما عندهم ) أي الرسل ( من العلم ) فرح استهزاء وضحك متنكرين له ( وحاق ) نزل ( بهم ما كانوا به يستهزئون ) أي العذاب
84. ( فلما رأوا بأسنا ) شدة عذابنا ( قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين )
85. ( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله ) نصبه على المصدر بفعل مقدر من لفظه ( التي قد خلت في عباده ) في الأمم أن لا ينفعهم الإيمان وقت نزول العذاب ( وخسر هنالك الكافرون ) تبين خسرانهم لكل أحد وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
41. سورة فصلت
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تنزيل من الرحمن الرحيم ) مبتدأ
3. ( كتاب ) خبره ( فصلت آياته ) بينت بالأحكام والقصص والمواعظ ( قرآنا عربيا ) حال من كتاب بصفته ( لقوم ) متعلق بفصلت ( يعلمون ) يفهمون ذلك وهم العرب
4. ( بشيرا ) صفة قرآنا ( ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون ) سماع قبول
5. ( وقالوا ) للنبي ( قلوبنا في أكنة ) أغطية ( مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ) ثقل ( ومن بيننا وبينك حجاب ) خلاف في الدين ( فاعمل ) على دينك ( إننا عاملون ) على ديننا
6. ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه ) بالإيمان والطاعة ( واستغفروه وويل ) كلمة عذاب ( للمشركين )
7. ( الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم ) تأكيد ( كافرون )
8. ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ) مقطوع
9. ( قل أئنكم ) بتحقيق الهمزة الثانية وتسهيلها وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأولى ( لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ) الأحد والاثنين ( وتجعلون له أندادا ) شركاء ( ذلك رب ) مالك ( العالمين ) جمع عالم وهو ما سوى الله وجمع لاختلاف أنواعه بالياء والنون تغليبا للعقلاء
10. ( وجعل ) مستأنف ولا يجوز عطفه على صلة الذي للفاصل الأجنبي ( فيها رواسي ) جبالا ثوابت ( من فوقها وبارك فيها ) بكثرة المياه والزروع والضروع ( وقدر ) قسم ( فيها أقواتها ) للناس والبهائم ( في ) تمام ( أربعة أيام ) أي الجعل وما ذكر معه في يوم الثلاثاء والأربعاء ( سواء ) منصوب على المصدر أي استوت الأربعة استواء لا تزيد ولا تنقص ( للسائلين ) عم خلق الأرض بما فيها
11. ( ثم استوى ) قصد ( إلى السماء وهي دخان ) بخار مرتفع ( فقال لها وللأرض ائتيا ) إلى مرادي منكما ( طوعا أو كرها ) في موضع الحال أي طائعتين أو مكرهتين ( قالتا أتينا ) بمن فينا ( طائعين ) فيه تغليب المذكر العاقل أو نزلتا لخطابهما منزلته
12. ( فقضاهن ) الضمير يرجع إلى السماء لأنها في معنى الجمع الآيلة إليه أي صيرها ( سبع سماوات في يومين ) الخميس والجمعة فرغ منها في آخر ساعة منه وفيها خلق آدم ولذلك لم يقل هنا سواء ووافق ما هنا آيات خلق السموات والأرض في ستة أيام ( وأوحى في كل سماء أمرها ) الذي أمر به من فيها من الطاعة والعبادة ( وزينا السماء الدنيا بمصابيح ) بنجوم ( وحفظا ) منصوب بفعله المقدر أي حفظناها من استراق الشياطين السمع بالشهب ( ذلك تقدير العزيز ) في ملكه ( العليم ) بخلقه
13. ( فإن أعرضوا ) كفار مكة عن الإيمان بعد هذا البيان ( فقل أنذرتكم ) خوفتكم ( صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ) عذابا يهلككم مثل الذي أهلكهم
14. ( إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ) مقبلين عليهم ومدبرين عنهم فكفروا كما سيأتي والاهلاك في زمنه فقط ( ألا ) أي بأن لا ( تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ) علينا ( ملائكة فإنا بما أرسلتم به ) على زعمكم ( كافرون )
15. ( فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا ) لما خوفوا بالعذاب ( من أشد منا قوة ) أي لا أحد كان واحدهم يقلع الصخرة العظيمة من الجبل يجعلها حيث يشاء ( أولم يروا أن ) يعلموا ( الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون ) المعجزات ( فأرسلنا )
16. ( فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) باردة شديدة الصوت بلا مطر ( في أيام نحسات ) بكسر الحاء وسكونها مشئومات عليهم ( لنذيقهم عذاب الخزي ) الذل ( في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى ) أشد ( وهم لا ينصرون ) بمنعه عنهم
17. ( وأما ثمود فهديناهم ) بينا لهم طريق الهدى ( فاستحبوا العمى ) اختاروا الكفر ( على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون ) المهين ( بما كانوا يكسبون )
18. ( ونجينا ) منها ( الذين آمنوا وكانوا يتقون )
19. واذكر ( ويوم يحشر ) بالياء والنون المفتوحة وضم الشين وفتح الهمزة ( أعداء الله إلى النار فهم يوزعون ) يساقون
20. ( حتى إذا ما ) صلة ( جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون )
21. ( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ) أي أراد نطقه ( وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ) قيل هو من كلام الجلود وقيل هو من كلام الله تعالى كالذي بعده وموقعه قريب مما قبله بأن القادر على إنشائكم ابتداء وإعادتكم بعد الموت أحياء قادر على إنطاق جلودكم وأعضائكم
22. ( وما كنتم تستترون ) عن ارتكابكم الفواحش من ( أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ) لأنكم لم توقنوا بالبعث ( ولكن ظننتم ) عند استتاركم ( أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون )
23. ( وذلكم ) مبتدأ ( ظنكم ) بدل منه ( الذي ظننتم بربكم ) نعت والخبر ( أرداكم ) أهلككم ( فأصبحتم من الخاسرين )
24. ( فإن يصبروا ) على العذاب ( فالنار مثوى ) مأوى ( لهم وإن يستعتبوا ) يطلبوا العتبى أي الرضا ( فما هم من المعتبين ) المرضيين
25. ( وقيضنا ) سببنا ( لهم قرناء ) من الشياطين ( فزينوا لهم ما بين أيديهم ) من أمر الدنيا واتباع الشهوات ( وما خلفهم ) من أمر الآخرة بقولهم لا بعث ولا حساب ( وحق عليهم القول ) بالعذاب وهو لأملأن جهنم الآية ( في ) جملة ( أمم قد خلت ) هلكت ( من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين )
26. ( وقال الذين كفروا ) عند قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ) إيتوا باللغط ونحوه وصيحوا في زمن قراءته ( لعلكم تغلبون ) فيسكت عن القراءة
27. قال تعالى فيهم ( فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون ) أي أقبح جزاء عملهم
28. ( ذلك ) العذاب الشديد وأسوأ الجزاء ( جزاء أعداء الله ) بتحقيق الهمزة الثانية وإبدالها واوا ( النار ) عطف بيان للجزاء المخبر به عن ذلك ( لهم فيها دار الخلد ) أي إقامة لا انتقال منها ( جزاء ) منصوب على المصدر بفعله ( بما كانوا بآياتنا ) القرآن ( يجحدون )
29. ( وقال الذين كفروا ) في النار ( ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس ) أي إبليس وقابيل سنا الكفر والقتل ( نجعلهما تحت أقدامنا ) في النار ( ليكونا من الأسفلين ) أشد عذابا منا
30. ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) على التوحيد وغيره مما وجب عليهم ( تتنزل عليهم الملائكة ) عند الموت ( ألا ) بأن لا ( تخافوا ) من الموت وما بعده ( ولا تحزنوا ) على ما خلفتم من أهل وولد فنحن نخلفكم فيه ( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون )
31. ( نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا ) نحفظكم فيها ( وفي الآخرة ) أي نكون معكم فيها حتى تدخلوا الجنة ( ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ) تطلبون
32. ( نزلا ) رزقا مهيئا منصوب بجعل مقدرا ( من غفور رحيم ) هو الله
33. ( ومن أحسن قولا ) أي لا أحد أحسن قولا ( ممن دعا إلى الله ) بالتوحيد ( وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )
34. ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ) في جزئياتهما لأن بعضهما فوق بعض ( ادفع ) السيئة ( بالتي ) بالخصلة التي ( هي أحسن ) كالغضب بالصبر والجهل بالحلم والاساءة بالعفو ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) فيصير عدوك كالصديق القريب في محبته إذا فعلت ذلك فالذي مبتدأ وكأنه الخبر وإذا ظرف لمعنى التشبيه
35. ( وما يلقاها ) يؤتي الخصلة التي هي أحسن ( إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ ) ثواب ( عظيم )
36. ( وإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة ( ينزغنك من الشيطان نزغ ) أي يصرفك عن الخصلة وغيرها من الخير صارف ( فاستعذ بالله ) جواب الشرط وجواب الأمر محذوف أي يدفعه عنك ( إنه هو السميع ) للقول ( العليم ) بالفعل
37. ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ) أي الآيات الأربع ( إن كنتم إياه تعبدون )
38. ( فإن استكبروا ) عن السجود لله وحده ( فالذين عند ربك ) الملائكة ( يسبحون ) يصلون ( له بالليل والنهار وهم لا يسأمون ) لا يملون
39. ( ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة ) يابسة لا نبات فيها ( فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت ) تحركت ( وربت ) انتفخت وعلت ( إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير )
40. ( إن الذين يلحدون ) من ألحد ولحد ( في آياتنا ) القرآن بالتكذيب ( لا يخفون علينا ) فنجازيهم ( أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير ) تهديدا لهم
41. ( إن الذين كفروا بالذكر ) القرآن ( لما جاءهم ) نجازيهم ( وإنه لكتاب عزيز ) منيع
42. ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) ليس قبله كتاب يكذبه ولا بعده ( تنزيل من حكيم حميد ) الله المحمود في أمره
43. ( ما يقال لك ) من التكذيب ( إلا ) مثل ( ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة ) للمؤمنين ( وذو عقاب أليم ) للكافرين
44. ( ولو جعلناه ) أي الذكر ( قرآنا أعجميا لقالوا لولا ) هلا ( فصلت ) بينت ( آياته ) حتى نفهمها قرآن ( أأعجمي ) ونبي ( وعربي ) استفهام إنكار منهم بتحقيق الهمزة وقلبها ألف باشباع ودونه ( قل هو للذين آمنوا هدى ) من الضلالة ( وشفاء ) من الجهل ( والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر ) ثقل فلا يسمعونه ( وهو عليهم عمى ) فلا يفهمونه ( أولئك ينادون من مكان بعيد ) أي هم كالمنادى من مكان بعيد لا يسمع ولا يفهم ما ينادى به
45. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( فاختلف فيه ) بالتصديق والتكذيب كالقرآن ( ولولا كلمة سبقت من ربك ) بتأخير الحساب والجزاء للخلائق إلى يوم القيامة ( لقضي بينهم ) في الدنيا فيما اختلفوا فيه ( وإنهم ) المكذبين به ( لفي شك منه مريب ) موقع في الريبة
46. ( من عمل صالحا فلنفسه ) عمل ( ومن أساء فعليها ) فضرر إساءته على نفسه ( وما ربك بظلام للعبيد ) بذي ظلم لقوله تعالى إن الله لا يظلم مثقال ذرة
47. ( إليه يرد علم الساعة ) متى تكون لا يعلمها غيره ( وما تخرج من ثمرات ) وفي قراءة ثمرات ( من أكمامها ) أوعيتها جمع كم بكسر الكاف إلا بعلمه ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ) أعلمناك الآن ( ما منا من شهيد ) شاهد بأن لك شريكا
48. ( وضل ) غاب ( عنهم ما كانوا يدعون ) يعبدون ( من قبل ) في الدنيا من الأصنام ( وظنوا ) أيقنوا ( ما لهم من محيص ) مهرب من العذاب والنفي في الموضعين معلق عن العمل وجملة النفي سدت مسد المفعولين
49. ( لا يسأم الإنسان من دعاء الخير ) لا يزال يسأل ربه المال والصحة وغيرهما ( وإن مسه الشر ) الفقر والشدة ( فيئوس قنوط ) من رحمة الله وهذا وما بعده للكافرين
50. ( ولئن ) لام قسم ( أذقناه ) آتيناه ( رحمة ) غنى وصحة ( منا من بعد ضراء ) شدة وبلاء ( مسته ليقولن هذا لي ) أي بعملي ( وما أظن الساعة قائمة ولئن ) لام قسم ( رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى ) الجنة ( فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ ) شديد واللام في الفعلين لام قسم
51. ( وإذا أنعمنا على الإنسان ) الجنس ( أعرض ) عن الشكر ( ونأى بجانبه ) ثنى عطفه متبخترا وفي قراءة بتقديم الهمزة ( وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض ) كثير
52. ( قل أرأيتم إن كان ) القرآن ( من عند الله ) كما قال النبي ( ثم كفرتم به من ) لا أحد ( أضل ممن هو في شقاق ) خلاف ( بعيد ) عن الحق أوقع هذا موقع منكم بيانا لحالهم
53. ( سنريهم آياتنا في الآفاق ) أقطار السموات والأرض من النيرات والنبات والأشجار ( وفي أنفسهم ) من لطيف الصنعة وبديع الحكمة ( حتى يتبين لهم أنه ) القرآن ( الحق ) المنزل من الله بالبعث والحساب والعقاب فيعاقبون على كفرهم به وبالجائي به ( أولم يكف بربك أنه ) فاعل يكف ( على كل شيء شهيد ألا ) بدل منه أي أو لم يكفهم في صدقك أن ربك لا يغيب عنه شيء ما
54. ( ألا إنهم في مرية ) شك ( من لقاء ربهم ) لانكارهم البعث ( ألا إنه ) تعالى ( بكل شيء محيط ) علما وقدرة فيجازيهم بكفرهم
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تنزيل من الرحمن الرحيم ) مبتدأ
3. ( كتاب ) خبره ( فصلت آياته ) بينت بالأحكام والقصص والمواعظ ( قرآنا عربيا ) حال من كتاب بصفته ( لقوم ) متعلق بفصلت ( يعلمون ) يفهمون ذلك وهم العرب
4. ( بشيرا ) صفة قرآنا ( ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون ) سماع قبول
5. ( وقالوا ) للنبي ( قلوبنا في أكنة ) أغطية ( مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ) ثقل ( ومن بيننا وبينك حجاب ) خلاف في الدين ( فاعمل ) على دينك ( إننا عاملون ) على ديننا
6. ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه ) بالإيمان والطاعة ( واستغفروه وويل ) كلمة عذاب ( للمشركين )
7. ( الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم ) تأكيد ( كافرون )
8. ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ) مقطوع
9. ( قل أئنكم ) بتحقيق الهمزة الثانية وتسهيلها وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأولى ( لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ) الأحد والاثنين ( وتجعلون له أندادا ) شركاء ( ذلك رب ) مالك ( العالمين ) جمع عالم وهو ما سوى الله وجمع لاختلاف أنواعه بالياء والنون تغليبا للعقلاء
10. ( وجعل ) مستأنف ولا يجوز عطفه على صلة الذي للفاصل الأجنبي ( فيها رواسي ) جبالا ثوابت ( من فوقها وبارك فيها ) بكثرة المياه والزروع والضروع ( وقدر ) قسم ( فيها أقواتها ) للناس والبهائم ( في ) تمام ( أربعة أيام ) أي الجعل وما ذكر معه في يوم الثلاثاء والأربعاء ( سواء ) منصوب على المصدر أي استوت الأربعة استواء لا تزيد ولا تنقص ( للسائلين ) عم خلق الأرض بما فيها
11. ( ثم استوى ) قصد ( إلى السماء وهي دخان ) بخار مرتفع ( فقال لها وللأرض ائتيا ) إلى مرادي منكما ( طوعا أو كرها ) في موضع الحال أي طائعتين أو مكرهتين ( قالتا أتينا ) بمن فينا ( طائعين ) فيه تغليب المذكر العاقل أو نزلتا لخطابهما منزلته
12. ( فقضاهن ) الضمير يرجع إلى السماء لأنها في معنى الجمع الآيلة إليه أي صيرها ( سبع سماوات في يومين ) الخميس والجمعة فرغ منها في آخر ساعة منه وفيها خلق آدم ولذلك لم يقل هنا سواء ووافق ما هنا آيات خلق السموات والأرض في ستة أيام ( وأوحى في كل سماء أمرها ) الذي أمر به من فيها من الطاعة والعبادة ( وزينا السماء الدنيا بمصابيح ) بنجوم ( وحفظا ) منصوب بفعله المقدر أي حفظناها من استراق الشياطين السمع بالشهب ( ذلك تقدير العزيز ) في ملكه ( العليم ) بخلقه
13. ( فإن أعرضوا ) كفار مكة عن الإيمان بعد هذا البيان ( فقل أنذرتكم ) خوفتكم ( صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ) عذابا يهلككم مثل الذي أهلكهم
14. ( إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ) مقبلين عليهم ومدبرين عنهم فكفروا كما سيأتي والاهلاك في زمنه فقط ( ألا ) أي بأن لا ( تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ) علينا ( ملائكة فإنا بما أرسلتم به ) على زعمكم ( كافرون )
15. ( فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا ) لما خوفوا بالعذاب ( من أشد منا قوة ) أي لا أحد كان واحدهم يقلع الصخرة العظيمة من الجبل يجعلها حيث يشاء ( أولم يروا أن ) يعلموا ( الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون ) المعجزات ( فأرسلنا )
16. ( فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) باردة شديدة الصوت بلا مطر ( في أيام نحسات ) بكسر الحاء وسكونها مشئومات عليهم ( لنذيقهم عذاب الخزي ) الذل ( في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى ) أشد ( وهم لا ينصرون ) بمنعه عنهم
17. ( وأما ثمود فهديناهم ) بينا لهم طريق الهدى ( فاستحبوا العمى ) اختاروا الكفر ( على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون ) المهين ( بما كانوا يكسبون )
18. ( ونجينا ) منها ( الذين آمنوا وكانوا يتقون )
19. واذكر ( ويوم يحشر ) بالياء والنون المفتوحة وضم الشين وفتح الهمزة ( أعداء الله إلى النار فهم يوزعون ) يساقون
20. ( حتى إذا ما ) صلة ( جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون )
21. ( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ) أي أراد نطقه ( وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ) قيل هو من كلام الجلود وقيل هو من كلام الله تعالى كالذي بعده وموقعه قريب مما قبله بأن القادر على إنشائكم ابتداء وإعادتكم بعد الموت أحياء قادر على إنطاق جلودكم وأعضائكم
22. ( وما كنتم تستترون ) عن ارتكابكم الفواحش من ( أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ) لأنكم لم توقنوا بالبعث ( ولكن ظننتم ) عند استتاركم ( أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون )
23. ( وذلكم ) مبتدأ ( ظنكم ) بدل منه ( الذي ظننتم بربكم ) نعت والخبر ( أرداكم ) أهلككم ( فأصبحتم من الخاسرين )
24. ( فإن يصبروا ) على العذاب ( فالنار مثوى ) مأوى ( لهم وإن يستعتبوا ) يطلبوا العتبى أي الرضا ( فما هم من المعتبين ) المرضيين
25. ( وقيضنا ) سببنا ( لهم قرناء ) من الشياطين ( فزينوا لهم ما بين أيديهم ) من أمر الدنيا واتباع الشهوات ( وما خلفهم ) من أمر الآخرة بقولهم لا بعث ولا حساب ( وحق عليهم القول ) بالعذاب وهو لأملأن جهنم الآية ( في ) جملة ( أمم قد خلت ) هلكت ( من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين )
26. ( وقال الذين كفروا ) عند قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ) إيتوا باللغط ونحوه وصيحوا في زمن قراءته ( لعلكم تغلبون ) فيسكت عن القراءة
27. قال تعالى فيهم ( فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون ) أي أقبح جزاء عملهم
28. ( ذلك ) العذاب الشديد وأسوأ الجزاء ( جزاء أعداء الله ) بتحقيق الهمزة الثانية وإبدالها واوا ( النار ) عطف بيان للجزاء المخبر به عن ذلك ( لهم فيها دار الخلد ) أي إقامة لا انتقال منها ( جزاء ) منصوب على المصدر بفعله ( بما كانوا بآياتنا ) القرآن ( يجحدون )
29. ( وقال الذين كفروا ) في النار ( ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس ) أي إبليس وقابيل سنا الكفر والقتل ( نجعلهما تحت أقدامنا ) في النار ( ليكونا من الأسفلين ) أشد عذابا منا
30. ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) على التوحيد وغيره مما وجب عليهم ( تتنزل عليهم الملائكة ) عند الموت ( ألا ) بأن لا ( تخافوا ) من الموت وما بعده ( ولا تحزنوا ) على ما خلفتم من أهل وولد فنحن نخلفكم فيه ( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون )
31. ( نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا ) نحفظكم فيها ( وفي الآخرة ) أي نكون معكم فيها حتى تدخلوا الجنة ( ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ) تطلبون
32. ( نزلا ) رزقا مهيئا منصوب بجعل مقدرا ( من غفور رحيم ) هو الله
33. ( ومن أحسن قولا ) أي لا أحد أحسن قولا ( ممن دعا إلى الله ) بالتوحيد ( وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )
34. ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ) في جزئياتهما لأن بعضهما فوق بعض ( ادفع ) السيئة ( بالتي ) بالخصلة التي ( هي أحسن ) كالغضب بالصبر والجهل بالحلم والاساءة بالعفو ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) فيصير عدوك كالصديق القريب في محبته إذا فعلت ذلك فالذي مبتدأ وكأنه الخبر وإذا ظرف لمعنى التشبيه
35. ( وما يلقاها ) يؤتي الخصلة التي هي أحسن ( إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ ) ثواب ( عظيم )
36. ( وإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة ( ينزغنك من الشيطان نزغ ) أي يصرفك عن الخصلة وغيرها من الخير صارف ( فاستعذ بالله ) جواب الشرط وجواب الأمر محذوف أي يدفعه عنك ( إنه هو السميع ) للقول ( العليم ) بالفعل
37. ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ) أي الآيات الأربع ( إن كنتم إياه تعبدون )
38. ( فإن استكبروا ) عن السجود لله وحده ( فالذين عند ربك ) الملائكة ( يسبحون ) يصلون ( له بالليل والنهار وهم لا يسأمون ) لا يملون
39. ( ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة ) يابسة لا نبات فيها ( فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت ) تحركت ( وربت ) انتفخت وعلت ( إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير )
40. ( إن الذين يلحدون ) من ألحد ولحد ( في آياتنا ) القرآن بالتكذيب ( لا يخفون علينا ) فنجازيهم ( أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير ) تهديدا لهم
41. ( إن الذين كفروا بالذكر ) القرآن ( لما جاءهم ) نجازيهم ( وإنه لكتاب عزيز ) منيع
42. ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) ليس قبله كتاب يكذبه ولا بعده ( تنزيل من حكيم حميد ) الله المحمود في أمره
43. ( ما يقال لك ) من التكذيب ( إلا ) مثل ( ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة ) للمؤمنين ( وذو عقاب أليم ) للكافرين
44. ( ولو جعلناه ) أي الذكر ( قرآنا أعجميا لقالوا لولا ) هلا ( فصلت ) بينت ( آياته ) حتى نفهمها قرآن ( أأعجمي ) ونبي ( وعربي ) استفهام إنكار منهم بتحقيق الهمزة وقلبها ألف باشباع ودونه ( قل هو للذين آمنوا هدى ) من الضلالة ( وشفاء ) من الجهل ( والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر ) ثقل فلا يسمعونه ( وهو عليهم عمى ) فلا يفهمونه ( أولئك ينادون من مكان بعيد ) أي هم كالمنادى من مكان بعيد لا يسمع ولا يفهم ما ينادى به
45. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( فاختلف فيه ) بالتصديق والتكذيب كالقرآن ( ولولا كلمة سبقت من ربك ) بتأخير الحساب والجزاء للخلائق إلى يوم القيامة ( لقضي بينهم ) في الدنيا فيما اختلفوا فيه ( وإنهم ) المكذبين به ( لفي شك منه مريب ) موقع في الريبة
46. ( من عمل صالحا فلنفسه ) عمل ( ومن أساء فعليها ) فضرر إساءته على نفسه ( وما ربك بظلام للعبيد ) بذي ظلم لقوله تعالى إن الله لا يظلم مثقال ذرة
47. ( إليه يرد علم الساعة ) متى تكون لا يعلمها غيره ( وما تخرج من ثمرات ) وفي قراءة ثمرات ( من أكمامها ) أوعيتها جمع كم بكسر الكاف إلا بعلمه ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ) أعلمناك الآن ( ما منا من شهيد ) شاهد بأن لك شريكا
48. ( وضل ) غاب ( عنهم ما كانوا يدعون ) يعبدون ( من قبل ) في الدنيا من الأصنام ( وظنوا ) أيقنوا ( ما لهم من محيص ) مهرب من العذاب والنفي في الموضعين معلق عن العمل وجملة النفي سدت مسد المفعولين
49. ( لا يسأم الإنسان من دعاء الخير ) لا يزال يسأل ربه المال والصحة وغيرهما ( وإن مسه الشر ) الفقر والشدة ( فيئوس قنوط ) من رحمة الله وهذا وما بعده للكافرين
50. ( ولئن ) لام قسم ( أذقناه ) آتيناه ( رحمة ) غنى وصحة ( منا من بعد ضراء ) شدة وبلاء ( مسته ليقولن هذا لي ) أي بعملي ( وما أظن الساعة قائمة ولئن ) لام قسم ( رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى ) الجنة ( فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ ) شديد واللام في الفعلين لام قسم
51. ( وإذا أنعمنا على الإنسان ) الجنس ( أعرض ) عن الشكر ( ونأى بجانبه ) ثنى عطفه متبخترا وفي قراءة بتقديم الهمزة ( وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض ) كثير
52. ( قل أرأيتم إن كان ) القرآن ( من عند الله ) كما قال النبي ( ثم كفرتم به من ) لا أحد ( أضل ممن هو في شقاق ) خلاف ( بعيد ) عن الحق أوقع هذا موقع منكم بيانا لحالهم
53. ( سنريهم آياتنا في الآفاق ) أقطار السموات والأرض من النيرات والنبات والأشجار ( وفي أنفسهم ) من لطيف الصنعة وبديع الحكمة ( حتى يتبين لهم أنه ) القرآن ( الحق ) المنزل من الله بالبعث والحساب والعقاب فيعاقبون على كفرهم به وبالجائي به ( أولم يكف بربك أنه ) فاعل يكف ( على كل شيء شهيد ألا ) بدل منه أي أو لم يكفهم في صدقك أن ربك لا يغيب عنه شيء ما
54. ( ألا إنهم في مرية ) شك ( من لقاء ربهم ) لانكارهم البعث ( ألا إنه ) تعالى ( بكل شيء محيط ) علما وقدرة فيجازيهم بكفرهم
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
42. سورة الشورى
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( عسق ) الله أعلم بمراده به
3. ( كذلك ) مثل ذلك الايحاء ( يوحي إليك ) أوحى ( وإلى الذين من قبلك الله ) فاعل الايحاء ( العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
4. ( له ما في السماوات وما في الأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا ( وهو العلي ) على خلقه ( العظيم ) الكبير
5. ( تكاد ) بالتاء والياء ( السماوات يتفطرن ) بالنون وفي قراءة بالتاء والتشديد ( من فوقهن ) تنشق كل واحدة فوق التي تليها من عظمة الله تعالى ( والملائكة يسبحون بحمد ربهم ) ملابسين للحمد ( ويستغفرون لمن في الأرض ) من المؤمنين ( ألا إن الله هو الغفور ) لأوليائه ( الرحيم ) بهم
6. ( والذين اتخذوا من دونه ) الأصنام ( أولياء الله حفيظ ) محص ( عليهم ) ليجازيهم ( وما أنت عليهم بوكيل ) تحصل المطلوب منهم ماعليك إلا البلاغ
7. ( وكذلك ) مثل ذلك الايحاء ( أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر ) به تخوف ( أم القرى ومن حولها ) أهل مكة وسائر الناس ( وتنذر ) الناس ( يوم الجمع ) يوم القيامة تجمع فيه الخلائق ( لا ريب ) لا شك ( فيه فريق ) منهم ( في الجنة وفريق في السعير ) النار
8. ( ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ) أي على دين واحد وهو الإسلام ( ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ) الكافرون ( ما لهم من ولي ولا نصير ) يدفع عنهم العذاب
9. ( أم اتخذوا من دونه ) الأصنام ( أولياء ) أم منقطعة بمعنى بل التي للانتقال والهمزة للانكار أي ليس المتخذون اولياء ( فالله هو الولي ) أي الناصر للمؤمنين والفاء لمجرد العطف ( وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير )
10. ( وما اختلفتم ) مع الكفار ( فيه من شيء ) من الدين وغيره ( فحكمه ) مردود ( إلى الله ) يوم القيامة يفصل بينكم قل لهم ( ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب ) أرجع
11. ( فاطر السماوات والأرض ) مبدعهما ( جعل لكم من أنفسكم أزواجا ) حيث خلق حواء من ضلع آدم ( ومن الأنعام أزواجا ) ذكورا وإناثا ( يذرؤكم ) بالمعجمة يخلقكم ( فيه ) في الجعل المذكور أي يكثركم بسببه بالتوالد والضمير للأناسي والأنعام بالتغليب ( ليس كمثله شيء ) الكاف زائدة لأنه تعالى لا مثل له ( وهو السميع ) لما يقال ( البصير ) لما يفعل
12. ( له مقاليد السماوات والأرض ) مفاتيح خزائنها من المطر والنبات وغيرهما ( يبسط الرزق ) يوسعه ( لمن يشاء ) امتحانا ( ويقدر ) يضيقه لمن يشاء ابتلاء ( إنه بكل شيء عليم )
13. ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ) هو أول أنبياء الشريعة ( والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) هذا هو المشروع الموصى به والموحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم وهو التوحيد ( كبر ) عظم ( على المشركين ما تدعوهم إليه ) من التوحيد ( الله يجتبي إليه ) إلى التوحيد ( من يشاء ويهدي إليه من ينيب ) يقبل إلى طاعته
14. ( وما تفرقوا ) أهل الأديان في الدين بأن وحد بعض وكفر بعض ( إلا من بعد ما جاءهم العلم ) بالتوحيد ( بغيا ) من الكافرين ( بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك ) بتأخير الجزاء ( إلى أجل مسمى ) يوم القيامة ( لقضي بينهم ) بتعذيب الكافرين في الدنيا ( وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم ) وهم اليهود والنصارى ( لفي شك منه ) من محمد صلى الله عليه وسلم ( مريب ) موقع في الريبة
15. ( فلذلك ) التوحيد ( فادع ) يا محمد الناس ( واستقم ) عليه ( كما أمرت ولا تتبع أهواءهم ) في تركه ( وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل ) بأن أعدل ( بينكم ) في الحكم ( الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ) فكل يجازى بعمله ( لا حجة ) خصومة ( بيننا وبينكم ) هذا قبل أن يؤمر بالجهاد ( الله يجمع بيننا ) في المعاد لفصل القضاء ( وإليه المصير ) المرجع
16. ( والذين يحاجون في ) دين ( الله ) نبيه ( من بعد ما استجيب له ) بالإيمان لظهور معجزاته وهم اليهود ( حجتهم داحضة ) باطلة ( عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد )
17. ( الله الذي أنزل الكتاب ) القرآن ( بالحق ) متعلق بأنزل ( والميزان ) العدل ( وما يدريك ) يعلمك ( لعل الساعة ) أي إتيانها ( قريب ) ولعل معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد مفعولين
18. ( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ) يقولون متى تأتي ظنا منهم أنها غير آتية ( والذين آمنوا مشفقون ) خائفون ( منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون ) يجادلون ( في الساعة لفي ضلال بعيد )
19. ( الله لطيف بعباده ) برهم وفاجرهم حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم ( يرزق من يشاء ) من كل منهم ما يشاء ( وهو القوي ) على مراده ( العزيز ) الغالب على أمره
20. ( من كان يريد ) بعمله ( حرث الآخرة ) أي كسبها وهو الثواب ( نزد له في حرثه ) بالتضعيف فيه الحسنة إلى العشرة وأكثر ( ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها ) بلا تضعيف ما قسم له ( وما له في الآخرة من نصيب )
21. ( أم ) بل ( لهم ) لكفار مكة ( شركاء ) هم شياطينهم ( شرعوا ) أي الشركاء ( لهم ) للكفار ( من الدين ) الفاسد ( ما لم يأذن به الله ) كالشرك وإنكار البعث ( ولولا كلمة الفصل ) أي القضاء السابق بأن الجزاء في يوم القيامة ( لقضي بينهم ) وبين المؤمنين بالتعذيب لهم في الدنيا ( وإن الظالمين ) الكافرين ( لهم عذاب أليم ) مؤلم
22. ( ترى الظالمين ) يوم القيامة ( مشفقين ) خائفين ( مما كسبوا ) في الدنيا من السيئات أن يجازوا عليها ( وهو ) الجزاء عليها ( واقع بهم ) يوم القيامة لا محالة ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات ) أنزهها بالنسبة إلى من دونهم ( لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير )
23. ( ذلك الذي يبشر ) من البشارة مخففا ومثقلا به ( الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه ) على تبليغ الرسالة ( أجرا إلا المودة في القربى ) استثناء منقطع أي لكن أسألكم أن تودوا قرابتي التي هي قرابتكم أيضا فإن له في كل بطن من قريش قرابة ( ومن يقترف ) يكتسب ( حسنة ) طاعة ( نزد له فيها حسنا ) بتضعيفها ( إن الله غفور ) للذنوب ( شكور ) للقليل فيضاعفه
24. ( أم ) بل ( يقولون افترى على الله كذبا ) بنسبة القرآن إلى الله تعالى ( فإن يشأ الله يختم ) يربط ( على قلبك ) بالصبر على أذاهم بهذا القول وغيره وقد فعل ( ويمح الله الباطل ) الذي قالوه ( ويحق الحق ) يثبته ( بكلماته ) المنزلة على نبيه ( إنه عليم بذات الصدور ) بما في القلوب
25. ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ) منهم ( ويعفو عن السيئات ) المتاب عنها ( ويعلم ما تفعلون ) بالياء والتاء
26. ( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) يجيبهم إلى ما يسألون ( ويزيدهم ) الله ( من فضله والكافرون لهم عذاب شديد )
27. ( ولو بسط الله الرزق لعباده ) جميعهم ( لبغوا ) جميعهم أو طغوا ( في الأرض ولكن ينزل ) بالتخفيف وضده من الارزاق ( بقدر ما يشاء ) فيبسطها لبعض عباده دون بعض وينشأ عن البسط البغي ( إنه بعباده خبير بصير )
28. ( وهو الذي ينزل الغيث ) المطر ( من بعد ما قنطوا ) يئسوا من نزوله ( وينشر رحمته ) يبسط مطره ( وهو الولي ) المحسن للمؤمنين ( الحميد ) المحمود عندهم
29. ( ومن آياته خلق السماوات والأرض ) خلق ( وما بث ) فرق ونشر ( فيهما من دابة ) هي ما يدب على الأرض من الناس وغيرهم ( وهو على جمعهم ) للحشر ( إذا يشاء قدير ) في الضمير تغليب العاقل على غيره
30. ( وما أصابكم ) خطاب للمؤمنين ( من مصيبة ) بلية وشدة ( فبما كسبت أيديكم ) كسبتم من الذنوب وعبر بالأيدي لأن أكثر الأفعال تزاول بها ( ويعفو عن كثير ) منها فلا يجازي عليه وهو تعالى أكرم من أن يثني الجزاء في الآخرة أما غير المذنبين فما يصيبهم في الدنيا لرفع درجاتهم في الآخرة
31. ( وما أنتم ) يا مشركون ( بمعجزين ) الله هربا ( في الأرض ) فتفوتوه ( وما لكم من دون الله ) غيره ( من ولي ولا نصير ) يدفع عذابه عنكم
32. ( ومن آياته الجوار ) السفن ( في البحر كالأعلام ) كالجبال في العظم
33. ( إن يشأ يسكن الريح فيظللن ) يصرن ( رواكد ) ثوابت لا تجري ( على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) هو المؤمن يصبر في الشدة ويشكر في الرخاء
34. ( أو يوبقهن ) عطف على يسكن أي يغرقهن بعصف الريح بأهلهن ( بما كسبوا ) أي أهلهن من الذنوب ( ويعف عن كثير ) منها فلا يغرق أهله
35. ( ويعلم ) بالرفع مستأنف وبالتصب معطوف على تعليل مقدر أي يغرقهم لينتقم منهم ويعلم ( الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص ) مهرب من العذاب وجملة النفي سدت مسد مفعولي يعلم والنفي معلق عن العمل
36. ( فما أوتيتم ) خطاب للمؤمنين وغيرهم ( من شيء ) من أثاث الدنيا ( فمتاع الحياة الدنيا ) يتمتع به فيها ثم يزول ( وما عند الله ) من الثواب ( خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) ويعطف عليه
37. ( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ) موجبات الحدود من عطف البعض على الكل ( وإذا ما غضبوا هم يغفرون ) يتجاوزون
38. ( والذين استجابوا لربهم ) أجابوه إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والعبادة ( وأقاموا الصلاة ) أداموها ( وأمرهم ) الذي يبدو لهم ( شورى بينهم ) يتشاورون فيه ولا يعجلون ( ومما رزقناهم ) أعطيناهم ( ينفقون ) من طاعة الله ومن ذكر صنف
39. ( والذين إذا أصابهم البغي ) الظلم ( هم ينتصرون ) صنف أي ينتقمون ممن ظلمهم بمثل ظلمه كما قال تعالى
40. ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) سميت الثانية سيئة لمشابهتها للأولى في الصورة وهذا ظاهر فيما يقتص فيه من الجراحات قال بعضهم وإذا قال له أخزاك الله فيجيبه أخزاك الله ( فمن عفا ) عن ظالمه ( وأصلح ) الود بينه وبين المعفو عنه ( فأجره على الله ) أي إن الله يأجره لا محالة ( إنه لا يحب الظالمين ) أي البادئين بالظلم فيرتب عليهم عقابه
41. ( ولمن انتصر بعد ظلمه ) ظلم الظالم إياه ( فأولئك ما عليهم من سبيل ) مؤاخذة
42. ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون ) يعملون ( في الأرض بغير الحق ) بالمعاصي ( أولئك لهم عذاب أليم ) مؤلم
43. ( ولمن صبر ) فبم ينتصر ( وغفر ) تجاوز ( إن ذلك ) الصبر والتجاوز ( لمن عزم الأمور ) معزوماتها بمعنى المطلوبات شرعا
44. ( ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده ) أحد يلي هدايته بعد إضلال الله إياه ( وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد ) إلى الدنيا ( من سبيل ) طريق
45. ( وتراهم يعرضون عليها ) النار ( خاشعين ) خائفين متواضعين ( من الذل ينظرون ) اليها ( من طرف خفي ) ضعيف النظر مسار رقة ومن ابتدائية أو بمعنى الباء ( وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ) بتخليدهم في النار وعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا والموصول خبر إن ( ألا إن الظالمين ) الكافرين ( في عذاب مقيم ) دائم هو من مقول الله تعالى
46. ( وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ) أي غيره يدفع عذابه عنهم ( ومن يضلل الله فما له من سبيل ) طريق إلى الحق في الدنيا وإلى الجنة في الآخرة
47. ( استجيبوا لربكم ) أجيبوه بالتوحيد والعبادة ( من قبل أن يأتي يوم ) هو يوم القيامة ( لا مرد له من الله ) أي أنه إذا أتى به لا يرده ( ما لكم من ملجأ ) تلجئون إليه ( يومئذ وما لكم من نكير ) إنكار لذنوبكم
48. ( فإن أعرضوا ) عن الاجابة ( فما أرسلناك عليهم حفيظا ) تحفظ أعمالهم بأن توافق المطلوب منهم ( إن ) ما ( عليك إلا البلاغ ) وهذا قبل الأمر بالجهاد ( وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة ) نعمة كالغنى والصحة ( فرح بها وإن تصبهم ) الضمير للإنسان باعتبار الجنس ( سيئة ) بلاء ( بما قدمت أيديهم ) أي قدموه وعبر بالأيدي لأن أكثر الأفعال تزاول بها ( فإن الإنسان كفور ) للنعمة
49. ( لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء ) من الأولاد ( إناثا ويهب لمن يشاء الذكور )
50. ( أو يزوجهم ) يجعلهم ( ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما ) فلا يلد ولا يولد له ( إنه عليم ) بما يخلق ( قدير ) على ما يشاء
51. ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا ) أن يوحي إليه ( وحيا ) في المنام أو بالهام ( أو ) إلا ( من وراء حجاب ) بأن يسمعه كلامه ولا يراه كما وقع لموسى عليه السلام ( أو ) إلا أن ( يرسل رسولا ) ملكا كجبريل ( فيوحي ) الرسول إلى المرسل إليه أي يكلمه ( بإذنه ) أي الله ( ما يشاء ) الله ( إنه علي ) عن صفات المحدثين ( حكيم ) في صنعه
52. ( وكذلك ) مثل إيحائنا إلى غيرك من الرسل ( أوحينا إليك ) يا محمد ( روحا ) هو القرآن به تحيا القلوب ( من أمرنا ) الذي نوحيه إليك ( ما كنت تدري ) تعرف قبل الوحي إليك ( ما الكتاب ) القرآن ( ولا الإيمان ) أي شرائعه ومعالمه والنفي معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين ( ولكن جعلناه ) الروح أو الكتاب ( نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي ) تدعو بالوحي إليك ( إلى صراط ) طريق ( مستقيم ) دين الإسلام
53. ( صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا ( ألا إلى الله تصير الأمور ) ترجع
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( عسق ) الله أعلم بمراده به
3. ( كذلك ) مثل ذلك الايحاء ( يوحي إليك ) أوحى ( وإلى الذين من قبلك الله ) فاعل الايحاء ( العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
4. ( له ما في السماوات وما في الأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا ( وهو العلي ) على خلقه ( العظيم ) الكبير
5. ( تكاد ) بالتاء والياء ( السماوات يتفطرن ) بالنون وفي قراءة بالتاء والتشديد ( من فوقهن ) تنشق كل واحدة فوق التي تليها من عظمة الله تعالى ( والملائكة يسبحون بحمد ربهم ) ملابسين للحمد ( ويستغفرون لمن في الأرض ) من المؤمنين ( ألا إن الله هو الغفور ) لأوليائه ( الرحيم ) بهم
6. ( والذين اتخذوا من دونه ) الأصنام ( أولياء الله حفيظ ) محص ( عليهم ) ليجازيهم ( وما أنت عليهم بوكيل ) تحصل المطلوب منهم ماعليك إلا البلاغ
7. ( وكذلك ) مثل ذلك الايحاء ( أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر ) به تخوف ( أم القرى ومن حولها ) أهل مكة وسائر الناس ( وتنذر ) الناس ( يوم الجمع ) يوم القيامة تجمع فيه الخلائق ( لا ريب ) لا شك ( فيه فريق ) منهم ( في الجنة وفريق في السعير ) النار
8. ( ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ) أي على دين واحد وهو الإسلام ( ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ) الكافرون ( ما لهم من ولي ولا نصير ) يدفع عنهم العذاب
9. ( أم اتخذوا من دونه ) الأصنام ( أولياء ) أم منقطعة بمعنى بل التي للانتقال والهمزة للانكار أي ليس المتخذون اولياء ( فالله هو الولي ) أي الناصر للمؤمنين والفاء لمجرد العطف ( وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير )
10. ( وما اختلفتم ) مع الكفار ( فيه من شيء ) من الدين وغيره ( فحكمه ) مردود ( إلى الله ) يوم القيامة يفصل بينكم قل لهم ( ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب ) أرجع
11. ( فاطر السماوات والأرض ) مبدعهما ( جعل لكم من أنفسكم أزواجا ) حيث خلق حواء من ضلع آدم ( ومن الأنعام أزواجا ) ذكورا وإناثا ( يذرؤكم ) بالمعجمة يخلقكم ( فيه ) في الجعل المذكور أي يكثركم بسببه بالتوالد والضمير للأناسي والأنعام بالتغليب ( ليس كمثله شيء ) الكاف زائدة لأنه تعالى لا مثل له ( وهو السميع ) لما يقال ( البصير ) لما يفعل
12. ( له مقاليد السماوات والأرض ) مفاتيح خزائنها من المطر والنبات وغيرهما ( يبسط الرزق ) يوسعه ( لمن يشاء ) امتحانا ( ويقدر ) يضيقه لمن يشاء ابتلاء ( إنه بكل شيء عليم )
13. ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ) هو أول أنبياء الشريعة ( والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) هذا هو المشروع الموصى به والموحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم وهو التوحيد ( كبر ) عظم ( على المشركين ما تدعوهم إليه ) من التوحيد ( الله يجتبي إليه ) إلى التوحيد ( من يشاء ويهدي إليه من ينيب ) يقبل إلى طاعته
14. ( وما تفرقوا ) أهل الأديان في الدين بأن وحد بعض وكفر بعض ( إلا من بعد ما جاءهم العلم ) بالتوحيد ( بغيا ) من الكافرين ( بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك ) بتأخير الجزاء ( إلى أجل مسمى ) يوم القيامة ( لقضي بينهم ) بتعذيب الكافرين في الدنيا ( وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم ) وهم اليهود والنصارى ( لفي شك منه ) من محمد صلى الله عليه وسلم ( مريب ) موقع في الريبة
15. ( فلذلك ) التوحيد ( فادع ) يا محمد الناس ( واستقم ) عليه ( كما أمرت ولا تتبع أهواءهم ) في تركه ( وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل ) بأن أعدل ( بينكم ) في الحكم ( الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ) فكل يجازى بعمله ( لا حجة ) خصومة ( بيننا وبينكم ) هذا قبل أن يؤمر بالجهاد ( الله يجمع بيننا ) في المعاد لفصل القضاء ( وإليه المصير ) المرجع
16. ( والذين يحاجون في ) دين ( الله ) نبيه ( من بعد ما استجيب له ) بالإيمان لظهور معجزاته وهم اليهود ( حجتهم داحضة ) باطلة ( عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد )
17. ( الله الذي أنزل الكتاب ) القرآن ( بالحق ) متعلق بأنزل ( والميزان ) العدل ( وما يدريك ) يعلمك ( لعل الساعة ) أي إتيانها ( قريب ) ولعل معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد مفعولين
18. ( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ) يقولون متى تأتي ظنا منهم أنها غير آتية ( والذين آمنوا مشفقون ) خائفون ( منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون ) يجادلون ( في الساعة لفي ضلال بعيد )
19. ( الله لطيف بعباده ) برهم وفاجرهم حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم ( يرزق من يشاء ) من كل منهم ما يشاء ( وهو القوي ) على مراده ( العزيز ) الغالب على أمره
20. ( من كان يريد ) بعمله ( حرث الآخرة ) أي كسبها وهو الثواب ( نزد له في حرثه ) بالتضعيف فيه الحسنة إلى العشرة وأكثر ( ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها ) بلا تضعيف ما قسم له ( وما له في الآخرة من نصيب )
21. ( أم ) بل ( لهم ) لكفار مكة ( شركاء ) هم شياطينهم ( شرعوا ) أي الشركاء ( لهم ) للكفار ( من الدين ) الفاسد ( ما لم يأذن به الله ) كالشرك وإنكار البعث ( ولولا كلمة الفصل ) أي القضاء السابق بأن الجزاء في يوم القيامة ( لقضي بينهم ) وبين المؤمنين بالتعذيب لهم في الدنيا ( وإن الظالمين ) الكافرين ( لهم عذاب أليم ) مؤلم
22. ( ترى الظالمين ) يوم القيامة ( مشفقين ) خائفين ( مما كسبوا ) في الدنيا من السيئات أن يجازوا عليها ( وهو ) الجزاء عليها ( واقع بهم ) يوم القيامة لا محالة ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات ) أنزهها بالنسبة إلى من دونهم ( لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير )
23. ( ذلك الذي يبشر ) من البشارة مخففا ومثقلا به ( الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه ) على تبليغ الرسالة ( أجرا إلا المودة في القربى ) استثناء منقطع أي لكن أسألكم أن تودوا قرابتي التي هي قرابتكم أيضا فإن له في كل بطن من قريش قرابة ( ومن يقترف ) يكتسب ( حسنة ) طاعة ( نزد له فيها حسنا ) بتضعيفها ( إن الله غفور ) للذنوب ( شكور ) للقليل فيضاعفه
24. ( أم ) بل ( يقولون افترى على الله كذبا ) بنسبة القرآن إلى الله تعالى ( فإن يشأ الله يختم ) يربط ( على قلبك ) بالصبر على أذاهم بهذا القول وغيره وقد فعل ( ويمح الله الباطل ) الذي قالوه ( ويحق الحق ) يثبته ( بكلماته ) المنزلة على نبيه ( إنه عليم بذات الصدور ) بما في القلوب
25. ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ) منهم ( ويعفو عن السيئات ) المتاب عنها ( ويعلم ما تفعلون ) بالياء والتاء
26. ( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) يجيبهم إلى ما يسألون ( ويزيدهم ) الله ( من فضله والكافرون لهم عذاب شديد )
27. ( ولو بسط الله الرزق لعباده ) جميعهم ( لبغوا ) جميعهم أو طغوا ( في الأرض ولكن ينزل ) بالتخفيف وضده من الارزاق ( بقدر ما يشاء ) فيبسطها لبعض عباده دون بعض وينشأ عن البسط البغي ( إنه بعباده خبير بصير )
28. ( وهو الذي ينزل الغيث ) المطر ( من بعد ما قنطوا ) يئسوا من نزوله ( وينشر رحمته ) يبسط مطره ( وهو الولي ) المحسن للمؤمنين ( الحميد ) المحمود عندهم
29. ( ومن آياته خلق السماوات والأرض ) خلق ( وما بث ) فرق ونشر ( فيهما من دابة ) هي ما يدب على الأرض من الناس وغيرهم ( وهو على جمعهم ) للحشر ( إذا يشاء قدير ) في الضمير تغليب العاقل على غيره
30. ( وما أصابكم ) خطاب للمؤمنين ( من مصيبة ) بلية وشدة ( فبما كسبت أيديكم ) كسبتم من الذنوب وعبر بالأيدي لأن أكثر الأفعال تزاول بها ( ويعفو عن كثير ) منها فلا يجازي عليه وهو تعالى أكرم من أن يثني الجزاء في الآخرة أما غير المذنبين فما يصيبهم في الدنيا لرفع درجاتهم في الآخرة
31. ( وما أنتم ) يا مشركون ( بمعجزين ) الله هربا ( في الأرض ) فتفوتوه ( وما لكم من دون الله ) غيره ( من ولي ولا نصير ) يدفع عذابه عنكم
32. ( ومن آياته الجوار ) السفن ( في البحر كالأعلام ) كالجبال في العظم
33. ( إن يشأ يسكن الريح فيظللن ) يصرن ( رواكد ) ثوابت لا تجري ( على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) هو المؤمن يصبر في الشدة ويشكر في الرخاء
34. ( أو يوبقهن ) عطف على يسكن أي يغرقهن بعصف الريح بأهلهن ( بما كسبوا ) أي أهلهن من الذنوب ( ويعف عن كثير ) منها فلا يغرق أهله
35. ( ويعلم ) بالرفع مستأنف وبالتصب معطوف على تعليل مقدر أي يغرقهم لينتقم منهم ويعلم ( الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص ) مهرب من العذاب وجملة النفي سدت مسد مفعولي يعلم والنفي معلق عن العمل
36. ( فما أوتيتم ) خطاب للمؤمنين وغيرهم ( من شيء ) من أثاث الدنيا ( فمتاع الحياة الدنيا ) يتمتع به فيها ثم يزول ( وما عند الله ) من الثواب ( خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) ويعطف عليه
37. ( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ) موجبات الحدود من عطف البعض على الكل ( وإذا ما غضبوا هم يغفرون ) يتجاوزون
38. ( والذين استجابوا لربهم ) أجابوه إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والعبادة ( وأقاموا الصلاة ) أداموها ( وأمرهم ) الذي يبدو لهم ( شورى بينهم ) يتشاورون فيه ولا يعجلون ( ومما رزقناهم ) أعطيناهم ( ينفقون ) من طاعة الله ومن ذكر صنف
39. ( والذين إذا أصابهم البغي ) الظلم ( هم ينتصرون ) صنف أي ينتقمون ممن ظلمهم بمثل ظلمه كما قال تعالى
40. ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) سميت الثانية سيئة لمشابهتها للأولى في الصورة وهذا ظاهر فيما يقتص فيه من الجراحات قال بعضهم وإذا قال له أخزاك الله فيجيبه أخزاك الله ( فمن عفا ) عن ظالمه ( وأصلح ) الود بينه وبين المعفو عنه ( فأجره على الله ) أي إن الله يأجره لا محالة ( إنه لا يحب الظالمين ) أي البادئين بالظلم فيرتب عليهم عقابه
41. ( ولمن انتصر بعد ظلمه ) ظلم الظالم إياه ( فأولئك ما عليهم من سبيل ) مؤاخذة
42. ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون ) يعملون ( في الأرض بغير الحق ) بالمعاصي ( أولئك لهم عذاب أليم ) مؤلم
43. ( ولمن صبر ) فبم ينتصر ( وغفر ) تجاوز ( إن ذلك ) الصبر والتجاوز ( لمن عزم الأمور ) معزوماتها بمعنى المطلوبات شرعا
44. ( ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده ) أحد يلي هدايته بعد إضلال الله إياه ( وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد ) إلى الدنيا ( من سبيل ) طريق
45. ( وتراهم يعرضون عليها ) النار ( خاشعين ) خائفين متواضعين ( من الذل ينظرون ) اليها ( من طرف خفي ) ضعيف النظر مسار رقة ومن ابتدائية أو بمعنى الباء ( وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ) بتخليدهم في النار وعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا والموصول خبر إن ( ألا إن الظالمين ) الكافرين ( في عذاب مقيم ) دائم هو من مقول الله تعالى
46. ( وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ) أي غيره يدفع عذابه عنهم ( ومن يضلل الله فما له من سبيل ) طريق إلى الحق في الدنيا وإلى الجنة في الآخرة
47. ( استجيبوا لربكم ) أجيبوه بالتوحيد والعبادة ( من قبل أن يأتي يوم ) هو يوم القيامة ( لا مرد له من الله ) أي أنه إذا أتى به لا يرده ( ما لكم من ملجأ ) تلجئون إليه ( يومئذ وما لكم من نكير ) إنكار لذنوبكم
48. ( فإن أعرضوا ) عن الاجابة ( فما أرسلناك عليهم حفيظا ) تحفظ أعمالهم بأن توافق المطلوب منهم ( إن ) ما ( عليك إلا البلاغ ) وهذا قبل الأمر بالجهاد ( وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة ) نعمة كالغنى والصحة ( فرح بها وإن تصبهم ) الضمير للإنسان باعتبار الجنس ( سيئة ) بلاء ( بما قدمت أيديهم ) أي قدموه وعبر بالأيدي لأن أكثر الأفعال تزاول بها ( فإن الإنسان كفور ) للنعمة
49. ( لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء ) من الأولاد ( إناثا ويهب لمن يشاء الذكور )
50. ( أو يزوجهم ) يجعلهم ( ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما ) فلا يلد ولا يولد له ( إنه عليم ) بما يخلق ( قدير ) على ما يشاء
51. ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا ) أن يوحي إليه ( وحيا ) في المنام أو بالهام ( أو ) إلا ( من وراء حجاب ) بأن يسمعه كلامه ولا يراه كما وقع لموسى عليه السلام ( أو ) إلا أن ( يرسل رسولا ) ملكا كجبريل ( فيوحي ) الرسول إلى المرسل إليه أي يكلمه ( بإذنه ) أي الله ( ما يشاء ) الله ( إنه علي ) عن صفات المحدثين ( حكيم ) في صنعه
52. ( وكذلك ) مثل إيحائنا إلى غيرك من الرسل ( أوحينا إليك ) يا محمد ( روحا ) هو القرآن به تحيا القلوب ( من أمرنا ) الذي نوحيه إليك ( ما كنت تدري ) تعرف قبل الوحي إليك ( ما الكتاب ) القرآن ( ولا الإيمان ) أي شرائعه ومعالمه والنفي معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين ( ولكن جعلناه ) الروح أو الكتاب ( نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي ) تدعو بالوحي إليك ( إلى صراط ) طريق ( مستقيم ) دين الإسلام
53. ( صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا ( ألا إلى الله تصير الأمور ) ترجع
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
43. سورة الزخرف
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( والكتاب ) القرآن ( المبين ) المظهر طريق الهدى وما يحتاج إليه من الشريعة
3. ( إنا جعلناه ) أوجدنا الكتاب ( قرآنا عربيا ) بلغة العرب ( لعلكم ) يا أهل مكة ( تعقلون ) تفهمون معانيه
4. ( وإنه ) مثبت ( في أم الكتاب ) أصل الكتب أي اللوح المحفوظ ( لدينا ) بدل عندنا ( لعلي ) على الكتب قبله ( حكيم ) ذو حكمة بالغة
5. ( أفنضرب ) نمسك ( عنكم الذكر ) القرآن ( صفحا ) إمساكا فلا تؤمرون ولا تنهون لأجل ( أن كنتم قوما مسرفين ) مشركين لا
6. ( وكم أرسلنا من نبي في الأولين )
7. ( وما ) كان ( يأتيهم ) أتاهم ( من نبي إلا كانوا به يستهزئون ) كاستهزاء قومك بك وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم
8. ( فأهلكنا أشد منهم ) من قومك ( بطشا ) قوة ( ومضى ) سبق في آيات ( مثل الأولين ) صفتهم في الاهلاك فعاقبه قومك كذلك
9. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن ) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وواو الضمير لالتقاء الساكنين ( خلقهن العزيز العليم ) آخر جوابهم الله ذو العزة والعلم
10. ( الذي جعل لكم الأرض مهدا ) فرشا كالمهد للصبي ( وجعل لكم فيها سبلا ) طرقا ( لعلكم تهتدون ) إلى مقاصدكم في أسفاركم
11. ( والذي نزل من السماء ماء بقدر ) بقدر حاجتكم إليه ولم ينزله طوفانا ( فأنشرنا ) أحيينا ( به بلدة ميتا كذلك ) مثل هذا الاحياء ( تخرجون ) من قبوركم أحياء
12. ( والذي خلق الأزواج ) الأصناف ( كلها وجعل لكم من الفلك ) السفن ( والأنعام ) كالإبل ( ما تركبون ) حذف العائد اختصارا وهو مجرور في الأول أي فيه منصوب في الثاني
13. ( لتستووا ) لتستقروا ( على ظهوره ) ذكر الضمير وجمع الظهر نظرا للفظ ما ومعناها ( ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) مطيقين
14. ( وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) لمنصرفون
15. ( وجعلوا له من عباده جزء ) حيث قالوا الملائكة بنات الله لأن الولد جزء من الوالد والملائكة من عباد الله تعالى ( إن الإنسان ) لقائل ما تقدم ( لكفور مبين ) بين ظاهر الكفر
16. ( أم ) بمعنى همزة الانكار والقول مقدر أي أتقولون ( اتخذ مما يخلق بنات ) لنفسه ( وأصفاكم ) خصكم ( بالبنين ) اللازم من قولكم السابق فهو من جملة المنكر
17. ( وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ) جعل له شبها بنسبة البنات إليه لأن الولد يشبه الولد المعنى إذا اخبر أحدهم بالبنت تولد له ( ظل ) صار ( وجهه مسودا ) متغير تغير مغتم ( وهو كظيم ) ممتلئ غما فكيف ينسب البنات إليه تعالى عن ذلك
18. ( أومن ) همزة الانكار وواو العطف بجملة أي يجعلون لله ( ينشأ في الحلية وهو ) الزينة ( في الخصام غير مبين وجعلوا ) مظهر الحجة لضعفه عنها بالانوثة
19. ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا ) أحضروا ( خلقهم ستكتب شهادتهم ) بأنهم إناث ( ويسألون ) عنها في الآخرة فيرتب عيها العقاب
20. ( وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ) أي الملائكة فعبادتنا إياهم بمشيئته فهو راض بها قال تعالى ( ما لهم بذلك ) المقول من الرضا بعبادتها ( من علم إن ) ما ( هم إلا يخرصون ) يكذبون فيه فيترتب عليهم العقاب به
21. ( أم آتيناهم كتابا من قبله ) أي القرآن بعبادة غير الله ( فهم به مستمسكون ) أي لم يقع ذلك
22. ( بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة ) ملة ( وإنا ) ماشون ( على آثارهم مهتدون ) بهم وكانوا يعبدون غير الله
23. ( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها ) منعموها مثل قول قومك ( إنا وجدنا آباءنا على أمة ) ملة ( وإنا على آثارهم مقتدون ) متبعون
24. ( قال ) لهم أتتبعون ذلك ( أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به ) أنت ومن قبلك ( كافرون )
25. ( فانتقمنا منهم ) أي المكذبين للرسل قبلك ( فانظر كيف كان عاقبة المكذبين )
26. واذكر ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء ) بريء ( مما تعبدون )
27. ( إلا الذي فطرني ) خلقني ( فإنه سيهدين ) يرشدني إليه
28. ( وجعلها ) أي كلمة التوحيد المفهومة من قوله إني ذاهب إلى ربي سيهدين ( كلمة باقية في عقبه ) ذريته فلا يزال فيهم من يوحد الله ( لعلهم ) أهل مكة ( يرجعون ) عما هم عليه إلى دين إبراهيم أبيهم
29. ( بل متعت هؤلاء ) المشركين ( وآباءهم ) ولم أعاجلهم العقوبة ( حتى جاءهم الحق ) القرآن ( ورسول مبين ) مظهر لهم الأحكام الشرعية وهومحمد صلى الله عليه وسلم
30. ( ولما جاءهم الحق ) القرآن ( قالوا هذا سحر وإنا به كافرون )
31. ( وقالوا لولا ) هلا ( نزل هذا القرآن على رجل من ) أهل ( القريتين ) من أية منهما ( عظيم ) أي الوليد بن المغيرة بمكة أو عروة بن مسعود الثقفي بالطائف
32. ( أهم يقسمون رحمة ربك ) النبوة ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ) فجعلنا بعضهم غنيا وبعضهم فقيرا ( ورفعنا بعضهم ) بالغنى ( فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم ) الغني ( بعضا ) الفقير ( سخريا ) مسخرا في العمل له بالاجرة والياء للنسب وقرىء بكسر السين ( ورحمة ربك ) أي الجنة ( خير مما يجمعون ) في الدنيا
33. ( ولولا أن يكون الناس أمة واحدة ) على الكفر ( لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم ) بدل من لمن ( سقفا ) بفتح السين وسكون القاف وبضمها جمعا ( من فضة ومعارج ) كالدرج من فضة ( عليها يظهرون ) يعلون إلى السطح
34. ( ولبيوتهم أبوابا ) من فضة وجعلنا لهم ( وسررا ) من فضة جمع سرير ( عليها يتكئون )
35. ( وزخرفا ) ذهبا لمعنى لولا خوف الكفر على المؤمنين من إعطاء الكافر ما ذكر لأعطيناه ذلك لقلة خطر الدنيا عندنا وعدم حظه في الآخرة في النعيم ( وإن ) مخففة من الثقيلة ( كل ذلك لما ) بالتخفيف فما زائدة بالتشديد بمعنى إلا فإن نافية ( متاع الحياة الدنيا ) ينمنع به فيها ثم يزول ( والآخرة ) الجنة ( عند ربك للمتقين )
36. ( ومن يعش ) يعرض ( عن ذكر الرحمن ) أي القرآن ( نقيض ) نسبب ( له شيطانا فهو له قرين ) لا يفارقه
37. ( وإنهم ) أي الشياطين ( ليصدونهم ) أي العاشين ( عن السبيل ) أي طريق الهدى ( ويحسبون أنهم مهتدون ) في الجمع رعاية معنى من
38. ( حتى إذا جاءنا ) العاشي بقرينه يوم القيامة ( قال ) له ( يا ) للتنبيه ( ليت بيني وبينك بعد المشرقين ) أي مثل بعد ما بين المشرق والمغرب ( فبئس القرين ) أنت لي
39. ( ولن ينفعكم ) أي العاشين تمنيتكم وندمكم ( اليوم إذ ظلمتم ) أي تبين لكم ظلمكم بالإشراك في الدنيا وإذ بدل من اليوم ( أنكم ) مع قرنائكم بتقدير لام العلة ( في العذاب مشتركون ) لعدم النفع
40. ( أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين ) بين أي فهم لا يؤمنون
41. ( فإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة ( نذهبن بك ) بأن نميتك قبل تعذيبهم ( فإنا منهم منتقمون ) في الآخرة
42. ( أو نرينك ) في حياتك ( الذي وعدناهم ) به من العذاب ( فإنا عليهم ) على عذابهم ( مقتدرون ) قادرون
43. ( فاستمسك بالذي أوحي إليك ) أي القرآن ( إنك على صراط ) طريق ( مستقيم )
44. ( وإنه لذكر ) لشرف ( لك ولقومك ) لنزوله بلغتهم ( وسوف تسألون ) عن القيام بحقه
45. ( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن ) غيره ( آلهة يعبدون ) قيل هو على ظاهره بأن جمع له الرسل ليلة الاسراء وقيل المراد امم من أي أهل الكتابين ولم يسأل على واحد من القولين لأن المراد من الأمر بالسؤال التقرير لمشركي قريش أنه لم يأت رسول من الله ولا كتاب بعبادة غير الله
46. ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه ) القبط ( فقال إني رسول رب العالمين )
47. ( فلما جاءهم بآياتنا ) الدالة على رسالته ( إذا هم منها يضحكون )
48. ( وما نريهم من آية ) من آيات العذاب كالطوفان وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام والجراد ( إلا هي أكبر من أختها ) قرينتها التي قبلها ( وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ) عن الكفر
49. ( وقالوا ) لموسى لما رأوا العذاب ( يا أيها الساحر ) أي العالم الكامل لأن السحر عندهم علم عظيم ( ادع لنا ربك بما عهد عندك ) من كشف العذاب عنا إن آمنا ( إننا لمهتدون ) أي مؤمنون
50. ( فلما كشفنا ) بدعاء موسى ( عنهم العذاب إذا هم ينكثون ) ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم
51. ( ونادى فرعون ) افتخارا ( في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار ) من النيل ( تجري من تحتي ) تحت قصوري ( أفلا تبصرون ) عظمتي
52. ( أم ) تبصرون وحينئذ ( أنا خير من هذا ) موسى ( الذي هو مهين ) ضعيف حقير ( ولا يكاد يبين ) يظهر كلامه للثغته بالجمرة التي تناولها في صغره
53. ( فلولا ) هلا ( ألقي عليه ) إن كان صادقا ( أسورة من ذهب ) جمع أسورة كأغربة جمع سوار كعادتهم فيمن يسودونه أن يلبسوه أسورة ذهب ويطوقونه طوق ذهب ( أو جاء معه الملائكة مقترنين ) متتابعين يشهدون بصدقه
54. ( فاستخف ) استفز فرعون ( قومه فأطاعوه ) فيما يريد من تكذيب موسى ( إنهم كانوا قوما فاسقين )
55. ( فلما آسفونا ) أغضبونا ( انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين )
56. ( فجعلناهم سلفا ) جمع سالف كخادم وخدم أي سابقين عبرة ( ومثلا للآخرين ) بعدهم يتمثلون بحالهم فلا يقدمون على مثل أفعالهم
57. ( ولما ضرب ) جعل ( ابن مريم مثلا ) حين نزل قوله تعالى إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم فقال المشركون رضينا أن تكون آلهتنا مع عيسى لأنه عبد من دون الله ( إذا قومك ) المشركون ( منه ) من المثل ( يصدون ) يضحكون فرحا بما سمعوا
58. ( وقالوا أآلهتنا خير أم هو ) أي عيسى فنرضى أن تكون آلهتنا معه ( ما ضربوه ) المثل ( لك إلا جدلا ) خصومة بالباطل لعلمهم أن ما لغير العاقل فلا يتناول عيسى عليه السلام ( بل هم قوم خصمون ) شديدو الخصومة
59. ( إن ) ما ( هو ) عيسى ( إلا عبد أنعمنا عليه ) بالنبوة ( وجعلناه ) بوجوده من غير أب ( مثلا لبني إسرائيل ) أي كالمثل لغرابته يستدل بها على قدرة الله تعالى على ما يشاء
60. ( ولو نشاء لجعلنا منكم ) بدلكم ( ملائكة في الأرض يخلفون ) بأن نهلككم
61. ( وإنه ) عيسى ( لعلم للساعة ) تعلم بنزوله ( فلا تمترن بها ) تشكن فيها حذف فيها نون الرفع للجزم وواو الضمير لالتقاء الساكنين وقل لهم ( واتبعون ) على التوحيد ( هذا ) الذي آمركم به ( صراط ) طريق ( مستقيم )
62. ( ولا يصدنكم ) يصرفكم عن دين الله ( الشيطان إنه لكم عدو مبين ) بين العداوة
63. ( ولما جاء عيسى بالبينات ) بالمعجزات والشرائع ( قال قد جئتكم بالحكمة ) بالنبوة وشرائع الانجيل ( ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه ) من أحكام التوراة من أمر الدين وغيره فبين لهم أمر الدين ( فاتقوا الله وأطيعون )
64. ( إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط ) طريق ( مستقيم )
65. ( فاختلف الأحزاب من بينهم ) في عيسى أهو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة ( فويل ) كلمة عذاب ( للذين ظلموا ) كفروا بما قالوه في عيسى ( من عذاب يوم أليم ) مؤلم
66. ( هل ينظرون ) كفار مكة أي ما ينتظرون ( إلا الساعة أن تأتيهم ) بدل من الساعة ( بغتة ) فجأة ( وهم لا يشعرون ) بوقت مجيئها قبله
67. ( الأخلاء ) على المعصية في الدنيا ( يومئذ ) يوم القيامة متعلق بقوله ( بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) المتحابين في الله على طاعته فإنهم اصدقاء
68. ( يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون )
69. ( الذين آمنوا ) نعت لعبادي ( بآياتنا ) القرآن ( وكانوا مسلمين )
70. ( ادخلوا الجنة أنتم ) مبتدأ ( وأزواجكم ) زوجاتكم ( تحبرون ) تسرون وتكرمون خبر المبتدأ
71. ( يطاف عليهم بصحاف ) بقصاع ( من ذهب وأكواب ) جمع كوب وهو إناء لا عروة له ليشرب الشارب من حيث شاء ( وفيها ما تشتهيه الأنفس ) تلذذا ( وتلذ الأعين ) نظرا ( وأنتم فيها خالدون )
72. ( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )
73. ( لكم فيها فاكهة كثيرة منها ) أي بعضها ( تأكلون ) وكل ما يؤكل يخلف بدله
74. ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون )
75. ( لا يفتر ) يخفف ( عنهم وهم فيه مبلسون ) ساكتون سكوت يأس
76. ( وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين )
77. ( ونادوا يا مالك ) هو خازن النار ( ليقض علينا ربك ) ليمتنا ( قال ) بعد ألف سنة ( إنكم ماكثون ) مقيمون في العذاب دائما
78. قال تعالى ( لقد جئناكم ) أي أهل مكة ( بالحق ) على لسان االرسول ( ولكن أكثركم للحق كارهون )
79. ( أم أبرموا ) أي كفار مكة احكموا ( أمرا ) في كيد محمد النبي ( فإنا مبرمون ) محكمون كيدنا في إهلاكهم
80. ( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ) ما يسرون إلى غيرهم وما يجهرون به بينهم ( بلى ) نسمع ذلك ( ورسلنا ) الحفظة ( لديهم ) عندهم ( يكتبون ) ذلك
81. ( قل إن كان للرحمن ولد ) فرضا ( فأنا أول العابدين ) للولد لكن ثبت أن لا ولد له تعالى فانتفت عبادته
82. ( سبحان رب السماوات والأرض رب العرش ) الكرسي ( عما يصفون ) يقولون من الكذب بنسبة الولد إليه
83. ( فذرهم يخوضوا ) في باطلهم ( ويلعبوا ) في دنياهم ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) فيه العذاب وهو يوم القيامة
84. ( وهو الذي ) هو ( في السماء إله ) بتحقيق الهمزتين وإسقاط الأولى وتسهيلها كالياء أي معبود ( وفي الأرض إله ) وكل من الظرفين متعلق بما بعده ( وهو الحكيم ) في تدبير خلقه ( العليم ) بمصالحهم
85. ( وتبارك ) تعظم ( الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة ) متى تقوم ( وإليه ترجعون ) بالباء والتاء
86. ( ولا يملك الذين يدعون ) يعبدون أي الكفار ( من دونه ) أي من دون الله ( الشفاعة ) لأحد ( إلا من شهد بالحق ) قال لا إله إلا الله ( وهم يعلمون ) بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم وهم عيسى وعزيز والملائكة فإنهم يشفعون للمؤمنين
87. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) حذف منه نون الرفع وواو الضمير ( فأنى يؤفكون ) يصرفون عن عبادة الله
88. ( وقيله ) أي قول محمد النبي ونصبه بفعله المقدر أي وقال ( يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون )
89. ( فاصفح ) أعرض ( عنهم وقل سلام ) منكم وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم ( فسوف يعلمون ) بالياء والتاء تهديد لهم
74. ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون )
75. ( لا يفتر ) يخفف ( عنهم وهم فيه مبلسون ) ساكتون سكوت يأس
76. ( وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين )
77. ( ونادوا يا مالك ) هو خازن النار ( ليقض علينا ربك ) ليمتنا ( قال ) بعد ألف سنة ( إنكم ماكثون ) مقيمون في العذاب دائما
78. قال تعالى ( لقد جئناكم ) أي أهل مكة ( بالحق ) على لسان االرسول ( ولكن أكثركم للحق كارهون )
79. ( أم أبرموا ) أي كفار مكة احكموا ( أمرا ) في كيد محمد النبي ( فإنا مبرمون ) محكمون كيدنا في إهلاكهم
80. ( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ) ما يسرون إلى غيرهم وما يجهرون به بينهم ( بلى ) نسمع ذلك ( ورسلنا ) الحفظة ( لديهم ) عندهم ( يكتبون ) ذلك
81. ( قل إن كان للرحمن ولد ) فرضا ( فأنا أول العابدين ) للولد لكن ثبت أن لا ولد له تعالى فانتفت عبادته
82. ( سبحان رب السماوات والأرض رب العرش ) الكرسي ( عما يصفون ) يقولون من الكذب بنسبة الولد إليه
83. ( فذرهم يخوضوا ) في باطلهم ( ويلعبوا ) في دنياهم ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) فيه العذاب وهو يوم القيامة
84. ( وهو الذي ) هو ( في السماء إله ) بتحقيق الهمزتين وإسقاط الأولى وتسهيلها كالياء أي معبود ( وفي الأرض إله ) وكل من الظرفين متعلق بما بعده ( وهو الحكيم ) في تدبير خلقه ( العليم ) بمصالحهم
85. ( وتبارك ) تعظم ( الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة ) متى تقوم ( وإليه ترجعون ) بالباء والتاء
86. ( ولا يملك الذين يدعون ) يعبدون أي الكفار ( من دونه ) أي من دون الله ( الشفاعة ) لأحد ( إلا من شهد بالحق ) قال لا إله إلا الله ( وهم يعلمون ) بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم وهم عيسى وعزيز والملائكة فإنهم يشفعون للمؤمنين
87. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) حذف منه نون الرفع وواو الضمير ( فأنى يؤفكون ) يصرفون عن عبادة الله
88. ( وقيله ) أي قول محمد النبي ونصبه بفعله المقدر أي وقال ( يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون )
89. ( فاصفح ) أعرض ( عنهم وقل سلام ) منكم وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم ( فسوف يعلمون ) بالياء والتاء تهديد لهم
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( والكتاب ) القرآن ( المبين ) المظهر طريق الهدى وما يحتاج إليه من الشريعة
3. ( إنا جعلناه ) أوجدنا الكتاب ( قرآنا عربيا ) بلغة العرب ( لعلكم ) يا أهل مكة ( تعقلون ) تفهمون معانيه
4. ( وإنه ) مثبت ( في أم الكتاب ) أصل الكتب أي اللوح المحفوظ ( لدينا ) بدل عندنا ( لعلي ) على الكتب قبله ( حكيم ) ذو حكمة بالغة
5. ( أفنضرب ) نمسك ( عنكم الذكر ) القرآن ( صفحا ) إمساكا فلا تؤمرون ولا تنهون لأجل ( أن كنتم قوما مسرفين ) مشركين لا
6. ( وكم أرسلنا من نبي في الأولين )
7. ( وما ) كان ( يأتيهم ) أتاهم ( من نبي إلا كانوا به يستهزئون ) كاستهزاء قومك بك وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم
8. ( فأهلكنا أشد منهم ) من قومك ( بطشا ) قوة ( ومضى ) سبق في آيات ( مثل الأولين ) صفتهم في الاهلاك فعاقبه قومك كذلك
9. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن ) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وواو الضمير لالتقاء الساكنين ( خلقهن العزيز العليم ) آخر جوابهم الله ذو العزة والعلم
10. ( الذي جعل لكم الأرض مهدا ) فرشا كالمهد للصبي ( وجعل لكم فيها سبلا ) طرقا ( لعلكم تهتدون ) إلى مقاصدكم في أسفاركم
11. ( والذي نزل من السماء ماء بقدر ) بقدر حاجتكم إليه ولم ينزله طوفانا ( فأنشرنا ) أحيينا ( به بلدة ميتا كذلك ) مثل هذا الاحياء ( تخرجون ) من قبوركم أحياء
12. ( والذي خلق الأزواج ) الأصناف ( كلها وجعل لكم من الفلك ) السفن ( والأنعام ) كالإبل ( ما تركبون ) حذف العائد اختصارا وهو مجرور في الأول أي فيه منصوب في الثاني
13. ( لتستووا ) لتستقروا ( على ظهوره ) ذكر الضمير وجمع الظهر نظرا للفظ ما ومعناها ( ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) مطيقين
14. ( وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) لمنصرفون
15. ( وجعلوا له من عباده جزء ) حيث قالوا الملائكة بنات الله لأن الولد جزء من الوالد والملائكة من عباد الله تعالى ( إن الإنسان ) لقائل ما تقدم ( لكفور مبين ) بين ظاهر الكفر
16. ( أم ) بمعنى همزة الانكار والقول مقدر أي أتقولون ( اتخذ مما يخلق بنات ) لنفسه ( وأصفاكم ) خصكم ( بالبنين ) اللازم من قولكم السابق فهو من جملة المنكر
17. ( وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ) جعل له شبها بنسبة البنات إليه لأن الولد يشبه الولد المعنى إذا اخبر أحدهم بالبنت تولد له ( ظل ) صار ( وجهه مسودا ) متغير تغير مغتم ( وهو كظيم ) ممتلئ غما فكيف ينسب البنات إليه تعالى عن ذلك
18. ( أومن ) همزة الانكار وواو العطف بجملة أي يجعلون لله ( ينشأ في الحلية وهو ) الزينة ( في الخصام غير مبين وجعلوا ) مظهر الحجة لضعفه عنها بالانوثة
19. ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا ) أحضروا ( خلقهم ستكتب شهادتهم ) بأنهم إناث ( ويسألون ) عنها في الآخرة فيرتب عيها العقاب
20. ( وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ) أي الملائكة فعبادتنا إياهم بمشيئته فهو راض بها قال تعالى ( ما لهم بذلك ) المقول من الرضا بعبادتها ( من علم إن ) ما ( هم إلا يخرصون ) يكذبون فيه فيترتب عليهم العقاب به
21. ( أم آتيناهم كتابا من قبله ) أي القرآن بعبادة غير الله ( فهم به مستمسكون ) أي لم يقع ذلك
22. ( بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة ) ملة ( وإنا ) ماشون ( على آثارهم مهتدون ) بهم وكانوا يعبدون غير الله
23. ( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها ) منعموها مثل قول قومك ( إنا وجدنا آباءنا على أمة ) ملة ( وإنا على آثارهم مقتدون ) متبعون
24. ( قال ) لهم أتتبعون ذلك ( أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به ) أنت ومن قبلك ( كافرون )
25. ( فانتقمنا منهم ) أي المكذبين للرسل قبلك ( فانظر كيف كان عاقبة المكذبين )
26. واذكر ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء ) بريء ( مما تعبدون )
27. ( إلا الذي فطرني ) خلقني ( فإنه سيهدين ) يرشدني إليه
28. ( وجعلها ) أي كلمة التوحيد المفهومة من قوله إني ذاهب إلى ربي سيهدين ( كلمة باقية في عقبه ) ذريته فلا يزال فيهم من يوحد الله ( لعلهم ) أهل مكة ( يرجعون ) عما هم عليه إلى دين إبراهيم أبيهم
29. ( بل متعت هؤلاء ) المشركين ( وآباءهم ) ولم أعاجلهم العقوبة ( حتى جاءهم الحق ) القرآن ( ورسول مبين ) مظهر لهم الأحكام الشرعية وهومحمد صلى الله عليه وسلم
30. ( ولما جاءهم الحق ) القرآن ( قالوا هذا سحر وإنا به كافرون )
31. ( وقالوا لولا ) هلا ( نزل هذا القرآن على رجل من ) أهل ( القريتين ) من أية منهما ( عظيم ) أي الوليد بن المغيرة بمكة أو عروة بن مسعود الثقفي بالطائف
32. ( أهم يقسمون رحمة ربك ) النبوة ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ) فجعلنا بعضهم غنيا وبعضهم فقيرا ( ورفعنا بعضهم ) بالغنى ( فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم ) الغني ( بعضا ) الفقير ( سخريا ) مسخرا في العمل له بالاجرة والياء للنسب وقرىء بكسر السين ( ورحمة ربك ) أي الجنة ( خير مما يجمعون ) في الدنيا
33. ( ولولا أن يكون الناس أمة واحدة ) على الكفر ( لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم ) بدل من لمن ( سقفا ) بفتح السين وسكون القاف وبضمها جمعا ( من فضة ومعارج ) كالدرج من فضة ( عليها يظهرون ) يعلون إلى السطح
34. ( ولبيوتهم أبوابا ) من فضة وجعلنا لهم ( وسررا ) من فضة جمع سرير ( عليها يتكئون )
35. ( وزخرفا ) ذهبا لمعنى لولا خوف الكفر على المؤمنين من إعطاء الكافر ما ذكر لأعطيناه ذلك لقلة خطر الدنيا عندنا وعدم حظه في الآخرة في النعيم ( وإن ) مخففة من الثقيلة ( كل ذلك لما ) بالتخفيف فما زائدة بالتشديد بمعنى إلا فإن نافية ( متاع الحياة الدنيا ) ينمنع به فيها ثم يزول ( والآخرة ) الجنة ( عند ربك للمتقين )
36. ( ومن يعش ) يعرض ( عن ذكر الرحمن ) أي القرآن ( نقيض ) نسبب ( له شيطانا فهو له قرين ) لا يفارقه
37. ( وإنهم ) أي الشياطين ( ليصدونهم ) أي العاشين ( عن السبيل ) أي طريق الهدى ( ويحسبون أنهم مهتدون ) في الجمع رعاية معنى من
38. ( حتى إذا جاءنا ) العاشي بقرينه يوم القيامة ( قال ) له ( يا ) للتنبيه ( ليت بيني وبينك بعد المشرقين ) أي مثل بعد ما بين المشرق والمغرب ( فبئس القرين ) أنت لي
39. ( ولن ينفعكم ) أي العاشين تمنيتكم وندمكم ( اليوم إذ ظلمتم ) أي تبين لكم ظلمكم بالإشراك في الدنيا وإذ بدل من اليوم ( أنكم ) مع قرنائكم بتقدير لام العلة ( في العذاب مشتركون ) لعدم النفع
40. ( أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين ) بين أي فهم لا يؤمنون
41. ( فإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة ( نذهبن بك ) بأن نميتك قبل تعذيبهم ( فإنا منهم منتقمون ) في الآخرة
42. ( أو نرينك ) في حياتك ( الذي وعدناهم ) به من العذاب ( فإنا عليهم ) على عذابهم ( مقتدرون ) قادرون
43. ( فاستمسك بالذي أوحي إليك ) أي القرآن ( إنك على صراط ) طريق ( مستقيم )
44. ( وإنه لذكر ) لشرف ( لك ولقومك ) لنزوله بلغتهم ( وسوف تسألون ) عن القيام بحقه
45. ( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن ) غيره ( آلهة يعبدون ) قيل هو على ظاهره بأن جمع له الرسل ليلة الاسراء وقيل المراد امم من أي أهل الكتابين ولم يسأل على واحد من القولين لأن المراد من الأمر بالسؤال التقرير لمشركي قريش أنه لم يأت رسول من الله ولا كتاب بعبادة غير الله
46. ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه ) القبط ( فقال إني رسول رب العالمين )
47. ( فلما جاءهم بآياتنا ) الدالة على رسالته ( إذا هم منها يضحكون )
48. ( وما نريهم من آية ) من آيات العذاب كالطوفان وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام والجراد ( إلا هي أكبر من أختها ) قرينتها التي قبلها ( وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ) عن الكفر
49. ( وقالوا ) لموسى لما رأوا العذاب ( يا أيها الساحر ) أي العالم الكامل لأن السحر عندهم علم عظيم ( ادع لنا ربك بما عهد عندك ) من كشف العذاب عنا إن آمنا ( إننا لمهتدون ) أي مؤمنون
50. ( فلما كشفنا ) بدعاء موسى ( عنهم العذاب إذا هم ينكثون ) ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم
51. ( ونادى فرعون ) افتخارا ( في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار ) من النيل ( تجري من تحتي ) تحت قصوري ( أفلا تبصرون ) عظمتي
52. ( أم ) تبصرون وحينئذ ( أنا خير من هذا ) موسى ( الذي هو مهين ) ضعيف حقير ( ولا يكاد يبين ) يظهر كلامه للثغته بالجمرة التي تناولها في صغره
53. ( فلولا ) هلا ( ألقي عليه ) إن كان صادقا ( أسورة من ذهب ) جمع أسورة كأغربة جمع سوار كعادتهم فيمن يسودونه أن يلبسوه أسورة ذهب ويطوقونه طوق ذهب ( أو جاء معه الملائكة مقترنين ) متتابعين يشهدون بصدقه
54. ( فاستخف ) استفز فرعون ( قومه فأطاعوه ) فيما يريد من تكذيب موسى ( إنهم كانوا قوما فاسقين )
55. ( فلما آسفونا ) أغضبونا ( انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين )
56. ( فجعلناهم سلفا ) جمع سالف كخادم وخدم أي سابقين عبرة ( ومثلا للآخرين ) بعدهم يتمثلون بحالهم فلا يقدمون على مثل أفعالهم
57. ( ولما ضرب ) جعل ( ابن مريم مثلا ) حين نزل قوله تعالى إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم فقال المشركون رضينا أن تكون آلهتنا مع عيسى لأنه عبد من دون الله ( إذا قومك ) المشركون ( منه ) من المثل ( يصدون ) يضحكون فرحا بما سمعوا
58. ( وقالوا أآلهتنا خير أم هو ) أي عيسى فنرضى أن تكون آلهتنا معه ( ما ضربوه ) المثل ( لك إلا جدلا ) خصومة بالباطل لعلمهم أن ما لغير العاقل فلا يتناول عيسى عليه السلام ( بل هم قوم خصمون ) شديدو الخصومة
59. ( إن ) ما ( هو ) عيسى ( إلا عبد أنعمنا عليه ) بالنبوة ( وجعلناه ) بوجوده من غير أب ( مثلا لبني إسرائيل ) أي كالمثل لغرابته يستدل بها على قدرة الله تعالى على ما يشاء
60. ( ولو نشاء لجعلنا منكم ) بدلكم ( ملائكة في الأرض يخلفون ) بأن نهلككم
61. ( وإنه ) عيسى ( لعلم للساعة ) تعلم بنزوله ( فلا تمترن بها ) تشكن فيها حذف فيها نون الرفع للجزم وواو الضمير لالتقاء الساكنين وقل لهم ( واتبعون ) على التوحيد ( هذا ) الذي آمركم به ( صراط ) طريق ( مستقيم )
62. ( ولا يصدنكم ) يصرفكم عن دين الله ( الشيطان إنه لكم عدو مبين ) بين العداوة
63. ( ولما جاء عيسى بالبينات ) بالمعجزات والشرائع ( قال قد جئتكم بالحكمة ) بالنبوة وشرائع الانجيل ( ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه ) من أحكام التوراة من أمر الدين وغيره فبين لهم أمر الدين ( فاتقوا الله وأطيعون )
64. ( إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط ) طريق ( مستقيم )
65. ( فاختلف الأحزاب من بينهم ) في عيسى أهو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة ( فويل ) كلمة عذاب ( للذين ظلموا ) كفروا بما قالوه في عيسى ( من عذاب يوم أليم ) مؤلم
66. ( هل ينظرون ) كفار مكة أي ما ينتظرون ( إلا الساعة أن تأتيهم ) بدل من الساعة ( بغتة ) فجأة ( وهم لا يشعرون ) بوقت مجيئها قبله
67. ( الأخلاء ) على المعصية في الدنيا ( يومئذ ) يوم القيامة متعلق بقوله ( بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) المتحابين في الله على طاعته فإنهم اصدقاء
68. ( يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون )
69. ( الذين آمنوا ) نعت لعبادي ( بآياتنا ) القرآن ( وكانوا مسلمين )
70. ( ادخلوا الجنة أنتم ) مبتدأ ( وأزواجكم ) زوجاتكم ( تحبرون ) تسرون وتكرمون خبر المبتدأ
71. ( يطاف عليهم بصحاف ) بقصاع ( من ذهب وأكواب ) جمع كوب وهو إناء لا عروة له ليشرب الشارب من حيث شاء ( وفيها ما تشتهيه الأنفس ) تلذذا ( وتلذ الأعين ) نظرا ( وأنتم فيها خالدون )
72. ( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )
73. ( لكم فيها فاكهة كثيرة منها ) أي بعضها ( تأكلون ) وكل ما يؤكل يخلف بدله
74. ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون )
75. ( لا يفتر ) يخفف ( عنهم وهم فيه مبلسون ) ساكتون سكوت يأس
76. ( وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين )
77. ( ونادوا يا مالك ) هو خازن النار ( ليقض علينا ربك ) ليمتنا ( قال ) بعد ألف سنة ( إنكم ماكثون ) مقيمون في العذاب دائما
78. قال تعالى ( لقد جئناكم ) أي أهل مكة ( بالحق ) على لسان االرسول ( ولكن أكثركم للحق كارهون )
79. ( أم أبرموا ) أي كفار مكة احكموا ( أمرا ) في كيد محمد النبي ( فإنا مبرمون ) محكمون كيدنا في إهلاكهم
80. ( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ) ما يسرون إلى غيرهم وما يجهرون به بينهم ( بلى ) نسمع ذلك ( ورسلنا ) الحفظة ( لديهم ) عندهم ( يكتبون ) ذلك
81. ( قل إن كان للرحمن ولد ) فرضا ( فأنا أول العابدين ) للولد لكن ثبت أن لا ولد له تعالى فانتفت عبادته
82. ( سبحان رب السماوات والأرض رب العرش ) الكرسي ( عما يصفون ) يقولون من الكذب بنسبة الولد إليه
83. ( فذرهم يخوضوا ) في باطلهم ( ويلعبوا ) في دنياهم ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) فيه العذاب وهو يوم القيامة
84. ( وهو الذي ) هو ( في السماء إله ) بتحقيق الهمزتين وإسقاط الأولى وتسهيلها كالياء أي معبود ( وفي الأرض إله ) وكل من الظرفين متعلق بما بعده ( وهو الحكيم ) في تدبير خلقه ( العليم ) بمصالحهم
85. ( وتبارك ) تعظم ( الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة ) متى تقوم ( وإليه ترجعون ) بالباء والتاء
86. ( ولا يملك الذين يدعون ) يعبدون أي الكفار ( من دونه ) أي من دون الله ( الشفاعة ) لأحد ( إلا من شهد بالحق ) قال لا إله إلا الله ( وهم يعلمون ) بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم وهم عيسى وعزيز والملائكة فإنهم يشفعون للمؤمنين
87. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) حذف منه نون الرفع وواو الضمير ( فأنى يؤفكون ) يصرفون عن عبادة الله
88. ( وقيله ) أي قول محمد النبي ونصبه بفعله المقدر أي وقال ( يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون )
89. ( فاصفح ) أعرض ( عنهم وقل سلام ) منكم وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم ( فسوف يعلمون ) بالياء والتاء تهديد لهم
74. ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون )
75. ( لا يفتر ) يخفف ( عنهم وهم فيه مبلسون ) ساكتون سكوت يأس
76. ( وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين )
77. ( ونادوا يا مالك ) هو خازن النار ( ليقض علينا ربك ) ليمتنا ( قال ) بعد ألف سنة ( إنكم ماكثون ) مقيمون في العذاب دائما
78. قال تعالى ( لقد جئناكم ) أي أهل مكة ( بالحق ) على لسان االرسول ( ولكن أكثركم للحق كارهون )
79. ( أم أبرموا ) أي كفار مكة احكموا ( أمرا ) في كيد محمد النبي ( فإنا مبرمون ) محكمون كيدنا في إهلاكهم
80. ( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ) ما يسرون إلى غيرهم وما يجهرون به بينهم ( بلى ) نسمع ذلك ( ورسلنا ) الحفظة ( لديهم ) عندهم ( يكتبون ) ذلك
81. ( قل إن كان للرحمن ولد ) فرضا ( فأنا أول العابدين ) للولد لكن ثبت أن لا ولد له تعالى فانتفت عبادته
82. ( سبحان رب السماوات والأرض رب العرش ) الكرسي ( عما يصفون ) يقولون من الكذب بنسبة الولد إليه
83. ( فذرهم يخوضوا ) في باطلهم ( ويلعبوا ) في دنياهم ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) فيه العذاب وهو يوم القيامة
84. ( وهو الذي ) هو ( في السماء إله ) بتحقيق الهمزتين وإسقاط الأولى وتسهيلها كالياء أي معبود ( وفي الأرض إله ) وكل من الظرفين متعلق بما بعده ( وهو الحكيم ) في تدبير خلقه ( العليم ) بمصالحهم
85. ( وتبارك ) تعظم ( الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة ) متى تقوم ( وإليه ترجعون ) بالباء والتاء
86. ( ولا يملك الذين يدعون ) يعبدون أي الكفار ( من دونه ) أي من دون الله ( الشفاعة ) لأحد ( إلا من شهد بالحق ) قال لا إله إلا الله ( وهم يعلمون ) بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم وهم عيسى وعزيز والملائكة فإنهم يشفعون للمؤمنين
87. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) حذف منه نون الرفع وواو الضمير ( فأنى يؤفكون ) يصرفون عن عبادة الله
88. ( وقيله ) أي قول محمد النبي ونصبه بفعله المقدر أي وقال ( يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون )
89. ( فاصفح ) أعرض ( عنهم وقل سلام ) منكم وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم ( فسوف يعلمون ) بالياء والتاء تهديد لهم
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
44. سورة الدخان
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( والكتاب ) القرآن ( المبين ) المظهر الحلال من الحرام
3. ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) هي ليلة القدر أو ليلة النصف من شعبان نزل فيها من أم الكتاب من السماء السابعة إلى سماء الدنيا ( إنا كنا منذرين ) مخوفين به
4. ( فيها ) أي في لبلة القدر أو ليلة النصف من شعبان ( يفرق ) يفصل ( كل أمر حكيم ) محكم من الأرزاق والآجال وغيرها التي تكون في السنة إلى مثل تلك الليلة
5. ( أمرا ) فرقا ( من عندنا إنا كنا مرسلين ) الرسل محمد ومن قبله
6. ( رحمة ) رأفة بالمرسل إليهم ( من ربك إنه هو السميع ) لأقوالهم ( العليم ) بأفعالهم
7. ( رب السماوات والأرض وما بينهما ) برفع رب خبر ثالث وبحره بدل من ربك ( إن كنتم ) يا أهل مكة ( موقنين ) بأنه تعالى رب السموات والأرض فأيقنوا بأن محمد رسوله
8. ( لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين )
9. ( بل هم في شك ) من البعث ( يلعبون ) استهزاء بك يا محمد فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف
10. ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) فأجدبت الأرض واشتد بهم الجوع إلى أن رأوا من شدله كهيئة الدخان بين السماء والأرض
11. ( يغشى الناس ) فقالوا ( هذا عذاب أليم )
12. ( ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون ) مصدقون نبيك
13. ( أنى لهم الذكرى ) أي لا ينفعهم الإيمان عند نزول العذاب ( وقد جاءهم رسول مبين ) بين الرسالة
14. ( ثم تولوا عنه وقالوا معلم ) أي يعلمه القرآن بشر ( مجنون )
15. ( إنا كاشفوا العذاب ) أي الجوع عنكم زمنا ( قليلا ) فكشف عنهم ( إنكم عائدون ) إلى كفركم فعادوا إليه
16. اذكر ( يوم نبطش البطشة الكبرى ) هو يوم بدر ( إنا منتقمون ) منهم والبطش الأخذ بالقوة
17. ( ولقد فتنا ) بلونا ( قبلهم قوم فرعون ) معه ( وجاءهم رسول ) هو موسى عليه السلام ( كريم ) على الله تعالى
18. ( أن ) أي بأن ( أدوا إلي ) ما أدعوكم إليه من الإيمان أي أظهروا إيمانكم لي يا ( عباد الله إني لكم رسول أمين ) على ما أرسلت به
19. ( وأن لا تعلوا ) تتجبروا ( على الله ) بترك طاعته ( إني آتيكم بسلطان ) برهان ( مبين ) بين على رسالتي فتوعدوه بالرجم
20. فقال ( وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) بالحجارة
21. ( وإن لم تؤمنوا لي ) تصدقوني ( فاعتزلون ) فاتركوا أذاي فلم يتركوه
22. ( فدعا ربه أن ) أي بأن ( هؤلاء قوم مجرمون ) مشركون
23. فقال تعالى ( فأسر ) بقطع الهمزة ووصلها ( بعبادي ) بني إسرائيل ( ليلا إنكم متبعون ) يتبعكم فرعون وقومه
24. ( واترك البحر ) إذا قطعته أنت وأصحابك ( رهوا ) ساكنا منفرجا حتى يدخله القبط ( إنهم جند مغرقون ) فاطمأن بذلك فاغرقوا
25. ( كم تركوا من جنات ) بساتين ( وعيون ) تجري
26. ( وزروع ومقام كريم ) مجلس حسن
27. ( ونعمة ) متعة ( كانوا فيها فاكهين ) ناعمين
28. ( كذلك ) خبر مبتدأ أي الأمر ( وأورثناها ) أي أموالهم ( قوما آخرين ) أي بني إسرائيل
29. ( فما بكت عليهم السماء والأرض ) بخلاف المؤمنين يبكي عليهم بموتهم مصلاهم من الأرض ومصعد عملهم من السماء ( وما كانوا منظرين ) مؤخرين للتوبة
30. ( ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين ) قتل الأبناء واستخدام النساء
31. ( من فرعون ) قيل بدل من العذاب بتقدير مضاف أي عذاب وقيل حال من العذاب ( إنه كان عاليا من المسرفين )
32. ( ولقد اخترناهم ) أي بني إسرائيل ( على علم ) منا بحالهم ( على العالمين ) أي عالمي زمانهم أي العقلاء
33. ( وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين ) نعمة ظاهرة من فلق البحر والمن والسلوى وغيرها
34. ( إن هؤلاء ) أي كفار مكة ( ليقولون )
35. ( إن هي ) ما الموتة التي بعدها الحياة ( إلا موتتنا الأولى ) أي وهم نطف ( وما نحن بمنشرين ) بمبعوثين أحياء بعد الثانية
36. ( فأتوا بآبائنا ) أحياء ( إن كنتم صادقين ) أنا نبعث بعد موتنا أي نحيا
37. قال تعالى ( أهم خير أم قوم تبع ) هو نبي أو رجل صالح ( والذين من قبلهم ) من الأمم ( أهلكناهم ) بكفرهم والمعنى ليسوا أقوى منهم وأهلكوا ( إنهم كانوا مجرمين )
38. ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ) بخلق ذلك الحال
39. ( ما خلقناهما ) وما بينهما ( إلا بالحق ) أي محقين في ذلك ليستدل به على قدرتنا ووحدانيتنا وغير ذلك ( ولكن أكثرهم ) أي كفار نمة ( لا يعلمون )
40. ( إن يوم الفصل ) يوم القيامة يفصل الله فيه بين العباد ( ميقاتهم أجمعين ) للعذاب الدائم
41. ( يوم لا يغني مولى عن مولى ) بقرابة أو صداقة أي لا يدفع عنه ( شيئا ) من العذاب ( ولا هم ينصرون ) يمنعون منه ويوم بدل من يوم الفصل
42. ( إلا من رحم الله ) وهم المؤمنون فإنه يشفع بعضهم لبعض بإذن الله ( إنه هو العزيز ) الغالب في انتقامه من الكفار ( الرحيم ) بالمؤمنين
43. ( إن شجرة الزقوم ) هي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها الله تعالى في الجحيم
44. ( طعام الأثيم ) أبي جهل وأصحابه ذوي الإثم الكبير
45. ( كالمهل ) أي كدردي الزيت الاسود خبر ثان ( يغلي في البطون ) بالفوقانية خبر ثالث وبالتحتانية حال من المهل
46. ( كغلي الحميم ) الماء الشديد الحرارة
47. ( خذوه ) يقال للزبانية خذوا الأثيم ( فاعتلوه ) بكسر التاء وضمها جروه بغلظة وشدة ( إلى سواء الجحيم ) وسط النار
48. ( ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ) أي من الحميم الذي لا يفارقه العذاب فهو أبلغ مما في آية يصب من فوق رؤوسهم
49. ويقال له ( ذق ) أي العذاب ( إنك أنت العزيز الكريم ) بزعمك وقولك ما بين جبليها أعز وأكرم مني
50. ويقال لهم ( إن هذا ) الذي ترون من العذاب ( ما كنتم به تمترون ) فيه تشكون
51. ( إن المتقين في مقام ) مجلس ( أمين ) يؤمن فيه من الخوف
52. ( في جنات ) بساتين ( وعيون )
53. ( يلبسون من سندس وإستبرق ) أي مارق من الديباج وما غلظ منه ( متقابلين ) حال أي لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض لدوران الأسرة بهم
54. ( كذلك ) يقدر قبله الأمر ( وزوجناهم ) من التزوج أو قرناهم ( بحور عين ) بنساء بيض واسعات الأعين حسانها
55. ( يدعون ) يطلبون من الخدم ( فيها ) أي الجنة أن يأتوا ( بكل فاكهة ) منها ( آمنين ) من انقطاعها ومضرتها ومن كل مخوف حال
56. ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ) أي التي في الدنيا بعد حياتهم فيها قال بعضهم الا بمعنى بعد ( ووقاهم عذاب الجحيم )
57. ( فضلا ) مصدر بمعنى تفضلا منصوب تفضل مقدرا ( من ربك ذلك هو الفوز العظيم )
58. ( فإنما يسرناه ) أي سهلنا القرآن ( بلسانك ) بلغتك لتفهمه العرب منك ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون فيؤمنون بك لكنهم لا يؤمنون
59. ( فارتقب ) انتظر هلاكهم ( إنهم مرتقبون ) هلاكك وهذا قبل نزول الأمر بجهادهم
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( والكتاب ) القرآن ( المبين ) المظهر الحلال من الحرام
3. ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) هي ليلة القدر أو ليلة النصف من شعبان نزل فيها من أم الكتاب من السماء السابعة إلى سماء الدنيا ( إنا كنا منذرين ) مخوفين به
4. ( فيها ) أي في لبلة القدر أو ليلة النصف من شعبان ( يفرق ) يفصل ( كل أمر حكيم ) محكم من الأرزاق والآجال وغيرها التي تكون في السنة إلى مثل تلك الليلة
5. ( أمرا ) فرقا ( من عندنا إنا كنا مرسلين ) الرسل محمد ومن قبله
6. ( رحمة ) رأفة بالمرسل إليهم ( من ربك إنه هو السميع ) لأقوالهم ( العليم ) بأفعالهم
7. ( رب السماوات والأرض وما بينهما ) برفع رب خبر ثالث وبحره بدل من ربك ( إن كنتم ) يا أهل مكة ( موقنين ) بأنه تعالى رب السموات والأرض فأيقنوا بأن محمد رسوله
8. ( لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين )
9. ( بل هم في شك ) من البعث ( يلعبون ) استهزاء بك يا محمد فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف
10. ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) فأجدبت الأرض واشتد بهم الجوع إلى أن رأوا من شدله كهيئة الدخان بين السماء والأرض
11. ( يغشى الناس ) فقالوا ( هذا عذاب أليم )
12. ( ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون ) مصدقون نبيك
13. ( أنى لهم الذكرى ) أي لا ينفعهم الإيمان عند نزول العذاب ( وقد جاءهم رسول مبين ) بين الرسالة
14. ( ثم تولوا عنه وقالوا معلم ) أي يعلمه القرآن بشر ( مجنون )
15. ( إنا كاشفوا العذاب ) أي الجوع عنكم زمنا ( قليلا ) فكشف عنهم ( إنكم عائدون ) إلى كفركم فعادوا إليه
16. اذكر ( يوم نبطش البطشة الكبرى ) هو يوم بدر ( إنا منتقمون ) منهم والبطش الأخذ بالقوة
17. ( ولقد فتنا ) بلونا ( قبلهم قوم فرعون ) معه ( وجاءهم رسول ) هو موسى عليه السلام ( كريم ) على الله تعالى
18. ( أن ) أي بأن ( أدوا إلي ) ما أدعوكم إليه من الإيمان أي أظهروا إيمانكم لي يا ( عباد الله إني لكم رسول أمين ) على ما أرسلت به
19. ( وأن لا تعلوا ) تتجبروا ( على الله ) بترك طاعته ( إني آتيكم بسلطان ) برهان ( مبين ) بين على رسالتي فتوعدوه بالرجم
20. فقال ( وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) بالحجارة
21. ( وإن لم تؤمنوا لي ) تصدقوني ( فاعتزلون ) فاتركوا أذاي فلم يتركوه
22. ( فدعا ربه أن ) أي بأن ( هؤلاء قوم مجرمون ) مشركون
23. فقال تعالى ( فأسر ) بقطع الهمزة ووصلها ( بعبادي ) بني إسرائيل ( ليلا إنكم متبعون ) يتبعكم فرعون وقومه
24. ( واترك البحر ) إذا قطعته أنت وأصحابك ( رهوا ) ساكنا منفرجا حتى يدخله القبط ( إنهم جند مغرقون ) فاطمأن بذلك فاغرقوا
25. ( كم تركوا من جنات ) بساتين ( وعيون ) تجري
26. ( وزروع ومقام كريم ) مجلس حسن
27. ( ونعمة ) متعة ( كانوا فيها فاكهين ) ناعمين
28. ( كذلك ) خبر مبتدأ أي الأمر ( وأورثناها ) أي أموالهم ( قوما آخرين ) أي بني إسرائيل
29. ( فما بكت عليهم السماء والأرض ) بخلاف المؤمنين يبكي عليهم بموتهم مصلاهم من الأرض ومصعد عملهم من السماء ( وما كانوا منظرين ) مؤخرين للتوبة
30. ( ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين ) قتل الأبناء واستخدام النساء
31. ( من فرعون ) قيل بدل من العذاب بتقدير مضاف أي عذاب وقيل حال من العذاب ( إنه كان عاليا من المسرفين )
32. ( ولقد اخترناهم ) أي بني إسرائيل ( على علم ) منا بحالهم ( على العالمين ) أي عالمي زمانهم أي العقلاء
33. ( وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين ) نعمة ظاهرة من فلق البحر والمن والسلوى وغيرها
34. ( إن هؤلاء ) أي كفار مكة ( ليقولون )
35. ( إن هي ) ما الموتة التي بعدها الحياة ( إلا موتتنا الأولى ) أي وهم نطف ( وما نحن بمنشرين ) بمبعوثين أحياء بعد الثانية
36. ( فأتوا بآبائنا ) أحياء ( إن كنتم صادقين ) أنا نبعث بعد موتنا أي نحيا
37. قال تعالى ( أهم خير أم قوم تبع ) هو نبي أو رجل صالح ( والذين من قبلهم ) من الأمم ( أهلكناهم ) بكفرهم والمعنى ليسوا أقوى منهم وأهلكوا ( إنهم كانوا مجرمين )
38. ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ) بخلق ذلك الحال
39. ( ما خلقناهما ) وما بينهما ( إلا بالحق ) أي محقين في ذلك ليستدل به على قدرتنا ووحدانيتنا وغير ذلك ( ولكن أكثرهم ) أي كفار نمة ( لا يعلمون )
40. ( إن يوم الفصل ) يوم القيامة يفصل الله فيه بين العباد ( ميقاتهم أجمعين ) للعذاب الدائم
41. ( يوم لا يغني مولى عن مولى ) بقرابة أو صداقة أي لا يدفع عنه ( شيئا ) من العذاب ( ولا هم ينصرون ) يمنعون منه ويوم بدل من يوم الفصل
42. ( إلا من رحم الله ) وهم المؤمنون فإنه يشفع بعضهم لبعض بإذن الله ( إنه هو العزيز ) الغالب في انتقامه من الكفار ( الرحيم ) بالمؤمنين
43. ( إن شجرة الزقوم ) هي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها الله تعالى في الجحيم
44. ( طعام الأثيم ) أبي جهل وأصحابه ذوي الإثم الكبير
45. ( كالمهل ) أي كدردي الزيت الاسود خبر ثان ( يغلي في البطون ) بالفوقانية خبر ثالث وبالتحتانية حال من المهل
46. ( كغلي الحميم ) الماء الشديد الحرارة
47. ( خذوه ) يقال للزبانية خذوا الأثيم ( فاعتلوه ) بكسر التاء وضمها جروه بغلظة وشدة ( إلى سواء الجحيم ) وسط النار
48. ( ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ) أي من الحميم الذي لا يفارقه العذاب فهو أبلغ مما في آية يصب من فوق رؤوسهم
49. ويقال له ( ذق ) أي العذاب ( إنك أنت العزيز الكريم ) بزعمك وقولك ما بين جبليها أعز وأكرم مني
50. ويقال لهم ( إن هذا ) الذي ترون من العذاب ( ما كنتم به تمترون ) فيه تشكون
51. ( إن المتقين في مقام ) مجلس ( أمين ) يؤمن فيه من الخوف
52. ( في جنات ) بساتين ( وعيون )
53. ( يلبسون من سندس وإستبرق ) أي مارق من الديباج وما غلظ منه ( متقابلين ) حال أي لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض لدوران الأسرة بهم
54. ( كذلك ) يقدر قبله الأمر ( وزوجناهم ) من التزوج أو قرناهم ( بحور عين ) بنساء بيض واسعات الأعين حسانها
55. ( يدعون ) يطلبون من الخدم ( فيها ) أي الجنة أن يأتوا ( بكل فاكهة ) منها ( آمنين ) من انقطاعها ومضرتها ومن كل مخوف حال
56. ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ) أي التي في الدنيا بعد حياتهم فيها قال بعضهم الا بمعنى بعد ( ووقاهم عذاب الجحيم )
57. ( فضلا ) مصدر بمعنى تفضلا منصوب تفضل مقدرا ( من ربك ذلك هو الفوز العظيم )
58. ( فإنما يسرناه ) أي سهلنا القرآن ( بلسانك ) بلغتك لتفهمه العرب منك ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون فيؤمنون بك لكنهم لا يؤمنون
59. ( فارتقب ) انتظر هلاكهم ( إنهم مرتقبون ) هلاكك وهذا قبل نزول الأمر بجهادهم
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
45. سورة الجاثية
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تنزيل الكتاب ) القرآن مبتدأ ( من الله ) خبره ( العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
3. ( إن في السماوات والأرض ) أي في خلقهما ( لآيات ) دالة على قدرة الله ووحدانيته تعالى ( للمؤمنين )
4. ( وفي خلقكم ) أي في خلق كل منكم من نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى أن صار إنسانا وخلق ( وما يبث ) يفرق في الأرض ( من دابة ) هي ما يدب على الأرض من الناس وغيرهم ( آيات لقوم يوقنون ) بالبعث
5. وفي ( واختلاف الليل والنهار ) ذهابهما ومجيئهما ( وما أنزل الله من السماء من رزق ) مطر لأنه سبب الرزق ( فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح ) تقليبها مرة جنوبا ومرة شمالا وباردة وحارة ( آيات لقوم يعقلون ) الدليل فيؤمنون
6. ( تلك ) الآيات المذكورة ( آيات الله ) حججه الدالة على وحدانيته ( نتلوها ) نقصها ( عليك بالحق ) متعلق بنتلو ( فبأي حديث بعد الله ) أي حديثه وهو القرآن ( وآياته ) حججه ( يؤمنون ) أي كفار مكة أي لا يؤمنون وفي قراءة بالتاء
7. ( ويل ) كلمة عذاب ( لكل أفاك ) كذاب ( أثيم ) كثير الإثم
8. ( يسمع آيات الله ) القرآن ( تتلى عليه ثم يصر ) على كفره ( مستكبرا ) متكبرا عن الإيمان ( كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم ) مؤلم
9. ( وإذا علم من آياتنا ) أي القرآن ( شيئا اتخذها هزوا ) أي مهزوءا بها ( أولئك ) أي الأفاكون ( لهم عذاب مهين ) ذو إهانة
10. ( من ورائهم ) أي أمامهم لأنهم في الدنيا ( جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا ) من المال والفعال ( شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله ) أي الأصنام ( أولياء ولهم عذاب عظيم )
11. ( هذا ) القرآن ( هدى ) من الضلالة ( والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب ) حظ ( من رجز ) أي عذاب ( أليم ) موجع
12. ( الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك ) السفن ( فيه بأمره ) بإذنه ( ولتبتغوا ) تطلبوا بالتجارة ( من فضله ولعلكم تشكرون )
13. ( وسخر لكم ما في السماوات ) من شمس وقمر ونجوم وماء وغيره ( وما في الأرض ) من دابة وشجر ونبات وأنهار وغيرها أي خلق ذلك لمنافعكم ( جميعا ) تأكيد ( منه ) حال أي سخرها كائنة منه تعالى ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) فيها فيؤمنون
14. ( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون ) يخافون ( أيام الله ) وقائعه أي اغفروا للكفار ما وقع منهم من الأذى لكم وهذا قبل الأمر بجهادهم ( ليجزي ) أي الله وفي قراءة بالنون ( قوما بما كانوا يكسبون ) من الغفر للكفار أذاهم
15. ( من عمل صالحا فلنفسه ) عمل ( ومن أساء فعليها ) أساء ( ثم إلى ربكم ترجعون ) تصيرون فيجازي المصلح والمسيء
16. ( ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب ) التوراة ( والحكم ) به بين الناس ( والنبوة ) لموسى وهارون منهم ( ورزقناهم من الطيبات ) الحلالات كالمن والسلوى ( وفضلناهم على العالمين ) عالمي زمانهم العقلاء
17. ( وآتيناهم بينات من الأمر ) أمر الدين من الحلال والحرام وبعثة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ( فما اختلفوا ) في بعثته ( إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ) أي لبغي حدث بينهم حسدا له ( إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون )
18. ( ثم جعلناك ) يا محمد ( على شريعة ) طريقة ( من الأمر ) أمر الدين ( فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ) في عبادة غير الله
19. ( إنهم لن يغنوا ) يدفعوا ( عنك من الله ) من عذابه ( شيئا وإن الظالمين ) الكافرين ( بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ) المؤمنين
20. ( هذا ) القرآن ( بصائر للناس ) معالم يتبصرون بها في الأحكام والحدود ( وهدى ورحمة لقوم يوقنون ) بالبعث
21. ( أم ) بمعنى همزة الانكار ( حسب الذين اجترحوا ) اكتسبوا ( السيئات ) الكفر والمعاصي ( أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء ) خبر ( محياهم ومماتهم ) مبتدأ ومعطوف والجملة بدل من الكاف والضميران للكفار المعنى احسبوا أن نجعلهم في الآخرة في خير كالمؤمنين في رغد من العيش مساو لعيشهم في الدنيا حيث قالوا للمؤمنين لئن بعثنا لنعطى من الخير مثل ما تعطون قال تعالى على وفق إنكاره بالهمزة ( ساء ما يحكمون ) أي ليس الأمر كذلك فهم في الآخرة في العذاب على خلاف عيشهم في الدنيا والمؤمنون في الآخرة في الثواب بعملهم الصالحات في الدنيا من الصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك وما مصدرية أي بئس حكما حكمهم هذا
22. ( وخلق الله السماوات ) خلق ( والأرض بالحق ) متعلق بخلق ليدل على قدرته ووحدانيته ( ولتجزى كل نفس بما كسبت ) من المعاصي والطاعات فلا يساوي الكافر المؤمن ( وهم لا يظلمون )
23. ( أفرأيت ) أخبرني ( من اتخذ إلهه هواه ) ما يهواه من حجر بعد حجر يراه أحسن ( وأضله الله على علم ) منه تعالى أي عالما بأنه من أهل الضلالة قبل خلقه ( وختم على سمعه وقلبه ) فلم يسمع الهدى ولم يعقله ( وجعل على بصره غشاوة ) ظلمة فلم يبصر الهدى ويقدر هنا المفعول الثاني لرأيت أيهتدي ( فمن يهديه من بعد الله ) أي بعد إضلاله إياه أي لا يهتدي ( أفلا تذكرون ) تتعظون فيه إدغام إحدى التاءين في الذال
24. ( وقالوا ) أي منكروا البعث ( ما هي ) أي الحياة ( إلا حياتنا ) التي في ( الدنيا نموت ونحيا ) أي يموت بعض ويحيا بعض بأن يولدوا ( وما يهلكنا إلا الدهر ) مرور الزمان قال تعالى ( وما لهم بذلك ) المقول ( من علم إن ) ما ( هم إلا يظنون )
25. ( وإذا تتلى عليهم آياتنا ) من القرآن الدالة على قدرتنا على البعث ( بينات ) واضحات حال ( ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا ) أحياء ( إن كنتم صادقين ) أنا نبعث
26. ( قل الله يحييكم ) حين كنتم نطفا ( ثم يميتكم ثم يجمعكم ) أحياء ( إلى يوم القيامة لا ريب ) لا شك ( فيه ولكن أكثر الناس ) وهم القائلون ما ذكر ( لا يعلمون )
27. ( ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة ) يبدل منه ( يومئذ يخسر المبطلون ) الكافرون أي يظهر خسرانهم بأن يصيروا إلى النار
28. ( وترى كل أمة ) أي أهل الدين ( جاثية ) على الركب أو مجتمعة ( كل أمة تدعى إلى كتابها ) كتاب أعمالها ويقال لهم ( اليوم تجزون ما كنتم تعملون ) أي جزاءه
29. ( هذا كتابنا ) ديوان الحفظة ( ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ) نثبت ونحفظ ( ما كنتم تعملون )
30. ( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ) جنته ( ذلك هو الفوز المبين ) البين الظاهر
31. ( وأما الذين كفروا ) فيقال لهم ( أفلم تكن آياتي ) القرآن ( تتلى عليكم فاستكبرتم ) تكبرتم ( وكنتم قوما مجرمين ) كافرين
32. ( وإذا قيل ) لكم أيها الكفار ( إن وعد الله ) بالبعث ( حق والساعة ) بالرفع والنصب ( لا ريب ) لا شك ( فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن ) ما ( نظن إلا ظنا ) قال المبرد أصله إن نحن إلا نظن ظنا ( وما نحن بمستيقنين ) أنها آتية
33. ( وبدا ) ظهر ( لهم ) في الآخرة ( سيئات ما عملوا ) في الدنيا جزاؤها ( وحاق ) نزل ( بهم ما كانوا به يستهزئون ) أي العذاب
34. ( وقيل اليوم ننساكم ) نترككم في النار ( كما نسيتم لقاء يومكم هذا ) أي تركتم العمل للقائه ( ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ) مانعين منه
35. ( ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله ) القرآن ( هزوا وغرتكم الحياة الدنيا ) حتى قلتم لا بعث ولا حساب ( فاليوم لا يخرجون ) بالبناء للفاعل وللمفعول ( منها ) النار ( ولا هم يستعتبون ) لا يطلب منهم أن يرضوا ربهم بالتوبة والطاعة لأنها لا تنفع يومئذ
36. ( فلله الحمد ) الوصف بالجميل على وفاء وعده في المكذبين ( رب السماوات ورب الأرض رب العالمين ) خلق ما ذكر والعالم ما سوى الله وجمع لاختلاف أنواعه ورب بدل
37. ( وله الكبرياء ) العظمة ( في السماوات والأرض ) حال أي كائنة فيهما ( وهو العزيز الحكيم ) تقدم
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تنزيل الكتاب ) القرآن مبتدأ ( من الله ) خبره ( العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
3. ( إن في السماوات والأرض ) أي في خلقهما ( لآيات ) دالة على قدرة الله ووحدانيته تعالى ( للمؤمنين )
4. ( وفي خلقكم ) أي في خلق كل منكم من نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى أن صار إنسانا وخلق ( وما يبث ) يفرق في الأرض ( من دابة ) هي ما يدب على الأرض من الناس وغيرهم ( آيات لقوم يوقنون ) بالبعث
5. وفي ( واختلاف الليل والنهار ) ذهابهما ومجيئهما ( وما أنزل الله من السماء من رزق ) مطر لأنه سبب الرزق ( فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح ) تقليبها مرة جنوبا ومرة شمالا وباردة وحارة ( آيات لقوم يعقلون ) الدليل فيؤمنون
6. ( تلك ) الآيات المذكورة ( آيات الله ) حججه الدالة على وحدانيته ( نتلوها ) نقصها ( عليك بالحق ) متعلق بنتلو ( فبأي حديث بعد الله ) أي حديثه وهو القرآن ( وآياته ) حججه ( يؤمنون ) أي كفار مكة أي لا يؤمنون وفي قراءة بالتاء
7. ( ويل ) كلمة عذاب ( لكل أفاك ) كذاب ( أثيم ) كثير الإثم
8. ( يسمع آيات الله ) القرآن ( تتلى عليه ثم يصر ) على كفره ( مستكبرا ) متكبرا عن الإيمان ( كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم ) مؤلم
9. ( وإذا علم من آياتنا ) أي القرآن ( شيئا اتخذها هزوا ) أي مهزوءا بها ( أولئك ) أي الأفاكون ( لهم عذاب مهين ) ذو إهانة
10. ( من ورائهم ) أي أمامهم لأنهم في الدنيا ( جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا ) من المال والفعال ( شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله ) أي الأصنام ( أولياء ولهم عذاب عظيم )
11. ( هذا ) القرآن ( هدى ) من الضلالة ( والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب ) حظ ( من رجز ) أي عذاب ( أليم ) موجع
12. ( الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك ) السفن ( فيه بأمره ) بإذنه ( ولتبتغوا ) تطلبوا بالتجارة ( من فضله ولعلكم تشكرون )
13. ( وسخر لكم ما في السماوات ) من شمس وقمر ونجوم وماء وغيره ( وما في الأرض ) من دابة وشجر ونبات وأنهار وغيرها أي خلق ذلك لمنافعكم ( جميعا ) تأكيد ( منه ) حال أي سخرها كائنة منه تعالى ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) فيها فيؤمنون
14. ( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون ) يخافون ( أيام الله ) وقائعه أي اغفروا للكفار ما وقع منهم من الأذى لكم وهذا قبل الأمر بجهادهم ( ليجزي ) أي الله وفي قراءة بالنون ( قوما بما كانوا يكسبون ) من الغفر للكفار أذاهم
15. ( من عمل صالحا فلنفسه ) عمل ( ومن أساء فعليها ) أساء ( ثم إلى ربكم ترجعون ) تصيرون فيجازي المصلح والمسيء
16. ( ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب ) التوراة ( والحكم ) به بين الناس ( والنبوة ) لموسى وهارون منهم ( ورزقناهم من الطيبات ) الحلالات كالمن والسلوى ( وفضلناهم على العالمين ) عالمي زمانهم العقلاء
17. ( وآتيناهم بينات من الأمر ) أمر الدين من الحلال والحرام وبعثة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ( فما اختلفوا ) في بعثته ( إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ) أي لبغي حدث بينهم حسدا له ( إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون )
18. ( ثم جعلناك ) يا محمد ( على شريعة ) طريقة ( من الأمر ) أمر الدين ( فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ) في عبادة غير الله
19. ( إنهم لن يغنوا ) يدفعوا ( عنك من الله ) من عذابه ( شيئا وإن الظالمين ) الكافرين ( بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ) المؤمنين
20. ( هذا ) القرآن ( بصائر للناس ) معالم يتبصرون بها في الأحكام والحدود ( وهدى ورحمة لقوم يوقنون ) بالبعث
21. ( أم ) بمعنى همزة الانكار ( حسب الذين اجترحوا ) اكتسبوا ( السيئات ) الكفر والمعاصي ( أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء ) خبر ( محياهم ومماتهم ) مبتدأ ومعطوف والجملة بدل من الكاف والضميران للكفار المعنى احسبوا أن نجعلهم في الآخرة في خير كالمؤمنين في رغد من العيش مساو لعيشهم في الدنيا حيث قالوا للمؤمنين لئن بعثنا لنعطى من الخير مثل ما تعطون قال تعالى على وفق إنكاره بالهمزة ( ساء ما يحكمون ) أي ليس الأمر كذلك فهم في الآخرة في العذاب على خلاف عيشهم في الدنيا والمؤمنون في الآخرة في الثواب بعملهم الصالحات في الدنيا من الصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك وما مصدرية أي بئس حكما حكمهم هذا
22. ( وخلق الله السماوات ) خلق ( والأرض بالحق ) متعلق بخلق ليدل على قدرته ووحدانيته ( ولتجزى كل نفس بما كسبت ) من المعاصي والطاعات فلا يساوي الكافر المؤمن ( وهم لا يظلمون )
23. ( أفرأيت ) أخبرني ( من اتخذ إلهه هواه ) ما يهواه من حجر بعد حجر يراه أحسن ( وأضله الله على علم ) منه تعالى أي عالما بأنه من أهل الضلالة قبل خلقه ( وختم على سمعه وقلبه ) فلم يسمع الهدى ولم يعقله ( وجعل على بصره غشاوة ) ظلمة فلم يبصر الهدى ويقدر هنا المفعول الثاني لرأيت أيهتدي ( فمن يهديه من بعد الله ) أي بعد إضلاله إياه أي لا يهتدي ( أفلا تذكرون ) تتعظون فيه إدغام إحدى التاءين في الذال
24. ( وقالوا ) أي منكروا البعث ( ما هي ) أي الحياة ( إلا حياتنا ) التي في ( الدنيا نموت ونحيا ) أي يموت بعض ويحيا بعض بأن يولدوا ( وما يهلكنا إلا الدهر ) مرور الزمان قال تعالى ( وما لهم بذلك ) المقول ( من علم إن ) ما ( هم إلا يظنون )
25. ( وإذا تتلى عليهم آياتنا ) من القرآن الدالة على قدرتنا على البعث ( بينات ) واضحات حال ( ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا ) أحياء ( إن كنتم صادقين ) أنا نبعث
26. ( قل الله يحييكم ) حين كنتم نطفا ( ثم يميتكم ثم يجمعكم ) أحياء ( إلى يوم القيامة لا ريب ) لا شك ( فيه ولكن أكثر الناس ) وهم القائلون ما ذكر ( لا يعلمون )
27. ( ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة ) يبدل منه ( يومئذ يخسر المبطلون ) الكافرون أي يظهر خسرانهم بأن يصيروا إلى النار
28. ( وترى كل أمة ) أي أهل الدين ( جاثية ) على الركب أو مجتمعة ( كل أمة تدعى إلى كتابها ) كتاب أعمالها ويقال لهم ( اليوم تجزون ما كنتم تعملون ) أي جزاءه
29. ( هذا كتابنا ) ديوان الحفظة ( ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ) نثبت ونحفظ ( ما كنتم تعملون )
30. ( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ) جنته ( ذلك هو الفوز المبين ) البين الظاهر
31. ( وأما الذين كفروا ) فيقال لهم ( أفلم تكن آياتي ) القرآن ( تتلى عليكم فاستكبرتم ) تكبرتم ( وكنتم قوما مجرمين ) كافرين
32. ( وإذا قيل ) لكم أيها الكفار ( إن وعد الله ) بالبعث ( حق والساعة ) بالرفع والنصب ( لا ريب ) لا شك ( فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن ) ما ( نظن إلا ظنا ) قال المبرد أصله إن نحن إلا نظن ظنا ( وما نحن بمستيقنين ) أنها آتية
33. ( وبدا ) ظهر ( لهم ) في الآخرة ( سيئات ما عملوا ) في الدنيا جزاؤها ( وحاق ) نزل ( بهم ما كانوا به يستهزئون ) أي العذاب
34. ( وقيل اليوم ننساكم ) نترككم في النار ( كما نسيتم لقاء يومكم هذا ) أي تركتم العمل للقائه ( ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ) مانعين منه
35. ( ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله ) القرآن ( هزوا وغرتكم الحياة الدنيا ) حتى قلتم لا بعث ولا حساب ( فاليوم لا يخرجون ) بالبناء للفاعل وللمفعول ( منها ) النار ( ولا هم يستعتبون ) لا يطلب منهم أن يرضوا ربهم بالتوبة والطاعة لأنها لا تنفع يومئذ
36. ( فلله الحمد ) الوصف بالجميل على وفاء وعده في المكذبين ( رب السماوات ورب الأرض رب العالمين ) خلق ما ذكر والعالم ما سوى الله وجمع لاختلاف أنواعه ورب بدل
37. ( وله الكبرياء ) العظمة ( في السماوات والأرض ) حال أي كائنة فيهما ( وهو العزيز الحكيم ) تقدم
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
46. سورة الأحقاف
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تنزيل الكتاب ) القرآن مبتدأ ( من الله ) خبره ( العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
3. ( ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا ) خلقا ( بالحق ) ليدل على قدرتنا ووحدانيتنا ( وأجل مسمى ) إلى فنائهما يوم القيامة ( والذين كفروا عما أنذروا ) خوفوا به من العذاب ( معرضون )
4. ( قل أرأيتم ) أخبروني ( ما تدعون ) تعبدون ( من دون الله ) الأصنام مفعول أول ( أروني ) أخبروني ما تأكيد ( ماذا خلقوا ) مفعول ثان ( من الأرض ) بيان ما ( أم لهم شرك ) مشاركة ( في ) خلق ( السماوات ) مع الله وأم بمعنى همزة الانكار ( ائتوني بكتاب ) منزل ( من قبل هذا ) القرآن ( أو أثارة ) بقية ( من علم ) يؤثر عن الأولين بصحة دعواكم في عبادة الأصنام أنها تقربكم إلى الله ( إن كنتم صادقين ) في دعواكم
5. ( ومن ) استفهام بمعنى النفي أي لا أحد ( أضل ممن يدعو ) يعبد ( من دون الله ) أي غيره ( من لا يستجيب له إلى يوم القيامة ) وهم الأصنام لا يجيبون عابديهم إلى شيء يسألونه أبدا ( وهم عن دعائهم ) عبادتهم ( غافلون ) لأنهم جماد لا يعقلون
6. ( وإذا حشر الناس كانوا ) أي الأصنام ( لهم ) لعابديهم ( أعداء وكانوا بعبادتهم ) بعبادة عابديهم ( كافرين ) جاحدين
7. ( وإذا تتلى عليهم ) أي أهل مكة ( آياتنا ) القرآن ( بينات ) ظاهرات حال ( قال الذين كفروا ) منهم ( للحق ) أي القرآن ( لما جاءهم هذا سحر مبين ) بين ظاهر
8. ( أم ) بمعنى بل وهمزة الانكار ( يقولون افتراه ) أي القرآن ( قل إن افتريته ) فرضا ( فلا تملكون لي من الله ) من عذابه ( شيئا ) أي لا تقدرون على دفعه عني إذا عذبني الله ( هو أعلم بما تفيضون فيه ) تقولون في القرآن ( كفى به ) تعالى ( شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور ) لمن تاب ( الرحيم ) بهم فلم يعاجلهم بالعقوبة
9. ( قل ما كنت بدعا ) بديعا ( من الرسل ) أي أول مرسل قد سبق قبلي كثيرون منهم فكيف تكذبونني ( وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) في الدنيا أأخرج من بلدي أم أقتل كما فعل بالأنبياء قبلي أو ترموني بالحجارة أم يخسف بكم كالمكذبين من قبلكم ( إن ) ما ( أتبع إلا ما يوحى إلي ) أي القرآن ولا أبتدع من عندي شيئا ( وما أنا إلا نذير مبين ) بين الانذار
10. ( قل أرأيتم ) أخبروني ماذا حالكم ( إن كان ) القرآن ( من عند الله وكفرتم به ) جملة حالية ( وشهد شاهد من بني إسرائيل ) هو عبد الله بن سلام ( على مثله ) عليه أنه من عند الله ( فآمن ) الشاهد ( واستكبرتم ) تكبرتم عن الإيمان وجواب الشرط بما عطف عليه ألستم ظالمين دل عليه ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين )
11. ( وقال الذين كفروا للذين آمنوا ) في حقهم ( لو كان ) الإيمان ( خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا ) القائلون ( به ) القرآن ( فسيقولون هذا ) القرآن ( إفك ) كذب ( قديم )
12. ( ومن قبله ) القرآن ( كتاب موسى ) التوراة ( إماما ورحمة ) للمؤمنين به حالان ( وهذا ) القرآن ( كتاب مصدق ) للكتب قبله ( لسانا عربيا ) حال من الضمير في مصدق ( لينذر الذين ظلموا ) مشركي مكة وهو ( وبشرى للمحسنين ) المؤمنين
13. ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) على الطاعة ( فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
14. ( أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها ) حال ( جزاء ) منصوب على المصدر بفعله المقدر أي يجزون ( بما كانوا يعملون )
15. ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ) وفي قراءة إحسانا أي أمرناه أن يحسن إليهما فنصب إحسانا على المصدر بفعله المقدر ومثله حسنا ( حملته أمه كرها ووضعته كرها ) على مشقة ( وحمله وفصاله ) من الرضاع ( ثلاثون شهرا ) ستة أشهر أقل مدة الحمل والباقي أكثر مدة الرضاع وقيل إن حملت به ستة أو تسعة أرضعته الباقي ( حتى ) غاية لجملة مقدرة أي وعاش حتى ( إذا بلغ أشده ) هو كمال قوته وعقله ورأيه أقله ثلاث وثلاثون سنة أو ثلاثون ( وبلغ أربعين سنة ) أي تمامها وهو أكثر الأشد ( قال رب ) الخ نزل في ابي بكر الصديق لما بلغ أربعين سنة بعد سنتين من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم آمن به ثم آمن أبواه ثم ابنه عبد الرحمن وابن عبد الرحمن أبو عتيق ( أوزعني ) ألهمني ( أن أشكر نعمتك التي أنعمت ) بها ( علي وعلى والدي ) وهي التوحيد ( وأن أعمل صالحا ترضاه ) فأعتق تسعة من المؤمنين يعذبون في الله ( وأصلح لي في ذريتي ) فكلهم مؤمنون ( إني تبت إليك وإني من المسلمين )
16. ( أولئك ) أي قائلو هذا القول أبوبكر وغيره ( الذين نتقبل عنهم أحسن ) بمعنى حسن ( ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة ) حال أي كائنين في جملتهم ( وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ) في قوله تعالى وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات
17. ( والذي قال لوالديه ) وفي قراءة بالإدغام أريد به الجنس ( أف ) بكسر الفاء وفتحها بمعنى مصدر أي نتنا وقبحا ( لكما ) أتضجر منكما ( أتعدانني ) وفي قراءة بالإدغام ( أن أخرج ) من القبر ( وقد خلت القرون ) الأمم ( من قبلي ) ولم تخرج من القبور ( وهما يستغيثان الله ) يسألانه الغوث برجوعه ويقولان إن لم ترجع ( ويلك ) أي هلاكك بمعنى هلكت ( آمن ) بالبعث ( إن وعد الله حق فيقول ما هذا ) أي القول بالبعث ( إلا أساطير الأولين ) أكاذيبهم
18. ( أولئك الذين حق ) وجب ( عليهم القول ) بالعذاب ( في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين )
19. ( ولكل ) من جنس المؤمن والكافر ( درجات ) فدرجات المؤمنين في الجنة عالية ودرجات الكافرين في النار سافلة ( مما عملوا ) أي المؤمنون من الطاعات والكافرون في المعاصي ( وليوفيهم ) أي الله وفي قراءة بالنون ( أعمالهم ) أي جزاءها ( وهم لا يظلمون ) شيئا ينقص للمؤمنين ويزاد للكفار
20. ( ويوم يعرض الذين كفروا على النار ) بأن تكشف لهم يقال لهم ( أذهبتم ) بهمزة وهمزتين وبهمزة ومدة وبها وتسهيل الثانية ( طيباتكم ) بإشغالكم بلذاتكم ( في حياتكم الدنيا واستمتعتم ) تمتعتم ( بها فاليوم تجزون عذاب الهون ) أي الهوان ( بما كنتم تستكبرون ) تتكبرون ( في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ) به وتعذبون بها
21. ( واذكر أخا عاد ) هو هود عليه السلام ( إذ ) ألخ بدل اشتمال ( أنذر قومه ) خوفهم ( بالأحقاف ) واد باليمن به منازلهم ( وقد خلت النذر ) مضت الرسل ( من بين يديه ومن خلفه ) أي من قبل هود ومن بعده إلى أقوامهم أن أي بأن قال ( ألا تعبدوا إلا الله ) وجملة قد خلت معترضة ( إني أخاف عليكم ) إن عبدتم غير الله ( عذاب يوم عظيم )
22. ( قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا ) لتصرفنا عن عبادتها ( فأتنا بما تعدنا ) من العذاب على عبادتها ( إن كنت من الصادقين ) في أنه يأتينا
23. ( قال ) هود ( إنما العلم عند الله ) هو الذي يعلم متى يأتيكم العذاب ( وأبلغكم ما أرسلت به ) إليكم ( ولكني أراكم قوما تجهلون ) باستعجالكم العذاب
24. ( فلما رأوه ) أي العذاب ( عارضا ) سحابا عرض في أفق السماء ( مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا ) أي ممطر إيانا قال تعالى ( بل هو ما استعجلتم به ) من العذاب ( ريح ) بدل من ما ( فيها عذاب أليم ) مؤلم
25. ( تدمر ) تهلك ( كل شيء ) مرت عليه ( بأمر ربها ) بإرادته أي كل شيء أراد إهلاكه بها فأهلكت رجالهم ونساءهم وصغارهم وأموالهم بأن طارت بذلك بين السماء والأرض ومزقته وبقي هود ومن آمن معه ( فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك ) كما جزيناهم ( نجزي القوم المجرمين ) غيرهم
26. ( ولقد مكناهم فيما ) في الذي ( إن ) نافية أو زائدة ( مكناكم ) يا أهل مكة ( فيه ) من القوة والمال ( وجعلنا لهم سمعا ) بمعنى أسمعا ( وأبصارا وأفئدة ) قلوبا ( فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء ) أي شيئا من الاغناء ومن زائدة ( إذ ) معمولة لأغنى وأشربت من معنى التعليل ( كانوا يجحدون بآيات الله ) حججه البينة ( وحاق ) نزل ( بهم ما كانوا به يستهزئون ) أي العذاب
27. ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى ) أي من أهلها كثمود وعاد وقوم لوط ( وصرفنا الآيات ) كررنا الحجج البينات ( لعلهم يرجعون )
28. ( فلولا ) هلا ( نصرهم ) بدفع العذاب عنهم ( الذين اتخذوا من دون الله ) أي غيره ( قربانا ) متقربا بهم إلى الله ( آلهة ) معه وهم الأصنام ومفعول اتخذ الأول ضمير محذوف يعود على الموصول أي هم وقربانا الثاني وآلهة بدل منه ( بل ضلوا ) غابوا ( عنهم ) عند نزول العذاب ( وذلك ) أي اتخاذهم الأصنام آلهة قربانا ( إفكهم ) كذبهم ( وما كانوا يفترون ) يكذبون وما مصدرية أو موصولة والعائد محذوف أي فيه
29. واذكر ( وإذ صرفنا ) أملنا ( إليك نفرا من الجن ) جن نصيبين باليمن أو جن نينوى وكانوا سبعة أو تسعة وكان صلى الله عليه وسلم ببطن نحل يصلي بأصحابه الفجر رواه الشيخان ( يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا ) أي قال بعضهم لبعض ( أنصتوا ) اصغوا لاستماعه ( فلما قضي ) فرغ من قراءته ( ولوا ) رجعوا ( إلى قومهم منذرين ) مخوفين قومهم العذاب إن لم يؤمنوا وكانوا يهودا وقد أسلموا
30. ( قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا ) هو القرآن ( أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه ) أي تقدمه التوراة ( يهدي إلى الحق ) الإسلام ( وإلى طريق مستقيم ) أي طريقه
31. ( يا قومنا أجيبوا داعي الله ) محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان ( وآمنوا به يغفر ) الله ( لكم من ذنوبكم ) أي بعضها لأن منها المظالم لا تغفر إلا برضاء أصحابها ( ويجركم من عذاب أليم ) مؤلم
32. ( ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض ) أي لا يعجز الله بالهرب منه فيفوته ( وليس له ) لمن لا يجيب ( من دونه ) أي الله ( أولياء ) أنصار يدفعون عنه العذاب ( أولئك ) الذين لم يجيبوا ( في ضلال مبين ) بين ظاهر
33. ( أولم يروا أن ) يعلموا أي منكرو البعث ( الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر ) لم يعجز عنه ( على ) خبر أن وزيدت الباء فيه لأن الكلام في قوة أليس الله بقادر ( أن يحيي الموتى بلى إنه ) هو قادر على إحياء الموتى ( على كل شيء قدير ويوم )
34. ( ويوم يعرض الذين كفروا على النار ) بأن يعذبوا بها يقال لهم ( أليس هذا ) التعذيب ( بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون )
35. ( فاصبر ) على أذى قومك ( كما صبر أولوا العزم ) ذوو الثبات والصبر على الشدائد ( من الرسل ) قبلك فتكون ذا عزم ومن للبيان فكلهم ذوو عزم وقيل للتبغيض فليس منهم آدم لقوله تعالى ولم نجد له عزما ولا يونس لقوله تعالى ولا تكن كصاحب الحوت ( ولا تستعجل لهم ) لقومك نزول العذاب بهم فأمر بالصبر وترك الاستعجال للعذاب فإنه نازل بهم لا محالة ( كأنهم يوم يرون ما يوعدون ) من العذاب في الآخرة لطوله ( لم يلبثوا ) في الدنيا في ظنهم ( إلا ساعة من نهار ) هذا القرآن ( بلاغ ) تبليغ من الله إليكم ( فهل ) أي لا ( يهلك ) عند رؤية العذاب ( إلا القوم الفاسقون ) أي الكافرون
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تنزيل الكتاب ) القرآن مبتدأ ( من الله ) خبره ( العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
3. ( ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا ) خلقا ( بالحق ) ليدل على قدرتنا ووحدانيتنا ( وأجل مسمى ) إلى فنائهما يوم القيامة ( والذين كفروا عما أنذروا ) خوفوا به من العذاب ( معرضون )
4. ( قل أرأيتم ) أخبروني ( ما تدعون ) تعبدون ( من دون الله ) الأصنام مفعول أول ( أروني ) أخبروني ما تأكيد ( ماذا خلقوا ) مفعول ثان ( من الأرض ) بيان ما ( أم لهم شرك ) مشاركة ( في ) خلق ( السماوات ) مع الله وأم بمعنى همزة الانكار ( ائتوني بكتاب ) منزل ( من قبل هذا ) القرآن ( أو أثارة ) بقية ( من علم ) يؤثر عن الأولين بصحة دعواكم في عبادة الأصنام أنها تقربكم إلى الله ( إن كنتم صادقين ) في دعواكم
5. ( ومن ) استفهام بمعنى النفي أي لا أحد ( أضل ممن يدعو ) يعبد ( من دون الله ) أي غيره ( من لا يستجيب له إلى يوم القيامة ) وهم الأصنام لا يجيبون عابديهم إلى شيء يسألونه أبدا ( وهم عن دعائهم ) عبادتهم ( غافلون ) لأنهم جماد لا يعقلون
6. ( وإذا حشر الناس كانوا ) أي الأصنام ( لهم ) لعابديهم ( أعداء وكانوا بعبادتهم ) بعبادة عابديهم ( كافرين ) جاحدين
7. ( وإذا تتلى عليهم ) أي أهل مكة ( آياتنا ) القرآن ( بينات ) ظاهرات حال ( قال الذين كفروا ) منهم ( للحق ) أي القرآن ( لما جاءهم هذا سحر مبين ) بين ظاهر
8. ( أم ) بمعنى بل وهمزة الانكار ( يقولون افتراه ) أي القرآن ( قل إن افتريته ) فرضا ( فلا تملكون لي من الله ) من عذابه ( شيئا ) أي لا تقدرون على دفعه عني إذا عذبني الله ( هو أعلم بما تفيضون فيه ) تقولون في القرآن ( كفى به ) تعالى ( شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور ) لمن تاب ( الرحيم ) بهم فلم يعاجلهم بالعقوبة
9. ( قل ما كنت بدعا ) بديعا ( من الرسل ) أي أول مرسل قد سبق قبلي كثيرون منهم فكيف تكذبونني ( وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) في الدنيا أأخرج من بلدي أم أقتل كما فعل بالأنبياء قبلي أو ترموني بالحجارة أم يخسف بكم كالمكذبين من قبلكم ( إن ) ما ( أتبع إلا ما يوحى إلي ) أي القرآن ولا أبتدع من عندي شيئا ( وما أنا إلا نذير مبين ) بين الانذار
10. ( قل أرأيتم ) أخبروني ماذا حالكم ( إن كان ) القرآن ( من عند الله وكفرتم به ) جملة حالية ( وشهد شاهد من بني إسرائيل ) هو عبد الله بن سلام ( على مثله ) عليه أنه من عند الله ( فآمن ) الشاهد ( واستكبرتم ) تكبرتم عن الإيمان وجواب الشرط بما عطف عليه ألستم ظالمين دل عليه ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين )
11. ( وقال الذين كفروا للذين آمنوا ) في حقهم ( لو كان ) الإيمان ( خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا ) القائلون ( به ) القرآن ( فسيقولون هذا ) القرآن ( إفك ) كذب ( قديم )
12. ( ومن قبله ) القرآن ( كتاب موسى ) التوراة ( إماما ورحمة ) للمؤمنين به حالان ( وهذا ) القرآن ( كتاب مصدق ) للكتب قبله ( لسانا عربيا ) حال من الضمير في مصدق ( لينذر الذين ظلموا ) مشركي مكة وهو ( وبشرى للمحسنين ) المؤمنين
13. ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) على الطاعة ( فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
14. ( أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها ) حال ( جزاء ) منصوب على المصدر بفعله المقدر أي يجزون ( بما كانوا يعملون )
15. ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ) وفي قراءة إحسانا أي أمرناه أن يحسن إليهما فنصب إحسانا على المصدر بفعله المقدر ومثله حسنا ( حملته أمه كرها ووضعته كرها ) على مشقة ( وحمله وفصاله ) من الرضاع ( ثلاثون شهرا ) ستة أشهر أقل مدة الحمل والباقي أكثر مدة الرضاع وقيل إن حملت به ستة أو تسعة أرضعته الباقي ( حتى ) غاية لجملة مقدرة أي وعاش حتى ( إذا بلغ أشده ) هو كمال قوته وعقله ورأيه أقله ثلاث وثلاثون سنة أو ثلاثون ( وبلغ أربعين سنة ) أي تمامها وهو أكثر الأشد ( قال رب ) الخ نزل في ابي بكر الصديق لما بلغ أربعين سنة بعد سنتين من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم آمن به ثم آمن أبواه ثم ابنه عبد الرحمن وابن عبد الرحمن أبو عتيق ( أوزعني ) ألهمني ( أن أشكر نعمتك التي أنعمت ) بها ( علي وعلى والدي ) وهي التوحيد ( وأن أعمل صالحا ترضاه ) فأعتق تسعة من المؤمنين يعذبون في الله ( وأصلح لي في ذريتي ) فكلهم مؤمنون ( إني تبت إليك وإني من المسلمين )
16. ( أولئك ) أي قائلو هذا القول أبوبكر وغيره ( الذين نتقبل عنهم أحسن ) بمعنى حسن ( ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة ) حال أي كائنين في جملتهم ( وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ) في قوله تعالى وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات
17. ( والذي قال لوالديه ) وفي قراءة بالإدغام أريد به الجنس ( أف ) بكسر الفاء وفتحها بمعنى مصدر أي نتنا وقبحا ( لكما ) أتضجر منكما ( أتعدانني ) وفي قراءة بالإدغام ( أن أخرج ) من القبر ( وقد خلت القرون ) الأمم ( من قبلي ) ولم تخرج من القبور ( وهما يستغيثان الله ) يسألانه الغوث برجوعه ويقولان إن لم ترجع ( ويلك ) أي هلاكك بمعنى هلكت ( آمن ) بالبعث ( إن وعد الله حق فيقول ما هذا ) أي القول بالبعث ( إلا أساطير الأولين ) أكاذيبهم
18. ( أولئك الذين حق ) وجب ( عليهم القول ) بالعذاب ( في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين )
19. ( ولكل ) من جنس المؤمن والكافر ( درجات ) فدرجات المؤمنين في الجنة عالية ودرجات الكافرين في النار سافلة ( مما عملوا ) أي المؤمنون من الطاعات والكافرون في المعاصي ( وليوفيهم ) أي الله وفي قراءة بالنون ( أعمالهم ) أي جزاءها ( وهم لا يظلمون ) شيئا ينقص للمؤمنين ويزاد للكفار
20. ( ويوم يعرض الذين كفروا على النار ) بأن تكشف لهم يقال لهم ( أذهبتم ) بهمزة وهمزتين وبهمزة ومدة وبها وتسهيل الثانية ( طيباتكم ) بإشغالكم بلذاتكم ( في حياتكم الدنيا واستمتعتم ) تمتعتم ( بها فاليوم تجزون عذاب الهون ) أي الهوان ( بما كنتم تستكبرون ) تتكبرون ( في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ) به وتعذبون بها
21. ( واذكر أخا عاد ) هو هود عليه السلام ( إذ ) ألخ بدل اشتمال ( أنذر قومه ) خوفهم ( بالأحقاف ) واد باليمن به منازلهم ( وقد خلت النذر ) مضت الرسل ( من بين يديه ومن خلفه ) أي من قبل هود ومن بعده إلى أقوامهم أن أي بأن قال ( ألا تعبدوا إلا الله ) وجملة قد خلت معترضة ( إني أخاف عليكم ) إن عبدتم غير الله ( عذاب يوم عظيم )
22. ( قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا ) لتصرفنا عن عبادتها ( فأتنا بما تعدنا ) من العذاب على عبادتها ( إن كنت من الصادقين ) في أنه يأتينا
23. ( قال ) هود ( إنما العلم عند الله ) هو الذي يعلم متى يأتيكم العذاب ( وأبلغكم ما أرسلت به ) إليكم ( ولكني أراكم قوما تجهلون ) باستعجالكم العذاب
24. ( فلما رأوه ) أي العذاب ( عارضا ) سحابا عرض في أفق السماء ( مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا ) أي ممطر إيانا قال تعالى ( بل هو ما استعجلتم به ) من العذاب ( ريح ) بدل من ما ( فيها عذاب أليم ) مؤلم
25. ( تدمر ) تهلك ( كل شيء ) مرت عليه ( بأمر ربها ) بإرادته أي كل شيء أراد إهلاكه بها فأهلكت رجالهم ونساءهم وصغارهم وأموالهم بأن طارت بذلك بين السماء والأرض ومزقته وبقي هود ومن آمن معه ( فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك ) كما جزيناهم ( نجزي القوم المجرمين ) غيرهم
26. ( ولقد مكناهم فيما ) في الذي ( إن ) نافية أو زائدة ( مكناكم ) يا أهل مكة ( فيه ) من القوة والمال ( وجعلنا لهم سمعا ) بمعنى أسمعا ( وأبصارا وأفئدة ) قلوبا ( فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء ) أي شيئا من الاغناء ومن زائدة ( إذ ) معمولة لأغنى وأشربت من معنى التعليل ( كانوا يجحدون بآيات الله ) حججه البينة ( وحاق ) نزل ( بهم ما كانوا به يستهزئون ) أي العذاب
27. ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى ) أي من أهلها كثمود وعاد وقوم لوط ( وصرفنا الآيات ) كررنا الحجج البينات ( لعلهم يرجعون )
28. ( فلولا ) هلا ( نصرهم ) بدفع العذاب عنهم ( الذين اتخذوا من دون الله ) أي غيره ( قربانا ) متقربا بهم إلى الله ( آلهة ) معه وهم الأصنام ومفعول اتخذ الأول ضمير محذوف يعود على الموصول أي هم وقربانا الثاني وآلهة بدل منه ( بل ضلوا ) غابوا ( عنهم ) عند نزول العذاب ( وذلك ) أي اتخاذهم الأصنام آلهة قربانا ( إفكهم ) كذبهم ( وما كانوا يفترون ) يكذبون وما مصدرية أو موصولة والعائد محذوف أي فيه
29. واذكر ( وإذ صرفنا ) أملنا ( إليك نفرا من الجن ) جن نصيبين باليمن أو جن نينوى وكانوا سبعة أو تسعة وكان صلى الله عليه وسلم ببطن نحل يصلي بأصحابه الفجر رواه الشيخان ( يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا ) أي قال بعضهم لبعض ( أنصتوا ) اصغوا لاستماعه ( فلما قضي ) فرغ من قراءته ( ولوا ) رجعوا ( إلى قومهم منذرين ) مخوفين قومهم العذاب إن لم يؤمنوا وكانوا يهودا وقد أسلموا
30. ( قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا ) هو القرآن ( أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه ) أي تقدمه التوراة ( يهدي إلى الحق ) الإسلام ( وإلى طريق مستقيم ) أي طريقه
31. ( يا قومنا أجيبوا داعي الله ) محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان ( وآمنوا به يغفر ) الله ( لكم من ذنوبكم ) أي بعضها لأن منها المظالم لا تغفر إلا برضاء أصحابها ( ويجركم من عذاب أليم ) مؤلم
32. ( ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض ) أي لا يعجز الله بالهرب منه فيفوته ( وليس له ) لمن لا يجيب ( من دونه ) أي الله ( أولياء ) أنصار يدفعون عنه العذاب ( أولئك ) الذين لم يجيبوا ( في ضلال مبين ) بين ظاهر
33. ( أولم يروا أن ) يعلموا أي منكرو البعث ( الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر ) لم يعجز عنه ( على ) خبر أن وزيدت الباء فيه لأن الكلام في قوة أليس الله بقادر ( أن يحيي الموتى بلى إنه ) هو قادر على إحياء الموتى ( على كل شيء قدير ويوم )
34. ( ويوم يعرض الذين كفروا على النار ) بأن يعذبوا بها يقال لهم ( أليس هذا ) التعذيب ( بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون )
35. ( فاصبر ) على أذى قومك ( كما صبر أولوا العزم ) ذوو الثبات والصبر على الشدائد ( من الرسل ) قبلك فتكون ذا عزم ومن للبيان فكلهم ذوو عزم وقيل للتبغيض فليس منهم آدم لقوله تعالى ولم نجد له عزما ولا يونس لقوله تعالى ولا تكن كصاحب الحوت ( ولا تستعجل لهم ) لقومك نزول العذاب بهم فأمر بالصبر وترك الاستعجال للعذاب فإنه نازل بهم لا محالة ( كأنهم يوم يرون ما يوعدون ) من العذاب في الآخرة لطوله ( لم يلبثوا ) في الدنيا في ظنهم ( إلا ساعة من نهار ) هذا القرآن ( بلاغ ) تبليغ من الله إليكم ( فهل ) أي لا ( يهلك ) عند رؤية العذاب ( إلا القوم الفاسقون ) أي الكافرون
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
47. سورة محمد
1. ( الذين كفروا ) من أهل مكة ( وصدوا ) غيرهم ( عن سبيل الله ) الإيمان ( أضل ) أحبط ( أعمالهم ) كإطعام الطعام وصلة الأرحام فلا يرون لها في الآخرة ثوابا ويجزون بها في الدنيا من فضله تعالى
2. ( والذين آمنوا ) أي الأنصار وغيرهم ( وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد ) القرآن ( وهو الحق من ربهم كفر عنهم ) غفر لهم ( سيئاتهم وأصلح بالهم ) حالهم فلا يعصونه
3. ( ذلك ) إضلال الأعمال وتكفير السيئات ( بأن ) بسبب أن ( الذين كفروا اتبعوا الباطل ) الشيطان ( وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق ) القرآن ( من ربهم كذلك ) مثل ذلك البيان ( يضرب الله للناس أمثالهم ) يبين أحوالهم أي فالكافر يحبط عمله والمؤمن يغفر ذلله
4. ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ) مصدر بدل من اللفظ بفعله أي فاضربوا رقابهم أي اقتلوهم وعبر بضرب الرقاب لأن الغالب في القتل أن يكون بضرب الرقبة ( حتى إذا أثخنتموهم ) أكثرتم فيهم القتل ( فشدوا ) فأمسكوا عنهم واسروهم وشدوا ( الوثاق ) ما يوثق به الاسرى ( فإما منا بعد ) مصدر بدل من اللفظ بفعله أي تمنون عليهم بإطلاقهم من غير شيء ( وإما فداء ) تفادونهم بما أو أسرى مسلمين ( حتى تضع الحرب ) أي أهلها ( أوزارها ) أثقالها من السلاح وغيره بأن يسلم الكفار أو يدخلوا في العهد وهذه غاية للقتل والأسر ( ذلك ) خبر مبتدأ مقدر أي الأمر فيهم ما ذكر ( ولو يشاء الله لانتصر منهم ) بغير قتال ( ولكن ) أمركم به ( ليبلو بعضكم ببعض ) منهم في القتال فيصير من قتل منكم إلى الجنة ومنهم إلى النار ( والذين قتلوا ) وفي قراءة قاتلوا الآية نزلت يوم أحد وقد فشا في المسلمين القتل والجراحات ( في سبيل الله فلن يضل ) يحبط ( أعمالهم )
5. ( سيهديهم ) في الدنيا والآخرة إلى ما ينفعهم ( ويصلح بالهم ) حالهم فيهما وما في الدنيا لمن لم يقتل وادرجوا في قتلوا تغليبا
6. ( ويدخلهم الجنة عرفها ) بينها ( لهم ) فيهتدون إلى مساكنهم منها وأزواجهم وخدمهم من غير استدلال
7. ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ) دينه ورسوله ( ينصركم ) على عدوكم ( ويثبت أقدامكم ) يثبتكم في المعترك
8. ( والذين كفروا ) من أهل مكة مبتدأ خبره تعسوا يدل عليه ( فتعسا لهم ) هلاكا وخيبة من الله ( وأضل أعمالهم ) عطف على تعسوا
9. ( ذلك ) التعس والاضلال ( بأنهم كرهوا ما أنزل الله ) من القرآن المشتمل على التكاليف ( فأحبط أعمالهم )
10. ( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم ) أهلك أنفسهم وأولادهم وأموالهم ( وللكافرين أمثالها ) أمثال عاقبة ما قبلهم
11. ( ذلك ) نصر المؤمنين وقهر الكافرين ( بأن الله مولى ) ولي ناصر ( الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم )
12. ( إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ) في الدنيا ( ويأكلون كما تأكل الأنعام ) ليس لهم هم إلا بطونهم وفروجهم ولا يلتفتون إلى الآخرة ( والنار مثوى لهم ) منزل ومقام ومصير
13. ( وكأين ) وكم ( من قرية ) أريد بها أهلها ( هي أشد قوة من قريتك ) قوة أهل مكة ( التي أخرجتك ) روعي لفظ قرية ( أهلكناهم ) روعي معنى قرية الأولى ( فلا ناصر لهم ) من إهلاكنا
14. ( أفمن كان على بينة ) حجة وبرهان ( من ربه ) وهم المؤمنون ( كمن زين له سوء عمله ) فرآه حسنا وهم كفار مكة ( واتبعوا أهواءهم ) في عبادة الأوثان أي لا مماثلة بينهما
15. ( مثل ) صفة ( الجنة التي وعد المتقون ) المشتركة بين داخليها مبتدأ خبره ( فيها أنهار من ماء غير آسن ) بالمد والقصر كضارب وحذر أي غير متغير بخلاف ماء الدنيا فيتغير بعارض ( وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ) بخلاف لبن الدنيا لخروجه من الضروع ( وأنهار من خمر لذة ) لذيذة ( للشاربين ) بخلاف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب ( وأنهار من عسل مصفى ) بخلاف عسل الدنيا فإنه بخروجه من بطن النحل يخالط الشمع وغيره ( ولهم فيها ) أصناف ( من كل الثمرات ومغفرة من ربهم ) فهو راض عنهم مع إحسانه إليهم بما ذكر بخلاف سيد العبيد في الدنيا فإنه قد يكون مع إحسانه إليهم ساخطا عليهم ( كمن هو خالد في النار ) خبر مبتدأ مقدر أي أمن هو في هذا النعيم ( وسقوا ماء حميما ) أي شديد الحرارة ( فقطع أمعاءهم ) أي مصارينهم وهو جمع معى بالقصر وألفه عن ياء لقوامهم معيان
16. ( ومنهم ) أي الكفار ( من يستمع إليك ) في خطبة الجمعة وهم المنافقون ( حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ) لعلماء الصحابة منهم ابن مسعود وابن عباس استهزاء وسخرية ( ماذا قال آنفا ) بالمد والقصر أي الساعة أي لا نرجع إليه ( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم ) بالكفر ( واتبعوا أهواءهم ) في النفاق
17. ( والذين اهتدوا ) وهم المؤمنون ( زادهم ) الله ( هدى وآتاهم تقواهم ) ألهمهم ما يتقون به النار
18. ( فهل ينظرون ) ما ينتظرون أي كفار مكة ( إلا الساعة أن تأتيهم ) بدل اشتمال من الساعة أي ليس الأمر إلا أن تاتيهم ( بغتة ) فجأة ( فقد جاء أشراطها ) علاماتها منها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وانشقاق القمر والدخان ( فأنى لهم إذا جاءتهم ) الساعة ( ذكراهم ) تذكرهم أي لا ينفعهم
19. ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) أي دم يا محمد على علمك بذلك النافع في القيامة ( واستغفر لذنبك ) لأجله قيل له ذلك مع عصمته لتستن به أمته وقد فعله قال صلى الله عليه وسلم إني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة ( وللمؤمنين والمؤمنات ) فيه إكرام لهم بأمر نبيهم بالاستغفار لهم ( والله يعلم متقلبكم ) متصرفكم لأشغالكم في النهار ( ومثواكم ) مأواكم إلى مضاجعكم بالليل أي هو عالم بجميع أحوالكم لا يخفى عليه شيء منها فاحذروه والخطاب للمؤمنين وغيرهم
20. ( ويقول الذين آمنوا ) طلبا للجهاد ( لولا ) هلا ( نزلت سورة ) فيها ذكر الجهاد ( فإذا أنزلت سورة محكمة ) أي لم ينسخ منها شيء ( وذكر فيها القتال ) أي طلبه ( رأيت الذين في قلوبهم مرض ) شك وهم المنافقون ( ينظرون إليك نظر المغشي ) المغمى ( عليه من الموت ) خوفا منه وكراهة له أي فهم يخافون من القتال ويكرهونه ( فأولى لهم ) مبتدأ خبره
21. ( طاعة وقول معروف ) أي حسن لك ( فإذا عزم الأمر ) أي فرض القتال ( فلو صدقوا الله ) في الإيمان والطاعة ( لكان خيرا لهم ) وجملة لو جواب إذا
22. ( فهل عسيتم ) بكسر السبن وفتحها وفيه التفات عن الغيبة إلى الخطاب أي لعلكم ( إن توليتم ) أعرضتم عن الإيمان ( أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) أن تعودوا إلى أمر الجاهلية من البغي والقتال
23. ( أولئك ) أي المفسدون ( الذين لعنهم الله فأصمهم ) عن استماع الحق ( وأعمى أبصارهم ) عن طريق الهدى
24. ( أفلا يتدبرون القرآن ) فيعرفون الحق ( أم ) بل ( على قلوب ) لهم ( أقفالها ) فلا يفهمونه
25. ( إن الذين ارتدوا ) بالنفاق ( على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول ) أي زين ( لهم وأملى لهم ) بضم أوله وبفتحه واللام والمملي الشيطان بإرادته تعالى فهو المضل لهم
26. ( ذلك ) أي إضلالهم ( بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله ) أي للمشركين ( سنطيعكم في بعض الأمر ) أي المعاونة على عداوة النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيط الناس عن الجهاد معه قالوا ذلك سرا فأظهره الله تعالى ( والله يعلم إسرارهم ) بفتح الهمزة جمع سر وبكسرها مصدر
27. ( فكيف ) حالهم ( إذا توفتهم الملائكة يضربون ) حال من الملائكة ( وجوههم وأدبارهم ) ظهورهم بمقامع من حديد
28. ( ذلك ) التوفي على الحالة المذكورة ( بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه ) أي العمل بما يرضيه ( فأحبط أعمالهم )
29. ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) يظهر أحقادهم على النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين
30. ( ولو نشاء لأريناكهم ) عرفناكم وكررت اللام في ( فلعرفتهم بسيماهم ) علامتهم ( ولتعرفنهم ) الواو لقسم محذوف وما بعدها جوابه ( في لحن القول ) أي معناه إذا تكلموا عندك بأن يعرضوا بما فيه تهجين أمر المسلمين ( والله يعلم أعمالكم )
31. ( ولنبلونكم ) نختبركم بالجهاد وغيره ( حتى نعلم ) علم ظهور ( المجاهدين منكم والصابرين ) في الجهاد وغيره ( ونبلوا ) نظهر ( أخباركم ) من طاعتكم وعصيانكم في الجهاد وغيره بالياء والنون في الافعال الثلاثة
32. ( إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ) طريق الحق ( وشاقوا الرسول ) خالفوه ( من بعد ما تبين لهم الهدى ) هو معنى سبيل الله ( لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم ) يبطلها من صدقة ونحوها فلا يرون لها في الآخرة ثوابا نزلت في المطمعين من أصحاب بدر أو في قريظة والنضير
33. ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ) بالمعاصي مثلا
34. ( إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ) طريقه وهو الهدى ( ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم ) نزلت في اصحاب القليب
35. ( فلا تهنوا ) تضعفوا ( وتدعوا إلى السلم ) بفتح السين وكسرها أي الصلح مع الكفار إذ لقيتموهم ( وأنتم الأعلون ) حذف منه واو لام الفعل الأغلبون القاهرون ( والله معكم ) بالعون والنصر ( ولن يتركم ) ينقصكم ( أعمالكم ) أي ثوابها
36. ( إنما الحياة الدنيا ) أي الاشتغال فيها ( لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا ) الله وذلك من أمور الآخرة ( يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم ) جميعها بل الزكاة المفروضة فيها
37. ( إن يسألكموها فيحفكم ) يبالغ في طلبها ( تبخلوا ويخرج ) البخل ( أضغانكم ) لدين الإسلام
38. ( ها أنتم ) يا ( هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله ) ما فرض عليكم ( فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ) يقال بخل عليه وعنه ( والله الغني ) عن نفقتكم ( وأنتم الفقراء ) إليه ( وإن تتولوا ) عن طاعته ( يستبدل قوما غيركم ) أي يجعلهم بدلكم ( ثم لا يكونوا أمثالكم ) في التولي عن طاعته بل مطيعين لله عز وجل
1. ( الذين كفروا ) من أهل مكة ( وصدوا ) غيرهم ( عن سبيل الله ) الإيمان ( أضل ) أحبط ( أعمالهم ) كإطعام الطعام وصلة الأرحام فلا يرون لها في الآخرة ثوابا ويجزون بها في الدنيا من فضله تعالى
2. ( والذين آمنوا ) أي الأنصار وغيرهم ( وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد ) القرآن ( وهو الحق من ربهم كفر عنهم ) غفر لهم ( سيئاتهم وأصلح بالهم ) حالهم فلا يعصونه
3. ( ذلك ) إضلال الأعمال وتكفير السيئات ( بأن ) بسبب أن ( الذين كفروا اتبعوا الباطل ) الشيطان ( وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق ) القرآن ( من ربهم كذلك ) مثل ذلك البيان ( يضرب الله للناس أمثالهم ) يبين أحوالهم أي فالكافر يحبط عمله والمؤمن يغفر ذلله
4. ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ) مصدر بدل من اللفظ بفعله أي فاضربوا رقابهم أي اقتلوهم وعبر بضرب الرقاب لأن الغالب في القتل أن يكون بضرب الرقبة ( حتى إذا أثخنتموهم ) أكثرتم فيهم القتل ( فشدوا ) فأمسكوا عنهم واسروهم وشدوا ( الوثاق ) ما يوثق به الاسرى ( فإما منا بعد ) مصدر بدل من اللفظ بفعله أي تمنون عليهم بإطلاقهم من غير شيء ( وإما فداء ) تفادونهم بما أو أسرى مسلمين ( حتى تضع الحرب ) أي أهلها ( أوزارها ) أثقالها من السلاح وغيره بأن يسلم الكفار أو يدخلوا في العهد وهذه غاية للقتل والأسر ( ذلك ) خبر مبتدأ مقدر أي الأمر فيهم ما ذكر ( ولو يشاء الله لانتصر منهم ) بغير قتال ( ولكن ) أمركم به ( ليبلو بعضكم ببعض ) منهم في القتال فيصير من قتل منكم إلى الجنة ومنهم إلى النار ( والذين قتلوا ) وفي قراءة قاتلوا الآية نزلت يوم أحد وقد فشا في المسلمين القتل والجراحات ( في سبيل الله فلن يضل ) يحبط ( أعمالهم )
5. ( سيهديهم ) في الدنيا والآخرة إلى ما ينفعهم ( ويصلح بالهم ) حالهم فيهما وما في الدنيا لمن لم يقتل وادرجوا في قتلوا تغليبا
6. ( ويدخلهم الجنة عرفها ) بينها ( لهم ) فيهتدون إلى مساكنهم منها وأزواجهم وخدمهم من غير استدلال
7. ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ) دينه ورسوله ( ينصركم ) على عدوكم ( ويثبت أقدامكم ) يثبتكم في المعترك
8. ( والذين كفروا ) من أهل مكة مبتدأ خبره تعسوا يدل عليه ( فتعسا لهم ) هلاكا وخيبة من الله ( وأضل أعمالهم ) عطف على تعسوا
9. ( ذلك ) التعس والاضلال ( بأنهم كرهوا ما أنزل الله ) من القرآن المشتمل على التكاليف ( فأحبط أعمالهم )
10. ( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم ) أهلك أنفسهم وأولادهم وأموالهم ( وللكافرين أمثالها ) أمثال عاقبة ما قبلهم
11. ( ذلك ) نصر المؤمنين وقهر الكافرين ( بأن الله مولى ) ولي ناصر ( الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم )
12. ( إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ) في الدنيا ( ويأكلون كما تأكل الأنعام ) ليس لهم هم إلا بطونهم وفروجهم ولا يلتفتون إلى الآخرة ( والنار مثوى لهم ) منزل ومقام ومصير
13. ( وكأين ) وكم ( من قرية ) أريد بها أهلها ( هي أشد قوة من قريتك ) قوة أهل مكة ( التي أخرجتك ) روعي لفظ قرية ( أهلكناهم ) روعي معنى قرية الأولى ( فلا ناصر لهم ) من إهلاكنا
14. ( أفمن كان على بينة ) حجة وبرهان ( من ربه ) وهم المؤمنون ( كمن زين له سوء عمله ) فرآه حسنا وهم كفار مكة ( واتبعوا أهواءهم ) في عبادة الأوثان أي لا مماثلة بينهما
15. ( مثل ) صفة ( الجنة التي وعد المتقون ) المشتركة بين داخليها مبتدأ خبره ( فيها أنهار من ماء غير آسن ) بالمد والقصر كضارب وحذر أي غير متغير بخلاف ماء الدنيا فيتغير بعارض ( وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ) بخلاف لبن الدنيا لخروجه من الضروع ( وأنهار من خمر لذة ) لذيذة ( للشاربين ) بخلاف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب ( وأنهار من عسل مصفى ) بخلاف عسل الدنيا فإنه بخروجه من بطن النحل يخالط الشمع وغيره ( ولهم فيها ) أصناف ( من كل الثمرات ومغفرة من ربهم ) فهو راض عنهم مع إحسانه إليهم بما ذكر بخلاف سيد العبيد في الدنيا فإنه قد يكون مع إحسانه إليهم ساخطا عليهم ( كمن هو خالد في النار ) خبر مبتدأ مقدر أي أمن هو في هذا النعيم ( وسقوا ماء حميما ) أي شديد الحرارة ( فقطع أمعاءهم ) أي مصارينهم وهو جمع معى بالقصر وألفه عن ياء لقوامهم معيان
16. ( ومنهم ) أي الكفار ( من يستمع إليك ) في خطبة الجمعة وهم المنافقون ( حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ) لعلماء الصحابة منهم ابن مسعود وابن عباس استهزاء وسخرية ( ماذا قال آنفا ) بالمد والقصر أي الساعة أي لا نرجع إليه ( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم ) بالكفر ( واتبعوا أهواءهم ) في النفاق
17. ( والذين اهتدوا ) وهم المؤمنون ( زادهم ) الله ( هدى وآتاهم تقواهم ) ألهمهم ما يتقون به النار
18. ( فهل ينظرون ) ما ينتظرون أي كفار مكة ( إلا الساعة أن تأتيهم ) بدل اشتمال من الساعة أي ليس الأمر إلا أن تاتيهم ( بغتة ) فجأة ( فقد جاء أشراطها ) علاماتها منها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وانشقاق القمر والدخان ( فأنى لهم إذا جاءتهم ) الساعة ( ذكراهم ) تذكرهم أي لا ينفعهم
19. ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) أي دم يا محمد على علمك بذلك النافع في القيامة ( واستغفر لذنبك ) لأجله قيل له ذلك مع عصمته لتستن به أمته وقد فعله قال صلى الله عليه وسلم إني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة ( وللمؤمنين والمؤمنات ) فيه إكرام لهم بأمر نبيهم بالاستغفار لهم ( والله يعلم متقلبكم ) متصرفكم لأشغالكم في النهار ( ومثواكم ) مأواكم إلى مضاجعكم بالليل أي هو عالم بجميع أحوالكم لا يخفى عليه شيء منها فاحذروه والخطاب للمؤمنين وغيرهم
20. ( ويقول الذين آمنوا ) طلبا للجهاد ( لولا ) هلا ( نزلت سورة ) فيها ذكر الجهاد ( فإذا أنزلت سورة محكمة ) أي لم ينسخ منها شيء ( وذكر فيها القتال ) أي طلبه ( رأيت الذين في قلوبهم مرض ) شك وهم المنافقون ( ينظرون إليك نظر المغشي ) المغمى ( عليه من الموت ) خوفا منه وكراهة له أي فهم يخافون من القتال ويكرهونه ( فأولى لهم ) مبتدأ خبره
21. ( طاعة وقول معروف ) أي حسن لك ( فإذا عزم الأمر ) أي فرض القتال ( فلو صدقوا الله ) في الإيمان والطاعة ( لكان خيرا لهم ) وجملة لو جواب إذا
22. ( فهل عسيتم ) بكسر السبن وفتحها وفيه التفات عن الغيبة إلى الخطاب أي لعلكم ( إن توليتم ) أعرضتم عن الإيمان ( أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) أن تعودوا إلى أمر الجاهلية من البغي والقتال
23. ( أولئك ) أي المفسدون ( الذين لعنهم الله فأصمهم ) عن استماع الحق ( وأعمى أبصارهم ) عن طريق الهدى
24. ( أفلا يتدبرون القرآن ) فيعرفون الحق ( أم ) بل ( على قلوب ) لهم ( أقفالها ) فلا يفهمونه
25. ( إن الذين ارتدوا ) بالنفاق ( على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول ) أي زين ( لهم وأملى لهم ) بضم أوله وبفتحه واللام والمملي الشيطان بإرادته تعالى فهو المضل لهم
26. ( ذلك ) أي إضلالهم ( بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله ) أي للمشركين ( سنطيعكم في بعض الأمر ) أي المعاونة على عداوة النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيط الناس عن الجهاد معه قالوا ذلك سرا فأظهره الله تعالى ( والله يعلم إسرارهم ) بفتح الهمزة جمع سر وبكسرها مصدر
27. ( فكيف ) حالهم ( إذا توفتهم الملائكة يضربون ) حال من الملائكة ( وجوههم وأدبارهم ) ظهورهم بمقامع من حديد
28. ( ذلك ) التوفي على الحالة المذكورة ( بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه ) أي العمل بما يرضيه ( فأحبط أعمالهم )
29. ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) يظهر أحقادهم على النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين
30. ( ولو نشاء لأريناكهم ) عرفناكم وكررت اللام في ( فلعرفتهم بسيماهم ) علامتهم ( ولتعرفنهم ) الواو لقسم محذوف وما بعدها جوابه ( في لحن القول ) أي معناه إذا تكلموا عندك بأن يعرضوا بما فيه تهجين أمر المسلمين ( والله يعلم أعمالكم )
31. ( ولنبلونكم ) نختبركم بالجهاد وغيره ( حتى نعلم ) علم ظهور ( المجاهدين منكم والصابرين ) في الجهاد وغيره ( ونبلوا ) نظهر ( أخباركم ) من طاعتكم وعصيانكم في الجهاد وغيره بالياء والنون في الافعال الثلاثة
32. ( إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ) طريق الحق ( وشاقوا الرسول ) خالفوه ( من بعد ما تبين لهم الهدى ) هو معنى سبيل الله ( لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم ) يبطلها من صدقة ونحوها فلا يرون لها في الآخرة ثوابا نزلت في المطمعين من أصحاب بدر أو في قريظة والنضير
33. ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ) بالمعاصي مثلا
34. ( إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ) طريقه وهو الهدى ( ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم ) نزلت في اصحاب القليب
35. ( فلا تهنوا ) تضعفوا ( وتدعوا إلى السلم ) بفتح السين وكسرها أي الصلح مع الكفار إذ لقيتموهم ( وأنتم الأعلون ) حذف منه واو لام الفعل الأغلبون القاهرون ( والله معكم ) بالعون والنصر ( ولن يتركم ) ينقصكم ( أعمالكم ) أي ثوابها
36. ( إنما الحياة الدنيا ) أي الاشتغال فيها ( لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا ) الله وذلك من أمور الآخرة ( يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم ) جميعها بل الزكاة المفروضة فيها
37. ( إن يسألكموها فيحفكم ) يبالغ في طلبها ( تبخلوا ويخرج ) البخل ( أضغانكم ) لدين الإسلام
38. ( ها أنتم ) يا ( هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله ) ما فرض عليكم ( فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ) يقال بخل عليه وعنه ( والله الغني ) عن نفقتكم ( وأنتم الفقراء ) إليه ( وإن تتولوا ) عن طاعته ( يستبدل قوما غيركم ) أي يجعلهم بدلكم ( ثم لا يكونوا أمثالكم ) في التولي عن طاعته بل مطيعين لله عز وجل
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
48. سورة الفتح
1. ( إنا فتحنا لك ) قضينا بفتح مكة وغيرها في المستقبل عنوة بجهادك ( فتحا مبينا ) بينا ظاهرا
2. ( ليغفر لك الله ) بجهادك ( ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) منه لترغب امتك في الجهاد وهو مؤول لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالدليل العقلي القاطع من الذنوب واللام للعلة الغائية فمدخولها مسبب لا سبب ( ويتم ) بالفتح المذكور ( نعمته ) إنعامه ( عليك ويهديك ) به ( صراطا ) طريقا ( مستقيما ) يثبتك عليه وهو دين الإسلام
3. ( وينصرك الله ) به ( نصرا عزيزا ) ذا عز لا ذل له
4. ( هو الذي أنزل السكينة ) الطمأنينة ( في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) بشرائع الدين كلما نزل واحدة منها آمنوا بها ومنها الجهاد ( ولله جنود السماوات والأرض ) فلو أراد نصر دينه بغيركم لفعل ( وكان الله عليما ) بخلقه ( حكيما ) في صنعه أي لم يزل متصفا بذلك
5. ( ليدخل ) متعلق بمحذوف أي أمر الجهاد ( المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما )
6. ( ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء ) بفتح السين وضمها في المواضع الثلاثة ظنوا أنه لا ينصر محمدا صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ( عليهم دائرة السوء ) بالذل والعذاب ( وغضب الله عليهم ولعنهم ) أبعدهم ( وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا ) مرجعا
7. ( ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا ) في ملكه ( حكيما ) في صنعه أي لم يزل متصفا بذلك
8. ( إنا أرسلناك شاهدا ) على أمتك في القيامة ( ومبشرا ) لهم في الدنيا ( ونذيرا ) منذرا مخوفا فيها من عمل سوءا بالنار
9. ( لتؤمنوا بالله ورسوله ) بالياء والتاء فيه وفي الثلاثة بعده ( وتعزروه ) وتنصروه وقرىء بزايين مع الفوقانية ( وتوقروه ) تعظموه وضميرهما لله أو لرسوله ( وتسبحوه ) أي الله ( بكرة وأصيلا ) بالغداة والعشي
10. ( إن الذين يبايعونك ) بيعة الرضوان بالحديبية ( إنما يبايعون الله ) هو نحو من يطع الرسول فقد أطاع الله ( يد الله فوق أيديهم ) التي بايعوا بها النبي أي هو تعالى مطلع على مبايعتهم فيجازيهم عليها ( فمن نكث ) نقض البيعة ( فإنما ينكث ) يرجع وبال نقصه ( على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه ) بالياء والنون ( أجرا عظيما )
11. ( سيقول لك المخلفون من الأعراب ) حول المدينو أي الذين خلفهم الله عن صحبتك لما طلبتهم ليخرجوا معك إلى مكة خوفا من تعرض قريش لك عام الحديبية إذ رجعت منها ( شغلتنا أموالنا وأهلونا ) عن الخروج معك ( فاستغفر لنا ) الله من ترك الخروج معك قال تعالى مكذبا لهم ( يقولون بألسنتهم ) أي من طلب الاستغفار وما قبله ( ما ليس في قلوبهم ) فهم كاذبون في اعتذارهم ( قل فمن ) استفهام بمعنى النفي أي لا أحد ( يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا ) بفتح الضاد وضمها ( أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا ) أي لم يزل متصفا بدلك
12. ( بل ) في الموضعين للانتقال من غرض إلى آخر ( ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم ) أي انهم يستأصلون بالقتل فلا يرجعون ( وظننتم ظن السوء ) هذا وغيره ( وكنتم قوما بورا ) جمع بائر أي هالكين عند الله بهذا الظن
13. ( ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا ) نارا شديدة
14. ( ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما ) أي لم يزل متصفا بما ذكر
15. ( سيقول المخلفون ) المذكورون ( إذا انطلقتم إلى مغانم ) هي مغانم خيبر ( لتأخذوها ذرونا ) اتركونا ( نتبعكم ) لنأخذ منها ( يريدون ) بذلك ( أن يبدلوا كلام الله ) وفي قراءة كلم الله بكسر اللام أي مواعيده بغنائم خيبر أهل الحديبية خاصة ( قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل ) أي قبل عودنا ( فسيقولون بل تحسدوننا ) أن نصيب معكم من الغنائم فقلتم ذلك ( بل كانوا لا يفقهون ) من الدين ( إلا قليلا ) منهم
16. ( قل للمخلفين من الأعراب ) المذكورين اختيارا ( ستدعون إلى قوم أولي ) أصحاب ( بأس شديد ) قيل هم بنو حنيفة أصحاب اليمامة وقيل فارس والروم ( تقاتلونهم ) حال مقدرة هي المدعو إليها في المعنى ( أو ) هم ( يسلمون ) فلا تقاتلون ( فإن تطيعوا ) إلى قتالهم ( يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما ) مؤلما
17. ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ) في ترك الجهاد ( ومن يطع الله ورسوله يدخله ) بالياء والنون ( جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه ) بالياء والنون ( عذابا أليما )
18. ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك ) بالحديبية ( تحت الشجرة ) هي سمرة وهم ألف وثلثمائة وأكثر ثم بايعهم على أن يناجزوا قريشا وأن لا يفروا من الموت ( فعلم ) الله ( ما في قلوبهم ) من الصدق والوفاء ( فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ) هو فتح خيبر بعد انصرافهم من الحديبية
19. ( ومغانم كثيرة يأخذونها ) من خيبر ( وكان الله عزيزا حكيما ) أي لم يزل متصفا بذلك
20. ( وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها ) من الفتوحات ( فعجل لكم هذه ) غنيمة خيبر ( وكف أيدي الناس عنكم ) في عيالكم لما خرجتم وهمت بهم اليهود فقذف الله في قلوبهم الرعب ( ولتكون ) أي المعجلة عطف على مقدر أي لتشكروه ( آية للمؤمنين ) في نصرهم ( ويهديكم صراطا مستقيما ) أي طريق التوكل عليه وتفويض الأمر إليه تعالى
21. ( وأخرى ) صفة مغانم مقدرا مبتدأ ( لم تقدروا عليها ) هي من فارس والروم ( قد أحاط الله بها ) علم أنها ستكون لكم ( وكان الله على كل شيء قديرا ) أي لم يزل متصفا به
22. ( ولو قاتلكم الذين كفروا ) بالحديبية ( لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ) يحرسهم ( ولا نصيرا )
23. ( سنة الله ) مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله من هزيمة الكافرين ونصر المؤمنين أي سن الله ذلك سنة ( التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ) منه
24. ( وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة ) بالحديبية ( من بعد أن أظفركم عليهم ) فإن ثمانين منهم طافوا بعسكركم ليصيبوا منكم فأخذوا واتي بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعفا عنهم وخلى سبيلهم فكان ذلك سبب الصلح ( وكان الله بما تعملون بصيرا ) بالتاء والياء أي لم يزل متصفا بذلك
25. ( هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام ) أي عن الوصول إليه ( والهدي ) معطوف على كم ( معكوفا ) محبوسا حال ( أن يبلغ محله ) أي مكانه الذي ينحر فيه عادة وهو الحرم بدل اشتمال ( ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات ) موجودون بمكة مع الكفار ( لم تعلموهم ) بصفة إيمان ( أن تطؤوهم ) أي تقتلوهم مع الكفار لو اذن لكم في الفتح بدل اشتمال من هم ( فتصيبكم منهم معرة ) أي إثم ( بغير علم ) منكم به وضمائر الغيبة للصنفين بتغليب الذكور وجواب لو لا محذوف أي لاذن لكم في الفتح لكن لم يؤذن فيه حينئذ ( ليدخل الله في رحمته من يشاء ) كالمؤمنين المذكورين ( لو تزيلوا ) تميزوا عن الكفار ( لعذبنا الذين كفروا منهم ) من أهل مكة حينئذ بأن نأذن لكم في فتحها ( عذابا أليما ) مؤلما
26. ( إذ جعل ) متعلق بعذبنا ( الذين كفروا ) فاعل ( في قلوبهم الحمية ) الأنفة من الشيء ( حمية الجاهلية ) بدل من الحمية وهي صدهم النبي وأصحابه عن المسجد الحرام ( فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) فصالحوهم على أن يعودوا من قابل ولم يلحقهم من الحمية ما لحق الكفار حتى يقاتلوهم ( وألزمهم ) المؤمنين ( كلمة التقوى ) لا إله إلا الله محمد رسول الله وأضيفت إلى التقوى لأنها سببها ( وكانوا أحق بها ) بالكلمة من الكفار ( وأهلها ) عطف تفسيري ( وكان الله بكل شيء عليما ) أي لم يزل متصفا بذلك ومن معلومه تعالى أنهم أهلها
27. ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق ) رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم عام الحديبية قبل خروجه أنه يدخل مكة هو وأصحابه ويحلقون ويقصرون فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا فلما خرجوا معه وصدهم الكفار بالحديبية ورجعوا وشق عليهم ذلك وراب بعض المنافقين نزلت وقوله بالحق متعلق بصدق أو حال من الرؤيا وما بعدها تفسيرها ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله ) للتبرك ( آمنين محلقين رؤوسكم ) جميع شعورها ( ومقصرين ) بعض شعورها وهما حالان مقدرتان ( لا تخافون ) أبدا ( فعلم ) في الصلح ( ما لم تعلموا ) من الصلاح ( فجعل من دون ذلك ) الدخول ( فتحا قريبا ) هو بفتح خيبر وتحققت الرؤيا في العام القابل
28. ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره ) دين الحق ( على الدين كله ) على جميع باقي الأديان ( وكفى بالله شهيدا ) أنك مرسل بما ذكر كما قال الله تعالى
29. ( محمد ) ميتدأ ( رسول الله ) خبره ( والذين معه ) أصحابه من المؤمنين مبتدأ خبره ( أشداء ) غلاظ ( على الكفار ) لا يرحمونهم ( رحماء بينهم ) خبر ثان أي متعاطفون متوادون كالوالد مع الولد ( تراهم ) تبصرهم ( ركعا سجدا ) حالان ( يبتغون ) مستأنف يطلبون ( فضلا من الله ورضوانا سيماهم ) علاماتهم مبتدأ ( في وجوههم ) خبره وهو نور وبياض يعرفون به بالآخرة أنهم سجدوا في الدنيا ( من أثر السجود ) متعلق بما تعلق به الخبر أي كائنة وأعرب حالا من ضميره المنتقل إلى الخبر ( ذلك ) الوصف المذكور ( مثلهم ) صفتهم مبتدأ ( في التوراة ) خبره ( ومثلهم في الإنجيل ) مبتدأ خبره ( كزرع أخرج شطأه ) بسكون الطاء وفتحها فراخه ( فآزره ) بالمد والقصر وأعانه ( فاستغلظ ) غلظ ( فاستوى ) قوي واستقام ( على سوقه ) اصوله جمع ساق ( يعجب الزراع ) أي زراعه لحسنه مثل الصحابة رضي الله عنهم بذلك لأنهم بدأوا في قلة وضعف فكثروا وقووا على أحسن الوجوه ( ليغيظ بهم الكفار ) متعلق بمحذوف دل عليه ما قبله أي شبهوا بذلك ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم ) الصحابة ومن لبيان الجنس لا للتبعيض لأنهم كلهم بالصفة المذكورة ( مغفرة وأجرا عظيما ) الجنة وهما لمن بعدهم أيضا في آيات
1. ( إنا فتحنا لك ) قضينا بفتح مكة وغيرها في المستقبل عنوة بجهادك ( فتحا مبينا ) بينا ظاهرا
2. ( ليغفر لك الله ) بجهادك ( ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) منه لترغب امتك في الجهاد وهو مؤول لعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالدليل العقلي القاطع من الذنوب واللام للعلة الغائية فمدخولها مسبب لا سبب ( ويتم ) بالفتح المذكور ( نعمته ) إنعامه ( عليك ويهديك ) به ( صراطا ) طريقا ( مستقيما ) يثبتك عليه وهو دين الإسلام
3. ( وينصرك الله ) به ( نصرا عزيزا ) ذا عز لا ذل له
4. ( هو الذي أنزل السكينة ) الطمأنينة ( في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) بشرائع الدين كلما نزل واحدة منها آمنوا بها ومنها الجهاد ( ولله جنود السماوات والأرض ) فلو أراد نصر دينه بغيركم لفعل ( وكان الله عليما ) بخلقه ( حكيما ) في صنعه أي لم يزل متصفا بذلك
5. ( ليدخل ) متعلق بمحذوف أي أمر الجهاد ( المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما )
6. ( ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء ) بفتح السين وضمها في المواضع الثلاثة ظنوا أنه لا ينصر محمدا صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ( عليهم دائرة السوء ) بالذل والعذاب ( وغضب الله عليهم ولعنهم ) أبعدهم ( وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا ) مرجعا
7. ( ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا ) في ملكه ( حكيما ) في صنعه أي لم يزل متصفا بذلك
8. ( إنا أرسلناك شاهدا ) على أمتك في القيامة ( ومبشرا ) لهم في الدنيا ( ونذيرا ) منذرا مخوفا فيها من عمل سوءا بالنار
9. ( لتؤمنوا بالله ورسوله ) بالياء والتاء فيه وفي الثلاثة بعده ( وتعزروه ) وتنصروه وقرىء بزايين مع الفوقانية ( وتوقروه ) تعظموه وضميرهما لله أو لرسوله ( وتسبحوه ) أي الله ( بكرة وأصيلا ) بالغداة والعشي
10. ( إن الذين يبايعونك ) بيعة الرضوان بالحديبية ( إنما يبايعون الله ) هو نحو من يطع الرسول فقد أطاع الله ( يد الله فوق أيديهم ) التي بايعوا بها النبي أي هو تعالى مطلع على مبايعتهم فيجازيهم عليها ( فمن نكث ) نقض البيعة ( فإنما ينكث ) يرجع وبال نقصه ( على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه ) بالياء والنون ( أجرا عظيما )
11. ( سيقول لك المخلفون من الأعراب ) حول المدينو أي الذين خلفهم الله عن صحبتك لما طلبتهم ليخرجوا معك إلى مكة خوفا من تعرض قريش لك عام الحديبية إذ رجعت منها ( شغلتنا أموالنا وأهلونا ) عن الخروج معك ( فاستغفر لنا ) الله من ترك الخروج معك قال تعالى مكذبا لهم ( يقولون بألسنتهم ) أي من طلب الاستغفار وما قبله ( ما ليس في قلوبهم ) فهم كاذبون في اعتذارهم ( قل فمن ) استفهام بمعنى النفي أي لا أحد ( يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا ) بفتح الضاد وضمها ( أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا ) أي لم يزل متصفا بدلك
12. ( بل ) في الموضعين للانتقال من غرض إلى آخر ( ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم ) أي انهم يستأصلون بالقتل فلا يرجعون ( وظننتم ظن السوء ) هذا وغيره ( وكنتم قوما بورا ) جمع بائر أي هالكين عند الله بهذا الظن
13. ( ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا ) نارا شديدة
14. ( ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما ) أي لم يزل متصفا بما ذكر
15. ( سيقول المخلفون ) المذكورون ( إذا انطلقتم إلى مغانم ) هي مغانم خيبر ( لتأخذوها ذرونا ) اتركونا ( نتبعكم ) لنأخذ منها ( يريدون ) بذلك ( أن يبدلوا كلام الله ) وفي قراءة كلم الله بكسر اللام أي مواعيده بغنائم خيبر أهل الحديبية خاصة ( قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل ) أي قبل عودنا ( فسيقولون بل تحسدوننا ) أن نصيب معكم من الغنائم فقلتم ذلك ( بل كانوا لا يفقهون ) من الدين ( إلا قليلا ) منهم
16. ( قل للمخلفين من الأعراب ) المذكورين اختيارا ( ستدعون إلى قوم أولي ) أصحاب ( بأس شديد ) قيل هم بنو حنيفة أصحاب اليمامة وقيل فارس والروم ( تقاتلونهم ) حال مقدرة هي المدعو إليها في المعنى ( أو ) هم ( يسلمون ) فلا تقاتلون ( فإن تطيعوا ) إلى قتالهم ( يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما ) مؤلما
17. ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ) في ترك الجهاد ( ومن يطع الله ورسوله يدخله ) بالياء والنون ( جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه ) بالياء والنون ( عذابا أليما )
18. ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك ) بالحديبية ( تحت الشجرة ) هي سمرة وهم ألف وثلثمائة وأكثر ثم بايعهم على أن يناجزوا قريشا وأن لا يفروا من الموت ( فعلم ) الله ( ما في قلوبهم ) من الصدق والوفاء ( فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ) هو فتح خيبر بعد انصرافهم من الحديبية
19. ( ومغانم كثيرة يأخذونها ) من خيبر ( وكان الله عزيزا حكيما ) أي لم يزل متصفا بذلك
20. ( وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها ) من الفتوحات ( فعجل لكم هذه ) غنيمة خيبر ( وكف أيدي الناس عنكم ) في عيالكم لما خرجتم وهمت بهم اليهود فقذف الله في قلوبهم الرعب ( ولتكون ) أي المعجلة عطف على مقدر أي لتشكروه ( آية للمؤمنين ) في نصرهم ( ويهديكم صراطا مستقيما ) أي طريق التوكل عليه وتفويض الأمر إليه تعالى
21. ( وأخرى ) صفة مغانم مقدرا مبتدأ ( لم تقدروا عليها ) هي من فارس والروم ( قد أحاط الله بها ) علم أنها ستكون لكم ( وكان الله على كل شيء قديرا ) أي لم يزل متصفا به
22. ( ولو قاتلكم الذين كفروا ) بالحديبية ( لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ) يحرسهم ( ولا نصيرا )
23. ( سنة الله ) مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله من هزيمة الكافرين ونصر المؤمنين أي سن الله ذلك سنة ( التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ) منه
24. ( وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة ) بالحديبية ( من بعد أن أظفركم عليهم ) فإن ثمانين منهم طافوا بعسكركم ليصيبوا منكم فأخذوا واتي بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعفا عنهم وخلى سبيلهم فكان ذلك سبب الصلح ( وكان الله بما تعملون بصيرا ) بالتاء والياء أي لم يزل متصفا بذلك
25. ( هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام ) أي عن الوصول إليه ( والهدي ) معطوف على كم ( معكوفا ) محبوسا حال ( أن يبلغ محله ) أي مكانه الذي ينحر فيه عادة وهو الحرم بدل اشتمال ( ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات ) موجودون بمكة مع الكفار ( لم تعلموهم ) بصفة إيمان ( أن تطؤوهم ) أي تقتلوهم مع الكفار لو اذن لكم في الفتح بدل اشتمال من هم ( فتصيبكم منهم معرة ) أي إثم ( بغير علم ) منكم به وضمائر الغيبة للصنفين بتغليب الذكور وجواب لو لا محذوف أي لاذن لكم في الفتح لكن لم يؤذن فيه حينئذ ( ليدخل الله في رحمته من يشاء ) كالمؤمنين المذكورين ( لو تزيلوا ) تميزوا عن الكفار ( لعذبنا الذين كفروا منهم ) من أهل مكة حينئذ بأن نأذن لكم في فتحها ( عذابا أليما ) مؤلما
26. ( إذ جعل ) متعلق بعذبنا ( الذين كفروا ) فاعل ( في قلوبهم الحمية ) الأنفة من الشيء ( حمية الجاهلية ) بدل من الحمية وهي صدهم النبي وأصحابه عن المسجد الحرام ( فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) فصالحوهم على أن يعودوا من قابل ولم يلحقهم من الحمية ما لحق الكفار حتى يقاتلوهم ( وألزمهم ) المؤمنين ( كلمة التقوى ) لا إله إلا الله محمد رسول الله وأضيفت إلى التقوى لأنها سببها ( وكانوا أحق بها ) بالكلمة من الكفار ( وأهلها ) عطف تفسيري ( وكان الله بكل شيء عليما ) أي لم يزل متصفا بذلك ومن معلومه تعالى أنهم أهلها
27. ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق ) رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم عام الحديبية قبل خروجه أنه يدخل مكة هو وأصحابه ويحلقون ويقصرون فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا فلما خرجوا معه وصدهم الكفار بالحديبية ورجعوا وشق عليهم ذلك وراب بعض المنافقين نزلت وقوله بالحق متعلق بصدق أو حال من الرؤيا وما بعدها تفسيرها ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله ) للتبرك ( آمنين محلقين رؤوسكم ) جميع شعورها ( ومقصرين ) بعض شعورها وهما حالان مقدرتان ( لا تخافون ) أبدا ( فعلم ) في الصلح ( ما لم تعلموا ) من الصلاح ( فجعل من دون ذلك ) الدخول ( فتحا قريبا ) هو بفتح خيبر وتحققت الرؤيا في العام القابل
28. ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره ) دين الحق ( على الدين كله ) على جميع باقي الأديان ( وكفى بالله شهيدا ) أنك مرسل بما ذكر كما قال الله تعالى
29. ( محمد ) ميتدأ ( رسول الله ) خبره ( والذين معه ) أصحابه من المؤمنين مبتدأ خبره ( أشداء ) غلاظ ( على الكفار ) لا يرحمونهم ( رحماء بينهم ) خبر ثان أي متعاطفون متوادون كالوالد مع الولد ( تراهم ) تبصرهم ( ركعا سجدا ) حالان ( يبتغون ) مستأنف يطلبون ( فضلا من الله ورضوانا سيماهم ) علاماتهم مبتدأ ( في وجوههم ) خبره وهو نور وبياض يعرفون به بالآخرة أنهم سجدوا في الدنيا ( من أثر السجود ) متعلق بما تعلق به الخبر أي كائنة وأعرب حالا من ضميره المنتقل إلى الخبر ( ذلك ) الوصف المذكور ( مثلهم ) صفتهم مبتدأ ( في التوراة ) خبره ( ومثلهم في الإنجيل ) مبتدأ خبره ( كزرع أخرج شطأه ) بسكون الطاء وفتحها فراخه ( فآزره ) بالمد والقصر وأعانه ( فاستغلظ ) غلظ ( فاستوى ) قوي واستقام ( على سوقه ) اصوله جمع ساق ( يعجب الزراع ) أي زراعه لحسنه مثل الصحابة رضي الله عنهم بذلك لأنهم بدأوا في قلة وضعف فكثروا وقووا على أحسن الوجوه ( ليغيظ بهم الكفار ) متعلق بمحذوف دل عليه ما قبله أي شبهوا بذلك ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم ) الصحابة ومن لبيان الجنس لا للتبعيض لأنهم كلهم بالصفة المذكورة ( مغفرة وأجرا عظيما ) الجنة وهما لمن بعدهم أيضا في آيات
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
49. سورة الحجرات
1. ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا ) من قدم بمعنى تقدم أي لا تقدموا بقول ولا فعل ( بين يدي الله ورسوله ) المبلغ عنه أي بغير إذن ( واتقوا الله إن الله سميع ) لقولكم ( عليم ) بفعلكم نزلت في مجادلة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما عند النبي صلى الله عليه وسلم في تأمير الأقرع بن حابس أو القعقاع بن معبد ونزل فيمن رفع صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم
2. ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم ) إذا نطقتم ( فوق صوت النبي ) إذا نطق ( ولا تجهروا له بالقول ) إذا ناجيتموه ( كجهر بعضكم لبعض ) بل دون ذلك إجلالا له ( أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) أي خشية ذلك بالرفع والجر المذكورين ونزل فيمن كان يخفض صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم كأبي بكر وعمر وغيرهما رضي الله عنهم
3. ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن ) اختبر ( الله قلوبهم للتقوى ) أي لتظهر منهم ( لهم مغفرة وأجر عظيم ) الجنة ونزل في قوم جاؤوا وقت الظهيرة والنبي صلى الله عليه وسلم في منزله فنادوه
4. ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات ) حجرات نسائه صلى الله عليه وسلم جمع حجرة هي ما يحجر عليه من الأرض بحائط ونحوه كان كل واحد منهم نادى خلف حجرة لأنهم لم يعلموه في أي حجرة مناداة الأعراب بغلظة وجفاء ( أكثرهم لا يعقلون ) فيما فعلوه محلك الرفيع وما يناسبه من التعظيم
5. ( ولو أنهم صبروا ) أنهم في محل رفع بالابتداء وقيل فاعل لفعل مقدر أي ثبت ( حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم ) لمن تاب منهم ونزل في الوليد بن عقبة وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق مصدقا فخافهم لترة كانت بينه وبينهم في الجاهلية فرجع وقال إنهم منعوا الصدقة وهموا بقتله فهم النبي صلى الله عليه وسلم بغزوهم فجاؤوا منكرين ما قاله عنهم
6. ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ ) خبر ( فتبينوا ) صدقه من كذبه وفي قراءة فتثبتوا من الثبات ( أن تصيبوا قوما ) مفعوله أي خشية ذلك ( بجهالة ) حال من الفاعل أي جاهلين ( فتصبحوا ) تصيروا ( على ما فعلتم ) من الخطأ بالقوم ( نادمين ) وأرسل صلى الله عليه وسلم إليهم بعد عودهم إلى بلادهم خالدا فلم ير فيهم إلا الطاعة والخير فأخبر النبي بذلك
7. ( واعلموا أن فيكم رسول الله ) فلا تقولوا الباطل فإن الله يخبره بالحال ( لو يطيعكم في كثير من الأمر ) الذي تخبرون به على خلاف الواقع فيرتب على ذلك مقتضاه ( لعنتم ) لأثمتم دونه إثم التسبب إلى المرتب ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه ) حسنه ( في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ) استدراك من حيث المعنى دون اللفظ لأن من حبب إليه الإيمان الخ غايرت صفته صفة من تقدم ذكره ( أولئك هم ) فيه التفات عن الخطاب ( الراشدون ) الثابتون على دينهم
8. ( فضلا من الله ) مصدر منصوب بفعله المقدر أي افضل ( ونعمة ) منه ( والله عليم ) بهم ( حكيم ) في إنعامه عليهم
9. ( وإن طائفتان من المؤمنين ) الآية نزلت في قضية هي أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا ومر على ابن ابي فبال الحمار فسد ابن ابي أنفه فقال ابن رواحة والله لبول حماره أطيب ريحا من مسكك فكان بين قوميهما ضرب بالأيدي والنعال والسعف ( اقتتلوا ) جمع نظرا إلى المعنى لأن كل طائفة جماعة وقرىء اقتتلا ( فأصلحوا بينهما ) ثني نظرا إلى اللفظ ( فإن بغت ) تعدت ( إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء ) ترجع ( إلى أمر الله ) الحق ( فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل ) بالانصاف ( وأقسطوا ) إعدلوا ( إن الله يحب المقسطين )
10. ( إنما المؤمنون إخوة ) في الدين ( فأصلحوا بين أخويكم ) إذا تنازعا وقرئ إخوتكم بالفوقانية ( واتقوا الله لعلكم ترحمون )
11. ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر ) الآية نزلت في وفد تميم حين سخروا من فقراء المسلمين كعمار وصهيب والسخرية والازدراء والاحتقار ( قوم ) أي رجال منكم ( من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ) عند الله ( ولا نساء ) منكم ( من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ) لا تعيبوا أي لا يعب بعضكم بعضا ( ولا تنابزوا بالألقاب ) لا يدع بعضكم بعضا بلقب يكرهه ومنه يا فاسق ويا كافر ( بئس الاسم ) المذكور من السخرية واللمز والتنابز ( الفسوق بعد الإيمان ) بدل من الاسم لافادته أنه فسق لتكرره عادة ( ومن لم يتب ) من ذلك ( فأولئك هم الظالمون )
12. ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) أي مؤثم وهو كثير كظن السوء بأهل الخير من المؤمنين وهم كثير بخلافه بالفساق منهم فلا إثم فيه في نحو ما يظهر منهم ( ولا تجسسوا ) حذف منه إحدى التاءين لا تتبعوا عورات المسلمين ومعايبهم بالبحث عنها ( ولا يغتب بعضكم بعضا ) لا يذكره بشيء يكرهه وإن كان فيه ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ) بالتخفيف والتشديد أي لا يحسن به ( فكرهتموه ) أي فاغتيابه في حياته كأكل لحمه بعد مماته وقد عرض عليكم الثاني فكرهتموه فاكرهوا الأول ( واتقوا الله ) عقابه في الاغتياب بأن تتوبوا منه ( إن الله تواب ) قابل توبة التائبين ( رحيم ) بهم
13. ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ) آدم وحواء ( وجعلناكم شعوبا ) جمع شعب بفتح الشين هو أعلى طبقات النسب ( وقبائل ) هي دون الشعوب وبعدها العمائر ثم البطون ثم الأفخاذ ثم الفصائل آخرها مثاله خزيمة شعب كنانة قبيلة قريش عِمارة بكسر العين قصي بطن هاشم فخذ العباس فصيلة ( لتعارفوا ) حذف منه إحدى التاءين ليعرف بعضهم بعضا لا تتفاخروا بعلو النسب وإنما الفخر بالتقوى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم ) بكم ( خبير ) ببواطنكم
14. ( قالت الأعراب ) نفر من بني أسد ( آمنا ) صدقنا بقلوبنا ( قل ) لهم ( لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) انقدنا ظاهرا ( ولما ) لم ( يدخل الإيمان في قلوبكم ) إلى الآن لكنه يتوقع منكم ( وإن تطيعوا الله ورسوله ) بالإيمان وغيره ( لا يلتكم ) بالهمزة وتركه بابداله ألفا لا ينقصكم ( من أعمالكم ) من ثوابها ( شيئا إن الله غفور ) للمؤمنين ( رحيم ) بهم
15. ( إنما المؤمنون ) الصادقون في إيمانهم كما صرح به بعد ( الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ) لم يشكوا في الإيمان ( وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ) فجهادهم يظهر بصدق إيمانهم ( أولئك هم الصادقون ) في إيمانهم لا من قالوا آمنا ولم يوجد منهم غير الإسلام
16. ( قل ) لهم ( أتعلمون الله بدينكم ) مضعف علم بمعنى شعر أي اتشعرونه بما أنتم عليه في قولكم آمنا ( والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم )
17. ( يمنون عليك أن أسلموا ) من غير قتال بخلاف غيرهم ممن أسلم بعد قتاله منهم ( قل لا تمنوا علي إسلامكم ) منصوب بنزع الخافض الباء ويقدر قبل أن في الموضعين ( بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) في قولكم آمنا
18. ( إن الله يعلم غيب السماوات والأرض ) ما غاب فيهما ( والله بصير بما تعملون ) بالتاء والياء لا يخفى عليه شيء منه
1. ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا ) من قدم بمعنى تقدم أي لا تقدموا بقول ولا فعل ( بين يدي الله ورسوله ) المبلغ عنه أي بغير إذن ( واتقوا الله إن الله سميع ) لقولكم ( عليم ) بفعلكم نزلت في مجادلة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما عند النبي صلى الله عليه وسلم في تأمير الأقرع بن حابس أو القعقاع بن معبد ونزل فيمن رفع صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم
2. ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم ) إذا نطقتم ( فوق صوت النبي ) إذا نطق ( ولا تجهروا له بالقول ) إذا ناجيتموه ( كجهر بعضكم لبعض ) بل دون ذلك إجلالا له ( أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) أي خشية ذلك بالرفع والجر المذكورين ونزل فيمن كان يخفض صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم كأبي بكر وعمر وغيرهما رضي الله عنهم
3. ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن ) اختبر ( الله قلوبهم للتقوى ) أي لتظهر منهم ( لهم مغفرة وأجر عظيم ) الجنة ونزل في قوم جاؤوا وقت الظهيرة والنبي صلى الله عليه وسلم في منزله فنادوه
4. ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات ) حجرات نسائه صلى الله عليه وسلم جمع حجرة هي ما يحجر عليه من الأرض بحائط ونحوه كان كل واحد منهم نادى خلف حجرة لأنهم لم يعلموه في أي حجرة مناداة الأعراب بغلظة وجفاء ( أكثرهم لا يعقلون ) فيما فعلوه محلك الرفيع وما يناسبه من التعظيم
5. ( ولو أنهم صبروا ) أنهم في محل رفع بالابتداء وقيل فاعل لفعل مقدر أي ثبت ( حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم ) لمن تاب منهم ونزل في الوليد بن عقبة وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق مصدقا فخافهم لترة كانت بينه وبينهم في الجاهلية فرجع وقال إنهم منعوا الصدقة وهموا بقتله فهم النبي صلى الله عليه وسلم بغزوهم فجاؤوا منكرين ما قاله عنهم
6. ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ ) خبر ( فتبينوا ) صدقه من كذبه وفي قراءة فتثبتوا من الثبات ( أن تصيبوا قوما ) مفعوله أي خشية ذلك ( بجهالة ) حال من الفاعل أي جاهلين ( فتصبحوا ) تصيروا ( على ما فعلتم ) من الخطأ بالقوم ( نادمين ) وأرسل صلى الله عليه وسلم إليهم بعد عودهم إلى بلادهم خالدا فلم ير فيهم إلا الطاعة والخير فأخبر النبي بذلك
7. ( واعلموا أن فيكم رسول الله ) فلا تقولوا الباطل فإن الله يخبره بالحال ( لو يطيعكم في كثير من الأمر ) الذي تخبرون به على خلاف الواقع فيرتب على ذلك مقتضاه ( لعنتم ) لأثمتم دونه إثم التسبب إلى المرتب ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه ) حسنه ( في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ) استدراك من حيث المعنى دون اللفظ لأن من حبب إليه الإيمان الخ غايرت صفته صفة من تقدم ذكره ( أولئك هم ) فيه التفات عن الخطاب ( الراشدون ) الثابتون على دينهم
8. ( فضلا من الله ) مصدر منصوب بفعله المقدر أي افضل ( ونعمة ) منه ( والله عليم ) بهم ( حكيم ) في إنعامه عليهم
9. ( وإن طائفتان من المؤمنين ) الآية نزلت في قضية هي أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا ومر على ابن ابي فبال الحمار فسد ابن ابي أنفه فقال ابن رواحة والله لبول حماره أطيب ريحا من مسكك فكان بين قوميهما ضرب بالأيدي والنعال والسعف ( اقتتلوا ) جمع نظرا إلى المعنى لأن كل طائفة جماعة وقرىء اقتتلا ( فأصلحوا بينهما ) ثني نظرا إلى اللفظ ( فإن بغت ) تعدت ( إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء ) ترجع ( إلى أمر الله ) الحق ( فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل ) بالانصاف ( وأقسطوا ) إعدلوا ( إن الله يحب المقسطين )
10. ( إنما المؤمنون إخوة ) في الدين ( فأصلحوا بين أخويكم ) إذا تنازعا وقرئ إخوتكم بالفوقانية ( واتقوا الله لعلكم ترحمون )
11. ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر ) الآية نزلت في وفد تميم حين سخروا من فقراء المسلمين كعمار وصهيب والسخرية والازدراء والاحتقار ( قوم ) أي رجال منكم ( من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ) عند الله ( ولا نساء ) منكم ( من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ) لا تعيبوا أي لا يعب بعضكم بعضا ( ولا تنابزوا بالألقاب ) لا يدع بعضكم بعضا بلقب يكرهه ومنه يا فاسق ويا كافر ( بئس الاسم ) المذكور من السخرية واللمز والتنابز ( الفسوق بعد الإيمان ) بدل من الاسم لافادته أنه فسق لتكرره عادة ( ومن لم يتب ) من ذلك ( فأولئك هم الظالمون )
12. ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) أي مؤثم وهو كثير كظن السوء بأهل الخير من المؤمنين وهم كثير بخلافه بالفساق منهم فلا إثم فيه في نحو ما يظهر منهم ( ولا تجسسوا ) حذف منه إحدى التاءين لا تتبعوا عورات المسلمين ومعايبهم بالبحث عنها ( ولا يغتب بعضكم بعضا ) لا يذكره بشيء يكرهه وإن كان فيه ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ) بالتخفيف والتشديد أي لا يحسن به ( فكرهتموه ) أي فاغتيابه في حياته كأكل لحمه بعد مماته وقد عرض عليكم الثاني فكرهتموه فاكرهوا الأول ( واتقوا الله ) عقابه في الاغتياب بأن تتوبوا منه ( إن الله تواب ) قابل توبة التائبين ( رحيم ) بهم
13. ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ) آدم وحواء ( وجعلناكم شعوبا ) جمع شعب بفتح الشين هو أعلى طبقات النسب ( وقبائل ) هي دون الشعوب وبعدها العمائر ثم البطون ثم الأفخاذ ثم الفصائل آخرها مثاله خزيمة شعب كنانة قبيلة قريش عِمارة بكسر العين قصي بطن هاشم فخذ العباس فصيلة ( لتعارفوا ) حذف منه إحدى التاءين ليعرف بعضهم بعضا لا تتفاخروا بعلو النسب وإنما الفخر بالتقوى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم ) بكم ( خبير ) ببواطنكم
14. ( قالت الأعراب ) نفر من بني أسد ( آمنا ) صدقنا بقلوبنا ( قل ) لهم ( لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) انقدنا ظاهرا ( ولما ) لم ( يدخل الإيمان في قلوبكم ) إلى الآن لكنه يتوقع منكم ( وإن تطيعوا الله ورسوله ) بالإيمان وغيره ( لا يلتكم ) بالهمزة وتركه بابداله ألفا لا ينقصكم ( من أعمالكم ) من ثوابها ( شيئا إن الله غفور ) للمؤمنين ( رحيم ) بهم
15. ( إنما المؤمنون ) الصادقون في إيمانهم كما صرح به بعد ( الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ) لم يشكوا في الإيمان ( وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ) فجهادهم يظهر بصدق إيمانهم ( أولئك هم الصادقون ) في إيمانهم لا من قالوا آمنا ولم يوجد منهم غير الإسلام
16. ( قل ) لهم ( أتعلمون الله بدينكم ) مضعف علم بمعنى شعر أي اتشعرونه بما أنتم عليه في قولكم آمنا ( والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم )
17. ( يمنون عليك أن أسلموا ) من غير قتال بخلاف غيرهم ممن أسلم بعد قتاله منهم ( قل لا تمنوا علي إسلامكم ) منصوب بنزع الخافض الباء ويقدر قبل أن في الموضعين ( بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) في قولكم آمنا
18. ( إن الله يعلم غيب السماوات والأرض ) ما غاب فيهما ( والله بصير بما تعملون ) بالتاء والياء لا يخفى عليه شيء منه
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
50. سورة ق
1. ( ق ) الله أعلم بمراده به ( والقرآن المجيد ) الكريم ما آمن كفار مكة بمحمد صلى الله عليه وسلم
2. ( بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم ) رسول من أنفسهم يخوفهم بالنار بعد البعث ( فقال الكافرون هذا ) الانذار ( شيء عجيب )
3. ( أئذا ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين ( متنا وكنا ترابا ) نرجع ( ذلك رجع بعيد ) غاية البعد
4. ( قد علمنا ما تنقص الأرض ) تأكل منهم ( منهم وعندنا كتاب حفيظ ) هو اللوح المحفوظ فيه جميع الاشياء المقدرة
5. ( بل كذبوا بالحق ) بالقرآن ( لما جاءهم فهم ) في شأن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن ( في أمر مريج ) مضطرب قالوا مرة ساحر وسحر ومرة شاعر وشعر ومرة كاهن وكهانة
6. ( أفلم ينظروا ) بعيونهم معتبرين بعقولهم حين أنكروا البعث ( إلى السماء ) كائنة ( فوقهم كيف بنيناها ) بلا عمد ( وزيناها ) بالكواكب ( وما لها من فروج ) شقوق تعيبها
7. ( والأرض ) معطوف على موضع إلى السماء كيف ( مددناها ) دحوناها على وجه الماء ( وألقينا فيها رواسي ) جبالا تثبتها ( وأنبتنا فيها من كل زوج ) صنف ( بهيج ) يبهج به لحسنه
8. ( تبصرة ) مفعول له أي فعلنا ذلك تبصيرا منا ( وذكرى ) تذكيرا ( لكل عبد منيب ) رجاع إلى طاعتنا
9. ( ونزلنا من السماء ماء مباركا ) كثير البركة ( فأنبتنا به جنات ) بساتين ( وحب ) الزرع ( الحصيد ) المحصود
10. ( والنخل باسقات ) طوالا حال مقدرة ( لها طلع نضيد ) متراكب بعضه فوق بعض
11. ( رزقا للعباد ) مفعول له ( وأحيينا به بلدة ميتا ) يستوي فيه المذكر والمؤنث ( كذلك ) مثل هذا الاحياء ( الخروج ) من القبور فكيف تنكرونه والاستفهام للتقرير والمعنى أنهم نظروا وعلموا ماذكر
12. ( كذبت قبلهم قوم نوح ) تأنيث الفعل لمعنى قوم ( وأصحاب الرس ) هي بئر كانوا مقيمين عليها بمواشيهم يعبدون الأصنام ونبيهم قيل حنظلة بن صفوان وقيل غيره ( وثمود ) قوم صالح
13. ( وعاد ) قوم هود ( وفرعون وإخوان لوط )
14. ( وأصحاب الأيكة ) الغيضة قوم شعيب ( وقوم تبع ) هو ملك كان باليمن أسلم ودعا قومه إلى الإسلام فكذبوه ( كل ) من المذكورين ( كذب الرسل ) كقريش ( فحق وعيد ) وجب نزول العذاب على الجميع فلا يضيق صدرك من كفر قريش بك
15. ( أفعيينا بالخلق الأول ) أي لم نعي به فلا نعيا بالإعادة ( بل هم في لبس ) شك ( من خلق جديد ) وهو البعث
16. ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ) حال بتقدير نحن ( ما ) مصدرية ( توسوس ) تحدث ( به ) الباء زائدة أو للتعدية والضمير للإنسان ( نفسه ونحن أقرب إليه ) بالعلم ( من حبل الوريد ) الإضافة للبيان والوريدان عرقان بصفحتي العنق
17. ( إذ ) منصوبة باذكر مقدرا ( يتلقى ) يأخذ ويثبت ( المتلقيان ) الملكان الموكلان بالإنسان ما يعمله ( عن اليمين وعن الشمال ) منه ( قعيد ) قاعدان وهو مبتدا خبره ما قبله
18. ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب ) حافظ ( عتيد ) حاضرر وكل منهما بمعنى المثنى
19. ( وجاءت سكرة الموت ) غمرته وشدته ( بالحق ) من أمر الآخرة حتى يراها المنكر لها عيانا وهو نفس الشدة ( ذلك ) الموت ( ما كنت منه تحيد ) تهرب وتفزع
20. ( ونفخ في الصور ) للبعث ( ذلك ) يوم النفخ ( يوم الوعيد ) للكفار بالعذاب
21. ( وجاءت ) فيه ( كل نفس ) إلى المحشر ( معها سائق ) ملك يسوقها إليه ( وشهيد ) يشهد عليها بعملها وهو الأيدي والأرجل وغيرها ويقال للكافر
22. ( لقد كنت ) في الدنيا ( في غفلة من هذا ) النازل بك اليوم ( فكشفنا عنك غطاءك ) أزلنا غفلتك بما تشاهده اليوم ( فبصرك اليوم حديد ) حاد تدرك به ما أنكرته في الدنيا
23. ( وقال قرينه ) الملك الموكل به ( هذا ما ) الذي ( لدي عتيد ) حاضر فيقال لمالك
24. ( ألقيا في جهنم ) ألق ألق أو ألقين وبه قرأ الحسن فابدلت النون ألأفا ( كل كفار عنيد ) معاند للحق
25. ( مناع للخير ) كالزكاة ( معتد ) ظالم ( مريب ) شاك في دينه
26. ( الذي جعل مع الله إلها آخر ) مبتدأ ضمن معنى الشرط خبره ( فألقياه في العذاب الشديد ) تفسيره مثل ما تقدم
27. ( قال قرينه ) الشيطان ( ربنا ما أطغيته ) أضللته ( ولكن كان في ضلال بعيد ) فدعوته فاستجاب لي وقال هو أطغاني بدعائه له
28. ( قال ) تعالى ( لا تختصموا لدي ) أي ما ينفع الخصام هنا ( وقد قدمت إليكم ) في الدنيا ( بالوعيد ) بالعذاب في الآخرة لو لم تؤمنوا ولا بد منه
29. ( ما يبدل ) يغير ( القول لدي ) في ذلك ( وما أنا بظلام للعبيد ) فأعذبهم بغير جرم وظلام بمعنى ذي ظلم لقوله لا ظلم اليوم
30. ( يوم ) ناصبه ظلام ( نقول ) بالنون والياء ( لجهنم هل امتلأت ) استفهام تحقيق لوعده بملئها ( وتقول ) بصورة الاستفهام كالسؤال ( هل من مزيد ) أي لا أسع غير ما امتلأت به أي قد امتلأت
31. ( وأزلفت الجنة ) قربت ( للمتقين ) مكانا ( غير بعيد ) منهم فيرونها ويقال لهم
32. ( هذا ) المرئي ( ما توعدون ) بالتاء والياء في الدنيا ويبدل من للمتقين قوله ( لكل أواب ) رجاع إلى طاعة الله ( حفيظ ) حافظ لحدوده
33. ( من خشي الرحمن بالغيب ) خافه ولم يره ( وجاء بقلب منيب ) مقبل على طاعته ويقال للمتقين أيضا
34. ( ادخلوها بسلام ) سالمين من كل خوف أو مع سلام أي سلموا وادخلوا ( ذلك ) اليوم الذي حصل فيه الدخول ( يوم الخلود ) الدخول في الجنة
35. ( لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد ) زيادة على ما عملوا وطلبوا
36. ( وكم أهلكنا قبلهم من قرن ) أهلكنا قبل كفار قريش قرونا كثيرة من الكفار ( هم أشد منهم بطشا ) قوة ( فنقبوا ) فتشوا ( في البلاد هل من محيص ) لهم أو لغيرهم من الموت فلم يجدوا
37. ( إن في ذلك ) المذكور ( لذكرى ) لعظة ( لمن كان له قلب ) عقل ( أو ألقى السمع ) استمع الوعظ ( وهو شهيد ) حاضر بالقلب
38. ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ) أولها الأحد وآخرها الجمعة ( وما مسنا من لغوب ) تعب نزل ردا على اليهود في قولهم إن الله استراح يوم السبت وانتفاء التعب عنه بتنزهه تعالى عن صفات المخلوقين ولعدم المماسة بينه وبين غيره إتما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
39. ( فاصبر ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( على ما يقولون ) أي اليهود وغيرهم من التشبيه والتكذيب ( وسبح بحمد ربك ) صل حامدا ( قبل طلوع الشمس ) أي صلاة الصبح ( وقبل الغروب ) أي صلاة الظهر والعصر
40. ( ومن الليل فسبحه ) أي صل العشائين ( وأدبار السجود ) بفتح الهمزة جمع دبر وكسرها مصدر أدبر أي صل النوافل المسنونة عقب الفرائض وقيل المراد حقيقة التسبيح في هذه الأوقات ملابسا للحمد
41. ( واستمع ) يا مخاطب مقولي ( يوم يناد المناد ) هو إسرافيل ( من مكان قريب ) من السماء وهو صخرة بيت المقدس أقرب موضع من الأرض إلى السماء يقول أيتها العظام البالية والأوصال المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء
42. ( يوم ) بدل من يوم قبله ( يسمعون ) أي الخلق كلهم ( الصيحة بالحق ) بالبعث وهي النفخة الثانية من إسرافيل ويحتمل أن تكون قبل ندائه وبعده ( ذلك ) أي يوم النداء والسماع ( يوم الخروج ) من القبور وناصب يوم ينادي مقدرا أي يعلمون عاقبة تكذيبهم
43. ( إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير )
44. ( يوم ) بدل من يوم قبله وما بينهما اعتراض ( تشقق ) بتخفيف الشين وتشديدها بإدغام التاء الثانية في الأصل فيها ( الأرض عنهم سراعا ) جمع سريع حال من مقدر أي فيخرجون مسرعين ( ذلك حشر علينا يسير ) فيه فصل بين الموصوف والصفة بمتعلقها للاختصاص وهولا يضر ذلك اشارة إلى معنى الحشر المخبر به عنه وهو الاحياء بعد الفناء والجمع للعرض والحساب
45. ( نحن أعلم بما يقولون ) أي كفار قريش ( وما أنت عليهم بجبار ) تجبرهم على الإيمان وهذا قبلالامر بالجهاد ( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) وهم المؤمنون
1. ( ق ) الله أعلم بمراده به ( والقرآن المجيد ) الكريم ما آمن كفار مكة بمحمد صلى الله عليه وسلم
2. ( بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم ) رسول من أنفسهم يخوفهم بالنار بعد البعث ( فقال الكافرون هذا ) الانذار ( شيء عجيب )
3. ( أئذا ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين ( متنا وكنا ترابا ) نرجع ( ذلك رجع بعيد ) غاية البعد
4. ( قد علمنا ما تنقص الأرض ) تأكل منهم ( منهم وعندنا كتاب حفيظ ) هو اللوح المحفوظ فيه جميع الاشياء المقدرة
5. ( بل كذبوا بالحق ) بالقرآن ( لما جاءهم فهم ) في شأن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن ( في أمر مريج ) مضطرب قالوا مرة ساحر وسحر ومرة شاعر وشعر ومرة كاهن وكهانة
6. ( أفلم ينظروا ) بعيونهم معتبرين بعقولهم حين أنكروا البعث ( إلى السماء ) كائنة ( فوقهم كيف بنيناها ) بلا عمد ( وزيناها ) بالكواكب ( وما لها من فروج ) شقوق تعيبها
7. ( والأرض ) معطوف على موضع إلى السماء كيف ( مددناها ) دحوناها على وجه الماء ( وألقينا فيها رواسي ) جبالا تثبتها ( وأنبتنا فيها من كل زوج ) صنف ( بهيج ) يبهج به لحسنه
8. ( تبصرة ) مفعول له أي فعلنا ذلك تبصيرا منا ( وذكرى ) تذكيرا ( لكل عبد منيب ) رجاع إلى طاعتنا
9. ( ونزلنا من السماء ماء مباركا ) كثير البركة ( فأنبتنا به جنات ) بساتين ( وحب ) الزرع ( الحصيد ) المحصود
10. ( والنخل باسقات ) طوالا حال مقدرة ( لها طلع نضيد ) متراكب بعضه فوق بعض
11. ( رزقا للعباد ) مفعول له ( وأحيينا به بلدة ميتا ) يستوي فيه المذكر والمؤنث ( كذلك ) مثل هذا الاحياء ( الخروج ) من القبور فكيف تنكرونه والاستفهام للتقرير والمعنى أنهم نظروا وعلموا ماذكر
12. ( كذبت قبلهم قوم نوح ) تأنيث الفعل لمعنى قوم ( وأصحاب الرس ) هي بئر كانوا مقيمين عليها بمواشيهم يعبدون الأصنام ونبيهم قيل حنظلة بن صفوان وقيل غيره ( وثمود ) قوم صالح
13. ( وعاد ) قوم هود ( وفرعون وإخوان لوط )
14. ( وأصحاب الأيكة ) الغيضة قوم شعيب ( وقوم تبع ) هو ملك كان باليمن أسلم ودعا قومه إلى الإسلام فكذبوه ( كل ) من المذكورين ( كذب الرسل ) كقريش ( فحق وعيد ) وجب نزول العذاب على الجميع فلا يضيق صدرك من كفر قريش بك
15. ( أفعيينا بالخلق الأول ) أي لم نعي به فلا نعيا بالإعادة ( بل هم في لبس ) شك ( من خلق جديد ) وهو البعث
16. ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ) حال بتقدير نحن ( ما ) مصدرية ( توسوس ) تحدث ( به ) الباء زائدة أو للتعدية والضمير للإنسان ( نفسه ونحن أقرب إليه ) بالعلم ( من حبل الوريد ) الإضافة للبيان والوريدان عرقان بصفحتي العنق
17. ( إذ ) منصوبة باذكر مقدرا ( يتلقى ) يأخذ ويثبت ( المتلقيان ) الملكان الموكلان بالإنسان ما يعمله ( عن اليمين وعن الشمال ) منه ( قعيد ) قاعدان وهو مبتدا خبره ما قبله
18. ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب ) حافظ ( عتيد ) حاضرر وكل منهما بمعنى المثنى
19. ( وجاءت سكرة الموت ) غمرته وشدته ( بالحق ) من أمر الآخرة حتى يراها المنكر لها عيانا وهو نفس الشدة ( ذلك ) الموت ( ما كنت منه تحيد ) تهرب وتفزع
20. ( ونفخ في الصور ) للبعث ( ذلك ) يوم النفخ ( يوم الوعيد ) للكفار بالعذاب
21. ( وجاءت ) فيه ( كل نفس ) إلى المحشر ( معها سائق ) ملك يسوقها إليه ( وشهيد ) يشهد عليها بعملها وهو الأيدي والأرجل وغيرها ويقال للكافر
22. ( لقد كنت ) في الدنيا ( في غفلة من هذا ) النازل بك اليوم ( فكشفنا عنك غطاءك ) أزلنا غفلتك بما تشاهده اليوم ( فبصرك اليوم حديد ) حاد تدرك به ما أنكرته في الدنيا
23. ( وقال قرينه ) الملك الموكل به ( هذا ما ) الذي ( لدي عتيد ) حاضر فيقال لمالك
24. ( ألقيا في جهنم ) ألق ألق أو ألقين وبه قرأ الحسن فابدلت النون ألأفا ( كل كفار عنيد ) معاند للحق
25. ( مناع للخير ) كالزكاة ( معتد ) ظالم ( مريب ) شاك في دينه
26. ( الذي جعل مع الله إلها آخر ) مبتدأ ضمن معنى الشرط خبره ( فألقياه في العذاب الشديد ) تفسيره مثل ما تقدم
27. ( قال قرينه ) الشيطان ( ربنا ما أطغيته ) أضللته ( ولكن كان في ضلال بعيد ) فدعوته فاستجاب لي وقال هو أطغاني بدعائه له
28. ( قال ) تعالى ( لا تختصموا لدي ) أي ما ينفع الخصام هنا ( وقد قدمت إليكم ) في الدنيا ( بالوعيد ) بالعذاب في الآخرة لو لم تؤمنوا ولا بد منه
29. ( ما يبدل ) يغير ( القول لدي ) في ذلك ( وما أنا بظلام للعبيد ) فأعذبهم بغير جرم وظلام بمعنى ذي ظلم لقوله لا ظلم اليوم
30. ( يوم ) ناصبه ظلام ( نقول ) بالنون والياء ( لجهنم هل امتلأت ) استفهام تحقيق لوعده بملئها ( وتقول ) بصورة الاستفهام كالسؤال ( هل من مزيد ) أي لا أسع غير ما امتلأت به أي قد امتلأت
31. ( وأزلفت الجنة ) قربت ( للمتقين ) مكانا ( غير بعيد ) منهم فيرونها ويقال لهم
32. ( هذا ) المرئي ( ما توعدون ) بالتاء والياء في الدنيا ويبدل من للمتقين قوله ( لكل أواب ) رجاع إلى طاعة الله ( حفيظ ) حافظ لحدوده
33. ( من خشي الرحمن بالغيب ) خافه ولم يره ( وجاء بقلب منيب ) مقبل على طاعته ويقال للمتقين أيضا
34. ( ادخلوها بسلام ) سالمين من كل خوف أو مع سلام أي سلموا وادخلوا ( ذلك ) اليوم الذي حصل فيه الدخول ( يوم الخلود ) الدخول في الجنة
35. ( لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد ) زيادة على ما عملوا وطلبوا
36. ( وكم أهلكنا قبلهم من قرن ) أهلكنا قبل كفار قريش قرونا كثيرة من الكفار ( هم أشد منهم بطشا ) قوة ( فنقبوا ) فتشوا ( في البلاد هل من محيص ) لهم أو لغيرهم من الموت فلم يجدوا
37. ( إن في ذلك ) المذكور ( لذكرى ) لعظة ( لمن كان له قلب ) عقل ( أو ألقى السمع ) استمع الوعظ ( وهو شهيد ) حاضر بالقلب
38. ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ) أولها الأحد وآخرها الجمعة ( وما مسنا من لغوب ) تعب نزل ردا على اليهود في قولهم إن الله استراح يوم السبت وانتفاء التعب عنه بتنزهه تعالى عن صفات المخلوقين ولعدم المماسة بينه وبين غيره إتما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
39. ( فاصبر ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( على ما يقولون ) أي اليهود وغيرهم من التشبيه والتكذيب ( وسبح بحمد ربك ) صل حامدا ( قبل طلوع الشمس ) أي صلاة الصبح ( وقبل الغروب ) أي صلاة الظهر والعصر
40. ( ومن الليل فسبحه ) أي صل العشائين ( وأدبار السجود ) بفتح الهمزة جمع دبر وكسرها مصدر أدبر أي صل النوافل المسنونة عقب الفرائض وقيل المراد حقيقة التسبيح في هذه الأوقات ملابسا للحمد
41. ( واستمع ) يا مخاطب مقولي ( يوم يناد المناد ) هو إسرافيل ( من مكان قريب ) من السماء وهو صخرة بيت المقدس أقرب موضع من الأرض إلى السماء يقول أيتها العظام البالية والأوصال المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء
42. ( يوم ) بدل من يوم قبله ( يسمعون ) أي الخلق كلهم ( الصيحة بالحق ) بالبعث وهي النفخة الثانية من إسرافيل ويحتمل أن تكون قبل ندائه وبعده ( ذلك ) أي يوم النداء والسماع ( يوم الخروج ) من القبور وناصب يوم ينادي مقدرا أي يعلمون عاقبة تكذيبهم
43. ( إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير )
44. ( يوم ) بدل من يوم قبله وما بينهما اعتراض ( تشقق ) بتخفيف الشين وتشديدها بإدغام التاء الثانية في الأصل فيها ( الأرض عنهم سراعا ) جمع سريع حال من مقدر أي فيخرجون مسرعين ( ذلك حشر علينا يسير ) فيه فصل بين الموصوف والصفة بمتعلقها للاختصاص وهولا يضر ذلك اشارة إلى معنى الحشر المخبر به عنه وهو الاحياء بعد الفناء والجمع للعرض والحساب
45. ( نحن أعلم بما يقولون ) أي كفار قريش ( وما أنت عليهم بجبار ) تجبرهم على الإيمان وهذا قبلالامر بالجهاد ( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) وهم المؤمنون
عدل سابقا من قبل هدى Admin في الأحد أغسطس 12, 2012 9:41 am عدل 1 مرات
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
51. سورة الذاريات
1. ( والذاريات ) الرياح تذرو التراب وغيره ( ذروا ) مصدر ويقال تذريه ذريا تهب فيه
2. ( فالحاملات ) السحب تحمل الماء ( وقرا ) ثقلا مفعول الحاملات
3. ( فالجاريات ) السفن تجري على وجه الماء ( يسرا ) بسهولة مصدر في موضع الحال أي ميسرة
4. ( فالمقسمات أمرا ) الملائكة تقسم الارزاق والامطار وغيرها بين البلاد والعباد
5. ( إنما توعدون ) ما مصدرية أي وعدهم بالبعث وغيره ( لصادق ) لوعد صادق
6. ( وإن الدين ) الجزاء بعد الحساب ( لواقع ) لا محالة
7. ( والسماء ذات الحبك ) جمع حبيكة كطريقة وطرق أي صاحبة الطرق في الخلقة كالطريق في الرمل
8. ( إنكم ) يا أهل مكة في شأن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن ( لفي قول مختلف ) قيل شاعر ساحر كاهن شعر سحر كهانة
9. ( يؤفك ) يصرف ( عنه ) عن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن أي عن الإيمان به ( من أفك ) صرف عن الهداية في علم الله تعالى
10. ( قتل الخراصون ) لعن الكاذبون أصحاب القول المختلف
11. ( الذين هم في غمرة ) جهل يغمرهم ( ساهون ) غافلون عن أمر الآخرة
12. ( يسألون ) النبي استفهام استهزاء ( أيان يوم الدين ) أي متى مجيئه وجوابهم يجيء
13. ( يوم هم على النار يفتنون ) أي يعذبون فيها ويقال لهم حين التعذيب
14. ( ذوقوا فتنتكم ) تعذيبكم ( هذا ) التعذيب ( الذي كنتم به تستعجلون ) في الدنيا استهزاء
15. ( إن المتقين في جنات ) بساتين ( وعيون ) تجري فيها
16. ( آخذين ) حال من الضمير في خبر إن ( ما آتاهم ) أعطاهم ( ربهم ) من الثواب ( إنهم كانوا قبل ذلك ) أي دخولهم الجنة ( محسنين ) في الدنيا
17. ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) ينامون وما زائدة ويهجعون خبر كان وقليلا ظرف أي ينامون في زمن يسير من الليل ويصلون أكثره
18. ( وبالأسحار هم يستغفرون ) يقولون اللهم اغفر لنا
19. ( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) الذي لا يسأل لتعففه
20. ( وفي الأرض ) من الجبال والأرض والبحار والاشجار والنبات وغيرها ( آيات ) دلالات على قدرة االله سبحانه وتعالى ووحدانيته ( للموقنين )
21. ( وفي أنفسكم ) آيات أيضا من مبدأ خلقكم إلى منتهاه وما في تركيب خلقكم من العجائب ( أفلا تبصرون ) ذلك فتستدلوا به على صانعه وقدرته
22. ( وفي السماء رزقكم ) المطر المسبب عنه النبات الذي هو رزق ( وما توعدون ) من المآب والثواب والعقاب أي مكتوب ذلك في السماء
23. ( فورب السماء والأرض إنه ) ما توعدون ( لحق مثل ما أنكم تنطقون ) برفع مثل صفة وما مزيدة وبفتح اللام مركبة مع ما المعنى مثل نطقكم في حقيقته أي معلوميته عندكم ضرورة صدوره عنكم
24. ( هل أتاك ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( حديث ضيف إبراهيم المكرمين ) وهي ملائكة إثنا عشر أو عشرة أو ثلاثة منهم جبريل
25. ( إذ ) ظرف لحديث ضيف ( دخلوا عليه فقالوا سلاما ) أي هذا اللفظ ( قال سلام ) أي هذا اللفظ ( قوم منكرون ) لا نعرفهم قال ذلك في نفسه وهو خبر مبتدأ مقدر أي هؤلاء
26. ( فراغ ) مال ( إلى أهله ) سرا ( فجاء بعجل سمين ) وفي سورة هود بعجل حنيذ أي مشوي
27. ( فقربه إليهم قال ألا تأكلون ) عرض عليهم الأكل فلم يجيبوا
28. ( فأوجس ) أضمر في نفسه ( منهم خيفة قالوا لا تخف ) إنا رسل ربك ( وبشروه بغلام عليم ) ذي علم كثير وهو إسحاق كما ذكر في هود
29. ( فأقبلت امرأته ) سارة ( في صرة ) صيحة حال أي جاءت صائحة ( فصكت وجهها ) لطمته ( وقالت عجوز عقيم ) لم تلد قط وعمرها تسع وتسعون سنة وعمر إبراهيم مائة سنة أو عمره مائة وعشرون سنة وعمرها تسع وتسعون سنة
30. ( قالوا كذلك ) مثل قولنا في البشارة ( قال ربك إنه هو الحكيم ) في صنعه ( العليم ) بخلقه
31. ( قال فما خطبكم ) شأنكم ( أيها المرسلون )
32. ( قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين ) كافرين هم قوم لوط
33. ( لنرسل عليهم حجارة من طين ) مطبوخ بالنار
34. ( مسومة ) معلمة عليها اسم من يرمى بها ( عند ربك ) ظروف لها ( للمسرفين ) باتيانهم الذكور مع كفرهم
35. ( فأخرجنا من كان فيها ) أي قرىء قوم لوط ( من المؤمنين ) لاهلاك الكافرين
36. ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) وهو لوط وابنتاه وصفوا بالإيمان والإسلام أي مصدقون بقلوبهم عاملون بجوارحهم الطاعات
37. ( وتركنا فيها ) بعد إهلاك الكافرين ( آية ) علامة على إهلاكهم ( للذين يخافون العذاب الأليم ) فلا يفعلون مثل فعلهم
38. ( وفي موسى ) معطوف على فيها المعنى وجعلنا في قصة موسى آية ( إذ أرسلناه إلى فرعون ) متلبسا ( بسلطان مبين ) بحجة واضحة
39. ( فتولى ) أعرض عن الإيمان ( بركنه ) مع جنوده لأنهم له كالركن ( وقال ) لموسى هو ( ساحر أو مجنون )
40. ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم ) طرحناهم ( في اليم ) البحر فغرقوا ( وهو ) أي فرعون ( مليم ) آت بما يلام عليه من تكذيب الرسل ودعوى الربوبية
41. ( وفي ) إهلاك ( عاد ) آية ( إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ) هي التي لا خير فيها لأنها لا تحمل المطر ولا تلقح الشجر وهي الدبور
42. ( ما تذر من شيء ) نفس أو مال ( أتت عليه إلا جعلته كالرميم ) كالبالي المتفتت
43. ( وفي ) إهلاكك ( ثمود ) آية ( إذ قيل لهم ) بعد عقر الناقة ( تمتعوا حتى حين ) إلى انقضاء آجالكم كما في آية تمتعوا في داركم ثلاثة أيام
44. ( فعتوا ) تكبروا ( عن أمر ربهم ) عن امتثاله ( فأخذتهم الصاعقة ) بعد مضي الثلاثة أيام أي الصيحة المهلكة ( وهم ينظرون ) أي بالنهار
45. ( فما استطاعوا من قيام ) ما قدروا على النهوض حين نزول العذاب ( وما كانوا منتصرين ) على من أهلكهم
46. ( وقوم نوح ) بالجر عطف على ثمود أي وفي إهلاكهم بما في السماء والأرض آية وبالنصب أي وأهلكنا قوم نوح ( من قبل ) قبل إهلاك هؤلاء المذكورين ( إنهم كانوا قوما فاسقين )
47. ( والسماء بنيناها بأيد ) بقوة ( وإنا لموسعون ) قادرون يقال آد الرجل يئيد قوي وأوسع الرجل صار ذا سعة وقوة
48. ( والأرض فرشناها ) مهدناها ( فنعم الماهدون ) نحن
49. ( ومن كل شيء ) متعلق بقوله خلقنا ( خلقنا زوجين ) صنفين كالذكر والأنثى والسماء والأرض والشمس والقمر والسهل والجبل والصيف والشتاء والحلو والحامض والنور والظلمة ( لعلكم تذكرون ) بحذف إحدى التاءين في الأصل فتعلموا أن خالق الأزواج فرد فتعبدوه
50. ( ففروا إلى الله ) أي إلى ثوابه من عقابه بأن تطيعوه ولا تعصوه ( إني لكم منه نذير مبين ) بين الانذار
51. ( ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين ) يقدر قبل ففروا قل لهم
52. ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ) هو ( ساحر أو مجنون ) أي مثل تكذيبهم لك بقولهم إنك ساحر أو مجنون تكذيب الأمم قبلهم رسلهم بقولهم ذلك
53. ( أتواصوا ) كلهم ( به ) استفهام بمعنى النفي ( بل هم قوم طاغون ) جمعهم على هذاالقول طغيانهم
54. ( فتول ) أعرض ( عنهم فما أنت بملوم ) لانك بلغتهم الرسالة
55. ( وذكر ) عظ بالقرآن ( فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) من علم الله تعالى أنه مؤمن
56. ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ولا ينافي ذلك عدم عبادة الكافرين لأن الغاية لا يلزم وجودها كما في قولك بريت هذا القلم لاكتب به فإنك قد لا تكتب به
57. ( ما أريد منهم من رزق ) لي ولأنفسهم وغيرهمم ( وما أريد أن يطعمون ) ولا أنفسهم ولا غيرهم
58. ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) الشديدد
59. ( فإن للذين ظلموا ) أنفسهم بالكفر من أهل مكة وغيرهم ( ذنوبا ) نصيبا من العذاب ( مثل ذنوب ) نصيب ( أصحابهم ) الهالكين قبلهم ( فلا يستعجلون ) بالعذاب إن أخرتهم إلى يوم القيامة
60. ( فويل ) شدة عذاب ( للذين كفروا من ) في ( يومهم الذي يوعدون ) أي يوم القيامة
1. ( والذاريات ) الرياح تذرو التراب وغيره ( ذروا ) مصدر ويقال تذريه ذريا تهب فيه
2. ( فالحاملات ) السحب تحمل الماء ( وقرا ) ثقلا مفعول الحاملات
3. ( فالجاريات ) السفن تجري على وجه الماء ( يسرا ) بسهولة مصدر في موضع الحال أي ميسرة
4. ( فالمقسمات أمرا ) الملائكة تقسم الارزاق والامطار وغيرها بين البلاد والعباد
5. ( إنما توعدون ) ما مصدرية أي وعدهم بالبعث وغيره ( لصادق ) لوعد صادق
6. ( وإن الدين ) الجزاء بعد الحساب ( لواقع ) لا محالة
7. ( والسماء ذات الحبك ) جمع حبيكة كطريقة وطرق أي صاحبة الطرق في الخلقة كالطريق في الرمل
8. ( إنكم ) يا أهل مكة في شأن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن ( لفي قول مختلف ) قيل شاعر ساحر كاهن شعر سحر كهانة
9. ( يؤفك ) يصرف ( عنه ) عن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن أي عن الإيمان به ( من أفك ) صرف عن الهداية في علم الله تعالى
10. ( قتل الخراصون ) لعن الكاذبون أصحاب القول المختلف
11. ( الذين هم في غمرة ) جهل يغمرهم ( ساهون ) غافلون عن أمر الآخرة
12. ( يسألون ) النبي استفهام استهزاء ( أيان يوم الدين ) أي متى مجيئه وجوابهم يجيء
13. ( يوم هم على النار يفتنون ) أي يعذبون فيها ويقال لهم حين التعذيب
14. ( ذوقوا فتنتكم ) تعذيبكم ( هذا ) التعذيب ( الذي كنتم به تستعجلون ) في الدنيا استهزاء
15. ( إن المتقين في جنات ) بساتين ( وعيون ) تجري فيها
16. ( آخذين ) حال من الضمير في خبر إن ( ما آتاهم ) أعطاهم ( ربهم ) من الثواب ( إنهم كانوا قبل ذلك ) أي دخولهم الجنة ( محسنين ) في الدنيا
17. ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) ينامون وما زائدة ويهجعون خبر كان وقليلا ظرف أي ينامون في زمن يسير من الليل ويصلون أكثره
18. ( وبالأسحار هم يستغفرون ) يقولون اللهم اغفر لنا
19. ( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) الذي لا يسأل لتعففه
20. ( وفي الأرض ) من الجبال والأرض والبحار والاشجار والنبات وغيرها ( آيات ) دلالات على قدرة االله سبحانه وتعالى ووحدانيته ( للموقنين )
21. ( وفي أنفسكم ) آيات أيضا من مبدأ خلقكم إلى منتهاه وما في تركيب خلقكم من العجائب ( أفلا تبصرون ) ذلك فتستدلوا به على صانعه وقدرته
22. ( وفي السماء رزقكم ) المطر المسبب عنه النبات الذي هو رزق ( وما توعدون ) من المآب والثواب والعقاب أي مكتوب ذلك في السماء
23. ( فورب السماء والأرض إنه ) ما توعدون ( لحق مثل ما أنكم تنطقون ) برفع مثل صفة وما مزيدة وبفتح اللام مركبة مع ما المعنى مثل نطقكم في حقيقته أي معلوميته عندكم ضرورة صدوره عنكم
24. ( هل أتاك ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( حديث ضيف إبراهيم المكرمين ) وهي ملائكة إثنا عشر أو عشرة أو ثلاثة منهم جبريل
25. ( إذ ) ظرف لحديث ضيف ( دخلوا عليه فقالوا سلاما ) أي هذا اللفظ ( قال سلام ) أي هذا اللفظ ( قوم منكرون ) لا نعرفهم قال ذلك في نفسه وهو خبر مبتدأ مقدر أي هؤلاء
26. ( فراغ ) مال ( إلى أهله ) سرا ( فجاء بعجل سمين ) وفي سورة هود بعجل حنيذ أي مشوي
27. ( فقربه إليهم قال ألا تأكلون ) عرض عليهم الأكل فلم يجيبوا
28. ( فأوجس ) أضمر في نفسه ( منهم خيفة قالوا لا تخف ) إنا رسل ربك ( وبشروه بغلام عليم ) ذي علم كثير وهو إسحاق كما ذكر في هود
29. ( فأقبلت امرأته ) سارة ( في صرة ) صيحة حال أي جاءت صائحة ( فصكت وجهها ) لطمته ( وقالت عجوز عقيم ) لم تلد قط وعمرها تسع وتسعون سنة وعمر إبراهيم مائة سنة أو عمره مائة وعشرون سنة وعمرها تسع وتسعون سنة
30. ( قالوا كذلك ) مثل قولنا في البشارة ( قال ربك إنه هو الحكيم ) في صنعه ( العليم ) بخلقه
31. ( قال فما خطبكم ) شأنكم ( أيها المرسلون )
32. ( قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين ) كافرين هم قوم لوط
33. ( لنرسل عليهم حجارة من طين ) مطبوخ بالنار
34. ( مسومة ) معلمة عليها اسم من يرمى بها ( عند ربك ) ظروف لها ( للمسرفين ) باتيانهم الذكور مع كفرهم
35. ( فأخرجنا من كان فيها ) أي قرىء قوم لوط ( من المؤمنين ) لاهلاك الكافرين
36. ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) وهو لوط وابنتاه وصفوا بالإيمان والإسلام أي مصدقون بقلوبهم عاملون بجوارحهم الطاعات
37. ( وتركنا فيها ) بعد إهلاك الكافرين ( آية ) علامة على إهلاكهم ( للذين يخافون العذاب الأليم ) فلا يفعلون مثل فعلهم
38. ( وفي موسى ) معطوف على فيها المعنى وجعلنا في قصة موسى آية ( إذ أرسلناه إلى فرعون ) متلبسا ( بسلطان مبين ) بحجة واضحة
39. ( فتولى ) أعرض عن الإيمان ( بركنه ) مع جنوده لأنهم له كالركن ( وقال ) لموسى هو ( ساحر أو مجنون )
40. ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم ) طرحناهم ( في اليم ) البحر فغرقوا ( وهو ) أي فرعون ( مليم ) آت بما يلام عليه من تكذيب الرسل ودعوى الربوبية
41. ( وفي ) إهلاك ( عاد ) آية ( إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ) هي التي لا خير فيها لأنها لا تحمل المطر ولا تلقح الشجر وهي الدبور
42. ( ما تذر من شيء ) نفس أو مال ( أتت عليه إلا جعلته كالرميم ) كالبالي المتفتت
43. ( وفي ) إهلاكك ( ثمود ) آية ( إذ قيل لهم ) بعد عقر الناقة ( تمتعوا حتى حين ) إلى انقضاء آجالكم كما في آية تمتعوا في داركم ثلاثة أيام
44. ( فعتوا ) تكبروا ( عن أمر ربهم ) عن امتثاله ( فأخذتهم الصاعقة ) بعد مضي الثلاثة أيام أي الصيحة المهلكة ( وهم ينظرون ) أي بالنهار
45. ( فما استطاعوا من قيام ) ما قدروا على النهوض حين نزول العذاب ( وما كانوا منتصرين ) على من أهلكهم
46. ( وقوم نوح ) بالجر عطف على ثمود أي وفي إهلاكهم بما في السماء والأرض آية وبالنصب أي وأهلكنا قوم نوح ( من قبل ) قبل إهلاك هؤلاء المذكورين ( إنهم كانوا قوما فاسقين )
47. ( والسماء بنيناها بأيد ) بقوة ( وإنا لموسعون ) قادرون يقال آد الرجل يئيد قوي وأوسع الرجل صار ذا سعة وقوة
48. ( والأرض فرشناها ) مهدناها ( فنعم الماهدون ) نحن
49. ( ومن كل شيء ) متعلق بقوله خلقنا ( خلقنا زوجين ) صنفين كالذكر والأنثى والسماء والأرض والشمس والقمر والسهل والجبل والصيف والشتاء والحلو والحامض والنور والظلمة ( لعلكم تذكرون ) بحذف إحدى التاءين في الأصل فتعلموا أن خالق الأزواج فرد فتعبدوه
50. ( ففروا إلى الله ) أي إلى ثوابه من عقابه بأن تطيعوه ولا تعصوه ( إني لكم منه نذير مبين ) بين الانذار
51. ( ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين ) يقدر قبل ففروا قل لهم
52. ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ) هو ( ساحر أو مجنون ) أي مثل تكذيبهم لك بقولهم إنك ساحر أو مجنون تكذيب الأمم قبلهم رسلهم بقولهم ذلك
53. ( أتواصوا ) كلهم ( به ) استفهام بمعنى النفي ( بل هم قوم طاغون ) جمعهم على هذاالقول طغيانهم
54. ( فتول ) أعرض ( عنهم فما أنت بملوم ) لانك بلغتهم الرسالة
55. ( وذكر ) عظ بالقرآن ( فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) من علم الله تعالى أنه مؤمن
56. ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ولا ينافي ذلك عدم عبادة الكافرين لأن الغاية لا يلزم وجودها كما في قولك بريت هذا القلم لاكتب به فإنك قد لا تكتب به
57. ( ما أريد منهم من رزق ) لي ولأنفسهم وغيرهمم ( وما أريد أن يطعمون ) ولا أنفسهم ولا غيرهم
58. ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) الشديدد
59. ( فإن للذين ظلموا ) أنفسهم بالكفر من أهل مكة وغيرهم ( ذنوبا ) نصيبا من العذاب ( مثل ذنوب ) نصيب ( أصحابهم ) الهالكين قبلهم ( فلا يستعجلون ) بالعذاب إن أخرتهم إلى يوم القيامة
60. ( فويل ) شدة عذاب ( للذين كفروا من ) في ( يومهم الذي يوعدون ) أي يوم القيامة
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
. سورة الطور
1. ( والطور ) أي الذي كلم الله عليه موسى
2. ( وكتاب مسطور )
3. ( في رق منشور ) أي التوراة أو القرآن
4. ( والبيت المعمور ) هو في السماء الثالثة أو السادسة أو السابعة بحيال الكعبة يزوره كل يوم سبعون ألف ملك بالطواف والصلاة لا يعودون إليه أبدا
5. ( والسقف المرفوع ) أي السماء
6. ( والبحر المسجور ) أي المملوء
7. ( إن عذاب ربك لواقع ) لنازل بمستحقه
8. ( ما له من دافع ) عنه
9. ( يوم ) معمول لواقع ( تمور السماء مورا ) تتحرك وتدور
10. ( وتسير الجبال سيرا ) تصير هباء منثورا وذلك في يوم القيامة
11. ( فويل ) شدة عذاب ( يومئذ للمكذبين ) للرسل
12. ( الذين هم في خوض ) باطل ( يلعبون ) أي يتشاغلون بكفرهم
13. ( يوم يدعون إلى نار جهنم دعا ) يدفعون بعنف بدل من يوم تمور ويقال لهم تبكيتا
14. ( هذه النار التي كنتم بها تكذبون )
15. ( أفسحر هذا ) العذاب الذي ترون كما كنتم تقولون في الوحي هذا سحر ( أم أنتم لا تبصرون )
16. ( اصلوها فاصبروا ) عليها ( أو لا تصبروا ) صبركم وجزعكم ( سواء عليكم ) لأن صبركم لا ينفعكم ( إنما تجزون ما كنتم تعملون ) أي جزاؤه
17. ( إن المتقين في جنات ونعيم )
18. ( فاكهين ) متلذذين ( بما ) مصدرية ( آتاهم ) أعطاهم ( ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ) عطفا على آتاهم أي باتيانهم ووقايتهم ويقال لهم
19. ( كلوا واشربوا هنيئا ) حال مهنئين ( بما ) الباء سببية ( كنتم تعملون )
20. ( متكئين ) حال من الضمير المستكن في قوله تعالى في جنات ( على سرر مصفوفة ) بعضها اإلى جنب بعض ( وزوجناهم ) عطف على جنات أي قرناهم ( بحور عين ) عظام الأعين حسانهن
21. ( والذين آمنوا ) مبتدأ ( واتبعتهم ) وفي قراءة واتبعتهم معطوف على آمنوا ( ذريتهم ) وفي قراءة ذريتهم الصغار والكبار ( بإيمان ) من الكبار ومن أولادهم الصغار والخبر ( ألحقنا بهم ذريتهم ) المذكورين في الجنة فيكونون في درجتهم وإن لم يعملوا بعملهم تكرمة للآباء باجتماع الأولاد إليهم ( وما ألتناهم ) بفتح اللام وكسرها نقصناهم ( من عملهم من ) زائدة ( شيء ) يزاد في عمل الأولاد ( كل امرئ بما كسب ) من عمل خير أو شر ( رهين ) مرهون يواخد بالشر ويجازى بالخير
22. ( وأمددناهم ) زدناهم في وقت بعد وقت ( بفاكهة ولحم مما يشتهون ) وإن لم يصرحوا بطلبه
23. ( يتنازعون ) يتعاطون بينهم ( فيها ) الجنة ( كأسا ) خمرا ( لا لغو فيها ) بسبب شربها يقع بينهم ( ولا تأثيم ) به يلحقهم بخلاف خمر الدنيا
24. ( ويطوف عليهم ) للخدمة ( غلمان ) أرقاء ( لهم كأنهم ) حسنا ولطافة ( لؤلؤ مكنون ) مصون في الصدف لأنه فيها أحسن منها في غيرها
25. ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) يسأل بعضهم بعضا عما كانوا عليه وما وصلوا إليه تلذذا واعترافا بالنعمة
26. ( قالوا ) إيماء إلى علة الوصول ( إنا كنا قبل في أهلنا ) في الدنيا ( مشفقين ) خائفين من عذاب الله
27. ( فمن الله علينا ) بالمغفرة ( ووقانا عذاب السموم ) النار لدخولها في المسام وقالوا إيماء أيضا
28. ( إنا كنا من قبل ) في الدنيا ( ندعوه ) نعبده موحدين ( إنه ) بالكسر استئنافا وإن كان تعليلا لفظا ( هو البر ) المحسن الصادق في وعده ( الرحيم ) العظيم الرحمة
29. ( فذكر ) دم على تذكير المشركين ولا ترجع عنه لقولهم لك كاهن مجنون ( فما أنت بنعمة ربك ) بإنعامه عليك ( بكاهن ) خبر ما ( ولا مجنون ) معطوف عليه
30. ( أم ) بل ( يقولون ) هو ( شاعر نتربص به ريب المنون ) حوادث الدهر فيهلك كغيره من الشعراء
31. ( قل تربصوا ) هلاكي ( فإني معكم من المتربصين ) هلاككم فعذبوا بالسيف يوم بدرر والتربص والانتظار
32. ( أم تأمرهم أحلامهم ) عقولهم ( بهذا ) قولهم له ساحر كاهن مجنون أي لا تأمرهم بذلك ( أم ) بل ( هم قوم طاغون ) بعنادهم
33. ( أم يقولون تقوله ) اختلق القرآن لم يختلقه ( بل لا يؤمنون ) استكبارا فإن قالوا اختلقه
34. ( فليأتوا بحديث ) مختلق ( مثله إن كانوا صادقين ) في قولهم
35. ( أم خلقوا من غير شيء ) من غير خالق ( أم هم الخالقون ) أنفسهم ولا يعقل مخلوق بغير خالق ولا معدوم يخلق فلا بد لهم من خالق هو الله الواحد فلم لا يوحدونه ويؤمنون برسوله وكتابه
36. ( أم خلقوا السماوات والأرض ) ولا يقدر على خلقهما إلا الله الخالق فلم لا يعبدونه ( بل لا يوقنون ) به وإلا لآمنوا بنبيه
37. ( أم عندهم خزائن ربك ) من النبوة والرزق وغيرهما فيخصوا من شاؤا بما شاؤا ( أم هم المسيطرون ) المتسلطون الجبارون وفعله سيطر ومثله بيطر وبيقر
38. ( أم لهم سلم ) مرقى إلى السماء ( يستمعون فيه ) أي عليه كلام الملائكة حتى يمكنهم منازعة النبي بزعمهم إن ادعوا ذلك ( فليأت مستمعهم ) مدعي الاستماع عليه ( بسلطان مبين ) بحجة بينة واضحة ولشبه هذا الزعم بزعمهم أن الملائكة بنات الله
39. ( أم له البنات ) بزعمكم ( ولكم البنون ) تعالى الله عما زعمتموه
40. ( أم تسألهم أجرا ) على ما جئتهم به من الدين ( فهم من مغرم ) غرم ذلك ( مثقلون ) فلا يسلمون
41. ( أم عندهم الغيب ) علمه ( فهم يكتبون ) ذلك حتى يمكنهم منازعة النبي صلى الله عليه وسلم في البعث وامور الآخرة بزعمهم
42. ( أم يريدون كيدا ) بك ليهلكوك في دار الندوة ( فالذين كفروا هم المكيدون ) المغلوبون المهلكون فحفظه الله منهم ثم أهلكهم ببدر
43. ( أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون ) به من الآلهة والاستفهام بأم في وضعها للتقبيح والتوبيخ
44. ( وإن يروا كسفا ) بعضا ( من السماء ساقطا ) عليهم كما قالوا فأسقط علينا كسفا من السماء أي تعذيبا لهم ( يقولوا ) هذا ( سحاب مركوم ) نروى به ولا يؤمنون
45. ( فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون ) يموتون
46. ( يوم لا يغني ) بدل من يومهم ( عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون ) يمنعون من العذاب في الآخرة
47. ( وإن للذين ظلموا ) بكفرهم ( عذابا دون ذلك ) في الدنيا قبل موتهم فعذبوا بالجوع والقحط سبع سنين وبالقتل يوم بدر ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) أن العذاب ينزل بهم
48. ( واصبر لحكم ربك ) بامهالهم ولا يضيق صدرك ( فإنك بأعيننا ) بمرآى منا نراك ونحفظك ( وسبح ) متلبسا ( بحمد ربك ) أي قل سبحان الله وبحمده ( حين تقوم ) من منامك أو من مجلسك
49. ( ومن الليل فسبحه ) حقيقة أيضا ( وإدبار النجوم ) مصدر أي عقب غروبها سبحه أيضا أوصل في الأول العشاءين وفي الثاني الفجر وقيل الصبح
1. ( والطور ) أي الذي كلم الله عليه موسى
2. ( وكتاب مسطور )
3. ( في رق منشور ) أي التوراة أو القرآن
4. ( والبيت المعمور ) هو في السماء الثالثة أو السادسة أو السابعة بحيال الكعبة يزوره كل يوم سبعون ألف ملك بالطواف والصلاة لا يعودون إليه أبدا
5. ( والسقف المرفوع ) أي السماء
6. ( والبحر المسجور ) أي المملوء
7. ( إن عذاب ربك لواقع ) لنازل بمستحقه
8. ( ما له من دافع ) عنه
9. ( يوم ) معمول لواقع ( تمور السماء مورا ) تتحرك وتدور
10. ( وتسير الجبال سيرا ) تصير هباء منثورا وذلك في يوم القيامة
11. ( فويل ) شدة عذاب ( يومئذ للمكذبين ) للرسل
12. ( الذين هم في خوض ) باطل ( يلعبون ) أي يتشاغلون بكفرهم
13. ( يوم يدعون إلى نار جهنم دعا ) يدفعون بعنف بدل من يوم تمور ويقال لهم تبكيتا
14. ( هذه النار التي كنتم بها تكذبون )
15. ( أفسحر هذا ) العذاب الذي ترون كما كنتم تقولون في الوحي هذا سحر ( أم أنتم لا تبصرون )
16. ( اصلوها فاصبروا ) عليها ( أو لا تصبروا ) صبركم وجزعكم ( سواء عليكم ) لأن صبركم لا ينفعكم ( إنما تجزون ما كنتم تعملون ) أي جزاؤه
17. ( إن المتقين في جنات ونعيم )
18. ( فاكهين ) متلذذين ( بما ) مصدرية ( آتاهم ) أعطاهم ( ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ) عطفا على آتاهم أي باتيانهم ووقايتهم ويقال لهم
19. ( كلوا واشربوا هنيئا ) حال مهنئين ( بما ) الباء سببية ( كنتم تعملون )
20. ( متكئين ) حال من الضمير المستكن في قوله تعالى في جنات ( على سرر مصفوفة ) بعضها اإلى جنب بعض ( وزوجناهم ) عطف على جنات أي قرناهم ( بحور عين ) عظام الأعين حسانهن
21. ( والذين آمنوا ) مبتدأ ( واتبعتهم ) وفي قراءة واتبعتهم معطوف على آمنوا ( ذريتهم ) وفي قراءة ذريتهم الصغار والكبار ( بإيمان ) من الكبار ومن أولادهم الصغار والخبر ( ألحقنا بهم ذريتهم ) المذكورين في الجنة فيكونون في درجتهم وإن لم يعملوا بعملهم تكرمة للآباء باجتماع الأولاد إليهم ( وما ألتناهم ) بفتح اللام وكسرها نقصناهم ( من عملهم من ) زائدة ( شيء ) يزاد في عمل الأولاد ( كل امرئ بما كسب ) من عمل خير أو شر ( رهين ) مرهون يواخد بالشر ويجازى بالخير
22. ( وأمددناهم ) زدناهم في وقت بعد وقت ( بفاكهة ولحم مما يشتهون ) وإن لم يصرحوا بطلبه
23. ( يتنازعون ) يتعاطون بينهم ( فيها ) الجنة ( كأسا ) خمرا ( لا لغو فيها ) بسبب شربها يقع بينهم ( ولا تأثيم ) به يلحقهم بخلاف خمر الدنيا
24. ( ويطوف عليهم ) للخدمة ( غلمان ) أرقاء ( لهم كأنهم ) حسنا ولطافة ( لؤلؤ مكنون ) مصون في الصدف لأنه فيها أحسن منها في غيرها
25. ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) يسأل بعضهم بعضا عما كانوا عليه وما وصلوا إليه تلذذا واعترافا بالنعمة
26. ( قالوا ) إيماء إلى علة الوصول ( إنا كنا قبل في أهلنا ) في الدنيا ( مشفقين ) خائفين من عذاب الله
27. ( فمن الله علينا ) بالمغفرة ( ووقانا عذاب السموم ) النار لدخولها في المسام وقالوا إيماء أيضا
28. ( إنا كنا من قبل ) في الدنيا ( ندعوه ) نعبده موحدين ( إنه ) بالكسر استئنافا وإن كان تعليلا لفظا ( هو البر ) المحسن الصادق في وعده ( الرحيم ) العظيم الرحمة
29. ( فذكر ) دم على تذكير المشركين ولا ترجع عنه لقولهم لك كاهن مجنون ( فما أنت بنعمة ربك ) بإنعامه عليك ( بكاهن ) خبر ما ( ولا مجنون ) معطوف عليه
30. ( أم ) بل ( يقولون ) هو ( شاعر نتربص به ريب المنون ) حوادث الدهر فيهلك كغيره من الشعراء
31. ( قل تربصوا ) هلاكي ( فإني معكم من المتربصين ) هلاككم فعذبوا بالسيف يوم بدرر والتربص والانتظار
32. ( أم تأمرهم أحلامهم ) عقولهم ( بهذا ) قولهم له ساحر كاهن مجنون أي لا تأمرهم بذلك ( أم ) بل ( هم قوم طاغون ) بعنادهم
33. ( أم يقولون تقوله ) اختلق القرآن لم يختلقه ( بل لا يؤمنون ) استكبارا فإن قالوا اختلقه
34. ( فليأتوا بحديث ) مختلق ( مثله إن كانوا صادقين ) في قولهم
35. ( أم خلقوا من غير شيء ) من غير خالق ( أم هم الخالقون ) أنفسهم ولا يعقل مخلوق بغير خالق ولا معدوم يخلق فلا بد لهم من خالق هو الله الواحد فلم لا يوحدونه ويؤمنون برسوله وكتابه
36. ( أم خلقوا السماوات والأرض ) ولا يقدر على خلقهما إلا الله الخالق فلم لا يعبدونه ( بل لا يوقنون ) به وإلا لآمنوا بنبيه
37. ( أم عندهم خزائن ربك ) من النبوة والرزق وغيرهما فيخصوا من شاؤا بما شاؤا ( أم هم المسيطرون ) المتسلطون الجبارون وفعله سيطر ومثله بيطر وبيقر
38. ( أم لهم سلم ) مرقى إلى السماء ( يستمعون فيه ) أي عليه كلام الملائكة حتى يمكنهم منازعة النبي بزعمهم إن ادعوا ذلك ( فليأت مستمعهم ) مدعي الاستماع عليه ( بسلطان مبين ) بحجة بينة واضحة ولشبه هذا الزعم بزعمهم أن الملائكة بنات الله
39. ( أم له البنات ) بزعمكم ( ولكم البنون ) تعالى الله عما زعمتموه
40. ( أم تسألهم أجرا ) على ما جئتهم به من الدين ( فهم من مغرم ) غرم ذلك ( مثقلون ) فلا يسلمون
41. ( أم عندهم الغيب ) علمه ( فهم يكتبون ) ذلك حتى يمكنهم منازعة النبي صلى الله عليه وسلم في البعث وامور الآخرة بزعمهم
42. ( أم يريدون كيدا ) بك ليهلكوك في دار الندوة ( فالذين كفروا هم المكيدون ) المغلوبون المهلكون فحفظه الله منهم ثم أهلكهم ببدر
43. ( أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون ) به من الآلهة والاستفهام بأم في وضعها للتقبيح والتوبيخ
44. ( وإن يروا كسفا ) بعضا ( من السماء ساقطا ) عليهم كما قالوا فأسقط علينا كسفا من السماء أي تعذيبا لهم ( يقولوا ) هذا ( سحاب مركوم ) نروى به ولا يؤمنون
45. ( فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون ) يموتون
46. ( يوم لا يغني ) بدل من يومهم ( عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون ) يمنعون من العذاب في الآخرة
47. ( وإن للذين ظلموا ) بكفرهم ( عذابا دون ذلك ) في الدنيا قبل موتهم فعذبوا بالجوع والقحط سبع سنين وبالقتل يوم بدر ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) أن العذاب ينزل بهم
48. ( واصبر لحكم ربك ) بامهالهم ولا يضيق صدرك ( فإنك بأعيننا ) بمرآى منا نراك ونحفظك ( وسبح ) متلبسا ( بحمد ربك ) أي قل سبحان الله وبحمده ( حين تقوم ) من منامك أو من مجلسك
49. ( ومن الليل فسبحه ) حقيقة أيضا ( وإدبار النجوم ) مصدر أي عقب غروبها سبحه أيضا أوصل في الأول العشاءين وفي الثاني الفجر وقيل الصبح
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
53. سورة النجم
1. ( والنجم ) الثريا ( إذا هوى ) غاب
2. ( ما ضل صاحبكم ) محمد عليه الصلاة والسلام عن طريق الهداية ( وما غوى ) ما لابس الغي وهو جهل من اعتقاد فاسد
3. ( وما ينطق ) بما يأتيكم به ( عن الهوى ) هوى نفسه
4. ( إن ) ما ( هو إلا وحي يوحى ) إليه
5. ( علمه ) إياه ملك ( شديد القوى )
6. ( ذو مرة ) قوة وشدة أو منظر حسن أي جبريل عليه السلام ( فاستوى ) استقر
7. ( وهو بالأفق الأعلى ) افق الشمس أي عند مطلعها على صورته التي خلق عليها فرآه النبي صلى الله عليه وسلم وكان بحراء قد سد الافق إلى المغرب فخر مغشيا عليه وكان قد سأله أن يريه نفسه على صورته التي خلق عليها فواعده بحراء فنزل جبريل في صورة الآدميين
8. ( ثم دنا ) قرب منه ( فتدلى ) زاد في القرب
9. ( فكان ) منه ( قاب ) قدر ( قوسين أو أدنى ) من ذلك حتى أفاق وسكن روعه
10. ( فأوحى ) تعالى ( إلى عبده ) جبريل ( ما أوحى ) جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر الموحي تفخيما لشأنه
11. ( ما كذب ) بالتخفيف والتشديد أنكر ( الفؤاد ) فؤاد النبي ( ما رأى ) ببصره من صور جبريل
12. ( أفتمارونه ) تجادلونه وتغلبونه ( على ما يرى ) خطاب للمشركين المنكرين رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل
13. ( ولقد رآه ) على صورته ( نزلة ) مرة ( أخرى )
14. ( عند سدرة المنتهى ) لما أسري به في السموات وهي شجرة نبق عن يمين العرش لا يتجاوزها أحد من الملائكة
15. ( عندها جنة المأوى ) تأوي إليها الملائكة وأرواح الشهداء والمتقين
16. ( إذ ) حين ( يغشى السدرة ما يغشى ) من طير وغيره وإذ معمولة لرآه
17. ( ما زاغ البصر ) من النبي صلى االله عليه وسلم ( وما طغى ) أي ما مال بصره عن مرئيه المقصود له ولا جاوزه تلك الليلة
18. ( لقد رأى ) فيها ( من آيات ربه الكبرى ) العظام أي بعضها فرأى من عجائب الملكوت رفرفا أخضر سد أفق السماء وجبريل له ستمائة جناح
19. ( أفرأيتم اللات والعزى )
20. ( ومناة الثالثة ) للتين قبلها ( الأخرى ) صفة ذم للثالثة وهي أصنام من حجارة كان المشركون يعبدونها ويزعمون أنها تشفع لهم عند الله ومفعول أفرأيتم الأول اللات وما عطف عليه والثاني محذوف والمعنى أخبروه ألهذه الأصنام قدرة على شيء ما فتعبدوها دون الله القادر على ما تقدم ذكره ولما زعموا أيضا أن الملائكة بنات الله مع كراهتهم البنات نزلت
21. ( ألكم الذكر وله الأنثى )
22. ( تلك إذا قسمة ضيزى ) جائرة من ضازه يضيزه إذا ظلمه وجار عليه
23. ( إن هي ) أي ما المذكرات ( إلا أسماء سميتموها ) أي سميتم بها ( أنتم وآباؤكم ) أصناما تعبدونها ( ما أنزل الله بها ) أي بعبادتها ( من سلطان ) حجة وبرهان ( إن ) ما ( يتبعون ) في عبادتها ( إلا الظن وما تهوى الأنفس ) مما زين لهم الشيطان من أنها تشفع لهم عند الله تعالى ( ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) على لسان النبي صلى الله عليه وسلم بالبرهان القاطع فلم يرجعوا عما هم عليه
24. ( أم للإنسان ) أي لكل إنسان منهم ( ما تمنى ) من أن الأصنام تشفع لهم ليس الأمر كذلك
25. ( فلله الآخرة والأولى ) أي الدنيا فلا يقع فيهما إلا ما يريده تعالى
26. ( وكم من ملك ) أي وكثير من الملائكة ( في السماوات ) وما أكرمهم عند الله ( لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله ) لهم فيها ( لمن يشاء ) من عباده ( ويرضى ) عنه لقوله ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ومعلوم أنها لا توجد منهم إلا بعد الاذن فيها من ذاالذي يشفع عنده إلا بإذنه
27. ( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى ) حيث قالوا هم بنات الله
28. ( وما لهم به ) بهذا القول ( من علم إن ) ما ( يتبعون ) فيه ( إلا الظن ) الذي تخيلوه ( وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ) أي عن العلم فيما المطلوب فيه العلم
29. ( فأعرض عن من تولى عن ) القرآن ( ذكرنا ولم يرد إلا الحياة ) وهذا قبل الأمر بالجهاد
30. ( ذلك ) طلب الدنيا ( مبلغهم من العلم ) نهاية علمهم أن آثروا الدنيا على الآخرة ( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ) عالم بهما فيجازيهما
31. ( ولله ما في السماوات وما في الأرض ) هو مالك لذلك ومنه الضال والمهتدي يضل من يشاء ويهدي من يشاء ( ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ) من الشرك وغيره ( ويجزي الذين أحسنوا ) بالتوحيد وغيره من الطاعات ( بالحسنى ) الجنة وبين المحسنين بقوله
32. ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم ) هو صغار الذنوب كالنظرة والقبلة واللمسة فهو استثناء منقطع والمعنى لكن اللمم يغفر باجتناب الكبائر ( إن ربك واسع المغفرة ) بذلك وبقبول التوبة ونزل فيمن كان يقول صلاتنا وصيامنا حجنا ( هو أعلم ) عالم ( بكم إذ أنشأكم من الأرض ) أي خلق أباكم آدم من التراب ( وإذ أنتم أجنة ) جمع جنين ( في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم ) لا تمدحوها على سبيل الاعجاب أما على سبيل الاعتراف بالنعمة فحسن ( هو أعلم ) أي عالم ( بمن اتقى )
33. ( أفرأيت الذي تولى ) عن الإيمان ارتد لما عير به وقال إني خشيت عقاب الله فضمن له المعير أن يحمل عنه عذاب الله إن رجع إلى شركه وأعطاه من ماله كذا فرجع
34. ( وأعطى قليلا ) من المال المسمى ( وأكدى ) منع الباقي مأخوذ من الكدية وهي أرض صلبة كالصخرة تمنع حافر البئر إذا وصل إليها من الحفر
35. ( أعنده علم الغيب فهو يرى ) يعلم من جملته أن غيره يتحمل عنه عذاب الآخرة ألا وهو الوليد بن مغيرة وجملة أعنده المفعول الثاني لرأيت بمعنى اخبرني
36. ( أم ) بل ( لم ينبأ بما في صحف موسى ) أسفار التوراة أو صحف قبلها
37. وصحف ( وإبراهيم الذي وفى ) تمم ما أمر به نحو وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن وبيان ماء
38. ( ألا تزر وازرة وزر أخرى ) الخ وأن مخففة من الثقيلة أي أنه لا تحمل نفس ذنب غيرها
39. ( وأن ) أنه ( ليس للإنسان إلا ما سعى ) من خير فليس له من سعى غيره للخير شيء
40. ( وأن سعيه سوف يرى ) يبصر في الآخرة
41. ( ثم يجزاه الجزاء الأوفى ) الأكمل يقال له جزيته سعيه وبسعيه
42. ( وأن ) بالفتح عطفا وقرىء بالكسر استئنافا وكذا ما بعدها فلا يكون مضمون الجمل في الصحف على االثاني ( إلى ربك المنتهى ) المرجع والمصير بعد الموت فيجازيهم
43. ( وأنه هو أضحك ) من شاء أفرحه ( وأبكى ) من شاء أحزنه
44. ( وأنه هو أمات ) في الدنيا ( وأحيا ) للبعث
45. ( وأنه خلق الزوجين ) الصنفين ( الذكر والأنثى )
46. ( من نطفة ) مني ( إذا تمنى ) تصب في الرحم
47. ( وأن عليه النشأة ) بالمد والقصر ( الأخرى ) الخلقة الأخرى للبعث بعد الخلقة الأولى
48. ( وأنه هو أغنى ) الناس بالكفاية بالأموال ( وأقنى ) أعطى المتخذ قنية
49. ( وأنه هو رب الشعرى ) هو كوكب خلف الجوزاء كانت تعبد في الجاهلية
50. ( وأنه أهلك عادا الأولى ) وفي قراءة بإدغام التنوين في اللام وضمها بلا همزة وهي قوم عاد والأخرى قوم صالح
51. ( وثمود ) بالصرف اسم للأب وبلا صرف للقبيلة وهو معطوف على عادا ( فما أبقى ) منهم أحد
52. ( وقوم نوح من قبل ) أي قبل عاد وثمود أهلكناهم ( إنهم كانوا هم أظلم وأطغى ) من عاد وثمود لطول لبث نوح فيهم فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما وهم مع عدم إيمانهم به يؤذونه ويضربونه
53. ( والمؤتفكة ) وهي قرى قوم لوط ( أهوى ) أسقطها بعد رفعها إلى السماء مقلوبة إلى الأرض بأمره جبريل بذلك
54. ( فغشاها ) من الحجارة بعد ذلك ( ما غشى ) ابهم تهويلا وفي هود فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل
55. ( فبأي آلاء ربك ) أنعمه الدالة على وحدانيته وقدرته ( تتمارى ) تتشكك أيها الإنسان أو تكذب
56. ( هذا ) محمد ( نذير من النذر الأولى ) من جنسهم أي رسول كالرسل قبله ارسل إليكم كما ارسلوا إلى أقوامهم
57. ( أزفت الآزفة ) قربت القيامة
58. ( ليس لها من دون الله ) نفس ( كاشفة ) أي لا يكشفها إلآ هو كقوله لا يجليها إلا هو
59. ( أفمن هذا الحديث ) القرآن ( تعجبون ) تكذيبا
60. ( وتضحكون ) استهزاء ( ولا تبكون ) لسماع وعده ووعيده
61. ( وأنتم سامدون ) لاهون غافلون عما يطلب منكم
62. ( فاسجدوا لله ) الذي خلقكم ( واعبدوا ) ولا تسجدوا للأصنام ولا تعبدوها
1. ( والنجم ) الثريا ( إذا هوى ) غاب
2. ( ما ضل صاحبكم ) محمد عليه الصلاة والسلام عن طريق الهداية ( وما غوى ) ما لابس الغي وهو جهل من اعتقاد فاسد
3. ( وما ينطق ) بما يأتيكم به ( عن الهوى ) هوى نفسه
4. ( إن ) ما ( هو إلا وحي يوحى ) إليه
5. ( علمه ) إياه ملك ( شديد القوى )
6. ( ذو مرة ) قوة وشدة أو منظر حسن أي جبريل عليه السلام ( فاستوى ) استقر
7. ( وهو بالأفق الأعلى ) افق الشمس أي عند مطلعها على صورته التي خلق عليها فرآه النبي صلى الله عليه وسلم وكان بحراء قد سد الافق إلى المغرب فخر مغشيا عليه وكان قد سأله أن يريه نفسه على صورته التي خلق عليها فواعده بحراء فنزل جبريل في صورة الآدميين
8. ( ثم دنا ) قرب منه ( فتدلى ) زاد في القرب
9. ( فكان ) منه ( قاب ) قدر ( قوسين أو أدنى ) من ذلك حتى أفاق وسكن روعه
10. ( فأوحى ) تعالى ( إلى عبده ) جبريل ( ما أوحى ) جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر الموحي تفخيما لشأنه
11. ( ما كذب ) بالتخفيف والتشديد أنكر ( الفؤاد ) فؤاد النبي ( ما رأى ) ببصره من صور جبريل
12. ( أفتمارونه ) تجادلونه وتغلبونه ( على ما يرى ) خطاب للمشركين المنكرين رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل
13. ( ولقد رآه ) على صورته ( نزلة ) مرة ( أخرى )
14. ( عند سدرة المنتهى ) لما أسري به في السموات وهي شجرة نبق عن يمين العرش لا يتجاوزها أحد من الملائكة
15. ( عندها جنة المأوى ) تأوي إليها الملائكة وأرواح الشهداء والمتقين
16. ( إذ ) حين ( يغشى السدرة ما يغشى ) من طير وغيره وإذ معمولة لرآه
17. ( ما زاغ البصر ) من النبي صلى االله عليه وسلم ( وما طغى ) أي ما مال بصره عن مرئيه المقصود له ولا جاوزه تلك الليلة
18. ( لقد رأى ) فيها ( من آيات ربه الكبرى ) العظام أي بعضها فرأى من عجائب الملكوت رفرفا أخضر سد أفق السماء وجبريل له ستمائة جناح
19. ( أفرأيتم اللات والعزى )
20. ( ومناة الثالثة ) للتين قبلها ( الأخرى ) صفة ذم للثالثة وهي أصنام من حجارة كان المشركون يعبدونها ويزعمون أنها تشفع لهم عند الله ومفعول أفرأيتم الأول اللات وما عطف عليه والثاني محذوف والمعنى أخبروه ألهذه الأصنام قدرة على شيء ما فتعبدوها دون الله القادر على ما تقدم ذكره ولما زعموا أيضا أن الملائكة بنات الله مع كراهتهم البنات نزلت
21. ( ألكم الذكر وله الأنثى )
22. ( تلك إذا قسمة ضيزى ) جائرة من ضازه يضيزه إذا ظلمه وجار عليه
23. ( إن هي ) أي ما المذكرات ( إلا أسماء سميتموها ) أي سميتم بها ( أنتم وآباؤكم ) أصناما تعبدونها ( ما أنزل الله بها ) أي بعبادتها ( من سلطان ) حجة وبرهان ( إن ) ما ( يتبعون ) في عبادتها ( إلا الظن وما تهوى الأنفس ) مما زين لهم الشيطان من أنها تشفع لهم عند الله تعالى ( ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) على لسان النبي صلى الله عليه وسلم بالبرهان القاطع فلم يرجعوا عما هم عليه
24. ( أم للإنسان ) أي لكل إنسان منهم ( ما تمنى ) من أن الأصنام تشفع لهم ليس الأمر كذلك
25. ( فلله الآخرة والأولى ) أي الدنيا فلا يقع فيهما إلا ما يريده تعالى
26. ( وكم من ملك ) أي وكثير من الملائكة ( في السماوات ) وما أكرمهم عند الله ( لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله ) لهم فيها ( لمن يشاء ) من عباده ( ويرضى ) عنه لقوله ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ومعلوم أنها لا توجد منهم إلا بعد الاذن فيها من ذاالذي يشفع عنده إلا بإذنه
27. ( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى ) حيث قالوا هم بنات الله
28. ( وما لهم به ) بهذا القول ( من علم إن ) ما ( يتبعون ) فيه ( إلا الظن ) الذي تخيلوه ( وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ) أي عن العلم فيما المطلوب فيه العلم
29. ( فأعرض عن من تولى عن ) القرآن ( ذكرنا ولم يرد إلا الحياة ) وهذا قبل الأمر بالجهاد
30. ( ذلك ) طلب الدنيا ( مبلغهم من العلم ) نهاية علمهم أن آثروا الدنيا على الآخرة ( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ) عالم بهما فيجازيهما
31. ( ولله ما في السماوات وما في الأرض ) هو مالك لذلك ومنه الضال والمهتدي يضل من يشاء ويهدي من يشاء ( ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ) من الشرك وغيره ( ويجزي الذين أحسنوا ) بالتوحيد وغيره من الطاعات ( بالحسنى ) الجنة وبين المحسنين بقوله
32. ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم ) هو صغار الذنوب كالنظرة والقبلة واللمسة فهو استثناء منقطع والمعنى لكن اللمم يغفر باجتناب الكبائر ( إن ربك واسع المغفرة ) بذلك وبقبول التوبة ونزل فيمن كان يقول صلاتنا وصيامنا حجنا ( هو أعلم ) عالم ( بكم إذ أنشأكم من الأرض ) أي خلق أباكم آدم من التراب ( وإذ أنتم أجنة ) جمع جنين ( في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم ) لا تمدحوها على سبيل الاعجاب أما على سبيل الاعتراف بالنعمة فحسن ( هو أعلم ) أي عالم ( بمن اتقى )
33. ( أفرأيت الذي تولى ) عن الإيمان ارتد لما عير به وقال إني خشيت عقاب الله فضمن له المعير أن يحمل عنه عذاب الله إن رجع إلى شركه وأعطاه من ماله كذا فرجع
34. ( وأعطى قليلا ) من المال المسمى ( وأكدى ) منع الباقي مأخوذ من الكدية وهي أرض صلبة كالصخرة تمنع حافر البئر إذا وصل إليها من الحفر
35. ( أعنده علم الغيب فهو يرى ) يعلم من جملته أن غيره يتحمل عنه عذاب الآخرة ألا وهو الوليد بن مغيرة وجملة أعنده المفعول الثاني لرأيت بمعنى اخبرني
36. ( أم ) بل ( لم ينبأ بما في صحف موسى ) أسفار التوراة أو صحف قبلها
37. وصحف ( وإبراهيم الذي وفى ) تمم ما أمر به نحو وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن وبيان ماء
38. ( ألا تزر وازرة وزر أخرى ) الخ وأن مخففة من الثقيلة أي أنه لا تحمل نفس ذنب غيرها
39. ( وأن ) أنه ( ليس للإنسان إلا ما سعى ) من خير فليس له من سعى غيره للخير شيء
40. ( وأن سعيه سوف يرى ) يبصر في الآخرة
41. ( ثم يجزاه الجزاء الأوفى ) الأكمل يقال له جزيته سعيه وبسعيه
42. ( وأن ) بالفتح عطفا وقرىء بالكسر استئنافا وكذا ما بعدها فلا يكون مضمون الجمل في الصحف على االثاني ( إلى ربك المنتهى ) المرجع والمصير بعد الموت فيجازيهم
43. ( وأنه هو أضحك ) من شاء أفرحه ( وأبكى ) من شاء أحزنه
44. ( وأنه هو أمات ) في الدنيا ( وأحيا ) للبعث
45. ( وأنه خلق الزوجين ) الصنفين ( الذكر والأنثى )
46. ( من نطفة ) مني ( إذا تمنى ) تصب في الرحم
47. ( وأن عليه النشأة ) بالمد والقصر ( الأخرى ) الخلقة الأخرى للبعث بعد الخلقة الأولى
48. ( وأنه هو أغنى ) الناس بالكفاية بالأموال ( وأقنى ) أعطى المتخذ قنية
49. ( وأنه هو رب الشعرى ) هو كوكب خلف الجوزاء كانت تعبد في الجاهلية
50. ( وأنه أهلك عادا الأولى ) وفي قراءة بإدغام التنوين في اللام وضمها بلا همزة وهي قوم عاد والأخرى قوم صالح
51. ( وثمود ) بالصرف اسم للأب وبلا صرف للقبيلة وهو معطوف على عادا ( فما أبقى ) منهم أحد
52. ( وقوم نوح من قبل ) أي قبل عاد وثمود أهلكناهم ( إنهم كانوا هم أظلم وأطغى ) من عاد وثمود لطول لبث نوح فيهم فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما وهم مع عدم إيمانهم به يؤذونه ويضربونه
53. ( والمؤتفكة ) وهي قرى قوم لوط ( أهوى ) أسقطها بعد رفعها إلى السماء مقلوبة إلى الأرض بأمره جبريل بذلك
54. ( فغشاها ) من الحجارة بعد ذلك ( ما غشى ) ابهم تهويلا وفي هود فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل
55. ( فبأي آلاء ربك ) أنعمه الدالة على وحدانيته وقدرته ( تتمارى ) تتشكك أيها الإنسان أو تكذب
56. ( هذا ) محمد ( نذير من النذر الأولى ) من جنسهم أي رسول كالرسل قبله ارسل إليكم كما ارسلوا إلى أقوامهم
57. ( أزفت الآزفة ) قربت القيامة
58. ( ليس لها من دون الله ) نفس ( كاشفة ) أي لا يكشفها إلآ هو كقوله لا يجليها إلا هو
59. ( أفمن هذا الحديث ) القرآن ( تعجبون ) تكذيبا
60. ( وتضحكون ) استهزاء ( ولا تبكون ) لسماع وعده ووعيده
61. ( وأنتم سامدون ) لاهون غافلون عما يطلب منكم
62. ( فاسجدوا لله ) الذي خلقكم ( واعبدوا ) ولا تسجدوا للأصنام ولا تعبدوها
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
54. سورة القمر
1. ( اقتربت الساعة ) قربت القيامة ( وانشق القمر ) انفلق فلقتين على أبي قبيس وقيقعان آية له صلى الله غليه وسلم وقد سئلها فقال اشهدوا رواه الشيخان
2. ( وإن يروا ) كفار قريش ( آية ) معجزة له صلى الله عليه وسلم ( يعرضوا ويقولوا ) هذا ( سحر مستمر ) قوي من المرة القوة أو دائم
3. ( وكذبوا ) النبي صلى الله عليه وسلم ( واتبعوا أهواءهم ) في الباطل ( وكل أمر ) من الخير والشر ( مستقر ) بأهله في الجنة أو النار
4. ( ولقد جاءهم من الأنباء ) أخبار إهلاك الأمم المكذبة رسلهم ( ما فيه مزدجر ) لهم اسم مصدر أو اسم مكان والدال بدل من تاء الافتعال وازدجرته وزجرته نهيته بغلظة وما موصولة أو موصوفة
5. ( حكمة ) خبر مبتدأ محذوف أو بدل من ما أو من مزدجر ( بالغة ) تامة ( فما تغن ) تنفع فيهم ( النذر ) جمع نذير بمعنى منذ أي الامور المنذرة لهم وما للنفي أو للاستفهام الانكاري وهي على الثاني مفعول مقدم
6. ( فتول عنهم ) هو فائدة ما قبله وتم به الكلام ( يوم يدع الداع ) هو إسرافيل وناصب يوم يخرجون بعد ( إلى شيء نكر ) بضم الكاف وسكونها أي منكر تنكره النفوس وهو الحساب
7. ( خشعا ) أي ذليلا وفي قراءة بضم الخاء وفتح الشين مشددة ( أبصارهم ) حال من الفاعل ( يخرجون ) أي الناس ( من الأجداث ) القبور ( كأنهم جراد منتشر ) لا يدرون أين يذهبون من الخوف والحيرة والجملة حال من فاعل يخرجون وكذا قوله
8. ( مهطعين ) مسرعين مادين أعناقهم ( إلى الداع يقول الكافرون ) منهم ( هذا يوم عسر ) صعب على الكافرين كما في المدثر يوم عسيرعلى الكافرين
9. ( كذبت قبلهم ) قبل قريش ( قوم نوح ) تأنيث الفعل لمعنى قوم ( فكذبوا عبدنا ) نوحا ( وقالوا مجنون وازدجر ) انتهروه بالسب وغيره
10. ( فدعا ربه أني ) بالفتح أي بأني ( مغلوب فانتصر )
11. ( ففتحنا ) بالتخفيف والتشديد ( أبواب السماء بماء منهمر ) منصب انصبابا شديدا
12. ( وفجرنا الأرض عيونا ) تنبع ( فالتقى الماء ) ماء السماء والأرض ( على أمر ) حال ( قد قدر ) قضي به في الأزل وهو هلاكهم غرقا
13. ( وحملناه ) نوحا ( على ) سفينة ( ذات ألواح ودسر ) وهو ما تشد به الألواح من المسامير وغيرها واحدها دسار ككتاب
14. ( تجري بأعيننا ) بمرأى منا أي محفوظة ( جزاء ) منصوب بفعل مقدر أي أغرقوا انتصارا ( لمن كان كفر ) وهو نوح عليه السلام وقرىء كفر بالبناء للفاعل أي أغرقوا عقابا لهم
15. ( ولقد تركناها ) أبقينا هذه الفعلة ( آية ) لمن يعتبر بها أي شاع خبرها واستمر ( فهل من مدكر ) معتبر ومتعظ بها وأصله مذتكر ابدلت التاء دالا مهملة وكذا المعجمة وادغمت فيها
16. ( فكيف كان عذابي ونذر ) أي إنذاري استفهام تقرير وكيف خبر كان وهي للسؤال عن الحال والمعنى حمل المخاطبين على الاقرار بوقوع عذابه تعالى بالمكذبين لنوح موقعه
17. ( ولقد يسرنا القرآن للذكر ) سهلناه للحفظ وهيأناه للتذكر ( فهل من مدكر ) متعظ به وحافظ له والاستفهام بمعنى الأمر أي احفظوه واتعظوا به وليس يحفظ من كتب الله عن ظهر قلب غيره
18. ( كذبت عاد ) نبيهم هودا فعذبوه ( فكيف كان عذابي ونذر ) إنذاري لهم بالعذاب قبل نزوله أي وقع موقعه وقد بينه بقوله
19. ( إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) شديد الصوت ( في يوم نحس ) شؤم ( مستمر ) دائم الشؤم أو قويه وكان يوم الأربعاء آخر الشهر
20. ( تنزع الناس ) تقلعهم من حفر الأرض المندسين فيها وتصرعهم على رؤسهم فتدق رقابهم فتبين الرأس عن الجسد ( كأنهم ) وحالهم ما ذكر ( أعجاز ) أصول ( نخل منقعر ) منقطع ساقط على الأرض وشبهوا بالنخل لطولهم وذكر هنا وانث في الحاقة نخل خاوية مراعاة للفواصل في الموضعين
21. ( فكيف كان عذابي ونذر )
22. ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )
23. ( كذبت ثمود بالنذر ) جمع نذير بمعنى منذر أي بالامور التي أنذرهم بها نبيهم صالح إن لم يؤمنوا به ويتبعوه
24. ( فقالوا أبشرا ) منصوب على الاشتغال ( منا واحدا ) صفتان لبشر ( نتبعه ) مفسر للفعل الناصب له والاستفهام بمعنى النفي المعنى كيف نتبعه ونحن جماعة كثيرة وهو واحد منا وليس بملك أي لا نتبعه ( إنا إذا ) أن اتبعناه ( لفي ضلال ) ذهاب عن الصواب ( وسعر ) جنون
25. ( أألقي ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه ( الذكر ) الوحي ( عليه من بيننا ) لم يوح إليه ( بل هو كذاب ) في قوله إنه أوحي إليه ما ذكر ( أشر ) متكبر بطر قال تعالى
26. ( سيعلمون غدا ) في الآخرة ( من الكذاب الأشر ) هو أو هم بأن يعذبوا على تكذيبهم نبيهم صالحا
27. ( إنا مرسلوا الناقة ) مخرجوها من الهضبة الصخرة كما سألوا ( فتنة ) محنة ( لهم ) لنختبرهم ( فارتقبهم ) يا صالح انتظر ما هم صانعون وما يصنع بهم ( واصطبر ) الطاء بدل من تاء الافتعال أي اصبر على أذاهم
28. ( ونبئهم أن الماء قسمة ) مقسوم ( بينهم ) وبين الناقة يوم لهم ويوم لها ( كل شرب ) نصيب من الماء ( محتضر ) يحضره القوم يومهم والناقة يومها فتمادوا على ذلك ثم ملوه فهموا بقتل الناقة
29. ( فنادوا صاحبهم ) قدارا ليقتلها ( فتعاطى ) تناول السيف ( فعقر ) به الناقة أي قتلها موافقة لهم
30. ( فكيف كان عذابي ونذر ) إنذاري لهم بالعذاب قبل نزوله أي وقع موقعه وبينه بقوله
31. ( إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ) هو الذي يجعل لغنمه حظيرة من يابس الشجر والشوك يحفظهن فيها من الذئاب والسباع وما سقط من ذلك فداسته هو الهشيم
32. ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )
33. ( كذبت قوم لوط بالنذر ) بالأمور المنذرة لهم على لسانه
34. ( إنا أرسلنا عليهم حاصبا ) ريحا ترميهم بالحصباء وهي صغار الحجارة الواحد دون ملء الكف فهلكوا ( إلا آل لوط ) أهله وابنتاه معه ( نجيناهم بسحر ) من الأسحار وقت الصبح من يوم غير معين ولو أريد من يوم معين لمنع من الصرف لأنه معرفة معدول عن السحر لأن حقه أن يستعمل في المعرفة بأل وهل ارسل الحاصب على آل لوط أولا قولان وعبر عن الاستثناء على الأول بأنه متصل وعلى الثاني بأنه منقطع وإن كان من الجنس تسمحا
35. ( نعمة ) مصدر أي إنعاما ( من عندنا كذلك ) مثل ذلك الجزاء ( نجزي من شكر ) انعمنا وهو مؤمن أو من آمن بالله ورسوله وأطاع الله ورسوله
36. ( ولقد أنذرهم ) خوفهم لوط ( بطشتنا ) اخذتنا إياهم بالعذاب ( فتماروا ) تجادلوا وكذبوا ( بالنذر ) بانذارهم
37. ( ولقد راودوه عن ضيفه ) أن يخلي بينهم وبين القوم الذين أتوه في صورة الأضياف ليخبثوا بهم وكانوا ملائكة ( فطمسنا أعينهم ) اعميناها وجعلناها بلا شق كباقي الوجه بأن صفقها جبريل بجناحيه ( فذوقوا ) فقلنا لهم ذوقوا ( عذابي ونذر ) إنذاري وتخويفي أي ثمرته وفائدته
38. ( ولقد صبحهم بكرة ) وقت الصبح من يوم غير معين ( عذاب مستقر ) دائم متصل بعذاب الآخرة
39. ( فذوقوا عذابي ونذر )
40. ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )
41. ( ولقد جاء آل فرعون ) قومه معه ( النذر ) الانذار على لسان موسى وهرون فلم يؤمنوا بل
42. ( كذبوا بآياتنا كلها ) التسع التي أوتيها موسى ( فأخذناهم ) بالعذاب ( أخذ عزيز ) قوي ( مقتدر ) قادر لا يعجزه شيء
43. ( أكفاركم ) يا قريش ( خير من أولئكم ) المذكورين من قوم نوح إلى فرعون فلم يعذبوا ( أم لكم ) يا كفار قريش ( براءة ) من العذاب ( في الزبر ) الكتب والاستفهام في الموضعين بمعنى النفي أي ليس الأمر كذلك
44. ( أم يقولون ) كفار قريش ( نحن جميع ) جمع ( منتصر ) على محمد ولما قال أبو جهل يوم بدر إنا جمع منتصر نزل
45. ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) فهزموا ببدر ونصر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم
46. ( بل الساعة موعدهم ) بالعذاب ( والساعة ) عذابها ( أدهى ) أعظم بلية ( وأمر ) أشد مرارة من عذاب الدنيا
47. ( إن المجرمين في ضلال ) هلاك بالقتل في الدنيا ( وسعر ) نار مسعرة بالتشديد أي مهيجة في الآخرة
48. ( يوم يسحبون في النار على وجوههم ) في الآخرة ويقال لهم ( ذوقوا مس سقر ) إصابة جهنم لكم
49. ( إنا كل شيء ) منصوب بفعل يفسره ( خلقناه بقدر ) بتقدير حال من كل أي مقدرا وقرى كل بالرفع مبتدأ خبره خلقناه
50. ( وما أمرنا ) لشيء نريد وجوده ( إلا ) مرة ( واحدة كلمح بالبصر ) في السرعة وهي قول كن فيوجد إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
51. ( ولقد أهلكنا أشياعكم ) أشباهكم في الكفر من الأمم الماضية ( فهل من مدكر ) استفهام بمعنى الأمر أي اذكروا واتعظوا
52. ( وكل شيء فعلوه ) العبادة المكتوبة ( في الزبر ) كتب الحفظة
53. ( وكل صغير وكبير ) من الذنب أو العمل ( مستطر ) مكتوب في اللوح المحفوظ
54. ( إن المتقين في جنات ) بساتين ( ونهر ) أريد به الجنس وقرىء بضم النون والهاء جمعا كأسد وأسد والمعنى أنهم يشربون من أنهارها الماء واللبن والعسل والخمر
55. ( في مقعد صدق ) مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم أريد به الجنس وقرىء مقاعد المعنى أنهم في مجالس من الجنات سالمة من اللغو والتأثيم بخلاف مجالس الدنيا فقل أن تسلم من ذلك واعرب هذا خبرا ثانيا وبدلا وهو صادق ببدل البعض وغيره ( عند مليك ) مثال مبالغة أي عزيز الملك واسعه ( مقتدر ) قادر لا يعجزه شيء وهو الله تعالى وعند إشارة إلى الرتبة والقربة من فضله تعالى
1. ( اقتربت الساعة ) قربت القيامة ( وانشق القمر ) انفلق فلقتين على أبي قبيس وقيقعان آية له صلى الله غليه وسلم وقد سئلها فقال اشهدوا رواه الشيخان
2. ( وإن يروا ) كفار قريش ( آية ) معجزة له صلى الله عليه وسلم ( يعرضوا ويقولوا ) هذا ( سحر مستمر ) قوي من المرة القوة أو دائم
3. ( وكذبوا ) النبي صلى الله عليه وسلم ( واتبعوا أهواءهم ) في الباطل ( وكل أمر ) من الخير والشر ( مستقر ) بأهله في الجنة أو النار
4. ( ولقد جاءهم من الأنباء ) أخبار إهلاك الأمم المكذبة رسلهم ( ما فيه مزدجر ) لهم اسم مصدر أو اسم مكان والدال بدل من تاء الافتعال وازدجرته وزجرته نهيته بغلظة وما موصولة أو موصوفة
5. ( حكمة ) خبر مبتدأ محذوف أو بدل من ما أو من مزدجر ( بالغة ) تامة ( فما تغن ) تنفع فيهم ( النذر ) جمع نذير بمعنى منذ أي الامور المنذرة لهم وما للنفي أو للاستفهام الانكاري وهي على الثاني مفعول مقدم
6. ( فتول عنهم ) هو فائدة ما قبله وتم به الكلام ( يوم يدع الداع ) هو إسرافيل وناصب يوم يخرجون بعد ( إلى شيء نكر ) بضم الكاف وسكونها أي منكر تنكره النفوس وهو الحساب
7. ( خشعا ) أي ذليلا وفي قراءة بضم الخاء وفتح الشين مشددة ( أبصارهم ) حال من الفاعل ( يخرجون ) أي الناس ( من الأجداث ) القبور ( كأنهم جراد منتشر ) لا يدرون أين يذهبون من الخوف والحيرة والجملة حال من فاعل يخرجون وكذا قوله
8. ( مهطعين ) مسرعين مادين أعناقهم ( إلى الداع يقول الكافرون ) منهم ( هذا يوم عسر ) صعب على الكافرين كما في المدثر يوم عسيرعلى الكافرين
9. ( كذبت قبلهم ) قبل قريش ( قوم نوح ) تأنيث الفعل لمعنى قوم ( فكذبوا عبدنا ) نوحا ( وقالوا مجنون وازدجر ) انتهروه بالسب وغيره
10. ( فدعا ربه أني ) بالفتح أي بأني ( مغلوب فانتصر )
11. ( ففتحنا ) بالتخفيف والتشديد ( أبواب السماء بماء منهمر ) منصب انصبابا شديدا
12. ( وفجرنا الأرض عيونا ) تنبع ( فالتقى الماء ) ماء السماء والأرض ( على أمر ) حال ( قد قدر ) قضي به في الأزل وهو هلاكهم غرقا
13. ( وحملناه ) نوحا ( على ) سفينة ( ذات ألواح ودسر ) وهو ما تشد به الألواح من المسامير وغيرها واحدها دسار ككتاب
14. ( تجري بأعيننا ) بمرأى منا أي محفوظة ( جزاء ) منصوب بفعل مقدر أي أغرقوا انتصارا ( لمن كان كفر ) وهو نوح عليه السلام وقرىء كفر بالبناء للفاعل أي أغرقوا عقابا لهم
15. ( ولقد تركناها ) أبقينا هذه الفعلة ( آية ) لمن يعتبر بها أي شاع خبرها واستمر ( فهل من مدكر ) معتبر ومتعظ بها وأصله مذتكر ابدلت التاء دالا مهملة وكذا المعجمة وادغمت فيها
16. ( فكيف كان عذابي ونذر ) أي إنذاري استفهام تقرير وكيف خبر كان وهي للسؤال عن الحال والمعنى حمل المخاطبين على الاقرار بوقوع عذابه تعالى بالمكذبين لنوح موقعه
17. ( ولقد يسرنا القرآن للذكر ) سهلناه للحفظ وهيأناه للتذكر ( فهل من مدكر ) متعظ به وحافظ له والاستفهام بمعنى الأمر أي احفظوه واتعظوا به وليس يحفظ من كتب الله عن ظهر قلب غيره
18. ( كذبت عاد ) نبيهم هودا فعذبوه ( فكيف كان عذابي ونذر ) إنذاري لهم بالعذاب قبل نزوله أي وقع موقعه وقد بينه بقوله
19. ( إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) شديد الصوت ( في يوم نحس ) شؤم ( مستمر ) دائم الشؤم أو قويه وكان يوم الأربعاء آخر الشهر
20. ( تنزع الناس ) تقلعهم من حفر الأرض المندسين فيها وتصرعهم على رؤسهم فتدق رقابهم فتبين الرأس عن الجسد ( كأنهم ) وحالهم ما ذكر ( أعجاز ) أصول ( نخل منقعر ) منقطع ساقط على الأرض وشبهوا بالنخل لطولهم وذكر هنا وانث في الحاقة نخل خاوية مراعاة للفواصل في الموضعين
21. ( فكيف كان عذابي ونذر )
22. ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )
23. ( كذبت ثمود بالنذر ) جمع نذير بمعنى منذر أي بالامور التي أنذرهم بها نبيهم صالح إن لم يؤمنوا به ويتبعوه
24. ( فقالوا أبشرا ) منصوب على الاشتغال ( منا واحدا ) صفتان لبشر ( نتبعه ) مفسر للفعل الناصب له والاستفهام بمعنى النفي المعنى كيف نتبعه ونحن جماعة كثيرة وهو واحد منا وليس بملك أي لا نتبعه ( إنا إذا ) أن اتبعناه ( لفي ضلال ) ذهاب عن الصواب ( وسعر ) جنون
25. ( أألقي ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه ( الذكر ) الوحي ( عليه من بيننا ) لم يوح إليه ( بل هو كذاب ) في قوله إنه أوحي إليه ما ذكر ( أشر ) متكبر بطر قال تعالى
26. ( سيعلمون غدا ) في الآخرة ( من الكذاب الأشر ) هو أو هم بأن يعذبوا على تكذيبهم نبيهم صالحا
27. ( إنا مرسلوا الناقة ) مخرجوها من الهضبة الصخرة كما سألوا ( فتنة ) محنة ( لهم ) لنختبرهم ( فارتقبهم ) يا صالح انتظر ما هم صانعون وما يصنع بهم ( واصطبر ) الطاء بدل من تاء الافتعال أي اصبر على أذاهم
28. ( ونبئهم أن الماء قسمة ) مقسوم ( بينهم ) وبين الناقة يوم لهم ويوم لها ( كل شرب ) نصيب من الماء ( محتضر ) يحضره القوم يومهم والناقة يومها فتمادوا على ذلك ثم ملوه فهموا بقتل الناقة
29. ( فنادوا صاحبهم ) قدارا ليقتلها ( فتعاطى ) تناول السيف ( فعقر ) به الناقة أي قتلها موافقة لهم
30. ( فكيف كان عذابي ونذر ) إنذاري لهم بالعذاب قبل نزوله أي وقع موقعه وبينه بقوله
31. ( إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ) هو الذي يجعل لغنمه حظيرة من يابس الشجر والشوك يحفظهن فيها من الذئاب والسباع وما سقط من ذلك فداسته هو الهشيم
32. ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )
33. ( كذبت قوم لوط بالنذر ) بالأمور المنذرة لهم على لسانه
34. ( إنا أرسلنا عليهم حاصبا ) ريحا ترميهم بالحصباء وهي صغار الحجارة الواحد دون ملء الكف فهلكوا ( إلا آل لوط ) أهله وابنتاه معه ( نجيناهم بسحر ) من الأسحار وقت الصبح من يوم غير معين ولو أريد من يوم معين لمنع من الصرف لأنه معرفة معدول عن السحر لأن حقه أن يستعمل في المعرفة بأل وهل ارسل الحاصب على آل لوط أولا قولان وعبر عن الاستثناء على الأول بأنه متصل وعلى الثاني بأنه منقطع وإن كان من الجنس تسمحا
35. ( نعمة ) مصدر أي إنعاما ( من عندنا كذلك ) مثل ذلك الجزاء ( نجزي من شكر ) انعمنا وهو مؤمن أو من آمن بالله ورسوله وأطاع الله ورسوله
36. ( ولقد أنذرهم ) خوفهم لوط ( بطشتنا ) اخذتنا إياهم بالعذاب ( فتماروا ) تجادلوا وكذبوا ( بالنذر ) بانذارهم
37. ( ولقد راودوه عن ضيفه ) أن يخلي بينهم وبين القوم الذين أتوه في صورة الأضياف ليخبثوا بهم وكانوا ملائكة ( فطمسنا أعينهم ) اعميناها وجعلناها بلا شق كباقي الوجه بأن صفقها جبريل بجناحيه ( فذوقوا ) فقلنا لهم ذوقوا ( عذابي ونذر ) إنذاري وتخويفي أي ثمرته وفائدته
38. ( ولقد صبحهم بكرة ) وقت الصبح من يوم غير معين ( عذاب مستقر ) دائم متصل بعذاب الآخرة
39. ( فذوقوا عذابي ونذر )
40. ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )
41. ( ولقد جاء آل فرعون ) قومه معه ( النذر ) الانذار على لسان موسى وهرون فلم يؤمنوا بل
42. ( كذبوا بآياتنا كلها ) التسع التي أوتيها موسى ( فأخذناهم ) بالعذاب ( أخذ عزيز ) قوي ( مقتدر ) قادر لا يعجزه شيء
43. ( أكفاركم ) يا قريش ( خير من أولئكم ) المذكورين من قوم نوح إلى فرعون فلم يعذبوا ( أم لكم ) يا كفار قريش ( براءة ) من العذاب ( في الزبر ) الكتب والاستفهام في الموضعين بمعنى النفي أي ليس الأمر كذلك
44. ( أم يقولون ) كفار قريش ( نحن جميع ) جمع ( منتصر ) على محمد ولما قال أبو جهل يوم بدر إنا جمع منتصر نزل
45. ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) فهزموا ببدر ونصر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم
46. ( بل الساعة موعدهم ) بالعذاب ( والساعة ) عذابها ( أدهى ) أعظم بلية ( وأمر ) أشد مرارة من عذاب الدنيا
47. ( إن المجرمين في ضلال ) هلاك بالقتل في الدنيا ( وسعر ) نار مسعرة بالتشديد أي مهيجة في الآخرة
48. ( يوم يسحبون في النار على وجوههم ) في الآخرة ويقال لهم ( ذوقوا مس سقر ) إصابة جهنم لكم
49. ( إنا كل شيء ) منصوب بفعل يفسره ( خلقناه بقدر ) بتقدير حال من كل أي مقدرا وقرى كل بالرفع مبتدأ خبره خلقناه
50. ( وما أمرنا ) لشيء نريد وجوده ( إلا ) مرة ( واحدة كلمح بالبصر ) في السرعة وهي قول كن فيوجد إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
51. ( ولقد أهلكنا أشياعكم ) أشباهكم في الكفر من الأمم الماضية ( فهل من مدكر ) استفهام بمعنى الأمر أي اذكروا واتعظوا
52. ( وكل شيء فعلوه ) العبادة المكتوبة ( في الزبر ) كتب الحفظة
53. ( وكل صغير وكبير ) من الذنب أو العمل ( مستطر ) مكتوب في اللوح المحفوظ
54. ( إن المتقين في جنات ) بساتين ( ونهر ) أريد به الجنس وقرىء بضم النون والهاء جمعا كأسد وأسد والمعنى أنهم يشربون من أنهارها الماء واللبن والعسل والخمر
55. ( في مقعد صدق ) مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم أريد به الجنس وقرىء مقاعد المعنى أنهم في مجالس من الجنات سالمة من اللغو والتأثيم بخلاف مجالس الدنيا فقل أن تسلم من ذلك واعرب هذا خبرا ثانيا وبدلا وهو صادق ببدل البعض وغيره ( عند مليك ) مثال مبالغة أي عزيز الملك واسعه ( مقتدر ) قادر لا يعجزه شيء وهو الله تعالى وعند إشارة إلى الرتبة والقربة من فضله تعالى
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
55. سورة الرحمن
1. ( الرحمن ) الله تعالى
2. ( علم ) من شاء ( القرآن )
3. ( خلق الإنسان ) أي الجنس
4. ( علمه البيان ) النطق
5. ( الشمس والقمر بحسبان ) يجريان
6. ( والنجم ) ما لا ساق له من النبات ( والشجر ) ما له ساق ( يسجدان ) يخضعان لما يراد منهما
7. ( والسماء رفعها ووضع الميزان ) أثبت العدل
8. ( ألا تطغوا ) أي لأجل أن لا تجوروا ( في الميزان ) ما يوزن به
9. ( وأقيموا الوزن بالقسط ) بالعدل ( ولا تخسروا الميزان ) تنقصوا الموزون
10. ( والأرض وضعها ) أثبتها ( للأنام ) للخلق الإنس والجان وغيرهم
11. ( فيها فاكهة والنخل ) المعهود ( ذات الأكمام ) أوعية طلعها
12. ( والحب ) كالحنطة والشعير ( ذو العصف ) التبن ( والريحان ) الورق المشموم
13. ( فبأي آلاء ) نعم ( ربكما ) أيها الإنس والجن ( تكذبان ) ذكرت إحدى وثلاثين مرة والاستفهام فيها للتقرير لما روى الحاكم عن جابر قال قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال مالي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا ولابشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد
14. ( خلق الإنسان ) آدم ( من صلصال ) طين يابس يسمع له صلصلة أي صوت إذا نفر ( كالفخار ) وهو ما طبخ من طين
15. ( وخلق الجان ) أبا الجن وهو إبليس ( من مارج من نار ) هو لهبها الخالص من الدخان
16. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
17. ( رب المشرقين ) مشرق الشتاء ومشرق الصيف ( ورب المغربين ) كذلك
18. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
19. ( مرج ) ارسل ( البحرين ) العذب والملح ( يلتقيان ) في رأي العين
20. ( بينهما برزخ ) حاجز من قدرته تعالى ( لا يبغيان ) لا يبغي واحد منهما على الآخر فيختلط به
21. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
22. ( يخرج ) بالبناء للمفعول والفاعل ( منهما ) من مجموعهما الصادق بأحدهما وهو الملح ( اللؤلؤ والمرجان ) خرز أحمر أو صغار اللؤلؤ
23. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
24. ( وله الجوار ) السفن ( المنشآت ) المحدثات ( في البحر كالأعلام ) كالجبال عظما وارتفاعا
25. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
26. ( كل من عليها ) الأرض من الحيوان ( فان ) هالك وعبر بمن تغليبا للعقلاء
27. ( ويبقى وجه ربك ) ذاته ( ذو الجلال ) العظمة ( والإكرام ) للمؤمنين بأنعمه عليهم
28. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
29. ( يسأله من في السماوات والأرض ) بنطق أو حال ما يحتاجون إليه من القوة على العبادة والرزق والمغفرة وغيرذلك ( كل يوم ) وقت ( هو في شأن ) أمر يظهره على وفق ما قدره في الأزل من إحياء وإماتة وإعزاز وإذلال وإغناء واعدام وإجابة داع وإعطاء سائل وغير ذلك
30. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
31. ( سنفرغ لكم ) سنقصد لحسابكم ( أيها الثقلان ) الإنس والجن
32. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
33. ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا ) تخرجوا ( من أقطار ) نواحي ( السماوات والأرض فانفذوا ) أمر تعجيز ( لا تنفذون إلا بسلطان ) بقوة ولا قوة لكم على ذلك
34. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
35. ( يرسل عليكما شواظ من نار ) هو لهبها الخالص من الدخان أو معه ( ونحاس ) دخان لا لهب فيه ( فلا تنتصران ) تمتنعان من ذلك بل يسوقكم إلى المحشر
36. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
37. ( فإذا انشقت السماء ) انفرجت أبوابا لنزول الملائكة ( فكانت وردة ) أي مثلها محمرة ( كالدهان ) كالأديم الأحمر على خلاف العهد بها وجواب إذا فما أعظم الهول
38. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
39. ( فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ) عن ذنبه ويسألون في وقت آخر فوربك لنسألنهم أجمعين والجان هنا وفيما سيأتي بمعنى الجن والإنس فيهما بمعنى الإنسي
40. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
41. ( يعرف المجرمون بسيماهم ) سواد الوجوه وزرقة العيون ( فيؤخذ بالنواصي والأقدام )
42. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) تضم ناصية كل منهم إلى قدميه من خلف أو قدام ويلقى في النار ويقال لهم
43. ( هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون )
44. ( يطوفون ) يسعون ( بينها وبين حميم ) ماء حار ( آن ) شديد الحرارة يسقونه إذا استغاثوا من حر النار وهو منقوص كقاض
45. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
46. ( ولمن خاف ) أي لكل منهم أو لمجموعهم ( مقام ربه ) قيامه بين يديه للحساب فترك معصيته ( جنتان )
47. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
48. ( ذواتا ) تثنية ذوات على الأصل ولامها ياء ( أفنان ) أغصان جمع فنن كطلل
49. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
50. ( فيهما عينان تجريان )
51. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
52. ( فيهما من كل فاكهة ) في الدنيا أو كل ما يتفكه به ( زوجان ) نوعان رطب ويابس والمر منهما في الدنيا كالحنظل حلو
53. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
54. ( متكئين ) حال عامله محذوف أي يتنعمون ( على فرش بطائنها من إستبرق ) ما غلظ من الديباج وخشن والظهائر من السندس ( وجنى الجنتين ) ثمرهما ( دان ) قريب يناله القائم والقاعد والمضطجع
55. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
56. ( فيهن ) في الجنتين وما اشتملتا عليه من العلالي والقصور ( قاصرات الطرف ) العين على أزواجهن المتكئين من الإنس والجن ( لم يطمثهن ) يفتضهن وهن من الحور أو من نساء الدنيا المنشآت ( إنس قبلهم ولا جان )
57. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
58. ( كأنهن الياقوت ) صفاء ( والمرجان ) اللؤلؤ بياضا
59. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
60. ( هل ) ما ( جزاء الإحسان ) بالطاعة ( إلا الإحسان ) بالنعيم
61. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
62. ( ومن دونهما ) الجنتين المذكورتين ( جنتان ) أيضا لمن خاف مقام ربه
63. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
64. ( مدهامتان ) سوداوان من شدة خضرتهما
65. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
66. ( فيهما عينان نضاختان ) فوارتان بالماء
67. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
68. ( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) هما منها وقيل من غيرها
69. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
70. ( فيهن ) الجنتين وما فيهما ( خيرات ) أخلاقا ( حسان ) وجوها
71. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
72. ( حور ) شديدات سواد العيون وبياضها ( مقصورات ) مستورات ( في الخيام ) من در مجوف مضافة إلى القصور شبيهة بالخدور
73. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
74. ( لم يطمثهن إنس قبلهم ) قبل ازواجهن ( ولا جان )
75. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
76. ( متكئين ) أي أزواجهن نوإعرابه كما نقدم ( على رفرف خضر ) جمع رفرفة أي بسط أو وسائد ( وعبقري حسان ) جمع عبقرية أي طنافس
77. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
78. ( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ) تقدم ولفظ اسم زائد
1. ( الرحمن ) الله تعالى
2. ( علم ) من شاء ( القرآن )
3. ( خلق الإنسان ) أي الجنس
4. ( علمه البيان ) النطق
5. ( الشمس والقمر بحسبان ) يجريان
6. ( والنجم ) ما لا ساق له من النبات ( والشجر ) ما له ساق ( يسجدان ) يخضعان لما يراد منهما
7. ( والسماء رفعها ووضع الميزان ) أثبت العدل
8. ( ألا تطغوا ) أي لأجل أن لا تجوروا ( في الميزان ) ما يوزن به
9. ( وأقيموا الوزن بالقسط ) بالعدل ( ولا تخسروا الميزان ) تنقصوا الموزون
10. ( والأرض وضعها ) أثبتها ( للأنام ) للخلق الإنس والجان وغيرهم
11. ( فيها فاكهة والنخل ) المعهود ( ذات الأكمام ) أوعية طلعها
12. ( والحب ) كالحنطة والشعير ( ذو العصف ) التبن ( والريحان ) الورق المشموم
13. ( فبأي آلاء ) نعم ( ربكما ) أيها الإنس والجن ( تكذبان ) ذكرت إحدى وثلاثين مرة والاستفهام فيها للتقرير لما روى الحاكم عن جابر قال قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال مالي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا ولابشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد
14. ( خلق الإنسان ) آدم ( من صلصال ) طين يابس يسمع له صلصلة أي صوت إذا نفر ( كالفخار ) وهو ما طبخ من طين
15. ( وخلق الجان ) أبا الجن وهو إبليس ( من مارج من نار ) هو لهبها الخالص من الدخان
16. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
17. ( رب المشرقين ) مشرق الشتاء ومشرق الصيف ( ورب المغربين ) كذلك
18. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
19. ( مرج ) ارسل ( البحرين ) العذب والملح ( يلتقيان ) في رأي العين
20. ( بينهما برزخ ) حاجز من قدرته تعالى ( لا يبغيان ) لا يبغي واحد منهما على الآخر فيختلط به
21. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
22. ( يخرج ) بالبناء للمفعول والفاعل ( منهما ) من مجموعهما الصادق بأحدهما وهو الملح ( اللؤلؤ والمرجان ) خرز أحمر أو صغار اللؤلؤ
23. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
24. ( وله الجوار ) السفن ( المنشآت ) المحدثات ( في البحر كالأعلام ) كالجبال عظما وارتفاعا
25. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
26. ( كل من عليها ) الأرض من الحيوان ( فان ) هالك وعبر بمن تغليبا للعقلاء
27. ( ويبقى وجه ربك ) ذاته ( ذو الجلال ) العظمة ( والإكرام ) للمؤمنين بأنعمه عليهم
28. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
29. ( يسأله من في السماوات والأرض ) بنطق أو حال ما يحتاجون إليه من القوة على العبادة والرزق والمغفرة وغيرذلك ( كل يوم ) وقت ( هو في شأن ) أمر يظهره على وفق ما قدره في الأزل من إحياء وإماتة وإعزاز وإذلال وإغناء واعدام وإجابة داع وإعطاء سائل وغير ذلك
30. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
31. ( سنفرغ لكم ) سنقصد لحسابكم ( أيها الثقلان ) الإنس والجن
32. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
33. ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا ) تخرجوا ( من أقطار ) نواحي ( السماوات والأرض فانفذوا ) أمر تعجيز ( لا تنفذون إلا بسلطان ) بقوة ولا قوة لكم على ذلك
34. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
35. ( يرسل عليكما شواظ من نار ) هو لهبها الخالص من الدخان أو معه ( ونحاس ) دخان لا لهب فيه ( فلا تنتصران ) تمتنعان من ذلك بل يسوقكم إلى المحشر
36. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
37. ( فإذا انشقت السماء ) انفرجت أبوابا لنزول الملائكة ( فكانت وردة ) أي مثلها محمرة ( كالدهان ) كالأديم الأحمر على خلاف العهد بها وجواب إذا فما أعظم الهول
38. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
39. ( فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ) عن ذنبه ويسألون في وقت آخر فوربك لنسألنهم أجمعين والجان هنا وفيما سيأتي بمعنى الجن والإنس فيهما بمعنى الإنسي
40. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
41. ( يعرف المجرمون بسيماهم ) سواد الوجوه وزرقة العيون ( فيؤخذ بالنواصي والأقدام )
42. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) تضم ناصية كل منهم إلى قدميه من خلف أو قدام ويلقى في النار ويقال لهم
43. ( هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون )
44. ( يطوفون ) يسعون ( بينها وبين حميم ) ماء حار ( آن ) شديد الحرارة يسقونه إذا استغاثوا من حر النار وهو منقوص كقاض
45. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
46. ( ولمن خاف ) أي لكل منهم أو لمجموعهم ( مقام ربه ) قيامه بين يديه للحساب فترك معصيته ( جنتان )
47. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
48. ( ذواتا ) تثنية ذوات على الأصل ولامها ياء ( أفنان ) أغصان جمع فنن كطلل
49. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
50. ( فيهما عينان تجريان )
51. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
52. ( فيهما من كل فاكهة ) في الدنيا أو كل ما يتفكه به ( زوجان ) نوعان رطب ويابس والمر منهما في الدنيا كالحنظل حلو
53. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
54. ( متكئين ) حال عامله محذوف أي يتنعمون ( على فرش بطائنها من إستبرق ) ما غلظ من الديباج وخشن والظهائر من السندس ( وجنى الجنتين ) ثمرهما ( دان ) قريب يناله القائم والقاعد والمضطجع
55. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
56. ( فيهن ) في الجنتين وما اشتملتا عليه من العلالي والقصور ( قاصرات الطرف ) العين على أزواجهن المتكئين من الإنس والجن ( لم يطمثهن ) يفتضهن وهن من الحور أو من نساء الدنيا المنشآت ( إنس قبلهم ولا جان )
57. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
58. ( كأنهن الياقوت ) صفاء ( والمرجان ) اللؤلؤ بياضا
59. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
60. ( هل ) ما ( جزاء الإحسان ) بالطاعة ( إلا الإحسان ) بالنعيم
61. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
62. ( ومن دونهما ) الجنتين المذكورتين ( جنتان ) أيضا لمن خاف مقام ربه
63. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
64. ( مدهامتان ) سوداوان من شدة خضرتهما
65. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
66. ( فيهما عينان نضاختان ) فوارتان بالماء
67. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
68. ( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) هما منها وقيل من غيرها
69. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
70. ( فيهن ) الجنتين وما فيهما ( خيرات ) أخلاقا ( حسان ) وجوها
71. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
72. ( حور ) شديدات سواد العيون وبياضها ( مقصورات ) مستورات ( في الخيام ) من در مجوف مضافة إلى القصور شبيهة بالخدور
73. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
74. ( لم يطمثهن إنس قبلهم ) قبل ازواجهن ( ولا جان )
75. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
76. ( متكئين ) أي أزواجهن نوإعرابه كما نقدم ( على رفرف خضر ) جمع رفرفة أي بسط أو وسائد ( وعبقري حسان ) جمع عبقرية أي طنافس
77. ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
78. ( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ) تقدم ولفظ اسم زائد
رد: تفسير القرآن الكريم الجلالين
56. سورة الواقعة
1. ( إذا وقعت الواقعة ) قامت القيامة
2. ( ليس لوقعتها كاذبة ) نفس تكذب بأن تنفيها كما نفتها في الدنيا
3. ( خافضة رافعة ) مظهرة لخفض أقوام بدخولهم النار ولرفع آخرين بدخولهم الجنة
4. ( إذا رُجَّت الأرض رجَّا ) حركت حركة شديدة
5. ( وبست الجبال بسَّا ) فتتت
6. ( فكانت هباءً ) غباراً ( منبثا ) منتشراً ، وإذا الثانية بدل من الأولى
7. ( وكنتم ) في القيامة ( أزواجاً ) أصنافاً ( ثلاثة )
8. ( فأصحاب الميمنة ) وهم الذين يؤتون كتبهم بأيمانهم مبتدأ خبره ( ما أصحاب الميمنة ) تعظيم لشأنهم بدخولهم الجنة
9. ( وأصحاب المشأمة ) الشمال بأن يؤتى كل منهم كتابه بشماله ( ما أصحاب المشأمة ) تحقير لشأنهم بدخول النار
10. ( والسابقون ) إلى الخير وهم الأنبياء ، مبتدأ ( السابقون ) تأكيد لتعظيم شأنهم
11. ( أولئك المقربون )
12. ( في جنات النعيم )
13. ( ثلة من الأولين ) مبتدأ ، جماعة من الأمم الماضية
14. ( وقليل من الآخرين ) من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهم السابقون من الأمم الماضية وهذه الامة والخبر
15. ( على سرر موضونة ) منسوجة بقضبان الذهب والجواهر
16. ( متكئين عليها متقابلين ) حالان من الضمير في الخبر
17. ( يطوف عليهم ) للخدمة ( ولدان مخلدون ) على شكل الأولاد لا يهرمون
18. ( بأكواب ) أقداح لا عُرا لها ( وأباريق ) لها عرا وخراطيم ( وكأس ) إناء شرب الخمر ( من معين ) أي خمر جارية من منبع لا ينقطع أبداً
19. ( لا يُصدَّعون عنها ولا يُنزَفون ) بفتح الزاي وكسرها ، من نزف الشارب وأنزف أي لايحصل لهم منها صداع ولا ذهاب عقل بخلاف خمر الدنيا
20. ( وفاكهة مما يتخيرون )
21. ( ولحم طير مما يشتهون و ) لهم للاستمتاع
22. ( حور ) نساء شديدات سواد العيون وبياضها ( عين ) ضخام العيون ، كسرت عينه بدل ضمها لمجانسة الياء ومفرده عيناء كحمراء ، وفي قراءة بجر حورٍ عينٍ
23. ( كأمثال اللؤلؤ المكنون ) المصون
24. ( جزاء ) مفعول له أو مصدر والعامل مقدر جعلنا لهم ما ذكر للجزاء أو جزيناهم ( بما كانوا يعملون )
25. ( لا يسمعون فيها ) في الجنة ( لغواً ) فاحشاً من الكلام ( ولا تأثيماً ) ما يؤثم
26. ( إلا ) لكن ( قيلاً ) قولاً ( سلاماً سلاماً ) بدل من قيلاً فإنهم يسمعونه
27. ( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين )
28. ( في سدر ) شجر النبق ( مخضود ) لا شوك فيه
29. ( وطلح ) شجر الموز ( منضود ) بالحمل من أسفله إلى أعلاه
30. ( وظل ممدود ) دائم
31. ( وماء مسكوب ) جار دائماً
32. ( وفاكهة كثيرة )
33. ( لا مقطوعة ) في زمن ( ولا ممنوعة ) بثمن
34. ( وفرش مرفوعة ) على السرر
35. ( إنا أنشأناهن إنشاء ) الحور عين من غير ولادة
36. ( فجعلناهن أبكاراً ) عذارى كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن عذارى ولا وجع
37. ( عرُبا ) بضم الراء وسكونها جمع عروب ، وهي المتحببة إلى زوجها عشقاً له ( أتراباً ) جمع ترب أي مستويات في السن
38. ( لأصحاب اليمين ) صلة أنشأناهن أو جعلناهن وهم
39. ( ثلة من الأولين )
40. ( وثلة من الآخرين )
41. ( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال )
42. ( في سموم ) ريح حارة من النار تنفذ في المسام ( وحميم ) ماء شديدة الحرارة
43. ( وظل من يحموم ) دخان شديد السواد
44. ( لا بارد ) كغيره من الظلال ( ولا كريم ) حسن المنظر
45. ( إنهم كانوا قبل ذلك ) في الدنيا ( مترفين ) منعمين لا يتعبون في الطاعة
46. ( وكانوا يصرون على الحنث ) الذنب ( العظيم ) الشرك
47. ( وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون ) في الهمزتين في الموضعين للتحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين
48. ( أو آباؤنا الأولون ) بفتح الواو للعطف والهمزة للاستفهام ، وهو في ذلك وفيما قبله للاستبعاد وفي قراءة بسكون الواو عطفا بأو والمعطوف عليه محل إن واسمها
49. ( قل إن الأولين والآخرين )
50. ( لمجموعون إلى ميقات ) لوقت ( يوم معلوم ) أي يوم القيامة
51. ( ثم إنكم أيها الضالون المكذبون )
52. ( لآكلون من شجر من زقوم ) بيان للشجر
53. ( فمالئون منها ) من الشجر ( البطون )
54. ( فشاربون عليه ) أي الزقوم المأكول ( من الحميم )
55. ( فشاربون شَرب ) بفتح الشين وضمها مصدر ( الهيم ) الإبل العطاش ، جمع هَيمان الذكر وهيمى للأنثى ، كعطشان وعطشى
56. ( هذا نزلهم ) ما أعد لهم ( يوم الدين ) يوم القيامة
57. ( نحن خلقناكم ) أوجدناكم من عدم ( فلولا ) هلا ( تصدقون ) بالبعث إذ القادر على الإنشاء قادر على الإعادة
58. ( أفرأيتم ما تمنون ) تريقون من المني في أرحام النساء
59. ( أأنتم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه في المواضع الأربعة ( تخلقونه ) أي المني بشراً ( أم نحن الخالقون )
60. ( نحن قدَّرنا ) بالتشديد والتخفيف ( بينكم الموت وما نحن بمسبوقين ) بعاجزين
61. ( على ) عن ( أن نبدل ) نجعل ( أمثالكم ) مكانكم ( وننشئكم ) نخلقكم ( في ما لا ) من الصور والقردة والخنازير
62. ( ولقد علمتم النَّشاءةَ الأولى ) وفي قراءة بسكون الشين ( فلولا تذكرون ) فيه إدغام التاء الثانية في الأصل في الذال
63. ( أفرأيتم ما تحرثون ) تثيرون في الأرض وتلقون البذر فيها
64. ( أأنتم تزرعونه ) تنبتونه ( أم نحن الزارعون )
65. ( لو نشاء لجعلناه حطاما ) نباتا يابسا لا حب فيه ( فظلتم ) أصله ظللتم بكسر اللام حذفت تخفيفا أي اقمتم نهارا ( تفكهون ) حذفت منه إحدى التاءين نفي الأصل تعجبون من ذلك وتقولون
66. ( إنا لمغرمون ) نفقة زرعنا
67. ( بل نحن محرومون ) ممنوعون رزقنا
68. ( أفرأيتم الماء الذي تشربون )
69. ( أأنتم أنزلتموه من المزن ) السحاب جمع مزنة ( أم نحن المنزلون )
70. ( لو نشاء جعلناه أجاجا ) ملحا لا يمكن شربه ( فلولا ) هلا ( تشكرون )
71. ( أفرأيتم النار التي تورون ) تخرجون من الشجر الأخضر
72. ( أأنتم أنشأتم شجرتها ) كالمرخ والعفار والكلخ ( أم نحن المنشئون )
73. ( نحن جعلناها تذكرة ) لنار جهنم ( ومتاعا ) بلغة ( للمقوين ) للمسافرين من أقوى القوم أي صاروا بالقوى بالقصر والمد أي القفز وهو مفازة لا نبات فيها ولا ماء
74. ( فسبح ) نزه ( باسم ) زائد ( ربك العظيم ) الله
75. ( فلا أقسم ) لا زائدة ( بمواقع النجوم ) بمساقطها لغروبها
76. ( وإنه ) القسم بها ( لقسم لو تعلمون عظيم ) لو كنتم من ذوي العلم لعلمتم عظم هذا القسم
77. ( إنه ) المتلو عليكم ( لقرآن كريم )
78. ( في كتاب ) مكتوب ( مكنون ) مصون وهو المصحف
79. ( لا يمسه ) خبر بمعنى النهي ( إلا المطهرون ) الذين طهروا أنفسهم من الأحداث
80. ( تنزيل ) منزل ( من رب العالمين )
81. ( أفبهذا الحديث ) القرآن ( أنتم مدهنون ) متهاونون مكذبون
82. ( وتجعلون رزقكم ) من المطر أي شكره ( أنكم تكذبون ) بسقيا الله حيث قلتم مطرنا بنوء كذا
83. ( فلولا ) فهلا ( إذا بلغت ) الروح وقت النزع ( الحلقوم ) هو مجرى الطعام
84. ( وأنتم ) يا حاضري الميت ( حينئذ تنظرون ) إليه
85. ( ونحن أقرب إليه منكم ) بالعلم ( ولكن لا تبصرون ) من البصيرة أي لا تعلمون ذلك
86. ( فلولا ) فهلا ( إن كنتم غير مدينين ) مجزيين بأن تبعثوا أي غير مبعوثين بزعمكم
87. ( ترجعونها ) تردون الروح إلى الجسد بعد بلوغ الحلقوم ( إن كنتم صادقين ) فيما زعمتم فلولا الثانية تأكيد للاولى وإذا ظرف لترجعون المتعلق به والشرطان والمعنى هلا ترجعونها إن نفيتم البعث صادقين في نفيه أي لينتفي من محلها الموت كالبعث
88. ( فأما إن كان ) الميت ( من المقربين )
89. ( فروح ) فله استراحة ( وريحان ) رزق حسن ( وجنة نعيم ) وهل الجواب لأما أو لان أو لهما أقوال
90. ( وأما إن كان من أصحاب اليمين )
91. ( فسلام لك ) له السلامة من العذاب ( من أصحاب اليمين ) من جهة أنه منهم
92. ( وأما إن كان من المكذبين الضالين )
93. ( فنزل من حميم )
94. ( وتصلية جحيم )
95. ( إن هذا لهو حق اليقين ) من إضافة الموصوف إلى صفته
96. ( فسبح باسم ربك العظيم ) تقدم
1. ( إذا وقعت الواقعة ) قامت القيامة
2. ( ليس لوقعتها كاذبة ) نفس تكذب بأن تنفيها كما نفتها في الدنيا
3. ( خافضة رافعة ) مظهرة لخفض أقوام بدخولهم النار ولرفع آخرين بدخولهم الجنة
4. ( إذا رُجَّت الأرض رجَّا ) حركت حركة شديدة
5. ( وبست الجبال بسَّا ) فتتت
6. ( فكانت هباءً ) غباراً ( منبثا ) منتشراً ، وإذا الثانية بدل من الأولى
7. ( وكنتم ) في القيامة ( أزواجاً ) أصنافاً ( ثلاثة )
8. ( فأصحاب الميمنة ) وهم الذين يؤتون كتبهم بأيمانهم مبتدأ خبره ( ما أصحاب الميمنة ) تعظيم لشأنهم بدخولهم الجنة
9. ( وأصحاب المشأمة ) الشمال بأن يؤتى كل منهم كتابه بشماله ( ما أصحاب المشأمة ) تحقير لشأنهم بدخول النار
10. ( والسابقون ) إلى الخير وهم الأنبياء ، مبتدأ ( السابقون ) تأكيد لتعظيم شأنهم
11. ( أولئك المقربون )
12. ( في جنات النعيم )
13. ( ثلة من الأولين ) مبتدأ ، جماعة من الأمم الماضية
14. ( وقليل من الآخرين ) من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهم السابقون من الأمم الماضية وهذه الامة والخبر
15. ( على سرر موضونة ) منسوجة بقضبان الذهب والجواهر
16. ( متكئين عليها متقابلين ) حالان من الضمير في الخبر
17. ( يطوف عليهم ) للخدمة ( ولدان مخلدون ) على شكل الأولاد لا يهرمون
18. ( بأكواب ) أقداح لا عُرا لها ( وأباريق ) لها عرا وخراطيم ( وكأس ) إناء شرب الخمر ( من معين ) أي خمر جارية من منبع لا ينقطع أبداً
19. ( لا يُصدَّعون عنها ولا يُنزَفون ) بفتح الزاي وكسرها ، من نزف الشارب وأنزف أي لايحصل لهم منها صداع ولا ذهاب عقل بخلاف خمر الدنيا
20. ( وفاكهة مما يتخيرون )
21. ( ولحم طير مما يشتهون و ) لهم للاستمتاع
22. ( حور ) نساء شديدات سواد العيون وبياضها ( عين ) ضخام العيون ، كسرت عينه بدل ضمها لمجانسة الياء ومفرده عيناء كحمراء ، وفي قراءة بجر حورٍ عينٍ
23. ( كأمثال اللؤلؤ المكنون ) المصون
24. ( جزاء ) مفعول له أو مصدر والعامل مقدر جعلنا لهم ما ذكر للجزاء أو جزيناهم ( بما كانوا يعملون )
25. ( لا يسمعون فيها ) في الجنة ( لغواً ) فاحشاً من الكلام ( ولا تأثيماً ) ما يؤثم
26. ( إلا ) لكن ( قيلاً ) قولاً ( سلاماً سلاماً ) بدل من قيلاً فإنهم يسمعونه
27. ( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين )
28. ( في سدر ) شجر النبق ( مخضود ) لا شوك فيه
29. ( وطلح ) شجر الموز ( منضود ) بالحمل من أسفله إلى أعلاه
30. ( وظل ممدود ) دائم
31. ( وماء مسكوب ) جار دائماً
32. ( وفاكهة كثيرة )
33. ( لا مقطوعة ) في زمن ( ولا ممنوعة ) بثمن
34. ( وفرش مرفوعة ) على السرر
35. ( إنا أنشأناهن إنشاء ) الحور عين من غير ولادة
36. ( فجعلناهن أبكاراً ) عذارى كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن عذارى ولا وجع
37. ( عرُبا ) بضم الراء وسكونها جمع عروب ، وهي المتحببة إلى زوجها عشقاً له ( أتراباً ) جمع ترب أي مستويات في السن
38. ( لأصحاب اليمين ) صلة أنشأناهن أو جعلناهن وهم
39. ( ثلة من الأولين )
40. ( وثلة من الآخرين )
41. ( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال )
42. ( في سموم ) ريح حارة من النار تنفذ في المسام ( وحميم ) ماء شديدة الحرارة
43. ( وظل من يحموم ) دخان شديد السواد
44. ( لا بارد ) كغيره من الظلال ( ولا كريم ) حسن المنظر
45. ( إنهم كانوا قبل ذلك ) في الدنيا ( مترفين ) منعمين لا يتعبون في الطاعة
46. ( وكانوا يصرون على الحنث ) الذنب ( العظيم ) الشرك
47. ( وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون ) في الهمزتين في الموضعين للتحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين
48. ( أو آباؤنا الأولون ) بفتح الواو للعطف والهمزة للاستفهام ، وهو في ذلك وفيما قبله للاستبعاد وفي قراءة بسكون الواو عطفا بأو والمعطوف عليه محل إن واسمها
49. ( قل إن الأولين والآخرين )
50. ( لمجموعون إلى ميقات ) لوقت ( يوم معلوم ) أي يوم القيامة
51. ( ثم إنكم أيها الضالون المكذبون )
52. ( لآكلون من شجر من زقوم ) بيان للشجر
53. ( فمالئون منها ) من الشجر ( البطون )
54. ( فشاربون عليه ) أي الزقوم المأكول ( من الحميم )
55. ( فشاربون شَرب ) بفتح الشين وضمها مصدر ( الهيم ) الإبل العطاش ، جمع هَيمان الذكر وهيمى للأنثى ، كعطشان وعطشى
56. ( هذا نزلهم ) ما أعد لهم ( يوم الدين ) يوم القيامة
57. ( نحن خلقناكم ) أوجدناكم من عدم ( فلولا ) هلا ( تصدقون ) بالبعث إذ القادر على الإنشاء قادر على الإعادة
58. ( أفرأيتم ما تمنون ) تريقون من المني في أرحام النساء
59. ( أأنتم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه في المواضع الأربعة ( تخلقونه ) أي المني بشراً ( أم نحن الخالقون )
60. ( نحن قدَّرنا ) بالتشديد والتخفيف ( بينكم الموت وما نحن بمسبوقين ) بعاجزين
61. ( على ) عن ( أن نبدل ) نجعل ( أمثالكم ) مكانكم ( وننشئكم ) نخلقكم ( في ما لا ) من الصور والقردة والخنازير
62. ( ولقد علمتم النَّشاءةَ الأولى ) وفي قراءة بسكون الشين ( فلولا تذكرون ) فيه إدغام التاء الثانية في الأصل في الذال
63. ( أفرأيتم ما تحرثون ) تثيرون في الأرض وتلقون البذر فيها
64. ( أأنتم تزرعونه ) تنبتونه ( أم نحن الزارعون )
65. ( لو نشاء لجعلناه حطاما ) نباتا يابسا لا حب فيه ( فظلتم ) أصله ظللتم بكسر اللام حذفت تخفيفا أي اقمتم نهارا ( تفكهون ) حذفت منه إحدى التاءين نفي الأصل تعجبون من ذلك وتقولون
66. ( إنا لمغرمون ) نفقة زرعنا
67. ( بل نحن محرومون ) ممنوعون رزقنا
68. ( أفرأيتم الماء الذي تشربون )
69. ( أأنتم أنزلتموه من المزن ) السحاب جمع مزنة ( أم نحن المنزلون )
70. ( لو نشاء جعلناه أجاجا ) ملحا لا يمكن شربه ( فلولا ) هلا ( تشكرون )
71. ( أفرأيتم النار التي تورون ) تخرجون من الشجر الأخضر
72. ( أأنتم أنشأتم شجرتها ) كالمرخ والعفار والكلخ ( أم نحن المنشئون )
73. ( نحن جعلناها تذكرة ) لنار جهنم ( ومتاعا ) بلغة ( للمقوين ) للمسافرين من أقوى القوم أي صاروا بالقوى بالقصر والمد أي القفز وهو مفازة لا نبات فيها ولا ماء
74. ( فسبح ) نزه ( باسم ) زائد ( ربك العظيم ) الله
75. ( فلا أقسم ) لا زائدة ( بمواقع النجوم ) بمساقطها لغروبها
76. ( وإنه ) القسم بها ( لقسم لو تعلمون عظيم ) لو كنتم من ذوي العلم لعلمتم عظم هذا القسم
77. ( إنه ) المتلو عليكم ( لقرآن كريم )
78. ( في كتاب ) مكتوب ( مكنون ) مصون وهو المصحف
79. ( لا يمسه ) خبر بمعنى النهي ( إلا المطهرون ) الذين طهروا أنفسهم من الأحداث
80. ( تنزيل ) منزل ( من رب العالمين )
81. ( أفبهذا الحديث ) القرآن ( أنتم مدهنون ) متهاونون مكذبون
82. ( وتجعلون رزقكم ) من المطر أي شكره ( أنكم تكذبون ) بسقيا الله حيث قلتم مطرنا بنوء كذا
83. ( فلولا ) فهلا ( إذا بلغت ) الروح وقت النزع ( الحلقوم ) هو مجرى الطعام
84. ( وأنتم ) يا حاضري الميت ( حينئذ تنظرون ) إليه
85. ( ونحن أقرب إليه منكم ) بالعلم ( ولكن لا تبصرون ) من البصيرة أي لا تعلمون ذلك
86. ( فلولا ) فهلا ( إن كنتم غير مدينين ) مجزيين بأن تبعثوا أي غير مبعوثين بزعمكم
87. ( ترجعونها ) تردون الروح إلى الجسد بعد بلوغ الحلقوم ( إن كنتم صادقين ) فيما زعمتم فلولا الثانية تأكيد للاولى وإذا ظرف لترجعون المتعلق به والشرطان والمعنى هلا ترجعونها إن نفيتم البعث صادقين في نفيه أي لينتفي من محلها الموت كالبعث
88. ( فأما إن كان ) الميت ( من المقربين )
89. ( فروح ) فله استراحة ( وريحان ) رزق حسن ( وجنة نعيم ) وهل الجواب لأما أو لان أو لهما أقوال
90. ( وأما إن كان من أصحاب اليمين )
91. ( فسلام لك ) له السلامة من العذاب ( من أصحاب اليمين ) من جهة أنه منهم
92. ( وأما إن كان من المكذبين الضالين )
93. ( فنزل من حميم )
94. ( وتصلية جحيم )
95. ( إن هذا لهو حق اليقين ) من إضافة الموصوف إلى صفته
96. ( فسبح باسم ربك العظيم ) تقدم
صفحة 2 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
مواضيع مماثلة
» تفسير القرآن الكريم .. تفسير بن كثير
» تفسير القرآن الكريم .. تفسير الطبرى
» تفسير القرآن الكريم .. تفسير القرطبى
» أنواع القلوب فى القرآن الكريم
» انواع المياه في القرآن الكريم
» تفسير القرآن الكريم .. تفسير الطبرى
» تفسير القرآن الكريم .. تفسير القرطبى
» أنواع القلوب فى القرآن الكريم
» انواع المياه في القرآن الكريم
صفحة 2 من اصل 4
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء ديسمبر 06, 2016 4:24 pm من طرف fola
» د. شريف الصفتى عالم الكيمياء المصرى النابغة
الثلاثاء ديسمبر 06, 2016 4:05 pm من طرف هدى من الله
» قصة سيدنا عزير
الإثنين نوفمبر 14, 2016 11:15 am من طرف سجدة
» ** قصة أبيار على **
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:58 am من طرف بهيرة
» خلو المكان ومرارة الغياب !!!
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:48 am من طرف هدى من الله
» يا حلاوة اللوبيا والارز بالشعرية
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:08 am من طرف بسملة
» طريقة عمل القراقيش المقرمشة و الهشة
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:07 am من طرف هدى من الله
» إعجاز بناء الكعبة
الإثنين نوفمبر 14, 2016 9:43 am من طرف روز
» صفات اليهود فى القرآن الكريم
الإثنين نوفمبر 14, 2016 9:42 am من طرف هدى من الله