بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
هدى من الله | ||||
لولو حسن | ||||
روز | ||||
هنا سيد | ||||
توتى بدر | ||||
fola | ||||
روضة البدر | ||||
ام دهب و مصطفى | ||||
امة الرحمن | ||||
لولا |
أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
+2
روضة البدر
هدى من الله
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
أخوانى واخواتى فى الله
هذا عملا لوجه الله تعالى حصرى لمنتدى الوليد بن طلال
فقد اعاننى الله ان اختصر كتاب اسباب النزول للسيوطى
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
وقد كان الاختصار فى تفسير بعض العلماء المتفقين فى السبب واختصار فى تفسير بعض الآيات التى لم تفسر بوقائع
أدعو الله ان يتقبل عملى ويجعله سهلا نافعا للمسلمين
عابدة الله
** وجدت هذا الموضوع القيم فى أحد المنتديات ونقلته للفائدة .. جعله الله فى ميزان كاتبه الاصلى وكل من نقله للفائدة فى منتديات أخرى.. اختكم هدى
(1)
[ القول في آية البسملة وبيان نزولها ]
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المقري قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن
محمد الجرجاني قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الجوهري قال:
حدثنا محمد بن يحيى بن منده قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عثمان
بن سعيد قال: حدثنا بشر بن عمار عن أبي رزق عن الضحاك
عن ابن عباس أنه قال:
أول ما نزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يا محمد استعذ ثم قل بسم الله الرحمن الرحيم.
أخبرنا أبو عبد الله بن إسحاق قال: حدثنا إسماعيل بن أحمد الخلال قال:
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن زيدان البجلي قال: حدثنا أبو كريب قال:
حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف ختم السورة
حتى ينزل عليه {بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحيمِ}.
أخبرنا عبد القادر بن طاهر البغدادي قال: أخبرنا محمد بن جعفر بن مطر قال:
أخبرنا إبراهيم بن علي الرملي قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا عمرو
بن الحجاج العبدي عن عبد الله بن أبي حسين ذكر عن
عبد الله بن مسعود قال:
كنا لا نعلم فصل ما بين السورتين حتى نزل
{بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحيمِ}.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو
عمرو أحمد بن محمد الجرشي قال: حدثنا محمد بن يحيى قال:
حدثنا محمد بن عيسى بن أبي فديك عن عبد الله بن نافع
عن أبيه عن ابن عمر قال:
نزلت {بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحيمِ} في كل سورة اختلفوا فيها
فعند الأكثرين هي مكية من أوائل ما نزل من القرآن.
*****************
أسباب النزول للسيوطى
المصدر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
(2)
فاتحة الكتاب
حدثنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد الزاهد قال: أخبرنا جدي قال:
أخبرنا أبو عمرو الجبري قال: حدثنا إبراهيم بن الحارث وعلي بن سهل بن المغيرة
قال: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن أبي ميسرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا برز سمع منادياً يناديه: يا محمد
فإذا سمع الصوت انطلق هارباً فقال له ورقة بن نوفل:
إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك قال:
فلما برز سمع النداء: يا محمد فقال: لبيك قال:
قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ثم قال:
قل {الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ الرَحمَنِ الرَحيمِ مالِكِ يَومِ الدينِ}
حتى فرغ من فاتحة الكتاب وهذا قول علي بن أبي طالب.
أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد المفسر قال: أخبرنا الحسن بن جعفر المفسر
قال: أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن محمود المروزي قال: حدثنا عبد الله بن
محمود السعدي قال: حدثنا أبو يحيى القصري قال: حدثنا مروان بن معاوية
عن الولاء بن المسيب عن الفضل بن عمر عن علي بن
طالب عليه السلام قال:
(نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش).
وبهذا الإسناد عن السعدي حدثنا عمرو بن صالح قال: حدثنا أبي عن الكلبي
عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم
بمكة فقال:
{بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحيمِ الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ} فقالت قريش:
رض الله فاك. ونحو هذا قاله الحسن: وقتادة.
وعند مجاهد أن الفاتحة مدنية.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن علي
الجبري قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن أذين قال:
حدثنا إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال:
(والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا في
القرآن مثلها إنها لهي السبع المثاني والقرآن العظيم
الذي أوتيته).
وسورة الحجر مكية بلا خلاف ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه
فاتحة الكتاب وهو بمكة ثم ينزلها بالمدينة ولا يسعنا القول بأن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قام بمكة بضع عشرة سنة يصلي
بلا فاتحة الكتاب هذا مما لا تقبله العقول.
(3)
سورة البقرة
مدنية بلا خلاف أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الله بن حامد
قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف قال: حدثنا يعقوب بن سفيان الصغير
قال: حدثنا يعقوب بن سفيان الكبير قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا
الوليد بن مسلم قال: حدثنا شعيب بن زريق عن عطاء
الخراساني عن عكرمة قال:
أول سورة نزلت بالمدينة سورة البقرة قوله عز وجل:
{الَمَ ذَلِكَ الكِتابُ}.
________________________________
وقوله {إِنَ الَّذينَ كَفَروا} قال الضحاك:
نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته وقال الكلبي: يعني اليهود.
________________________________
وقوله تعالى {وَإِذا لَقوا الَّذينَ آَمَنوا}
قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس:
نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي وأصحابه وذلك أنهم خرجوا ذات يوم
فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى عليه وسلم فقال عبد الله بن أبي
انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم
فذهب فأخذ
بيد أبي بكر فقال: مرحباً بالصديق سيد بني تميم وشيخ الإسلام وثاني
رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله
ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحباً بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في
دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله
ثم أخذ بيد
علي فقال: مرحباً بابن عم رسول الله وختنه سيد بني هاشم ما خلا رسول الله
ثم افترقوا فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت فإذا رأيتموهم
فافعلوا كما فعلت فأثنوا عليه خيراً فرجع المسلمون إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأخبروه بذلك فأنزل الله هذه الآية.
________________________________
قوله {يا أَيُّها الناسُ اُعبُدوا رَبَّكُم}
أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد قال: أخبرنا أبو علي بن أحمد الفقيه قال:
أخبرنا أبو ذر القهستاني قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر قال: حدثنا روح
قال: حدثنا شعبة عن سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال:
كل شيء نزل فيه {يا أَيُّها الناسٌ} فهو مكي ويا أيها الذين آمنوا فهو مدني
يعني أن يا أيها الناس خطاب أهل مكة و {يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا} خطاب أهل
المدينة قوله {يا أَيُّها الناسُ اُعبُدوا رَبَّكُم} خطاب لمشركي مكة إلى قوله
{وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنوا} وهذه الآية نازلة في المؤمنين وذلك أن الله تعالى لما
ذكر جزاء الكافرين بقوله
{النارُ الَّتي وَقودُها الناسُ وَالحِجارةُ أُعِدَت لِلكافِرينَ}
ذكر جزاء المؤمنين.
________________________________
قوله {إِنَّ اللهَ لا يَستَحيي أَن يَضرِبَ مَثَلاً}
قال ابن عباس في رواية أبي صالح
لما ضرب الله سبحانه هذين المثلين للمنافقين يعني قوله
{مَثَلُهُم كَمَثَلِ الَّذي اِستَوقَدَ ناراً}
________________________________
وقوله {أَو كَصَيِّبٍ مِنَ السَماءِ}
قالوا الله أجل وأعلى من أن يضرب الأمثال فأنزل الله هذه الآية
________________________________
قوله {إِنَّ اللهَ لا يَستَحيي أَن يَضرِبَ مَثَلاً}
خبرنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ في كتابه قال: أخبرنا سليمان
بن أيوب الطبراني قال: حدثنا عبد العزيز بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن
عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال:
وَذَلِكَ أن الله ذكر آلهة المشركين فقال {وَإِن يَسلِبهُمُ الذُبابُ شَيئاً}
وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت فقالوا ارايتم حيث ذكر الله الذباب
والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد أي شيء يصنع
بهذا فأنزل الله الآية.
________________________________
قوله {أَتأمُرونَ الناسَ بِالبِرِ}
قال ابن عباس في رواية الكلبي عن أبي حاتم بالإسناد الذي ذكر
نزلت في يهود المدينة كان الرجل منهم يقول لصهره ولذوي قرابته
ولمن بينهم وبينه رضاع من المسلمين اثبت على الدين الذي أنت عليه
وما يأمرك به وهذا الرجل يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم فإن أمره
حق فكانوا يأمرون الناس بذلك ولا يفعلونه.
_______________________________
وقوله {وَاِستَعينوا بِالصَبرِ وَالصَلاةِ}
عند أكثر أهل العلم أن هذه الآية خطاب لأهل الكتاب وهو مع ذلك أدب لجميع
العباد. وقال بعضهم: رجع بهذا الخطاب إلى خطاب المسلمين
والقول الأول أظهر.
_______________________________
وقوله {إِنَّ الَّذينَ آَمَنوا وَالَّذينَ هادوا} الآية.
أخبرنا محمد بن عبد العزيز المروزي قال: أخبرنا محمد بن الحسين الحدادي
قال: أخبرنا أبو فرقد قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عمرو عن
أسباط عن السدي {إِنَّ الَّذينَ آَمَنوا والَّذينَ هادوا} الآية قال:
نزلت في أصحاب سلمان الفارسي لما قدم سلمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جعل يخبر عن عبادة أصحابه واجتهادهم وقال: يا رسول الله كانوا يصلون
ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون أنك تبعث نبياً فلما فرغ سلمان من ثنائه
عليهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا سلمان هم من أهل النار
فأنزل الله {إِنَّ الَّذينَ آَمَنوا وَالَّذينَ هادوا} وتلا إلى قوله
{وَلا هُم يَحزَنونَ}.
_______________________________
وقوله {فَوَيلٌ لِلَّذينَ يَكتُبونَ الكِتابَ بِأَيديهِم} الآية
نزلت في الذين غيروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم وبدلوا نعته قال
الكلبي بالإسناد الذي ذكرنا:
إنهم غيروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم في كتابهم وجعلوه آدم سبطاً
طويلاً وكان ربعة أسمر صلى الله عليه وسلم وقالوا لأصحابهم وأتباعهم:
انظروا إلى صفة النبي الذي يبعث في آخر الزمان ليس يشبه نعت هذا
وكانت للأحبار والعلماء مأكلة من سائر اليهود فخافوا أن يذهبوا مأكلتهم
إن بينوا الصفة فمن ثم غيروا.
_____________________________
قوله {وَقالوا لَن تَمَسَّنا النارُ إِلا أَيّاماً مَّعدودَةً}
أخبرنا إسماعيل بن أبي القسم الصوفي قال: أخبرنا أبو الحسين العطار قال:
أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار قال: حدثني أبو القسم عبد الله بن سعد
الزهري قال: حدثني أبو عمرو قال: حدثنا أبي عن أبي إسحاق قال:
حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة عن ابن عباس قال:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ويهود تقول: إنما هذه الدنيا سبعة
آلاف سنة إنما يعذب الناس في النار لكل ألف سنة من أيام الدنيا يوم واحد
في النار من أيام الآخرة وإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب فأنزل
الله تعالى في ذلك من قولهم
{وَقالوا لَن تَمَسَّنا النارُ إِلا أَيّاماً مَّعدودَةً}.
_____________________________
قوله {اَفَتَطمَعونَ} الآية.
قال ابن عباس ومقاتل:
نزلت في السبعين الذين اختارهم موسى ليذهبوا معه إلى الله تعالى فلما ذهبوا
معه سمعوا كلام الله تعالى وهو يأمر وينهى ثم رجعوا إلى قومهم فأما
الصادقون فأدوا ما سمعوا. وقالت طائفة منهم: سمعنا الله من لفظ كلامه يقول:
إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا وإن شئتم فلا تفعلوا ولا بأس
وعند أكثر المفسرين نزلت الآية في الذين غيروا آية الرجم
وصفة محمد صلى الله عليه وسلم
_____________________________
يتبع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
أخوانى واخواتى فى الله
هذا عملا لوجه الله تعالى حصرى لمنتدى الوليد بن طلال
فقد اعاننى الله ان اختصر كتاب اسباب النزول للسيوطى
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
وقد كان الاختصار فى تفسير بعض العلماء المتفقين فى السبب واختصار فى تفسير بعض الآيات التى لم تفسر بوقائع
أدعو الله ان يتقبل عملى ويجعله سهلا نافعا للمسلمين
عابدة الله
** وجدت هذا الموضوع القيم فى أحد المنتديات ونقلته للفائدة .. جعله الله فى ميزان كاتبه الاصلى وكل من نقله للفائدة فى منتديات أخرى.. اختكم هدى
(1)
[ القول في آية البسملة وبيان نزولها ]
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المقري قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن
محمد الجرجاني قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الجوهري قال:
حدثنا محمد بن يحيى بن منده قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عثمان
بن سعيد قال: حدثنا بشر بن عمار عن أبي رزق عن الضحاك
عن ابن عباس أنه قال:
أول ما نزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يا محمد استعذ ثم قل بسم الله الرحمن الرحيم.
أخبرنا أبو عبد الله بن إسحاق قال: حدثنا إسماعيل بن أحمد الخلال قال:
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن زيدان البجلي قال: حدثنا أبو كريب قال:
حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف ختم السورة
حتى ينزل عليه {بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحيمِ}.
أخبرنا عبد القادر بن طاهر البغدادي قال: أخبرنا محمد بن جعفر بن مطر قال:
أخبرنا إبراهيم بن علي الرملي قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا عمرو
بن الحجاج العبدي عن عبد الله بن أبي حسين ذكر عن
عبد الله بن مسعود قال:
كنا لا نعلم فصل ما بين السورتين حتى نزل
{بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحيمِ}.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو
عمرو أحمد بن محمد الجرشي قال: حدثنا محمد بن يحيى قال:
حدثنا محمد بن عيسى بن أبي فديك عن عبد الله بن نافع
عن أبيه عن ابن عمر قال:
نزلت {بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحيمِ} في كل سورة اختلفوا فيها
فعند الأكثرين هي مكية من أوائل ما نزل من القرآن.
*****************
أسباب النزول للسيوطى
المصدر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
(2)
فاتحة الكتاب
حدثنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد الزاهد قال: أخبرنا جدي قال:
أخبرنا أبو عمرو الجبري قال: حدثنا إبراهيم بن الحارث وعلي بن سهل بن المغيرة
قال: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن أبي ميسرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا برز سمع منادياً يناديه: يا محمد
فإذا سمع الصوت انطلق هارباً فقال له ورقة بن نوفل:
إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك قال:
فلما برز سمع النداء: يا محمد فقال: لبيك قال:
قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ثم قال:
قل {الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ الرَحمَنِ الرَحيمِ مالِكِ يَومِ الدينِ}
حتى فرغ من فاتحة الكتاب وهذا قول علي بن أبي طالب.
أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد المفسر قال: أخبرنا الحسن بن جعفر المفسر
قال: أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن محمود المروزي قال: حدثنا عبد الله بن
محمود السعدي قال: حدثنا أبو يحيى القصري قال: حدثنا مروان بن معاوية
عن الولاء بن المسيب عن الفضل بن عمر عن علي بن
طالب عليه السلام قال:
(نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش).
وبهذا الإسناد عن السعدي حدثنا عمرو بن صالح قال: حدثنا أبي عن الكلبي
عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم
بمكة فقال:
{بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحيمِ الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ} فقالت قريش:
رض الله فاك. ونحو هذا قاله الحسن: وقتادة.
وعند مجاهد أن الفاتحة مدنية.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن علي
الجبري قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن أذين قال:
حدثنا إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال:
(والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا في
القرآن مثلها إنها لهي السبع المثاني والقرآن العظيم
الذي أوتيته).
وسورة الحجر مكية بلا خلاف ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه
فاتحة الكتاب وهو بمكة ثم ينزلها بالمدينة ولا يسعنا القول بأن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قام بمكة بضع عشرة سنة يصلي
بلا فاتحة الكتاب هذا مما لا تقبله العقول.
(3)
سورة البقرة
مدنية بلا خلاف أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الله بن حامد
قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف قال: حدثنا يعقوب بن سفيان الصغير
قال: حدثنا يعقوب بن سفيان الكبير قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا
الوليد بن مسلم قال: حدثنا شعيب بن زريق عن عطاء
الخراساني عن عكرمة قال:
أول سورة نزلت بالمدينة سورة البقرة قوله عز وجل:
{الَمَ ذَلِكَ الكِتابُ}.
________________________________
وقوله {إِنَ الَّذينَ كَفَروا} قال الضحاك:
نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته وقال الكلبي: يعني اليهود.
________________________________
وقوله تعالى {وَإِذا لَقوا الَّذينَ آَمَنوا}
قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس:
نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي وأصحابه وذلك أنهم خرجوا ذات يوم
فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى عليه وسلم فقال عبد الله بن أبي
انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم
فذهب فأخذ
بيد أبي بكر فقال: مرحباً بالصديق سيد بني تميم وشيخ الإسلام وثاني
رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله
ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحباً بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في
دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله
ثم أخذ بيد
علي فقال: مرحباً بابن عم رسول الله وختنه سيد بني هاشم ما خلا رسول الله
ثم افترقوا فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت فإذا رأيتموهم
فافعلوا كما فعلت فأثنوا عليه خيراً فرجع المسلمون إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأخبروه بذلك فأنزل الله هذه الآية.
________________________________
قوله {يا أَيُّها الناسُ اُعبُدوا رَبَّكُم}
أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد قال: أخبرنا أبو علي بن أحمد الفقيه قال:
أخبرنا أبو ذر القهستاني قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر قال: حدثنا روح
قال: حدثنا شعبة عن سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال:
كل شيء نزل فيه {يا أَيُّها الناسٌ} فهو مكي ويا أيها الذين آمنوا فهو مدني
يعني أن يا أيها الناس خطاب أهل مكة و {يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا} خطاب أهل
المدينة قوله {يا أَيُّها الناسُ اُعبُدوا رَبَّكُم} خطاب لمشركي مكة إلى قوله
{وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنوا} وهذه الآية نازلة في المؤمنين وذلك أن الله تعالى لما
ذكر جزاء الكافرين بقوله
{النارُ الَّتي وَقودُها الناسُ وَالحِجارةُ أُعِدَت لِلكافِرينَ}
ذكر جزاء المؤمنين.
________________________________
قوله {إِنَّ اللهَ لا يَستَحيي أَن يَضرِبَ مَثَلاً}
قال ابن عباس في رواية أبي صالح
لما ضرب الله سبحانه هذين المثلين للمنافقين يعني قوله
{مَثَلُهُم كَمَثَلِ الَّذي اِستَوقَدَ ناراً}
________________________________
وقوله {أَو كَصَيِّبٍ مِنَ السَماءِ}
قالوا الله أجل وأعلى من أن يضرب الأمثال فأنزل الله هذه الآية
________________________________
قوله {إِنَّ اللهَ لا يَستَحيي أَن يَضرِبَ مَثَلاً}
خبرنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ في كتابه قال: أخبرنا سليمان
بن أيوب الطبراني قال: حدثنا عبد العزيز بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن
عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال:
وَذَلِكَ أن الله ذكر آلهة المشركين فقال {وَإِن يَسلِبهُمُ الذُبابُ شَيئاً}
وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت فقالوا ارايتم حيث ذكر الله الذباب
والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد أي شيء يصنع
بهذا فأنزل الله الآية.
________________________________
قوله {أَتأمُرونَ الناسَ بِالبِرِ}
قال ابن عباس في رواية الكلبي عن أبي حاتم بالإسناد الذي ذكر
نزلت في يهود المدينة كان الرجل منهم يقول لصهره ولذوي قرابته
ولمن بينهم وبينه رضاع من المسلمين اثبت على الدين الذي أنت عليه
وما يأمرك به وهذا الرجل يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم فإن أمره
حق فكانوا يأمرون الناس بذلك ولا يفعلونه.
_______________________________
وقوله {وَاِستَعينوا بِالصَبرِ وَالصَلاةِ}
عند أكثر أهل العلم أن هذه الآية خطاب لأهل الكتاب وهو مع ذلك أدب لجميع
العباد. وقال بعضهم: رجع بهذا الخطاب إلى خطاب المسلمين
والقول الأول أظهر.
_______________________________
وقوله {إِنَّ الَّذينَ آَمَنوا وَالَّذينَ هادوا} الآية.
أخبرنا محمد بن عبد العزيز المروزي قال: أخبرنا محمد بن الحسين الحدادي
قال: أخبرنا أبو فرقد قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عمرو عن
أسباط عن السدي {إِنَّ الَّذينَ آَمَنوا والَّذينَ هادوا} الآية قال:
نزلت في أصحاب سلمان الفارسي لما قدم سلمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جعل يخبر عن عبادة أصحابه واجتهادهم وقال: يا رسول الله كانوا يصلون
ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون أنك تبعث نبياً فلما فرغ سلمان من ثنائه
عليهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا سلمان هم من أهل النار
فأنزل الله {إِنَّ الَّذينَ آَمَنوا وَالَّذينَ هادوا} وتلا إلى قوله
{وَلا هُم يَحزَنونَ}.
_______________________________
وقوله {فَوَيلٌ لِلَّذينَ يَكتُبونَ الكِتابَ بِأَيديهِم} الآية
نزلت في الذين غيروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم وبدلوا نعته قال
الكلبي بالإسناد الذي ذكرنا:
إنهم غيروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم في كتابهم وجعلوه آدم سبطاً
طويلاً وكان ربعة أسمر صلى الله عليه وسلم وقالوا لأصحابهم وأتباعهم:
انظروا إلى صفة النبي الذي يبعث في آخر الزمان ليس يشبه نعت هذا
وكانت للأحبار والعلماء مأكلة من سائر اليهود فخافوا أن يذهبوا مأكلتهم
إن بينوا الصفة فمن ثم غيروا.
_____________________________
قوله {وَقالوا لَن تَمَسَّنا النارُ إِلا أَيّاماً مَّعدودَةً}
أخبرنا إسماعيل بن أبي القسم الصوفي قال: أخبرنا أبو الحسين العطار قال:
أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار قال: حدثني أبو القسم عبد الله بن سعد
الزهري قال: حدثني أبو عمرو قال: حدثنا أبي عن أبي إسحاق قال:
حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة عن ابن عباس قال:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ويهود تقول: إنما هذه الدنيا سبعة
آلاف سنة إنما يعذب الناس في النار لكل ألف سنة من أيام الدنيا يوم واحد
في النار من أيام الآخرة وإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب فأنزل
الله تعالى في ذلك من قولهم
{وَقالوا لَن تَمَسَّنا النارُ إِلا أَيّاماً مَّعدودَةً}.
_____________________________
قوله {اَفَتَطمَعونَ} الآية.
قال ابن عباس ومقاتل:
نزلت في السبعين الذين اختارهم موسى ليذهبوا معه إلى الله تعالى فلما ذهبوا
معه سمعوا كلام الله تعالى وهو يأمر وينهى ثم رجعوا إلى قومهم فأما
الصادقون فأدوا ما سمعوا. وقالت طائفة منهم: سمعنا الله من لفظ كلامه يقول:
إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا وإن شئتم فلا تفعلوا ولا بأس
وعند أكثر المفسرين نزلت الآية في الذين غيروا آية الرجم
وصفة محمد صلى الله عليه وسلم
_____________________________
يتبع
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قوله{وَلا تُسئَلُ عَن أَصحابِ الجَحيمِ}
قال ابن عباس:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: ليت شعري ما فعل أبواي
فنزلت هذه الآية وهذا على قراءة من قرأ {وَلا تُسئَلُ عَن أَصحابِ الجَحيمِ}
جزما وقال مقاتل: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أنزل الله بأسه باليهود
لآمنوا فأنزل الله تعالى
{وَلا تُسئَلُ عَن أَصحابِ الجَحيمِ}.
____________________________
قوله {وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلا النَصارى} الآية.
قال المفسرون:
إنهم كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم الهدنة ويطمعون أنهم إذا
هادنوه وأمهلهم اتبعوه ووافقوه فأنزل الله تعالى هذه الآية. وقال ابن عباس
هذا في القبلة وذلك أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصلي
النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبلتهم فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة شق
ذلك عليهم فيئسوا منه أن يوافقهم على دينهم
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_____________________________
قوله {الَّذينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَتلونَهُ حَقَ تِلاوَتِهِ}
قال ابن عباس في رواية عطاء والكلبي:
نزلت في أصحاب السفينة الذين أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة
كانوا أربعين رجلاً من الحبشة وأهل الشام.
وقال الضحاك:
نزلت فيمن آمن من اليهود.
وقال قتادة وعكرمة:
نزلت في محمد صلى الله عليه وسلم.
______________________________
قوله {أَم كُنتُم شُهَداءَ إِذ حَضَرَ يَعقوبَ المَوتَ} الآية.
نزلت في اليهود حين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ألست تعلم
أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية.
______________________________
قوله {وَقالوا كونوا هودَاً أَو نَصارى تَهتَدوا}
قال ابن عباس:
نزلت في رؤوس يهود المدينة: كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف
وأبي ياسر بن أخطب وفي نصارى أهل نجران وذلك أنهم خاصموا المسلمين
في الدين كل فرقة تزعم أنها أحق بدين الله تعالى من غيرها فقالت اليهود:
نبينا موسى أفضل الأنبياء وكتابنا التوراة أفضل الكتب وديننا أفضل الأديان
وكفرت بعيسى والإنجيل ومحمد والقرآن وقالت النصارى: نبينا عيسى أفضل
الأنبياء وكتابنا أفضل الكتب وديننا أفضل الأديان وكفرت بمحمد والقرآن.
وقال كل واحد من الفريقين للمؤمنين: كونوا على قوله
{صِبغَةَ اللهِ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللهِ صِبغَةً}
قال ابن عباس:
إن النصارى كان إذا ولد لأحدهم ولد فأتى عليه سبعة أيام صبغوه في ماء لهم
يقال له المعمودي ليطهروه بذلك ويقولون هذا طهور مكان الختان
فإذا فعلوا ذلك صار نصرانياً حقاً فأنزل الله تعالى هذه الآية.
________________________________
قوله {سَيَقولُ السُفَهاءُ مِنَ الناسِ} الآية.
نزلت في تحويل القبلة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا زاهر بن جعفر قال: أخبرنا
الحسن بن محمد بن مصعب قال: حدثنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا عبد الله
بن رجاء قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال:
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فصلى نحو بيت المقدس
ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحب أن يتوجه نحو الكعبة فأنزل الله تعالى
{قَد نَرى تَقَلُّبَ وَجهِكَ في السَماءِ} إلى آخر الآية
فقال السفهاء من الناس وهم اليهود: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا
عليها قال الله تعالى {قُل للهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ}
إلى آخر الآية رواه البخاري عن عبد الله بن رجاء..
________________________________
قوله {وَما كانَ اللهُ لِيُضيعَ إِيمانَكُم}
قال ابن عباس في رواية الكلبي:
كان رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ماتوا على القبلة
الأولى منهم أسعد بن زرارة وأبو أمامة أحد بني النجار والبراء بن معرور
أحد بني سلمة وأناس آخرون جاءت عشائرهم فقالوا: يا رسول الله توفي
إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى وقد صرفك الله تعالى إلى قبلة إبراهيم
فكيف بإخواننا فأنزل الله {وَما كانَ الله ُلِيُضيعَ إِيمانَكُم} الآية ثم قال
{قَد نَرى تَقَلُبَ وَجهِكَ في السَماءِ}
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام:
وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها وكان يريد الكعبة لأنها قبلة
إبراهيم فقال له جبريل: إنما أنا عبد مثلك لا أملك شيئاً فسل ربك أن يحولك
عنها إلى قبلة إبراهيم ثم ارتفع جبريل وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بما سأله
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري قال: أخبرنا علي عم الحافظ قال:
حدثنا عبد الوهاب بن عيسى قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي قال: حدثنا أبو بكر بن
عياش قال: حدثنا أبو إسحاق عن البراء قال:
صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قدومه المدينة سبعة عشر شهراً
نحو بيت المقدس ثم علم الله عز وجل هوى نبيه صلى الله عليه وسلم فنزلت
{قَد نَرى تَقَلُّبَ وَجهِكَ في السَماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبلَةً تَرضاها} الآية
رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص ورواه البخاري عن أبي نعيم عن زهير كلاهما عن أبي إسحاق.
_____________________________
قوله {الَّذينَ آَتَيناهُمُ الكِتابَ يَعرِفونَهُ كَما يَعرِفونَ أَبناءَهُم}الآية
نزلت في مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه كانوا يعرفون
رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعته وصفته وبعثه في كتابهم كما يعرف
أحدهم ولده إذا رآه مع الغلمان قال عبد الله بن سلام: لأنا أشد معرفة
برسول الله صلى الله عليه وسلم مني بأبي فقال له عمر بن الخطاب:
وكيف ذاك يا ابن سلام قال: لأني أشهد أن محمداً رسول الله حقاً يقيناً
وأنا لا أشهد بذلك على ابني لأني لا أدري ما أحدث النساء
فقال عمر: وفقك الله يا ابن سلام.
_______________________________
قوله {وَلا تَقولوا لِمَن يُقتَلُ في سَبيلِ اللهِ أَمواتٌ} الآية.
نزلت في قتلى بدر وكانوا بضعة عشر رجلاً ثمانية من الأنصار وستة من
المهاجرين وذلك أن الناس كانوا يقولون للرجل يقتل في سبيل الله مات
فلان وذهب عنه نعيم الدنيا ولذتها فأنزل الله هذه الآية.
_______________________________
قوله {إِنَّ الصَفا وَالمَروَةَ مِن شَعائِرِ اللهِ}
وقال عمرو بن الحسين: سألت ابن عمر عن هذه الآية فقال: انطلق إلى ابن عباس
فسله فإنه أعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
فأتيته فسألته فقال:
كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له إساف وعلى المروة صنم
على صورة امرأة تدعى نائلة فزعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة
فمسخهما الله تعالى حجرين ووضعهما على الصفا والمروة ليعتبر بهما
فلما طالت المدة عبدا من دون الله تعالى فكان أهل الجاهلية إذا طافوا
بينهما مسحوا الوثنين فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام كره المسلمون
الطواف لأجل الصنمين فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_______________________________
قوله {يَسأَلونَكَ عَنِ الأهِلَةِ}
قال قتادة:
ذكر لنا أنهم سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم: لم خلقت هذه الأهلة
فأنزل الله تعالى {قُل هِيَ مَواقيتُ لِلناسِ وَالحَجِّ}.
وقال الكلبي:
نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة وهما رجلان من الأنصار
قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقاً مثل الخيط ثم يزيد
حتى يعظم ويستوي ويستدير ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يكون كما
كان لا يكون على حال واحدة فنزلت هذه الآية.
___________________________
قوله {وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزادِ التَقوى}
أخبرنا عمر بن عمر المزكي قال: حدثنا محمد بن مكي قال: أخبرنا محمد بن يوسف قال:
أخبرنا محمد
بن إسماعيل قال: حدثني يحيى بن بشير قال: حدثنا شبابة عن ورقاء عن عمرو
بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال:
كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون يقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا
مكة سألوا الناس فأنزل الله عز وجل
{وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزادِ التَقوى}.
وقال عطاء بن أبي رباح:
كان الرجل يخرج فيحمل كله على غيره فأنزل الله تعالى
{وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزادِ التَقوى}.
______________________________
قوله {وَإِذا طَلَّقتُمُ النِساءَ فَبَلَغنَ أَجَلَّهُنَّ فَلا تَعضُلوهُنَّ أَن يَنكِحنَ أَزواجَهُنَّ}
أخبرنا سعيد بن مجلي بن أحمد الشاهد أخبرنا جدي أخبرنا أبو عمر الجزري قال:
حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عمر بن حماد قال: حدثنا أسباط عن
السدي عن رجاله قال:
نزلت في جابر بن عبد الله الأنصاري كانت له بنت عم فطلقها زوجها
تطليقة فانقضت عدتها ثم رجع يريد رجعتها فأبى جابر وقال: طلقت
ابنة عمنا ثم تريد أن تنكحها وكانت المرأة تريد زوجها قد
رضيت به فنزلت فيهم الآية.
_______________________________
قوله {وَإِذ قالَ إِبراهيمُ رَبِّ أَرِني كَيفَ تُحيي المَوتى} الآية
وقال محمد بن إسحاق بن يسار إن إبراهيم
لما احتج على نمرود فقال: ربي الذي يحيي ويميت وقال نمرود
أنا أحيي وأميت ثم قتل رجلاً وأطلق رجلاً. قال: قد أمت ذلك وأحييت
هذا قال له إبراهيم: فإن الله يحيي بأن يرد الروح إلى جسد ميت
فقال له نمرود: هل عاينت هذا الذي تقوله ولم يقدر أن يقول نعم رأيته
فتنقل إلى حجة أخرى ثم سأل ربه أن يريه إحياء الموتى لكي يطمئن
قلبه عند الاحتجاج فإنه يكون مخبراً عن مشاهدة وعيان.
وقال ابن عباس وسعيد بن جبير والسدي:
لما اتخذ الله إبراهيم خليلاً استأذن ملك الموت ربه أن يأتي إبراهيم
فيبشره بذلك فأتاه فقال: جئتك أبشرك بأن الله تعالى اتخذك خليلاً
فحمد الله عز وجل وقال: ما علامة ذلك قال: أن يجيب الله دعاءك
وتحيي الموت بسؤالك ثم انطلق وذهب فقال إبراهيم: رب أرني كيف
تحيي الموتى قال: أولم تؤمن قال: بلى ولكن ليطمئن قلبي بعلمي
أنك تجيبني إذا دعوتك وتعطيني إذا سألتك أنك اتخذتني خليلاً.
________________________________
يتبع
قوله{وَلا تُسئَلُ عَن أَصحابِ الجَحيمِ}
قال ابن عباس:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: ليت شعري ما فعل أبواي
فنزلت هذه الآية وهذا على قراءة من قرأ {وَلا تُسئَلُ عَن أَصحابِ الجَحيمِ}
جزما وقال مقاتل: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أنزل الله بأسه باليهود
لآمنوا فأنزل الله تعالى
{وَلا تُسئَلُ عَن أَصحابِ الجَحيمِ}.
____________________________
قوله {وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلا النَصارى} الآية.
قال المفسرون:
إنهم كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم الهدنة ويطمعون أنهم إذا
هادنوه وأمهلهم اتبعوه ووافقوه فأنزل الله تعالى هذه الآية. وقال ابن عباس
هذا في القبلة وذلك أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصلي
النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبلتهم فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة شق
ذلك عليهم فيئسوا منه أن يوافقهم على دينهم
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_____________________________
قوله {الَّذينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَتلونَهُ حَقَ تِلاوَتِهِ}
قال ابن عباس في رواية عطاء والكلبي:
نزلت في أصحاب السفينة الذين أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة
كانوا أربعين رجلاً من الحبشة وأهل الشام.
وقال الضحاك:
نزلت فيمن آمن من اليهود.
وقال قتادة وعكرمة:
نزلت في محمد صلى الله عليه وسلم.
______________________________
قوله {أَم كُنتُم شُهَداءَ إِذ حَضَرَ يَعقوبَ المَوتَ} الآية.
نزلت في اليهود حين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ألست تعلم
أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية.
______________________________
قوله {وَقالوا كونوا هودَاً أَو نَصارى تَهتَدوا}
قال ابن عباس:
نزلت في رؤوس يهود المدينة: كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف
وأبي ياسر بن أخطب وفي نصارى أهل نجران وذلك أنهم خاصموا المسلمين
في الدين كل فرقة تزعم أنها أحق بدين الله تعالى من غيرها فقالت اليهود:
نبينا موسى أفضل الأنبياء وكتابنا التوراة أفضل الكتب وديننا أفضل الأديان
وكفرت بعيسى والإنجيل ومحمد والقرآن وقالت النصارى: نبينا عيسى أفضل
الأنبياء وكتابنا أفضل الكتب وديننا أفضل الأديان وكفرت بمحمد والقرآن.
وقال كل واحد من الفريقين للمؤمنين: كونوا على قوله
{صِبغَةَ اللهِ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللهِ صِبغَةً}
قال ابن عباس:
إن النصارى كان إذا ولد لأحدهم ولد فأتى عليه سبعة أيام صبغوه في ماء لهم
يقال له المعمودي ليطهروه بذلك ويقولون هذا طهور مكان الختان
فإذا فعلوا ذلك صار نصرانياً حقاً فأنزل الله تعالى هذه الآية.
________________________________
قوله {سَيَقولُ السُفَهاءُ مِنَ الناسِ} الآية.
نزلت في تحويل القبلة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا زاهر بن جعفر قال: أخبرنا
الحسن بن محمد بن مصعب قال: حدثنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا عبد الله
بن رجاء قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال:
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فصلى نحو بيت المقدس
ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحب أن يتوجه نحو الكعبة فأنزل الله تعالى
{قَد نَرى تَقَلُّبَ وَجهِكَ في السَماءِ} إلى آخر الآية
فقال السفهاء من الناس وهم اليهود: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا
عليها قال الله تعالى {قُل للهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ}
إلى آخر الآية رواه البخاري عن عبد الله بن رجاء..
________________________________
قوله {وَما كانَ اللهُ لِيُضيعَ إِيمانَكُم}
قال ابن عباس في رواية الكلبي:
كان رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ماتوا على القبلة
الأولى منهم أسعد بن زرارة وأبو أمامة أحد بني النجار والبراء بن معرور
أحد بني سلمة وأناس آخرون جاءت عشائرهم فقالوا: يا رسول الله توفي
إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى وقد صرفك الله تعالى إلى قبلة إبراهيم
فكيف بإخواننا فأنزل الله {وَما كانَ الله ُلِيُضيعَ إِيمانَكُم} الآية ثم قال
{قَد نَرى تَقَلُبَ وَجهِكَ في السَماءِ}
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام:
وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها وكان يريد الكعبة لأنها قبلة
إبراهيم فقال له جبريل: إنما أنا عبد مثلك لا أملك شيئاً فسل ربك أن يحولك
عنها إلى قبلة إبراهيم ثم ارتفع جبريل وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بما سأله
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري قال: أخبرنا علي عم الحافظ قال:
حدثنا عبد الوهاب بن عيسى قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي قال: حدثنا أبو بكر بن
عياش قال: حدثنا أبو إسحاق عن البراء قال:
صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قدومه المدينة سبعة عشر شهراً
نحو بيت المقدس ثم علم الله عز وجل هوى نبيه صلى الله عليه وسلم فنزلت
{قَد نَرى تَقَلُّبَ وَجهِكَ في السَماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبلَةً تَرضاها} الآية
رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص ورواه البخاري عن أبي نعيم عن زهير كلاهما عن أبي إسحاق.
_____________________________
قوله {الَّذينَ آَتَيناهُمُ الكِتابَ يَعرِفونَهُ كَما يَعرِفونَ أَبناءَهُم}الآية
نزلت في مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه كانوا يعرفون
رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعته وصفته وبعثه في كتابهم كما يعرف
أحدهم ولده إذا رآه مع الغلمان قال عبد الله بن سلام: لأنا أشد معرفة
برسول الله صلى الله عليه وسلم مني بأبي فقال له عمر بن الخطاب:
وكيف ذاك يا ابن سلام قال: لأني أشهد أن محمداً رسول الله حقاً يقيناً
وأنا لا أشهد بذلك على ابني لأني لا أدري ما أحدث النساء
فقال عمر: وفقك الله يا ابن سلام.
_______________________________
قوله {وَلا تَقولوا لِمَن يُقتَلُ في سَبيلِ اللهِ أَمواتٌ} الآية.
نزلت في قتلى بدر وكانوا بضعة عشر رجلاً ثمانية من الأنصار وستة من
المهاجرين وذلك أن الناس كانوا يقولون للرجل يقتل في سبيل الله مات
فلان وذهب عنه نعيم الدنيا ولذتها فأنزل الله هذه الآية.
_______________________________
قوله {إِنَّ الصَفا وَالمَروَةَ مِن شَعائِرِ اللهِ}
وقال عمرو بن الحسين: سألت ابن عمر عن هذه الآية فقال: انطلق إلى ابن عباس
فسله فإنه أعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
فأتيته فسألته فقال:
كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له إساف وعلى المروة صنم
على صورة امرأة تدعى نائلة فزعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة
فمسخهما الله تعالى حجرين ووضعهما على الصفا والمروة ليعتبر بهما
فلما طالت المدة عبدا من دون الله تعالى فكان أهل الجاهلية إذا طافوا
بينهما مسحوا الوثنين فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام كره المسلمون
الطواف لأجل الصنمين فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_______________________________
قوله {يَسأَلونَكَ عَنِ الأهِلَةِ}
قال قتادة:
ذكر لنا أنهم سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم: لم خلقت هذه الأهلة
فأنزل الله تعالى {قُل هِيَ مَواقيتُ لِلناسِ وَالحَجِّ}.
وقال الكلبي:
نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة وهما رجلان من الأنصار
قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقاً مثل الخيط ثم يزيد
حتى يعظم ويستوي ويستدير ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يكون كما
كان لا يكون على حال واحدة فنزلت هذه الآية.
___________________________
قوله {وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزادِ التَقوى}
أخبرنا عمر بن عمر المزكي قال: حدثنا محمد بن مكي قال: أخبرنا محمد بن يوسف قال:
أخبرنا محمد
بن إسماعيل قال: حدثني يحيى بن بشير قال: حدثنا شبابة عن ورقاء عن عمرو
بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال:
كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون يقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا
مكة سألوا الناس فأنزل الله عز وجل
{وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزادِ التَقوى}.
وقال عطاء بن أبي رباح:
كان الرجل يخرج فيحمل كله على غيره فأنزل الله تعالى
{وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزادِ التَقوى}.
______________________________
قوله {وَإِذا طَلَّقتُمُ النِساءَ فَبَلَغنَ أَجَلَّهُنَّ فَلا تَعضُلوهُنَّ أَن يَنكِحنَ أَزواجَهُنَّ}
أخبرنا سعيد بن مجلي بن أحمد الشاهد أخبرنا جدي أخبرنا أبو عمر الجزري قال:
حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عمر بن حماد قال: حدثنا أسباط عن
السدي عن رجاله قال:
نزلت في جابر بن عبد الله الأنصاري كانت له بنت عم فطلقها زوجها
تطليقة فانقضت عدتها ثم رجع يريد رجعتها فأبى جابر وقال: طلقت
ابنة عمنا ثم تريد أن تنكحها وكانت المرأة تريد زوجها قد
رضيت به فنزلت فيهم الآية.
_______________________________
قوله {وَإِذ قالَ إِبراهيمُ رَبِّ أَرِني كَيفَ تُحيي المَوتى} الآية
وقال محمد بن إسحاق بن يسار إن إبراهيم
لما احتج على نمرود فقال: ربي الذي يحيي ويميت وقال نمرود
أنا أحيي وأميت ثم قتل رجلاً وأطلق رجلاً. قال: قد أمت ذلك وأحييت
هذا قال له إبراهيم: فإن الله يحيي بأن يرد الروح إلى جسد ميت
فقال له نمرود: هل عاينت هذا الذي تقوله ولم يقدر أن يقول نعم رأيته
فتنقل إلى حجة أخرى ثم سأل ربه أن يريه إحياء الموتى لكي يطمئن
قلبه عند الاحتجاج فإنه يكون مخبراً عن مشاهدة وعيان.
وقال ابن عباس وسعيد بن جبير والسدي:
لما اتخذ الله إبراهيم خليلاً استأذن ملك الموت ربه أن يأتي إبراهيم
فيبشره بذلك فأتاه فقال: جئتك أبشرك بأن الله تعالى اتخذك خليلاً
فحمد الله عز وجل وقال: ما علامة ذلك قال: أن يجيب الله دعاءك
وتحيي الموت بسؤالك ثم انطلق وذهب فقال إبراهيم: رب أرني كيف
تحيي الموتى قال: أولم تؤمن قال: بلى ولكن ليطمئن قلبي بعلمي
أنك تجيبني إذا دعوتك وتعطيني إذا سألتك أنك اتخذتني خليلاً.
________________________________
يتبع
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
(4)
سورة آل عمران
80 آية أوائل سورة آل عمران
قال المفسرون:
قدم وفد نجران وكانوا ستين راكباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم
يئول أمرهم فالعاقب أمير القوم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون
إلا عن رأيه واسمه عبد المسيح والسيد إمامهم وصاحب رحلهم واسمه
الأيهم وأبو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم
وكان قد شرف فيهم ودرس كتبهم حتى حسن علمه في دينهم وكانت
ملوك الروم قد شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس لعلمه واجتهاده
فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلوا مسجده حين صلى
العصر عليهم ثياب الحبرات جبات وأردية في جمال رجال الحارث بن كعب
يقول بعض من رآهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما رأينا وفداً مثلهم وقد حانت صلاتهم فقاموا فصلوا في مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوهم فصلوا إلى المشرق فكلم
السيد والعاقب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلما
فقالا: قد أسلمنا قبلك
قال: كذبتما منعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولداً وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير
قالا: إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه وخاصموه جميعاً في عيسى
فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم:
ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا ويشبه أباه
قالوا: بلى
قال: ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت وأن عيسى أتى عليه الفناء
قالوا: بلى
قال: ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يحفظه ويرزقه
قالوا: بلى
قال: فهل يملك عيسى من ذلك شيئاً
قالوا: لا
قال: فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء وربنا لا يأكل
ولا يشرب ولا يحدث
قالوا: بلى
قال: ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته
كما تضع المرأة ولدها ثم غذي كما يغذى الصبي ثم كان يطعم ويشرب ويحدث
قالوا: بلى
قال: فكيف يكون هذا كما زعمتم فسكتوا
فأنزل الله عز وجل فيهم صدر سورة آل عمران إلى بضعة
وثمانين آية منها.
_______________________________
قوله {قُل للَّذينَ كَفَروا سَتُغلَبونَ} الآية
وقال محمد بن إسحاق بن يسار:
لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً ببدر فقدم المدينة جمع اليهود
وقال: يا معشر اليهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش يوم بدر وأسلموا
قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم فقد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في
كتابكم وعهد الله إليكم فقالوا: يا محمد لا يغرنك أنك لقيت قوماً أغماراً
لا علم لهم بالحرب فأصبت فيهم فرصة أما والله لو قاتلناك لعرفت أنا نحن
الناس فأنزل الله تعالى
{قُل لِلَّذينَ كَفَروا} يعني اليهود {سَتُغلَبونَ} تهزمون
{وَتُحشَرونَ إِلى جَهَنَّمَ} في الآخرة هذه رواية عكرمة
وسعيد بن جبير عن ابن عباس.
________________________________
قوله {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ}
قال الكلبي:
لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قدم عليه حبران من أحبار
أهل الشام فلما أبصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه: ما أشبه هذه المدينة
بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان فلما دخلا على النبي
صلى الله عليه وسلم عرفاه بالصفة والنعت فقالا له: أنت محمد قال:
نعم قالا: وأنت أحمد قال: نعم
قالا إنا نسألك عن شهادة فإن أنت أخبرتنا بها آمنا بك وصدقناك فقال لهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلاني فقالا: أخبرنا عن أعظم شهادة
في كتاب الله فأنزل الله تعالى على نبيه
{شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولوا العِلمِ}
فأسلم الرجلان وصدقا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
________________________________
قوله {أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ أُوتوا نَصيباً مِّنَ الكِتابِ} الآية
اختلفوا في سبب نزولها
فقال السدي:
دعا النبي صلى الله عليه وسلم اليهود إلى الإسلام فقال له النعمان بن أدفى:
هلم يا محمد نخاصمك إلى الأحبار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بل إلى كتاب الله فقال: بل إلى الأحبار فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وروى سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس قال:
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدارس على جماعة من اليهود
فدعاهم إلى الله فقال له نعيم بن عمرو والحرث بن زيد: على أي دين
أنت يا محمد فقال: على ملة إبراهيم قالا: إن إبراهيم كان يهودياً فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: فهلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم فأبيا
عليه فأنزل الله تعالى هذه الآية.
________________________________
قوله {قُل اَللَّهُمَّ مالِكَ المُلكِ} الآية
قال ابن عباس وأنس بن مالك:
لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ووعد أمته ملك فارس والروم
قالت المنافقون واليهود: هيهات هيهات من أين لمحمد ملك فارس والروم
هم أعز وأمنع من ذلك ألم يكف محمداً مكة والمدينة حتى طمع في ملك
فارس والروم فأنزل الله تعالى هذه الآية.
________________________________
قوله {كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ} الآية.
قال عكرمة ومقاتل:
نزلت في ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة
وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهوذا اليهوديين قالا لهم:
إن ديننا خير مما تدعونا إليه ونحن خير وأفضل منكم
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
______________________________
قوله تعالى {وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً} الآية.
قال ابن عباس في رواية عطاء:
نزلت الآية في نبهان الثمار أتته امرأة حسناء باع منها تمراً فضمها
إلى نفسه وقبلها ثم ندم على ذلك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم
وذكر ذلك له فنزلت هذه الآية.
وقال في رواية الكلبي:
إن رجلين أنصارياً وثقفياً آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما
فكانا لا يفترقان فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه
وخرج معه الثقفي وخلف الأنصاري في أهله وحاجته وكان
يتعاهد أهل الثقفي
فأقبل ذات يوم فأبصر امرأة صاحبه قد اغتسلت وهي ناشرة شعرها
فوقعت في نفسه فدخل ولم يستأذن حتى انتهى إليها فذهب ليقبلها فوضعت
كفها على وجهها فقبل ظاهر كفها ثم ندم واستحيا فأدبر راجعاً
فقالت: سبحان الله خنت أمانتك وعصيت ربك ولم تصب حاجتك
قال: فندم على صنيعه فخرج يسيح في الجبال ويتوب إلى الله تعالى
من ذنبه حتى وافى الثقفي فأخبرته أهله بفعله فخرج يطلبه حتى دل عليه
فوافقه ساجداً وهو يقول: رب ذنبي قد خنت أخي
فقال له: يا فلان قم فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله عن
ذنبك لعل الله أن يجعل لك فرجاً وتوبة فأقبل معه حتى رجع إلى المدينة
وكان ذات يوم عند صلاة العصر نزل جبريل عليه السلام بتوبته فتلا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً}
إلى قوله {وَنِعمَ أَجرُ العامِلينَ}
فقال عمر: يا رسول الله أخاص هذا لهذا الرجل أم للناس عامة
قال: بل للناس عامة.
أخبرني أبو عمرو محمد بن عبد العزيز المروزي إجازة قال: أخبرنا
محمد بن الحسن الحدادي قال: أخبرنا محمد يحيى قال: أخبرنا إسحاق بن
إبراهيم قال: أخبرنا روح قال: حدثنا محمد عن أبيه عن عطاء:
أن المسلمين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أبنو إسرائيل أكرم على الله
منا كانوا إذا أذنب أحدهم أصبحت كفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه اجذع أذنك
اجذع أنفك افعل كذا فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت
{وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً}
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخير من ذلك
فقرأ هذه الآيات.
________________________________
{سَنُلقي في قُلوبِ الَّذينَ كَفَروا الرُعبَ}الآية.
قال السدي:
لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد متوجهين إلى مكة انطلقوا حتى
بلغوا بعض الطريق ثم إنهم ندموا وقالوا: بئس ما صنعنا قتلناهم حتى إذا
لم يبق منهم إلا الشرذمة تركناهم ارجعوا فاستأصلوهم فلما عزموا
على ذلك ألقى الله تعالى في قلوبهم الرعب حتى رجعوا عما هموا به
وأنزل الله تعالى هذه الآية.
________________________________
قوله تعالى {وَلَقد صَدَقَكُمُ اللهُ وَعدَهُ} الآية.
قال محمد بن كعب القرظي:
لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقد أصيبوا بما أصيبوا
يوم أحد قال ناس من أصحابه: من أين أصابنا هذا وقد وعدنا الله النصر
فأنزل الله تعالى {وَلَقَد صَدَقَكُمُ اللهُ وَعدَهُ} الآية
إلى قوله {مِنكُم مَّن يُريدُ الدُنيا}
يعني الرماة الذين فعلوا ما فعلوا يوم أحد.
_______________________________
قوله تعالى {وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ} الآية.
يغل أى يأخذ من غنائم الحرب
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المطوعي قال: أخبرنا أبو عمرو بن محمد بن
أحمد الحيري قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو عبد الله بن أبان قال:
حدثنا ابن المبارك قال: حدثنا شريك عن حصيف عن عكرمة
عن ابن عباس قال:
فقدت قطيفة حمراء يوم بدر مما أصيب من المشركين فقال أناس:
لعل النبي صلى الله عليه وسلم أخذها فأنزل الله تعالى
{وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ}
قال حصيف:
قلت لسعيد بن جبير: ما كان لنبي أن يغل فقال: بل يغل ويقتل.
وقال قتادة:
نزلت وقد غل طوائف من أصحابه وقال الكلبي ومقاتل: نزلت حين ترك
الرماة المركز يوم أحد طلباً للغنيمة وقالوا: نخشى أن يقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من أخذ شيئاً فهو له وأن لا يقسم الغنائم كما لم
يقسم يوم بدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ظننتم أنا نغل ولا نقسم
لكم فأنزل الله تعالى هذه الآية.
______________________________________
قولهأَ {أَولَمّا صابَتكُم مُّصيبَةٌ} الآية.
قال ابن عباس: حدثني عمر بن الخطاب قال:
لما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم
الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت
رباعيته وهشمت البيضة من رأسه وسال الدم على وجهه فأنزل الله تعالى
{أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ} إلى قوله {قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم}
قال بأخذكم الفداء.
___________________________________
قوله {وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتاً}
أخبرنا محمد بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الجلالي قال:
أخبرنا عبد الله بن زيدان البجلي قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عبد الله بن إدريس
عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أبي أمية عن أبي الزبير عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله
أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى
قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب
مأكلهم ومشربهم ومقيلهم
قالوا: من يبلغ إخواننا أنا في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا
في الحرب فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى
{وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ
عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ}.
رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه من طريق عثمان بن أبي شيبة.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الغازي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال:
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال:
حدثنا ابن إدريس فذكره رواه الحاكم عن علي بن عيسى الحيري عن مسدد
عن عثمان بن أبي شيبة.أخبرنا أبو بكر الحارثي حدثنا أبو الشيخ الحافظ قال:
أخبرنا أحمد بن الحسين الحذاء قال علي بن المديني قال: حدثنا موسى
بن إبراهيم بن بشير بن الفاكه الأنصاري أنه سمع طلحة بن حراش قال:
سمعت جابر بن عبد الله قال: نظر إلي رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: مالي أراك مهتماً
قلت: يا رسول الله قتل أبي وترك ديناً وعيالاً فقال: ألا أخبرك ما كلم
الله أحداً قط إلا من وراء حجاب وإنه كلم أباك كفاحاً
فقال: يا عبدي سلني أعطك قال: أسألك أن تردني إلى الدنيا
فأقتل فيك ثانية فقال: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون
قال: يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله تعالى
{وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ} الآية.
أخبرني أبو عمرو القنطري فيما كتب إلي قال:
أخبرنا محمد بن الحسين قال:
أخبرنا محمد بن يحيى قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا وكيع
عن سفيان عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير
{وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ}
قال: لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير يوم أحد ورأوا
ما رزقوا من الخير قالوا: ليت إخواننا يعلمون ما أصابنا من الخير
كي يزدادوا في الجهاد رغبة
فقال الله تعالى: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى
{وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ}
إلى قوله {لا يُضيعُ أَجرَ المُؤمِنينَ}.
وقال آخرون:
إن أولياء الشهداء كانوا إذا أصابتهم نعمة أو سرور تحسروا وقالوا:
نحن في النعمة والسرور وآباؤنا وأبناؤنا وإخواننا في القبور فأنزل الله
تعالى هذه الآية تنفيساً عنهم وإخباراً عن حال قتلاهم.
________________________________
قوله {ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤمِنينَ عَلى ما أَنتُم عَليهِ}
قال السدي:
قال رسول الله صلى الله عليهم وسلم: عرضت علي أمتي في صورها
كما عرضت على آدم وأعلمت من يؤمن لي ومن يكفر فبلغ ذلك المنافقين
فاستهزءوا وقالوا: يزعم محمد أنه يعلم من يؤمن به ومن يكفر
ونحن معه ولا يعرفنا فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال الكلبي:
قالت قريش: تزعم يا محمد أن من خالفك فهو في النار والله عليه غضبان
وأن من اتبعك على دينك فهو من أهل الجنة والله عنه راض فأخبرنا
بمن يؤمن بك ومن لا يؤمن بك فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال أبو العالية:
سأل المؤمنون أن يعطوا علامة يفرق بها بين المؤمن والمنافق
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
________________________________
قوله {لَقَد سَمِعَ اللهُ قَولَ الَّذينَ قالوا} الآية.
قال عكرمة والسدي ومقاتل ومحمد بن إسحاق:
دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ذات يوم بيت مدارس اليهود فوجد
ناساً من اليهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص بن عازوراء
وكان من علمائهم فقال أبو بكر لفنحاص: اتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم
أن محمداً رسول الله قد جاءكم بالحق من عند الله تجدونه مكتوباً عندكم
في التوراة فآمن وصدق وأقرض الله قرضاً حسناً يدخلك
الجنة ويضاعف لك الثواب
فقال فنحاص: يا أبا بكر تزعم أن ربنا يستقرضنا أموالنا وما يستقرض
إلا الفقير من الغني فإن كان ما تقول حقاً فإن الله إذا لفقير ونحن أغنياء
ولو كان غنياً ما استقرضنا أموالنا فغضب أبو بكر رضي الله عنه وضرب
وجه فنحاص ضربة شديدة
وقال: والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو الله
فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا محمد انظر
إلى ما صنع بي صاحبك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:
ما الذي حملك على ما صنعت
فقال: يا رسول الله إن عدو الله قال قولاً عظيماً زعم أن الله فقير وأنهم
أغنياء فغضبت لله وضربت وجهه فجحد ذلك فنحاص فأنزل الله عز وجل رداً
على فنحاص وتصديقاً لأبي بكر
{لَقَد سَمِعَ اللهُ قَولَ الَّذينَ قالُوا} الآية.
أخبرنا عبد القاهر بن طاهر قال:
أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا جعفر بن الليث الروذباري قال:
حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال: حدثنا شبل عن ابن
أبي نجيح عن مجاهد قال:
نزلت في اليهود صك أبو بكر رضي الله عنه وجه رجل منهم وهو الذي قال:
إن الله فقير ونحن أغنياء قال شبل: بلغني أنه فنحاص اليهودي وهو
الذي قال {يَدُ اللهِ مَغلولَة}.
________________________________
قوله {لا تَحسَبَنَّ الَّذينَ يَفرَحونَ بِما أَتَوا} الآية.
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا أبو الهيثم المروزي
قال: أخبرنا محمد بن يوسف قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري قال:
أخبرنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا زيد بن
أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري
أن رجالاً من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه فإذا قدم
اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت
{لا تَحسَبَنَّ الَّذينَ يَفرَحونَ بِما أَتَوا} الآية.
ورواه مسلم عن الحسن بن علي الحلواني على ابن أبي مريم.
وقال الضحاك:
كتب يهود المدينة إلى يهود العراق واليمن ومن بلغهم كتابهم من اليهود في
الأرض كلها: إن محمداً ليس نبي الله فاثبتوا على دينكم واجمعوا كلمتكم
على ذلك فأجمعت كلمتهم على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن
ففرحوا بذلك وقالوا: الحمد لله الذي جمع كلمتنا ولم نتفرق ولم نترك
ديننا وقالوا: نحن أهل الصوم والصلاة ونحن أولياء الله فذلك قول الله تعالى
{يَفرَحونَ بِما أَتَوا} بما فعلوا {وَيُحِبّونَ أَن يُحمَدوا بِما لَم يَفعَلوا}
يعني بما ذكروا من الصوم.
________________________________
قوله {إِنَّ في خَلقِ السَمَواتِ وَالأَرضِ} الآية.
أخبرنا أبو إسحاق المقري قال: أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا أحمد بن محمد
بن يحيى العبيدي قال: حدثنا أحمد بن نجدة قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال:
حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
أتت قريش اليهود فقالوا ما جاءكم به موسى من الآيات قالوا: عصاه
ويده بيضاء للناظرين وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى فيكم فقالوا:
يبرئ الأكمه والأبرص ويحي الموتى فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم.
فقالوا: ادع لنا ربك يجعل الصفا ذهباً فأنزل الله
{إِنَّ في خَلقِ السَمَواتِ وَالأَرضِ وَاِختِلافِ اللَّيلِ وَالنَهارِ
لآياتٍ لأُولي الأَلبابِ}.
_____________________________________
قوله {وَإِنَّ مِن أَهلِ الكِتابِ لَمَن يُؤمِنُ بِاللهِ} الآية.
قال جابر بن عبد الله وأنس وابن عباس وقتادة:
نزلت في النجاشي وذلك لما مات نعاه جبريل عليه السلام لرسول الله
صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لأصحابه: اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم
فقالوا: ومن هو
فقال: النجاشي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البقيع وكشف
له من المدينة إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه وكبر
أربع تكبيرات واستغفر له وقال لأصحابه: استغفروا له فقال المنافقون:
انظروا إلى هذا يصلي على عجل حبشي نصراني لم يره قط وليس
على دينه فأنزل الله تعالى هذه الآية.
______________________________________
قوله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا اِصبِروا وَصابِروا} الآية.
أخبرنا سعيد بن أبي عمرو الحافظ قال: أخبرنا أبو علي الفقيه قال:
حدثنا محمد بن معاذ الباليني قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن حرب المروزي
قال: حدثنا
ابن المبارك قال: أخبرنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير
قال: حدثني داود بن صالح قال:
قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: يا ابن أخي هل تدري في أي شيء نزلت هذه
الآية {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا اِصبِروا وَصابِروا وَرابِطوا}
قال:
قلت لا قال: إنه يا ابن أخي لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم
ثغر يرابط فيه ولكن انتظار الصلاة خلف الصلاة. رواه الحاكم أبو عبد الله
في صحيحه عن أبي محمد المزني عن أحمد بن نجدة عن
سعيد بن منصور عن ابن المبارك.
________________________________
يتبع
(4)
سورة آل عمران
80 آية أوائل سورة آل عمران
قال المفسرون:
قدم وفد نجران وكانوا ستين راكباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم
يئول أمرهم فالعاقب أمير القوم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون
إلا عن رأيه واسمه عبد المسيح والسيد إمامهم وصاحب رحلهم واسمه
الأيهم وأبو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم
وكان قد شرف فيهم ودرس كتبهم حتى حسن علمه في دينهم وكانت
ملوك الروم قد شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس لعلمه واجتهاده
فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلوا مسجده حين صلى
العصر عليهم ثياب الحبرات جبات وأردية في جمال رجال الحارث بن كعب
يقول بعض من رآهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما رأينا وفداً مثلهم وقد حانت صلاتهم فقاموا فصلوا في مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوهم فصلوا إلى المشرق فكلم
السيد والعاقب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلما
فقالا: قد أسلمنا قبلك
قال: كذبتما منعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولداً وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير
قالا: إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه وخاصموه جميعاً في عيسى
فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم:
ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا ويشبه أباه
قالوا: بلى
قال: ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت وأن عيسى أتى عليه الفناء
قالوا: بلى
قال: ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يحفظه ويرزقه
قالوا: بلى
قال: فهل يملك عيسى من ذلك شيئاً
قالوا: لا
قال: فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء وربنا لا يأكل
ولا يشرب ولا يحدث
قالوا: بلى
قال: ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته
كما تضع المرأة ولدها ثم غذي كما يغذى الصبي ثم كان يطعم ويشرب ويحدث
قالوا: بلى
قال: فكيف يكون هذا كما زعمتم فسكتوا
فأنزل الله عز وجل فيهم صدر سورة آل عمران إلى بضعة
وثمانين آية منها.
_______________________________
قوله {قُل للَّذينَ كَفَروا سَتُغلَبونَ} الآية
وقال محمد بن إسحاق بن يسار:
لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً ببدر فقدم المدينة جمع اليهود
وقال: يا معشر اليهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش يوم بدر وأسلموا
قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم فقد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في
كتابكم وعهد الله إليكم فقالوا: يا محمد لا يغرنك أنك لقيت قوماً أغماراً
لا علم لهم بالحرب فأصبت فيهم فرصة أما والله لو قاتلناك لعرفت أنا نحن
الناس فأنزل الله تعالى
{قُل لِلَّذينَ كَفَروا} يعني اليهود {سَتُغلَبونَ} تهزمون
{وَتُحشَرونَ إِلى جَهَنَّمَ} في الآخرة هذه رواية عكرمة
وسعيد بن جبير عن ابن عباس.
________________________________
قوله {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ}
قال الكلبي:
لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قدم عليه حبران من أحبار
أهل الشام فلما أبصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه: ما أشبه هذه المدينة
بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان فلما دخلا على النبي
صلى الله عليه وسلم عرفاه بالصفة والنعت فقالا له: أنت محمد قال:
نعم قالا: وأنت أحمد قال: نعم
قالا إنا نسألك عن شهادة فإن أنت أخبرتنا بها آمنا بك وصدقناك فقال لهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلاني فقالا: أخبرنا عن أعظم شهادة
في كتاب الله فأنزل الله تعالى على نبيه
{شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولوا العِلمِ}
فأسلم الرجلان وصدقا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
________________________________
قوله {أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ أُوتوا نَصيباً مِّنَ الكِتابِ} الآية
اختلفوا في سبب نزولها
فقال السدي:
دعا النبي صلى الله عليه وسلم اليهود إلى الإسلام فقال له النعمان بن أدفى:
هلم يا محمد نخاصمك إلى الأحبار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بل إلى كتاب الله فقال: بل إلى الأحبار فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وروى سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس قال:
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدارس على جماعة من اليهود
فدعاهم إلى الله فقال له نعيم بن عمرو والحرث بن زيد: على أي دين
أنت يا محمد فقال: على ملة إبراهيم قالا: إن إبراهيم كان يهودياً فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: فهلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم فأبيا
عليه فأنزل الله تعالى هذه الآية.
________________________________
قوله {قُل اَللَّهُمَّ مالِكَ المُلكِ} الآية
قال ابن عباس وأنس بن مالك:
لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ووعد أمته ملك فارس والروم
قالت المنافقون واليهود: هيهات هيهات من أين لمحمد ملك فارس والروم
هم أعز وأمنع من ذلك ألم يكف محمداً مكة والمدينة حتى طمع في ملك
فارس والروم فأنزل الله تعالى هذه الآية.
________________________________
قوله {كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ} الآية.
قال عكرمة ومقاتل:
نزلت في ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة
وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهوذا اليهوديين قالا لهم:
إن ديننا خير مما تدعونا إليه ونحن خير وأفضل منكم
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
______________________________
قوله تعالى {وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً} الآية.
قال ابن عباس في رواية عطاء:
نزلت الآية في نبهان الثمار أتته امرأة حسناء باع منها تمراً فضمها
إلى نفسه وقبلها ثم ندم على ذلك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم
وذكر ذلك له فنزلت هذه الآية.
وقال في رواية الكلبي:
إن رجلين أنصارياً وثقفياً آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما
فكانا لا يفترقان فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه
وخرج معه الثقفي وخلف الأنصاري في أهله وحاجته وكان
يتعاهد أهل الثقفي
فأقبل ذات يوم فأبصر امرأة صاحبه قد اغتسلت وهي ناشرة شعرها
فوقعت في نفسه فدخل ولم يستأذن حتى انتهى إليها فذهب ليقبلها فوضعت
كفها على وجهها فقبل ظاهر كفها ثم ندم واستحيا فأدبر راجعاً
فقالت: سبحان الله خنت أمانتك وعصيت ربك ولم تصب حاجتك
قال: فندم على صنيعه فخرج يسيح في الجبال ويتوب إلى الله تعالى
من ذنبه حتى وافى الثقفي فأخبرته أهله بفعله فخرج يطلبه حتى دل عليه
فوافقه ساجداً وهو يقول: رب ذنبي قد خنت أخي
فقال له: يا فلان قم فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله عن
ذنبك لعل الله أن يجعل لك فرجاً وتوبة فأقبل معه حتى رجع إلى المدينة
وكان ذات يوم عند صلاة العصر نزل جبريل عليه السلام بتوبته فتلا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً}
إلى قوله {وَنِعمَ أَجرُ العامِلينَ}
فقال عمر: يا رسول الله أخاص هذا لهذا الرجل أم للناس عامة
قال: بل للناس عامة.
أخبرني أبو عمرو محمد بن عبد العزيز المروزي إجازة قال: أخبرنا
محمد بن الحسن الحدادي قال: أخبرنا محمد يحيى قال: أخبرنا إسحاق بن
إبراهيم قال: أخبرنا روح قال: حدثنا محمد عن أبيه عن عطاء:
أن المسلمين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أبنو إسرائيل أكرم على الله
منا كانوا إذا أذنب أحدهم أصبحت كفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه اجذع أذنك
اجذع أنفك افعل كذا فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت
{وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً}
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخير من ذلك
فقرأ هذه الآيات.
________________________________
{سَنُلقي في قُلوبِ الَّذينَ كَفَروا الرُعبَ}الآية.
قال السدي:
لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد متوجهين إلى مكة انطلقوا حتى
بلغوا بعض الطريق ثم إنهم ندموا وقالوا: بئس ما صنعنا قتلناهم حتى إذا
لم يبق منهم إلا الشرذمة تركناهم ارجعوا فاستأصلوهم فلما عزموا
على ذلك ألقى الله تعالى في قلوبهم الرعب حتى رجعوا عما هموا به
وأنزل الله تعالى هذه الآية.
________________________________
قوله تعالى {وَلَقد صَدَقَكُمُ اللهُ وَعدَهُ} الآية.
قال محمد بن كعب القرظي:
لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقد أصيبوا بما أصيبوا
يوم أحد قال ناس من أصحابه: من أين أصابنا هذا وقد وعدنا الله النصر
فأنزل الله تعالى {وَلَقَد صَدَقَكُمُ اللهُ وَعدَهُ} الآية
إلى قوله {مِنكُم مَّن يُريدُ الدُنيا}
يعني الرماة الذين فعلوا ما فعلوا يوم أحد.
_______________________________
قوله تعالى {وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ} الآية.
يغل أى يأخذ من غنائم الحرب
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المطوعي قال: أخبرنا أبو عمرو بن محمد بن
أحمد الحيري قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو عبد الله بن أبان قال:
حدثنا ابن المبارك قال: حدثنا شريك عن حصيف عن عكرمة
عن ابن عباس قال:
فقدت قطيفة حمراء يوم بدر مما أصيب من المشركين فقال أناس:
لعل النبي صلى الله عليه وسلم أخذها فأنزل الله تعالى
{وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ}
قال حصيف:
قلت لسعيد بن جبير: ما كان لنبي أن يغل فقال: بل يغل ويقتل.
وقال قتادة:
نزلت وقد غل طوائف من أصحابه وقال الكلبي ومقاتل: نزلت حين ترك
الرماة المركز يوم أحد طلباً للغنيمة وقالوا: نخشى أن يقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من أخذ شيئاً فهو له وأن لا يقسم الغنائم كما لم
يقسم يوم بدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ظننتم أنا نغل ولا نقسم
لكم فأنزل الله تعالى هذه الآية.
______________________________________
قولهأَ {أَولَمّا صابَتكُم مُّصيبَةٌ} الآية.
قال ابن عباس: حدثني عمر بن الخطاب قال:
لما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم
الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت
رباعيته وهشمت البيضة من رأسه وسال الدم على وجهه فأنزل الله تعالى
{أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ} إلى قوله {قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم}
قال بأخذكم الفداء.
___________________________________
قوله {وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتاً}
أخبرنا محمد بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الجلالي قال:
أخبرنا عبد الله بن زيدان البجلي قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عبد الله بن إدريس
عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أبي أمية عن أبي الزبير عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله
أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى
قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب
مأكلهم ومشربهم ومقيلهم
قالوا: من يبلغ إخواننا أنا في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا
في الحرب فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى
{وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ
عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ}.
رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه من طريق عثمان بن أبي شيبة.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الغازي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال:
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال:
حدثنا ابن إدريس فذكره رواه الحاكم عن علي بن عيسى الحيري عن مسدد
عن عثمان بن أبي شيبة.أخبرنا أبو بكر الحارثي حدثنا أبو الشيخ الحافظ قال:
أخبرنا أحمد بن الحسين الحذاء قال علي بن المديني قال: حدثنا موسى
بن إبراهيم بن بشير بن الفاكه الأنصاري أنه سمع طلحة بن حراش قال:
سمعت جابر بن عبد الله قال: نظر إلي رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: مالي أراك مهتماً
قلت: يا رسول الله قتل أبي وترك ديناً وعيالاً فقال: ألا أخبرك ما كلم
الله أحداً قط إلا من وراء حجاب وإنه كلم أباك كفاحاً
فقال: يا عبدي سلني أعطك قال: أسألك أن تردني إلى الدنيا
فأقتل فيك ثانية فقال: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون
قال: يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله تعالى
{وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ} الآية.
أخبرني أبو عمرو القنطري فيما كتب إلي قال:
أخبرنا محمد بن الحسين قال:
أخبرنا محمد بن يحيى قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا وكيع
عن سفيان عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير
{وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ}
قال: لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير يوم أحد ورأوا
ما رزقوا من الخير قالوا: ليت إخواننا يعلمون ما أصابنا من الخير
كي يزدادوا في الجهاد رغبة
فقال الله تعالى: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى
{وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ}
إلى قوله {لا يُضيعُ أَجرَ المُؤمِنينَ}.
وقال آخرون:
إن أولياء الشهداء كانوا إذا أصابتهم نعمة أو سرور تحسروا وقالوا:
نحن في النعمة والسرور وآباؤنا وأبناؤنا وإخواننا في القبور فأنزل الله
تعالى هذه الآية تنفيساً عنهم وإخباراً عن حال قتلاهم.
________________________________
قوله {ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤمِنينَ عَلى ما أَنتُم عَليهِ}
قال السدي:
قال رسول الله صلى الله عليهم وسلم: عرضت علي أمتي في صورها
كما عرضت على آدم وأعلمت من يؤمن لي ومن يكفر فبلغ ذلك المنافقين
فاستهزءوا وقالوا: يزعم محمد أنه يعلم من يؤمن به ومن يكفر
ونحن معه ولا يعرفنا فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال الكلبي:
قالت قريش: تزعم يا محمد أن من خالفك فهو في النار والله عليه غضبان
وأن من اتبعك على دينك فهو من أهل الجنة والله عنه راض فأخبرنا
بمن يؤمن بك ومن لا يؤمن بك فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال أبو العالية:
سأل المؤمنون أن يعطوا علامة يفرق بها بين المؤمن والمنافق
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
________________________________
قوله {لَقَد سَمِعَ اللهُ قَولَ الَّذينَ قالوا} الآية.
قال عكرمة والسدي ومقاتل ومحمد بن إسحاق:
دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ذات يوم بيت مدارس اليهود فوجد
ناساً من اليهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص بن عازوراء
وكان من علمائهم فقال أبو بكر لفنحاص: اتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم
أن محمداً رسول الله قد جاءكم بالحق من عند الله تجدونه مكتوباً عندكم
في التوراة فآمن وصدق وأقرض الله قرضاً حسناً يدخلك
الجنة ويضاعف لك الثواب
فقال فنحاص: يا أبا بكر تزعم أن ربنا يستقرضنا أموالنا وما يستقرض
إلا الفقير من الغني فإن كان ما تقول حقاً فإن الله إذا لفقير ونحن أغنياء
ولو كان غنياً ما استقرضنا أموالنا فغضب أبو بكر رضي الله عنه وضرب
وجه فنحاص ضربة شديدة
وقال: والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو الله
فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا محمد انظر
إلى ما صنع بي صاحبك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:
ما الذي حملك على ما صنعت
فقال: يا رسول الله إن عدو الله قال قولاً عظيماً زعم أن الله فقير وأنهم
أغنياء فغضبت لله وضربت وجهه فجحد ذلك فنحاص فأنزل الله عز وجل رداً
على فنحاص وتصديقاً لأبي بكر
{لَقَد سَمِعَ اللهُ قَولَ الَّذينَ قالُوا} الآية.
أخبرنا عبد القاهر بن طاهر قال:
أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا جعفر بن الليث الروذباري قال:
حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال: حدثنا شبل عن ابن
أبي نجيح عن مجاهد قال:
نزلت في اليهود صك أبو بكر رضي الله عنه وجه رجل منهم وهو الذي قال:
إن الله فقير ونحن أغنياء قال شبل: بلغني أنه فنحاص اليهودي وهو
الذي قال {يَدُ اللهِ مَغلولَة}.
________________________________
قوله {لا تَحسَبَنَّ الَّذينَ يَفرَحونَ بِما أَتَوا} الآية.
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا أبو الهيثم المروزي
قال: أخبرنا محمد بن يوسف قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري قال:
أخبرنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا زيد بن
أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري
أن رجالاً من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه فإذا قدم
اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت
{لا تَحسَبَنَّ الَّذينَ يَفرَحونَ بِما أَتَوا} الآية.
ورواه مسلم عن الحسن بن علي الحلواني على ابن أبي مريم.
وقال الضحاك:
كتب يهود المدينة إلى يهود العراق واليمن ومن بلغهم كتابهم من اليهود في
الأرض كلها: إن محمداً ليس نبي الله فاثبتوا على دينكم واجمعوا كلمتكم
على ذلك فأجمعت كلمتهم على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن
ففرحوا بذلك وقالوا: الحمد لله الذي جمع كلمتنا ولم نتفرق ولم نترك
ديننا وقالوا: نحن أهل الصوم والصلاة ونحن أولياء الله فذلك قول الله تعالى
{يَفرَحونَ بِما أَتَوا} بما فعلوا {وَيُحِبّونَ أَن يُحمَدوا بِما لَم يَفعَلوا}
يعني بما ذكروا من الصوم.
________________________________
قوله {إِنَّ في خَلقِ السَمَواتِ وَالأَرضِ} الآية.
أخبرنا أبو إسحاق المقري قال: أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا أحمد بن محمد
بن يحيى العبيدي قال: حدثنا أحمد بن نجدة قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال:
حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
أتت قريش اليهود فقالوا ما جاءكم به موسى من الآيات قالوا: عصاه
ويده بيضاء للناظرين وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى فيكم فقالوا:
يبرئ الأكمه والأبرص ويحي الموتى فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم.
فقالوا: ادع لنا ربك يجعل الصفا ذهباً فأنزل الله
{إِنَّ في خَلقِ السَمَواتِ وَالأَرضِ وَاِختِلافِ اللَّيلِ وَالنَهارِ
لآياتٍ لأُولي الأَلبابِ}.
_____________________________________
قوله {وَإِنَّ مِن أَهلِ الكِتابِ لَمَن يُؤمِنُ بِاللهِ} الآية.
قال جابر بن عبد الله وأنس وابن عباس وقتادة:
نزلت في النجاشي وذلك لما مات نعاه جبريل عليه السلام لرسول الله
صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لأصحابه: اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم
فقالوا: ومن هو
فقال: النجاشي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البقيع وكشف
له من المدينة إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه وكبر
أربع تكبيرات واستغفر له وقال لأصحابه: استغفروا له فقال المنافقون:
انظروا إلى هذا يصلي على عجل حبشي نصراني لم يره قط وليس
على دينه فأنزل الله تعالى هذه الآية.
______________________________________
قوله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا اِصبِروا وَصابِروا} الآية.
أخبرنا سعيد بن أبي عمرو الحافظ قال: أخبرنا أبو علي الفقيه قال:
حدثنا محمد بن معاذ الباليني قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن حرب المروزي
قال: حدثنا
ابن المبارك قال: أخبرنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير
قال: حدثني داود بن صالح قال:
قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: يا ابن أخي هل تدري في أي شيء نزلت هذه
الآية {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا اِصبِروا وَصابِروا وَرابِطوا}
قال:
قلت لا قال: إنه يا ابن أخي لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم
ثغر يرابط فيه ولكن انتظار الصلاة خلف الصلاة. رواه الحاكم أبو عبد الله
في صحيحه عن أبي محمد المزني عن أحمد بن نجدة عن
سعيد بن منصور عن ابن المبارك.
________________________________
يتبع
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
(5)
سورة النساء
قوله {وإِن خِفتُم أَلّا تُقسِطوا في اليَتامى} الآية.
أخبرنا أبو بكر التميمي أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو يحيى قال: حدثنا سهل
بن عثمان قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في
قوله تعالى {وَإِن خِفتُم أَلّا تُقسِطوا} الآية. قالت:
أنزلت هذه في الرجل يكون له اليتيمة وهو وليها ولها مال قال وليس
لها أحد يخاصم دونها فلا ينكحها حباً لمالها
ويضربها ويسيء صحبتها
فقال الله تعالى
{وَإِن خِفتُم أَلّا تُقسِطوا في اليَتامى فانكِحوا ما طابَ لَكُم مِّنَ النِساءِ}
يقول: ما أحللت لك ودع هذه. رواه مسلم عن أبي كريب عن
أبي أسامة عن هشام.
وقال سعيد بن جبير وقتادة والربيع والضحاك والسدي:
كانوا يتحرجون عن أموال اليتامى ويترخصون في النساء ويتزوجون
ما شاءوا فربما عدلوا وربما لم يعدلوا فلما سألوا عن اليتامى فنزلت آية
اليتامى {وَآتُوا اليَتامى أَموالَهُم} الآية.
أنزل الله تعالى أيضاً {وَإِن خِفتُم أَلاّ تُقسِطوا في اليَتامى} الآية.
يقول: كما خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فكذلك فخافوا في النساء أن
لا تعدلوا فيهن فلا تتزوجوا أكثر ما يمكنكم القيام بحقهن لأن النساء
كاليتامى في الضعف والعجز وهذا قول ابن عباس في رواية الوالبي.
__________________________________
قوله تعالى {وَالمُحصَناتُ مِنَ النِساءِ إِلّا ما مَلَكَت أَيمانُكُم}
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن البناني قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال:
أخبرنا أبو يعلى قال: أخبرنا عمر الناقد قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال:
حدثنا سفيان عن عثمان البتي عن أبي الخليل
عن أبي سعيد الخدري قال: أصبنا سبايا يوم أوطاس لهن أزواج فكرهنا
أن نقع عليهن فسألنا النبي عليه الصلاة والسلام فنزلت
{وَالمُحصَناتُ مِنَ النِساءِ إِلاّ ما مَلَكَت أَيمانُكُم}
فاستحللناهن.
__________________________________
قوله {وَلا تَتَمَنَّوا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعضَكُم عَلى بَعضٍ}
أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم الصوفي أخبرنا إسماعيل بن نجيد حدثنا جعفر
بن
محمد بن سوار أخبرنا قتيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال:
قالت أم سلمة: يا رسول الله تغزو الرجال ولا نغزو وإنما لنا نصف الميراث
فأنزل الله تعالى
{وَلا تَتَمنوا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعضَكُم عَلى بَعضٍ}.
__________________________________
قوله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَقرَبوا الصَلاةَ وَأَنتُم سُكارى} الآية:
أخبرنا أبو بكر الأصفهاني قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا
أبو يحيى قال حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا أبو عبد الرحمن الإفريقي
قال: حدثنا عطاء عن أبي عبد الرحمن قال:
صنع عبد الرحمن بن عوف طعاماً ودعا أناساً من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم فطعموا وشربوا وحضرت صلاة المغرب فتقدم بعض
القوم فصلى بهم المغرب فقرأ {قُل يا أَيُّها الكافِرونَ}
فلم يقمها فأنزل الله تعالى
{يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَقرَبوا الصَلاةَ وَأَنتُم سُكارى حَتّى تَعلَموا ما تَقولونَ}.
__________________________________
قوله تعالى {أِلَم تَرَ إِلى الَّذينَ يُزَكّونَ أَنفُسَهُم} الآية.
قال الكلبي:
نزلت في رجال من اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطفالهم
وقالوا: يا محمد هل على أولادنا هؤلاء من ذنب قال: لا فقالوا: والذي
نحلف به ما نحن إلا كهيئتهم ما من ذنب نعمله بالنهار إلا كفر عنا بالليل
وما من ذنب نعمله بالليل إلا كفر عنا بالنهار فهذا الذي
زكوا به أنفسهم.
___________________________________
قوله {إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهلِها}
نزلت في عثمان بن طلحة الحجبي من بني عبد الدار كان سادن الكعبة
فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح أغلق عثمان باب البيت
وصعد السطح فطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم المفتاح فقيل:
إنه مع عثمان فطلب منه فأبى
وقال: لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه المفتاح فلوى علي بن أبي طالب يده
وأخذ منه المفتاح وفتح الباب فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت
وصلى فيه ركعتين فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ليجمع
له بين السقاية والسدانة
فأنزل الله تعالى هذه الآية فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً
أن يرد المفتاح إلى عثمان ويعتذر إليه ففعل ذلك علي
فقال له عثمان: يا علي أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق
فقال: لقد أنزل الله تعالى في شأنك وقرأ عليه هذه الآية فقال عثمان:
أشهد أن محمداً رسول الله وأسلم فجاء جبريل عليه السلام فقال: ما دام هذا
البيت فإن المفتاح والسدانة في أولاد عثمان وهو اليوم في أيديهم.
____________________________________
قوله تعالى {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجرَ بَينَهُم}
نزلت في الزبير بن العوام وخصمه حاطب بن أبي بلتعة وقيل
هو ثعلبة بن حاطب.
أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن
مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا
أبو اليمان قال: حدثنا شعيب عن الزهري قال:
أخبرني عروة بن الزبير عن أبيه أنه كان يحدث أنه خاصم رجلاً من الأنصار
قد شهد بدراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة كانا يسقيان
بها كلاهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم للزبير: اسق ثم أرسل إلى
جارك فغضب الأنصاري
وقال: يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم قال للزبير: اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر
فاستوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير حقه
وكان قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه سعة للأنصاري وله فلما
أحفظ الأنصاري رسول الله استوفى للزبير حقه في صريح الحكم قال عروة:
قال الزبير: والله ما أحسب هذه الآية أنزلت إلا في ذلك
{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ
لا يَجِدوا في أَنفُسِهِم حَرَجاً مِّمّا قَضَيتَ وَيُسَلِموا تَسليماً}.
رواه البخاري عن علي بن عبد الله عن محمد بن جعفر عن معمر.
ورواه مسلم عن قتيبة عن الليث كلاهما عن الزهري.
____________________________________
قوله {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَسولَ} الآية.
قال الكلبي:
نزلت في ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شديد الحب له
قليل الصبر عنه فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه يعرف في
وجهه الحزن فقال له: يا ثوبان ما غير لونك
فقال: يا رسول الله ما لي من ضر ولا وجع غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك
واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة وأخاف أن لا أراك
هناك لأني أعرف أنك ترفع مع النبيين وإني وإن دخلت الجنة كنت في منزلة
أدنى من منزلتك وإن لم أدخل الجنة فذاك أحرى أن لا أراك أبداً
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا إسماعيل بن أبي نصر أخبرنا إبراهيم النصراباذي قال: أخبرنا
عبد الله بن عمرو بن علي الجوهري قال: حدثنا عبد الله بن محمود السعدي قال:
حدثنا موسى بن يحيى قال: حدثنا عبيدة عن منصور بن صبح
عن مسروق قال:
قال أصحاب رسول الله ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا فإنك إذا فارقتنا
رفعت فوقنا فأنزل الله تعالى
{وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَسولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم
مِّن النَبيينَ وَالصِدّيقينَ}.
___________________________________
قوله {أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ قيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم} الآية.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد العدل قال: أخبرنا أبو عمرو بن حيان قال: أخبرنا
الحسن بن سفيان قال: حدثنا محمد بن علي قال: سمعت أبي يقول: أخبرنا الحسين
بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس
أن عبد الرحمن وأصحابه أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة
فقالوا: يا نبي الله كنا في عز ونحن مشركون فلما آمنا سرنا أذلة
فقال: إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم فلما حوله الله إلى المدينة
أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله تعالى
{أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ قيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم}.
________________________________
قوله تعالى {أَينَما تَكونوا يُدرِككُّمُ المَوتُ}
قال ابن عباس في رواية أبي صالح:
لما استشهد الله من المسلمين من استشهد يوم أحد قال المنافقون
الذين تخلفوا عن الجهاد: لو كان إخواننا الذين قتلوا عندنا ما ماتوا
وما قتلوا فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_________________________________
قوله {ما كانَ لِمُؤمِنٍ أَن يَقتُلَ مُؤمِناً إِلّا خَطأً}
شرح الكلبي هذه القصة فقال:
إن عياش بن أبي ربيعة المخزومي أسلم وخاف أن يظهر إسلامه فخرج
هارباً إلى المدينة فقدمها ثم أتى أطماً من آطامها فتحصن فيه فجزعت
أمه جزعاً شديداً وقالت لابنيها أبي جهل والحرث بن هشام وهما لأمه
لا يظلني سقف بيت ولا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى تأتوني به.
فخرجا في طلبه وخرج معهم الحرث بن زيد بن أبي أنيسة حتى أتوا المدينة
فأتوا عياشاً وهو في الأطم فقالا له: انزل فإن أمك لم يؤوها سقف بيت بعدك
وقد حلفت لا تأكل طعاماً ولا شراباً حتى ترجع إليها ولك الله علينا أن
لا نكرهك على شيء ولا نحول بينك وبين دينك
فلما ذكرا له جزع أمه وأوثقا له نزل إليهم فأخرجوه من المدينة وأوثقوه
بنسع وجلده كل واحد منهم مائة جلدة ثم قدموا به على أمهم فقالت:
والله لا أحلك من وثاقك حتى تكفر بالذي آمنت به ثم تركوه موثقاً في الشمس
وأعطاهم بعض الذي أرادوا فأتاه الحرث بن زيد.
وقال عياش: والله لئن كان الذي كنت عليه هدى لقد تركت الهدى وإن كان
ضلالة لقد كنت عليها فغضب عياش من مقاله وقال: والله لا ألقاك خالياً
إلا قتلتك ثم إن عياشاً أسلم بعد ذلك وهاجر إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالمدينة ثم إن الحرث بن زيد أسلم وهاجر إلى المدينة وليس
عياش يومئذ حاضراً ولم يشعر بإسلامه فبينا هو يسير بظهر قبا إذ
لقي الحرث بن زيد فلما رآه حمل عليه فقتله
فقال الناس: أي شيء صنعت إنه قد أسلم فرجع عياش إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كان من أمري وأمر الحرث
ما قد علمت: وإني لم أشعر بإسلامه حين قتلته فنزل عليه
جبريل عليه السلام بقوله
{وَما كانَ لِمُؤمِنٍ أَن يَقتُلَ مُؤمِناً إِلّا خَطأً}.
________________________________
قوله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا ضَرَبتُم في سَبيلِ اللهِ فَتَبَيَّنوا} .
وأخبرنا إسماعيل قال: أخبرنا أبو عمرو بن نجيد قال: حدثنا محمد بن الحسن بن
الخليل قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عبد الله عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة
عن ابن عباس قال:
مر رجل من سليم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ومعه غنم فسلم عليهم فقالوا: ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فقاموا
إليه فقتلوه وأخذوا غنمه وأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل
الله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا ضَرَبتُم في سَبيلِ اللهِ فَتَبَيَّنوا}.
وقال السدي:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد على سرية فلقي مرداس
بن نهيك الضمري فقتله وكان من أهل فدك ولم يسلم من قومه غيره
وكان يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ويسلم عليهم قال أسامة:
فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته فقال:
قتلت رجلاً يقول لا إله إلا الله
فقلت: يا رسول الله إنما تعوذ من القتل
فقال: كيف أنت إذا خاصمك يوم القيامة بلا إله إلا الله
قال: فما زال يرددها علي أقتلت رجلاً يقول لا إله إلا الله حتى تمنيت لو
أن إسلامي كان يومئذ فنزلت {إِذا ضَرَبتُم في سَبيلِ اللهِ}
وعن هذا
قال الكلبي وقتادة:
يدل على صحته الحديث الذي أخبرناه أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قال:
أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرو قال: حدثنا إبراهيم بن سفيان قال: حدثنا مسلم قال:
حدثنا يعقوب الدورقي قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين قال: حدثنا أبو ظبيان
قال: سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث قال:
بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى حرقة بن جهينة فصبحنا القوم فهزمناهم
قال: ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم فلما غشيناه
قال:
لا إله إلا الله قال: فكف عنه الأنصاري فطعنته برمحي فقتلته
فلما قدمنا بلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا أسامة أقتلته
بعدما قال لا إله إلا الله قلت: يا رسول الله إنما كنا متعوذاً قال: أقتلته
بعدما قال لا إله إلا الله قال: فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم
أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
__________________________________
قوله تعالى {لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ} الآية.
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المؤذن قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا سلمة بن الفضل
عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن سهل بن سعد عن مروان بن
الحكم عن زيد بن ثابت قال:
كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم حين نزلت عليه {لا يَستَوي القاعِدونَ
مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللهِ} ولم يذكر أولي
{أُولي الضَرَرِ}
فقال ابن أم مكتوم: كيف وأنا الأعمى لا أبصر قال زيد: فتغشى النبي
صلى الله عليه وسلم في مجلسه الوحي فاتكأ على فخذي فوالذي نفسي بيده
لقد ثقل على فخذي حتى خشيت أن يرضها ثم سرى عنه فقال: اكتب
{لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ غَيرُ أُولي الضَرَرِ} فكتبتها.
رواه البخاري عن إسماعيل بن عبد الله عن إبراهيم بن سعد
عن صالح عن الزهري.
__________________________________
قوله تعالى {إِنَّ الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم} الآية.
نزلت هذه الآية في ناس من أهل مكة تكلموا بالإسلام ولم يهاجروا وأظهروا
الإيمان وأسروا النفاق فلما كان يوم بدر خرجوا مع المشركين إلى حرب
المسلمين فقتلوا فضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم وقالوا
لهم ما ذكر الله سبحانه.
__________________________________
قوله تعالى {وَمَن يَخرُج مِن بَيتِهِ مُهاجِراً إِلى اللهِ وَرَسولِهِ}
قال ابن عباس في رواية عطاء:
كان عبد الرحمن بن عوف يخبر أهل مكة بما ينزل فيهم من القرآن فكتب
الآية التي نزلت {إِن الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم}
فلما قرأها المسلمون قال حبيب بن ضمرة الليثي لبنيه وكان شيخاً كبيراً:
احملوني فإني لست من المستضعفين وإني لا أهتدي إلى الطريق فحمله
بنوه على سرير متوجهاً إلى المدينة فلما بلغ التنعيم أشرف على الموت
فصفق يمينه على شماله
وقال: اللهم هذه لك وهذه لرسولك أبايعك على ما بايعتك يد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومات حميداً فبلغ خبره أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالوا: لو وافى المدينة لكان أتم أجراً فأنزل الله
تعالى فيه هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى {وَإِذا كُنتَ فيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصَلاةَ}
أخبرنا الأستاذ أبو عثمان الزعفراني المقري سنة خمس وعشرين قال:
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد السدي سنة ثلاث وستين
قال: أخبرنا أبو سعيد الفضل بن محمد الجزري بمكة في المسجد الحرام سنة
أربع وثلثمائة قال: أخبرنا يحيى بن زياد اللخمي قال: حدثنا أبو قرة
موسى بن طارق قال: ذكر سفيان عن منصور عن مجاهد قال:
حدثنا أبو عياش الورقي قال:
صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الظهر فقال المشركون:
قد كانوا على حال لو كنا أصبنا منهم غرة قالوا: تأتي عليهم صلاة هي
أحب إليهم من آبائهم قال: وهي العصر قال: فنزل جبريل عليه السلام
بهذه الآية بين الأولى والعصر {وَإِذا كُنتَ فيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصَلاةَ} وهم
بعسفان وعلى المشركين خالد بن الوليد وهم بيننا وبين
القبلة وذكر صلاة الخوف.
__________________________________
قوله تعالى {إِنا أَنزَلنا إِليكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ الناسِ بِما أَراكَ اللهُ} الآية.
إلى قوله تعالى
{وَمَن يُشرِك بِاللهِ فَقَد ضَلَّ ضَلالاً بَعيداً}
قال جماعة من المفسرين أنزلت كلها في قصة واحدة.
وذلك أن رجلاً من الأنصار يقال له طعمة بن أبيرق أحد بني ظفر بن الحارث
سرق درعاً من جار له يقال له قتادة بن النعمان وكانت الدرع في جراب
فيه دقيق فجعل الدقيق ينتثر من خرق في الجراب حتى انتهى
إلى الدار وفيها أثر الدقيق
ثم خبأها عند رجل من اليهود يقال له زيد بن السمين فالتمست الدرع
عند طعمة فلم توجد عنده وحلف لهم:
والله ما أخذها وما له به من علم
فقال أصحاب الدرع: بلى والله قد أدلج علينا فأخذها وطلبنا أثره حتى
دخل داره فرأينا أثر الدقيق فلما أن حلف تركوه واتبعوا أثر
الدقيق حتى انتهوا إلى منزل اليهودي فأخذوه
فقال: دفعها إلي طعمة بن أبيرق وشهد له أناس من اليهود على ذلك
فقالت بنو ظفر وهم قوم طعمة: انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم فكلموه في ذلك فسألوه أن يجادل عن صاحبهم
وقالوا: إن لم تفعل هلك صاحبنا وافتضح وبريء اليهودي فهم رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أن يفعل وكان هواه معهم وأن يعاقب اليهودي
حتى أنزل الله تعالى {إِنا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ}.
__________________________________
قوله تعالى {لَّيسَ بِأَمانِّيكُم وَلا أَمانِيِّ أَهلِ الكِتابِ}
قال مسروق وقتادة:
إحتج المسلمون وأهل الكتاب فقال أهل الكتاب: نحن أهدى منكم نبينا
قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن أولى بالله منكم وقال المسلمون:
نحن أهدى منكم وأولى بالله نبينا خاتم الأنبياء وكتابنا يقضي
على الكتب التي قبله
فأنزل الله تعالى هذه الآية ثم أفلج الله حجة المسلمين على من ناوأهم
من أهل الأديان بقوله تعالى
{وَمَن يَعمَل مِن الصَالِحاتِ مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ}
وبقوله تعالى {وَمَن أَحسَنُ ديناً مِّمَّن أَسلَمَ وَجهَهُ للهِ} الآيتين.
___________________________________
قوله تعالى {وَاِتَّبَعَ مِلَّةَ إِبراهيمَ حَنيفاً واِتَّخَذَ اللهُ إِبراهيمَ خَليلاً}
اختلفوا في سبب اتخاذ الله إبراهيم خليلاً
فأخبرنا أبو سعيد النضروي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا موسى بن إبراهيم
المروزي قال: حدثنا ابن ربيعة عن أبي قبيل عن عبد الله عن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا جبريل لم اتخذ
الله إبراهيم خليلاً قال: لإطعامه الطعام يا محمد.
وقال عبد الله بن عبد الرحمن البزي:
دخل إبراهيم فجاءه ملك الموت في صورة شاب لا يعرفه قال له إبراهيم:
بإذن من دخلت فقال: بإذن رب المنزل فعرفه إبراهيم عليه السلام فقال له
ملك الموت: إن ربك اتخذ من عباده خليلاً قال إبراهيم: ومن ذلك قال:
وما تصنع به قال: أكون خادماً له حتى أموت قال: فإنه أنت.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المزكي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد
الحوري قال: حدثنا إبراهيم بن شريك قال: حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا أبو بكر
بن عياش عن أبي المهلب الكنائي عن عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن
القاسم بن أبي أمامة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ
إبراهيم خليلاً وإنه لم يكن نبي إلا وله خليل ألا وإن خليلي أبو بكر}.
وأخبرني الساهر أبو إسماعيل بن الحسين النقيب قال: أخبرنا جدي قال:
أخبرنا أبو محمد الحسين بن حماد قال: أخبرنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل
الترمذي قال:
أخبرنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا سلمة قال: حدثني زيد بن واقد
عن القاسم بن نجيد عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {اتخذ الله إبراهيم خليلاً وموسى
نجياً واتخذني حبيباً ثم قال:
وعزتي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيي}.
__________________________________
قوله تعالى {وإِن اِمرأَةٌ خافَت مِن بَعلِها نُشوزاً} إلى آخر الآية.
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الحرث قال: أخبرنا عبد الله بن حماد بن جعفر قال:
حدثنا أبو عمر قال: حدثنا سهل قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلمان عن هشام
عن عروة عن عائشة قالت
نزلت في المرأة تكون عند الرجل فلا يستكثر منها ويريد فراقها ولعلها
أن تكون لها صحبة ويكون لها ولد فيكره فراقها وتقول له: لا تطلقني
وأمسكني وأنت في حل من شأني فأنزلت هذه الآية.
رواه البخاري عن محمد بن مقاتل عن ابن المبارك.
ورواه مسلم عن أبي كريب وأبي أسامة كلاهما عن هشام.
أخبرنا أبو بكر الحيري قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: أخبرنا الربيع قال:
أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا ابن عيينة عن الزهري عن ابن المسيب
أن بنت محمد بن سلمة كانت عند رافع بن صبيح فكره منها أمراً إما كبراً
وإما غيره فأراد طلاقها فقالت: لا تطلقني وأمسكني واقسم قوله تعالى
{يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا كونوا قَوّامِينَ بِالقِسطِ} الآية.
___________________________________
قوله تعالى {يَسأَلُكَ أَهلُ الكِتابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيهِم كِتاباً} الآية.
نزلت في اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت نبياً فأتنا بكتاب
جملة من السماء كما أتى به موسى فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_________________________________
قوله تعالى {لَكِنَ اللهُ يَشهَدُ بِما أَنزَلَ إِلَيكَ} الآية.
قال الكلبي:
إن رؤساء أهل مكة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سألنا عنك
اليهود فزعموا أنهم لا يعرفونك فأتنا بمن يشهد لك أن الله بعثك إلينا
رسولاً فنزلت هذه الآية {لَكِنَ اللهَ يَشهَدُ}.
__________________________________
قوله تعالى {لا تَغُلوا في دينِكُم} الآية.
نزلت في طوائف من النصارى حين قالوا عيسى ابن الله فأنزل الله تعالى
{لا تَغُلوا في دينِكُم وَلا تَقولوا عَلى اللهِ إِلا الحَقَّ} الآية.
__________________________________
قوله تعالى {لَّن يَستَنكِفَ المَسيحُ} الآية.
قال الكلبي:
إن وفد نجران قالوا: يا محمد تعيب صاحبنا قال: ومن صاحبكم قالوا:
عيسى قال: وأي شيء أقول فيه قالوا: تقول إنه عبد الله ورسوله فقال لهم:
إنه ليس بعار لعيسى أن يكون عبداً لله قالوا: بلى فنزلت
{لَّن يَستَنكِفَ المَسيحُ أَن يَكونَ عَبدًا لِّلَّهِ} الآية.
________________________________
يتبع
(5)
سورة النساء
قوله {وإِن خِفتُم أَلّا تُقسِطوا في اليَتامى} الآية.
أخبرنا أبو بكر التميمي أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو يحيى قال: حدثنا سهل
بن عثمان قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في
قوله تعالى {وَإِن خِفتُم أَلّا تُقسِطوا} الآية. قالت:
أنزلت هذه في الرجل يكون له اليتيمة وهو وليها ولها مال قال وليس
لها أحد يخاصم دونها فلا ينكحها حباً لمالها
ويضربها ويسيء صحبتها
فقال الله تعالى
{وَإِن خِفتُم أَلّا تُقسِطوا في اليَتامى فانكِحوا ما طابَ لَكُم مِّنَ النِساءِ}
يقول: ما أحللت لك ودع هذه. رواه مسلم عن أبي كريب عن
أبي أسامة عن هشام.
وقال سعيد بن جبير وقتادة والربيع والضحاك والسدي:
كانوا يتحرجون عن أموال اليتامى ويترخصون في النساء ويتزوجون
ما شاءوا فربما عدلوا وربما لم يعدلوا فلما سألوا عن اليتامى فنزلت آية
اليتامى {وَآتُوا اليَتامى أَموالَهُم} الآية.
أنزل الله تعالى أيضاً {وَإِن خِفتُم أَلاّ تُقسِطوا في اليَتامى} الآية.
يقول: كما خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فكذلك فخافوا في النساء أن
لا تعدلوا فيهن فلا تتزوجوا أكثر ما يمكنكم القيام بحقهن لأن النساء
كاليتامى في الضعف والعجز وهذا قول ابن عباس في رواية الوالبي.
__________________________________
قوله تعالى {وَالمُحصَناتُ مِنَ النِساءِ إِلّا ما مَلَكَت أَيمانُكُم}
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن البناني قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال:
أخبرنا أبو يعلى قال: أخبرنا عمر الناقد قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال:
حدثنا سفيان عن عثمان البتي عن أبي الخليل
عن أبي سعيد الخدري قال: أصبنا سبايا يوم أوطاس لهن أزواج فكرهنا
أن نقع عليهن فسألنا النبي عليه الصلاة والسلام فنزلت
{وَالمُحصَناتُ مِنَ النِساءِ إِلاّ ما مَلَكَت أَيمانُكُم}
فاستحللناهن.
__________________________________
قوله {وَلا تَتَمَنَّوا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعضَكُم عَلى بَعضٍ}
أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم الصوفي أخبرنا إسماعيل بن نجيد حدثنا جعفر
بن
محمد بن سوار أخبرنا قتيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال:
قالت أم سلمة: يا رسول الله تغزو الرجال ولا نغزو وإنما لنا نصف الميراث
فأنزل الله تعالى
{وَلا تَتَمنوا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعضَكُم عَلى بَعضٍ}.
__________________________________
قوله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَقرَبوا الصَلاةَ وَأَنتُم سُكارى} الآية:
أخبرنا أبو بكر الأصفهاني قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا
أبو يحيى قال حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا أبو عبد الرحمن الإفريقي
قال: حدثنا عطاء عن أبي عبد الرحمن قال:
صنع عبد الرحمن بن عوف طعاماً ودعا أناساً من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم فطعموا وشربوا وحضرت صلاة المغرب فتقدم بعض
القوم فصلى بهم المغرب فقرأ {قُل يا أَيُّها الكافِرونَ}
فلم يقمها فأنزل الله تعالى
{يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَقرَبوا الصَلاةَ وَأَنتُم سُكارى حَتّى تَعلَموا ما تَقولونَ}.
__________________________________
قوله تعالى {أِلَم تَرَ إِلى الَّذينَ يُزَكّونَ أَنفُسَهُم} الآية.
قال الكلبي:
نزلت في رجال من اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطفالهم
وقالوا: يا محمد هل على أولادنا هؤلاء من ذنب قال: لا فقالوا: والذي
نحلف به ما نحن إلا كهيئتهم ما من ذنب نعمله بالنهار إلا كفر عنا بالليل
وما من ذنب نعمله بالليل إلا كفر عنا بالنهار فهذا الذي
زكوا به أنفسهم.
___________________________________
قوله {إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهلِها}
نزلت في عثمان بن طلحة الحجبي من بني عبد الدار كان سادن الكعبة
فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح أغلق عثمان باب البيت
وصعد السطح فطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم المفتاح فقيل:
إنه مع عثمان فطلب منه فأبى
وقال: لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه المفتاح فلوى علي بن أبي طالب يده
وأخذ منه المفتاح وفتح الباب فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت
وصلى فيه ركعتين فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ليجمع
له بين السقاية والسدانة
فأنزل الله تعالى هذه الآية فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً
أن يرد المفتاح إلى عثمان ويعتذر إليه ففعل ذلك علي
فقال له عثمان: يا علي أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق
فقال: لقد أنزل الله تعالى في شأنك وقرأ عليه هذه الآية فقال عثمان:
أشهد أن محمداً رسول الله وأسلم فجاء جبريل عليه السلام فقال: ما دام هذا
البيت فإن المفتاح والسدانة في أولاد عثمان وهو اليوم في أيديهم.
____________________________________
قوله تعالى {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجرَ بَينَهُم}
نزلت في الزبير بن العوام وخصمه حاطب بن أبي بلتعة وقيل
هو ثعلبة بن حاطب.
أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن
مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا
أبو اليمان قال: حدثنا شعيب عن الزهري قال:
أخبرني عروة بن الزبير عن أبيه أنه كان يحدث أنه خاصم رجلاً من الأنصار
قد شهد بدراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة كانا يسقيان
بها كلاهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم للزبير: اسق ثم أرسل إلى
جارك فغضب الأنصاري
وقال: يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم قال للزبير: اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر
فاستوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير حقه
وكان قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه سعة للأنصاري وله فلما
أحفظ الأنصاري رسول الله استوفى للزبير حقه في صريح الحكم قال عروة:
قال الزبير: والله ما أحسب هذه الآية أنزلت إلا في ذلك
{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ
لا يَجِدوا في أَنفُسِهِم حَرَجاً مِّمّا قَضَيتَ وَيُسَلِموا تَسليماً}.
رواه البخاري عن علي بن عبد الله عن محمد بن جعفر عن معمر.
ورواه مسلم عن قتيبة عن الليث كلاهما عن الزهري.
____________________________________
قوله {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَسولَ} الآية.
قال الكلبي:
نزلت في ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شديد الحب له
قليل الصبر عنه فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه يعرف في
وجهه الحزن فقال له: يا ثوبان ما غير لونك
فقال: يا رسول الله ما لي من ضر ولا وجع غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك
واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة وأخاف أن لا أراك
هناك لأني أعرف أنك ترفع مع النبيين وإني وإن دخلت الجنة كنت في منزلة
أدنى من منزلتك وإن لم أدخل الجنة فذاك أحرى أن لا أراك أبداً
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا إسماعيل بن أبي نصر أخبرنا إبراهيم النصراباذي قال: أخبرنا
عبد الله بن عمرو بن علي الجوهري قال: حدثنا عبد الله بن محمود السعدي قال:
حدثنا موسى بن يحيى قال: حدثنا عبيدة عن منصور بن صبح
عن مسروق قال:
قال أصحاب رسول الله ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا فإنك إذا فارقتنا
رفعت فوقنا فأنزل الله تعالى
{وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَسولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم
مِّن النَبيينَ وَالصِدّيقينَ}.
___________________________________
قوله {أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ قيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم} الآية.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد العدل قال: أخبرنا أبو عمرو بن حيان قال: أخبرنا
الحسن بن سفيان قال: حدثنا محمد بن علي قال: سمعت أبي يقول: أخبرنا الحسين
بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس
أن عبد الرحمن وأصحابه أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة
فقالوا: يا نبي الله كنا في عز ونحن مشركون فلما آمنا سرنا أذلة
فقال: إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم فلما حوله الله إلى المدينة
أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله تعالى
{أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ قيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم}.
________________________________
قوله تعالى {أَينَما تَكونوا يُدرِككُّمُ المَوتُ}
قال ابن عباس في رواية أبي صالح:
لما استشهد الله من المسلمين من استشهد يوم أحد قال المنافقون
الذين تخلفوا عن الجهاد: لو كان إخواننا الذين قتلوا عندنا ما ماتوا
وما قتلوا فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_________________________________
قوله {ما كانَ لِمُؤمِنٍ أَن يَقتُلَ مُؤمِناً إِلّا خَطأً}
شرح الكلبي هذه القصة فقال:
إن عياش بن أبي ربيعة المخزومي أسلم وخاف أن يظهر إسلامه فخرج
هارباً إلى المدينة فقدمها ثم أتى أطماً من آطامها فتحصن فيه فجزعت
أمه جزعاً شديداً وقالت لابنيها أبي جهل والحرث بن هشام وهما لأمه
لا يظلني سقف بيت ولا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى تأتوني به.
فخرجا في طلبه وخرج معهم الحرث بن زيد بن أبي أنيسة حتى أتوا المدينة
فأتوا عياشاً وهو في الأطم فقالا له: انزل فإن أمك لم يؤوها سقف بيت بعدك
وقد حلفت لا تأكل طعاماً ولا شراباً حتى ترجع إليها ولك الله علينا أن
لا نكرهك على شيء ولا نحول بينك وبين دينك
فلما ذكرا له جزع أمه وأوثقا له نزل إليهم فأخرجوه من المدينة وأوثقوه
بنسع وجلده كل واحد منهم مائة جلدة ثم قدموا به على أمهم فقالت:
والله لا أحلك من وثاقك حتى تكفر بالذي آمنت به ثم تركوه موثقاً في الشمس
وأعطاهم بعض الذي أرادوا فأتاه الحرث بن زيد.
وقال عياش: والله لئن كان الذي كنت عليه هدى لقد تركت الهدى وإن كان
ضلالة لقد كنت عليها فغضب عياش من مقاله وقال: والله لا ألقاك خالياً
إلا قتلتك ثم إن عياشاً أسلم بعد ذلك وهاجر إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالمدينة ثم إن الحرث بن زيد أسلم وهاجر إلى المدينة وليس
عياش يومئذ حاضراً ولم يشعر بإسلامه فبينا هو يسير بظهر قبا إذ
لقي الحرث بن زيد فلما رآه حمل عليه فقتله
فقال الناس: أي شيء صنعت إنه قد أسلم فرجع عياش إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كان من أمري وأمر الحرث
ما قد علمت: وإني لم أشعر بإسلامه حين قتلته فنزل عليه
جبريل عليه السلام بقوله
{وَما كانَ لِمُؤمِنٍ أَن يَقتُلَ مُؤمِناً إِلّا خَطأً}.
________________________________
قوله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا ضَرَبتُم في سَبيلِ اللهِ فَتَبَيَّنوا} .
وأخبرنا إسماعيل قال: أخبرنا أبو عمرو بن نجيد قال: حدثنا محمد بن الحسن بن
الخليل قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عبد الله عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة
عن ابن عباس قال:
مر رجل من سليم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ومعه غنم فسلم عليهم فقالوا: ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فقاموا
إليه فقتلوه وأخذوا غنمه وأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل
الله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا ضَرَبتُم في سَبيلِ اللهِ فَتَبَيَّنوا}.
وقال السدي:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد على سرية فلقي مرداس
بن نهيك الضمري فقتله وكان من أهل فدك ولم يسلم من قومه غيره
وكان يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ويسلم عليهم قال أسامة:
فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته فقال:
قتلت رجلاً يقول لا إله إلا الله
فقلت: يا رسول الله إنما تعوذ من القتل
فقال: كيف أنت إذا خاصمك يوم القيامة بلا إله إلا الله
قال: فما زال يرددها علي أقتلت رجلاً يقول لا إله إلا الله حتى تمنيت لو
أن إسلامي كان يومئذ فنزلت {إِذا ضَرَبتُم في سَبيلِ اللهِ}
وعن هذا
قال الكلبي وقتادة:
يدل على صحته الحديث الذي أخبرناه أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قال:
أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرو قال: حدثنا إبراهيم بن سفيان قال: حدثنا مسلم قال:
حدثنا يعقوب الدورقي قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين قال: حدثنا أبو ظبيان
قال: سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث قال:
بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى حرقة بن جهينة فصبحنا القوم فهزمناهم
قال: ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم فلما غشيناه
قال:
لا إله إلا الله قال: فكف عنه الأنصاري فطعنته برمحي فقتلته
فلما قدمنا بلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا أسامة أقتلته
بعدما قال لا إله إلا الله قلت: يا رسول الله إنما كنا متعوذاً قال: أقتلته
بعدما قال لا إله إلا الله قال: فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم
أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
__________________________________
قوله تعالى {لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ} الآية.
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المؤذن قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا محمد بن
إسحاق السراج قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا سلمة بن الفضل
عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن سهل بن سعد عن مروان بن
الحكم عن زيد بن ثابت قال:
كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم حين نزلت عليه {لا يَستَوي القاعِدونَ
مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللهِ} ولم يذكر أولي
{أُولي الضَرَرِ}
فقال ابن أم مكتوم: كيف وأنا الأعمى لا أبصر قال زيد: فتغشى النبي
صلى الله عليه وسلم في مجلسه الوحي فاتكأ على فخذي فوالذي نفسي بيده
لقد ثقل على فخذي حتى خشيت أن يرضها ثم سرى عنه فقال: اكتب
{لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ غَيرُ أُولي الضَرَرِ} فكتبتها.
رواه البخاري عن إسماعيل بن عبد الله عن إبراهيم بن سعد
عن صالح عن الزهري.
__________________________________
قوله تعالى {إِنَّ الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم} الآية.
نزلت هذه الآية في ناس من أهل مكة تكلموا بالإسلام ولم يهاجروا وأظهروا
الإيمان وأسروا النفاق فلما كان يوم بدر خرجوا مع المشركين إلى حرب
المسلمين فقتلوا فضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم وقالوا
لهم ما ذكر الله سبحانه.
__________________________________
قوله تعالى {وَمَن يَخرُج مِن بَيتِهِ مُهاجِراً إِلى اللهِ وَرَسولِهِ}
قال ابن عباس في رواية عطاء:
كان عبد الرحمن بن عوف يخبر أهل مكة بما ينزل فيهم من القرآن فكتب
الآية التي نزلت {إِن الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم}
فلما قرأها المسلمون قال حبيب بن ضمرة الليثي لبنيه وكان شيخاً كبيراً:
احملوني فإني لست من المستضعفين وإني لا أهتدي إلى الطريق فحمله
بنوه على سرير متوجهاً إلى المدينة فلما بلغ التنعيم أشرف على الموت
فصفق يمينه على شماله
وقال: اللهم هذه لك وهذه لرسولك أبايعك على ما بايعتك يد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومات حميداً فبلغ خبره أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالوا: لو وافى المدينة لكان أتم أجراً فأنزل الله
تعالى فيه هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى {وَإِذا كُنتَ فيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصَلاةَ}
أخبرنا الأستاذ أبو عثمان الزعفراني المقري سنة خمس وعشرين قال:
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد السدي سنة ثلاث وستين
قال: أخبرنا أبو سعيد الفضل بن محمد الجزري بمكة في المسجد الحرام سنة
أربع وثلثمائة قال: أخبرنا يحيى بن زياد اللخمي قال: حدثنا أبو قرة
موسى بن طارق قال: ذكر سفيان عن منصور عن مجاهد قال:
حدثنا أبو عياش الورقي قال:
صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الظهر فقال المشركون:
قد كانوا على حال لو كنا أصبنا منهم غرة قالوا: تأتي عليهم صلاة هي
أحب إليهم من آبائهم قال: وهي العصر قال: فنزل جبريل عليه السلام
بهذه الآية بين الأولى والعصر {وَإِذا كُنتَ فيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصَلاةَ} وهم
بعسفان وعلى المشركين خالد بن الوليد وهم بيننا وبين
القبلة وذكر صلاة الخوف.
__________________________________
قوله تعالى {إِنا أَنزَلنا إِليكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ الناسِ بِما أَراكَ اللهُ} الآية.
إلى قوله تعالى
{وَمَن يُشرِك بِاللهِ فَقَد ضَلَّ ضَلالاً بَعيداً}
قال جماعة من المفسرين أنزلت كلها في قصة واحدة.
وذلك أن رجلاً من الأنصار يقال له طعمة بن أبيرق أحد بني ظفر بن الحارث
سرق درعاً من جار له يقال له قتادة بن النعمان وكانت الدرع في جراب
فيه دقيق فجعل الدقيق ينتثر من خرق في الجراب حتى انتهى
إلى الدار وفيها أثر الدقيق
ثم خبأها عند رجل من اليهود يقال له زيد بن السمين فالتمست الدرع
عند طعمة فلم توجد عنده وحلف لهم:
والله ما أخذها وما له به من علم
فقال أصحاب الدرع: بلى والله قد أدلج علينا فأخذها وطلبنا أثره حتى
دخل داره فرأينا أثر الدقيق فلما أن حلف تركوه واتبعوا أثر
الدقيق حتى انتهوا إلى منزل اليهودي فأخذوه
فقال: دفعها إلي طعمة بن أبيرق وشهد له أناس من اليهود على ذلك
فقالت بنو ظفر وهم قوم طعمة: انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم فكلموه في ذلك فسألوه أن يجادل عن صاحبهم
وقالوا: إن لم تفعل هلك صاحبنا وافتضح وبريء اليهودي فهم رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أن يفعل وكان هواه معهم وأن يعاقب اليهودي
حتى أنزل الله تعالى {إِنا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ}.
__________________________________
قوله تعالى {لَّيسَ بِأَمانِّيكُم وَلا أَمانِيِّ أَهلِ الكِتابِ}
قال مسروق وقتادة:
إحتج المسلمون وأهل الكتاب فقال أهل الكتاب: نحن أهدى منكم نبينا
قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن أولى بالله منكم وقال المسلمون:
نحن أهدى منكم وأولى بالله نبينا خاتم الأنبياء وكتابنا يقضي
على الكتب التي قبله
فأنزل الله تعالى هذه الآية ثم أفلج الله حجة المسلمين على من ناوأهم
من أهل الأديان بقوله تعالى
{وَمَن يَعمَل مِن الصَالِحاتِ مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ}
وبقوله تعالى {وَمَن أَحسَنُ ديناً مِّمَّن أَسلَمَ وَجهَهُ للهِ} الآيتين.
___________________________________
قوله تعالى {وَاِتَّبَعَ مِلَّةَ إِبراهيمَ حَنيفاً واِتَّخَذَ اللهُ إِبراهيمَ خَليلاً}
اختلفوا في سبب اتخاذ الله إبراهيم خليلاً
فأخبرنا أبو سعيد النضروي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا موسى بن إبراهيم
المروزي قال: حدثنا ابن ربيعة عن أبي قبيل عن عبد الله عن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا جبريل لم اتخذ
الله إبراهيم خليلاً قال: لإطعامه الطعام يا محمد.
وقال عبد الله بن عبد الرحمن البزي:
دخل إبراهيم فجاءه ملك الموت في صورة شاب لا يعرفه قال له إبراهيم:
بإذن من دخلت فقال: بإذن رب المنزل فعرفه إبراهيم عليه السلام فقال له
ملك الموت: إن ربك اتخذ من عباده خليلاً قال إبراهيم: ومن ذلك قال:
وما تصنع به قال: أكون خادماً له حتى أموت قال: فإنه أنت.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المزكي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد
الحوري قال: حدثنا إبراهيم بن شريك قال: حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا أبو بكر
بن عياش عن أبي المهلب الكنائي عن عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن
القاسم بن أبي أمامة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ
إبراهيم خليلاً وإنه لم يكن نبي إلا وله خليل ألا وإن خليلي أبو بكر}.
وأخبرني الساهر أبو إسماعيل بن الحسين النقيب قال: أخبرنا جدي قال:
أخبرنا أبو محمد الحسين بن حماد قال: أخبرنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل
الترمذي قال:
أخبرنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا سلمة قال: حدثني زيد بن واقد
عن القاسم بن نجيد عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {اتخذ الله إبراهيم خليلاً وموسى
نجياً واتخذني حبيباً ثم قال:
وعزتي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيي}.
__________________________________
قوله تعالى {وإِن اِمرأَةٌ خافَت مِن بَعلِها نُشوزاً} إلى آخر الآية.
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الحرث قال: أخبرنا عبد الله بن حماد بن جعفر قال:
حدثنا أبو عمر قال: حدثنا سهل قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلمان عن هشام
عن عروة عن عائشة قالت
نزلت في المرأة تكون عند الرجل فلا يستكثر منها ويريد فراقها ولعلها
أن تكون لها صحبة ويكون لها ولد فيكره فراقها وتقول له: لا تطلقني
وأمسكني وأنت في حل من شأني فأنزلت هذه الآية.
رواه البخاري عن محمد بن مقاتل عن ابن المبارك.
ورواه مسلم عن أبي كريب وأبي أسامة كلاهما عن هشام.
أخبرنا أبو بكر الحيري قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: أخبرنا الربيع قال:
أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا ابن عيينة عن الزهري عن ابن المسيب
أن بنت محمد بن سلمة كانت عند رافع بن صبيح فكره منها أمراً إما كبراً
وإما غيره فأراد طلاقها فقالت: لا تطلقني وأمسكني واقسم قوله تعالى
{يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا كونوا قَوّامِينَ بِالقِسطِ} الآية.
___________________________________
قوله تعالى {يَسأَلُكَ أَهلُ الكِتابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيهِم كِتاباً} الآية.
نزلت في اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت نبياً فأتنا بكتاب
جملة من السماء كما أتى به موسى فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_________________________________
قوله تعالى {لَكِنَ اللهُ يَشهَدُ بِما أَنزَلَ إِلَيكَ} الآية.
قال الكلبي:
إن رؤساء أهل مكة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سألنا عنك
اليهود فزعموا أنهم لا يعرفونك فأتنا بمن يشهد لك أن الله بعثك إلينا
رسولاً فنزلت هذه الآية {لَكِنَ اللهَ يَشهَدُ}.
__________________________________
قوله تعالى {لا تَغُلوا في دينِكُم} الآية.
نزلت في طوائف من النصارى حين قالوا عيسى ابن الله فأنزل الله تعالى
{لا تَغُلوا في دينِكُم وَلا تَقولوا عَلى اللهِ إِلا الحَقَّ} الآية.
__________________________________
قوله تعالى {لَّن يَستَنكِفَ المَسيحُ} الآية.
قال الكلبي:
إن وفد نجران قالوا: يا محمد تعيب صاحبنا قال: ومن صاحبكم قالوا:
عيسى قال: وأي شيء أقول فيه قالوا: تقول إنه عبد الله ورسوله فقال لهم:
إنه ليس بعار لعيسى أن يكون عبداً لله قالوا: بلى فنزلت
{لَّن يَستَنكِفَ المَسيحُ أَن يَكونَ عَبدًا لِّلَّهِ} الآية.
________________________________
يتبع
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
(6)
سورة المائدة
قوله تعالى: {لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللهِ} الآية.
قال زيد بن أسلم:
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بالحديبية حين صدهم
المشركون عن البيت وقد اشتد ذلك عليهم فمر بهم ناس من المشركين
يريدون العمرة فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نصد هؤلاء
كما صدنا أصحابهم فأنزل الله تعالى:
{لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللهِ وَلا الشَهرَ الحَرامَ وَلا الهَديَ وَلا القَلائِدَ وَلا آَمّينَ البَيتَ الحَرامَ}
أي ولا تعتدوا على هؤلاء العمار إن صدكم أصحابهم.
__________________________________
قوله تعالى: {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم} الآية.
نزلت هذه الآية يوم الجمعة وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع
سنة عشر والنبي صلى الله عليه وسلم بعرفات على ناقته العضباء.
أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي
قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا جعفر بن
عون قال: أخبرني أبو عميس عن قيس بن حاتم عن طارق بن شهاب قال:
جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين
إنكم تقرءون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم
عيداً فقال: أي آية هي قال {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي}
فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم عشية يوم عرفة في يوم عرفة في يوم جمعة.
رواه البخاري عن الحسن بن صباح.
___________________________________
قوله {يَسأَلونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُم} الآية.
وذكر المفسرون :
قال أبو رافع جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم
واستأذن عليه فأذن له فلم يدخل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
قد أذنا لك يا رسول الله فقال: أجل يا رسول الله ولكنا لا ندخل بيتاً فيه
صورة ولا كلب فنظروا فإذا في بعض بيوتهم جرو.
قال أبو رافع: فأمرني أن لا أدع كلباً بالمدينة إلا قتلته حتى بلغت العوالي
فإذا امرأة عندها كلب يحرسها فرحمتها فتركته فأتيت النبي صلى الله عليه
وسلم فأخبرته فأمرني بقتله فرجعت إلى الكلب فقتلته
فلما أمر رسول الله بقتل الكلاب جاء ناس فقالوا: يا رسول الله ماذا يحل
لنا من هذه الأمة التي تقتلها فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله تعالى هذه الآية
فلما نزلت أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقتناء الكلاب التي ينتفع
بها ونهى عن إمساك ما لا نفع فيه منها وأمر بقتل الكلب الكلب والعقور
وما يضر ويؤذي ودفع القتل عما سواهما وما لا ضرر فيه.
وقال سعيد بن جبير:
نزلت هذه الآية في عدي بن حاتم وزيد بن المهلهل الطائيين وهو زيد الخيل
الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير
فقالا:
يا رسول الله إنا قوم نصيد بالكلاب والبزاة فإن كلاب آل درع وآل حورية
تأخذ البقر والحمر والظباء والضب فمنه ما يدرك ذكاته ومنه ما يقتل فلا
يدرك ذكاته وقد حرم الله الميتة فماذا يحل لنا منها
فنزلت {يَسأَلونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُم قُل أُحِلَّ لَكُم الطَيِّباتُ} يعني الذبائح
{وَما عَلَّمتُم مِّنَ الجَوارِحِ} يعني وصيد ما علمتم من
الجوارح وهي الكواسب من الكلاب وسباع الطير.
___________________________________
قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا اُذكُروا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذ هَمَّ قَومٌ أَن يَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم} الآية.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر المؤذن قال: أخبرنا أبو علي الفقيه قال:
أخبرنا أبو لبابة محمد بن المهدي الميهني قال: حدثنا عمار بن الحسن قال:
حدثنا سلمة بن الفضل قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن عمر بن عبيد عن الحسن
البصري عن جابر بن عبد الله الأنصاري
أن رجلاً من محارب يقال له غورث بن الحرث قال لقومه من غطفان
ومحارب: ألا أقتل لكم محمداً قالوا: نعم وكيف تقتله قال: أفتك به قال:
فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وسيفه في حجره
فقال: يا محمد أنظر إلى سيفك هذا قال: نعم فأخذه فاستله ثم جعل
يهزه ويهم به فكبته الله عز وجل
ثم قال: يا محمد ما تخافني قال: لا قال: ألا تخافني وفي يدي السيف قال:
يمنعني الله منك ثم أغمد السيف ورده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله تعالى
{اُذكُروا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذ هَمَّ قَومٌ أَن يَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم}.
____________________________________
قوله تعالى: {إِنَّما جَزَاءُ الَّذينَ يُحارِبونَ اللهَ وَرَسولَهُ}
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبيد الله المخلدي قال: حدثنا أبو عمرو بن نجيد
قال: أخبرنا مسلم قال: حدثنا عبد الرحمن بن حماد قال: حدثنا سعيد
بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس
أن رهطاً من عكل وعرينة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا:
يا رسول الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف فاستوخمنا المدينة فأمر
لهم رسول الله عليه الصلاة والسلام بذود أن يخرجوا فيها فليشربوا
من ألبانها وأبوالها فقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه
وسلم واستاقوا الذود.
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم فأتى بهم فقطع أيديهم
وأرجلهم وثمل أعينهم فتركوا في الحرة حتى ماتوا على حالهم. قال قتادة:
ذكر لنا أن هذه الآية نزلت فيهم (إِنَّما جَزَاءُ الَّذينَ يُحارِبونَ اللهَ وَرَسولَهُ
وَيَسعَونَ في الأَرضِ فَساداً) إلى آخر الآية.
رواه مسلم عن عبيد الأعلى عن سعيد إلى قول قتادة.
___________________________________
قوله تعالى: {وَالسارِقُ وَالسارِقَةُ فَاِقطَعوا أَيدِيَهُما}
قال الكلبي:
نزلت في طعمة بن أبيرق سارق الدرع وقد مضت قصته.
____________________________________
قوله تعالى: {يا أَيُّها الرَسولُ لا يُحزُنكَ الَّذينَ يُسارِعونَ في الكُفرِ} الآيات.
حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري إملاء قال: أخبرنا أبو محمد حاجب
بن أحمد الطوسي قال: حدثنا محمد بن حماد الأبيوردي قال: حدثنا
أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب قال:
مر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيهودي محمماً مجلوداً
فدعاهم فقال: أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا: نعم
قال:
فدعا رجل من غلمانهم فقال: أنشدك الله الذي أنزل التوراة على موسى
عليه السلام هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟
قال:
لا ولولا أنك نشدتني لم أخبرك نجد حد الزاني في كتابنا الرجم ولكنه كثر
في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الوضيع أقمنا
عليه الحد فقلنا: تعالوا نجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع.
فاجتمعنا على التحميم والجلد مكان الرجم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه فأمر به فرجم
فأنزل الله تعالى: {يا أَيُّها الرَسولُ لا يَحزُنكَ الَّذينَ يُسارِعونَ في الكُفرِ}
إلى قوله {إِن أُوتِيتُم هَذا فَخُذوهُ}
يقولون ائتوا محمداً فإن أفتاكم بالتحميم والجلد فخذوا به وإن أفتاكم بالرجم
{فَاِحذَروا} إلى قوله تعالى:
{وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُم ُالكَافِرونَ} قال في اليهود
إلى قوله {وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهَ فَأَولَئِكَ هُمُ الظَالِمونَ} قال في اليهود
إلى قوله {وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفاسِقونَ}
قال في الكفار كلها
رواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن أبي معاوية.
___________________________________
قوله تعالى: {إِنّا أَنزَلنا التَوراةَ فيها هُدىً وَنورٌ}
أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله
بن حمدون قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى
قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن الزهري: حدثني رجل من
مزينة ونحن عند سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال:
زنى رجل من اليهود وامرأة قال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبي
فإنه نبي مبعوث للتخفيف فإذا أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججناها
عند الله وقلنا: فتيا نبي من أنبيائك فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم
وهو جالس في المسجد مع أصحابه
فقالوا:
يا أبا القاسم ما ترى في رجل وامرأة زنيا فلم يكلمهما حتى أتى بيت
مدراسهم فقام على الباب.
فقال: أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ما تجدون في التوراة
على من زنى إذا أحصن قالوا: يحمم ويجبه ويجلد والتجبيه:
أن يحمل الزانيان على الحمار ويقابل أقفيتهما ويطاف بهما
قال: وسكت شاب منهم فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم سكت
ألح به في النشدة فقال: اللهم إذ أنشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم فقال
النبي عليه الصلاة والسلام: فما أول ما أرخصتم أمر الله عز وجل قال:
زنى رجل ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم ثم زنى رجل
من سراة الناس فأراد رجمه فاحال قومه دونه.
فقالوا: لا يرجم صاحبنا حتى يجيء بصاحبكم فيرجمه فاصطلحوا على هذه
العقوبة بينهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإني أحكم بما في التوراة
فأمر بهما فرجما. قال الزهري فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم
{إِنّا أَنزَلنا التَوراةَ فيها هُدىً وَنورٌ يَحكُمُ بِها النَبِيّونَ الَّذينَ أَسلَموا}
وكان النبي صلى الله عليه وسلم منهم.
قال معمر: أخبرني الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: شهدت رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين أمر برجمهما فلما رجما رأيته
يجنأ بيده عنها ليقيها الحجارة.
__________________________________
قوله عز وجل {وَأَنِ اِحكُم بَينَهُم بِما أَنزَلَ اللهُ} الآية.
قال ابن عباس:
إن جماعة من اليهود منهم كعب بن أسيد وعبد الله بن صوريا وشاس بن
قيس قال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى محمد عليه الصلاة والسلام
لعلنا نفتنه عن دينه فأتوه
فقالوا: يا محمد قد عرفت أنا أحبار اليهود وأشرافهم وأنا إن اتبعناك
اتبعنا اليهود ولن يخالفونا وإن بيننا وبين قوم خصومة ونحاكمهم
إليك فتقضي لنا عليهم ونحن نؤمن بك ونصدقك فأبى ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم. فأنزل الله تعالى الآية.
___________________________________
قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا اليَهودَ وَالنَصارى أَولِياءَ}
قال عطية العوفي:
جاء عبادة بن الصامت فقال: يا رسول الله إن لي موالي من اليهود كثير
عددهم حاضر نصرهم وإني أبوء إلى الله ورسوله من ولاية اليهود
وآوي إلى الله ورسوله
فقال عبد الله بن أبي: إني رجل أخاف الدوائر ولا أبرأ من ولاية اليهود
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا الحباب ما تجلب به من ولاية
اليهود على عبادة بن الصامت فهو لك دونه فقال: قد قبلت.
فأنزل الله تعالى فيهما:
{يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا اليَهودَ وَالنَصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ}
إلى قوله تعالى: {فَتَرى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَّرَضٌ} يعني عبد الله بن أبي
{يُسارِعونَ فيهِم} وفي ولايتهم {يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبنا دائِرةٌ} الآية.
___________________________________
قوله تعالى: آَمَنو{إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ ا}
أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال:
حدثنا الحسين بن محمد عن أبي هريرة قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال:
حدثنا محمد الأسود عن محمد بن مروان عن محمد السائب
عن أبي صالح عن ابن عباس قال:
أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه قد آمنوا فقالوا: يا رسول الله
إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث وإن قومنا لما رأونا آمنا
بالله ورسوله وصدقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا
ولا يكلمونا فشق ذلك علينا.
فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام
{إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ آَمَنوا} الآية.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع
فنظر سائلاً فقال: عل أعطاك أحد شيئاً قال:
نعم خاتم من ذهب قال: من أعطاكه قال: ذلك القائم وأومأ بيده إلى علي بن
أبي طالب رضي الله عنه فقال: على أي حال أعطاك قال: أعطاني وهو راكع
فكبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قرأ
{وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسولَهُ وَالَّذينَ آَمَنوا فَإِنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ الغالِبونَ}.
___________________________________
قوله تعالى: {وَإِذا نادَيتُم إِلى الصَلاةِ اِتَّخَذوها هُزُواً وَلَعِباً}
قال الكلبي:
كان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نادى إلى الصلاة فقام المسلمون
إليها قالت اليهود:
قوموا صلوا اركعوا على طريق الاستهزاء والضحك فأنزل
الله تعالى هذه الآية.
قال السدي:
نزلت في رجل من نصارى المدينة كان إذا سمع المؤذن يقول: أشهد أن
محمداً رسول الله قال: حرق الكاذب فدخل خادمه بنار ذات ليلة وهو نائم
وأهله نيام فطارت منها شرارة في البيت فاحترق هو وأهله.
وقال آخرون:
إن الكفار لما سمعوا الأذان حضروا رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمسلمون على ذلك وقالوا: يا محمد لقد أبدعت شيئاً لم نسمع به فيما مضى
من الأمم فإن كنت تدعي النبوة فقد خالفت فيما أحدثت من هذا الأذان الأنبياء
من قبلك ولو كان في هذا خير كان أولى الناس به الأنبياء والرسل
من قبلك فمن أين لك صياح كصياح البعير فما أقبح من صوت ولا أسمج من
كفر فأنزل الله تعالى هذه الآية وأنزل
{وَمَن أَحسَنُ قَولاً مِّمَّن دَعا إِلى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً} الآية.
____________________________________
قوله تعالى: {قُل هَل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثوبَةً عِندَ اللهِ} الآية.
قال ابن عباس:
أتى نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عمن يؤمن
به من الرسل
فقال: أومن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل إلى قوله
{وَنَحنُ لَهُ مُسلِمون}
فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا: والله ما نعلم أهل دين أقل حظاً في
الدنيا والآخرة منكم ولا ديناً شراً من دينكم فأنزل الله تعالى
{قُل هَل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِن ذَلِكَ مَثوبَةً} الآية.
__________________________________
قوله تعالى: {يا أُيُّها الرَسولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِليكَ مِن رَّبِّكَ}
قال الحسن:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما بعثني الله تعالى برسالتي ضقت بها
ذرعاً وعرفت أن من الناس من يكذبني وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يهيب قريشاً واليهود والنصارى فأنزل الله تعالى هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى: {وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ الناسِ}
قالت عائشة رضي الله عنها:
سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقلت: يا رسول الله ما شأنك قال:
ألا رجل صالح يحرسنا الليلة فقالت: بينما نحن في
ذلك سمعت صوت السلاح
فقال: من هذا قال: سعد وحذيفة جئنا نحرسك فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى سمعت غطيطه ونزلت هذه الآية فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأسه من قبة آدم وقال: انصرفوا يا أيها الناس فَقَد عَصَمَني الله.
__________________________________
قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ الناسِ عَداوَةً لِّلَّذينَ آَمَنوا اليَهودَ}
الآيات إلى قوله
{وَالَّذينَ كَفَروا وَكَذَبوا}
قال ابن عباس:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة يخاف على أصحابه من المشركين
فبعث جعفر بن أبي طالب وابن مسعود في رهط من أصحابه إلى النجاشي
وقال إنه ملك صالح لا يظلم ولا يظلم عنده أحد فاخرجوا إليه حتى يجعل
الله للمسلمين فرجاً فلما وردوا عليه أكرمهم
وقال لهم: تعرفون شيئاً مما أنزل عليكم قالوا: نعم قال: اقرءوا فقرءوا
وحوله القسيسين والرهبان فكلما قرءوا آية انحدرت دموعهم مما عرفوا
من الحق قال الله تعالى:
{ذَلِكَ بِأَنَّ مِنهُم قِسّيسينَ وَرُهباناً وَأَنَّهُم لا يَستَكبِرونَ وَإِذا سَمِعوا ما
أُنزِلَ إِلى الرَسولِ تَرى أَعيُنَهُم تَفيضُ مِنَ الدَمعِ} الآية.
____________________________________
قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تُحَرِّموا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُم}
أخبرنا أبو عثمان بن أبي عمرو المؤذن قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان
قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: أخبرنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا
أبو عاصم عن عثمان بن سعد قال: أخبرني عكرمة عن ابن عباس
أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إني إذا أكلت هذا اللحم
انتشرت إلى النساء وإني حرمت علي اللحم فنزلت
{يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تُحَرِّموا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُم}
ونزلت {وَكُلوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً} الآية.
___________________________________
قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِنَّما الخَمرُ} الآية.
أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر المطوعي قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد
الحيري قال: حدثنا أحمد بن علي الموصلي قال: حدثنا أبو خيثمة قال:
حدثنا حسن أبو موسى قال: حدثنا الزبير قال: حدثنا سماك بن حرب قال:
حدثني مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:
أتيت على نفر من المهاجرين فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمرا.
وذلك قبل أن يحرم الخمر فأتيتهم في حش والحش: البستان وإذا رأس
جزور مشوياً عندهم ودن من خمر فأكلت وشربت معهم
وذكرت الأنصار والمهاجرين
فقلت: المهاجرون خير من الأنصار فأخذ رجل لحى الرأس فجدع أنفي بذلك
فأتيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأنزل الله في شأن الخمر
{إِنَّما الخَمرُ وَالمَيسرُ} الآية. رواه مسلم عن أبي خيثمة.
أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال:
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا خالد بن الوليد
قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة
عن عمر بن الخطاب قال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت الآية
التي في البقرة {يَسأَلونَكَ عَنِ الخَمرِ وَالمَيسِرِ}.
فدعى عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا من الخمر بياناً شافياً فنزلت الآية
التي في النساء {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَقرَبوا الصَلاةَ وَأَنتُم سُكارى}
فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة ينادي
لا يقربن الصلاة سكران
فدعى عمر فقرئت عليه فقال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً
فنزلت هذه الآية {إِنَّما الخَمرُ وَالمَيسِرُ}.
فدعى عمر فقرئت عليه فلما بلغ {فَهَل أَنتُم مُّنتَهونَ}
قال عمر: انتهينا.
___________________________________
قوله تعالى {قُل هَل يَستَوي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمونَ} الآية.
أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله قال: أخبرنا محمد بن القاسم
المؤدب قال: حدثنا إدريس بن علي الرازي قال: حدثنا يحيى بن الضريس قال:
حدثنا سفيان عن محمد بن سراقة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل حرم عليكم عبادة الأوثان
وشرب الخمر والطعن في الأنساب ألا إن الخمر لعن شاربها وعاصرها
وساقيها وبائعها وآكل ثمنها فقام إليه أعرابي
فقال: يا رسول الله إني كنت رجلاً كانت هذه تجارتي فاقتنيت من بيع الخمر
مالاً فهل ينفعني ذلك المال إن عملت فيه بطاعة الله؟.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن أنفقته في حج أو جهاد أو صدقة لم
يعدل عند الله جناح بعوضة إن الله لا يقبل إلا الطيب فأنزل الله تعالى
تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم
{قُل لّا يَستَوي الخَبيثُ وَالطَيِّبُ وَلَو أَعجَبَكَ كَثرَةُ الخَبيثِ}.
__________________________________
قوله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَسأَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم} الآية.
أخبرنا أبو سعد المنصوري قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
قال: حدثني أبي قال: حدثنا منصور بن أبي زيد أن الأزدي قال: حدثنا علي بن
عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البحتري
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية
{وَللهِ عَلى الناسِ حَجُ البَيتِ} قالوا:
يا رسول الله أفي كل عام فسكت ثم قالوا: أفي كل عام فسكت ثم قال في الرابعة:
لا ولو قلت نعم لوجبت فأنزل الله تعالى
{يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَسأَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم}.
_________________________________
يتبع
(6)
سورة المائدة
قوله تعالى: {لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللهِ} الآية.
قال زيد بن أسلم:
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بالحديبية حين صدهم
المشركون عن البيت وقد اشتد ذلك عليهم فمر بهم ناس من المشركين
يريدون العمرة فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نصد هؤلاء
كما صدنا أصحابهم فأنزل الله تعالى:
{لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللهِ وَلا الشَهرَ الحَرامَ وَلا الهَديَ وَلا القَلائِدَ وَلا آَمّينَ البَيتَ الحَرامَ}
أي ولا تعتدوا على هؤلاء العمار إن صدكم أصحابهم.
__________________________________
قوله تعالى: {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم} الآية.
نزلت هذه الآية يوم الجمعة وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع
سنة عشر والنبي صلى الله عليه وسلم بعرفات على ناقته العضباء.
أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي
قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا جعفر بن
عون قال: أخبرني أبو عميس عن قيس بن حاتم عن طارق بن شهاب قال:
جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين
إنكم تقرءون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم
عيداً فقال: أي آية هي قال {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي}
فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم عشية يوم عرفة في يوم عرفة في يوم جمعة.
رواه البخاري عن الحسن بن صباح.
___________________________________
قوله {يَسأَلونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُم} الآية.
وذكر المفسرون :
قال أبو رافع جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم
واستأذن عليه فأذن له فلم يدخل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
قد أذنا لك يا رسول الله فقال: أجل يا رسول الله ولكنا لا ندخل بيتاً فيه
صورة ولا كلب فنظروا فإذا في بعض بيوتهم جرو.
قال أبو رافع: فأمرني أن لا أدع كلباً بالمدينة إلا قتلته حتى بلغت العوالي
فإذا امرأة عندها كلب يحرسها فرحمتها فتركته فأتيت النبي صلى الله عليه
وسلم فأخبرته فأمرني بقتله فرجعت إلى الكلب فقتلته
فلما أمر رسول الله بقتل الكلاب جاء ناس فقالوا: يا رسول الله ماذا يحل
لنا من هذه الأمة التي تقتلها فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله تعالى هذه الآية
فلما نزلت أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقتناء الكلاب التي ينتفع
بها ونهى عن إمساك ما لا نفع فيه منها وأمر بقتل الكلب الكلب والعقور
وما يضر ويؤذي ودفع القتل عما سواهما وما لا ضرر فيه.
وقال سعيد بن جبير:
نزلت هذه الآية في عدي بن حاتم وزيد بن المهلهل الطائيين وهو زيد الخيل
الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير
فقالا:
يا رسول الله إنا قوم نصيد بالكلاب والبزاة فإن كلاب آل درع وآل حورية
تأخذ البقر والحمر والظباء والضب فمنه ما يدرك ذكاته ومنه ما يقتل فلا
يدرك ذكاته وقد حرم الله الميتة فماذا يحل لنا منها
فنزلت {يَسأَلونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُم قُل أُحِلَّ لَكُم الطَيِّباتُ} يعني الذبائح
{وَما عَلَّمتُم مِّنَ الجَوارِحِ} يعني وصيد ما علمتم من
الجوارح وهي الكواسب من الكلاب وسباع الطير.
___________________________________
قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا اُذكُروا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذ هَمَّ قَومٌ أَن يَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم} الآية.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر المؤذن قال: أخبرنا أبو علي الفقيه قال:
أخبرنا أبو لبابة محمد بن المهدي الميهني قال: حدثنا عمار بن الحسن قال:
حدثنا سلمة بن الفضل قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن عمر بن عبيد عن الحسن
البصري عن جابر بن عبد الله الأنصاري
أن رجلاً من محارب يقال له غورث بن الحرث قال لقومه من غطفان
ومحارب: ألا أقتل لكم محمداً قالوا: نعم وكيف تقتله قال: أفتك به قال:
فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وسيفه في حجره
فقال: يا محمد أنظر إلى سيفك هذا قال: نعم فأخذه فاستله ثم جعل
يهزه ويهم به فكبته الله عز وجل
ثم قال: يا محمد ما تخافني قال: لا قال: ألا تخافني وفي يدي السيف قال:
يمنعني الله منك ثم أغمد السيف ورده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله تعالى
{اُذكُروا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذ هَمَّ قَومٌ أَن يَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم}.
____________________________________
قوله تعالى: {إِنَّما جَزَاءُ الَّذينَ يُحارِبونَ اللهَ وَرَسولَهُ}
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبيد الله المخلدي قال: حدثنا أبو عمرو بن نجيد
قال: أخبرنا مسلم قال: حدثنا عبد الرحمن بن حماد قال: حدثنا سعيد
بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس
أن رهطاً من عكل وعرينة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا:
يا رسول الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف فاستوخمنا المدينة فأمر
لهم رسول الله عليه الصلاة والسلام بذود أن يخرجوا فيها فليشربوا
من ألبانها وأبوالها فقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه
وسلم واستاقوا الذود.
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم فأتى بهم فقطع أيديهم
وأرجلهم وثمل أعينهم فتركوا في الحرة حتى ماتوا على حالهم. قال قتادة:
ذكر لنا أن هذه الآية نزلت فيهم (إِنَّما جَزَاءُ الَّذينَ يُحارِبونَ اللهَ وَرَسولَهُ
وَيَسعَونَ في الأَرضِ فَساداً) إلى آخر الآية.
رواه مسلم عن عبيد الأعلى عن سعيد إلى قول قتادة.
___________________________________
قوله تعالى: {وَالسارِقُ وَالسارِقَةُ فَاِقطَعوا أَيدِيَهُما}
قال الكلبي:
نزلت في طعمة بن أبيرق سارق الدرع وقد مضت قصته.
____________________________________
قوله تعالى: {يا أَيُّها الرَسولُ لا يُحزُنكَ الَّذينَ يُسارِعونَ في الكُفرِ} الآيات.
حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري إملاء قال: أخبرنا أبو محمد حاجب
بن أحمد الطوسي قال: حدثنا محمد بن حماد الأبيوردي قال: حدثنا
أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب قال:
مر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيهودي محمماً مجلوداً
فدعاهم فقال: أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا: نعم
قال:
فدعا رجل من غلمانهم فقال: أنشدك الله الذي أنزل التوراة على موسى
عليه السلام هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟
قال:
لا ولولا أنك نشدتني لم أخبرك نجد حد الزاني في كتابنا الرجم ولكنه كثر
في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الوضيع أقمنا
عليه الحد فقلنا: تعالوا نجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع.
فاجتمعنا على التحميم والجلد مكان الرجم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه فأمر به فرجم
فأنزل الله تعالى: {يا أَيُّها الرَسولُ لا يَحزُنكَ الَّذينَ يُسارِعونَ في الكُفرِ}
إلى قوله {إِن أُوتِيتُم هَذا فَخُذوهُ}
يقولون ائتوا محمداً فإن أفتاكم بالتحميم والجلد فخذوا به وإن أفتاكم بالرجم
{فَاِحذَروا} إلى قوله تعالى:
{وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُم ُالكَافِرونَ} قال في اليهود
إلى قوله {وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهَ فَأَولَئِكَ هُمُ الظَالِمونَ} قال في اليهود
إلى قوله {وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفاسِقونَ}
قال في الكفار كلها
رواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن أبي معاوية.
___________________________________
قوله تعالى: {إِنّا أَنزَلنا التَوراةَ فيها هُدىً وَنورٌ}
أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله
بن حمدون قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى
قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن الزهري: حدثني رجل من
مزينة ونحن عند سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال:
زنى رجل من اليهود وامرأة قال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبي
فإنه نبي مبعوث للتخفيف فإذا أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججناها
عند الله وقلنا: فتيا نبي من أنبيائك فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم
وهو جالس في المسجد مع أصحابه
فقالوا:
يا أبا القاسم ما ترى في رجل وامرأة زنيا فلم يكلمهما حتى أتى بيت
مدراسهم فقام على الباب.
فقال: أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ما تجدون في التوراة
على من زنى إذا أحصن قالوا: يحمم ويجبه ويجلد والتجبيه:
أن يحمل الزانيان على الحمار ويقابل أقفيتهما ويطاف بهما
قال: وسكت شاب منهم فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم سكت
ألح به في النشدة فقال: اللهم إذ أنشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم فقال
النبي عليه الصلاة والسلام: فما أول ما أرخصتم أمر الله عز وجل قال:
زنى رجل ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم ثم زنى رجل
من سراة الناس فأراد رجمه فاحال قومه دونه.
فقالوا: لا يرجم صاحبنا حتى يجيء بصاحبكم فيرجمه فاصطلحوا على هذه
العقوبة بينهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإني أحكم بما في التوراة
فأمر بهما فرجما. قال الزهري فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم
{إِنّا أَنزَلنا التَوراةَ فيها هُدىً وَنورٌ يَحكُمُ بِها النَبِيّونَ الَّذينَ أَسلَموا}
وكان النبي صلى الله عليه وسلم منهم.
قال معمر: أخبرني الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: شهدت رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين أمر برجمهما فلما رجما رأيته
يجنأ بيده عنها ليقيها الحجارة.
__________________________________
قوله عز وجل {وَأَنِ اِحكُم بَينَهُم بِما أَنزَلَ اللهُ} الآية.
قال ابن عباس:
إن جماعة من اليهود منهم كعب بن أسيد وعبد الله بن صوريا وشاس بن
قيس قال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى محمد عليه الصلاة والسلام
لعلنا نفتنه عن دينه فأتوه
فقالوا: يا محمد قد عرفت أنا أحبار اليهود وأشرافهم وأنا إن اتبعناك
اتبعنا اليهود ولن يخالفونا وإن بيننا وبين قوم خصومة ونحاكمهم
إليك فتقضي لنا عليهم ونحن نؤمن بك ونصدقك فأبى ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم. فأنزل الله تعالى الآية.
___________________________________
قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا اليَهودَ وَالنَصارى أَولِياءَ}
قال عطية العوفي:
جاء عبادة بن الصامت فقال: يا رسول الله إن لي موالي من اليهود كثير
عددهم حاضر نصرهم وإني أبوء إلى الله ورسوله من ولاية اليهود
وآوي إلى الله ورسوله
فقال عبد الله بن أبي: إني رجل أخاف الدوائر ولا أبرأ من ولاية اليهود
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا الحباب ما تجلب به من ولاية
اليهود على عبادة بن الصامت فهو لك دونه فقال: قد قبلت.
فأنزل الله تعالى فيهما:
{يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا اليَهودَ وَالنَصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ}
إلى قوله تعالى: {فَتَرى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَّرَضٌ} يعني عبد الله بن أبي
{يُسارِعونَ فيهِم} وفي ولايتهم {يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبنا دائِرةٌ} الآية.
___________________________________
قوله تعالى: آَمَنو{إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ ا}
أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال:
حدثنا الحسين بن محمد عن أبي هريرة قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال:
حدثنا محمد الأسود عن محمد بن مروان عن محمد السائب
عن أبي صالح عن ابن عباس قال:
أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه قد آمنوا فقالوا: يا رسول الله
إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث وإن قومنا لما رأونا آمنا
بالله ورسوله وصدقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا
ولا يكلمونا فشق ذلك علينا.
فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام
{إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ آَمَنوا} الآية.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع
فنظر سائلاً فقال: عل أعطاك أحد شيئاً قال:
نعم خاتم من ذهب قال: من أعطاكه قال: ذلك القائم وأومأ بيده إلى علي بن
أبي طالب رضي الله عنه فقال: على أي حال أعطاك قال: أعطاني وهو راكع
فكبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قرأ
{وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسولَهُ وَالَّذينَ آَمَنوا فَإِنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ الغالِبونَ}.
___________________________________
قوله تعالى: {وَإِذا نادَيتُم إِلى الصَلاةِ اِتَّخَذوها هُزُواً وَلَعِباً}
قال الكلبي:
كان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نادى إلى الصلاة فقام المسلمون
إليها قالت اليهود:
قوموا صلوا اركعوا على طريق الاستهزاء والضحك فأنزل
الله تعالى هذه الآية.
قال السدي:
نزلت في رجل من نصارى المدينة كان إذا سمع المؤذن يقول: أشهد أن
محمداً رسول الله قال: حرق الكاذب فدخل خادمه بنار ذات ليلة وهو نائم
وأهله نيام فطارت منها شرارة في البيت فاحترق هو وأهله.
وقال آخرون:
إن الكفار لما سمعوا الأذان حضروا رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمسلمون على ذلك وقالوا: يا محمد لقد أبدعت شيئاً لم نسمع به فيما مضى
من الأمم فإن كنت تدعي النبوة فقد خالفت فيما أحدثت من هذا الأذان الأنبياء
من قبلك ولو كان في هذا خير كان أولى الناس به الأنبياء والرسل
من قبلك فمن أين لك صياح كصياح البعير فما أقبح من صوت ولا أسمج من
كفر فأنزل الله تعالى هذه الآية وأنزل
{وَمَن أَحسَنُ قَولاً مِّمَّن دَعا إِلى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً} الآية.
____________________________________
قوله تعالى: {قُل هَل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثوبَةً عِندَ اللهِ} الآية.
قال ابن عباس:
أتى نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عمن يؤمن
به من الرسل
فقال: أومن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل إلى قوله
{وَنَحنُ لَهُ مُسلِمون}
فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا: والله ما نعلم أهل دين أقل حظاً في
الدنيا والآخرة منكم ولا ديناً شراً من دينكم فأنزل الله تعالى
{قُل هَل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِن ذَلِكَ مَثوبَةً} الآية.
__________________________________
قوله تعالى: {يا أُيُّها الرَسولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِليكَ مِن رَّبِّكَ}
قال الحسن:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما بعثني الله تعالى برسالتي ضقت بها
ذرعاً وعرفت أن من الناس من يكذبني وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يهيب قريشاً واليهود والنصارى فأنزل الله تعالى هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى: {وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ الناسِ}
قالت عائشة رضي الله عنها:
سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقلت: يا رسول الله ما شأنك قال:
ألا رجل صالح يحرسنا الليلة فقالت: بينما نحن في
ذلك سمعت صوت السلاح
فقال: من هذا قال: سعد وحذيفة جئنا نحرسك فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى سمعت غطيطه ونزلت هذه الآية فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأسه من قبة آدم وقال: انصرفوا يا أيها الناس فَقَد عَصَمَني الله.
__________________________________
قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ الناسِ عَداوَةً لِّلَّذينَ آَمَنوا اليَهودَ}
الآيات إلى قوله
{وَالَّذينَ كَفَروا وَكَذَبوا}
قال ابن عباس:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة يخاف على أصحابه من المشركين
فبعث جعفر بن أبي طالب وابن مسعود في رهط من أصحابه إلى النجاشي
وقال إنه ملك صالح لا يظلم ولا يظلم عنده أحد فاخرجوا إليه حتى يجعل
الله للمسلمين فرجاً فلما وردوا عليه أكرمهم
وقال لهم: تعرفون شيئاً مما أنزل عليكم قالوا: نعم قال: اقرءوا فقرءوا
وحوله القسيسين والرهبان فكلما قرءوا آية انحدرت دموعهم مما عرفوا
من الحق قال الله تعالى:
{ذَلِكَ بِأَنَّ مِنهُم قِسّيسينَ وَرُهباناً وَأَنَّهُم لا يَستَكبِرونَ وَإِذا سَمِعوا ما
أُنزِلَ إِلى الرَسولِ تَرى أَعيُنَهُم تَفيضُ مِنَ الدَمعِ} الآية.
____________________________________
قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تُحَرِّموا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُم}
أخبرنا أبو عثمان بن أبي عمرو المؤذن قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان
قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: أخبرنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا
أبو عاصم عن عثمان بن سعد قال: أخبرني عكرمة عن ابن عباس
أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إني إذا أكلت هذا اللحم
انتشرت إلى النساء وإني حرمت علي اللحم فنزلت
{يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تُحَرِّموا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُم}
ونزلت {وَكُلوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً} الآية.
___________________________________
قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِنَّما الخَمرُ} الآية.
أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر المطوعي قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد
الحيري قال: حدثنا أحمد بن علي الموصلي قال: حدثنا أبو خيثمة قال:
حدثنا حسن أبو موسى قال: حدثنا الزبير قال: حدثنا سماك بن حرب قال:
حدثني مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:
أتيت على نفر من المهاجرين فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمرا.
وذلك قبل أن يحرم الخمر فأتيتهم في حش والحش: البستان وإذا رأس
جزور مشوياً عندهم ودن من خمر فأكلت وشربت معهم
وذكرت الأنصار والمهاجرين
فقلت: المهاجرون خير من الأنصار فأخذ رجل لحى الرأس فجدع أنفي بذلك
فأتيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأنزل الله في شأن الخمر
{إِنَّما الخَمرُ وَالمَيسرُ} الآية. رواه مسلم عن أبي خيثمة.
أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال:
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا خالد بن الوليد
قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة
عن عمر بن الخطاب قال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت الآية
التي في البقرة {يَسأَلونَكَ عَنِ الخَمرِ وَالمَيسِرِ}.
فدعى عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا من الخمر بياناً شافياً فنزلت الآية
التي في النساء {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَقرَبوا الصَلاةَ وَأَنتُم سُكارى}
فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة ينادي
لا يقربن الصلاة سكران
فدعى عمر فقرئت عليه فقال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً
فنزلت هذه الآية {إِنَّما الخَمرُ وَالمَيسِرُ}.
فدعى عمر فقرئت عليه فلما بلغ {فَهَل أَنتُم مُّنتَهونَ}
قال عمر: انتهينا.
___________________________________
قوله تعالى {قُل هَل يَستَوي الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمونَ} الآية.
أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله قال: أخبرنا محمد بن القاسم
المؤدب قال: حدثنا إدريس بن علي الرازي قال: حدثنا يحيى بن الضريس قال:
حدثنا سفيان عن محمد بن سراقة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل حرم عليكم عبادة الأوثان
وشرب الخمر والطعن في الأنساب ألا إن الخمر لعن شاربها وعاصرها
وساقيها وبائعها وآكل ثمنها فقام إليه أعرابي
فقال: يا رسول الله إني كنت رجلاً كانت هذه تجارتي فاقتنيت من بيع الخمر
مالاً فهل ينفعني ذلك المال إن عملت فيه بطاعة الله؟.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن أنفقته في حج أو جهاد أو صدقة لم
يعدل عند الله جناح بعوضة إن الله لا يقبل إلا الطيب فأنزل الله تعالى
تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم
{قُل لّا يَستَوي الخَبيثُ وَالطَيِّبُ وَلَو أَعجَبَكَ كَثرَةُ الخَبيثِ}.
__________________________________
قوله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَسأَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم} الآية.
أخبرنا أبو سعد المنصوري قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
قال: حدثني أبي قال: حدثنا منصور بن أبي زيد أن الأزدي قال: حدثنا علي بن
عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البحتري
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية
{وَللهِ عَلى الناسِ حَجُ البَيتِ} قالوا:
يا رسول الله أفي كل عام فسكت ثم قالوا: أفي كل عام فسكت ثم قال في الرابعة:
لا ولو قلت نعم لوجبت فأنزل الله تعالى
{يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَسأَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم}.
_________________________________
يتبع
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
(7)
سورة الأنعام
قوله تعالى {وَلَو نَزَّلنا عَلَيكَ كِتاباً في قِرطاسٍ} الآية.
قال الكلبي
إن مشركي مكة قالوا: يا محمد والله لا نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند الله
ومعه أربعة من الملائكة يشهدون أنه من عند الله وأنك رسوله
فنزلت هذه الآية.
______________________________________
قوله تعالى {وَلَهُ ما سَكَنَ في اللَّيلِ وَالنَهارِ} الآية.
قال الكلبي عن ابن عباس:
إن كفار مكة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد إنا قد علمنا
أنه إنما يحملك على ما تدعو إليه الحاجة فنحن نجعل لك نصيباً في أموالنا
حتى تكون أغنانا رجلاً وترجع عما أنت عليه فنزلت هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى {قُل أَيُّ شَيءٍ أَكبَرُ شَهادةً} الآية.
قال الكلبي:
إن رؤساء مكة قالوا: يا محمد ما نرى أحداً يصدقك بما تقول من أمر الرسالة
ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أن ليس لك عندهم ذكر ولا صفة
فأرنا من يشهد لك أنك رسول كما تزعم فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_________________________________
قوله تعالى {وَمِنهُم مَن يَستَمِعُ إِلَيكَ} الآية.
قال ابن عباس في رواية أبي صالح:
إن أبا سفيان بن حرب والوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث وعتبة وشيبة
ابني ربيعة وأمية وأبياً ابني خلف استمعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا للنضر: يا أبا قتيلة ما يقول محمد
قال: والذي جعلها بيته ما أدري ما يقول إلا أني أرى يحرك شفتيه يتكلم بشيء
وما يقول إلا أساطير الأولين مثل ما كنت أحدثكم عن القرون الماضية وكان
النضر كثير الحديث عن القرون الأول وكان يحدث قريشاً فيستملحون حديثه
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
________________________________
قوله تعالى {وَهُم يَنهونَ عَنهُ وَينأَونَ عَنهُ}
أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نعيم قال:
حدثنا علي بن حمشاذ قال: حدثنا محمد بن منده الأصفهاني قال: حدثنا بكر
بن بكار قال: حدثنا حمزة بن حبيب عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد
بن جبير عن ابن عباس في قوله
{وَهُم يَنهونَ عَنهُ وَيَنأَونَ عَنهُ} قال:
نزلت في أبي طالب كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ويتباعد عما جاء به
وهذا قول عمرو بن دينار والقاسم بن مخيمر.
_________________________________
قوله تعالى {إِنَّهُ لَيُحزُنُكَ الَّذي يَقولونَ} الآية.
قال السدي:
التقى الأخنس بن شريق وأبو جهل بن هشام فقال الأخنس لأبي جهل:
يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس هنا من
يسمع كلامك غيري
فقال أبو جهل: والله إن محمداً لصادق وما كذب محمد قط ولكن إذا ذهب بنو
قصي باللواء والسقاية والحجابة والندوة والنبوة فماذا يكون لسائر
قريش فأنزل الله تعالى هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى {وَلا تَطرُدِ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ} الآية.
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا زاهر بن أحمد
قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال: حدثنا يحيى بن حكيم قال:
حدثنا أبو داود قال: حدثنا قيس بن الربيع عن المقدام بن شريح
عن أبيه عن سعد قال
نزلت هذه الآية فينا ستة في وفي ابن مسعود وصهيب وعمار والمقداد
وبلال قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنا لا نرضى أن نكون أتباعاً لهؤلاء فاطردهم فدخل قلب رسول الله صلى الله عليه
وسلم من ذلك ما شاء الله أن يدخل فأنزل الله تعالى عليه
{وَلا تَطرُدِ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ}
الآية.
رواه مسلم عن زهير بن حرب عن عبد الرحمن عن سفيان عن المقدام.
أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو بكر بن زكريا الشيباني قال:
أخبرنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا أبو صالح الحسين بن
الفرج قال: حدثنا محمد بن مقاتل المروزي قال: حدثنا حكيم بن زيد قال:
حدثنا السدي عن أبي سعيد عن أبي الكنود عن خباب بن الأرت قال:
فينا نزلت كنا ضعفاء عند النبي صلى الله عليه وسلم بالغداة والعشي
فعلمنا القرآن والخير وكان يخوفنا بالجنة والنار وما ينفعنا والموت والبعث
فجاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري فقالا:
إنا من أشراف قومنا وإنا نكره أن يرونا معهم فاطردهم إذا جالسناك قال:
نعم قالوا: لا نرضى حتى تكتب بيننا كتاباً فأتى بأديم ودواة فنزلت هذه الآيات
{وَلا تَطرُدِ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ}
إلى قوله تعالى {فَتَنّا بَعضَهُم بِبَعضٍ}.
___________________________________
قوله تعالى {وَإِذا جاءَكَ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِآَياتِنا فَقُل سَلامٌ عَلَيكُم} الآية.
قال عكرمة
نزلت في الذين نهى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن طردهم فكان
إذا رآهم النبي صلى الله عليه وسلم بدأهم بالسلام وقال:
الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام.
وقال ماهان الحنفي:
أتى قوم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا أصبنا ذنوباً عظاماً فما إخاله
رد عليهم بشيء فلما ذهبوا وتولوا نزلت هذه الآية
{وَإِذا جاءَكَ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِآَياتِنا}.
__________________________________
قوله تعالى {وَما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدرِهِ إِذ قالُوا ما أَنزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِّن شَيءٍ}
قال محمد بن كعب القرظي:
أمر الله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يسأل أهل الكتاب عن أمره وكيف
يجدونه في كتبهم فحملهم حسد محمد أن كفروا بكتاب الله ورسوله وقالوا:
ما أنزل الله على بشر من شيء فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_________________________________
قوله تعالى {وَمَن قالَ سأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللهُ}
نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان قد تكلم بالإسلام فدعاه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذات يوم يكتب له شيئاً فلما نزلت الآية التي في المؤمنين
{وَلَقَد خَلَقنا الإِنسانَ مِن سُلالَةٍ}
أملاها عليه فلما انتهى إلى قوله {ثُمَّ أَنشأَناهُ خَلقاً آَخَرَ}
عجب عبد الله في تفصيل خلق الإنسان
فقال: تبارك الله أحسن الخالقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هكذا أنزلت علي فشك عبد الله حينئذ وقال: لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي
إلي كما أوحي إليه ولئن كان كاذباً لقد قلت كما قال وذلك قوله
{وَمَن قالَ سأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللهُ} وارتد عن الإسلام
وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي.
__________________________________
قوله تعالى {وَلا تَسُبّوا الَّذينَ يَدعُونَ مِن دونِ اللهِ فَيَسُبّوا اللهَ عَدواً بِغَيرِ عِلمٍ}
قال قتادة:
كان المسلمون يسبون أوثان الكفار فيردون ذلك عليهم فنهاهم الله تعالى
أن يستسبوا لربهم قوماً جهلة لا علم لهم بالله.
وقال السدي:
لما حضرت أبا طالب الوفاة قالت قريش: انطلقوا فلندخل على هذا الرجل
فلنأمرنه أن ينهى عنا ابن أخيه فإنا نستحي أن نقتله بعد موته فتقول العرب:
كان يمنعه فلما مات قتلوه
فانطلق أبو سفيان وأبو جهل والنضر بن الحرث وأمية وأبي ابنا خلف
وعقبة بن أبي معيط وعمرو بن العاص والأسود بن البختري إلى أبي طالب
فقالوا: أنت كبيرنا وسيدنا وإن محمداً قد آذانا وآذى آلهتنا فنحب أن
تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا ولندعه وإلهه.
فدعاه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أبو طالب:
هؤلاء قومك وبنو عمك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يريدون
فقالوا: نريد أن تدعنا وآلهتنا وندعك وإلهك فقال أبو طالب:
قد أنصفك قومك فاقبل منهم
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام.
أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم معطي كلمة إن تكلمتم بها ملكتم العرب
ودانت لكم بها العجم قال أبو جهل: نعم وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها فما
هي قال: قولوا: لا إله إلا الله فأبوا واشمأزوا
فقال أبو طالب: قل غيرها يا ابن أخي فإن قومك قد فزعوا منها فقال:
يا عم ما أنا بالذي أقول غيرها ولو أتوني بالشمس فوضعوها في يدي ما قلت
غيرها فقالوا: لتكفن عن شتمك آلهتنا أونشم إلهك. فنزلت الآيه.
__________________________________
قوله تعالى {وَأَقسَموا بِاللهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن جاءَتهُم آَيَةٌ لَّيؤمِنُنَّ بِها}
الآيات إلى قوله تعالى
{وَلَكِنَّ أَكثَرُهُم يَجهَلونَ}.
أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل قال: حدثنا محمد بن يعقوب الأموي قال:
حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس بن بكير عن أبي معشر
عن محمد بن كعب قال:
كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش فقالوا: يا محمد تخبرنا أن
موسى عليه السلام كانت معه عصا ضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة
عيناً وأن عيسى عليه السلام كان يحيي الموتى وأن ثمود كانت لهم
ناقة فأتنا ببعض تلك الآيات حتى نصدقك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي شيء تحبون أن آتيكم به فقالوا:
تجعل لنا الصفا ذهباً قال: فإن فعلت تصدقوني قالوا: نعم والله
لئن فعلت لنتبعنك أجمعين
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فجاءه جبريل عليه السلام وقال:
إن شئت أصبح الصفا ذهباً ولكني لم أرسل آية فلم يصدق بها إلا أنزلت العذاب
وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اتركهم حتى يتوب تائبهم فأنزل الله تعالى
{وَأَقسَموا بِاللهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن جاءَتهُم آَيَةٌ لَّيُؤمِنُنَّ بِها}.
إلى قوله {ما كانوا لِيُؤمِنوا إِلّا أَن يَشاءَ اللهُ}.
_________________________________
قوله تعالى {أَوَمَن كانَ مَيِتاً فَأَحيَيناهُ} الآية.
قال ابن عباس:
يريد حمزة بن عبد المطلب وأبا جهل وذلك أن أبا جهل رمى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بفرث وحمزة لم يؤمن بعد فأخبر حمزة بما فعل
أبو جهل وهو راجع من قنصه وبيده قوس فأقبل غضبان حتى علا
أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول: يا أبا يعلى أما ترى ما جاء به
سفه عقولنا وسب آلهتنا وخالف آباءنا
[center]قال حمزة: ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد
أن لا إله إلا الله لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
__________________________________
يتبع
(7)
سورة الأنعام
قوله تعالى {وَلَو نَزَّلنا عَلَيكَ كِتاباً في قِرطاسٍ} الآية.
قال الكلبي
إن مشركي مكة قالوا: يا محمد والله لا نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند الله
ومعه أربعة من الملائكة يشهدون أنه من عند الله وأنك رسوله
فنزلت هذه الآية.
______________________________________
قوله تعالى {وَلَهُ ما سَكَنَ في اللَّيلِ وَالنَهارِ} الآية.
قال الكلبي عن ابن عباس:
إن كفار مكة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد إنا قد علمنا
أنه إنما يحملك على ما تدعو إليه الحاجة فنحن نجعل لك نصيباً في أموالنا
حتى تكون أغنانا رجلاً وترجع عما أنت عليه فنزلت هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى {قُل أَيُّ شَيءٍ أَكبَرُ شَهادةً} الآية.
قال الكلبي:
إن رؤساء مكة قالوا: يا محمد ما نرى أحداً يصدقك بما تقول من أمر الرسالة
ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أن ليس لك عندهم ذكر ولا صفة
فأرنا من يشهد لك أنك رسول كما تزعم فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_________________________________
قوله تعالى {وَمِنهُم مَن يَستَمِعُ إِلَيكَ} الآية.
قال ابن عباس في رواية أبي صالح:
إن أبا سفيان بن حرب والوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث وعتبة وشيبة
ابني ربيعة وأمية وأبياً ابني خلف استمعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا للنضر: يا أبا قتيلة ما يقول محمد
قال: والذي جعلها بيته ما أدري ما يقول إلا أني أرى يحرك شفتيه يتكلم بشيء
وما يقول إلا أساطير الأولين مثل ما كنت أحدثكم عن القرون الماضية وكان
النضر كثير الحديث عن القرون الأول وكان يحدث قريشاً فيستملحون حديثه
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
________________________________
قوله تعالى {وَهُم يَنهونَ عَنهُ وَينأَونَ عَنهُ}
أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نعيم قال:
حدثنا علي بن حمشاذ قال: حدثنا محمد بن منده الأصفهاني قال: حدثنا بكر
بن بكار قال: حدثنا حمزة بن حبيب عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد
بن جبير عن ابن عباس في قوله
{وَهُم يَنهونَ عَنهُ وَيَنأَونَ عَنهُ} قال:
نزلت في أبي طالب كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ويتباعد عما جاء به
وهذا قول عمرو بن دينار والقاسم بن مخيمر.
_________________________________
قوله تعالى {إِنَّهُ لَيُحزُنُكَ الَّذي يَقولونَ} الآية.
قال السدي:
التقى الأخنس بن شريق وأبو جهل بن هشام فقال الأخنس لأبي جهل:
يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس هنا من
يسمع كلامك غيري
فقال أبو جهل: والله إن محمداً لصادق وما كذب محمد قط ولكن إذا ذهب بنو
قصي باللواء والسقاية والحجابة والندوة والنبوة فماذا يكون لسائر
قريش فأنزل الله تعالى هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى {وَلا تَطرُدِ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ} الآية.
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا زاهر بن أحمد
قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال: حدثنا يحيى بن حكيم قال:
حدثنا أبو داود قال: حدثنا قيس بن الربيع عن المقدام بن شريح
عن أبيه عن سعد قال
نزلت هذه الآية فينا ستة في وفي ابن مسعود وصهيب وعمار والمقداد
وبلال قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنا لا نرضى أن نكون أتباعاً لهؤلاء فاطردهم فدخل قلب رسول الله صلى الله عليه
وسلم من ذلك ما شاء الله أن يدخل فأنزل الله تعالى عليه
{وَلا تَطرُدِ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ}
الآية.
رواه مسلم عن زهير بن حرب عن عبد الرحمن عن سفيان عن المقدام.
أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو بكر بن زكريا الشيباني قال:
أخبرنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا أبو صالح الحسين بن
الفرج قال: حدثنا محمد بن مقاتل المروزي قال: حدثنا حكيم بن زيد قال:
حدثنا السدي عن أبي سعيد عن أبي الكنود عن خباب بن الأرت قال:
فينا نزلت كنا ضعفاء عند النبي صلى الله عليه وسلم بالغداة والعشي
فعلمنا القرآن والخير وكان يخوفنا بالجنة والنار وما ينفعنا والموت والبعث
فجاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري فقالا:
إنا من أشراف قومنا وإنا نكره أن يرونا معهم فاطردهم إذا جالسناك قال:
نعم قالوا: لا نرضى حتى تكتب بيننا كتاباً فأتى بأديم ودواة فنزلت هذه الآيات
{وَلا تَطرُدِ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ}
إلى قوله تعالى {فَتَنّا بَعضَهُم بِبَعضٍ}.
___________________________________
قوله تعالى {وَإِذا جاءَكَ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِآَياتِنا فَقُل سَلامٌ عَلَيكُم} الآية.
قال عكرمة
نزلت في الذين نهى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن طردهم فكان
إذا رآهم النبي صلى الله عليه وسلم بدأهم بالسلام وقال:
الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام.
وقال ماهان الحنفي:
أتى قوم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا أصبنا ذنوباً عظاماً فما إخاله
رد عليهم بشيء فلما ذهبوا وتولوا نزلت هذه الآية
{وَإِذا جاءَكَ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِآَياتِنا}.
__________________________________
قوله تعالى {وَما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدرِهِ إِذ قالُوا ما أَنزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِّن شَيءٍ}
قال محمد بن كعب القرظي:
أمر الله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يسأل أهل الكتاب عن أمره وكيف
يجدونه في كتبهم فحملهم حسد محمد أن كفروا بكتاب الله ورسوله وقالوا:
ما أنزل الله على بشر من شيء فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_________________________________
قوله تعالى {وَمَن قالَ سأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللهُ}
نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان قد تكلم بالإسلام فدعاه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذات يوم يكتب له شيئاً فلما نزلت الآية التي في المؤمنين
{وَلَقَد خَلَقنا الإِنسانَ مِن سُلالَةٍ}
أملاها عليه فلما انتهى إلى قوله {ثُمَّ أَنشأَناهُ خَلقاً آَخَرَ}
عجب عبد الله في تفصيل خلق الإنسان
فقال: تبارك الله أحسن الخالقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هكذا أنزلت علي فشك عبد الله حينئذ وقال: لئن كان محمد صادقاً لقد أوحي
إلي كما أوحي إليه ولئن كان كاذباً لقد قلت كما قال وذلك قوله
{وَمَن قالَ سأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللهُ} وارتد عن الإسلام
وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي.
__________________________________
قوله تعالى {وَلا تَسُبّوا الَّذينَ يَدعُونَ مِن دونِ اللهِ فَيَسُبّوا اللهَ عَدواً بِغَيرِ عِلمٍ}
قال قتادة:
كان المسلمون يسبون أوثان الكفار فيردون ذلك عليهم فنهاهم الله تعالى
أن يستسبوا لربهم قوماً جهلة لا علم لهم بالله.
وقال السدي:
لما حضرت أبا طالب الوفاة قالت قريش: انطلقوا فلندخل على هذا الرجل
فلنأمرنه أن ينهى عنا ابن أخيه فإنا نستحي أن نقتله بعد موته فتقول العرب:
كان يمنعه فلما مات قتلوه
فانطلق أبو سفيان وأبو جهل والنضر بن الحرث وأمية وأبي ابنا خلف
وعقبة بن أبي معيط وعمرو بن العاص والأسود بن البختري إلى أبي طالب
فقالوا: أنت كبيرنا وسيدنا وإن محمداً قد آذانا وآذى آلهتنا فنحب أن
تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا ولندعه وإلهه.
فدعاه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أبو طالب:
هؤلاء قومك وبنو عمك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يريدون
فقالوا: نريد أن تدعنا وآلهتنا وندعك وإلهك فقال أبو طالب:
قد أنصفك قومك فاقبل منهم
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام.
أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم معطي كلمة إن تكلمتم بها ملكتم العرب
ودانت لكم بها العجم قال أبو جهل: نعم وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها فما
هي قال: قولوا: لا إله إلا الله فأبوا واشمأزوا
فقال أبو طالب: قل غيرها يا ابن أخي فإن قومك قد فزعوا منها فقال:
يا عم ما أنا بالذي أقول غيرها ولو أتوني بالشمس فوضعوها في يدي ما قلت
غيرها فقالوا: لتكفن عن شتمك آلهتنا أونشم إلهك. فنزلت الآيه.
__________________________________
قوله تعالى {وَأَقسَموا بِاللهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن جاءَتهُم آَيَةٌ لَّيؤمِنُنَّ بِها}
الآيات إلى قوله تعالى
{وَلَكِنَّ أَكثَرُهُم يَجهَلونَ}.
أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل قال: حدثنا محمد بن يعقوب الأموي قال:
حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس بن بكير عن أبي معشر
عن محمد بن كعب قال:
كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش فقالوا: يا محمد تخبرنا أن
موسى عليه السلام كانت معه عصا ضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة
عيناً وأن عيسى عليه السلام كان يحيي الموتى وأن ثمود كانت لهم
ناقة فأتنا ببعض تلك الآيات حتى نصدقك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي شيء تحبون أن آتيكم به فقالوا:
تجعل لنا الصفا ذهباً قال: فإن فعلت تصدقوني قالوا: نعم والله
لئن فعلت لنتبعنك أجمعين
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فجاءه جبريل عليه السلام وقال:
إن شئت أصبح الصفا ذهباً ولكني لم أرسل آية فلم يصدق بها إلا أنزلت العذاب
وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اتركهم حتى يتوب تائبهم فأنزل الله تعالى
{وَأَقسَموا بِاللهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن جاءَتهُم آَيَةٌ لَّيُؤمِنُنَّ بِها}.
إلى قوله {ما كانوا لِيُؤمِنوا إِلّا أَن يَشاءَ اللهُ}.
_________________________________
قوله تعالى {أَوَمَن كانَ مَيِتاً فَأَحيَيناهُ} الآية.
قال ابن عباس:
يريد حمزة بن عبد المطلب وأبا جهل وذلك أن أبا جهل رمى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بفرث وحمزة لم يؤمن بعد فأخبر حمزة بما فعل
أبو جهل وهو راجع من قنصه وبيده قوس فأقبل غضبان حتى علا
أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول: يا أبا يعلى أما ترى ما جاء به
سفه عقولنا وسب آلهتنا وخالف آباءنا
[center]قال حمزة: ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد
أن لا إله إلا الله لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
__________________________________
يتبع
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سورة الأنفال
قوله تعالى {يَسئَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ للهِ وَالرَسولِ} الآية.
أخبرنا أبو سعد النضروي قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال:
حدثنا عبد الله
بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا أبو إسحاق
الشيباني عن محمد بن عبد الله الثقفي عن سعد بن أبي وقاص قال:
لما كان يوم بدر قتل أخي عمير وقتل سعيد بن العاص وأخذت سيفه
وكان يسمى ذا الكثيفة
فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم قال: اذهب فاطرحه في القبض
قال: فرجعت وبي مالا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي
فما جاوزت إلا قريباً حتى نزلت سورة الأنفال
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذهب فخذ سيفك.
__________________________________
قوله تعالى {وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى}
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد البياع
قال: أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال: حدثني جدي قال:
حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن
عقبة عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال:
أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريده فاعترض له
رجال من المؤمنين فأمرهم رسول الله عليه الصلاة والسلام فخلوا سبيله
فاستقبله مصعب بن عمير أحد بني عبد الدار ورأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ترقوة أبي من فرجة بين سابغة البيضة والدرع فطعنه بحربته فسقط
أبي عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم وكسر ضلعاً من أضلاعه
فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا له:
ما أعجزك إنما هو خدش
فقال: والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين
فمات أبي إلى النار فسحقاً لأصحاب السعير قبل أن يقدم مكة فأنزل
الله تعالى ذلك {وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى}.
وروى صفوان بن عمرو عن عبد العزيز بن جبير
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر دعا بقوس فأتى بقوس طويلة
فقال: جيئوني بقوس غيرها فجاءوه بقوس كبداء فرمى رسول الله صلى الله عليه
وسلم الحصن فأقبل السهم يهوي حتى قتل كنانة بن أبي الحقيق وهو على فراشه فأنزل الله تعالى
{وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنّ اللهَ رَمى}.
وأكثر أهل التفسير
أن الآية نزلت في رمي النبي عليه الصلاة والسلام القبضة من حصباء
الوادي يوم بدر حين
قال للمشركين: شاهت الوجوه ورماهم بتلك القبضة فلم يبق
عين مشرك إلا دخلها منه شيء.
_________________________________
قوله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لّا تَخونوا اللهَ وَالرَسولَ} الآية.
نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري وذلك أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم حاصر يهود قريظة - إحدى وعشرين ليلة
فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح على ما صالح عليه إخوانهم
من بني النضير على أن يسيروا إلى إخوانهم بأذرعات وأريحا من أرض الشام
فأبى أن يعطيهم ذلك إلى أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فأبوا
وقالوا: أرسل إلينا أبا لبابة وكان مناصحاً لهم لأن عياله
وماله وولده كانت عندهم
فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم
فقالوا: يا أبا لبابة ما ترى أننزل على حكم سعد بن معاذ فأشار أبو لبابة
بيده إلى حلقه أنه الذبح فلا تفعلوا
قال أبو لبابة: والله ما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت
الله ورسوله فنزلت فيه هذه الآية..
فلما نزلت شد نفسه على سارية من سواري المسجد وقال:
والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله علي
فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاماً حتى خر مغشياً عليه
ثم تاب الله عليه
فقيل له: يا أبا لبابة قد تيب عليك
فقال: لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله
عليه وسلم هو الذي يحلني فجاءه فحله بيده
ثم قال أبو لبابة: إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت
فيها الذنب وأن أنخلع من مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يجزيك الثلث أن تتصدق به.
________________________________
قوله تعالى {وَإِذ قالُوا اَللَّهُمَّ إِن كانَ هَذا هُوَ الحَقَّ} الآية.
أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال:
حدثنا محمد بن يعقوب الشيباني قال: حدثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب
قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن عبد الحميد
صاحب الزيادي سمع أنس بن مالك يقول:
قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من
السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزل {وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم} الآية.
ورواه البخاري .
___________________________________
قوله تعالى {وَما كانَ صَلاتُهُم عِندَ البَيتِ}
أخبرنا أبو إسماعيل بن أبي عمرو النيسابوري قال: أخبرنا حمزة بن شبيب
المعمري قال: أخبرنا عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه قال: حدثنا أبو المنبئ معاذ
بن المنبئ قال: حدثنا عمرو قال: وحدثنا أبي قال: حدثنا قرة عن عطية
عن ابن عمرو قال:
كانوا يطوفون بالبيت ويصفقون ووصف الصفق بيده ويصفقون ووصف
صفيرهم ويضعون خدودهم بالأرض
فنزلت هذه الآية.
____________________________________
قوله تعالى {إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللهِ} الآية.
قال سعيد بن جبير وابن بزى:
نزلت في أبي سفيان بن حرب استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش يقاتل بهم
النبي صلى الله عليه وسلم سوى من استجاب له من العرب
وفيهم يقول كعب بن مالك:
فَجِئنا إِلى مَوجٍ مِـنَ البَحرِ وَسطَهُ *** أَحابيشُ مِنهُم حاسِرٌ وَمُقَنَعُ
_________________________________
قوله تعالى: {يا أَيُّها النَبِيُّ حَسبُكَ اللهُ وَمَن اِتَبَعكَ مِنَ المُؤمِنينَ}
أخبرنا أبو بكر بن الحرث قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا أحمد
بن عمرو بن عبد الخالق قال: حدثنا صفوان بن المغلس قال: حدثنا إسحاق
بن بشر قال: حدثنا خلف بن خليفة عن ابن هشام الزماني عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال:
أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون رجلاً ثم إن عمر أسلم فصاروا أربعين
فنزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى
{يا أَيُّها النَبِيُّ حَسبُكَ اللهُ وَمَن اِتَبَعَكَ مِنَ المُؤمِنينَ}.
_________________________________
قوله تعالى: {ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ} الآية.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري قال: أخبرنا حاجب بن أحمد قال:
حدثنا محمد بن حماد قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو
بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال:
لما كان يوم بدر وجيء بالأسرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تقولون في هؤلاء الأسرى
فقال أبو بكر: يا رسول الله قومك وأصلك استبقهم واستأن
بهم لعل الله عز وجل يتوب عليهم
وقال عمر كذبوك وأخرجوك فقدمهم فاضرب أعناقهم
وقال عبد الله بن رواحة: انظر وادياً كثير الحطب فأدخلهم فيه
ثم أضرم عليهم ناراً.
فقال العباس: قطعت رحمك فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يجبهم ثم دخل
فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر وقال ناس: يأخذ بقول عمر
وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله
ثم خرج عليهم فقال: إن الله عز وجل ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين
من اللبن وإن الله عز وجل ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون
أشد من الحجارة
وأن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال
{مَن تَبِعَني فَإِنَّهُ مِني وَمَن عَصاني فَإِنَّكَ غَفورٌ رَحيمٌ}
وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال
{إِن تُعَذِّبهُم فَإِنَّهُم عِبادُكُ وَإِن تَغفِر لَهُم فَإِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ}
وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال
{رَبَّنا اِطمِس عَلى أَموالِهِم وَاِشدُد عَلى قُلُوبِهِم}
ومثلك يا عمر كمثل نوح قال
{رَّبِّ لا تَذَر عَلى الأَرضِ مِنَ الكافِرينَ دَيّاراً}
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم اليوم عالة أنتم
اليوم عالة فلا ينقلبن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق
قال: فأنزل الله عز وجل
(ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ)
إلى آخر الآيات الثلاث.
___________________________________
قوله تعالى {يا أَيُّها النَبِيُّ قُل لِّمَن في أَيدِيَكُم مِّنَ الأَسرى} الآية.
قال الكلبي:
نزلت في العباس بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحرث
وكان العباس أسر يوم بدر ومعه عشرون أوقية من الذهب كان خرج بها
معه إلى بدر ليطعم بها الناس
وكان أحد العشرة الذين ضمنوا إطعام أهل بدر ولم يكن بلغته النوبة حتى
أسر فأخذت معه وأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه
قال: فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لي العشرين الأوقية
الذهب التي أخذها مني من فدائي.
فأبى علي وقال: إما شيء خرجت تستعين به علينا فلا
وكفلني فداء ابن أخي عقيل بن أبي طالب عشرين أوقية من فضة
فقلت له:
تركتني والله أسال قريشاً بكفي والناس ما بقيت
قال: فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل مخرجك إلى بدر وقلت لها:
إن حدث بي حدث في وجهي هذا فهو لك ولعبد الله والفضل وقثم
قال: قلت وما يدريك قال: أخبرني الله بذلك
قال: أشهد أنك لصادق وإني قد دفعت إليها ذهباً ولم يطلع عليها أحد إلا الله
فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
قال العباس: فأعطاني الله خيراً مما أخذ مني كما قال:
عشرين عبداً كلهم يضرب بمال كبير مكان العشرين أوقية
وأنا أرجو المغفرة من ربي.
________________________________
سورة التوبة
قوله تعالى {ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا مَساجِدَ اللهِ}
قال المفسرون
لما أسر العباس يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيروه بكفره وقطيعة
الرحم وأغلظ علي له القول
فقال العباس: ما لكم تذكرون مساوينا ولا تذكرون محاسننا
فقال له
علي: ألكم محاسن
قال: نعم إنا لنعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ونفك العاني
فأنزل الله عز وجل رداً على العباس
{ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا}.
_________________________________
قوله تعالى: {أَجَعَلتُم سِقايَةِ الحاجِّ}.
قال العباس بن عبد المطلب حين أسر يوم بدر:
لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد لقد كنا نعمر المسجد الحرام
ونسقي الحاج ونفك العاني
فأنزل الله تعالى {أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ}.
وقال الحسن والشعبي والقرظي:
نزلت الآية في علي والعباس وطلحة بن شيبة وذلك أنهم افتخروا فقال طلحة:
أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه وإلي ثياب بيته وقال العباس:
أنا صاحب السقاية والقائم عليها
وقال علي ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس
وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال ابن سيرين ومرة الهمذاني:
قال علي للعباس: ألا تهاجر ألا تلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
ألست في أفضل من الهجرة ألست أسقي حاج بيت الله وأعمر المسجد
الحرام فنزلت هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى: {وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّة وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللهِ}.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن إبراهيم النجار قال: حدثنا سليمان بن أيوب الطبراني
قال: حدثنا محمد بن داود بن صدقة قال: حدثنا عبد الله بن معافى قال:
حدثنا شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة
عن سالم بن أبي جعدة عن ثوبان قال:
لما نزلت {وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّةَ}
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تباً للذهب والفضة
قالوا: يا رسول الله فأي المال نكنز
قال: قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة صالحة.
__________________________________
قوله تعالى: {اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً}
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال:
حدثنا إبراهيم بن علي قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا سفيان بن عيينة
عن ابن جدعان عن أنس قال:
قرأ أبو طلحة {اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً} فقال: ما أسمع الله عذر
أحداً فخرج مجاهداً إلى الشام حتى مات.
وقال السدي:
جاء المقداد بن الأسود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عظيماً ثميناً فشكا إليه وسأله أن يأذن له
فنزلت فيه {اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً}
فلما نزلت هذه الآية اشتد شأنها على الناس فنسخها الله
تعالى وأنزل {لَّيسَ عَلى الضُعفاءِ وَلا عَلى المَرضى}.
________________________________
قوله تعالى: {وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّة وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللهِ}.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن إبراهيم النجار قال: حدثنا سليمان بن أيوب الطبراني
قال: حدثنا محمد بن داود بن صدقة قال: حدثنا عبد الله بن معافى قال:
حدثنا شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة
عن سالم بن أبي جعدة عن ثوبان قال:
لما نزلت {وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّةَ}
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تباً للذهب والفضة
قالوا: يا رسول الله فأي المال نكنز
قال: قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة صالحة.
__________________________________
قوله تعالى: {اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً}
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال:
حدثنا إبراهيم بن علي قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا سفيان بن عيينة
عن ابن جدعان عن أنس قال:
قرأ أبو طلحة {اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً} فقال: ما أسمع الله عذر
أحداً فخرج مجاهداً إلى الشام حتى مات.
وقال السدي:
جاء المقداد بن الأسود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عظيماً
ثميناً فشكا إليه وسأله أن يأذن له فنزلت فيه
{اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً}
فلما نزلت هذه الآية اشتد شأنها على الناس فنسخها الله
تعالى وأنزل {لَّيسَ عَلى الضُعفاءِ وَلا عَلى المَرضى}.
_________________________________
قوله تعالى {لَو خَرَجوا فيكُم مّا زادُوكُم إِلا خَبالاً}
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج عسكره على ثنية
الوداع وضرب عبد الله بن أبي عسكره على ذي حده أسفل من ثنية الوداع
ولم يكن بأقل العسكرين
فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم تخلف عنه عبد الله بن أبي
بمن تخلف من المنافقين وأهل الريب
فأنزل الله تعالى يعزي نبيه
{لَو خَرَجوا فيكُم مّا زادُوكُم إِلّا خَبالاً}.
__________________________________
قوله تعالى {وَمِنهُم مَّن يَقُولُ اِئذَن لّي}.
نزلت في جد بن قيس المنافق وذلك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تجهز لغزوة تبوك قال له: يا أبا وهب
هل لك في جلاد بني الأصفر تتخذ منهم سراري ووصفاء
فقال: يا رسول الله لقد عرف قومي أني رجل مغرم بالنساء وأني خشيت
إن رأيت بنات الأصفر أن لا أصبر عنهن فلا تفتني بهن وائذن لي في
القعود عنك وأعينك بمالي
فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
قد أذنت لك
فأنزل الله هذه الآية.
___________________________________
قوله تعالى {وَلَئِن سأَلتَهُم لَيَقولُنَّ إِنَّما كُنّا نَخوضُ وَنَلعَبُ}
قال قتادة:
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وبين يديه ناس من
المنافقين إذ قالوا: يرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام
وحصونها هيهات له ذلك
فأطلع الله نبيه على ذلك فقال نبي الله:
اجلسوا على الركب فأتاهم فقال: قلتم كذا وكذا
فقالوا: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى {يَحلِفونَ بِاللهِ ما قالُوا}.
قال الضحاك:
خرج المنافقون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك وكانوا إذا
خلا بعضهم ببعض سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه وطعنوا في الدين
فنقل ما قالوا حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا أهل النفاق ما هذا الذي بلغني عنكم فحلفوا ما قالوا شيئاً من ذلك
فأنزل الله تعالى هذه الآية كذاباً لهم.
_________________________________
قوله تعالى {وَمِنهُم مَّن عاهَدَ اللهَ}.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفضل حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن
مطر قال: حدثنا أبو عمران موسى بن سهل الحوني قال: حدثنا هشام بن عمار
قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: حدثنا معاذ بن رفاعة السلمي عن أبي عبد الملك
علي بن يزيد أنه أخبره عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي
أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه
ثم قال مرة أخرى: أما ترضى أن تكون مثل نبي الله فوالذي نفسي بيده
لو شئت أن تسيل معي الجبال فضة وذهباً لسالت
فقال: والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله أن يرزقني مالاً
كل ذي حق حقه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم ارزق ثعلبة مالاً
فاتخذ غنماً فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها فنزل
وادياً من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر
في جماعة ويترك ما سواهما
ثم نميت وكثرت حتى ترك الصلاة إلى الجمعة
وهي تنمو كما ينمو الدود حتى ترك الجمعة
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل ثعلبة فقالوا:
اتخذ غنماً وضاقت عليه المدينة وأخبروه بخبره
فقال: يا ويح ثعلبة ثلاثاً
وأنزل الله عز وجل
{خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةٌ تُطَهِرَهُم وَتُزكيهِم بِها}.
___________________________________
قوله تعالى {وَلا تُصَلِّ عَلى أَحدٍ مِّنهُم مّاتَ أَبَداً}.
حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الواعظ إملاء أخبرنا يوسف بن
عاصم الرازي حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا يحيى بن سعيد القطان
حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال:
لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله صلوات الله عليه وقال:
أعطني قميصك حتى أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له فأعطاه قميصه ثم
قال: آذني حتى أصلي عليه فآذنه
فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر بن الخطاب وقال:
أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين
فقال: أنا بين خيرتين أستغفر لهم أو لا أستغفر
ثم نزلت عليه هذه الآية
{وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِّنهُم مّات أَبَداً وَلا تُقِم عَلى قَبرِهِ}
فترك الصلاة عليهم
رواه البخاري عن مسدد ورواه مسلم عن أبي قدامة عبيد الله بن أبي سعيد كلاهما عن يحيى بن سعيد.
__________________________________
قوله تعالى {وَلا عَلى الَّذينَ إِذا ما أَتَوكَ لِتَحمِلَهُم}
نزلت في البكائين وكانوا سبعة معقل بن يسار وصخر بن خنيس وعبد الله
بن كعب الأنصاري وسالم بن عمير وثعلبة بن غنمة وعبد الله بن مغفل
أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نبي الله إن الله عز وجل قد
ندبنا للخروج معك فاحملنا على الخفاف المرفوعة والنعال المخصوفة
نغزو معك فقال: لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وهم يبكون.
__________________________________
قوله تعالى {وَآَخَرونَ اِعتَرَفوا بِذُنوبِهِم}
قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي:
نزلت في قوم كانوا قد تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في
غزوة تبوك ثم ندموا على ذلك
وقالوا: نكون في الكن والظلال مع النساء ورسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه في الجهاد والله لنوثقن أنفسنا بالسواري فلا نطلقها حتى يكون
الرسول هو يطلقها ويعذرنا وأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد
فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بهم فرآهم
فقال: من هؤلاء
قالوا: هؤلاء تخلفوا عنك فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم
حتى تكون أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى أؤمر بإطلاقهم
رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين
فأنزل الله تعالى هذه الآية
فلما نزلت أرسل إليهم النبي صلوات الله عليه وأطلقهم وعذرهم
فلما أطلقهم قالوا:
يا رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق بها عنا
وطهرنا واستغفر لنا
فقال: ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً
فأنزل الله عز وجل {خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم}.
وقال ابن عباس: كانوا عشرة رهط.
_________________________________
قوله تعالى {وَالَّذينَ اِتَّخَذوا مَسجِداً ضِراراً وَكُفراً}
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى حدثنا العباس بن إسماعيل بن
عبد الله بن ميكال أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي أخبرنا إسماعيل
بن زكريا حدثنا داود بن الزبرقان عن صخر بن جويرية عن عائشة
بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها قال:
إن المنافقين عرضوا بمسجد يبنونه يضاهون به مسجد قباء وهو قريب منه
لأبي عامر الراهب يرصدونه إذا قدم ليكون إمامهم فيه فلما فرغوا من بنائه
أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا: إنا بنينا مسجداً فصل فيه حتى نتخذه مصلى
فأخذ ثوبه ليقوم معهم فنزلت هذه الآية {لا تَقُم فيهِ أَبَداً}.
__________________________________
قوله تعالى {إِنَّ اللهَ اِشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم}.
قال محمد بن كعب القرظي:
لما بايعت الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة بمكة وهم سبعون
نفساً قال عبد الله بن رواحة:
يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت
فقال: أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأشترط
لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم
قالوا: فإذا فعلنا ذلك فماذا لنا
قال: الجنة قالوا ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل
فنزلت هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى {ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ}
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري أخبرنا الحسن بن علي بن مؤمل
أخبرنا عمرو بن عبد الله البصري أخبرنا موسى بن عبيدة قال: أخبرنا محمد بن
كعب القرظي حدثنا محمد بن عبد الوهاب أخبرنا جعفر بن عون قال: بلغني أنه
لما اشتكى أبو طالب شكواه التي قبض فيها
قالت له قريش: يا أبا طالب أرسل إلى ابن أخيك فيرسل إليك
من هذه الجنة التي ذكرها تكون لك شفاء فخرج الرسول
حتى وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر جالساً معه
فقال: يا محمد إن عمك يقول إني كبير ضعيف سقيم فأرسل إلي من جنتك
هذه التي تذكر من طعامها وشرابها شيئاً يكون لي فيه شفاء فقال أبو بكر
إن الله حرمها على الكافرين
فرجع إليهم الرسول فقال: بلغت محمداً الذي أرسلتموني
به فلم يحر إلى شيئاً.
وقال أبو بكر: إن الله حرمها على الكافرين فحملوا أنفسهم عليه حتى أرسل
رسولاً من عنده فوجد الرسول في مجلسه فقال له مثل ذلك
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله حرم على الكافرين طعامها
وشرابها ثم قام في إثر الرسول حتى دخل معه بيت
أبي طالب فوجده مملوءاً رجالاً
فقال: خلوا بيني وبين عمي فقالوا: ما نحن بفاعلين ما أنت أحق به منا
إن كانت لك قرابة فلنا قرابة مثل قرابتك
فجلس إليه فقال: يا عم جزيت عني خيراً يا عم أعني على نفسك بكلمة
واحدة أشفع لك بها عند الله يوم القيامة
قال: وما هي يا ابن أخي قال:
قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له
فقال: إنك لي ناصح والله لولا أن تعير بها
فيقال: جزع عمك من الموت لأقررت بها عينك
قال: فصاح القوم: يا أبا طالب أنت رأس الحنيفية ملة الأشياخ
فقال: لا تحدث نساء قريش أن عمك جزع عند الموت
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا أزال أستغفر لك ربي حتى يردني فاستغفر له بعد ما مات
فقال المسلمون ما يمنعنا أن نستغفر لآبائنا ولذوي قراباتنا
قد استغفر إبراهيم لأبيه وهذا محمد صلى الله عليه وسلم
يستغفر لعمه
فاستغفروا للمشركين حتى نزل
{ما كانَ لِلنَّبيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ وَلَو كانوا أُولِى قُربى}.
-------------------------------------------
يتبع
سورة الأنفال
قوله تعالى {يَسئَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ للهِ وَالرَسولِ} الآية.
أخبرنا أبو سعد النضروي قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال:
حدثنا عبد الله
بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا أبو إسحاق
الشيباني عن محمد بن عبد الله الثقفي عن سعد بن أبي وقاص قال:
لما كان يوم بدر قتل أخي عمير وقتل سعيد بن العاص وأخذت سيفه
وكان يسمى ذا الكثيفة
فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم قال: اذهب فاطرحه في القبض
قال: فرجعت وبي مالا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي
فما جاوزت إلا قريباً حتى نزلت سورة الأنفال
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذهب فخذ سيفك.
__________________________________
قوله تعالى {وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى}
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد البياع
قال: أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال: حدثني جدي قال:
حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن
عقبة عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال:
أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريده فاعترض له
رجال من المؤمنين فأمرهم رسول الله عليه الصلاة والسلام فخلوا سبيله
فاستقبله مصعب بن عمير أحد بني عبد الدار ورأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ترقوة أبي من فرجة بين سابغة البيضة والدرع فطعنه بحربته فسقط
أبي عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم وكسر ضلعاً من أضلاعه
فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا له:
ما أعجزك إنما هو خدش
فقال: والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين
فمات أبي إلى النار فسحقاً لأصحاب السعير قبل أن يقدم مكة فأنزل
الله تعالى ذلك {وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى}.
وروى صفوان بن عمرو عن عبد العزيز بن جبير
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر دعا بقوس فأتى بقوس طويلة
فقال: جيئوني بقوس غيرها فجاءوه بقوس كبداء فرمى رسول الله صلى الله عليه
وسلم الحصن فأقبل السهم يهوي حتى قتل كنانة بن أبي الحقيق وهو على فراشه فأنزل الله تعالى
{وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنّ اللهَ رَمى}.
وأكثر أهل التفسير
أن الآية نزلت في رمي النبي عليه الصلاة والسلام القبضة من حصباء
الوادي يوم بدر حين
قال للمشركين: شاهت الوجوه ورماهم بتلك القبضة فلم يبق
عين مشرك إلا دخلها منه شيء.
_________________________________
قوله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لّا تَخونوا اللهَ وَالرَسولَ} الآية.
نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري وذلك أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم حاصر يهود قريظة - إحدى وعشرين ليلة
فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح على ما صالح عليه إخوانهم
من بني النضير على أن يسيروا إلى إخوانهم بأذرعات وأريحا من أرض الشام
فأبى أن يعطيهم ذلك إلى أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فأبوا
وقالوا: أرسل إلينا أبا لبابة وكان مناصحاً لهم لأن عياله
وماله وولده كانت عندهم
فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم
فقالوا: يا أبا لبابة ما ترى أننزل على حكم سعد بن معاذ فأشار أبو لبابة
بيده إلى حلقه أنه الذبح فلا تفعلوا
قال أبو لبابة: والله ما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت
الله ورسوله فنزلت فيه هذه الآية..
فلما نزلت شد نفسه على سارية من سواري المسجد وقال:
والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله علي
فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاماً حتى خر مغشياً عليه
ثم تاب الله عليه
فقيل له: يا أبا لبابة قد تيب عليك
فقال: لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله
عليه وسلم هو الذي يحلني فجاءه فحله بيده
ثم قال أبو لبابة: إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت
فيها الذنب وأن أنخلع من مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يجزيك الثلث أن تتصدق به.
________________________________
قوله تعالى {وَإِذ قالُوا اَللَّهُمَّ إِن كانَ هَذا هُوَ الحَقَّ} الآية.
أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال:
حدثنا محمد بن يعقوب الشيباني قال: حدثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب
قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن عبد الحميد
صاحب الزيادي سمع أنس بن مالك يقول:
قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من
السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزل {وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم} الآية.
ورواه البخاري .
___________________________________
قوله تعالى {وَما كانَ صَلاتُهُم عِندَ البَيتِ}
أخبرنا أبو إسماعيل بن أبي عمرو النيسابوري قال: أخبرنا حمزة بن شبيب
المعمري قال: أخبرنا عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه قال: حدثنا أبو المنبئ معاذ
بن المنبئ قال: حدثنا عمرو قال: وحدثنا أبي قال: حدثنا قرة عن عطية
عن ابن عمرو قال:
كانوا يطوفون بالبيت ويصفقون ووصف الصفق بيده ويصفقون ووصف
صفيرهم ويضعون خدودهم بالأرض
فنزلت هذه الآية.
____________________________________
قوله تعالى {إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللهِ} الآية.
قال سعيد بن جبير وابن بزى:
نزلت في أبي سفيان بن حرب استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش يقاتل بهم
النبي صلى الله عليه وسلم سوى من استجاب له من العرب
وفيهم يقول كعب بن مالك:
فَجِئنا إِلى مَوجٍ مِـنَ البَحرِ وَسطَهُ *** أَحابيشُ مِنهُم حاسِرٌ وَمُقَنَعُ
_________________________________
قوله تعالى: {يا أَيُّها النَبِيُّ حَسبُكَ اللهُ وَمَن اِتَبَعكَ مِنَ المُؤمِنينَ}
أخبرنا أبو بكر بن الحرث قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا أحمد
بن عمرو بن عبد الخالق قال: حدثنا صفوان بن المغلس قال: حدثنا إسحاق
بن بشر قال: حدثنا خلف بن خليفة عن ابن هشام الزماني عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال:
أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون رجلاً ثم إن عمر أسلم فصاروا أربعين
فنزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى
{يا أَيُّها النَبِيُّ حَسبُكَ اللهُ وَمَن اِتَبَعَكَ مِنَ المُؤمِنينَ}.
_________________________________
قوله تعالى: {ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ} الآية.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري قال: أخبرنا حاجب بن أحمد قال:
حدثنا محمد بن حماد قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو
بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال:
لما كان يوم بدر وجيء بالأسرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تقولون في هؤلاء الأسرى
فقال أبو بكر: يا رسول الله قومك وأصلك استبقهم واستأن
بهم لعل الله عز وجل يتوب عليهم
وقال عمر كذبوك وأخرجوك فقدمهم فاضرب أعناقهم
وقال عبد الله بن رواحة: انظر وادياً كثير الحطب فأدخلهم فيه
ثم أضرم عليهم ناراً.
فقال العباس: قطعت رحمك فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يجبهم ثم دخل
فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر وقال ناس: يأخذ بقول عمر
وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله
ثم خرج عليهم فقال: إن الله عز وجل ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين
من اللبن وإن الله عز وجل ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون
أشد من الحجارة
وأن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال
{مَن تَبِعَني فَإِنَّهُ مِني وَمَن عَصاني فَإِنَّكَ غَفورٌ رَحيمٌ}
وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال
{إِن تُعَذِّبهُم فَإِنَّهُم عِبادُكُ وَإِن تَغفِر لَهُم فَإِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ}
وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال
{رَبَّنا اِطمِس عَلى أَموالِهِم وَاِشدُد عَلى قُلُوبِهِم}
ومثلك يا عمر كمثل نوح قال
{رَّبِّ لا تَذَر عَلى الأَرضِ مِنَ الكافِرينَ دَيّاراً}
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم اليوم عالة أنتم
اليوم عالة فلا ينقلبن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق
قال: فأنزل الله عز وجل
(ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ في الأَرضِ)
إلى آخر الآيات الثلاث.
___________________________________
قوله تعالى {يا أَيُّها النَبِيُّ قُل لِّمَن في أَيدِيَكُم مِّنَ الأَسرى} الآية.
قال الكلبي:
نزلت في العباس بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحرث
وكان العباس أسر يوم بدر ومعه عشرون أوقية من الذهب كان خرج بها
معه إلى بدر ليطعم بها الناس
وكان أحد العشرة الذين ضمنوا إطعام أهل بدر ولم يكن بلغته النوبة حتى
أسر فأخذت معه وأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه
قال: فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لي العشرين الأوقية
الذهب التي أخذها مني من فدائي.
فأبى علي وقال: إما شيء خرجت تستعين به علينا فلا
وكفلني فداء ابن أخي عقيل بن أبي طالب عشرين أوقية من فضة
فقلت له:
تركتني والله أسال قريشاً بكفي والناس ما بقيت
قال: فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل مخرجك إلى بدر وقلت لها:
إن حدث بي حدث في وجهي هذا فهو لك ولعبد الله والفضل وقثم
قال: قلت وما يدريك قال: أخبرني الله بذلك
قال: أشهد أنك لصادق وإني قد دفعت إليها ذهباً ولم يطلع عليها أحد إلا الله
فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
قال العباس: فأعطاني الله خيراً مما أخذ مني كما قال:
عشرين عبداً كلهم يضرب بمال كبير مكان العشرين أوقية
وأنا أرجو المغفرة من ربي.
________________________________
سورة التوبة
قوله تعالى {ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا مَساجِدَ اللهِ}
قال المفسرون
لما أسر العباس يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيروه بكفره وقطيعة
الرحم وأغلظ علي له القول
فقال العباس: ما لكم تذكرون مساوينا ولا تذكرون محاسننا
فقال له
علي: ألكم محاسن
قال: نعم إنا لنعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ونفك العاني
فأنزل الله عز وجل رداً على العباس
{ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا}.
_________________________________
قوله تعالى: {أَجَعَلتُم سِقايَةِ الحاجِّ}.
قال العباس بن عبد المطلب حين أسر يوم بدر:
لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد لقد كنا نعمر المسجد الحرام
ونسقي الحاج ونفك العاني
فأنزل الله تعالى {أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ}.
وقال الحسن والشعبي والقرظي:
نزلت الآية في علي والعباس وطلحة بن شيبة وذلك أنهم افتخروا فقال طلحة:
أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه وإلي ثياب بيته وقال العباس:
أنا صاحب السقاية والقائم عليها
وقال علي ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس
وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال ابن سيرين ومرة الهمذاني:
قال علي للعباس: ألا تهاجر ألا تلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
ألست في أفضل من الهجرة ألست أسقي حاج بيت الله وأعمر المسجد
الحرام فنزلت هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى: {وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّة وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللهِ}.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن إبراهيم النجار قال: حدثنا سليمان بن أيوب الطبراني
قال: حدثنا محمد بن داود بن صدقة قال: حدثنا عبد الله بن معافى قال:
حدثنا شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة
عن سالم بن أبي جعدة عن ثوبان قال:
لما نزلت {وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّةَ}
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تباً للذهب والفضة
قالوا: يا رسول الله فأي المال نكنز
قال: قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة صالحة.
__________________________________
قوله تعالى: {اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً}
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال:
حدثنا إبراهيم بن علي قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا سفيان بن عيينة
عن ابن جدعان عن أنس قال:
قرأ أبو طلحة {اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً} فقال: ما أسمع الله عذر
أحداً فخرج مجاهداً إلى الشام حتى مات.
وقال السدي:
جاء المقداد بن الأسود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عظيماً ثميناً فشكا إليه وسأله أن يأذن له
فنزلت فيه {اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً}
فلما نزلت هذه الآية اشتد شأنها على الناس فنسخها الله
تعالى وأنزل {لَّيسَ عَلى الضُعفاءِ وَلا عَلى المَرضى}.
________________________________
قوله تعالى: {وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّة وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللهِ}.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن إبراهيم النجار قال: حدثنا سليمان بن أيوب الطبراني
قال: حدثنا محمد بن داود بن صدقة قال: حدثنا عبد الله بن معافى قال:
حدثنا شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة
عن سالم بن أبي جعدة عن ثوبان قال:
لما نزلت {وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّةَ}
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تباً للذهب والفضة
قالوا: يا رسول الله فأي المال نكنز
قال: قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة صالحة.
__________________________________
قوله تعالى: {اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً}
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال:
حدثنا إبراهيم بن علي قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا سفيان بن عيينة
عن ابن جدعان عن أنس قال:
قرأ أبو طلحة {اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً} فقال: ما أسمع الله عذر
أحداً فخرج مجاهداً إلى الشام حتى مات.
وقال السدي:
جاء المقداد بن الأسود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عظيماً
ثميناً فشكا إليه وسأله أن يأذن له فنزلت فيه
{اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً}
فلما نزلت هذه الآية اشتد شأنها على الناس فنسخها الله
تعالى وأنزل {لَّيسَ عَلى الضُعفاءِ وَلا عَلى المَرضى}.
_________________________________
قوله تعالى {لَو خَرَجوا فيكُم مّا زادُوكُم إِلا خَبالاً}
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج عسكره على ثنية
الوداع وضرب عبد الله بن أبي عسكره على ذي حده أسفل من ثنية الوداع
ولم يكن بأقل العسكرين
فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم تخلف عنه عبد الله بن أبي
بمن تخلف من المنافقين وأهل الريب
فأنزل الله تعالى يعزي نبيه
{لَو خَرَجوا فيكُم مّا زادُوكُم إِلّا خَبالاً}.
__________________________________
قوله تعالى {وَمِنهُم مَّن يَقُولُ اِئذَن لّي}.
نزلت في جد بن قيس المنافق وذلك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تجهز لغزوة تبوك قال له: يا أبا وهب
هل لك في جلاد بني الأصفر تتخذ منهم سراري ووصفاء
فقال: يا رسول الله لقد عرف قومي أني رجل مغرم بالنساء وأني خشيت
إن رأيت بنات الأصفر أن لا أصبر عنهن فلا تفتني بهن وائذن لي في
القعود عنك وأعينك بمالي
فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
قد أذنت لك
فأنزل الله هذه الآية.
___________________________________
قوله تعالى {وَلَئِن سأَلتَهُم لَيَقولُنَّ إِنَّما كُنّا نَخوضُ وَنَلعَبُ}
قال قتادة:
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وبين يديه ناس من
المنافقين إذ قالوا: يرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام
وحصونها هيهات له ذلك
فأطلع الله نبيه على ذلك فقال نبي الله:
اجلسوا على الركب فأتاهم فقال: قلتم كذا وكذا
فقالوا: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى {يَحلِفونَ بِاللهِ ما قالُوا}.
قال الضحاك:
خرج المنافقون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك وكانوا إذا
خلا بعضهم ببعض سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه وطعنوا في الدين
فنقل ما قالوا حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا أهل النفاق ما هذا الذي بلغني عنكم فحلفوا ما قالوا شيئاً من ذلك
فأنزل الله تعالى هذه الآية كذاباً لهم.
_________________________________
قوله تعالى {وَمِنهُم مَّن عاهَدَ اللهَ}.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفضل حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن
مطر قال: حدثنا أبو عمران موسى بن سهل الحوني قال: حدثنا هشام بن عمار
قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: حدثنا معاذ بن رفاعة السلمي عن أبي عبد الملك
علي بن يزيد أنه أخبره عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي
أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه
ثم قال مرة أخرى: أما ترضى أن تكون مثل نبي الله فوالذي نفسي بيده
لو شئت أن تسيل معي الجبال فضة وذهباً لسالت
فقال: والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله أن يرزقني مالاً
كل ذي حق حقه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم ارزق ثعلبة مالاً
فاتخذ غنماً فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها فنزل
وادياً من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر
في جماعة ويترك ما سواهما
ثم نميت وكثرت حتى ترك الصلاة إلى الجمعة
وهي تنمو كما ينمو الدود حتى ترك الجمعة
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل ثعلبة فقالوا:
اتخذ غنماً وضاقت عليه المدينة وأخبروه بخبره
فقال: يا ويح ثعلبة ثلاثاً
وأنزل الله عز وجل
{خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةٌ تُطَهِرَهُم وَتُزكيهِم بِها}.
___________________________________
قوله تعالى {وَلا تُصَلِّ عَلى أَحدٍ مِّنهُم مّاتَ أَبَداً}.
حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الواعظ إملاء أخبرنا يوسف بن
عاصم الرازي حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا يحيى بن سعيد القطان
حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال:
لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله صلوات الله عليه وقال:
أعطني قميصك حتى أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له فأعطاه قميصه ثم
قال: آذني حتى أصلي عليه فآذنه
فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر بن الخطاب وقال:
أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين
فقال: أنا بين خيرتين أستغفر لهم أو لا أستغفر
ثم نزلت عليه هذه الآية
{وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِّنهُم مّات أَبَداً وَلا تُقِم عَلى قَبرِهِ}
فترك الصلاة عليهم
رواه البخاري عن مسدد ورواه مسلم عن أبي قدامة عبيد الله بن أبي سعيد كلاهما عن يحيى بن سعيد.
__________________________________
قوله تعالى {وَلا عَلى الَّذينَ إِذا ما أَتَوكَ لِتَحمِلَهُم}
نزلت في البكائين وكانوا سبعة معقل بن يسار وصخر بن خنيس وعبد الله
بن كعب الأنصاري وسالم بن عمير وثعلبة بن غنمة وعبد الله بن مغفل
أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نبي الله إن الله عز وجل قد
ندبنا للخروج معك فاحملنا على الخفاف المرفوعة والنعال المخصوفة
نغزو معك فقال: لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وهم يبكون.
__________________________________
قوله تعالى {وَآَخَرونَ اِعتَرَفوا بِذُنوبِهِم}
قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي:
نزلت في قوم كانوا قد تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في
غزوة تبوك ثم ندموا على ذلك
وقالوا: نكون في الكن والظلال مع النساء ورسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه في الجهاد والله لنوثقن أنفسنا بالسواري فلا نطلقها حتى يكون
الرسول هو يطلقها ويعذرنا وأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد
فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بهم فرآهم
فقال: من هؤلاء
قالوا: هؤلاء تخلفوا عنك فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم
حتى تكون أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى أؤمر بإطلاقهم
رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين
فأنزل الله تعالى هذه الآية
فلما نزلت أرسل إليهم النبي صلوات الله عليه وأطلقهم وعذرهم
فلما أطلقهم قالوا:
يا رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق بها عنا
وطهرنا واستغفر لنا
فقال: ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً
فأنزل الله عز وجل {خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم}.
وقال ابن عباس: كانوا عشرة رهط.
_________________________________
قوله تعالى {وَالَّذينَ اِتَّخَذوا مَسجِداً ضِراراً وَكُفراً}
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى حدثنا العباس بن إسماعيل بن
عبد الله بن ميكال أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي أخبرنا إسماعيل
بن زكريا حدثنا داود بن الزبرقان عن صخر بن جويرية عن عائشة
بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها قال:
إن المنافقين عرضوا بمسجد يبنونه يضاهون به مسجد قباء وهو قريب منه
لأبي عامر الراهب يرصدونه إذا قدم ليكون إمامهم فيه فلما فرغوا من بنائه
أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا: إنا بنينا مسجداً فصل فيه حتى نتخذه مصلى
فأخذ ثوبه ليقوم معهم فنزلت هذه الآية {لا تَقُم فيهِ أَبَداً}.
__________________________________
قوله تعالى {إِنَّ اللهَ اِشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم}.
قال محمد بن كعب القرظي:
لما بايعت الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة بمكة وهم سبعون
نفساً قال عبد الله بن رواحة:
يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت
فقال: أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأشترط
لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم
قالوا: فإذا فعلنا ذلك فماذا لنا
قال: الجنة قالوا ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل
فنزلت هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى {ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ}
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري أخبرنا الحسن بن علي بن مؤمل
أخبرنا عمرو بن عبد الله البصري أخبرنا موسى بن عبيدة قال: أخبرنا محمد بن
كعب القرظي حدثنا محمد بن عبد الوهاب أخبرنا جعفر بن عون قال: بلغني أنه
لما اشتكى أبو طالب شكواه التي قبض فيها
قالت له قريش: يا أبا طالب أرسل إلى ابن أخيك فيرسل إليك
من هذه الجنة التي ذكرها تكون لك شفاء فخرج الرسول
حتى وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر جالساً معه
فقال: يا محمد إن عمك يقول إني كبير ضعيف سقيم فأرسل إلي من جنتك
هذه التي تذكر من طعامها وشرابها شيئاً يكون لي فيه شفاء فقال أبو بكر
إن الله حرمها على الكافرين
فرجع إليهم الرسول فقال: بلغت محمداً الذي أرسلتموني
به فلم يحر إلى شيئاً.
وقال أبو بكر: إن الله حرمها على الكافرين فحملوا أنفسهم عليه حتى أرسل
رسولاً من عنده فوجد الرسول في مجلسه فقال له مثل ذلك
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله حرم على الكافرين طعامها
وشرابها ثم قام في إثر الرسول حتى دخل معه بيت
أبي طالب فوجده مملوءاً رجالاً
فقال: خلوا بيني وبين عمي فقالوا: ما نحن بفاعلين ما أنت أحق به منا
إن كانت لك قرابة فلنا قرابة مثل قرابتك
فجلس إليه فقال: يا عم جزيت عني خيراً يا عم أعني على نفسك بكلمة
واحدة أشفع لك بها عند الله يوم القيامة
قال: وما هي يا ابن أخي قال:
قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له
فقال: إنك لي ناصح والله لولا أن تعير بها
فيقال: جزع عمك من الموت لأقررت بها عينك
قال: فصاح القوم: يا أبا طالب أنت رأس الحنيفية ملة الأشياخ
فقال: لا تحدث نساء قريش أن عمك جزع عند الموت
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا أزال أستغفر لك ربي حتى يردني فاستغفر له بعد ما مات
فقال المسلمون ما يمنعنا أن نستغفر لآبائنا ولذوي قراباتنا
قد استغفر إبراهيم لأبيه وهذا محمد صلى الله عليه وسلم
يستغفر لعمه
فاستغفروا للمشركين حتى نزل
{ما كانَ لِلنَّبيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ وَلَو كانوا أُولِى قُربى}.
-------------------------------------------
يتبع
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الحراني حدثنا محمد بن عبد الله
بن نعيم حدثنا محمد بن يعقوب الأموي حدثنا الحر بن نصير حدثنا ابن وهب
أخبرنا ابن جريج عن أيوب بن هانيء عن مسروق بن الأجدع عن
عبد الله بن مسعود قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في المقابر وخرجنا معه فأخذنا
مجلسنا ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فناجاه طويلاً ثم ارتفع
وجئنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم باك فبكينا لبكاء رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم إنه أقبل إلينا فتلقاه عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله
ما الذي أبكاك فقد أبكانا وأفزعنا فجاء
فجلس إلينا فقال: أفزعكم بكائي
فقلنا: نعم
فقال: إن القبر الذي رأيتموني أناجي فيه قبر آمنة بنت وهب
وإني استأذنت
ربي في زيارتها فأذن لي فيها واستأذنت ربي
في الاستغفار
لها فلم يأذن لي فيه ونزل
{ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ}
حتى ختم الآية.
(وَما كانَ اِستِغفارُ إِبراهيمَ لأِبيهِ إِلّا عَن مَّوعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ}
- فأخذني ما يأخذ الولد للوالدة من الرقة فذلك الذي أبكاني.
_________________________________
سورة يونس
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم قوله تعالى
{أَكانَ لِلناسِ عَجَباً أَن أَوحَينا إِلى رَجُلٍ مِّنهُم أَن أَنذِرِ الناسَ}.
قال ابن عباس:
لما بعث الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً أنكرت الكفار
وقالوا:
الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً
مثل محمد فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_________________________________
قوله تعالى
{وَإِذا تُتلى عَلَيهُم آَياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذينَ لا يَرجونَ لِقاءَنا}.
قال مجاهد:
نزلت في مشركي مكة. قال مقاتل: وهم خمسة نفر عبد الله بن أبي أمية
المخزومي والوليد بن المغيرة ومكرز بن حفص وعمرو بن عبد الله
بن أبي قيس العامري والعاص بن عامر
قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم:
ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعزى.
__________________________________
سورة هود
قوله تعالى
{وَأَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيِّئاتِ}.
أخبرنا الأستاذ أبو منصور البغدادي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال:
حدثنا إبراهيم بن علي قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا أبو الأحوص
عن سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن عالجت
امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها من دون أن آتيها وأنا هذا
فاقض في ما شئت قال:
فقال عمر: لقد سترك الله لو سترت نفسك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم
فانطلق الرجل فأتبعه رجلاً ودعاه فتلا عليه هذه الآية
فقال رجل:
يا رسول الله هذا له خاصة قال: لا بل للناس كافة.
أخبرنا نصر بن بكر بن أحمد الواعظ قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد
السجزي قال: أخبرنا محمد بن أيوب الرازي قال: أخبرنا علي بن عثمان
وموسى بن إسماعيل وعبيد الله بن العاصم واللفظ لعلي قالوا: أخبرنا حماد
بن سلمة قال: حدثنا علي بن يزيد عن يوسف بن ماهان عن ابن عباس
أن رجلاً أتى عمر فقال: إن امرأة جاءتني تبايعني فأدخلتها الدولج
فأصبت منها كل شيء إلا الجماع
فقال: ويحك لعلها(زوجها) مغيب في سبيل الله قلت: أجل
قال: ائت أبا بكر فقال ما قال لعمر ورد عليه مثل ذلك
وقال: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله فأتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال مثل ما قال لأبي بكر وعمر
فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلها(زوجها) مغيب في سبيل الله
فقال: نعم فسكت عنه
ونزل القرآن
{أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيَ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيِّئاتِ}
فقال الرجل: ألي خاصة يا رسول الله أم للناس عامة
فضرب عمر صدره وقال: لا ولا نعمة عين ولكن للناس عامة
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال: صدق عمر
_________________________________
قوله تعالى {وَكَأَيِّن مِّن دابَّةٍ لا تَحمِلُ رِزقَها}.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي قال: أخبرنا أبو محمد بن حيان قال:
أخبرنا أحمد بن جعفر الجمال قال: أخبرنا عبد الواحد بن محمد البجلي قال:
أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا الحجاج بن منهال عن الزهري
عن عبد الرحيم بن عطاء عن عطاء عن
ابن عمر قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض
حيطان الأنصار فجعل يلقط من التمر ويأكل
فقال: يا ابن عمر ما لك لا تأكل
فقلت: لا أشتهيه يا رسول الله
فقال: لكني أشتهيه وهذه صبيحة رابعة ما ذقت طعاماً ولو شئت لدعوت
ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في
قوم يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين
قال: فوالله ما برحنا حتى نزلت
{وَكَأَيِّن مِّن دابَّةٍ لّا تَحمِلُ رِزقَها اللهُ يَرزُقُها وَإِيّاكُم وَهُوَ السَميعُ العَليمُ}.
__________________________________
سورة النحل
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم قوله تعالى: {أَتى أَمرُ اللهِ} الآية.
قال ابن عباس
لما أنزل الله تعالى: {اِقتَرَبَتِ الساعَةُ وَاِنشَقَّ القَمَر} قال الكفار بعضهم لبعض:
إن هذا يزعم أن القيامة: قد قربت فأمسكوا عن بعض
ما كنتم تعملون حتى ننظر ما هو كائن
فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا: ما نرى شيئاً فأنزل الله تعالى:
{اِقتَرَبَ لِلناسِ حِسابُهُم وَهُم في غَفلَةٍ مُّعرِضونَ}
فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة فلما امتدت الأيام قالوا:
يا محمد ما نرى شيئاً مما تخوفنا به فأنزل الله تعالى
{أَتَى أَمرُ اللهِ}
فوثب النبي صلى الله عليه وسلم ورفع الناس رءوسهم فنزل
{فَلا تَستَعجِلوهُ} فاطمأنوا
فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعه إن كادت لتسبقني.
____________________________________
قوله تعالى: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبداً مَّملوكاً} الآية. أ
خبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو بكر الأنباري قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال:
حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إبراهيم عن عكرمة عن ابن عباس قال:
نزلت هذه الآية {ضَرَبَ اللهُ مَثلاً عَبداً مَّملوكاً لا يَقدِرُ عَلى شَيءٍ} في
هشام بن عمرو وهو الذي ينفق ماله سراً وجهراً
ومولاه أبو الجوزاء الذي كان ينهاه فنزلت
{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَينِ أَحَدَهُما أَبكَمُ لا يَقدِرُ عَلى شَيءٍ}
فالأبكم منهما الكل - على مولاه - هذا السيد أسد بن أبي العيص والذي
يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم
هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.
________________________________
قوله تعالى: {وَإِذا بَدَّلنا آَيَةً مَّكانَ آَيَةٍ}
نزلت حين قال المشركون: إن محمداً عليه الصلاة والسلام سخر بأصحابه
يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غداً أو يأتيهم بما هو أهون عليهم
وما هو إلا مفترى يقوله من تلقاء نفسه
فأنزل الله تعالى هذه الآية - والتي بعدها.
_________________________________
قوله تعالى: {وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّهُم يَقولونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} الآية.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمدان الزاهد
قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو هاشم الرفاعي قال:
حدثنا أبو فضيل قال: حدثنا حصين عن عبيد الله بن مسلم قال:
كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر اسم أحدهما يسار والآخر
خير وكانا يقرآن كتباً لهم بلسانهم
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهما فيسمع قراءتهما وكان
المشركون يقولون يتعلم منهما
فأنزل الله تعالى فأكذبهم {لِسانُ الَّذي يُلحِدونَ إِلَيهِ أَعجَميٌّ}
__________________________________
قوله عز وجل: {مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعدِ إِيمانِهِ} الآية.
قال ابن عباس:
نزلت في عمار بن ياسر وذلك أن المشركين أخذوه وأباه ياسراً وأمه
سمية وصهيباً وبلالاً وخباباً وسالماً
فأما سمية فإنها ربطت بين بعيرين ووجئ قبلها بحربة وقيل لها: إنك
أسلمت من أجل الرجال فقتلت
وقتل زوجها ياسر وهما أول قتيلين قتلا في الإسلام.
وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً فأخبر النبي
صلى الله عليه وسلم بأن عماراً كفر
فقال: كلا إن عماراً مليء إيماناً من قرنه إلى قدمه
واختلط الإيمان بلحمه ودمه
فأتى عمار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فجعل رسول الله عليه
الصلاة والسلام يمسح عينيه وقال:
إن عادوا لك فعد لهم بما قلت فأنزل الله هذه الآية.
_________________________________
قوله عز وجل: {اُدعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ} الآية.
أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا الحكم بن موسى قال:
حدثنا إسماعيل بن عباس عن عبد الملك بن أبي عيينة عن الحكم بن عيينة
عن مجاهد عن ابن عباس قال:
لما انصرف المشركون عن قتلى أحد انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرأى منظراً ساءه ورأى حمزة قد شق بطنه واصطلم
أنفه وجدعت أذناه.
فقال: لولا أن يحزن النساء أو يكون سنة بعدي لتركته حتى
يبعثه الله تعالى من بطون السباع والطير
لأقتلن مكانه سبعين رجلاً منهم ثم دعا ببردة فغطى بها وجهه فخرجت
رجلاه فجعل على رجليه شيئاً من الإذخر
ثم قدمه وكبر عليه عشراً ثم جعل يجاء بالرجل فيوضع وحمزة مكانه حتى
صلى عليه سبعين صلاة وكان القتلى سبعين فلما دفنوا وفرغ منهم
نزلت هذه الآية {اُدعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ}
إلى قوله {وَاِصبِر وَما صَبرُكَ إِلّا بالله.}
قال المفسرون:
إن المسلمين لما رأوا ما فعل المشركون بقتلاهم يوم أحد من تبقير البطون
وقطع المذاكير والمثلة السيئة
قالوا حين رأوا ذلك: لئن ظفرنا الله سبحانه وتعالى عليهم لنزيدن على
صنيعهم ولنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب
بأحد قط ولنفعلن ولنفعلن
ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمه حمزة وقد جدعوا أنفه وقطعوا
مذاكيره وبقروا بطنه وأخذت هند بنت عتبة قطعة من كبده فمضغتها
ثم استرطتها لتأكلها فلم تلبث في بطنها حتى رمت بها
فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: أما إنها لو أكلته لم تدخل النار
أبداً حمزة أكرم على الله من أن يدخل شيئاً من جسده النار.
فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة نظر إلى شيء لم
ينظر إلى شيء كان أوجع لقلبه منه
فقال رحمة الله عليك: إنك ما علمت كنت وصولاً للرحم فعالاً للخيرات
ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أجواف شتى
أما والله لئن أظفرني الله تعالى بهم لأمثلن بسبعين منهم مكانك
فأنزل الله تعالى {وَإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ} الآية.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
بلى نصبر وأمسك عما أراد وكفر عن يمينه.
-------------------------------------------
قال الشيخ الإمام الأوحد أبو الحسن:
ونحتاج أن نذكر ههنا مقتل حمزة.
أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المزكي قال: أخبرنا محمد بن مكي قال:
أخبرنا محمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الجعفي قال:
أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله حدثنا حجين بن المثنى قال: حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة وأخبرنا محمد بن إبراهيم بن
محمد بن يحيى قال: أخبرنا والدي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال:
حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق حدثنا
عبد الله بن الفضل بن عياش بن ربيعة عن سليمان بن يسار عن جعفر
بن عمرو بن أمية الضمري قال:
خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار فمررنا بحمص فلما قدمناها
قال لي عبيد الله بن عدي: هل لك أن نأتي وحشياً نسأله كيف كان قتل
حمزة قلت له: إن شئت.
فقال لنا رجل: أما إنكما ستجدانه بفناء داره وهو رجل قد غلب عليه الخمر
فإن تجداه صاحياً تجدا رجلاً عربياً عنده بعض ما تريدان فلما انتهينا إليه
سلمنا عليه فرفع رأسه قلنا: جئناك لتحدثنا عن قتلك حمزة
رحمة الله عليه
فقال: أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني
عن ذلك كنت غلاماً لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل وكان عمه طعيمة بن
عدي قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إلى أحد
قال جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة عم محمد عليه الصلاة
والسلام بعمي طعيمة فأنت عتيق
قال: فخرجت وكنت حبشياً أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ بها شيئاً
فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة رحمة الله عليه حتى رأيته في عرض
الجيش مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هداً ما يقوم له شيء
فوالله إني لأتهيأ له وأستتر منه بحجر أو شجر ليدنو مني
إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى.
فلما رآه حمزة رحمة الله عليه قال: ها يا ابن مقطعة البظور قال:
ثم ضربه فوالله ما أخطأ رأسه
وهززت حربتي حتى إذ رضيت منها دفعتها إليه فوقعت في ثنته حتى
خرجت من بين رجليه فذهب لينافحني فغلب
فتركته حتى مات رضي الله عنه ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى الناس
فقعدت في العسكر ولم يكن لي بغيره حاجة إنما قتلته لأعتق
فلما قدمت مكة عتقت فأقمت بها حتى نشأ فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف
فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالاً.
وقيل لي:
إن محمداً عليه الصلاة والسلام لا يهيج الرسل
قال: فخرجت معهم حتى قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم
فلما رآني قال: أنت وحشي قلت: نعم
قال: أنت قتلت حمزة قلت: قد كان من الأمر ما قد بلغك قال:
فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني
قال: فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج الناس إلى مسيلمة الكذاب
قلت: لأخرجن إلى مسيلمة الكذاب لعلي أقتله فأكافئ به حمزة فخرجت
مع الناس فكان من أمره ما كان.
__________________________________
سورة الأسراء
قوله عز وجل {وَلا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلى عُنُقِكَ} الآية.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي بن عمران قال:
أخبرنا أبو علي أحمد الفقيه قال: أخبرنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل
المحاملي.قال: حدثنا زكرياء بن يحيى الضرير قال: حدثنا سليمان
بن سفيان الجهني قال: حدثنا قيس بن الربيع عن أبي إسحاق
عن أبي الأحوص عن عبد الله قال:
جاء غلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
إن أمي تسألك كذا وكذا
فقال: ما عندنا اليوم شيء قال: فتقول لك اكسني قميصك
قال: فخلع قميصه فدفعه إليه وجلس في البيت حاسراً
فأنزل الله سبحانه وتعالى:
{وَلا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ} الآية.
______________________________
قوله عز وجل {وَالشَجَرَةَ المَلعونَةَ في القُرآَنِ} الآية.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الواعظ قال: أخبرنا محمد بن محمد الفقيه
قال: أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن زريق قال:
حدثنا حفص بن عبد الرحمن عن محمد بن إسحاق عن حكيم بن عباد بن حنيف
عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال:
لما ذكر الله تعالى الزقوم خوف به هذا الحي من قريش
فقال أبو جهل:
هل تدرون ما هذا الزقوم الذي يخوفكم به
محمد عليه الصلاة والسلام
قالوا: لا قال: الثريد بالزبد أما والله لئن أمكننا منها لنتزقمنها تزقماً
فأنزل الله تبارك وتعالى {وَالشَجَرَةَ المَلعونَةَ في القُرآَنِ}
يقول المذمومة {وَنُخَوِّفُهُم فَما يَزيدَهُم إِلّا طُغياناً كَبيرا .
__________________________________
قوله تعالى {وَإِن كادُوا لَيَفتِنونَكَ عَنِ الَّذي أَوحَينا إِلَيكَ} الآية.
وقال قتادة:
ذكر لنا أن قريشاً خلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة إلى الصبح
يكلمونه ويفخمونه ويسودونه ويقاربونه
فقالوا:
إنك تأتي بشيء لا يأتي به أحد من الناس وأنت سيدنا يا سيدنا وما زالوا
به حتى كاد يقاربهم في بعض ما يريدون
ثم عصمه
الله تعالى عن ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية.
______________________________
قوله تعالى: {وَإِن كادُوا لَيستَفِزّونَكَ مِنَ الأَرضِ} الآية.
قال ابن عباس:
حسدت اليهود مقام النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة
فقالوا:
إن الأنبياء إنما بعثوا بالشام فإن كنت نبياً فالحق بها فإنك إن خرجت
إليها صدقناك وآمنا بك
فوقع ذلك في قلبه لما يحب من الإسلام فرحل من المدينة
على مرحلة فأنزل الله تعالى هذه الآية.
______________________________
قوله تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَدخِلني مُدخَلَ صِدقٍ} الآية.
قال الحسن:
إن كفار قريش لما أرادوا أن يوثقوا النبي صلى الله عليه وسلم
ويخرجوه من مكة
أراد الله تعالى بقاء أهل مكة وأمر نبيه أن يخرج مهاجراً إلى المدينة
ونزل قوله تعالى
{وَقُل رَّبِّ أَدخِلني مُدخَلَ صِدقٍ وَأَخرِجني مُخرَجَ صِدقٍ}.
________________________________
قوله تعالى: {وَيَسئَلونَكَ عَنِ الروحِ} الآية.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي قال: أخبرنا محمد بن بشر بن العباس قال:
أخبرنا أبو لبيد محمد بن أحمد بن بشر قال: حدثنا سويد عن سعيد قال: حدثنا
علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله قال:
إني مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة وهو متكئ على
عسيب فمر بنا ناس من اليهود
فقالوا: سلوه عن الروح فقال بعضهم: لا تسألوه فيستقبلكم
بما تكرهون
فأتاه نفر منهم فقالوا: يا أبا القاسم ما تقول في الروح
فسكت ثم ماج فأمسكت بيدي على جبهته فعرفت أنه ينزل عليه
فأنزل الله عليه
{وَيَسئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمرِ رَبي وَما أُوتِيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَليلاً}
رواه البخاري ومسلم جميعاً عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن الأعمش.
_______________________________
قوله تعالى {قُلِ اِدعوا اللهَ أَو اِدعوا الرَحمَنَ} الآية.
قال ابن عباس:
تهجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة بمكة
فجعل
يقول في سجوده: يا رحمن يا رحيم
فقال المشركون: كان محمد يدعو إلهاً واحداً فهو الآن يدعو إلهين
اثنين الله والرحمن ما نعرف الرحمن إلا
رحمن
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
___________
وقال ميمون بن مهران:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب في أول ما يوحى إليه:
باسمك اللهم
حتى نزلت هذه الآية
{إِنَّهُ مِن سُلَيمانَ وَإِنَّهُ بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحيمِ}
فكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال مشركو العرب:
هذا الرحيم نعرفه فما الرحمن
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_____________________________
قوله عز وجل {وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِت بِها} الآية.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد
بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا عبد الله بن مطيع وأحمد بن منيع قالا:
حدثنا هشيم قال: حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
في قوله تعالى {وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِت بِها} قال:
نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة وكانوا إذا سمعوا
القرآن سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به
فقال الله
عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم {وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ}
أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن {وَلا تُخافِت بِها}
عن أصحابك فلا يسمعون {وَاِبتَغِ بَينَ ذَلِكَ سَبيلاً}.
رواه البخاري عن مسدد. ورواه مسلم عن عمرو الناقد كلاهما عن هشيم.
________
وقالت عائشة رضي الله عنها:
نزلت هذه الآية في التشهد كان الأعرابي يجهر
فيقول:
التحيات لله والصلوات الطيبات يرفع بها صوته فنزلت هذه الآية.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا أبو علي الفقيه قال:
أخبرنا علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي قال: حدثنا أبو عبد الله
محمد بن حرب قال: حدثنا مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني عن هشام
بن عروة عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى
{وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِت بِها}
قالت: إنها نزلت في الدعاء.
_____________________________
يتبع
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الحراني حدثنا محمد بن عبد الله
بن نعيم حدثنا محمد بن يعقوب الأموي حدثنا الحر بن نصير حدثنا ابن وهب
أخبرنا ابن جريج عن أيوب بن هانيء عن مسروق بن الأجدع عن
عبد الله بن مسعود قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في المقابر وخرجنا معه فأخذنا
مجلسنا ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فناجاه طويلاً ثم ارتفع
وجئنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم باك فبكينا لبكاء رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم إنه أقبل إلينا فتلقاه عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله
ما الذي أبكاك فقد أبكانا وأفزعنا فجاء
فجلس إلينا فقال: أفزعكم بكائي
فقلنا: نعم
فقال: إن القبر الذي رأيتموني أناجي فيه قبر آمنة بنت وهب
وإني استأذنت
ربي في زيارتها فأذن لي فيها واستأذنت ربي
في الاستغفار
لها فلم يأذن لي فيه ونزل
{ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ}
حتى ختم الآية.
(وَما كانَ اِستِغفارُ إِبراهيمَ لأِبيهِ إِلّا عَن مَّوعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ}
- فأخذني ما يأخذ الولد للوالدة من الرقة فذلك الذي أبكاني.
_________________________________
سورة يونس
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم قوله تعالى
{أَكانَ لِلناسِ عَجَباً أَن أَوحَينا إِلى رَجُلٍ مِّنهُم أَن أَنذِرِ الناسَ}.
قال ابن عباس:
لما بعث الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً أنكرت الكفار
وقالوا:
الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً
مثل محمد فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_________________________________
قوله تعالى
{وَإِذا تُتلى عَلَيهُم آَياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذينَ لا يَرجونَ لِقاءَنا}.
قال مجاهد:
نزلت في مشركي مكة. قال مقاتل: وهم خمسة نفر عبد الله بن أبي أمية
المخزومي والوليد بن المغيرة ومكرز بن حفص وعمرو بن عبد الله
بن أبي قيس العامري والعاص بن عامر
قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم:
ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعزى.
__________________________________
سورة هود
قوله تعالى
{وَأَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيِّئاتِ}.
أخبرنا الأستاذ أبو منصور البغدادي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال:
حدثنا إبراهيم بن علي قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا أبو الأحوص
عن سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن عالجت
امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها من دون أن آتيها وأنا هذا
فاقض في ما شئت قال:
فقال عمر: لقد سترك الله لو سترت نفسك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم
فانطلق الرجل فأتبعه رجلاً ودعاه فتلا عليه هذه الآية
فقال رجل:
يا رسول الله هذا له خاصة قال: لا بل للناس كافة.
أخبرنا نصر بن بكر بن أحمد الواعظ قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد
السجزي قال: أخبرنا محمد بن أيوب الرازي قال: أخبرنا علي بن عثمان
وموسى بن إسماعيل وعبيد الله بن العاصم واللفظ لعلي قالوا: أخبرنا حماد
بن سلمة قال: حدثنا علي بن يزيد عن يوسف بن ماهان عن ابن عباس
أن رجلاً أتى عمر فقال: إن امرأة جاءتني تبايعني فأدخلتها الدولج
فأصبت منها كل شيء إلا الجماع
فقال: ويحك لعلها(زوجها) مغيب في سبيل الله قلت: أجل
قال: ائت أبا بكر فقال ما قال لعمر ورد عليه مثل ذلك
وقال: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله فأتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال مثل ما قال لأبي بكر وعمر
فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلها(زوجها) مغيب في سبيل الله
فقال: نعم فسكت عنه
ونزل القرآن
{أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيَ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيِّئاتِ}
فقال الرجل: ألي خاصة يا رسول الله أم للناس عامة
فضرب عمر صدره وقال: لا ولا نعمة عين ولكن للناس عامة
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال: صدق عمر
_________________________________
قوله تعالى {وَكَأَيِّن مِّن دابَّةٍ لا تَحمِلُ رِزقَها}.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي قال: أخبرنا أبو محمد بن حيان قال:
أخبرنا أحمد بن جعفر الجمال قال: أخبرنا عبد الواحد بن محمد البجلي قال:
أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا الحجاج بن منهال عن الزهري
عن عبد الرحيم بن عطاء عن عطاء عن
ابن عمر قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض
حيطان الأنصار فجعل يلقط من التمر ويأكل
فقال: يا ابن عمر ما لك لا تأكل
فقلت: لا أشتهيه يا رسول الله
فقال: لكني أشتهيه وهذه صبيحة رابعة ما ذقت طعاماً ولو شئت لدعوت
ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في
قوم يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين
قال: فوالله ما برحنا حتى نزلت
{وَكَأَيِّن مِّن دابَّةٍ لّا تَحمِلُ رِزقَها اللهُ يَرزُقُها وَإِيّاكُم وَهُوَ السَميعُ العَليمُ}.
__________________________________
سورة النحل
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم قوله تعالى: {أَتى أَمرُ اللهِ} الآية.
قال ابن عباس
لما أنزل الله تعالى: {اِقتَرَبَتِ الساعَةُ وَاِنشَقَّ القَمَر} قال الكفار بعضهم لبعض:
إن هذا يزعم أن القيامة: قد قربت فأمسكوا عن بعض
ما كنتم تعملون حتى ننظر ما هو كائن
فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا: ما نرى شيئاً فأنزل الله تعالى:
{اِقتَرَبَ لِلناسِ حِسابُهُم وَهُم في غَفلَةٍ مُّعرِضونَ}
فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة فلما امتدت الأيام قالوا:
يا محمد ما نرى شيئاً مما تخوفنا به فأنزل الله تعالى
{أَتَى أَمرُ اللهِ}
فوثب النبي صلى الله عليه وسلم ورفع الناس رءوسهم فنزل
{فَلا تَستَعجِلوهُ} فاطمأنوا
فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعه إن كادت لتسبقني.
____________________________________
قوله تعالى: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبداً مَّملوكاً} الآية. أ
خبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو بكر الأنباري قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال:
حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إبراهيم عن عكرمة عن ابن عباس قال:
نزلت هذه الآية {ضَرَبَ اللهُ مَثلاً عَبداً مَّملوكاً لا يَقدِرُ عَلى شَيءٍ} في
هشام بن عمرو وهو الذي ينفق ماله سراً وجهراً
ومولاه أبو الجوزاء الذي كان ينهاه فنزلت
{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَينِ أَحَدَهُما أَبكَمُ لا يَقدِرُ عَلى شَيءٍ}
فالأبكم منهما الكل - على مولاه - هذا السيد أسد بن أبي العيص والذي
يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم
هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.
________________________________
قوله تعالى: {وَإِذا بَدَّلنا آَيَةً مَّكانَ آَيَةٍ}
نزلت حين قال المشركون: إن محمداً عليه الصلاة والسلام سخر بأصحابه
يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غداً أو يأتيهم بما هو أهون عليهم
وما هو إلا مفترى يقوله من تلقاء نفسه
فأنزل الله تعالى هذه الآية - والتي بعدها.
_________________________________
قوله تعالى: {وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّهُم يَقولونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} الآية.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمدان الزاهد
قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو هاشم الرفاعي قال:
حدثنا أبو فضيل قال: حدثنا حصين عن عبيد الله بن مسلم قال:
كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر اسم أحدهما يسار والآخر
خير وكانا يقرآن كتباً لهم بلسانهم
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهما فيسمع قراءتهما وكان
المشركون يقولون يتعلم منهما
فأنزل الله تعالى فأكذبهم {لِسانُ الَّذي يُلحِدونَ إِلَيهِ أَعجَميٌّ}
__________________________________
قوله عز وجل: {مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعدِ إِيمانِهِ} الآية.
قال ابن عباس:
نزلت في عمار بن ياسر وذلك أن المشركين أخذوه وأباه ياسراً وأمه
سمية وصهيباً وبلالاً وخباباً وسالماً
فأما سمية فإنها ربطت بين بعيرين ووجئ قبلها بحربة وقيل لها: إنك
أسلمت من أجل الرجال فقتلت
وقتل زوجها ياسر وهما أول قتيلين قتلا في الإسلام.
وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً فأخبر النبي
صلى الله عليه وسلم بأن عماراً كفر
فقال: كلا إن عماراً مليء إيماناً من قرنه إلى قدمه
واختلط الإيمان بلحمه ودمه
فأتى عمار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فجعل رسول الله عليه
الصلاة والسلام يمسح عينيه وقال:
إن عادوا لك فعد لهم بما قلت فأنزل الله هذه الآية.
_________________________________
قوله عز وجل: {اُدعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ} الآية.
أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا الحكم بن موسى قال:
حدثنا إسماعيل بن عباس عن عبد الملك بن أبي عيينة عن الحكم بن عيينة
عن مجاهد عن ابن عباس قال:
لما انصرف المشركون عن قتلى أحد انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرأى منظراً ساءه ورأى حمزة قد شق بطنه واصطلم
أنفه وجدعت أذناه.
فقال: لولا أن يحزن النساء أو يكون سنة بعدي لتركته حتى
يبعثه الله تعالى من بطون السباع والطير
لأقتلن مكانه سبعين رجلاً منهم ثم دعا ببردة فغطى بها وجهه فخرجت
رجلاه فجعل على رجليه شيئاً من الإذخر
ثم قدمه وكبر عليه عشراً ثم جعل يجاء بالرجل فيوضع وحمزة مكانه حتى
صلى عليه سبعين صلاة وكان القتلى سبعين فلما دفنوا وفرغ منهم
نزلت هذه الآية {اُدعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ}
إلى قوله {وَاِصبِر وَما صَبرُكَ إِلّا بالله.}
قال المفسرون:
إن المسلمين لما رأوا ما فعل المشركون بقتلاهم يوم أحد من تبقير البطون
وقطع المذاكير والمثلة السيئة
قالوا حين رأوا ذلك: لئن ظفرنا الله سبحانه وتعالى عليهم لنزيدن على
صنيعهم ولنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب
بأحد قط ولنفعلن ولنفعلن
ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمه حمزة وقد جدعوا أنفه وقطعوا
مذاكيره وبقروا بطنه وأخذت هند بنت عتبة قطعة من كبده فمضغتها
ثم استرطتها لتأكلها فلم تلبث في بطنها حتى رمت بها
فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: أما إنها لو أكلته لم تدخل النار
أبداً حمزة أكرم على الله من أن يدخل شيئاً من جسده النار.
فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة نظر إلى شيء لم
ينظر إلى شيء كان أوجع لقلبه منه
فقال رحمة الله عليك: إنك ما علمت كنت وصولاً للرحم فعالاً للخيرات
ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أجواف شتى
أما والله لئن أظفرني الله تعالى بهم لأمثلن بسبعين منهم مكانك
فأنزل الله تعالى {وَإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ} الآية.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
بلى نصبر وأمسك عما أراد وكفر عن يمينه.
-------------------------------------------
قال الشيخ الإمام الأوحد أبو الحسن:
ونحتاج أن نذكر ههنا مقتل حمزة.
أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المزكي قال: أخبرنا محمد بن مكي قال:
أخبرنا محمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الجعفي قال:
أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله حدثنا حجين بن المثنى قال: حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة وأخبرنا محمد بن إبراهيم بن
محمد بن يحيى قال: أخبرنا والدي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال:
حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق حدثنا
عبد الله بن الفضل بن عياش بن ربيعة عن سليمان بن يسار عن جعفر
بن عمرو بن أمية الضمري قال:
خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار فمررنا بحمص فلما قدمناها
قال لي عبيد الله بن عدي: هل لك أن نأتي وحشياً نسأله كيف كان قتل
حمزة قلت له: إن شئت.
فقال لنا رجل: أما إنكما ستجدانه بفناء داره وهو رجل قد غلب عليه الخمر
فإن تجداه صاحياً تجدا رجلاً عربياً عنده بعض ما تريدان فلما انتهينا إليه
سلمنا عليه فرفع رأسه قلنا: جئناك لتحدثنا عن قتلك حمزة
رحمة الله عليه
فقال: أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني
عن ذلك كنت غلاماً لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل وكان عمه طعيمة بن
عدي قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إلى أحد
قال جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة عم محمد عليه الصلاة
والسلام بعمي طعيمة فأنت عتيق
قال: فخرجت وكنت حبشياً أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ بها شيئاً
فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة رحمة الله عليه حتى رأيته في عرض
الجيش مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هداً ما يقوم له شيء
فوالله إني لأتهيأ له وأستتر منه بحجر أو شجر ليدنو مني
إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى.
فلما رآه حمزة رحمة الله عليه قال: ها يا ابن مقطعة البظور قال:
ثم ضربه فوالله ما أخطأ رأسه
وهززت حربتي حتى إذ رضيت منها دفعتها إليه فوقعت في ثنته حتى
خرجت من بين رجليه فذهب لينافحني فغلب
فتركته حتى مات رضي الله عنه ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى الناس
فقعدت في العسكر ولم يكن لي بغيره حاجة إنما قتلته لأعتق
فلما قدمت مكة عتقت فأقمت بها حتى نشأ فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف
فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالاً.
وقيل لي:
إن محمداً عليه الصلاة والسلام لا يهيج الرسل
قال: فخرجت معهم حتى قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم
فلما رآني قال: أنت وحشي قلت: نعم
قال: أنت قتلت حمزة قلت: قد كان من الأمر ما قد بلغك قال:
فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني
قال: فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج الناس إلى مسيلمة الكذاب
قلت: لأخرجن إلى مسيلمة الكذاب لعلي أقتله فأكافئ به حمزة فخرجت
مع الناس فكان من أمره ما كان.
__________________________________
سورة الأسراء
قوله عز وجل {وَلا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلى عُنُقِكَ} الآية.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي بن عمران قال:
أخبرنا أبو علي أحمد الفقيه قال: أخبرنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل
المحاملي.قال: حدثنا زكرياء بن يحيى الضرير قال: حدثنا سليمان
بن سفيان الجهني قال: حدثنا قيس بن الربيع عن أبي إسحاق
عن أبي الأحوص عن عبد الله قال:
جاء غلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
إن أمي تسألك كذا وكذا
فقال: ما عندنا اليوم شيء قال: فتقول لك اكسني قميصك
قال: فخلع قميصه فدفعه إليه وجلس في البيت حاسراً
فأنزل الله سبحانه وتعالى:
{وَلا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ} الآية.
______________________________
قوله عز وجل {وَالشَجَرَةَ المَلعونَةَ في القُرآَنِ} الآية.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الواعظ قال: أخبرنا محمد بن محمد الفقيه
قال: أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن زريق قال:
حدثنا حفص بن عبد الرحمن عن محمد بن إسحاق عن حكيم بن عباد بن حنيف
عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال:
لما ذكر الله تعالى الزقوم خوف به هذا الحي من قريش
فقال أبو جهل:
هل تدرون ما هذا الزقوم الذي يخوفكم به
محمد عليه الصلاة والسلام
قالوا: لا قال: الثريد بالزبد أما والله لئن أمكننا منها لنتزقمنها تزقماً
فأنزل الله تبارك وتعالى {وَالشَجَرَةَ المَلعونَةَ في القُرآَنِ}
يقول المذمومة {وَنُخَوِّفُهُم فَما يَزيدَهُم إِلّا طُغياناً كَبيرا .
__________________________________
قوله تعالى {وَإِن كادُوا لَيَفتِنونَكَ عَنِ الَّذي أَوحَينا إِلَيكَ} الآية.
وقال قتادة:
ذكر لنا أن قريشاً خلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة إلى الصبح
يكلمونه ويفخمونه ويسودونه ويقاربونه
فقالوا:
إنك تأتي بشيء لا يأتي به أحد من الناس وأنت سيدنا يا سيدنا وما زالوا
به حتى كاد يقاربهم في بعض ما يريدون
ثم عصمه
الله تعالى عن ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية.
______________________________
قوله تعالى: {وَإِن كادُوا لَيستَفِزّونَكَ مِنَ الأَرضِ} الآية.
قال ابن عباس:
حسدت اليهود مقام النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة
فقالوا:
إن الأنبياء إنما بعثوا بالشام فإن كنت نبياً فالحق بها فإنك إن خرجت
إليها صدقناك وآمنا بك
فوقع ذلك في قلبه لما يحب من الإسلام فرحل من المدينة
على مرحلة فأنزل الله تعالى هذه الآية.
______________________________
قوله تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَدخِلني مُدخَلَ صِدقٍ} الآية.
قال الحسن:
إن كفار قريش لما أرادوا أن يوثقوا النبي صلى الله عليه وسلم
ويخرجوه من مكة
أراد الله تعالى بقاء أهل مكة وأمر نبيه أن يخرج مهاجراً إلى المدينة
ونزل قوله تعالى
{وَقُل رَّبِّ أَدخِلني مُدخَلَ صِدقٍ وَأَخرِجني مُخرَجَ صِدقٍ}.
________________________________
قوله تعالى: {وَيَسئَلونَكَ عَنِ الروحِ} الآية.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي قال: أخبرنا محمد بن بشر بن العباس قال:
أخبرنا أبو لبيد محمد بن أحمد بن بشر قال: حدثنا سويد عن سعيد قال: حدثنا
علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله قال:
إني مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة وهو متكئ على
عسيب فمر بنا ناس من اليهود
فقالوا: سلوه عن الروح فقال بعضهم: لا تسألوه فيستقبلكم
بما تكرهون
فأتاه نفر منهم فقالوا: يا أبا القاسم ما تقول في الروح
فسكت ثم ماج فأمسكت بيدي على جبهته فعرفت أنه ينزل عليه
فأنزل الله عليه
{وَيَسئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمرِ رَبي وَما أُوتِيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَليلاً}
رواه البخاري ومسلم جميعاً عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن الأعمش.
_______________________________
قوله تعالى {قُلِ اِدعوا اللهَ أَو اِدعوا الرَحمَنَ} الآية.
قال ابن عباس:
تهجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة بمكة
فجعل
يقول في سجوده: يا رحمن يا رحيم
فقال المشركون: كان محمد يدعو إلهاً واحداً فهو الآن يدعو إلهين
اثنين الله والرحمن ما نعرف الرحمن إلا
رحمن
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
___________
وقال ميمون بن مهران:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب في أول ما يوحى إليه:
باسمك اللهم
حتى نزلت هذه الآية
{إِنَّهُ مِن سُلَيمانَ وَإِنَّهُ بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحيمِ}
فكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال مشركو العرب:
هذا الرحيم نعرفه فما الرحمن
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
_____________________________
قوله عز وجل {وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِت بِها} الآية.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد
بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا عبد الله بن مطيع وأحمد بن منيع قالا:
حدثنا هشيم قال: حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
في قوله تعالى {وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِت بِها} قال:
نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة وكانوا إذا سمعوا
القرآن سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به
فقال الله
عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم {وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ}
أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن {وَلا تُخافِت بِها}
عن أصحابك فلا يسمعون {وَاِبتَغِ بَينَ ذَلِكَ سَبيلاً}.
رواه البخاري عن مسدد. ورواه مسلم عن عمرو الناقد كلاهما عن هشيم.
________
وقالت عائشة رضي الله عنها:
نزلت هذه الآية في التشهد كان الأعرابي يجهر
فيقول:
التحيات لله والصلوات الطيبات يرفع بها صوته فنزلت هذه الآية.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا أبو علي الفقيه قال:
أخبرنا علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي قال: حدثنا أبو عبد الله
محمد بن حرب قال: حدثنا مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني عن هشام
بن عروة عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى
{وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِت بِها}
قالت: إنها نزلت في الدعاء.
_____________________________
يتبع
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سورة الكهف
. قوله تعالى {وَاِصبِر نَفسَكَ} الآية.
حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو الحسن بن عيسى
بن عبد ربه الحيري قال: حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي قال:
حدثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني قال: حدثنا سليمان
بن عطاء الحراني عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه ابن مشجعة
بن ربعي الجهني عن سلمان الفارسي قال:
جاءت المؤلفة القلوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة
بن حصن والأقرع بن حابس وذووهم
فقالوا: يا رسول الله إنك لو جلست في صدر المجلس ونحيت عنا
هؤلاء وأرواح جبابهم - يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين
- وكانت عليهم جباب الصوف لم يكن عليهم غيرها- جلسنا
إليك وحادثناك وأخذنا عنك
فأنزل الله تعالى {وَاِتلُ ما أَوحِيَ إِلَيكَ مِن كِتابِ رَبِّكَ لامُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ
وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلتَحَداً. وَاِصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعُونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ
وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ}
حَتّى بلغ {إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمينَ ناراً}
يتهددهم بالنار
فقام النبي صلى الله عليه وسلم يلتمسهم حتى إذا أصابهم في مؤخر
المسجد يذكرون الله تعالى
قال: الحمد الله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال
من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات.
_________________________________
قوله تعالى {وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا} الآية.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا
أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا أبو مالك
عن جوهر عن الضحاك عن ابن عباس قال:
نزلت في أمية بن خلف الجمحي وذلك أنه دعا النبي صلى الله عليه وسلم
إلى أمر كرهه من تحرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة
فأنزل الله تعالى {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا}
________________________________
قوله تعالى {قُل لَّو كانَ البَحرُ مِداداً لِّكَلِماتِ رَبّي} الآية.
قال ابن عباس:
قالت اليهود لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: وما أوتيتم من العلم
إلا قليلاً كيف وقد أوتينا التوراة ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيراً كثيراً
فنزلت {قُل لَّو كانَ البَحرُ مِداداً لِّكَلِماتِ رَبّي} الآية.
__________________________________
قوله تعالى {فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ} الآية.
قال ابن عباس:
نزلت في جندب بن زهير الغامدي وذلك أنه قال:
إني أعمل العمل لله فإذا اطلع عليه سرني
فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى طيب لا يقبل
إلا طيباً ولا يقبل ما روئي فيه
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال مجاهد:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أتصدق وأصل
الرحم ولا أصنع ذلك إلا لله سبحانه وتعالى فيذكر ذلك مني وأحمد
عليه فيسرني ذلك وأعجب به
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً صالحاً
فأنزل الله تعالى
{فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشرِك
بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}.
_________________________________
سورة مريم
قوله عز وجل {وَما نَتَنَزَّلُ إِلّا بِأَمرِ رَبِّكَ} الآية.
وقال مجاهد:
أبطأ الملك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه
فقال لعلي: أبطأت
قال: قد فعلت قال: ولم لا أفعل وأنتم لا تتسوكون ولا تقصون
أظفاركم ولا تنقون براجمكم
قال: وما نتنزل إلا بأمر ربك فنزلت هذه الآية.
وقال عكرمة والضحاك وقتادة ومقاتل والكلبي:
احتبس جبريل عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
سأله قومه عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح
فلم يدر ما يجيبهم ورجا أن يأتيه جبريل عليه السلام بجواب
فسألوه فأبطأ عليه فشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم
مشقة شديدة فلما نزل جبريل عليه السلام
قال له: أبطأت علي حتى ساء ظني واشتقت إليك
فقال جبريل عليه السلام: إني كنت إليك أشوق ولكني عبد مأمور
إذا بعثت نزلت وإذا حبست احتبست
فأنزل الله تعالى هذه الآية
_________________________________
قوله تعالى {وَيَقولُ الِإنسانُ أَئِذا ما مِتُّ لَسَوفَ أُخرَجُ حَيّاً} الآية.
قال الكلبي:
نزلت في أبي بن خلف حين أخذ عظاماً بالية يفتها بيده ويقول:
زعم لكم محمد أنا نبعث بعد ما نموت.
_______________________________
قوله تعالى {أَفَرَأَيتَ الَّذي كَفَرَ بِآَياتِنا} الآية.
وقال الكلبي ومقاتل:
كان خباب بن الأرث قيناً وكان يعمل للعاص بن وائل السهمي وكان
العاص يؤخر حقه فأتاه يتقاضاه
فقال العاص: ما عندي اليوم ما أقضيك فقال:
لست بمفارقك حتى تقضيني
فقال العاص: يا خباب مالك ما كنت هكذا وإن كنت لتحسن الطلب...
فقال خباب: ذاك أني كنت على دينك فأما اليوم فأنا على
الإسلام مفارق لدينك
قال: أولستم تزعمون أن في الجنة ذهباً وفضة وحريراً
قال خباب: بلى
قال: فأخرني حتى أقضيك في الجنة استهزاء فوالله لئن كان ما تقول
حقاً إني لأفضل فيها نصيباً منك
فأنزل الله تعالى {أَفَرَأَيتَ الَّذي كَفَرَ بِآياتِنا}
يعني العاص الآيات.
__________________________________
سورة طه
قوله عز وجل {طَهَ ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآَنَ لِتَشقى}.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا أبو يحيى قال:
حدثنا العسكري قال: حدثنا أبو مالك عن جرير عن الضحاك قال:
لما نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم قام هو وأصحابه فصلوا
فقال كفار قريش: ما أنزل الله تعالى هذا القرآن على محمد
عليه الصلاة والسلام إلا ليشقى به
فأنزل الله تعالى {طَهَ} يقول: يا رجل
{ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقى}.
__________________________________
قوله تعالى {وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ} الآية.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال: أخبرنا شعيب بن محمد البيهقي
قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: حدثنا أبو الأزهر قال: حدثنا روح
عن موسى بن عبيدة الزبدي قال:
أخبرني يزيد بن عبد الله بن فضيل عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم أن ضيفاً نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني
فأرسلني إلى رجل من اليهود يبيع طعاماً
يقول لك محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: نزل بنا ضيف ولم يلق
عندنا بعض الذي نصلحه فبعني كذا وكذا من الدقيق أو سلفني إلى هلال رجب
فقال اليهودي: لا أبيعه ولا أسلفه إلا برهن قال:
فرجعت إليه فأخبرته
قال: والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض ولو أسلفني
أو باعني لأديت إليه اذهب بدرعي
ونزلت هذه الآية تعزية له عن الدنيا
{وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم} الآية.
__________________________________
سورة الأنبياء
قوله تعالى {إِنَّ الَّذينَ سَبَقَت لَهُم مِّنّا الحُسنى}.
أخبرنا عمر بن أحمد بن عمر الأوردي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد نصير
الرازي قال: أخبرنا محمد بن أيوب قال: أخبرنا علي بن المديني قال:
أخبرنا يحيى بن نوح قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قال:
أخبرني أبو زرين عن يحيى عن ابن عباس قال:
آية لا يسألني الناس عنها لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها
أو جهلوها فلا يسألون عنها
قال: وما هي قال: لما نزلت
{إِنَكُم وَما تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُم لَها وَارِدونَ}
شق على قريش
فقالوا: أيشتم آلهتنا فجاء ابن الزبعري فقال:
ما لكم قالوا يشتم آلهتنا قال فما قال
قالوا قال:
{إِنَكُم وَما تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُم لَها وارِدونَ}..
قال: ادعوه لي فلما دعي النبي صلى الله عليه وسلم
قال: يا محمد هذا شيء لآلهتنا خاصة أو لكل من عبد من دون الله
قال: بل لكل من عبد من دون الله
فقال ابن الزبعري: خصمت ورب هذه البنية يعني الكعبة ألست تزعم أن
الملائكة عباد صالحون وأن عيسى عبد صالح وهذه بنو مليح يعبدون
الملائكة وهذه النصارى يعبدون عيسى عليه السلام وهذه اليهود يعبدون عزيراً
قال: فصاح أهل مكة
فأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذينَ سَبَقَت لَهُم مِّنّا الحُسنى}
الملائكة وعيسى وعزير عليهم السلام
{أُولَئِكَ عَنها مُّبعَدونَ}.
_________________________________
سورة الحج
قوله تعالى {وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلى حَرفٍ} الآية.
قال المفسرون:
نزلت في أعراب كانوا يقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة مهاجرين من باديتهم
وكان أحدهم إذا قدم المدينة فإن صح بها ونتجت فرسه مهراً حسناً وولدت
امرأته غلاماً وكثر ماله وماشيته أمن به واطمأن وقال: ما أصبت منذ
دخلت في ديني هذا إلا خيراً
وإن أصابه وجع المدينة وولدت امرأته جارية وأجهضت رماكه وذهب ماله
وتأخرت عنه الصدقة أتاه الشيطان فقال: والله ما أصبت منذ كنت على
دينك هذا إلا شراً فينقلب عن دينه
فأنزل الله تعالى {وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلى حَرفٍ} الآية.
_________________________________
قوله تعالى {هَذانِ خَصمَانِ اِختَصَموا في رَبِّهِم} الآية.
قال ابن عباس:
هم أهل الكتاب قالوا للمؤمنين: نحن أولى بالله منكم وأقدم
منكم كتاباً ونبينا قبل نبيكم.
وقال المؤمنون نحن أحق بالله آمنا بمحمد عليه الصلاة والسلام وآمنا بنبيكم
وبما أنزل من كتاب فأنتم تعرفون نبينا ثم تركتموه وكفرتم به حسداً
وكانت هذه خصومتهم
فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية وهذا قول قتادة.
___________________________________
قوله تعالى {وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَّسولٍ وَلا نَبِيٍّ} الآية.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو بكر بن حيان قال: أخبرنا أبو يحيى
الرازي قال: أخبرنا سهل العسكري قال: أخبرنا يحيى عن عثمان بن
الأسود عن سعيد بن جبير قال:
قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
{أَفَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَالعُزَّى وَمَناتَ الثالِثَةَ الأُخرى}
فألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترتجى ففرح
بذلك المشركون وقالوا: قد ذكر آلهتنا
فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
إعرض علي كلام الله
فلما عرض عليه فقال: أما هذا فلم آتك به هذا من الشيطان
فأنزل الله تعالى
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} .
___________________________________
سورة المؤمنون
قوله عز وجل {قَد أَفلَحَ المُؤمِنونَ} الآية.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري إملاء قال: أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي قال: أخبرنا محمد بن حماد الأبيوردي
قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا يونس بن سليمان قال: أملى يونس الإيلي
عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال:
سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:
كان إذا أنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع عند
وجهه دوي كدوي النحل
فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه
فقال: (اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا
وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا)
ثم قال: لقد أنزلت علينا عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم
قرأ {قَد أَفلَحَ المُؤمِنونَ} إلى عشر آيات
_________________________________
قوله عز وجل {الَّذينَ هُم في صَلاتِهِم خاشِعونَ} الآية.
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم قال:
حدثني أحمد بن يعقوب الثقفي قال: أخبرنا أبو شعيب الحراني قال: أخبرنا
إسماعيل بن علية عن أيوب عن محمد بن سيرين
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزل
{الَّذينَ هُم في صَلاتِهِم خاشِعونَ}.
__________________________________
قوله تعالى {فَتَبارَكَ اللهُ أَحسَنُ الخالِقينَ} الآية.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان
قال: أخبرنا محمد بن سليمان قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن سويد بن
منجوف قال: أخبرنا أبو داود عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن
جدعان عن أنس بن مالك قال:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وافقت ربي في أربع
قلت: يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فأنزل الله تعالى
{وَاِتَّخِذوا مِن مَّقامِ إِبراهيمَ مُصَلّى}
وقلت: يا رسول الله لو اتخذت على نسائك حجاباً فإنه يدخل عليك البر والفاجر
فأنزل الله تعالى
{وَإِذا سَأَلتُموهُنَّ مَتاعاً فاسأَلُوهُنَّ مِن وَراءِ حِجابٍ}
وقلت لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم لتنتهن أو ليبدلنه الله سبحانه أزواجاً
خيراً منكن فأنزل الله
{عَسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبدِلَهُ أَزواجاً خَيراً مِّنكُنَّ} الآية
ونزلت {وَلَقَد خَلَقنا الإِنسانَ مِّن سُلالَةٍ مِّن طينٍ}
إلى قوله تعالى {ثُمَّ أَنشَأناهُ خَلقاً آَخَرَ}
فقلت: {فَتَبارَكَ اللهُ أَحسَنُ الخالِقينَ}.
_________________________________
سورة النور
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم.
قوله عز وجل {الزاني لا يَنكِحُ إِلّا زانِيَةً أَو مُشرِكَةً} الآية.
قال المفسرون:
قدم المهاجرون إلى المدينة وفيهم فقراء ليست لهم أموال وبالمدينة
نساء بغايا مسافحات يكرين أنفسهن وهن يومئذ أخصب أهل المدينة فرغب
في كسبهن ناس من فقراء المهاجرين فقالوا: لو أنا تزوجنا منهن فعشنا معهن
إلى أن يغنينا الله تعالى عنهن فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم
في ذلك فنزلت هذه الآية وحرم فيها نكاح الزانية صيانة للمؤمنين عن ذلك.
أخبرنا أبو صالح منصور بن عبد الوهاب البزاز قال: أخبرنا أبو عمرو بن
حمدان قال: أخبرنا ابن الحسن بن عبد الجبار قال: أخبرنا إبراهيم بن عروة بن
معتم عن أبيه عن الحضرمي عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن عمر
أن امرأة يقال لها أم مهدون كانت تسافح وكانت تشترط للذي يتزوجها أن
تكفيه النفقة وأن رجلاً من المسلمين أراد أن يتزوجها فذكر ذلك للنبي
صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية
{الزَانيةُ لا يَنكِحُها إِلّا زانً}.
_____________________________
قوله تعالى {وَالَّذينَ يَرمونَ أَزواجَهُم} الآية.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الفقيه قال: أخبرنا محمد بن محمد بن
سنان المقري قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: أخبرنا أبو خيثمة قال:
أخبرنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال:
أنا ليلة الجمعة في المسجد إذ دخل رجل من الأنصار فقال: لو أن رجلاً وجد
مع امرأته رجلاً فإن تكلم جلدتموه وإن قتل قتلتموه وإن سكت سكت على
غيظ والله لأسألن عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما كان من الغد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله
فقال:
لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه
أو سكت سكت على غيظ
فقال: اللهم افتح وجعل يدعو
فنزلت آية اللعان
{وَالَّذينَ يَرمونَ أَزواجَهُم وَلَم يَكُن لَّهُم شُهَداءَ إِلّا أَنفُسُهُم}
الآية...
فابتلي به الرجل من بين الناس فجاَء هو وامرأته إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فتلاعنا فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين
ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين
فذهبت لتلتعن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه فلعنت
فلما أدبرت
قال: لعلها أن تجيء به أسوداً جعداً فجاءت به أسود جعداً
رواه مسلم عن أبي خيثمة.
______________________________
قوله تعالى {إِنَّ الَّذينَ جاءُوا بِالإِفكِ عُصبَةٌ مِنكُم} الآيات.
{ قصة حادثة الإفك }
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن
علي المقري قال: أخبرنا أبو يعلى قال: أخبرنا أبو الوسيع الزهراني قال:
أخبرنا فليح بن سليمان المدني عن الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن
المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة زوج
النبي عليه الصلاة والسلام حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله تعالى منه...
ذكروا أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم
قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه
فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه
قالت عائشة رضي الله عنها:
فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم وذلك بعد ما نزلت آية الحجاب فأنا أحمل في هودجي
وأنزل فيه مسيرنا حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته
وقفل ودنونا من المدينة
أذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل ومشيت حتى جاوزت الجيش
فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد من جزع ظفار
قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا
يرحلون فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب
وهم يحسبون أني فيه...
قالت عائشة: وكانت النساء إذ ذاك خفافاً لم يهبلن ولم يغشهن اللحم إنما
يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه
وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي بعد ما استمر
الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي
كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعوا إلي
فبينما أنا جالسة في منزلي غلبتني عيناي فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي
الذكواني قد عرس من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد
إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وقد كان يراني قبل أن يضرب علي
الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني....
فخمرت وجهي بجلبابي والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير
استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطيء على يدها فركبتها فانطلق يقود بي
الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة
وهلك من هلك في
وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي بن سلول فقدمنا المدينة
فاشتكيت حين قدمتها شهراً والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر
بشيء من ذلك ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله
عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي...
إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول: كيف تيكم
فذلك يحزنني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت
وخرجت معي أم مسطح
قبل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلاً إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ
الكنف قريباً من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه وكنا نتأذى
بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا
فانطلقت أنا وأم مسطح وهي بنت أبي رهم بن عبد المطلب بن عبد مناف وأمها
بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وابنها
مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب
فأقبلت أنا وابنة أبي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح
في مرطها فقالت: تعس مسطح
فقلت لها: بئسما قلت أتسبين رجلاً قد شهد بدراً
قالت: أي هنتاه أولم تسمعي ما قال
قلت: وماذا قال فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضاً إلى مرضي فلما
رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم قال: كيف تيكم
قلت: تأذن لي أن آتي أبوي -
قالت: وأنا أريد حينئذ أن أتيقن الخبر من قبلهما...
فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبوي فقلت:
يا أماه ما يتحدث الناس
قالت: يا بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل
ولها ضرائر إلا أكثرن عليها
قالت: فقلت سبحان الله وقد تحدث الناس بهذا قالت: فبكيت تلك الليلة حتى
أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد
حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله..
فأما أسامة بن زيد فأَشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم
من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود فقال:
يا رسول الله هم أهلك وما نعلم إلا خيراً
وأما علي بن أبي طالب فقال: لم يضيق الله تعالى عليك والنساء سواها
كثير وإن تسأل الجارية تصدقك
قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال:
يا بريرة هل رأيت شيئاً يريبك من عائشة
قالت بريرة: والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمراً قط أغمصه عليها أكثر
من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله...
فقالت: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر
من عبد الله بن أبي ابن سلول
______________
يتبع
سورة الكهف
. قوله تعالى {وَاِصبِر نَفسَكَ} الآية.
حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو الحسن بن عيسى
بن عبد ربه الحيري قال: حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي قال:
حدثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني قال: حدثنا سليمان
بن عطاء الحراني عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه ابن مشجعة
بن ربعي الجهني عن سلمان الفارسي قال:
جاءت المؤلفة القلوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة
بن حصن والأقرع بن حابس وذووهم
فقالوا: يا رسول الله إنك لو جلست في صدر المجلس ونحيت عنا
هؤلاء وأرواح جبابهم - يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين
- وكانت عليهم جباب الصوف لم يكن عليهم غيرها- جلسنا
إليك وحادثناك وأخذنا عنك
فأنزل الله تعالى {وَاِتلُ ما أَوحِيَ إِلَيكَ مِن كِتابِ رَبِّكَ لامُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ
وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلتَحَداً. وَاِصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعُونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ
وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ}
حَتّى بلغ {إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمينَ ناراً}
يتهددهم بالنار
فقام النبي صلى الله عليه وسلم يلتمسهم حتى إذا أصابهم في مؤخر
المسجد يذكرون الله تعالى
قال: الحمد الله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال
من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات.
_________________________________
قوله تعالى {وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا} الآية.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا
أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا أبو مالك
عن جوهر عن الضحاك عن ابن عباس قال:
نزلت في أمية بن خلف الجمحي وذلك أنه دعا النبي صلى الله عليه وسلم
إلى أمر كرهه من تحرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة
فأنزل الله تعالى {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا}
________________________________
قوله تعالى {قُل لَّو كانَ البَحرُ مِداداً لِّكَلِماتِ رَبّي} الآية.
قال ابن عباس:
قالت اليهود لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: وما أوتيتم من العلم
إلا قليلاً كيف وقد أوتينا التوراة ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيراً كثيراً
فنزلت {قُل لَّو كانَ البَحرُ مِداداً لِّكَلِماتِ رَبّي} الآية.
__________________________________
قوله تعالى {فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ} الآية.
قال ابن عباس:
نزلت في جندب بن زهير الغامدي وذلك أنه قال:
إني أعمل العمل لله فإذا اطلع عليه سرني
فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى طيب لا يقبل
إلا طيباً ولا يقبل ما روئي فيه
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال مجاهد:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أتصدق وأصل
الرحم ولا أصنع ذلك إلا لله سبحانه وتعالى فيذكر ذلك مني وأحمد
عليه فيسرني ذلك وأعجب به
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً صالحاً
فأنزل الله تعالى
{فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشرِك
بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}.
_________________________________
سورة مريم
قوله عز وجل {وَما نَتَنَزَّلُ إِلّا بِأَمرِ رَبِّكَ} الآية.
وقال مجاهد:
أبطأ الملك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه
فقال لعلي: أبطأت
قال: قد فعلت قال: ولم لا أفعل وأنتم لا تتسوكون ولا تقصون
أظفاركم ولا تنقون براجمكم
قال: وما نتنزل إلا بأمر ربك فنزلت هذه الآية.
وقال عكرمة والضحاك وقتادة ومقاتل والكلبي:
احتبس جبريل عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
سأله قومه عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح
فلم يدر ما يجيبهم ورجا أن يأتيه جبريل عليه السلام بجواب
فسألوه فأبطأ عليه فشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم
مشقة شديدة فلما نزل جبريل عليه السلام
قال له: أبطأت علي حتى ساء ظني واشتقت إليك
فقال جبريل عليه السلام: إني كنت إليك أشوق ولكني عبد مأمور
إذا بعثت نزلت وإذا حبست احتبست
فأنزل الله تعالى هذه الآية
_________________________________
قوله تعالى {وَيَقولُ الِإنسانُ أَئِذا ما مِتُّ لَسَوفَ أُخرَجُ حَيّاً} الآية.
قال الكلبي:
نزلت في أبي بن خلف حين أخذ عظاماً بالية يفتها بيده ويقول:
زعم لكم محمد أنا نبعث بعد ما نموت.
_______________________________
قوله تعالى {أَفَرَأَيتَ الَّذي كَفَرَ بِآَياتِنا} الآية.
وقال الكلبي ومقاتل:
كان خباب بن الأرث قيناً وكان يعمل للعاص بن وائل السهمي وكان
العاص يؤخر حقه فأتاه يتقاضاه
فقال العاص: ما عندي اليوم ما أقضيك فقال:
لست بمفارقك حتى تقضيني
فقال العاص: يا خباب مالك ما كنت هكذا وإن كنت لتحسن الطلب...
فقال خباب: ذاك أني كنت على دينك فأما اليوم فأنا على
الإسلام مفارق لدينك
قال: أولستم تزعمون أن في الجنة ذهباً وفضة وحريراً
قال خباب: بلى
قال: فأخرني حتى أقضيك في الجنة استهزاء فوالله لئن كان ما تقول
حقاً إني لأفضل فيها نصيباً منك
فأنزل الله تعالى {أَفَرَأَيتَ الَّذي كَفَرَ بِآياتِنا}
يعني العاص الآيات.
__________________________________
سورة طه
قوله عز وجل {طَهَ ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآَنَ لِتَشقى}.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا أبو يحيى قال:
حدثنا العسكري قال: حدثنا أبو مالك عن جرير عن الضحاك قال:
لما نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم قام هو وأصحابه فصلوا
فقال كفار قريش: ما أنزل الله تعالى هذا القرآن على محمد
عليه الصلاة والسلام إلا ليشقى به
فأنزل الله تعالى {طَهَ} يقول: يا رجل
{ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقى}.
__________________________________
قوله تعالى {وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ} الآية.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال: أخبرنا شعيب بن محمد البيهقي
قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: حدثنا أبو الأزهر قال: حدثنا روح
عن موسى بن عبيدة الزبدي قال:
أخبرني يزيد بن عبد الله بن فضيل عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم أن ضيفاً نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني
فأرسلني إلى رجل من اليهود يبيع طعاماً
يقول لك محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: نزل بنا ضيف ولم يلق
عندنا بعض الذي نصلحه فبعني كذا وكذا من الدقيق أو سلفني إلى هلال رجب
فقال اليهودي: لا أبيعه ولا أسلفه إلا برهن قال:
فرجعت إليه فأخبرته
قال: والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض ولو أسلفني
أو باعني لأديت إليه اذهب بدرعي
ونزلت هذه الآية تعزية له عن الدنيا
{وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم} الآية.
__________________________________
سورة الأنبياء
قوله تعالى {إِنَّ الَّذينَ سَبَقَت لَهُم مِّنّا الحُسنى}.
أخبرنا عمر بن أحمد بن عمر الأوردي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد نصير
الرازي قال: أخبرنا محمد بن أيوب قال: أخبرنا علي بن المديني قال:
أخبرنا يحيى بن نوح قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قال:
أخبرني أبو زرين عن يحيى عن ابن عباس قال:
آية لا يسألني الناس عنها لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها
أو جهلوها فلا يسألون عنها
قال: وما هي قال: لما نزلت
{إِنَكُم وَما تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُم لَها وَارِدونَ}
شق على قريش
فقالوا: أيشتم آلهتنا فجاء ابن الزبعري فقال:
ما لكم قالوا يشتم آلهتنا قال فما قال
قالوا قال:
{إِنَكُم وَما تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُم لَها وارِدونَ}..
قال: ادعوه لي فلما دعي النبي صلى الله عليه وسلم
قال: يا محمد هذا شيء لآلهتنا خاصة أو لكل من عبد من دون الله
قال: بل لكل من عبد من دون الله
فقال ابن الزبعري: خصمت ورب هذه البنية يعني الكعبة ألست تزعم أن
الملائكة عباد صالحون وأن عيسى عبد صالح وهذه بنو مليح يعبدون
الملائكة وهذه النصارى يعبدون عيسى عليه السلام وهذه اليهود يعبدون عزيراً
قال: فصاح أهل مكة
فأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذينَ سَبَقَت لَهُم مِّنّا الحُسنى}
الملائكة وعيسى وعزير عليهم السلام
{أُولَئِكَ عَنها مُّبعَدونَ}.
_________________________________
سورة الحج
قوله تعالى {وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلى حَرفٍ} الآية.
قال المفسرون:
نزلت في أعراب كانوا يقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة مهاجرين من باديتهم
وكان أحدهم إذا قدم المدينة فإن صح بها ونتجت فرسه مهراً حسناً وولدت
امرأته غلاماً وكثر ماله وماشيته أمن به واطمأن وقال: ما أصبت منذ
دخلت في ديني هذا إلا خيراً
وإن أصابه وجع المدينة وولدت امرأته جارية وأجهضت رماكه وذهب ماله
وتأخرت عنه الصدقة أتاه الشيطان فقال: والله ما أصبت منذ كنت على
دينك هذا إلا شراً فينقلب عن دينه
فأنزل الله تعالى {وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلى حَرفٍ} الآية.
_________________________________
قوله تعالى {هَذانِ خَصمَانِ اِختَصَموا في رَبِّهِم} الآية.
قال ابن عباس:
هم أهل الكتاب قالوا للمؤمنين: نحن أولى بالله منكم وأقدم
منكم كتاباً ونبينا قبل نبيكم.
وقال المؤمنون نحن أحق بالله آمنا بمحمد عليه الصلاة والسلام وآمنا بنبيكم
وبما أنزل من كتاب فأنتم تعرفون نبينا ثم تركتموه وكفرتم به حسداً
وكانت هذه خصومتهم
فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية وهذا قول قتادة.
___________________________________
قوله تعالى {وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَّسولٍ وَلا نَبِيٍّ} الآية.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو بكر بن حيان قال: أخبرنا أبو يحيى
الرازي قال: أخبرنا سهل العسكري قال: أخبرنا يحيى عن عثمان بن
الأسود عن سعيد بن جبير قال:
قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
{أَفَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَالعُزَّى وَمَناتَ الثالِثَةَ الأُخرى}
فألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترتجى ففرح
بذلك المشركون وقالوا: قد ذكر آلهتنا
فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
إعرض علي كلام الله
فلما عرض عليه فقال: أما هذا فلم آتك به هذا من الشيطان
فأنزل الله تعالى
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} .
___________________________________
سورة المؤمنون
قوله عز وجل {قَد أَفلَحَ المُؤمِنونَ} الآية.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري إملاء قال: أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي قال: أخبرنا محمد بن حماد الأبيوردي
قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا يونس بن سليمان قال: أملى يونس الإيلي
عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال:
سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:
كان إذا أنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع عند
وجهه دوي كدوي النحل
فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه
فقال: (اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا
وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا)
ثم قال: لقد أنزلت علينا عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم
قرأ {قَد أَفلَحَ المُؤمِنونَ} إلى عشر آيات
_________________________________
قوله عز وجل {الَّذينَ هُم في صَلاتِهِم خاشِعونَ} الآية.
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم قال:
حدثني أحمد بن يعقوب الثقفي قال: أخبرنا أبو شعيب الحراني قال: أخبرنا
إسماعيل بن علية عن أيوب عن محمد بن سيرين
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزل
{الَّذينَ هُم في صَلاتِهِم خاشِعونَ}.
__________________________________
قوله تعالى {فَتَبارَكَ اللهُ أَحسَنُ الخالِقينَ} الآية.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان
قال: أخبرنا محمد بن سليمان قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن سويد بن
منجوف قال: أخبرنا أبو داود عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن
جدعان عن أنس بن مالك قال:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وافقت ربي في أربع
قلت: يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فأنزل الله تعالى
{وَاِتَّخِذوا مِن مَّقامِ إِبراهيمَ مُصَلّى}
وقلت: يا رسول الله لو اتخذت على نسائك حجاباً فإنه يدخل عليك البر والفاجر
فأنزل الله تعالى
{وَإِذا سَأَلتُموهُنَّ مَتاعاً فاسأَلُوهُنَّ مِن وَراءِ حِجابٍ}
وقلت لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم لتنتهن أو ليبدلنه الله سبحانه أزواجاً
خيراً منكن فأنزل الله
{عَسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبدِلَهُ أَزواجاً خَيراً مِّنكُنَّ} الآية
ونزلت {وَلَقَد خَلَقنا الإِنسانَ مِّن سُلالَةٍ مِّن طينٍ}
إلى قوله تعالى {ثُمَّ أَنشَأناهُ خَلقاً آَخَرَ}
فقلت: {فَتَبارَكَ اللهُ أَحسَنُ الخالِقينَ}.
_________________________________
سورة النور
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم.
قوله عز وجل {الزاني لا يَنكِحُ إِلّا زانِيَةً أَو مُشرِكَةً} الآية.
قال المفسرون:
قدم المهاجرون إلى المدينة وفيهم فقراء ليست لهم أموال وبالمدينة
نساء بغايا مسافحات يكرين أنفسهن وهن يومئذ أخصب أهل المدينة فرغب
في كسبهن ناس من فقراء المهاجرين فقالوا: لو أنا تزوجنا منهن فعشنا معهن
إلى أن يغنينا الله تعالى عنهن فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم
في ذلك فنزلت هذه الآية وحرم فيها نكاح الزانية صيانة للمؤمنين عن ذلك.
أخبرنا أبو صالح منصور بن عبد الوهاب البزاز قال: أخبرنا أبو عمرو بن
حمدان قال: أخبرنا ابن الحسن بن عبد الجبار قال: أخبرنا إبراهيم بن عروة بن
معتم عن أبيه عن الحضرمي عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن عمر
أن امرأة يقال لها أم مهدون كانت تسافح وكانت تشترط للذي يتزوجها أن
تكفيه النفقة وأن رجلاً من المسلمين أراد أن يتزوجها فذكر ذلك للنبي
صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية
{الزَانيةُ لا يَنكِحُها إِلّا زانً}.
_____________________________
قوله تعالى {وَالَّذينَ يَرمونَ أَزواجَهُم} الآية.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الفقيه قال: أخبرنا محمد بن محمد بن
سنان المقري قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: أخبرنا أبو خيثمة قال:
أخبرنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال:
أنا ليلة الجمعة في المسجد إذ دخل رجل من الأنصار فقال: لو أن رجلاً وجد
مع امرأته رجلاً فإن تكلم جلدتموه وإن قتل قتلتموه وإن سكت سكت على
غيظ والله لأسألن عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما كان من الغد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله
فقال:
لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه
أو سكت سكت على غيظ
فقال: اللهم افتح وجعل يدعو
فنزلت آية اللعان
{وَالَّذينَ يَرمونَ أَزواجَهُم وَلَم يَكُن لَّهُم شُهَداءَ إِلّا أَنفُسُهُم}
الآية...
فابتلي به الرجل من بين الناس فجاَء هو وامرأته إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فتلاعنا فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين
ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين
فذهبت لتلتعن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه فلعنت
فلما أدبرت
قال: لعلها أن تجيء به أسوداً جعداً فجاءت به أسود جعداً
رواه مسلم عن أبي خيثمة.
______________________________
قوله تعالى {إِنَّ الَّذينَ جاءُوا بِالإِفكِ عُصبَةٌ مِنكُم} الآيات.
{ قصة حادثة الإفك }
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن
علي المقري قال: أخبرنا أبو يعلى قال: أخبرنا أبو الوسيع الزهراني قال:
أخبرنا فليح بن سليمان المدني عن الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن
المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة زوج
النبي عليه الصلاة والسلام حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله تعالى منه...
ذكروا أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم
قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه
فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه
قالت عائشة رضي الله عنها:
فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم وذلك بعد ما نزلت آية الحجاب فأنا أحمل في هودجي
وأنزل فيه مسيرنا حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته
وقفل ودنونا من المدينة
أذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل ومشيت حتى جاوزت الجيش
فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد من جزع ظفار
قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا
يرحلون فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب
وهم يحسبون أني فيه...
قالت عائشة: وكانت النساء إذ ذاك خفافاً لم يهبلن ولم يغشهن اللحم إنما
يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه
وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي بعد ما استمر
الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي
كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعوا إلي
فبينما أنا جالسة في منزلي غلبتني عيناي فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي
الذكواني قد عرس من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد
إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وقد كان يراني قبل أن يضرب علي
الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني....
فخمرت وجهي بجلبابي والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير
استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطيء على يدها فركبتها فانطلق يقود بي
الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة
وهلك من هلك في
وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي بن سلول فقدمنا المدينة
فاشتكيت حين قدمتها شهراً والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر
بشيء من ذلك ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله
عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي...
إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول: كيف تيكم
فذلك يحزنني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت
وخرجت معي أم مسطح
قبل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلاً إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ
الكنف قريباً من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه وكنا نتأذى
بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا
فانطلقت أنا وأم مسطح وهي بنت أبي رهم بن عبد المطلب بن عبد مناف وأمها
بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وابنها
مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب
فأقبلت أنا وابنة أبي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح
في مرطها فقالت: تعس مسطح
فقلت لها: بئسما قلت أتسبين رجلاً قد شهد بدراً
قالت: أي هنتاه أولم تسمعي ما قال
قلت: وماذا قال فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضاً إلى مرضي فلما
رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم قال: كيف تيكم
قلت: تأذن لي أن آتي أبوي -
قالت: وأنا أريد حينئذ أن أتيقن الخبر من قبلهما...
فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبوي فقلت:
يا أماه ما يتحدث الناس
قالت: يا بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل
ولها ضرائر إلا أكثرن عليها
قالت: فقلت سبحان الله وقد تحدث الناس بهذا قالت: فبكيت تلك الليلة حتى
أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد
حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله..
فأما أسامة بن زيد فأَشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم
من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود فقال:
يا رسول الله هم أهلك وما نعلم إلا خيراً
وأما علي بن أبي طالب فقال: لم يضيق الله تعالى عليك والنساء سواها
كثير وإن تسأل الجارية تصدقك
قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال:
يا بريرة هل رأيت شيئاً يريبك من عائشة
قالت بريرة: والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمراً قط أغمصه عليها أكثر
من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله...
فقالت: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر
من عبد الله بن أبي ابن سلول
______________
يتبع
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
فقال وهو على المنبر: يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه
في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً ولقد ذكروا رجلاً ما علمت
عليه إلا خيراً وما كان يدخل على أهلي إلا معي
فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: يا رسول الله أنا أعذرك منه إن كان من
الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج
أمرتنا ففعلنا أمرك
قال: فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلاً صالحاً
ولكن احتملته الحمية.
فقال لسعد بن معاذ: كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر قتله فقام أسيد بن الحضير
وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه
إنك منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان من الأوس والخزرج حتى
هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم
يزل يخفضهم حتى سكتوا وسكت
قالت عائشة: وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم وأبواي
يظنان أن البكاء فالق كبدي
قالت: فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت علي امرأة من الأنصار
فأذنت لها وجلست تبكي معي
قالت: فبينا نحن على ذلك إذ دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
جلس ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل وقد لبث شهراً
لا يوحى إليه في شأني شيء
قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس...
ثم قال:
أما بعد يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله
وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف
بذنبه ثم تاب تاب الله عليه
قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى
ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيما قال...
قال والله ما أدري ما أقول لرسول الله
فقلت لأمي: أجيبي رسول الله فقالت:
والله ما أدري ما أقول لرسول الله
فقلت: وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن: والله لقد عرفت أنكم
سمعتم هذا وقد استقر في نفوسكم فصدقتم به ولئن قلت لكم إني بريئة والله
يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه
بريئة لتصدقني والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا ما قال أبو يوسف
{فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ}...
قالت: ثم تحولت واضطجعت على فراشي قالت: وأنا والله حينئذ أعلم أني
بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني
وحي يتلى ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله تعالى في بأمر
يتلى ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم
رؤية يبرئني الله تعالى بها
قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله ولا خرج من أهل
البيت أحد حتى أنزل الله تعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام وأخذه
ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من
العرق في اليوم الشاتي من ثقل القول الذي أنزل عليه...
قالت: فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سري
عنه وهو يضحك
وكان أول كلمة تكلم بها أن قال:
البشرى يا عائشة أما والله لقد برأك الله فقالت لي أمي:
قومي إليه
فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله سبحانه تعالى هو الذي برأني
قالت: فأنزل الله سبحانه وتعالى
{إِنَّ الَّذينَ جاءُوا بِالِإفكِ عُصبَةٌ مِنكُم} العشر آيات...
فلما أنزل الله تعالى هذه الآية في براءتي قال الصديق وكان ينفق على مسطح
لقرابته وفقره: والله لا أنفق عليه شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة ما قال
فأنزل الله تعالى
{وَلا يَأَتَلِ أُولُوا الفَضلِ مِنكُم وَالسِعَةِ أَن يُؤتوا أُولي القُربى}
إلى قوله {أَلا تُحِبّونَ أَن يَغفِرَ اللهُ لَكُم}
فقال أبو بكر: والله إني أحب أن يغفر الله لي
فرجع إلى مسطح النفقة التي كانت عليه وقال:
لا أنزعها منه أبداً...
________________________________________
سورة الفرقان
قوله تعالى {تَبارَكَ الَّذي إِن شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيراً مِّن ذَلِكَ} الآية.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المقرئ قال: أخبرنا أحمد بن أبي الفرات
قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري قال: أخبرنا محمد بن
حميد بن فرقد قال: أخبرنا إسحاق بن بشر قال: أخبرنا جوهر عن
الضحاك عن ابن عباس قال:
لما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة
قالوا: ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق حزن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فنزل جبريل عليه السلام من عند ربه
معزياً له
فقال: السلام عليك يا رسول الله رب العزة يقرئك السلام ويقول لك
{وَما أَرسَلنا قَبلَكَ مِنَ المُرسَلينَ إِلا إِنَّهُم لَيَأكُلونَ الطَعامَ وَيَمشونَ في الأَسواقِ}
أي يبتغون المعاش في الدنيا...
قال: فبينما جبريل عليه السلام والنبي صلى الله عليه وسلم يتحدثان
إذ ذاب جبريل عليه السلام حتى صار مثل الهدرة
قيل: يا رسول الله وما الهدرة قال: العدسة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما لك ذبت حتى صرت مثل الهدرة
قال: يا محمد فتح باب من أبواب السماء ولم يكن فتح قبل ذلك اليوم
وإني أخاف أن يعذب قومك عند تعييرهم إياك بالفاقة
وأقبل النبي وجبريل عليهما السلام يبكيان إذ عاد جبريل
عليه السلام إلى حاله
فقال: أبشر يا محمد هذا رضوان خازن الجنة قد أتاك بالرضا من ربك
فأقبل رضوان حتى سلم
ثم قال: يا محمد رب العزة يقرئك السلام ومعه سفط من نور يتلألأ
ويقول لك ربك: هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع مالا ينتقص لك مما عنده
في الآخرة مثل جناح بعوضة...
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام كالمستشير
به فضرب جبريل بيده إلى الأرض
فقال: تواضع لله
فقال: يا رضوان لا حاجة لي فيها الفقر أحب إلي
وأن أكون عبداً صابراً شكوراً
فقال رضوان عليه السلام: أصبت أصاب الله بك وجاء نداء من السماء
فرفع جبريل عليه السلام رأسه فإذا السموات قد فتحت أبوابها إلى العرش
وأوحى الله تعالى إلى جنة عدن أن تدلي غصناً من أغصانها عليه عذق
عليه غرفة من زبرجدة خضراء لها سبعون ألف باب
من ياقوتة حمراء...
فقال جبريل عليه السلام: يا محمد ارفع بصرك فرفع
فرأى منازل الأنبياء وغرفهم
فإذا منازله فوق منازل الأنبياء فضلاً له خاصة ومناد ينادي:
أرضيت يا محمد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: رضيت فاجعل ما أردت أن تعطيني
في الدنيا ذخيرة عندك في الشفاعة يوم القيامة.
ويرون أن هذه الآية أنزلها رضوان {تَبارَكَ الَّذي إِن شاءَ}.
__________________________________
قوله تعالى {وَيومَ يَعَضُّ الظالِمُ عَلى يَدَيهِ} الآية.
قال ابن عباس في رواية عطاء الخراساني:
كان أبي بن خلف يحضر النبي صلى الله عليه وسلم ويجالسه ويستمع
إلى كلامه من غير أن يؤمن به فزجره عقبة بن أبي معيط عن ذلك
فنزلت هذه الآية.
وقال الشعبي: وكان عقبة خليلاً لأمية بن خلف فأسلم عقبة
فقال أمية: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمداً
عليه الصلاة والسلام وكفر وارتد لرضا أمية
فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى {وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آَخَرَ} إلى آخر الآيات.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن حجي قال: أخبرنا والدي قال: أخبرنا محمد بن
إسحاق الثقفي قال: أخبرنا إبراهيم الحنظلي ومحمد بن صباح قالا:
حدثنا جرير عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن عمرو
بن شرحبيل عن أبي ميسرة عن
عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أي الذنب أعظم
قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك قال: قلت ثم أي
قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قال: قلت ثم أي
قال: أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله تعالى تصديقاً لذلك
{وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آَخَرَ وَلا يَقتُلونَ النَفسَ الَّتي
حَرَّمَ اللهُ إِلّا بِالحَقِّ وَلا يَزنونَ}
رواه البخاري ومسلم عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير.
________________________________
سورة القصص
قوله تعالى {إِنَّكَ لا تَهدي مَن أَحبَبتَ} الآية.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي قال: أخبرنا محمد بن
عبد الله بن محمد بن خمرويه قال: أخبرنا علي بن محمد الخزاعي قال:
أخبرنا أبو اليمان الحكم بن رافع قال: أخبرني شعيب عن الزهري قال:
أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال:
لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد
عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله سبحانه وتعالى
فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية أترغب عن ملة عبد المطلب
فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه
ويعاودانه بتلك المقالة حتى
قال أبو طالب آخر ما كلمهم به:
أنا على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لأستغفرن لك ما لم أنه عنك
فأنزل الله عز وجل
{ما كانَ لِلنَبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ وَلو كانوا أُولي قُربى}
الآية
وأنزل في أبي طالب
{إِنَّكَ لا تَهدي مَن أَحبَبتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهدي مَن يَشاءُ}
رواه البخاري عن أبي اليمان ورواه مسلم عن حرملة عن ابن
وهب عن يونس عن الزهري.
___________________________________
قوله تعالى {وَقالوا إِن نَّتَّبِعُ الهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفُ مِن أَرضِنا}.
نزلت في الحرث بن عثمان بن عبد مناف وذلك أنه
قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لنعلم أن الذي تقول حق ولكن يمنعنا من
إتباعك أن العرب تخطفنا من أرضنا لإجماعهم على خلافنا
ولا طاقة لنا بهم
فأنزل الله تعالى قوله تعالى
{أَفَمَن وَعَدناهُ وَعداً حَسناً فَهو لاقيهِ}
___________________________________
سورة العنكبوت
قوله تعالى {الَمَ أَحَسِبَ الناسُ} الآيتان(1 ، 2).
قال الشعبي:
نزلت في أناس كانوا بمكة قد أقروا بالإسلام فكتب إليهم أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم من المدينة أنه لا يقبل منكم إقرار
ولا إسلام حتى تهاجروا
فخرجوا عامدين إلى المدينة فاتبعهم المشركون فآذوهم
فنزلت فيهم هذه الآية وكتبوا إليهم أن قد نزلت فيكم آية كذا وكذا
فقالوا:
نخرج فإن اتبعنا أحد قاتلناه فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم فمنهم
من قتل ومنهم من نجا
فأنزل الله تعالى فيهم {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذينَ هاجَروا مِن بَعدِ ما فُتِنوا}
الآية.
___________________________________
قوله تعالى {وَمِن الناسِ مَن يَقولُ آَمَنّا بِاللهِ}
قال الضحاك:
نزلت في أناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون فإذا أوذوا
رجعوا إلى الشرك.
___________________________________
قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا} الآية.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي قال: أخبرنا أبو محمد بن حيان قال:
أخبرنا أحمد بن جعفر الجمال قال: أخبرنا عبد الواحد بن محمد البجلي قال:
أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا الجرّاح بن منهال، عن الزهري -
وهو عبد الرحمن بن عطاء- عن عطاء، عن ابن عمر قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حتى دخل بعض حيطان
الأنصار، فجعل يلقط من التمر ويأكل،
فقال: (يا ابن عمر مالك لا تأكل؟) فقلت:
لا أشتهيه يا رسول الله،
فقال: (لكني أشتهيه، وهذه صبيحة رابعة ما ذقت طعامًا، ولو شئت لدعوت ربي
فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في
قوم يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين؟)
قال: فوالله ما برحنا حتى نـزلت:
{وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
__________________________________
سورة الروم
قوله تعالى {الَمَ غُلِبَتِ الرُومُ} الآية.
قال المفسرون:
بعث كسرى جيشاً إلى الروم واستعمل عليهم رجلاً يسمى شهريران
فسار إلى الروم بأهل فارس وظهر عليهم فقتلهم وخرب
مدائنهم وقطع زيتونهم
وكان قيصر بعث رجلاً يدعى يحنس فالتقى مع شهريران بأذرعات وبصرى
وهي أدنى الشام إلى أرض العرب فغلب فارس الروم
وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة فشق ذلك عليهم
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يظهر الأميون من أهل المجوس
على أهل الكتاب من الروم وفرح كفار مكة وشمتوا
فلقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنكم أهل كتاب والنصارى
أهل كتاب ونحن أميون وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم
من الروم وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم
فأنزل الله تعالى {الَمَ غُلِبَتِ الرُومُ في أَدنى الأَرضِ}
إلى آخر الآيات.
* بِنَصْرِ اللَّهِ} قال: يفرح المؤمنون بظهور الروم على فارس.
_________________________________
سورة لقمان
قوله تعالى {وَوَصَّينا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ حُسناً} الآية.
قال المفسرون:
نزلت في سعد بن أبي وقاص.
وذلك أنه لما أسلم قالت له أمه جميلة: يا سعد بلغني أنك صبوت فوالله
لا يظلني سقف بيت من الضح والريح ولا آكل ولا أشرب حتى تكفر
بمحمد عليه الصلاة والسلام وترجع إلى ما كنت عليه
وكان أحب ولدها إليها فأبى سعد
فصبرت هي ثلاثة أيام لم تأكل ولم تشرب ولم تستظل بظل حتى خشي
عليها فأتى سعد النبي صلى الله عليه وسلم وشكا ذلك إليه
فأنزل الله تعالى هذه الآية والتي في لقمان والأحقاف.
__________________________________
قوله تعالى {وَإِن جاهَداكَ لِتُشرِكَ بي} الآية.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن محمد
بن جعفر قال: أخبرنا أبو يعلى قال: أخبرنا أحمد بن أيوب بن راشد الضبي
قال: أخبرنا مسلمة بن علقمة قال: أخبرنا داود بن أبي هند عن أبي عثمان
النهدي أن سعد بن مالك قال: أنزلت في هذه الآية {وَإِن جاهَداكَ لِتُشرِكَ
بي ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ فَلا تُطِعهُما} قال:
كنت رجلاً براً بأمي فلما أسلمت قالت: يا سعد ما هذا الدين الذي قد أحدثت
لتدعن عن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير
بي فيقال يا قاتل أمه
قلت: لا تفعلي يا أمه فإني لا أدع ديني هذا لشيء
قال: فمكثت يوماً لا تأكل فأصبحت قد جهدت قال فمكثت يوماً آخر وليلة
لا تأكل فأصبحت وقد اشتد جهدها
قال: فلما رأيت ذلك قلت تعلمين والله يا أمه لو كانت لك مائة نفس فخرجت
نفساً نفساً ما تركت ديني هذا لشيء إن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلي
فلما رأت ذلك أكلت
فأنزلت هذه الآية {وَإِن جاهَداكَ} الآية.
________________________________
قوله تعالى {وَمِن الناسِ مَن يَشتَري لَهوَ الحَديثِ}.
قال الكلبي ومقاتل:
نزلت في النضر بن الحارث.
وذلك أنه كان يخرج تاجراً إلى فارس فيشتري أخبار الأعاجم فيرويها
ويحدث بها قريشاً ويقول لهم: إن محمداً عليه الصلاة والسلام يحدثكم بحديث
عاد وثمود وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة
فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن
فنزلت فيه هذه الآية.
وقال مجاهد:
نزلت في شراء القيان والمغنيات.
وما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله تعالى عليه شيطانين أحدهما على هذا المنكب والآخر على هذا المنكب فلا يزالان يضربان بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت.
_________________________________
قوله تعالى {وَاِتَّبِع سَبيلَ مَن أَنابَ إِلَيَّ}.
نزلت في أبي بكر رضي الله عنه قال عطاء عن ابن عباس:
يريد أبا بكر وذلك أنه حين أسلم أتاه عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي
وقاص وسعيد بن زيد وعثمان وطلحة والزبير
فقالوا: لأبي بكر رضي الله عنه:
آمنت وصدقت محمداً عليه الصلاة والسلام
فقال أبو بكر: نعم
فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنوا وصدقوا
فأنزل الله تعالى يقول لسعد
{وَاِتَّبِع سَبيلَ مَن أَنابَ إِلَيَّ} يعني أبا بكر رضي الله عنه.
__________________________________
قوله تعالى {وَلَو أَنَّما في الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ}.
قال المفسرون:
سألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح
فأنزل الله
{وَيَسئَلونَكَ عَنِ الرُوحِ قُلِ الرُوح ُمِن أَمرِ رَبّي وَما أُوتيتُم مِّنَ العِلمِ إِلّا قَليلاً}
فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أتاه أحبار اليهود
فقالوا: يا محمد بلغنا عنك أنك تقول
{وَما أُوتيتُم مِّنَ العِلمِ إِلاّ قَليلاً} أفتعنينا أم قومك
فقال: كلاً قد عنيت
قالوا: ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة وفيها علم كل شيء
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هي في علم الله سبحانه قليل ولقد آتاكم الله تعالى ما إن
عملتم به انتفعتم به
فقالوا: يا محمد كيف تزعم هذا أنت تقول
{وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أُوتِيَ خَيراً كَثيراً}
وكيف يجتمع هذا علم قليل وخير كثير
فأنزل الله تعالى {وَلَو أَنَّما في الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ} الآية.
________________________________
قوله تعالى {إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلمُ الساعَةِ}.
نزلت في الحارث بن عمرو بن حارثة بن محارب بن حفصة
من أهل البادية
أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الساعة ووقتها
وقال:
إن أرضنا أجدبت فمتى ينزل الغيث وتركت امرأتي حبلى فماذا تلد وقد
علمت أين ولدت فبأي أرض أموت
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا أبو عبد الله بن إسحاق قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن
مطر قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي سويد قال: حدثنا أبو حذيفة قال:
حدثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مفاتيح الغيب خمسة
لا يعلمهم إلا الله تعالى
لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ولا يعلم
ما في غد إلا الله ولا يعلم بأي أرض تموت إلا الله ولا يعلم
متى ينزل الغيث إلا الله.
رواه البخاري عن محمد بن يوسف عن سفيان.
________________________________
يتبع
فقال وهو على المنبر: يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه
في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً ولقد ذكروا رجلاً ما علمت
عليه إلا خيراً وما كان يدخل على أهلي إلا معي
فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: يا رسول الله أنا أعذرك منه إن كان من
الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج
أمرتنا ففعلنا أمرك
قال: فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلاً صالحاً
ولكن احتملته الحمية.
فقال لسعد بن معاذ: كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر قتله فقام أسيد بن الحضير
وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه
إنك منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان من الأوس والخزرج حتى
هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم
يزل يخفضهم حتى سكتوا وسكت
قالت عائشة: وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم وأبواي
يظنان أن البكاء فالق كبدي
قالت: فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت علي امرأة من الأنصار
فأذنت لها وجلست تبكي معي
قالت: فبينا نحن على ذلك إذ دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
جلس ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل وقد لبث شهراً
لا يوحى إليه في شأني شيء
قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس...
ثم قال:
أما بعد يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله
وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف
بذنبه ثم تاب تاب الله عليه
قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى
ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيما قال...
قال والله ما أدري ما أقول لرسول الله
فقلت لأمي: أجيبي رسول الله فقالت:
والله ما أدري ما أقول لرسول الله
فقلت: وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن: والله لقد عرفت أنكم
سمعتم هذا وقد استقر في نفوسكم فصدقتم به ولئن قلت لكم إني بريئة والله
يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه
بريئة لتصدقني والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا ما قال أبو يوسف
{فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ}...
قالت: ثم تحولت واضطجعت على فراشي قالت: وأنا والله حينئذ أعلم أني
بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني
وحي يتلى ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله تعالى في بأمر
يتلى ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم
رؤية يبرئني الله تعالى بها
قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله ولا خرج من أهل
البيت أحد حتى أنزل الله تعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام وأخذه
ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من
العرق في اليوم الشاتي من ثقل القول الذي أنزل عليه...
قالت: فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سري
عنه وهو يضحك
وكان أول كلمة تكلم بها أن قال:
البشرى يا عائشة أما والله لقد برأك الله فقالت لي أمي:
قومي إليه
فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله سبحانه تعالى هو الذي برأني
قالت: فأنزل الله سبحانه وتعالى
{إِنَّ الَّذينَ جاءُوا بِالِإفكِ عُصبَةٌ مِنكُم} العشر آيات...
فلما أنزل الله تعالى هذه الآية في براءتي قال الصديق وكان ينفق على مسطح
لقرابته وفقره: والله لا أنفق عليه شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة ما قال
فأنزل الله تعالى
{وَلا يَأَتَلِ أُولُوا الفَضلِ مِنكُم وَالسِعَةِ أَن يُؤتوا أُولي القُربى}
إلى قوله {أَلا تُحِبّونَ أَن يَغفِرَ اللهُ لَكُم}
فقال أبو بكر: والله إني أحب أن يغفر الله لي
فرجع إلى مسطح النفقة التي كانت عليه وقال:
لا أنزعها منه أبداً...
________________________________________
سورة الفرقان
قوله تعالى {تَبارَكَ الَّذي إِن شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيراً مِّن ذَلِكَ} الآية.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المقرئ قال: أخبرنا أحمد بن أبي الفرات
قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري قال: أخبرنا محمد بن
حميد بن فرقد قال: أخبرنا إسحاق بن بشر قال: أخبرنا جوهر عن
الضحاك عن ابن عباس قال:
لما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة
قالوا: ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق حزن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فنزل جبريل عليه السلام من عند ربه
معزياً له
فقال: السلام عليك يا رسول الله رب العزة يقرئك السلام ويقول لك
{وَما أَرسَلنا قَبلَكَ مِنَ المُرسَلينَ إِلا إِنَّهُم لَيَأكُلونَ الطَعامَ وَيَمشونَ في الأَسواقِ}
أي يبتغون المعاش في الدنيا...
قال: فبينما جبريل عليه السلام والنبي صلى الله عليه وسلم يتحدثان
إذ ذاب جبريل عليه السلام حتى صار مثل الهدرة
قيل: يا رسول الله وما الهدرة قال: العدسة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما لك ذبت حتى صرت مثل الهدرة
قال: يا محمد فتح باب من أبواب السماء ولم يكن فتح قبل ذلك اليوم
وإني أخاف أن يعذب قومك عند تعييرهم إياك بالفاقة
وأقبل النبي وجبريل عليهما السلام يبكيان إذ عاد جبريل
عليه السلام إلى حاله
فقال: أبشر يا محمد هذا رضوان خازن الجنة قد أتاك بالرضا من ربك
فأقبل رضوان حتى سلم
ثم قال: يا محمد رب العزة يقرئك السلام ومعه سفط من نور يتلألأ
ويقول لك ربك: هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع مالا ينتقص لك مما عنده
في الآخرة مثل جناح بعوضة...
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام كالمستشير
به فضرب جبريل بيده إلى الأرض
فقال: تواضع لله
فقال: يا رضوان لا حاجة لي فيها الفقر أحب إلي
وأن أكون عبداً صابراً شكوراً
فقال رضوان عليه السلام: أصبت أصاب الله بك وجاء نداء من السماء
فرفع جبريل عليه السلام رأسه فإذا السموات قد فتحت أبوابها إلى العرش
وأوحى الله تعالى إلى جنة عدن أن تدلي غصناً من أغصانها عليه عذق
عليه غرفة من زبرجدة خضراء لها سبعون ألف باب
من ياقوتة حمراء...
فقال جبريل عليه السلام: يا محمد ارفع بصرك فرفع
فرأى منازل الأنبياء وغرفهم
فإذا منازله فوق منازل الأنبياء فضلاً له خاصة ومناد ينادي:
أرضيت يا محمد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: رضيت فاجعل ما أردت أن تعطيني
في الدنيا ذخيرة عندك في الشفاعة يوم القيامة.
ويرون أن هذه الآية أنزلها رضوان {تَبارَكَ الَّذي إِن شاءَ}.
__________________________________
قوله تعالى {وَيومَ يَعَضُّ الظالِمُ عَلى يَدَيهِ} الآية.
قال ابن عباس في رواية عطاء الخراساني:
كان أبي بن خلف يحضر النبي صلى الله عليه وسلم ويجالسه ويستمع
إلى كلامه من غير أن يؤمن به فزجره عقبة بن أبي معيط عن ذلك
فنزلت هذه الآية.
وقال الشعبي: وكان عقبة خليلاً لأمية بن خلف فأسلم عقبة
فقال أمية: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمداً
عليه الصلاة والسلام وكفر وارتد لرضا أمية
فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى {وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آَخَرَ} إلى آخر الآيات.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن حجي قال: أخبرنا والدي قال: أخبرنا محمد بن
إسحاق الثقفي قال: أخبرنا إبراهيم الحنظلي ومحمد بن صباح قالا:
حدثنا جرير عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن عمرو
بن شرحبيل عن أبي ميسرة عن
عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أي الذنب أعظم
قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك قال: قلت ثم أي
قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قال: قلت ثم أي
قال: أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله تعالى تصديقاً لذلك
{وَالَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً آَخَرَ وَلا يَقتُلونَ النَفسَ الَّتي
حَرَّمَ اللهُ إِلّا بِالحَقِّ وَلا يَزنونَ}
رواه البخاري ومسلم عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير.
________________________________
سورة القصص
قوله تعالى {إِنَّكَ لا تَهدي مَن أَحبَبتَ} الآية.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي قال: أخبرنا محمد بن
عبد الله بن محمد بن خمرويه قال: أخبرنا علي بن محمد الخزاعي قال:
أخبرنا أبو اليمان الحكم بن رافع قال: أخبرني شعيب عن الزهري قال:
أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال:
لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد
عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله سبحانه وتعالى
فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية أترغب عن ملة عبد المطلب
فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه
ويعاودانه بتلك المقالة حتى
قال أبو طالب آخر ما كلمهم به:
أنا على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لأستغفرن لك ما لم أنه عنك
فأنزل الله عز وجل
{ما كانَ لِلنَبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ وَلو كانوا أُولي قُربى}
الآية
وأنزل في أبي طالب
{إِنَّكَ لا تَهدي مَن أَحبَبتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهدي مَن يَشاءُ}
رواه البخاري عن أبي اليمان ورواه مسلم عن حرملة عن ابن
وهب عن يونس عن الزهري.
___________________________________
قوله تعالى {وَقالوا إِن نَّتَّبِعُ الهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفُ مِن أَرضِنا}.
نزلت في الحرث بن عثمان بن عبد مناف وذلك أنه
قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لنعلم أن الذي تقول حق ولكن يمنعنا من
إتباعك أن العرب تخطفنا من أرضنا لإجماعهم على خلافنا
ولا طاقة لنا بهم
فأنزل الله تعالى قوله تعالى
{أَفَمَن وَعَدناهُ وَعداً حَسناً فَهو لاقيهِ}
___________________________________
سورة العنكبوت
قوله تعالى {الَمَ أَحَسِبَ الناسُ} الآيتان(1 ، 2).
قال الشعبي:
نزلت في أناس كانوا بمكة قد أقروا بالإسلام فكتب إليهم أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم من المدينة أنه لا يقبل منكم إقرار
ولا إسلام حتى تهاجروا
فخرجوا عامدين إلى المدينة فاتبعهم المشركون فآذوهم
فنزلت فيهم هذه الآية وكتبوا إليهم أن قد نزلت فيكم آية كذا وكذا
فقالوا:
نخرج فإن اتبعنا أحد قاتلناه فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم فمنهم
من قتل ومنهم من نجا
فأنزل الله تعالى فيهم {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذينَ هاجَروا مِن بَعدِ ما فُتِنوا}
الآية.
___________________________________
قوله تعالى {وَمِن الناسِ مَن يَقولُ آَمَنّا بِاللهِ}
قال الضحاك:
نزلت في أناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون فإذا أوذوا
رجعوا إلى الشرك.
___________________________________
قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا} الآية.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي قال: أخبرنا أبو محمد بن حيان قال:
أخبرنا أحمد بن جعفر الجمال قال: أخبرنا عبد الواحد بن محمد البجلي قال:
أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا الجرّاح بن منهال، عن الزهري -
وهو عبد الرحمن بن عطاء- عن عطاء، عن ابن عمر قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حتى دخل بعض حيطان
الأنصار، فجعل يلقط من التمر ويأكل،
فقال: (يا ابن عمر مالك لا تأكل؟) فقلت:
لا أشتهيه يا رسول الله،
فقال: (لكني أشتهيه، وهذه صبيحة رابعة ما ذقت طعامًا، ولو شئت لدعوت ربي
فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في
قوم يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين؟)
قال: فوالله ما برحنا حتى نـزلت:
{وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
__________________________________
سورة الروم
قوله تعالى {الَمَ غُلِبَتِ الرُومُ} الآية.
قال المفسرون:
بعث كسرى جيشاً إلى الروم واستعمل عليهم رجلاً يسمى شهريران
فسار إلى الروم بأهل فارس وظهر عليهم فقتلهم وخرب
مدائنهم وقطع زيتونهم
وكان قيصر بعث رجلاً يدعى يحنس فالتقى مع شهريران بأذرعات وبصرى
وهي أدنى الشام إلى أرض العرب فغلب فارس الروم
وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة فشق ذلك عليهم
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يظهر الأميون من أهل المجوس
على أهل الكتاب من الروم وفرح كفار مكة وشمتوا
فلقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنكم أهل كتاب والنصارى
أهل كتاب ونحن أميون وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم
من الروم وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم
فأنزل الله تعالى {الَمَ غُلِبَتِ الرُومُ في أَدنى الأَرضِ}
إلى آخر الآيات.
* بِنَصْرِ اللَّهِ} قال: يفرح المؤمنون بظهور الروم على فارس.
_________________________________
سورة لقمان
قوله تعالى {وَوَصَّينا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ حُسناً} الآية.
قال المفسرون:
نزلت في سعد بن أبي وقاص.
وذلك أنه لما أسلم قالت له أمه جميلة: يا سعد بلغني أنك صبوت فوالله
لا يظلني سقف بيت من الضح والريح ولا آكل ولا أشرب حتى تكفر
بمحمد عليه الصلاة والسلام وترجع إلى ما كنت عليه
وكان أحب ولدها إليها فأبى سعد
فصبرت هي ثلاثة أيام لم تأكل ولم تشرب ولم تستظل بظل حتى خشي
عليها فأتى سعد النبي صلى الله عليه وسلم وشكا ذلك إليه
فأنزل الله تعالى هذه الآية والتي في لقمان والأحقاف.
__________________________________
قوله تعالى {وَإِن جاهَداكَ لِتُشرِكَ بي} الآية.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن محمد
بن جعفر قال: أخبرنا أبو يعلى قال: أخبرنا أحمد بن أيوب بن راشد الضبي
قال: أخبرنا مسلمة بن علقمة قال: أخبرنا داود بن أبي هند عن أبي عثمان
النهدي أن سعد بن مالك قال: أنزلت في هذه الآية {وَإِن جاهَداكَ لِتُشرِكَ
بي ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ فَلا تُطِعهُما} قال:
كنت رجلاً براً بأمي فلما أسلمت قالت: يا سعد ما هذا الدين الذي قد أحدثت
لتدعن عن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير
بي فيقال يا قاتل أمه
قلت: لا تفعلي يا أمه فإني لا أدع ديني هذا لشيء
قال: فمكثت يوماً لا تأكل فأصبحت قد جهدت قال فمكثت يوماً آخر وليلة
لا تأكل فأصبحت وقد اشتد جهدها
قال: فلما رأيت ذلك قلت تعلمين والله يا أمه لو كانت لك مائة نفس فخرجت
نفساً نفساً ما تركت ديني هذا لشيء إن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلي
فلما رأت ذلك أكلت
فأنزلت هذه الآية {وَإِن جاهَداكَ} الآية.
________________________________
قوله تعالى {وَمِن الناسِ مَن يَشتَري لَهوَ الحَديثِ}.
قال الكلبي ومقاتل:
نزلت في النضر بن الحارث.
وذلك أنه كان يخرج تاجراً إلى فارس فيشتري أخبار الأعاجم فيرويها
ويحدث بها قريشاً ويقول لهم: إن محمداً عليه الصلاة والسلام يحدثكم بحديث
عاد وثمود وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة
فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن
فنزلت فيه هذه الآية.
وقال مجاهد:
نزلت في شراء القيان والمغنيات.
وما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله تعالى عليه شيطانين أحدهما على هذا المنكب والآخر على هذا المنكب فلا يزالان يضربان بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت.
_________________________________
قوله تعالى {وَاِتَّبِع سَبيلَ مَن أَنابَ إِلَيَّ}.
نزلت في أبي بكر رضي الله عنه قال عطاء عن ابن عباس:
يريد أبا بكر وذلك أنه حين أسلم أتاه عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي
وقاص وسعيد بن زيد وعثمان وطلحة والزبير
فقالوا: لأبي بكر رضي الله عنه:
آمنت وصدقت محمداً عليه الصلاة والسلام
فقال أبو بكر: نعم
فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنوا وصدقوا
فأنزل الله تعالى يقول لسعد
{وَاِتَّبِع سَبيلَ مَن أَنابَ إِلَيَّ} يعني أبا بكر رضي الله عنه.
__________________________________
قوله تعالى {وَلَو أَنَّما في الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ}.
قال المفسرون:
سألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح
فأنزل الله
{وَيَسئَلونَكَ عَنِ الرُوحِ قُلِ الرُوح ُمِن أَمرِ رَبّي وَما أُوتيتُم مِّنَ العِلمِ إِلّا قَليلاً}
فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أتاه أحبار اليهود
فقالوا: يا محمد بلغنا عنك أنك تقول
{وَما أُوتيتُم مِّنَ العِلمِ إِلاّ قَليلاً} أفتعنينا أم قومك
فقال: كلاً قد عنيت
قالوا: ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة وفيها علم كل شيء
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هي في علم الله سبحانه قليل ولقد آتاكم الله تعالى ما إن
عملتم به انتفعتم به
فقالوا: يا محمد كيف تزعم هذا أنت تقول
{وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أُوتِيَ خَيراً كَثيراً}
وكيف يجتمع هذا علم قليل وخير كثير
فأنزل الله تعالى {وَلَو أَنَّما في الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ} الآية.
________________________________
قوله تعالى {إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلمُ الساعَةِ}.
نزلت في الحارث بن عمرو بن حارثة بن محارب بن حفصة
من أهل البادية
أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الساعة ووقتها
وقال:
إن أرضنا أجدبت فمتى ينزل الغيث وتركت امرأتي حبلى فماذا تلد وقد
علمت أين ولدت فبأي أرض أموت
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا أبو عبد الله بن إسحاق قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن
مطر قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي سويد قال: حدثنا أبو حذيفة قال:
حدثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مفاتيح الغيب خمسة
لا يعلمهم إلا الله تعالى
لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ولا يعلم
ما في غد إلا الله ولا يعلم بأي أرض تموت إلا الله ولا يعلم
متى ينزل الغيث إلا الله.
رواه البخاري عن محمد بن يوسف عن سفيان.
________________________________
يتبع
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سورة السجدة
بسم الله الرحمن الرحيم..
قوله تعالى {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} الآية.
قال الحسن ومجاهد: نـزلت في المتهجدين الذين يقومون الليل إلى الصلاة.
ويدل على صحة هذا ما أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب قال:
أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الأصفهاني قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السّرّاج
قال:
أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: أخبرنا جرير عن الأعمش، عن الحكم، عن ميمون،
عن ابن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل قال:
بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وقد أصابنا الحرّ
فتفرق القوم، فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقربهم مني فدنوت منه،
فقلت: يا رسول الله أنبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار،
قال: (لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه:
تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة،
وتصوم رمضان؛ وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير كلها)،
فقال: قلت: أجل يا رسول الله،
قال: (الصوم جُنة، والصدقة تكفّر الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل
يبتغي وجه الله تعالى)؛
قال: ثم قرأ هذه الآية: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ .
_________________________________
قوله تعالى: {أفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا} الآية.
نـزلت في علي بن أبي طالـب والوليد بن عقبة...
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأصفهاني قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الحافظ
قال: أخبرنا إسحاق بن بنان الأنماطي قال: أخبرنا حبيش بن مبشر الفقيه
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا ابن أبي ليلى، عن الحكم،
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه:
أنا أحد منك سنانًا، وأبسط منك لسانًا، وأملأ للكتيبة منك؛
فقال له علي: اسكت فإنما أنت فاسق،
فنـزل: أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ قال:
يعني بالمؤمن عليًّا، وبالفاسق الوليد بن عقبة.
___________________________________
سورة الأحزاب
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم...
قوله تعالى {مّا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلبَينِ في جَوفِهِ}
نزلت في جميل بن معمر الفهري وكان رجلاً لبيباً حافظاً لما سمع
فقالت قريش: ما حفظ هذه الأشياء إلا وله قلبان
وكان يقول: إن لي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل
من عقل محمد عليه الصلاة والسلام
فلما كان يوم بدر وهزم المشركون وفيهم يومئذ جميل بن معمر
تلقاه أبو سفيان وهو معلق إحدى نعليه بيده والأخرى في رجله
فقال له: يا أبا معمر ما حال الناس قال: انهزموا قال:
فما بالك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك
قال: ما شعرت إلا أنهما في رجلي وعرفوا يومئذ أنه
لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده.
______________________________
قوله تعالى {وَما جَعَلَ أَدعِياءَكُم أَبناءُكُم}
نزلت في زيد بن حارثة كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأعتقه وتبناه قبل الوحي فلما تزوج النبي عليه الصلاة والسلام
زينب بنت جحش وكانت تحت زيد بن حارثة
قالت اليهود والمنافقون: تزوج محمد عليه الصلاة والسلام امرأة
ابنه وهو ينهى الناس عنها
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
______________________________
قوله تعالى
{يا أَيُّها النَبِيِّ قُل لِأَزواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ المُؤمِنينَ يُدنينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابيبِهِنَّ}
الآية.
وقال السدي:
كانت المدينة ضيقة المنازل وكان النساء إذا كان الليل
خرجوا فقضين الحاجة
وكان فساق من فساق المدينة يخرجون فإذا رأوا المرأة عليها
قناع قالوا هذه حرة فتركوها وإذا رأوا المرأة بغير قناع قالوا
هذه أمة فكانوا يراودونها
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
______________________________
قوله تعالى {مِّنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا اللهَ عَلَيهِ}.
أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الله
بن خالد قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: أخبرنا عبد الله بن هاشم قال:
أخبرنا بهز بن أسد قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة
عن ثابت عن أنس قال:
غاب عمي أنس بن النضر وبه سميت أنساً عن قتال
بدر فشق عليه لما قدم
وقال: غبت عن أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله لئن أشهدني الله سبحانه قتالاً ليرين الله ما أصنع فلما كان
يوم أحد انكشف المسلمون
فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء المشركون وأعتذر
إليك فيما صنع هؤلاء يعني المسلمين
ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال: أي سعد والذي نفسي
بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد فقاتلهم حتى قتل
قال أنس: فوجدناه بين القتلى به بضع وثمانون جراحة من بين ضربة
بالسيف وطعنة بالرمح ورمية بالسهم وقد مثلوا به وما عرفناه
حتى عرفته أخته ببنانه
ونزلت هذه الآية
{مِّنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا اللهَ}
قال: وكنا نقول: أنزلت هذه الآية فيه وفي أصحابه.
رواه مسلم عن محمد بن حاتم عن بهز بن أسد.
______________________________
قوله تعالى {إِنَّ المُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ} الآية.
قال مقاتل بن حيان:
بلغني أن أسماء بنت عميس لما رجعت من الحبشة معها زوجه
ا جعفر بن أبي طالب
دخلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:
هل نزل فينا شيء من القرآن قلن لا
فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله
إن النساء لفي خيبة وخسارة
قال: ومم ذلك قالت:
لأنهن لا يذكرن في الخير كما يذكر الرجال
فأنزل الله تعالى {إِنَّ المُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ}
إلى آخرها.
______________________________
قوله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَدخُلوا بُيوتَ النَبِيِّ} الآية.
قال أكثر المفسرون:
لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش أولم
عليها بتمر وسويق وذبح شاة
قال أنس: وبعثت إليه أمي أم سليم بحيس في تور من حجارة
فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أدعو
أصحابه إلى الطعام
فجعل القوم يجيئون فيأكلون فيخرجون ثم يجيء
القوم فيأكلون فيخرجون
فقلت: يا نبي الله قد دعوت حتى ما أجد أحداً أدعوه
فقال: ارفعوا طعامكم فرفعوا وخرج القوم وبقي ثلاثة أنفار يتحدثون
في البيت فأطالوا المكث فتأذى منهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم وكان شديد الحياء
فنزلت هذه الآية وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيني وبينه ستراً.
______________________________
قوله تعالى {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلونَ عَلى النَبِيِّ}.
أخبرنا أبو سعيد عن ابن عمر النيسابوري قال: أخبرنا الحسن بن
أحمد الخلدي قال: أخبرنا المؤمل بن الحسين بن عيسى قال:
أخبرنا محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو حذيفة قال: أخبرنا سفيان
عن الزبير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب
بن عجرة قال:
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم قد عرفنا السلام عليك
وكيف الصلاة عليك
فنزلت {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلى النَبِيِّ يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا
صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليماً}.
________________________________
قوله تعالى {وَالَّذينَ يُؤذونَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ بِغَيرِ ما اِكتَسَبوا}
قال عطاء: عن ابن عباس
رأى عمر رضي الله عنه جارية من الأنصار متبرجة فضربها
وكره ما رأى من زينتها
فذهبت إلى أهلها تشكو عمر فخرجوا إليه فآذوه
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال مقاتل:
نزلت في علي بن أبي طالب وذلك أن أناساً من المنافقين كانوا
يؤذونه ويسمعونه.
________________________________
سورة يس
قوله تعالى {إِنّا نَحنُ نُحيي المَوتى وَنَكتُبُ ما قَدَّموا وَآَثارَهُم} الآية.
قال أبو سعيد الخدري:
كان بنو سلمة في ناحية من نواحي المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب
المسجد فنزلت هذه الآية
{إِنّا نَحنُ نُحيي المَوتى وَنَكتُبُ ما قَدَّموا وَآَثارَهُم}
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:
إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون.
___________________________________
قوله تعالى {قالَ مَن يُحيي العِظامَ وَهِيَ رَميمٌ}
أخبرنا سعيد بن محمد بن جعفر قال: أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه قال:
أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد قال: حدثنا زياد بن أيوب قال:
حدثنا هشيم قال: حدثنا حصين عن أبي مالك
أن أبي بن خلف الجمحي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعظم حائل ففتته بين يديه
وقال: يا محمد يبعث الله هذا بعد ما أرم قال:
نعم يبعث الله هذا ويميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم
فنزلت هذه الآيات.
___________________________________
سورة ص
قوله تعالى {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا} الآية.
قال المفسرون:
لما أسلم عمر بن الخطاب شق ذلك على قريش وفرح المؤمنون،
قال الوليد بن المغيرة للملأ من قريش وهم الصناديد والأشراف:
امشوا إلى أبي طالب، فأتوه،
فقالوا له: أنت شيخنا وكبيرنا قد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء، وإنا
أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك،
فأرسل أبو طالب إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فدعاه
فقال له:
يا ابن أخي هؤلاء قومك يسألونك ذا السواء فلا تمل كل الميل على قومك،
فقال: (وماذا يسألوني؟) قالوا:
ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك،
فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:
(أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم؟)
فقال أبو جهل: لله أبوك لنعطينكها وعشر أمثالها،
فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:
(قولوا لا إله إلا الله)، فنفروا من ذلك، وقاموا
فقالوا: أجعل الآلهة إلهًا واحدًا، كيف يسع الخلق كلهم إله واحد؟!
فأنـزل الله تعالى فيهم هذه الآيات الى قوله:
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ}.
__________________________________
سورة الزمر
قوله تعالى {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ} الآية.
قال ابن عباس في رواية عطاء:
نـزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وقال ابن عمر : نـزلت في عثمان بن عفان.
وقال مقاتل : نـزلت في عمار بن ياسر.
__________________________________
قوله تعالى: {فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ}
الآية.
نـزلت في حمزة وعليّ وأبي لهب وولده، فعلي وحمزة ممن شرح الله صدره،
وأبو لهب وأولاده الذين قست قلوبهم عن ذكر الله، وهو قوله تعالى:
{فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ}.
__________________________________
قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} الآية.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد السراج قال: أخبرنا محمد بن محمد بن الحسن
الكازري قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز قال: أخبرنا القاسم بن سلام قال:
أخبرنا الحجاج، عن ابن جريج قال: حدثني يعلى بن مسلم أنه سمع
سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس
أن ناسًا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا،
ثم أتوا محمدًا صلى الله عليه وسلم فقالوا:
إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملناه كفارة،
فنـزلت هذه الآية: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
رواه البخاري عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف، عن ابن جريج.
ويروى أن هذه الآية نـزلت في وحشي قاتل حمزة رحمة الله عليه ورضوانه،
وذكرنا ذلك في آخر سورة الفرقان.
___________________________________
قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرني أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا
ابن أبي عاصم قال: أخبرنا ابن نمير قال: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش،
عن علقمة، عن عبد الله قال:
أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم رجل من أهل الكتاب
فقال: يا أبا القاسم بلغك أن الله يحمل الخلائق على إصبع والأرضين
على إصبع والشجر على إصبع والثرى على إصبع ثم يقول: أنا الملك؟
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه،
فأنـزل الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الآية.
ومعنى ذلك أن الله تعالى يقدر على قبض الأرض وجميع ما فيها من الخلائق
والشجر قدرة أحدنا على ما يحمله بإصبعه، فخوطبنا بما نتخاطب
فيما بيننا لنفهم،
ألا ترى أن الله تعالى قال:
{وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}
أي إنه يقبضها بقدرته.
__________________________________
سورة فصلت
قوله تعالى {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ} الآية.
أخبرنا الأستاذ أبو منصور البغدادي قال: أخبرنا إسماعيل بن نجيـد قال:
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال: أخبرنا أمية بن بسطام قال: أخبرنا
يزيد بن زريع قال: أخبرنا روح عن القاسم، عن منصور، عن مجاهد،
عن أبي معمر، عن ابن مسعود قال:
كان رجلان من ثقيف وختن لهما من قريش، أو رجلان من قريش وختن
لهما من ثقيف في بيت
فقال بعضهم: أترون الله يسمع نجوانا أو حديثنا؟
فقال بعضهم: قد سمع بعضه ولم يسمع بعضه، قالوا:
لئن كان يسمع بعضه لقد سمع كله،
فنـزلت هذه الآية:
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ} الآية.
رواه البخاري، عن الحميدي. ورواه مسلم عن ابن أبي عمرو،
كلاهما، عن سفيان، عن منصور.
__________________________________
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} الآية.
قال عطاء عن ابن عباس:
نـزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق رضي الله عنه،
وذلك أن المشركين
قالوا: ربنا الله والملائكة بناته وهؤلاء شفعاؤنا عند الله فلم يستقيموا،
وقالت اليهود: ربنا الله وعزير ابنه ومحمد صلى الله عليه وسلم
ليس بنبي فلم يستقيموا،
وقال أبو بكر رضي الله عنه: ربنا الله وحده لا شريك له،
ومحمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله واستقام.
___________________________________
سورة الشورى
قوله تعالى: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} الآية.
قال ابن عباس:
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانت تنوبه نوائب وحقوق
وليس في يده لذلك سعة،
فقال الأنصار: إن هذا الرجل قد هداكم الله تعالى به وهو ابن أختكم،
تنوبه نوائب وحقوق وليس في يده لذلك سعة،
فاجمعوا له من أموالكم ما لا يضركم، فأتوه به ليعينه على
ما ينوبه ففعلوا، ثم أتوا به
فقالوا: يا رسول الله إنك ابن أختنا وقد هدانا الله تعالى على يديك وتنوبك
نوائب وحقوق، وليس لك عندها سعة
فرأينا أن نجمع لك من أموالنا شيئًا فنأتيك به فتستعين به على
ما ينوبك وها هو ذا،
فنـزلت هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ} الآية.
نـزلت في قوم من أهل الصفة تمنوا سعة الدنيا والغنى.
قال خباب بن الأرت:
فينا نـزلت هذه الآية، وذلك أنا نظرنا إلى أموال قريظة والنضير فتمنيناها،
فأنـزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.
{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ}
وذلك أنهم قالوا: لو أن لنا الدنيا، فتمنوا الدنيا.
____________________________________
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا} الآية.
وذلك أن اليهود قالوا للنبيّ صلى الله عليه وسلم:
ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبيّا كما كلمه موسى ونظر إليه؟
فإنا لن نؤمن لك حتى تفعل ذلك،
فقال: (لم ينظر موسى إلى الله)،
وأنـزلت هذه الآية.
____________________________________
يتبع
سورة السجدة
بسم الله الرحمن الرحيم..
قوله تعالى {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} الآية.
قال الحسن ومجاهد: نـزلت في المتهجدين الذين يقومون الليل إلى الصلاة.
ويدل على صحة هذا ما أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب قال:
أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الأصفهاني قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السّرّاج
قال:
أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: أخبرنا جرير عن الأعمش، عن الحكم، عن ميمون،
عن ابن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل قال:
بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وقد أصابنا الحرّ
فتفرق القوم، فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقربهم مني فدنوت منه،
فقلت: يا رسول الله أنبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار،
قال: (لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه:
تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة،
وتصوم رمضان؛ وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير كلها)،
فقال: قلت: أجل يا رسول الله،
قال: (الصوم جُنة، والصدقة تكفّر الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل
يبتغي وجه الله تعالى)؛
قال: ثم قرأ هذه الآية: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ .
_________________________________
قوله تعالى: {أفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا} الآية.
نـزلت في علي بن أبي طالـب والوليد بن عقبة...
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأصفهاني قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الحافظ
قال: أخبرنا إسحاق بن بنان الأنماطي قال: أخبرنا حبيش بن مبشر الفقيه
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا ابن أبي ليلى، عن الحكم،
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه:
أنا أحد منك سنانًا، وأبسط منك لسانًا، وأملأ للكتيبة منك؛
فقال له علي: اسكت فإنما أنت فاسق،
فنـزل: أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ قال:
يعني بالمؤمن عليًّا، وبالفاسق الوليد بن عقبة.
___________________________________
سورة الأحزاب
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم...
قوله تعالى {مّا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلبَينِ في جَوفِهِ}
نزلت في جميل بن معمر الفهري وكان رجلاً لبيباً حافظاً لما سمع
فقالت قريش: ما حفظ هذه الأشياء إلا وله قلبان
وكان يقول: إن لي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل
من عقل محمد عليه الصلاة والسلام
فلما كان يوم بدر وهزم المشركون وفيهم يومئذ جميل بن معمر
تلقاه أبو سفيان وهو معلق إحدى نعليه بيده والأخرى في رجله
فقال له: يا أبا معمر ما حال الناس قال: انهزموا قال:
فما بالك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك
قال: ما شعرت إلا أنهما في رجلي وعرفوا يومئذ أنه
لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده.
______________________________
قوله تعالى {وَما جَعَلَ أَدعِياءَكُم أَبناءُكُم}
نزلت في زيد بن حارثة كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأعتقه وتبناه قبل الوحي فلما تزوج النبي عليه الصلاة والسلام
زينب بنت جحش وكانت تحت زيد بن حارثة
قالت اليهود والمنافقون: تزوج محمد عليه الصلاة والسلام امرأة
ابنه وهو ينهى الناس عنها
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
______________________________
قوله تعالى
{يا أَيُّها النَبِيِّ قُل لِأَزواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ المُؤمِنينَ يُدنينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابيبِهِنَّ}
الآية.
وقال السدي:
كانت المدينة ضيقة المنازل وكان النساء إذا كان الليل
خرجوا فقضين الحاجة
وكان فساق من فساق المدينة يخرجون فإذا رأوا المرأة عليها
قناع قالوا هذه حرة فتركوها وإذا رأوا المرأة بغير قناع قالوا
هذه أمة فكانوا يراودونها
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
______________________________
قوله تعالى {مِّنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا اللهَ عَلَيهِ}.
أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الله
بن خالد قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: أخبرنا عبد الله بن هاشم قال:
أخبرنا بهز بن أسد قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة
عن ثابت عن أنس قال:
غاب عمي أنس بن النضر وبه سميت أنساً عن قتال
بدر فشق عليه لما قدم
وقال: غبت عن أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله لئن أشهدني الله سبحانه قتالاً ليرين الله ما أصنع فلما كان
يوم أحد انكشف المسلمون
فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء المشركون وأعتذر
إليك فيما صنع هؤلاء يعني المسلمين
ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال: أي سعد والذي نفسي
بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد فقاتلهم حتى قتل
قال أنس: فوجدناه بين القتلى به بضع وثمانون جراحة من بين ضربة
بالسيف وطعنة بالرمح ورمية بالسهم وقد مثلوا به وما عرفناه
حتى عرفته أخته ببنانه
ونزلت هذه الآية
{مِّنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا اللهَ}
قال: وكنا نقول: أنزلت هذه الآية فيه وفي أصحابه.
رواه مسلم عن محمد بن حاتم عن بهز بن أسد.
______________________________
قوله تعالى {إِنَّ المُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ} الآية.
قال مقاتل بن حيان:
بلغني أن أسماء بنت عميس لما رجعت من الحبشة معها زوجه
ا جعفر بن أبي طالب
دخلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:
هل نزل فينا شيء من القرآن قلن لا
فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله
إن النساء لفي خيبة وخسارة
قال: ومم ذلك قالت:
لأنهن لا يذكرن في الخير كما يذكر الرجال
فأنزل الله تعالى {إِنَّ المُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ}
إلى آخرها.
______________________________
قوله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَدخُلوا بُيوتَ النَبِيِّ} الآية.
قال أكثر المفسرون:
لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش أولم
عليها بتمر وسويق وذبح شاة
قال أنس: وبعثت إليه أمي أم سليم بحيس في تور من حجارة
فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أدعو
أصحابه إلى الطعام
فجعل القوم يجيئون فيأكلون فيخرجون ثم يجيء
القوم فيأكلون فيخرجون
فقلت: يا نبي الله قد دعوت حتى ما أجد أحداً أدعوه
فقال: ارفعوا طعامكم فرفعوا وخرج القوم وبقي ثلاثة أنفار يتحدثون
في البيت فأطالوا المكث فتأذى منهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم وكان شديد الحياء
فنزلت هذه الآية وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيني وبينه ستراً.
______________________________
قوله تعالى {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلونَ عَلى النَبِيِّ}.
أخبرنا أبو سعيد عن ابن عمر النيسابوري قال: أخبرنا الحسن بن
أحمد الخلدي قال: أخبرنا المؤمل بن الحسين بن عيسى قال:
أخبرنا محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو حذيفة قال: أخبرنا سفيان
عن الزبير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب
بن عجرة قال:
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم قد عرفنا السلام عليك
وكيف الصلاة عليك
فنزلت {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلى النَبِيِّ يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا
صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليماً}.
________________________________
قوله تعالى {وَالَّذينَ يُؤذونَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ بِغَيرِ ما اِكتَسَبوا}
قال عطاء: عن ابن عباس
رأى عمر رضي الله عنه جارية من الأنصار متبرجة فضربها
وكره ما رأى من زينتها
فذهبت إلى أهلها تشكو عمر فخرجوا إليه فآذوه
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال مقاتل:
نزلت في علي بن أبي طالب وذلك أن أناساً من المنافقين كانوا
يؤذونه ويسمعونه.
________________________________
سورة يس
قوله تعالى {إِنّا نَحنُ نُحيي المَوتى وَنَكتُبُ ما قَدَّموا وَآَثارَهُم} الآية.
قال أبو سعيد الخدري:
كان بنو سلمة في ناحية من نواحي المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب
المسجد فنزلت هذه الآية
{إِنّا نَحنُ نُحيي المَوتى وَنَكتُبُ ما قَدَّموا وَآَثارَهُم}
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:
إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون.
___________________________________
قوله تعالى {قالَ مَن يُحيي العِظامَ وَهِيَ رَميمٌ}
أخبرنا سعيد بن محمد بن جعفر قال: أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه قال:
أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد قال: حدثنا زياد بن أيوب قال:
حدثنا هشيم قال: حدثنا حصين عن أبي مالك
أن أبي بن خلف الجمحي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعظم حائل ففتته بين يديه
وقال: يا محمد يبعث الله هذا بعد ما أرم قال:
نعم يبعث الله هذا ويميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم
فنزلت هذه الآيات.
___________________________________
سورة ص
قوله تعالى {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا} الآية.
قال المفسرون:
لما أسلم عمر بن الخطاب شق ذلك على قريش وفرح المؤمنون،
قال الوليد بن المغيرة للملأ من قريش وهم الصناديد والأشراف:
امشوا إلى أبي طالب، فأتوه،
فقالوا له: أنت شيخنا وكبيرنا قد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء، وإنا
أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك،
فأرسل أبو طالب إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فدعاه
فقال له:
يا ابن أخي هؤلاء قومك يسألونك ذا السواء فلا تمل كل الميل على قومك،
فقال: (وماذا يسألوني؟) قالوا:
ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك،
فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:
(أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم؟)
فقال أبو جهل: لله أبوك لنعطينكها وعشر أمثالها،
فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:
(قولوا لا إله إلا الله)، فنفروا من ذلك، وقاموا
فقالوا: أجعل الآلهة إلهًا واحدًا، كيف يسع الخلق كلهم إله واحد؟!
فأنـزل الله تعالى فيهم هذه الآيات الى قوله:
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ}.
__________________________________
سورة الزمر
قوله تعالى {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ} الآية.
قال ابن عباس في رواية عطاء:
نـزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وقال ابن عمر : نـزلت في عثمان بن عفان.
وقال مقاتل : نـزلت في عمار بن ياسر.
__________________________________
قوله تعالى: {فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ}
الآية.
نـزلت في حمزة وعليّ وأبي لهب وولده، فعلي وحمزة ممن شرح الله صدره،
وأبو لهب وأولاده الذين قست قلوبهم عن ذكر الله، وهو قوله تعالى:
{فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ}.
__________________________________
قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} الآية.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد السراج قال: أخبرنا محمد بن محمد بن الحسن
الكازري قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز قال: أخبرنا القاسم بن سلام قال:
أخبرنا الحجاج، عن ابن جريج قال: حدثني يعلى بن مسلم أنه سمع
سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس
أن ناسًا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا،
ثم أتوا محمدًا صلى الله عليه وسلم فقالوا:
إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملناه كفارة،
فنـزلت هذه الآية: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
رواه البخاري عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف، عن ابن جريج.
ويروى أن هذه الآية نـزلت في وحشي قاتل حمزة رحمة الله عليه ورضوانه،
وذكرنا ذلك في آخر سورة الفرقان.
___________________________________
قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرني أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا
ابن أبي عاصم قال: أخبرنا ابن نمير قال: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش،
عن علقمة، عن عبد الله قال:
أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم رجل من أهل الكتاب
فقال: يا أبا القاسم بلغك أن الله يحمل الخلائق على إصبع والأرضين
على إصبع والشجر على إصبع والثرى على إصبع ثم يقول: أنا الملك؟
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه،
فأنـزل الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الآية.
ومعنى ذلك أن الله تعالى يقدر على قبض الأرض وجميع ما فيها من الخلائق
والشجر قدرة أحدنا على ما يحمله بإصبعه، فخوطبنا بما نتخاطب
فيما بيننا لنفهم،
ألا ترى أن الله تعالى قال:
{وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}
أي إنه يقبضها بقدرته.
__________________________________
سورة فصلت
قوله تعالى {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ} الآية.
أخبرنا الأستاذ أبو منصور البغدادي قال: أخبرنا إسماعيل بن نجيـد قال:
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال: أخبرنا أمية بن بسطام قال: أخبرنا
يزيد بن زريع قال: أخبرنا روح عن القاسم، عن منصور، عن مجاهد،
عن أبي معمر، عن ابن مسعود قال:
كان رجلان من ثقيف وختن لهما من قريش، أو رجلان من قريش وختن
لهما من ثقيف في بيت
فقال بعضهم: أترون الله يسمع نجوانا أو حديثنا؟
فقال بعضهم: قد سمع بعضه ولم يسمع بعضه، قالوا:
لئن كان يسمع بعضه لقد سمع كله،
فنـزلت هذه الآية:
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ} الآية.
رواه البخاري، عن الحميدي. ورواه مسلم عن ابن أبي عمرو،
كلاهما، عن سفيان، عن منصور.
__________________________________
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} الآية.
قال عطاء عن ابن عباس:
نـزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق رضي الله عنه،
وذلك أن المشركين
قالوا: ربنا الله والملائكة بناته وهؤلاء شفعاؤنا عند الله فلم يستقيموا،
وقالت اليهود: ربنا الله وعزير ابنه ومحمد صلى الله عليه وسلم
ليس بنبي فلم يستقيموا،
وقال أبو بكر رضي الله عنه: ربنا الله وحده لا شريك له،
ومحمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله واستقام.
___________________________________
سورة الشورى
قوله تعالى: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} الآية.
قال ابن عباس:
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانت تنوبه نوائب وحقوق
وليس في يده لذلك سعة،
فقال الأنصار: إن هذا الرجل قد هداكم الله تعالى به وهو ابن أختكم،
تنوبه نوائب وحقوق وليس في يده لذلك سعة،
فاجمعوا له من أموالكم ما لا يضركم، فأتوه به ليعينه على
ما ينوبه ففعلوا، ثم أتوا به
فقالوا: يا رسول الله إنك ابن أختنا وقد هدانا الله تعالى على يديك وتنوبك
نوائب وحقوق، وليس لك عندها سعة
فرأينا أن نجمع لك من أموالنا شيئًا فنأتيك به فتستعين به على
ما ينوبك وها هو ذا،
فنـزلت هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ} الآية.
نـزلت في قوم من أهل الصفة تمنوا سعة الدنيا والغنى.
قال خباب بن الأرت:
فينا نـزلت هذه الآية، وذلك أنا نظرنا إلى أموال قريظة والنضير فتمنيناها،
فأنـزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.
{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ}
وذلك أنهم قالوا: لو أن لنا الدنيا، فتمنوا الدنيا.
____________________________________
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا} الآية.
وذلك أن اليهود قالوا للنبيّ صلى الله عليه وسلم:
ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبيّا كما كلمه موسى ونظر إليه؟
فإنا لن نؤمن لك حتى تفعل ذلك،
فقال: (لم ينظر موسى إلى الله)،
وأنـزلت هذه الآية.
____________________________________
يتبع
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سورة الزخرف
قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا} الآية.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النصرآباذي قال: أخبرنا إسماعيل بن نجيد قال:
أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا
الوليد بن مسلم قال: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن عاصم بن أبي النجود،
عن أبي رزين، عن أبي يحيى مولى ابن عفراء، عن ابن عباس
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لقريش:
(يا معشر قريش لا خير في أحد يعبد من دون الله)،
قالوا: أليس تزعم أن عيسى كان عبدًا نبيًّا وعبدًا صالحًا،
فإن كان كما تزعم فهو كآلهتهم،
فأنـزل الله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا} الآية.
وذكرنا هذه القصة ومناظرة ابن الزبعرى مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في آخر سورة الأنبياء عند قوله تعالى:
{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}.
___________________________________
سورة الدخان
قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} الآية.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان قال:
حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا أسباط،
عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة قال:
لقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهل فقال أبو جهل: لقد علمتَ أني
أمنع أهل البطحاء، وأنا العزيز الكريم،
قال: فقتله الله يوم بدر وأذله وعيّره بكلمته،
ونـزل فيه: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}.
__________________________________
سورة الجاثية
قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} الآية.
أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن عبد الله قال:
حدثنا موسى بن محمد بن علي قال: أخبرنا الحسن بن علوية، قال:
حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار قال: حدثنا محمد بن زيادة اليشكري
عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال:
لما نـزلت هذه الآية: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}
قال يهودي بالمدينة يقال له (فنحاص): احتاج رب محمد
قال: فلما سمع عمر بذلك اشتمل على سيفه وخرج في طلبه،
فجاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: إن ربك يقول لك:
{قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ}
واعلم أن عمر قد اشتمل على سيفه وخرج في طلب اليهودي...
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه، فلما جاء قال:
(يا عمر ضع سيفك)،
قال: صدقت يا رسول الله أشهد أنك أرسلت بالحق
قال: (فإن ربك يقول:
{قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ})
قال: لا جرم والذي بعثك بالحق لا يرى الغضب في وجهي.
__________________________________
سورة الأحقاف
قوله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} الآية.
قال الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس:
لما اشتد البلاء بـأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام
أنه يهاجر إلى أرض ذات نخل وشجر وماء،
فقصها على أصحابه، فاستبشروا بذلك ورأوا فيها فرجًا مما هم فيه من
أذى المشركين، ثم إنهم مكثوا برهة لا يرون ذلك،
فقالوا: يا رسول الله متى نهاجر إلى الأرض التي رأيت؟
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنـزل الله تعالى:
{وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ}
يعني لا أدري أخرُج إلى الموضع الذي رأيته في منامي أو لا؟
ثم قال:
(إنما هو شيء رأيته في منامي ما أتبع إلا ما يوحى إليّ).
__________________________________
قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} الآية.
قال ابن عباس في رواية عطاء:
أنـزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه،
وذلك أنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني عشرة
سنة ورسول الله ابن عشرين سنة وهم يريدون الشام في التجارة،
فنـزلوا منـزلا فيه سدرة،
فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب
هناك يسأله عن الدين، فقال له: من الرجل الذي في ظل السدرة؟
فقال: ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب،
قال: هذا والله نبيّ، وما استظل تحتها أحد بعد عيسى بن مريم
إلا محمد نبيّ الله...
فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق، فكان لا يفارق رسول الله صلى الله
عليه وسلم في أسفاره وحضوره، فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو ابن أربعين سنة وأبو بكر ابن ثمان وثلاثين سنة أسلم وصدق
رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلما بلغ أربعين سنة قال:
{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ}.
__________________________________
سورة الفتح
سورة الفتح
أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكي قال: أخبرنا والدي قال: أخبرنا محمد بن
إسحاق الثقفي قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني قال:
أخبرنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة،
عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا
نـزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية
من أولها إلى آخرها .
__________________________________
قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}.
أخبرنا منصور بن أبي منصور الساماني قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الفامي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: أخبرنا أبو الأشعث قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة، عن أنس
قال: لما رجعنا من غزوة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا
فنحن بين الحزن والكآبة،
أنـزل الله عز وجل: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لقد أنـزلت عليّ آية هي أحبّ إلي من الدنيا وما فيها كلها).
_________________________________
قوله عز وجل: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} الآية.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه قال: أخبرنا أبو عمر بن أبي حفص قال:
أخبرنا أحمد بن علي الموصلي قال: أخبرنا عبد الله بن عمر قال: أخبرنا
يزيد بن زريع قال: أخبرنا سعيد، عن قتادة، عن أنس قال:
أنـزلت هذه الآية على النبيّ صلى الله عليه وسلم:
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} عند رجوعه من الحديبية
نـزلت وأصحابـه مخالطون الحزن، وقـد حيل بينهم وبين
نسكهم ونحروا الهدى بالحديبية،
فلما أنـزلت هذه الآية قال لأصحابه:
(لقد أنـزلت عليّ آية خير من الدنيا جميعها)،
فلما تلاها النبيّ صلى الله عليه وسلم
قال رجل من القوم: هنيئا مريئا يا رسول الله، قد بين الله لنا
ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟
فأنـزل الله تعالى: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} الآية.
_________________________________
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} الآية.
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عيسى بن
عمرويه قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: أخبرنا مسلم قال: حدثني
عمرو الناقد قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد
بن سلمة عن ثابت، عن أنس
أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من
جبل التنعيم متسلحين يريدون غِرّة النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
فأخذهم أسراء فاستحياهم،
فأنـزل الله تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ
أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ}.
________________________________
سورة النجم
بسم الله الرحمن الرحيم: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ} الآية 32.
أخبرنا أبو بكر بن الحارث قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا
إبراهيم بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن سعد قال: أخبرنا ابن وهب
قال: أخبرني ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن ثابت
بن الحارث الأنصاري قال:
كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير: هو صديق
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: (كذبت اليهود ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمه
إلا أنه شقي أو سعيد).
فأنزل الله تعالى عند ذلك هذه الآية:
{هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}
... إلى آخرها.
__________________________________
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى} الآيات 33-34.
قال ابن عباس والسدي والكلبي والمسيب بن شريك:
نزلت في عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق في الخير،
فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن أبي سرح: ما هذا الذي تصنع؟
يوشك أن لا يبقى لك شيء،
فقال عثمان: إن لي ذنوبًا وخطايا، وإني أطلب بما أصنع رضا الله
سبحانه وتعالى علي وأرجو عفوه،
فقال له عبد الله: أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها،
فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن بعض ما كان يصنع من الصدقة.
فأنزل الله تبارك وتعالى:
{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى}
فعاد عثمان إلى أحسن ذلك وأجمله.
__________________________________
قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} الآية 43.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الواعظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن
محمد الثقفي حدثنا عبد الله بن الفضل قال: أخبرنا محمد بن أبي بكر المقدمي
قال: أخبرتنا دلال بنت أبي المندل قال حدثتنا الصهباء
عن عائشة
قالت: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم يضحكون،
فقال: (لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلا)...
فنزل عليه
جبريل عليه السلام بقوله: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}
فرجع إليهم فقال: ما تلقاني خطوت أربعين خطوة حتى
أتاني جبريل عليه السلام
فقال: ائت هؤلاء وقل لهم: إن الله عز وجل يقول:
{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}.
__________________________________
سورة الحجرات
قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}
الآية.
أخبرنا أحمد بن إبراهيم المزكي قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد الزاهد قال:
أخبرنا أبو القاسم البغوي قال أخبرنا قطن بن نسير قال: أخبرنا جعفر
بن سليمان الضبعي قال: أخبرنا ثابت عن أنس:
لما نـزلت هذه الآية: {لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}
قال ثابت بن قيس:
أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبيّ وأنا من أهل النار،
فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
(هو من أهل الجنة).
رواه مسلم
وقال ابن أبي مليكة:
كاد الخيِّران أن يهلِكا: أبو بكر وعمر رفعا أصواتهما عند النبيّ صلى الله
عليه وسلم حين قدم عليه ركب من بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع
بن حابس وأشار الآخر برجل آخر،
فقال أبو بكر لعمر:
ما أردت إلا خلافي. وقال عمر: ما أردت خلافك
وارتفعت أصواتهما في ذلك،
فأنـزل الله تعالى في ذلك: {لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} الآية.
وقال ابن الزبير: فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه.
___________________________________
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ}.
وقال محمد بن إسحاق وغيره:
نـزلت في جفاة بني تميم، قدم وفد منهم على النبيّ صلى الله
عليه وسلم فدخلوا المسجد،
فنادوا النبيّ صلى الله عليه وسلم من وراء حجرته:
أن اخرج إلينا يا محمد، فإن مدحنا زين وإن ذمنا شين،
فآذى ذلك من صياحهم النبيّ صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم،
فقالوا: إنا جئناك يا محمد نفاخرك،
ونـزل فيهم:
{إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ}
وكـان فيهم الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن والزبرقان
بن بدر وقيس بن عاصم.
__________________________________
قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} الآية.
نـزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط
بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق مصدقًا وكان
بينه وبينهم عداوة في الجاهلية،
فلما سمع القوم به تلقوه تعظيمًا لله تعالى ولرسوله فحدثه الشيطان
أنهم يريدون قتله فهابهم،
فرجع من الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن بني المصطلق
قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي،
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهمّ أن يغزوهم،
فبلغ القوم رجوعه،
فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: سمعنا برسولك،
فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه ما قبلنا من حقّ الله تعالى،
فبدا له في الرجوع،
فخشينا أن يكون إنما ردّه من الطريق كتاب جاءه منك بغضب غضبته علينا،
وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله،
فأنـزل الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} يعني الوليد بن عقبة.
___________________________________
قوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} الآية.
أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر النحوي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن
سنان المقرئ قال: أخبرنا أحمد بن علي الموصلي قال: أخبرنا إسحاق بن
أبي إسرائيل قال: أخبرنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدِّث عن أنس قال:
قلت يا نبي الله لو أتيت عبد الله بن أُبي فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم
فركب حمارًا وانطلق المسلمون يمشون، وهي أرض سبخة
فلما أتاه النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
إليك عني، فوالله لقد آذاني نتن حمارك،
فقال رجل من الأنصار: والله لَحِمَارُ رسول الله صلى الله عليه
وسلم أطيب ريحًا منك،
فغضب لعبد الله رجل من قومه، وغضب لكل واحد منهما أصحابه،
وكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال،
فبلغنا أنه أنـزلت فيهم:
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}
رواه البخاري عن مُسدَّد ورواه مسلم عن محمد بن عبد الأعلى،
كلاهما عن المعتمر.
___________________________________
قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} الآية.
نـزلت في ثابت بن قيس بن شماس. وذلك أنه كان في أذنيه وقر فكان
إذا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسعوا له حتى يجلس إلى جنبه،
فيسمع ما يقول،
فجاء يومًا وقد أخذ الناس مجالسهم فجعل يتخطى رقاب الناس
ويقول: تفسحوا، تفسحوا
فقال له رجل: قد أصبت مجلسًا فاجلس، فجلس ثابت مغضبًا، فغمز الرجل
فقال: من هذا؟ فقال: أنا فلان؟
فقال ثابت: ابن فلانة؟ وذكر أما كانت له يعير بها في الجاهلية، فنكّس
الرجل رأسه استحياء،
فأنـزل الله تعالى هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى: {وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ}.
نـزلت في امرأتين من أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم سخرتا من أم سلمة،
وذلك أنها ربطت حقويها بسبنية -وهي ثوب أبيض- وسدلت طرفها
خلفها فكانت تجره،
فقالت عائشـة لحفصة انظري إلى ما تجرّ خلفها كأنه لسان كلب،
فهذا كان سخريتها...
وقال عكرمة عن ابن عباس
إن صفية بنت حييّ بن أخطب أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:
يا رسول الله إن النساء يعيرنني
ويقلن: يا يهودية بنت يهوديين،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(هلا قلت: إن أبي هارون وإن عمي موسى وإن زوجي محمد)،
فأنـزل الله تعالى هذه الآية.
_________________________________
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} الآية.
وقال مقاتل:
لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا حتى
أذّن على ظهر الكعبة،
فقال عتاب بن أسيد بن أبي العيص: الحمد لله الذي قبض أبي
حتى لم ير هذا اليوم.
وقال الحارث بن هشام: أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنًا؟!
وقال سهيل بن عمرو: إن يُرد الله شيئًا يغيره، وقال أبو سفيان:
إني لا أقول شيئًا أخاف أن يخبر به رب السماء،
فأتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما قالوا،
فدعاهم وسألهم عما قالوا، فأقرّوا،
فأنـزل الله تعالى هذه الآية وزجرهم عن التفاخر بالأنساب والتكاثر بالأموال
والازدراء بالفقراء.
وقال يزيد بن شجرة:
مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ببعض الأسواق بالمدينة
وإذا غلام أسود قائم ينادي عليه بياع فيمن يزيد،
وكان الغلام يقول: من اشتراني فعلى شرط،
قيل: ما هو؟ قال: لا يمنعني من الصلوات الخمس خلف
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاشتراه رجل على هذا الشرط، وكان يراه رسول الله صلى الله عليه
وسلم عند كل صلاة مكتوبة
ففقده ذات يوم، فقال لصاحبه: (أين الغلام؟)
فقال: محموم يا رسول الله، فقال لأصحابه:
(قوموا بنا نعوده)،
فقاموا معه فعادوه، فلما كان بعد أيام قال لصاحبه: (ما حال الغلام؟)...
فقال: يا رسول الله إن الغلام لما به، فقام ودخل عليه وهو في برحائه،
فقبض على تلك الحال،
فتولى رسول الله صلى الله عليه وسلم غسله وتكفينه ودفنه،
فدخل على أصحابه من ذلك أمر عظيم،
فقال المهاجرون: هجرنا ديارنا وأموالنا وأهلينا فلم ير أحد منا في حياته
ومرضه وموته ما لقي هذا الغلام،
وقالت الأنصار: آويناه ونصرناه وواسيناه بأموالنا فآثر علينا عبدًا حبشيًّا،
فأنـزل الله تبارك وتعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى}
يعني أنكم بنو أب واحد وامرأة واحدة،
وأراهم فضل التقوى بقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
_________________________________
قوله تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا} الآية.
نـزلـت في أعراب من بني أسد بن خزيمة
قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في سنة جدبة فأظهروا
الشهادتين ولم يكونوا مؤمنين في السّر، وأفسدوا طرق المدينة بالعذرات
وأغلوا أسعارها،
وكانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتيناك بالأثقال والعيال
ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان، فأعطنا من الصدقة، وجعلوا
يمنون عليه،
فأنـزل الله تعالى فيهم هذه الآية.
__________________________________
سورة ق
بسم الله الرحمن الرحيم:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}
الآية 38.
أخبرنا أحمد بن محمد التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر الحافظ
قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا هناد بن السري قال:
أخبرنا أبو بكر بن عياش عن أبي سعد البقال، عن عكرمة عن ابن عباس
أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فسألت عن خلق
السماوات والأرض
فقال: (خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء
وما فيهن من المنافع، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء وخلق يوم الخميس
السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر)...
قالت اليهود: ثم ماذا يا محمد؟ قال: (ثم أستوى على العرش)،
قالوا: قد أصبت لو تممت ثم استراح، فغضب رسول الله
صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا...
فنزلت: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}.
___________________________________
سورة القمر
قوله تعالى : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} الآية 1.
أخبرنا أبو حكيم عقيل بن محمد الجرجاني إجازة بلفظه أن أبا الفرج
القاضي أخبرهم قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: أخبرنا الحسين بن أبي
يحيى المقدسي قال: أخبرنا يحيى بن حماد قال: أخبرنا أبو عوانة، عن المغيرة،
عن أبي الضحى، عن مسروق عن عبد الله قال:
إنشقّ القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت قريش: هذا سحر ابن أبي كبشة سحركم، فاسألوا السّفار فسألوهم
فقالوا: نعم قد رأينا،
فأنزل الله عز وجل:
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا
وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}.
___________________________________
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ} الآيات 47-49.
أخبرنا أبو بكر بن الحارث قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأصفهاني
قال: حدثنا جرير بن هارون قال: حدثنا علي بن الطنافسي قال: حدثنا
عبيد الله بن موسى قال: حدثنا بحر السقاء عن شيخ من قريش،
عن عطاء قال:
جاء أسقف نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد تزعم
أن المعاصي بقدر، والبحار بقدر، والسماء بقدر، وهذه الأمور تجري
بقدر، فأما المعاصي فلا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أنتم خُصماء الله)،
فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ}
إلى قوله: {خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.
___________________________________
يتبع
سورة الزخرف
قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا} الآية.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النصرآباذي قال: أخبرنا إسماعيل بن نجيد قال:
أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا
الوليد بن مسلم قال: حدثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن عاصم بن أبي النجود،
عن أبي رزين، عن أبي يحيى مولى ابن عفراء، عن ابن عباس
أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لقريش:
(يا معشر قريش لا خير في أحد يعبد من دون الله)،
قالوا: أليس تزعم أن عيسى كان عبدًا نبيًّا وعبدًا صالحًا،
فإن كان كما تزعم فهو كآلهتهم،
فأنـزل الله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا} الآية.
وذكرنا هذه القصة ومناظرة ابن الزبعرى مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في آخر سورة الأنبياء عند قوله تعالى:
{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}.
___________________________________
سورة الدخان
قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} الآية.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان قال:
حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا أسباط،
عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة قال:
لقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهل فقال أبو جهل: لقد علمتَ أني
أمنع أهل البطحاء، وأنا العزيز الكريم،
قال: فقتله الله يوم بدر وأذله وعيّره بكلمته،
ونـزل فيه: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}.
__________________________________
سورة الجاثية
قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} الآية.
أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن عبد الله قال:
حدثنا موسى بن محمد بن علي قال: أخبرنا الحسن بن علوية، قال:
حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار قال: حدثنا محمد بن زيادة اليشكري
عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال:
لما نـزلت هذه الآية: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}
قال يهودي بالمدينة يقال له (فنحاص): احتاج رب محمد
قال: فلما سمع عمر بذلك اشتمل على سيفه وخرج في طلبه،
فجاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: إن ربك يقول لك:
{قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ}
واعلم أن عمر قد اشتمل على سيفه وخرج في طلب اليهودي...
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه، فلما جاء قال:
(يا عمر ضع سيفك)،
قال: صدقت يا رسول الله أشهد أنك أرسلت بالحق
قال: (فإن ربك يقول:
{قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ})
قال: لا جرم والذي بعثك بالحق لا يرى الغضب في وجهي.
__________________________________
سورة الأحقاف
قوله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} الآية.
قال الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس:
لما اشتد البلاء بـأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام
أنه يهاجر إلى أرض ذات نخل وشجر وماء،
فقصها على أصحابه، فاستبشروا بذلك ورأوا فيها فرجًا مما هم فيه من
أذى المشركين، ثم إنهم مكثوا برهة لا يرون ذلك،
فقالوا: يا رسول الله متى نهاجر إلى الأرض التي رأيت؟
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنـزل الله تعالى:
{وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ}
يعني لا أدري أخرُج إلى الموضع الذي رأيته في منامي أو لا؟
ثم قال:
(إنما هو شيء رأيته في منامي ما أتبع إلا ما يوحى إليّ).
__________________________________
قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} الآية.
قال ابن عباس في رواية عطاء:
أنـزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه،
وذلك أنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني عشرة
سنة ورسول الله ابن عشرين سنة وهم يريدون الشام في التجارة،
فنـزلوا منـزلا فيه سدرة،
فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب
هناك يسأله عن الدين، فقال له: من الرجل الذي في ظل السدرة؟
فقال: ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب،
قال: هذا والله نبيّ، وما استظل تحتها أحد بعد عيسى بن مريم
إلا محمد نبيّ الله...
فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق، فكان لا يفارق رسول الله صلى الله
عليه وسلم في أسفاره وحضوره، فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو ابن أربعين سنة وأبو بكر ابن ثمان وثلاثين سنة أسلم وصدق
رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلما بلغ أربعين سنة قال:
{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ}.
__________________________________
سورة الفتح
سورة الفتح
أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكي قال: أخبرنا والدي قال: أخبرنا محمد بن
إسحاق الثقفي قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني قال:
أخبرنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة،
عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا
نـزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية
من أولها إلى آخرها .
__________________________________
قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}.
أخبرنا منصور بن أبي منصور الساماني قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الفامي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: أخبرنا أبو الأشعث قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة، عن أنس
قال: لما رجعنا من غزوة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا
فنحن بين الحزن والكآبة،
أنـزل الله عز وجل: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لقد أنـزلت عليّ آية هي أحبّ إلي من الدنيا وما فيها كلها).
_________________________________
قوله عز وجل: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} الآية.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه قال: أخبرنا أبو عمر بن أبي حفص قال:
أخبرنا أحمد بن علي الموصلي قال: أخبرنا عبد الله بن عمر قال: أخبرنا
يزيد بن زريع قال: أخبرنا سعيد، عن قتادة، عن أنس قال:
أنـزلت هذه الآية على النبيّ صلى الله عليه وسلم:
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} عند رجوعه من الحديبية
نـزلت وأصحابـه مخالطون الحزن، وقـد حيل بينهم وبين
نسكهم ونحروا الهدى بالحديبية،
فلما أنـزلت هذه الآية قال لأصحابه:
(لقد أنـزلت عليّ آية خير من الدنيا جميعها)،
فلما تلاها النبيّ صلى الله عليه وسلم
قال رجل من القوم: هنيئا مريئا يا رسول الله، قد بين الله لنا
ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟
فأنـزل الله تعالى: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} الآية.
_________________________________
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} الآية.
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عيسى بن
عمرويه قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: أخبرنا مسلم قال: حدثني
عمرو الناقد قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد
بن سلمة عن ثابت، عن أنس
أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من
جبل التنعيم متسلحين يريدون غِرّة النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
فأخذهم أسراء فاستحياهم،
فأنـزل الله تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ
أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ}.
________________________________
سورة النجم
بسم الله الرحمن الرحيم: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ} الآية 32.
أخبرنا أبو بكر بن الحارث قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا
إبراهيم بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن سعد قال: أخبرنا ابن وهب
قال: أخبرني ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن ثابت
بن الحارث الأنصاري قال:
كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير: هو صديق
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: (كذبت اليهود ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمه
إلا أنه شقي أو سعيد).
فأنزل الله تعالى عند ذلك هذه الآية:
{هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}
... إلى آخرها.
__________________________________
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى} الآيات 33-34.
قال ابن عباس والسدي والكلبي والمسيب بن شريك:
نزلت في عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق في الخير،
فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن أبي سرح: ما هذا الذي تصنع؟
يوشك أن لا يبقى لك شيء،
فقال عثمان: إن لي ذنوبًا وخطايا، وإني أطلب بما أصنع رضا الله
سبحانه وتعالى علي وأرجو عفوه،
فقال له عبد الله: أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها،
فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن بعض ما كان يصنع من الصدقة.
فأنزل الله تبارك وتعالى:
{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى}
فعاد عثمان إلى أحسن ذلك وأجمله.
__________________________________
قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} الآية 43.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الواعظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن
محمد الثقفي حدثنا عبد الله بن الفضل قال: أخبرنا محمد بن أبي بكر المقدمي
قال: أخبرتنا دلال بنت أبي المندل قال حدثتنا الصهباء
عن عائشة
قالت: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم يضحكون،
فقال: (لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلا)...
فنزل عليه
جبريل عليه السلام بقوله: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}
فرجع إليهم فقال: ما تلقاني خطوت أربعين خطوة حتى
أتاني جبريل عليه السلام
فقال: ائت هؤلاء وقل لهم: إن الله عز وجل يقول:
{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}.
__________________________________
سورة الحجرات
قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}
الآية.
أخبرنا أحمد بن إبراهيم المزكي قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد الزاهد قال:
أخبرنا أبو القاسم البغوي قال أخبرنا قطن بن نسير قال: أخبرنا جعفر
بن سليمان الضبعي قال: أخبرنا ثابت عن أنس:
لما نـزلت هذه الآية: {لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}
قال ثابت بن قيس:
أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبيّ وأنا من أهل النار،
فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
(هو من أهل الجنة).
رواه مسلم
وقال ابن أبي مليكة:
كاد الخيِّران أن يهلِكا: أبو بكر وعمر رفعا أصواتهما عند النبيّ صلى الله
عليه وسلم حين قدم عليه ركب من بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع
بن حابس وأشار الآخر برجل آخر،
فقال أبو بكر لعمر:
ما أردت إلا خلافي. وقال عمر: ما أردت خلافك
وارتفعت أصواتهما في ذلك،
فأنـزل الله تعالى في ذلك: {لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} الآية.
وقال ابن الزبير: فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه.
___________________________________
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ}.
وقال محمد بن إسحاق وغيره:
نـزلت في جفاة بني تميم، قدم وفد منهم على النبيّ صلى الله
عليه وسلم فدخلوا المسجد،
فنادوا النبيّ صلى الله عليه وسلم من وراء حجرته:
أن اخرج إلينا يا محمد، فإن مدحنا زين وإن ذمنا شين،
فآذى ذلك من صياحهم النبيّ صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم،
فقالوا: إنا جئناك يا محمد نفاخرك،
ونـزل فيهم:
{إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ}
وكـان فيهم الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن والزبرقان
بن بدر وقيس بن عاصم.
__________________________________
قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} الآية.
نـزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط
بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق مصدقًا وكان
بينه وبينهم عداوة في الجاهلية،
فلما سمع القوم به تلقوه تعظيمًا لله تعالى ولرسوله فحدثه الشيطان
أنهم يريدون قتله فهابهم،
فرجع من الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن بني المصطلق
قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي،
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهمّ أن يغزوهم،
فبلغ القوم رجوعه،
فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: سمعنا برسولك،
فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه ما قبلنا من حقّ الله تعالى،
فبدا له في الرجوع،
فخشينا أن يكون إنما ردّه من الطريق كتاب جاءه منك بغضب غضبته علينا،
وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله،
فأنـزل الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} يعني الوليد بن عقبة.
___________________________________
قوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} الآية.
أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر النحوي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن
سنان المقرئ قال: أخبرنا أحمد بن علي الموصلي قال: أخبرنا إسحاق بن
أبي إسرائيل قال: أخبرنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدِّث عن أنس قال:
قلت يا نبي الله لو أتيت عبد الله بن أُبي فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم
فركب حمارًا وانطلق المسلمون يمشون، وهي أرض سبخة
فلما أتاه النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
إليك عني، فوالله لقد آذاني نتن حمارك،
فقال رجل من الأنصار: والله لَحِمَارُ رسول الله صلى الله عليه
وسلم أطيب ريحًا منك،
فغضب لعبد الله رجل من قومه، وغضب لكل واحد منهما أصحابه،
وكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال،
فبلغنا أنه أنـزلت فيهم:
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}
رواه البخاري عن مُسدَّد ورواه مسلم عن محمد بن عبد الأعلى،
كلاهما عن المعتمر.
___________________________________
قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} الآية.
نـزلت في ثابت بن قيس بن شماس. وذلك أنه كان في أذنيه وقر فكان
إذا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسعوا له حتى يجلس إلى جنبه،
فيسمع ما يقول،
فجاء يومًا وقد أخذ الناس مجالسهم فجعل يتخطى رقاب الناس
ويقول: تفسحوا، تفسحوا
فقال له رجل: قد أصبت مجلسًا فاجلس، فجلس ثابت مغضبًا، فغمز الرجل
فقال: من هذا؟ فقال: أنا فلان؟
فقال ثابت: ابن فلانة؟ وذكر أما كانت له يعير بها في الجاهلية، فنكّس
الرجل رأسه استحياء،
فأنـزل الله تعالى هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى: {وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ}.
نـزلت في امرأتين من أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم سخرتا من أم سلمة،
وذلك أنها ربطت حقويها بسبنية -وهي ثوب أبيض- وسدلت طرفها
خلفها فكانت تجره،
فقالت عائشـة لحفصة انظري إلى ما تجرّ خلفها كأنه لسان كلب،
فهذا كان سخريتها...
وقال عكرمة عن ابن عباس
إن صفية بنت حييّ بن أخطب أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:
يا رسول الله إن النساء يعيرنني
ويقلن: يا يهودية بنت يهوديين،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(هلا قلت: إن أبي هارون وإن عمي موسى وإن زوجي محمد)،
فأنـزل الله تعالى هذه الآية.
_________________________________
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} الآية.
وقال مقاتل:
لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا حتى
أذّن على ظهر الكعبة،
فقال عتاب بن أسيد بن أبي العيص: الحمد لله الذي قبض أبي
حتى لم ير هذا اليوم.
وقال الحارث بن هشام: أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنًا؟!
وقال سهيل بن عمرو: إن يُرد الله شيئًا يغيره، وقال أبو سفيان:
إني لا أقول شيئًا أخاف أن يخبر به رب السماء،
فأتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما قالوا،
فدعاهم وسألهم عما قالوا، فأقرّوا،
فأنـزل الله تعالى هذه الآية وزجرهم عن التفاخر بالأنساب والتكاثر بالأموال
والازدراء بالفقراء.
وقال يزيد بن شجرة:
مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ببعض الأسواق بالمدينة
وإذا غلام أسود قائم ينادي عليه بياع فيمن يزيد،
وكان الغلام يقول: من اشتراني فعلى شرط،
قيل: ما هو؟ قال: لا يمنعني من الصلوات الخمس خلف
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاشتراه رجل على هذا الشرط، وكان يراه رسول الله صلى الله عليه
وسلم عند كل صلاة مكتوبة
ففقده ذات يوم، فقال لصاحبه: (أين الغلام؟)
فقال: محموم يا رسول الله، فقال لأصحابه:
(قوموا بنا نعوده)،
فقاموا معه فعادوه، فلما كان بعد أيام قال لصاحبه: (ما حال الغلام؟)...
فقال: يا رسول الله إن الغلام لما به، فقام ودخل عليه وهو في برحائه،
فقبض على تلك الحال،
فتولى رسول الله صلى الله عليه وسلم غسله وتكفينه ودفنه،
فدخل على أصحابه من ذلك أمر عظيم،
فقال المهاجرون: هجرنا ديارنا وأموالنا وأهلينا فلم ير أحد منا في حياته
ومرضه وموته ما لقي هذا الغلام،
وقالت الأنصار: آويناه ونصرناه وواسيناه بأموالنا فآثر علينا عبدًا حبشيًّا،
فأنـزل الله تبارك وتعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى}
يعني أنكم بنو أب واحد وامرأة واحدة،
وأراهم فضل التقوى بقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
_________________________________
قوله تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا} الآية.
نـزلـت في أعراب من بني أسد بن خزيمة
قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في سنة جدبة فأظهروا
الشهادتين ولم يكونوا مؤمنين في السّر، وأفسدوا طرق المدينة بالعذرات
وأغلوا أسعارها،
وكانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتيناك بالأثقال والعيال
ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان، فأعطنا من الصدقة، وجعلوا
يمنون عليه،
فأنـزل الله تعالى فيهم هذه الآية.
__________________________________
سورة ق
بسم الله الرحمن الرحيم:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}
الآية 38.
أخبرنا أحمد بن محمد التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر الحافظ
قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا هناد بن السري قال:
أخبرنا أبو بكر بن عياش عن أبي سعد البقال، عن عكرمة عن ابن عباس
أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فسألت عن خلق
السماوات والأرض
فقال: (خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء
وما فيهن من المنافع، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء وخلق يوم الخميس
السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر)...
قالت اليهود: ثم ماذا يا محمد؟ قال: (ثم أستوى على العرش)،
قالوا: قد أصبت لو تممت ثم استراح، فغضب رسول الله
صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا...
فنزلت: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}.
___________________________________
سورة القمر
قوله تعالى : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} الآية 1.
أخبرنا أبو حكيم عقيل بن محمد الجرجاني إجازة بلفظه أن أبا الفرج
القاضي أخبرهم قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: أخبرنا الحسين بن أبي
يحيى المقدسي قال: أخبرنا يحيى بن حماد قال: أخبرنا أبو عوانة، عن المغيرة،
عن أبي الضحى، عن مسروق عن عبد الله قال:
إنشقّ القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت قريش: هذا سحر ابن أبي كبشة سحركم، فاسألوا السّفار فسألوهم
فقالوا: نعم قد رأينا،
فأنزل الله عز وجل:
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا
وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}.
___________________________________
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ} الآيات 47-49.
أخبرنا أبو بكر بن الحارث قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأصفهاني
قال: حدثنا جرير بن هارون قال: حدثنا علي بن الطنافسي قال: حدثنا
عبيد الله بن موسى قال: حدثنا بحر السقاء عن شيخ من قريش،
عن عطاء قال:
جاء أسقف نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد تزعم
أن المعاصي بقدر، والبحار بقدر، والسماء بقدر، وهذه الأمور تجري
بقدر، فأما المعاصي فلا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أنتم خُصماء الله)،
فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ}
إلى قوله: {خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.
___________________________________
يتبع
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سورة الواقعة
قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ}
الآيات 13-14.
قال عروة بن رويم:
لما أنزل الله تعالى:{ ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ} بكى عمر
وقال: يا رسول الله آمنا بك وصدقناك ومع هذا كله من ينجو منا قليل،
فأنزل الله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ}.
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر فقال:
(يا عمر بن الخطاب قد أنزل الله فيما قلت،
فجعل ثلة من الأولين وثلة من الآخرين)
فقال عمر: رضينا عن ربنا ونصدق نبينا،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من آدم إلينا ثلة، ومني إلى يوم القيامة ثلة،
ولا يستتمها إلا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا إله إلا الله).
__________________________________
قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} الآية 82.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في سفر فنزلوا منزلا وأصابهم
العطش وليس معهم ماء، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم،
فقال:
(أرأيتم إن دعوت لكم فسقيتم فلعلكم تقولون سقينا هذا المطر بنوء كذا؟)
فقالوا: يا رسول الله ما هذا بحين الأنواء،
قال:
فصلى ركعتين ودعا الله تبارك وتعالى فهاجت ريح ثم هاجت سحابة فمطروا،
حتى سالت الأودية، وملأوا الأسقية،
ثم مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يغترف بقدح له وهو يقول:
سقينا بنوء كذا ولم يقل هذا من رزق الله سبحانه،
فأَنزل الله سبحانه: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}.
__________________________________
سورة الحديد
قوله تعالى : {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} الآية 10.
روى محمد بن فضيل عن الكلبي أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي
الله عنه، ويدل على هذا ما أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبده بن
يحيى قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله السليطي قال: حدثنا عثمان بن
سليمان البغدادي قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم المخزومي قال: حدثنا عمرو
بن حفص الشيباني قال: حدثنا العلاء بن عمرو قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري،
عن سفيان الثوري، عن آدم بن عليّ، عن ابن عمر قال:
بينا النبي صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة
قد خلها على صدره بخلال، إذ نزل عليه جبريل عليه السلام فأقرأه
من الله السلام وقال:
(يا محمد ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال؟)
فقال: (يا جبريل أنفق ماله قبل الفتح عليّ)،
قال: (فأقرئه من الله سبحانه وتعالى السلام، وقل له:
يقول لك ربك: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال:
[يا أبا بكر هذا جبريل يقرئك من الله سبحانه السلام،
يقول لك ربك: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟]
فبكى أبو بكر وقال على ربي أغضب؟
أنا عن ربي راض، أنا عن ربي راض).
___________________________________
قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} الآية 16.
قال الكلبي ومقاتل: نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة،
وذلك أنهم سألوا سلمان الفارسي ذات يوم فقالوا:
حدثنا عما في التوارة، فإن فيها العجائب،
فنزلت هذه الآية.
وقال غيرهما: نزلت في المؤمنين.
أخبرنا عبد القاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا جعفر
بن محمد الفريابي قال: حدثنا إسحاق بن راهويه قال: حدثنا عمرو بن
محمد القرشي قال: حدثنا خلاد بن مسلم الصفار، عن عمرو بن قيس الملائي
عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال:
أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زمانًا،
فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا...
فأنزل الله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}
فتلاه عليهم زمانا،
فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا، فأَنزل الله تعالى:
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ}
قال: كل ذلك يؤمرون بالقرآن، قال خلاد: وزاد فيه آخر
قالوا: يا رسول الله لو ذكرتنا،
فأنزل الله تعالى:
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}.
___________________________________
سورة المجادلة
قوله تعالى :{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} الآية 1.
أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الغازي، قال: أخبرنا أبو عمرو محمد
بن أحمد الحيري قال: أخبرنا أحمد بن عليّ بن المثنى قال: أخبرنا أبو بكر
بن أبي شيبة قال:
حدثنا أحمد بن أبي عبيدة قال: حدثنا أبي، عن الأعمش،
عن تميم بن سلمة، عن عروة قال:
قالت عائشة: تبارك الذي وسع سمعه كل شيء،
إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهي تقول: يا رسول الله أبلى شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني
وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهمَّ إني أشكو إليك...
قال: فما برحت حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآيات:
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ}
رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي محمد المزني،
عن مطير، عن أبي كريب، عن محمد بن أبي عبيدة.
__________________________________
قوله تعالى: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ} الآية 2.
أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حامد العدل قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الله
بن زكريا قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: أخبرنا أبو الحسن
أحمد بن سيار قال: أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن يوسف حدثنا أبو الأصبع
الحراني قال: أخبرنا محمد بن مسلمة، عن محمد بن إسحاق، عن معمر بن
عبد الله بن حنظلة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال:
حدثتني خويلة بنت ثعلبة وكانت عند أوس بن الصامت أخي
عبادة بن الصامت،
قالت: دخل عليّ ذات يوم وكلمني بشيء وهو فيه كالضجر،
فراددته فغضب
فقال: أنت عليّ كظهر أمي، ثم خرج في نادي قومه ثم رجع إليّ
فراودني عن نفسي، فامتنعت منه،
فشادني فشاددته فغلبته بما تغلب به المرأة الرجل الضعيف،
فقلت: كلا والذي نفس خويلة بيده لا تصل إلي حتى يحكم الله تعالى
فيّ وفيك بحكمه....
ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أشكو ما لقيت،
فقال: زوجك وابن عمك اتقي الله وأحسني صحبته،
فما برحت حتى نزل القرآن:
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}
إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}
حتى انتهى إلى الكفارة،
قال: (مريه فليعتق رقبة)، قلت: يا نبي الله والله ما عنده
رقبة يعتقها،
قال: (مريه فليصم شهرين متتابعين)، قلت: يا نبي الله والله إنه شيخ
كبير ما به من صيام،
قال: (فليطعم ستين مسكينا)، قلت: يا نبي الله والله ما عنده ما يطعم،
قال: (بلى سنعينه بعرق من تمر مكتل يسع ثلاثين صاعا)،
قالت: قلت: وأنا أعينه بعرق آخر،
قال: (قد أحسنت فليتصدق).
___________________________________
قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} الآية 8.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن
عبد الله الأصفهاني قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال: أخبرنا
قُتيبة بن سعيد قال: أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن
مسروق، عن عائشة قالت:
جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا:
السام عليك يا أبا القاسم،
فقلت: السام عليكم وفعل الله بكم،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(مه يا عائشة فإن الله تعالى لا يحبّ الفحش ولا التفحش)،
فقلت: يا رسول الله ألست ترى ما يقولون؟ قال:
(ألست ترين أرد عليهم ما يقولون؟ أقول: وعليكم)،
________________________________________
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ
فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ } الآية 11.
قال مقاتل:
كان النبيّ صلى الله عليه وسلم في الصُّفة وفي المكان ضيق
وذلك يوم الجمعة،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار،
فجاء ناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجلس،
فقاموا حيال النبيّ صلى الله عليه وسلم على أرجلهم ينتظرون
أن يوسع لهم فلم يفسحوا لهم،
وشقّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لمن حوله من غير
أهل بدر: (قم يا فلان وأنت يا فلان)،
فأقام من المجلس بقدر النفر الذي قاموا بين يديه من أهل بدر،
فشقّ ذلك على من أقيم من مجلسه وعرف النبيّ
صلى الله عليه وسلم الكراهية في وجوههم،
فقال المنافقون للمسلمين: ألستم تزعمون أن صاحبكم يعدل بين الناس؟
فوالله ما عدل بين هؤلاء: قوم أخذوا مجالسهم وأحبوا القرب من نبيهم
أقامهم وأجلس من أبطأ عنهم مقامهم،
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ}
الآيتان 12-13.
قال مقاتل بن حيان:
نزلت الآية في الأغنياء،
وذلك أنهم كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيكثرون مناجاته
ويغلبون الفقراء على المجالس
حتى كره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك من طول جلوسهم ومناجاتهم،
فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية، وأمر بالصدقة عند المناجاة،
فأما أهل العسرة فلم يجدوا شيئًا، وأما أهل الميسرة فبخلوا
واشتد ذلك على أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، فنزلت الرخصة.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ}
كان لي دينار فبعته بدراهم، وكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت
بدرهم حتى نفد،
فنسخت بالآية الأخرى:
{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ}.
____________________________________
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} الآيات 14-18.
إلى قوله: {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ}
وقال السدي ومقاتل:
نزلت في عبد الله بن نبتل المنافق كان يجالس النبيّ صلى الله عليه وسلم
ثم يرفع حديثه إلى اليهود،
فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة من حجره،
إذ قال: يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعيني شيطان،
فدخل عبد الله بن نبتل وكان أزرق،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(علام تشتمني أنت وأصحابك؟) فحلف بالله ما فعل ذلك،
فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم:
(فعلت)، فانطلق فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه،
فأنزل الله تعالى هذه الآيات.
_____________________________________
قوله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ
مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية 22.
قال ابن جريج:
حُدِّثت أن أبا قحافة سبّ النبيّ صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر صكة
شديدة سقط منها،
ثم ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم،
قال: (أو فعلته؟)
قال: نعم، قال: (فلا تعد إليه)،
فقال أبو بكر: والله لو كان السيف قريبًا مني لقتلته،
فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.
وروي عن ابن مسعود أنه قال:
نزلت هذه الآية في أبي عبيدة بن الجراح قتل أباه عبد الله بن الجراح يوم أُحد
. وفي أبي بكر دعا ابنه يوم بدر إلى البزار، فقال:
يا رسول الله دعني أكن في الرحلة الأولى،
فقال له رسول الله: (متعنا بنفسك يا أبا بكر،
أما تعلم أنك عندي بمنزلة سمعي وبصري)،
وفي مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أُحد. وفي عمر قتل خاله
العاص بن هشام بن المغيرة يوم بدر، وفي علي وحمزة وعبيدة قتلوا
عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر،
وذلك قوله: {وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}.
__________________________________
سورة الحشر
بسم الله الرحمن الرحيم:
{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} الآية 2.
قال المفسرون:
نزلت هذه الآية في بني النضير،
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة صالحه بنو النضير على
أن لا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه،
وقَبِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك منهم،
فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا وظهر على المشركين
قالت بنو النضير: والله إنه النبيّ الذي وجدنا نعته في التوارة
لا ترد له راية،
فلما غزا أُحدًا وهزم المسلمون نقضوا العهد وأظهروا العداوة لرسول
الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين،
فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صالحهم
عن الجلاء من المدينة.
__________________________________
قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} الآية 5.
وذلك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل ببني النضير وتحصنوا
في حصونهم أمر بقطع نخيلهم وإحراقها،
فجزع أعداء الله عند ذلك
وقالوا: زعمت يا محمد أنك تريد الصلاح، أفمن الصلاح عقر الشجر المثمر
وقطع النخيل؟ وهل وجدت فيما زعمت أنه أنزل عليك الفساد في الأرض؟
فشقّ ذلك على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فوجد المسلمون في أنفسهم من
قولهم وخشوا أن يكون ذلك فسادًا، واختلفوا في ذلك،
فقال بعضهم: لا تقطعوا فإنه مما أفاء الله علينا. وقال بعضهم: بل اقطعوا،
فأنزل الله تبارك وتعالى:
{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} الآية. تصديقًا لمن نهى عن قطعه
وتحليلا لمن قطعه،
وأخبر أن قطعه وتركه بإذن الله تعالى.
__________________________________
قوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} الآية 9.
أخبرنا سعيد بن أحمد بن جعفر المؤذن، أخبرنا أبو علي الفقيه، أخبرنا محمد
بن منصور بن أبي الجهم السبيعي، أخبرنا نصر بن علي الجهضمي،
أخبرنا عبد الله بن داود، عن فضيل بن غزوان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع إلى رجل من الأنصار رجلا من أهل
الصفة، فذهب به الأنصاري إلى أهله،
فقال للمرأة: هل من شيء؟ قالت: لا إلا قوت الصبية،
قال: فنوّميهم فإذا ناموا فأتيني به، فإذا وضعت فأطفئي السراج،
قال: ففعلت وجعل الأنصاري يقدم إلى ضيفه ما بين يديه، ثم غدا به
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: (لقد عجب من فعالكما أهل السماء)،
ونزلت: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}
رواه البخاري عن مسدد، عن عبد الله بن داود. ورواه مسلم عن أبي كريب
عن وكيع، كلاهما عن فضيل بن غزوان.
أخبرنا أبو عبد الله بن إسحاق المزكي، أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله
السليطي أخبرنا أبو العباس بن عيسى بن محمد المروزي، أخبرنا المستجير
بن الصلت، أخبرنا القاسم بن الحكم العُرني، أخبرنا عبيد الله بن الوليد عن
محارب بن دثار، عن عبد الله بن عمر قال:
أُهدي لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة،
فقال: إن أخي فلانًا وعياله أحوج إلى هذا منا، فبعث به إليه،
فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداوله سبعة أهل أبيات
حتى رجعت إلى الأول،
فنزلت: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} إلى آخر الآية.
__________________________________
سورة الممتحنة
قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}
الآية 1.
قال جماعة من المفسرين:
نزلت في حاطب بن أبي بلتعة
وذلك أن سارة مولاة أبي عمرو بن صيفي بن هاشم بن عبد مناف أتت رسول
الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ورسول الله صلى الله عليه
وسلم يتجهز لفتح مكة
فقال لها: (أمسلمة جئت؟) قالت: لا قال: (فما جاء بك؟)
قالت: أنتم كنتم الأهل والعشيرة والموالي، وقد احتجت حاجة شديدة
فقدمت عليكم لتعطوني وتكسوني،
قال لها: (فأين أنت من شباب أهل مكة)، وكانت مغنية،
قالت: ما طلب مني شيء بعد وقعة بدر
فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب
فكسوها وحملوها وأعطوها،
فأتاها حاطب بن أبي بلتعة وكتب معها إلى أهل مكة وأعطاها عشرة
دنانير على أن توصل الكتاب إلى أهل مكة...
وكتب في الكتاب:
من حاطب إلى أهل مكة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم
فخذوا حذركم،
فخرجت سارة ونزل جبريل عليه السلام، فأخبر النبيّ صلى الله عليه
وسلم بما فعل حاطب،
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا وعمارًا والزبير وطلحة والمقداد
بن الأسود وأبا مرثد وكانوا كلهم فرسانًا،
وقال لهم: (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن فيها ظعينة معها كتاب
من حاطب إلى المشركين،
فخذوه منها وخلوا سبيلها، فإن لم تدفعه إليكم فاضربوا عنقها)،
فخرجوا حتى أدركوها في ذلك المكان، فقالوا لها:
أين الكتاب؟ فحلفت بالله ما معها من كتاب،
ففتشوا متاعها فلم يجدوا معها كتابًا، فهموا بالرجوع،
فقال عليّ: والله ما كذبنا ولا كذبنا، وسلّ سيفه،
وقال: أخرجي الكتاب وإلا والله لأجردنَّكَ ولأضربنَّ عنقك...
فلما رأت الجد أخرجته من ذؤابتها وكانت قد خبأته في شعرها،
فخلوا سبيلها ورجعوا بالكتاب
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حاطب فأتاه، فقال له:
(هل تعرف الكتاب؟) قال: نعم،
قال: (فما حملك على ما صنعت؟)
فقال: يا رسول الله، والله ما كفرت منذ أسلمت، ولا غششتك منذ نصحتك،
ولا أحببتهم منذ فارقتهم، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلا وله بمكة
من يمنع عشيرته،
وكنت غريبًا فيهم وكان أهلي بين ظهرانيهم، فخشيت على أهلي فأردت
أن أتخذ عندهم يدا وقد علمت أن الله ينزل بهم
بأسه وأن كتابي لا يغني عنهم شيئًا....
فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعذره،
فنزلت هذه السورة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}
فقام عمر بن الخطاب فقال:
دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال لهم:
اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).
____________________________________
قوله عز وجل: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} الآية 4.
يقول الله تعالى للمؤمنين: لقد كان لكم في إبراهيم ومن معه من الأنبياء
والأولياء اقتداء بهم في معاداة ذوي قراباتهم من المشركين،
فلما نزلت هذه الآية عادى المؤمنون أقرباءهم المشركين في الله وأظهروا
لهم العداوة والبراءة،
وعلم الله تعالى شدة وجد المؤمنين بذلك،
فأنزل الله:
{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً}
ثم فعل ذلك بأن أسلم كثير منهم وصاروا لهم أولياء وإخوانًا،
وخالطوهم وناكحوهم،
وتزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب،
فلان لهم أبو سفيان وبلغه ذلك وهو مشرك،
فقال: ذاك الفحل لا يُقرع أنفه.
____________________________________
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ
اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ} الآية 10.
قال ابن عباس:
إن مشركي مكة صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية
على أن من أتاه من أهل مكة رده إليهم،
ومن أتى أهل مكة من أصحابه فهو لهم،
وكتبوا بذلك الكتاب وختموه،
فجاءت سُبيعة بنت الحارث الأسلمية بعد الفراغ من الكتاب والنبيّ صلى
الله عليه وسلم بالحديبية،
فأقبل زوجها وكان كافرًا، فقال: يا محمد ردّ عليّ امرأتي،
فإنك قد شرطت لنا أن ترد علينا من أتاك منا وهذه طينة
الكتاب لم تجف بعد،
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} الآية 13.
نزلت في ناس من فقراء المسلمين كانوا يخبرون اليهود بأخبار المسلمين
ويواصلونهم فيصيبون بذلك من ثمارهم،
فنهاهم الله تبارك وتعالى عن ذلك.
__________________________________
يتبع
سورة الواقعة
قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ}
الآيات 13-14.
قال عروة بن رويم:
لما أنزل الله تعالى:{ ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ} بكى عمر
وقال: يا رسول الله آمنا بك وصدقناك ومع هذا كله من ينجو منا قليل،
فأنزل الله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ}.
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر فقال:
(يا عمر بن الخطاب قد أنزل الله فيما قلت،
فجعل ثلة من الأولين وثلة من الآخرين)
فقال عمر: رضينا عن ربنا ونصدق نبينا،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من آدم إلينا ثلة، ومني إلى يوم القيامة ثلة،
ولا يستتمها إلا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا إله إلا الله).
__________________________________
قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} الآية 82.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في سفر فنزلوا منزلا وأصابهم
العطش وليس معهم ماء، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم،
فقال:
(أرأيتم إن دعوت لكم فسقيتم فلعلكم تقولون سقينا هذا المطر بنوء كذا؟)
فقالوا: يا رسول الله ما هذا بحين الأنواء،
قال:
فصلى ركعتين ودعا الله تبارك وتعالى فهاجت ريح ثم هاجت سحابة فمطروا،
حتى سالت الأودية، وملأوا الأسقية،
ثم مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يغترف بقدح له وهو يقول:
سقينا بنوء كذا ولم يقل هذا من رزق الله سبحانه،
فأَنزل الله سبحانه: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}.
__________________________________
سورة الحديد
قوله تعالى : {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} الآية 10.
روى محمد بن فضيل عن الكلبي أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي
الله عنه، ويدل على هذا ما أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبده بن
يحيى قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله السليطي قال: حدثنا عثمان بن
سليمان البغدادي قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم المخزومي قال: حدثنا عمرو
بن حفص الشيباني قال: حدثنا العلاء بن عمرو قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري،
عن سفيان الثوري، عن آدم بن عليّ، عن ابن عمر قال:
بينا النبي صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة
قد خلها على صدره بخلال، إذ نزل عليه جبريل عليه السلام فأقرأه
من الله السلام وقال:
(يا محمد ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال؟)
فقال: (يا جبريل أنفق ماله قبل الفتح عليّ)،
قال: (فأقرئه من الله سبحانه وتعالى السلام، وقل له:
يقول لك ربك: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال:
[يا أبا بكر هذا جبريل يقرئك من الله سبحانه السلام،
يقول لك ربك: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟]
فبكى أبو بكر وقال على ربي أغضب؟
أنا عن ربي راض، أنا عن ربي راض).
___________________________________
قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} الآية 16.
قال الكلبي ومقاتل: نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة،
وذلك أنهم سألوا سلمان الفارسي ذات يوم فقالوا:
حدثنا عما في التوارة، فإن فيها العجائب،
فنزلت هذه الآية.
وقال غيرهما: نزلت في المؤمنين.
أخبرنا عبد القاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا جعفر
بن محمد الفريابي قال: حدثنا إسحاق بن راهويه قال: حدثنا عمرو بن
محمد القرشي قال: حدثنا خلاد بن مسلم الصفار، عن عمرو بن قيس الملائي
عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال:
أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زمانًا،
فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا...
فأنزل الله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}
فتلاه عليهم زمانا،
فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا، فأَنزل الله تعالى:
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ}
قال: كل ذلك يؤمرون بالقرآن، قال خلاد: وزاد فيه آخر
قالوا: يا رسول الله لو ذكرتنا،
فأنزل الله تعالى:
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}.
___________________________________
سورة المجادلة
قوله تعالى :{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} الآية 1.
أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الغازي، قال: أخبرنا أبو عمرو محمد
بن أحمد الحيري قال: أخبرنا أحمد بن عليّ بن المثنى قال: أخبرنا أبو بكر
بن أبي شيبة قال:
حدثنا أحمد بن أبي عبيدة قال: حدثنا أبي، عن الأعمش،
عن تميم بن سلمة، عن عروة قال:
قالت عائشة: تبارك الذي وسع سمعه كل شيء،
إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهي تقول: يا رسول الله أبلى شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني
وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهمَّ إني أشكو إليك...
قال: فما برحت حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآيات:
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ}
رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي محمد المزني،
عن مطير، عن أبي كريب، عن محمد بن أبي عبيدة.
__________________________________
قوله تعالى: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ} الآية 2.
أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حامد العدل قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الله
بن زكريا قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: أخبرنا أبو الحسن
أحمد بن سيار قال: أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن يوسف حدثنا أبو الأصبع
الحراني قال: أخبرنا محمد بن مسلمة، عن محمد بن إسحاق، عن معمر بن
عبد الله بن حنظلة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال:
حدثتني خويلة بنت ثعلبة وكانت عند أوس بن الصامت أخي
عبادة بن الصامت،
قالت: دخل عليّ ذات يوم وكلمني بشيء وهو فيه كالضجر،
فراددته فغضب
فقال: أنت عليّ كظهر أمي، ثم خرج في نادي قومه ثم رجع إليّ
فراودني عن نفسي، فامتنعت منه،
فشادني فشاددته فغلبته بما تغلب به المرأة الرجل الضعيف،
فقلت: كلا والذي نفس خويلة بيده لا تصل إلي حتى يحكم الله تعالى
فيّ وفيك بحكمه....
ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أشكو ما لقيت،
فقال: زوجك وابن عمك اتقي الله وأحسني صحبته،
فما برحت حتى نزل القرآن:
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}
إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}
حتى انتهى إلى الكفارة،
قال: (مريه فليعتق رقبة)، قلت: يا نبي الله والله ما عنده
رقبة يعتقها،
قال: (مريه فليصم شهرين متتابعين)، قلت: يا نبي الله والله إنه شيخ
كبير ما به من صيام،
قال: (فليطعم ستين مسكينا)، قلت: يا نبي الله والله ما عنده ما يطعم،
قال: (بلى سنعينه بعرق من تمر مكتل يسع ثلاثين صاعا)،
قالت: قلت: وأنا أعينه بعرق آخر،
قال: (قد أحسنت فليتصدق).
___________________________________
قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} الآية 8.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن
عبد الله الأصفهاني قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال: أخبرنا
قُتيبة بن سعيد قال: أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن
مسروق، عن عائشة قالت:
جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا:
السام عليك يا أبا القاسم،
فقلت: السام عليكم وفعل الله بكم،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(مه يا عائشة فإن الله تعالى لا يحبّ الفحش ولا التفحش)،
فقلت: يا رسول الله ألست ترى ما يقولون؟ قال:
(ألست ترين أرد عليهم ما يقولون؟ أقول: وعليكم)،
________________________________________
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ
فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ } الآية 11.
قال مقاتل:
كان النبيّ صلى الله عليه وسلم في الصُّفة وفي المكان ضيق
وذلك يوم الجمعة،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار،
فجاء ناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجلس،
فقاموا حيال النبيّ صلى الله عليه وسلم على أرجلهم ينتظرون
أن يوسع لهم فلم يفسحوا لهم،
وشقّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لمن حوله من غير
أهل بدر: (قم يا فلان وأنت يا فلان)،
فأقام من المجلس بقدر النفر الذي قاموا بين يديه من أهل بدر،
فشقّ ذلك على من أقيم من مجلسه وعرف النبيّ
صلى الله عليه وسلم الكراهية في وجوههم،
فقال المنافقون للمسلمين: ألستم تزعمون أن صاحبكم يعدل بين الناس؟
فوالله ما عدل بين هؤلاء: قوم أخذوا مجالسهم وأحبوا القرب من نبيهم
أقامهم وأجلس من أبطأ عنهم مقامهم،
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ}
الآيتان 12-13.
قال مقاتل بن حيان:
نزلت الآية في الأغنياء،
وذلك أنهم كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيكثرون مناجاته
ويغلبون الفقراء على المجالس
حتى كره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك من طول جلوسهم ومناجاتهم،
فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية، وأمر بالصدقة عند المناجاة،
فأما أهل العسرة فلم يجدوا شيئًا، وأما أهل الميسرة فبخلوا
واشتد ذلك على أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، فنزلت الرخصة.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ}
كان لي دينار فبعته بدراهم، وكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت
بدرهم حتى نفد،
فنسخت بالآية الأخرى:
{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ}.
____________________________________
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} الآيات 14-18.
إلى قوله: {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ}
وقال السدي ومقاتل:
نزلت في عبد الله بن نبتل المنافق كان يجالس النبيّ صلى الله عليه وسلم
ثم يرفع حديثه إلى اليهود،
فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة من حجره،
إذ قال: يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعيني شيطان،
فدخل عبد الله بن نبتل وكان أزرق،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(علام تشتمني أنت وأصحابك؟) فحلف بالله ما فعل ذلك،
فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم:
(فعلت)، فانطلق فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه،
فأنزل الله تعالى هذه الآيات.
_____________________________________
قوله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ
مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية 22.
قال ابن جريج:
حُدِّثت أن أبا قحافة سبّ النبيّ صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر صكة
شديدة سقط منها،
ثم ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم،
قال: (أو فعلته؟)
قال: نعم، قال: (فلا تعد إليه)،
فقال أبو بكر: والله لو كان السيف قريبًا مني لقتلته،
فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.
وروي عن ابن مسعود أنه قال:
نزلت هذه الآية في أبي عبيدة بن الجراح قتل أباه عبد الله بن الجراح يوم أُحد
. وفي أبي بكر دعا ابنه يوم بدر إلى البزار، فقال:
يا رسول الله دعني أكن في الرحلة الأولى،
فقال له رسول الله: (متعنا بنفسك يا أبا بكر،
أما تعلم أنك عندي بمنزلة سمعي وبصري)،
وفي مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أُحد. وفي عمر قتل خاله
العاص بن هشام بن المغيرة يوم بدر، وفي علي وحمزة وعبيدة قتلوا
عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر،
وذلك قوله: {وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}.
__________________________________
سورة الحشر
بسم الله الرحمن الرحيم:
{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} الآية 2.
قال المفسرون:
نزلت هذه الآية في بني النضير،
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة صالحه بنو النضير على
أن لا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه،
وقَبِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك منهم،
فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا وظهر على المشركين
قالت بنو النضير: والله إنه النبيّ الذي وجدنا نعته في التوارة
لا ترد له راية،
فلما غزا أُحدًا وهزم المسلمون نقضوا العهد وأظهروا العداوة لرسول
الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين،
فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صالحهم
عن الجلاء من المدينة.
__________________________________
قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} الآية 5.
وذلك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل ببني النضير وتحصنوا
في حصونهم أمر بقطع نخيلهم وإحراقها،
فجزع أعداء الله عند ذلك
وقالوا: زعمت يا محمد أنك تريد الصلاح، أفمن الصلاح عقر الشجر المثمر
وقطع النخيل؟ وهل وجدت فيما زعمت أنه أنزل عليك الفساد في الأرض؟
فشقّ ذلك على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فوجد المسلمون في أنفسهم من
قولهم وخشوا أن يكون ذلك فسادًا، واختلفوا في ذلك،
فقال بعضهم: لا تقطعوا فإنه مما أفاء الله علينا. وقال بعضهم: بل اقطعوا،
فأنزل الله تبارك وتعالى:
{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} الآية. تصديقًا لمن نهى عن قطعه
وتحليلا لمن قطعه،
وأخبر أن قطعه وتركه بإذن الله تعالى.
__________________________________
قوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} الآية 9.
أخبرنا سعيد بن أحمد بن جعفر المؤذن، أخبرنا أبو علي الفقيه، أخبرنا محمد
بن منصور بن أبي الجهم السبيعي، أخبرنا نصر بن علي الجهضمي،
أخبرنا عبد الله بن داود، عن فضيل بن غزوان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع إلى رجل من الأنصار رجلا من أهل
الصفة، فذهب به الأنصاري إلى أهله،
فقال للمرأة: هل من شيء؟ قالت: لا إلا قوت الصبية،
قال: فنوّميهم فإذا ناموا فأتيني به، فإذا وضعت فأطفئي السراج،
قال: ففعلت وجعل الأنصاري يقدم إلى ضيفه ما بين يديه، ثم غدا به
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: (لقد عجب من فعالكما أهل السماء)،
ونزلت: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}
رواه البخاري عن مسدد، عن عبد الله بن داود. ورواه مسلم عن أبي كريب
عن وكيع، كلاهما عن فضيل بن غزوان.
أخبرنا أبو عبد الله بن إسحاق المزكي، أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله
السليطي أخبرنا أبو العباس بن عيسى بن محمد المروزي، أخبرنا المستجير
بن الصلت، أخبرنا القاسم بن الحكم العُرني، أخبرنا عبيد الله بن الوليد عن
محارب بن دثار، عن عبد الله بن عمر قال:
أُهدي لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة،
فقال: إن أخي فلانًا وعياله أحوج إلى هذا منا، فبعث به إليه،
فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداوله سبعة أهل أبيات
حتى رجعت إلى الأول،
فنزلت: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} إلى آخر الآية.
__________________________________
سورة الممتحنة
قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}
الآية 1.
قال جماعة من المفسرين:
نزلت في حاطب بن أبي بلتعة
وذلك أن سارة مولاة أبي عمرو بن صيفي بن هاشم بن عبد مناف أتت رسول
الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ورسول الله صلى الله عليه
وسلم يتجهز لفتح مكة
فقال لها: (أمسلمة جئت؟) قالت: لا قال: (فما جاء بك؟)
قالت: أنتم كنتم الأهل والعشيرة والموالي، وقد احتجت حاجة شديدة
فقدمت عليكم لتعطوني وتكسوني،
قال لها: (فأين أنت من شباب أهل مكة)، وكانت مغنية،
قالت: ما طلب مني شيء بعد وقعة بدر
فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب
فكسوها وحملوها وأعطوها،
فأتاها حاطب بن أبي بلتعة وكتب معها إلى أهل مكة وأعطاها عشرة
دنانير على أن توصل الكتاب إلى أهل مكة...
وكتب في الكتاب:
من حاطب إلى أهل مكة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم
فخذوا حذركم،
فخرجت سارة ونزل جبريل عليه السلام، فأخبر النبيّ صلى الله عليه
وسلم بما فعل حاطب،
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا وعمارًا والزبير وطلحة والمقداد
بن الأسود وأبا مرثد وكانوا كلهم فرسانًا،
وقال لهم: (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن فيها ظعينة معها كتاب
من حاطب إلى المشركين،
فخذوه منها وخلوا سبيلها، فإن لم تدفعه إليكم فاضربوا عنقها)،
فخرجوا حتى أدركوها في ذلك المكان، فقالوا لها:
أين الكتاب؟ فحلفت بالله ما معها من كتاب،
ففتشوا متاعها فلم يجدوا معها كتابًا، فهموا بالرجوع،
فقال عليّ: والله ما كذبنا ولا كذبنا، وسلّ سيفه،
وقال: أخرجي الكتاب وإلا والله لأجردنَّكَ ولأضربنَّ عنقك...
فلما رأت الجد أخرجته من ذؤابتها وكانت قد خبأته في شعرها،
فخلوا سبيلها ورجعوا بالكتاب
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حاطب فأتاه، فقال له:
(هل تعرف الكتاب؟) قال: نعم،
قال: (فما حملك على ما صنعت؟)
فقال: يا رسول الله، والله ما كفرت منذ أسلمت، ولا غششتك منذ نصحتك،
ولا أحببتهم منذ فارقتهم، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلا وله بمكة
من يمنع عشيرته،
وكنت غريبًا فيهم وكان أهلي بين ظهرانيهم، فخشيت على أهلي فأردت
أن أتخذ عندهم يدا وقد علمت أن الله ينزل بهم
بأسه وأن كتابي لا يغني عنهم شيئًا....
فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعذره،
فنزلت هذه السورة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}
فقام عمر بن الخطاب فقال:
دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال لهم:
اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).
____________________________________
قوله عز وجل: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} الآية 4.
يقول الله تعالى للمؤمنين: لقد كان لكم في إبراهيم ومن معه من الأنبياء
والأولياء اقتداء بهم في معاداة ذوي قراباتهم من المشركين،
فلما نزلت هذه الآية عادى المؤمنون أقرباءهم المشركين في الله وأظهروا
لهم العداوة والبراءة،
وعلم الله تعالى شدة وجد المؤمنين بذلك،
فأنزل الله:
{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً}
ثم فعل ذلك بأن أسلم كثير منهم وصاروا لهم أولياء وإخوانًا،
وخالطوهم وناكحوهم،
وتزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب،
فلان لهم أبو سفيان وبلغه ذلك وهو مشرك،
فقال: ذاك الفحل لا يُقرع أنفه.
____________________________________
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ
اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ} الآية 10.
قال ابن عباس:
إن مشركي مكة صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية
على أن من أتاه من أهل مكة رده إليهم،
ومن أتى أهل مكة من أصحابه فهو لهم،
وكتبوا بذلك الكتاب وختموه،
فجاءت سُبيعة بنت الحارث الأسلمية بعد الفراغ من الكتاب والنبيّ صلى
الله عليه وسلم بالحديبية،
فأقبل زوجها وكان كافرًا، فقال: يا محمد ردّ عليّ امرأتي،
فإنك قد شرطت لنا أن ترد علينا من أتاك منا وهذه طينة
الكتاب لم تجف بعد،
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
__________________________________
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} الآية 13.
نزلت في ناس من فقراء المسلمين كانوا يخبرون اليهود بأخبار المسلمين
ويواصلونهم فيصيبون بذلك من ثمارهم،
فنهاهم الله تبارك وتعالى عن ذلك.
__________________________________
يتبع
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سورة الصف
بسم الله الرحمن الرحيم:
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الآية 1.
أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكريا، أن محمد بن
عبد الرحمن الدغولي قال: أخبرنا محمد بن يحيى، أخبرنا محمد بن كثير الصنعاني
عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة،
عن عبد الله بن سلام قال:
قعدنا نفر من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم
وقلنا: لو نعلم أَيّ الأعمال أحبّ إلى الله تبارك وتعالى عملناه،
فأنزل الله تعالى:
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
إلى قوله:
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} إلى آخر السورة،
فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________________________________
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} الآية 2.
قال المفسرون:
كان المسلمون يقولون: لو نعلم أحبّ الأعمال إلى الله تعالى لبذلنا فيه
أموالنا وأنفسنا،
فدلهم الله على أحبّ الأعمال إليه فقال:
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} الآية.
فابتلوا يوم أحد بذلك فولوا مدبرين،
فأنزل الله تعالى: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ}.
__________________________________
سورة الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم:
{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} الآية 11.
أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الزيادي، أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم،
أخبرنا محمد بن مسلم بن واره، أخبرنا الحسن بن عطية، أخبرنا إسرائيل،
عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عير
قد قدمت من الشام،
فخرجوا إليها حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا.
فأنزل الله تبارك وتعالى:
{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}
رواه البخاري عن حفص بن عمر، عن خالد بن عبد الله، عن حصين.
قال المفسرون:
أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر، فقدم دحية بن خليفة الكلبي في
تجارة من الشام،
وضرب لها طبل يؤذن الناس بقدومه،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة،
فخرج إليه الناس ولم يبق في المسجد إلا اثنا عشر رجلا منهم
أبو بكر وعمر،
فنزلت هذه الآية،
فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم
(والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لم يبق أحد منكم لسال
بكم الوادي نارا).
___________________________________
سورة العاديات
قوله تعالى {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} السورة
قال مقاتل:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى حي من كنانة واستعمل
عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري،
فتأخر خبرهم، فقال المنافقون: قتلوا جميعًا،
فأخبر الله تعالى عنها،
فأنـزل الله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}
يعني: تلك الخيل.
أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أخبرنا أحمد بن محمد البستي،
أخبرنا محمد بن مكي، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أحمد بن عبدة،
أخبرنا حفص بن جميع، أخبرنا سماك عن عكرمة، عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خيلا فأسهبت شهرًا لم يأته منها خبر،
فنـزلت: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} ضبحت بمناخرها،
إلى آخر السورة،
ومعنى أسهبت: أمعنت في السهوب:
وهي الأرض الواسعة جمع سهب.
__________________________________
سورة التكاثر
بسم الله الرحمن الرحيم:
قوله تعالى : { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}.. الآيات 1-2.
قال مقاتل والكلبي:
نزلت في حيين من قريش: بني عبد مناف وبني سهم
كان بينهم لحاء فتعاند السادة والأشراف أيهم أكثر،
فقال بنو عبد مناف: نحن أكثر سيدًا وأعز عزيزًا وأعظم نفرًا،
وقال بنو سهم مثل ذلك، فكثرهم بنو عبد مناف،
ثم قالوا: نعد موتانا حتى زاروا القبور، فعدوا موتاهم فكثرهم
بنو سهم، لأنهم كانوا أكثر عددًا في الجاهلية.
وقال قتادة:
نزلت في اليهود، قالوا: نحن أكثر من بني فلان وبنو فلان
أكثر من بني فلان،
ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضُلالا.
__________________________________
سورة الفيل
نـزلت في [فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ] وقصدهم تخريب الكعبة،
وما فعل الله تعالى بهم من إهلاكهم وصرفهم عن البيت
وهي معروفة.
__________________________________
سورة قريش
قوله تعالى : {لإِيلافِ قُرَيْشٍ}".السورة
نـزلت في قريش وذكر منة الله عليهم:
أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري، أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل الهاشمي
أخبرنا سوادة بن عليّ، أخبرنا أحمد بن أبي بكر الزهري، أخبرنا إبراهيم بن
محمد بن ثابت، أخبرنا عثمان بن عبد الله بن عتيق عن سعيد بن عمرو بن جعدة،
عن أبيه، عن جدته أم هانئ بنت أبي طالب قالت:
قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إن الله فضّل قريشًا بسبع خصال لم يعطها
أحد قبلهم ولا يعطيها أحد بعدهم:
إن الخلافة فيهم، وإن الحجابة فيهم، وإن السقاية فيهم، وإن النبوّة فيهم،
ونُصروا على الفيل، عبدوا الله سبع سنين لم يعبده أحدًا غيرهم،
ونـزلت فيهم سورة لم يذكر فيها أحد غيرهم
{لإِيلافِ قُرَيْشٍ}".
__________________________________
سورة الماعون
بسم الله الرحمن الرحيم: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ}... الآيات 1-2 .
قال مقاتل والكلبي :
نـزلت في العاص بن وائل السهمي.
وقال ابن جريج:
كان [فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ] ينحر كل أسبوع جزورين، فأتاهم يتيم فسأله
شيئا فقرعه بعصا،
فأنـزل الله تعالى:
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ}.
__________________________________
سورة الكوثر
قوله تعالى : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} إلى آخر السورة.
قال ابن عباس: نـزلت في العاص بن وائـل،
وذلك أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من المسجد وهو يدخل،
فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا وأناس من صناديد قريش
في المسجد جلوس،
فلما دخل العاص قالوا له: من الذي كنت تحدث؟
قال: ذاك الأبتر،
يعني النبيّ صلوات الله وسلامه عليه،
وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان من خديجة، وكانوا يسمون من ليس له ابن: أبتر،
فأنـزل الله تعالى هذه السورة.
وقال عطاء عن ابن عباس:
كان العاص بن وائل يمر بمحمد صلى الله عليه وسلم ويقول: إني لأشنؤك
وإنك لأبتر من الرجال،
فأنـزل الله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}
من خير الدنيا والآخرة.
_________________________________
سورة الكافرون
قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} إلى آخر السورة،
نـزلت في رهط من قريش
قالوا: يا محمد هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك، تعبد آلهتنا سنة
ونعبد إلهك سنة،
فإن كان الذي جئت به خيرًا مما بأيدينا كنا قد شركناك فيه
وأخذنا بحظنا منه،
وإن كان الذي بأيدينا خيرًا مما في يدك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك،
فقال: "معاذ الله أن أشرك به غيره"...
فأنـزل الله تعالى:
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} إلى آخر السورة،
فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام
وفيه الملأ من قريش،
فقرأها عليهم حتى فرغ من السورة،
فأيسوا منه عند ذلك.
__________________________________
سورة النصر
قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} إلى آخر السورة
نـزلت في منصرف النبيّ صلى الله عليه وسلم من [فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]
وعاش بعد نـزولها سنتين.
أخبرنا سعيد بن محمد المؤذّن، أخبرنا أبو عمر بن أبي جعفر المقرئ؛ أخبرنا الحسن
بن سفيان، أخبرنا عبد العزيز بن سلام، أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان قال:
حدثني أبي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين وأنـزل الله تعالى:
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}
قال: "يا [فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ] ويا فاطمة قد جاء نصر الله والفتح،
ورأيتُ الناس يدخلون في دين الله أفواجا،
فسبحان ربي وبحمده وأستغفره إنه كان توابًا".
__________________________________
سورة المسد
قوله تعالى : {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} إلى آخرها...
أخبرنا أحمد بن الحسن الحيري، أخبرنا حاجب بن أحمد، أخبرنا محمد بن حماد،
أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة عن سعيد
بن جبير، عن ابن عباس قال:
صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الصفا
فقال: "يا صباحاه"،
فاجتمعت إليه قريش فقالوا له: ما لك؟
فقال: "أرأيتم لو أخبرتكم أن العدوّ مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقوني؟ "
قالوا: بلى، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"،
فقال أبو لهب: تبا لك، ألهذا دعوتنا جمعيا؟!
فأنـزل الله عز وجل: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} إلى آخرها...
رواه البخاري عن محمد بن سلام عن أبي معاوية.
أخبرنا أبو إسحاق المقرئ، أخبرنا عبد الله بن حامد، أخبرنا مكي بن عبدان، أخبرنا عبد الله
بن هاشم، أخبرنا عبد الله بن نمير، أخبرنا الأعمش عن عبد الله بن مرة، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس قال:
لما أنـزل الله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه
ثم نادى: "يا صباحاه"، فاجتمع إليه الناس من بين رجل يجيء
ورجل يبعث رسوله،
فقال: "يا بني عبد المطلب، يا بني فهر يا بني لؤي لو أخبرتكم
أن خيلا بسفح هذا الجيل
تريد أن تغير عليكم صدقتموني؟"
قالوا: نعم، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"،
فقال أبو لهب: تبًّا لك سائر اليوم ما دعوتنا إلا لهذا؟
فأنـزل الله تبارك وتعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}.
_________________________________
سورة الإخلاص
قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ} إلى آخرها.
قال قتادة والضحاك ومقاتل:
جاء ناس من اليهود إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم
فقالوا: صف لنا ربك، فإن الله أنـزل نعته في التوراة،
فأخبرنا من أيّ شيء هو؟ ومن أي جنس هو؟
من ذهب هو أم نحاس أم فضة؟ وهل يأكل ويشرب؟
وممن ورث الدنيا ومن يورثها؟
فأنـزل الله تبارك وتعالى هذه السورة وهي نسبة الله خاصة.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المهرجاني، أخبرنا عبيد الله بن محمد الزاهد،
أخبرنا أبو القاسم ابنُ بنت منيع، أخبرنا جدي أحمد بن منيع، أخبرنا أبو سعد الصغاني،
أخبرنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن [فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]:
أن المشركين قالوا لرسول الله صلي اله عليه وسلم انسب لنا ربك،
فأنـزل الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ}
قال: فالصمد الذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} لأنه ليس شيء يولد
إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث،
وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}
قال: لم يكن له شبيه ولا عدل {ولَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
__________________________________
المعوذتان
قال المفسرون:
كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأتت إليه اليهود،
ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبيّ صلى الله عليه وسلم
وعدة أسنان من مشطه،
فأعطاها اليهود فسحروه فيها، وكان الذي تولى ذلك لبيد بن
الأعصم اليهودي،
ثم دسها في بئر لبني زريق يقال لها ذروان،
فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ولبث
ستة أشهر، يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن، وجعل يذوب
ولا يدري ما عراه...
فبينما هو نائم ذات يوم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه
والآخر عند رجليه،
فقال الذي عند رأسه: ما بال الرجل؟ قال: طب،
قال: وما الطب؟ قال: سحر،
قال: ومن سحره؟ قـال: لبيد بن الأعصم اليهودي،
قال: وبم طبه؟ قال: بمشط ومشاطة،
قال: وأين هو؟ قال: في جفّ طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان.
والجفّ: قشر الطلع، والراعوفة: حجر في أسفل البئر
يقوم عليه المائح،
فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"يا عائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي"،
ثم بعث عليا والزبير وعمار بن ياسر فنـزحوا ماء تلك البئر
كأنه نقاعة الحناء، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجفّ،
فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان مشطه، وإذا فيه وتر معقود
فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر....
فأنـزل الله تعالى المعوذتين، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة،
ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حتى انحلت
العقدة الأخيرة، فقام كأنما نشط من عقال،
وجعل جبريل عليه السلام يقول:
"بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين، الله يشفيك"،
فقالوا: يا رسول الله أو لا نأخذ الخبيث فنقتله؟
فقال: "أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شرًّا".
فهذا من حلم رسول الله.
____________________________________
آخر مانزل من القرآن
القول في آخر ما نزل من القرآن
أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ قال: حدثنا محمد قال: أخبرنا أبو
عمرو بن مطر قال: أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال: حدثنا أبو
الوليد قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول:
آخر آية نزلت
{يَستَفتونَكَ قُلِ اللهُ يُفتيكُم في الكَلالَةِ}.
وآخر سورة أنزلت: براءة.
رواه البخاري في التفسير عن سليمان بن حرب عن شعبة.
ورواه في موضع آخر عن أبي الوليد. ورواه مسلم عن بندار
عن غندر عن شعبة.
أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا أبو محمد الجياني قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال:
حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا ابن المبارك عن جبير عن
الضحاك عن ابن عباس قال:
آخر آية نزلت
{وَاِتَّقوا يَوماً تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ}.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن سنان المقري قال:
أخبرنا أحمد بن علي الموصلي قال: حدثنا أحمد بن الأحمش قال: حدثنا محمد بن
فضيلة قال: حدثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
في قوله
{وَاِتَّقوا يَوماً تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ}
قال: ذكروا هذه الآية وآخر آية من سورة النساء
نزلت آخر القرآن.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الصوفي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب قال:
حدثنا الحسن بن عبد الله العبدي قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا شعبة عن
علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن أبي بن كعب أنه قال:
آخر آية نزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
{لَقَد جاءَكُم رَسولُ مِّن أَنفُسِكُم}
وقرأها إلى آخر السورة رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه.
عن الأصم عن بكار بن قتيبة عن أبي عامر العقدي عن شعبة.
أخبرني أبو عمرو محمد بن العزيز في كتابه أن محمد بن الحسين الحدادي
أخبرهم عن محمد بن يزيد قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا وكيع عن
شعبة عن علي بن يزيد عن يونس بن ماهك عن أبي بن كعب قال:
أحدث القرآن بالله عهداً
{لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِّن أَنفُسِكُم}
الآية وأول يوم أنزل فيه يوم الاثنين.
أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكريا الشيباني قال:
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: حدثنا بن أبي خثيم قال: حدثنا موسى بن
إسماعيل قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: حدثنا غيلان بن جرير عن عبد الله
بن معبد الزماني عن أبي قتادة
أن رجلاً قال: يا رسول الله أرأيت صوم يوم الاثنين قال فيه أنزل القرآن وأول شهر
أنزل فيه القرآن شهر رمضان قال الله تعالى ذكره
{شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ}.
أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان النضروي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم
بن مياسر قال: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن جابر بن
الهيثم الغداني قال: حدثنا عمران عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان وأنزل التوراة لست
مضين من رمضان وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من شهر
رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن
لأربع وعشرين خلت من رمضان).
_________________________________________
اللهم إنا عبيدك أبناء عبيدك أبناء إيماءك نواصينا بيدك ماضى فينا حكمك عدل فينا قضاءك
اللهم نسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو انزلته فى كتابك
أو علمته أحد من خلقك أو استاثرت به
فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا
ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا
آآآمين
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سورة الصف
بسم الله الرحمن الرحيم:
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الآية 1.
أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكريا، أن محمد بن
عبد الرحمن الدغولي قال: أخبرنا محمد بن يحيى، أخبرنا محمد بن كثير الصنعاني
عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة،
عن عبد الله بن سلام قال:
قعدنا نفر من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم
وقلنا: لو نعلم أَيّ الأعمال أحبّ إلى الله تبارك وتعالى عملناه،
فأنزل الله تعالى:
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
إلى قوله:
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} إلى آخر السورة،
فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________________________________
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} الآية 2.
قال المفسرون:
كان المسلمون يقولون: لو نعلم أحبّ الأعمال إلى الله تعالى لبذلنا فيه
أموالنا وأنفسنا،
فدلهم الله على أحبّ الأعمال إليه فقال:
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} الآية.
فابتلوا يوم أحد بذلك فولوا مدبرين،
فأنزل الله تعالى: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ}.
__________________________________
سورة الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم:
{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} الآية 11.
أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الزيادي، أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم،
أخبرنا محمد بن مسلم بن واره، أخبرنا الحسن بن عطية، أخبرنا إسرائيل،
عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عير
قد قدمت من الشام،
فخرجوا إليها حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا.
فأنزل الله تبارك وتعالى:
{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}
رواه البخاري عن حفص بن عمر، عن خالد بن عبد الله، عن حصين.
قال المفسرون:
أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر، فقدم دحية بن خليفة الكلبي في
تجارة من الشام،
وضرب لها طبل يؤذن الناس بقدومه،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة،
فخرج إليه الناس ولم يبق في المسجد إلا اثنا عشر رجلا منهم
أبو بكر وعمر،
فنزلت هذه الآية،
فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم
(والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لم يبق أحد منكم لسال
بكم الوادي نارا).
___________________________________
سورة العاديات
قوله تعالى {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} السورة
قال مقاتل:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى حي من كنانة واستعمل
عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري،
فتأخر خبرهم، فقال المنافقون: قتلوا جميعًا،
فأخبر الله تعالى عنها،
فأنـزل الله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}
يعني: تلك الخيل.
أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أخبرنا أحمد بن محمد البستي،
أخبرنا محمد بن مكي، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أحمد بن عبدة،
أخبرنا حفص بن جميع، أخبرنا سماك عن عكرمة، عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خيلا فأسهبت شهرًا لم يأته منها خبر،
فنـزلت: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} ضبحت بمناخرها،
إلى آخر السورة،
ومعنى أسهبت: أمعنت في السهوب:
وهي الأرض الواسعة جمع سهب.
__________________________________
سورة التكاثر
بسم الله الرحمن الرحيم:
قوله تعالى : { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}.. الآيات 1-2.
قال مقاتل والكلبي:
نزلت في حيين من قريش: بني عبد مناف وبني سهم
كان بينهم لحاء فتعاند السادة والأشراف أيهم أكثر،
فقال بنو عبد مناف: نحن أكثر سيدًا وأعز عزيزًا وأعظم نفرًا،
وقال بنو سهم مثل ذلك، فكثرهم بنو عبد مناف،
ثم قالوا: نعد موتانا حتى زاروا القبور، فعدوا موتاهم فكثرهم
بنو سهم، لأنهم كانوا أكثر عددًا في الجاهلية.
وقال قتادة:
نزلت في اليهود، قالوا: نحن أكثر من بني فلان وبنو فلان
أكثر من بني فلان،
ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضُلالا.
__________________________________
سورة الفيل
نـزلت في [فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ] وقصدهم تخريب الكعبة،
وما فعل الله تعالى بهم من إهلاكهم وصرفهم عن البيت
وهي معروفة.
__________________________________
سورة قريش
قوله تعالى : {لإِيلافِ قُرَيْشٍ}".السورة
نـزلت في قريش وذكر منة الله عليهم:
أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري، أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل الهاشمي
أخبرنا سوادة بن عليّ، أخبرنا أحمد بن أبي بكر الزهري، أخبرنا إبراهيم بن
محمد بن ثابت، أخبرنا عثمان بن عبد الله بن عتيق عن سعيد بن عمرو بن جعدة،
عن أبيه، عن جدته أم هانئ بنت أبي طالب قالت:
قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إن الله فضّل قريشًا بسبع خصال لم يعطها
أحد قبلهم ولا يعطيها أحد بعدهم:
إن الخلافة فيهم، وإن الحجابة فيهم، وإن السقاية فيهم، وإن النبوّة فيهم،
ونُصروا على الفيل، عبدوا الله سبع سنين لم يعبده أحدًا غيرهم،
ونـزلت فيهم سورة لم يذكر فيها أحد غيرهم
{لإِيلافِ قُرَيْشٍ}".
__________________________________
سورة الماعون
بسم الله الرحمن الرحيم: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ}... الآيات 1-2 .
قال مقاتل والكلبي :
نـزلت في العاص بن وائل السهمي.
وقال ابن جريج:
كان [فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ] ينحر كل أسبوع جزورين، فأتاهم يتيم فسأله
شيئا فقرعه بعصا،
فأنـزل الله تعالى:
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ}.
__________________________________
سورة الكوثر
قوله تعالى : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} إلى آخر السورة.
قال ابن عباس: نـزلت في العاص بن وائـل،
وذلك أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من المسجد وهو يدخل،
فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا وأناس من صناديد قريش
في المسجد جلوس،
فلما دخل العاص قالوا له: من الذي كنت تحدث؟
قال: ذاك الأبتر،
يعني النبيّ صلوات الله وسلامه عليه،
وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان من خديجة، وكانوا يسمون من ليس له ابن: أبتر،
فأنـزل الله تعالى هذه السورة.
وقال عطاء عن ابن عباس:
كان العاص بن وائل يمر بمحمد صلى الله عليه وسلم ويقول: إني لأشنؤك
وإنك لأبتر من الرجال،
فأنـزل الله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}
من خير الدنيا والآخرة.
_________________________________
سورة الكافرون
قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} إلى آخر السورة،
نـزلت في رهط من قريش
قالوا: يا محمد هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك، تعبد آلهتنا سنة
ونعبد إلهك سنة،
فإن كان الذي جئت به خيرًا مما بأيدينا كنا قد شركناك فيه
وأخذنا بحظنا منه،
وإن كان الذي بأيدينا خيرًا مما في يدك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك،
فقال: "معاذ الله أن أشرك به غيره"...
فأنـزل الله تعالى:
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} إلى آخر السورة،
فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام
وفيه الملأ من قريش،
فقرأها عليهم حتى فرغ من السورة،
فأيسوا منه عند ذلك.
__________________________________
سورة النصر
قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} إلى آخر السورة
نـزلت في منصرف النبيّ صلى الله عليه وسلم من [فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]
وعاش بعد نـزولها سنتين.
أخبرنا سعيد بن محمد المؤذّن، أخبرنا أبو عمر بن أبي جعفر المقرئ؛ أخبرنا الحسن
بن سفيان، أخبرنا عبد العزيز بن سلام، أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان قال:
حدثني أبي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين وأنـزل الله تعالى:
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}
قال: "يا [فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ] ويا فاطمة قد جاء نصر الله والفتح،
ورأيتُ الناس يدخلون في دين الله أفواجا،
فسبحان ربي وبحمده وأستغفره إنه كان توابًا".
__________________________________
سورة المسد
قوله تعالى : {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} إلى آخرها...
أخبرنا أحمد بن الحسن الحيري، أخبرنا حاجب بن أحمد، أخبرنا محمد بن حماد،
أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة عن سعيد
بن جبير، عن ابن عباس قال:
صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الصفا
فقال: "يا صباحاه"،
فاجتمعت إليه قريش فقالوا له: ما لك؟
فقال: "أرأيتم لو أخبرتكم أن العدوّ مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقوني؟ "
قالوا: بلى، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"،
فقال أبو لهب: تبا لك، ألهذا دعوتنا جمعيا؟!
فأنـزل الله عز وجل: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} إلى آخرها...
رواه البخاري عن محمد بن سلام عن أبي معاوية.
أخبرنا أبو إسحاق المقرئ، أخبرنا عبد الله بن حامد، أخبرنا مكي بن عبدان، أخبرنا عبد الله
بن هاشم، أخبرنا عبد الله بن نمير، أخبرنا الأعمش عن عبد الله بن مرة، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس قال:
لما أنـزل الله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه
ثم نادى: "يا صباحاه"، فاجتمع إليه الناس من بين رجل يجيء
ورجل يبعث رسوله،
فقال: "يا بني عبد المطلب، يا بني فهر يا بني لؤي لو أخبرتكم
أن خيلا بسفح هذا الجيل
تريد أن تغير عليكم صدقتموني؟"
قالوا: نعم، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"،
فقال أبو لهب: تبًّا لك سائر اليوم ما دعوتنا إلا لهذا؟
فأنـزل الله تبارك وتعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}.
_________________________________
سورة الإخلاص
قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ} إلى آخرها.
قال قتادة والضحاك ومقاتل:
جاء ناس من اليهود إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم
فقالوا: صف لنا ربك، فإن الله أنـزل نعته في التوراة،
فأخبرنا من أيّ شيء هو؟ ومن أي جنس هو؟
من ذهب هو أم نحاس أم فضة؟ وهل يأكل ويشرب؟
وممن ورث الدنيا ومن يورثها؟
فأنـزل الله تبارك وتعالى هذه السورة وهي نسبة الله خاصة.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المهرجاني، أخبرنا عبيد الله بن محمد الزاهد،
أخبرنا أبو القاسم ابنُ بنت منيع، أخبرنا جدي أحمد بن منيع، أخبرنا أبو سعد الصغاني،
أخبرنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن [فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]:
أن المشركين قالوا لرسول الله صلي اله عليه وسلم انسب لنا ربك،
فأنـزل الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ}
قال: فالصمد الذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} لأنه ليس شيء يولد
إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث،
وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}
قال: لم يكن له شبيه ولا عدل {ولَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
__________________________________
المعوذتان
قال المفسرون:
كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأتت إليه اليهود،
ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبيّ صلى الله عليه وسلم
وعدة أسنان من مشطه،
فأعطاها اليهود فسحروه فيها، وكان الذي تولى ذلك لبيد بن
الأعصم اليهودي،
ثم دسها في بئر لبني زريق يقال لها ذروان،
فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ولبث
ستة أشهر، يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن، وجعل يذوب
ولا يدري ما عراه...
فبينما هو نائم ذات يوم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه
والآخر عند رجليه،
فقال الذي عند رأسه: ما بال الرجل؟ قال: طب،
قال: وما الطب؟ قال: سحر،
قال: ومن سحره؟ قـال: لبيد بن الأعصم اليهودي،
قال: وبم طبه؟ قال: بمشط ومشاطة،
قال: وأين هو؟ قال: في جفّ طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان.
والجفّ: قشر الطلع، والراعوفة: حجر في أسفل البئر
يقوم عليه المائح،
فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"يا عائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي"،
ثم بعث عليا والزبير وعمار بن ياسر فنـزحوا ماء تلك البئر
كأنه نقاعة الحناء، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجفّ،
فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان مشطه، وإذا فيه وتر معقود
فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر....
فأنـزل الله تعالى المعوذتين، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة،
ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حتى انحلت
العقدة الأخيرة، فقام كأنما نشط من عقال،
وجعل جبريل عليه السلام يقول:
"بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين، الله يشفيك"،
فقالوا: يا رسول الله أو لا نأخذ الخبيث فنقتله؟
فقال: "أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شرًّا".
فهذا من حلم رسول الله.
____________________________________
آخر مانزل من القرآن
القول في آخر ما نزل من القرآن
أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ قال: حدثنا محمد قال: أخبرنا أبو
عمرو بن مطر قال: أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال: حدثنا أبو
الوليد قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول:
آخر آية نزلت
{يَستَفتونَكَ قُلِ اللهُ يُفتيكُم في الكَلالَةِ}.
وآخر سورة أنزلت: براءة.
رواه البخاري في التفسير عن سليمان بن حرب عن شعبة.
ورواه في موضع آخر عن أبي الوليد. ورواه مسلم عن بندار
عن غندر عن شعبة.
أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا أبو محمد الجياني قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال:
حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا ابن المبارك عن جبير عن
الضحاك عن ابن عباس قال:
آخر آية نزلت
{وَاِتَّقوا يَوماً تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ}.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن سنان المقري قال:
أخبرنا أحمد بن علي الموصلي قال: حدثنا أحمد بن الأحمش قال: حدثنا محمد بن
فضيلة قال: حدثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
في قوله
{وَاِتَّقوا يَوماً تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ}
قال: ذكروا هذه الآية وآخر آية من سورة النساء
نزلت آخر القرآن.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الصوفي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب قال:
حدثنا الحسن بن عبد الله العبدي قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا شعبة عن
علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن أبي بن كعب أنه قال:
آخر آية نزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
{لَقَد جاءَكُم رَسولُ مِّن أَنفُسِكُم}
وقرأها إلى آخر السورة رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه.
عن الأصم عن بكار بن قتيبة عن أبي عامر العقدي عن شعبة.
أخبرني أبو عمرو محمد بن العزيز في كتابه أن محمد بن الحسين الحدادي
أخبرهم عن محمد بن يزيد قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا وكيع عن
شعبة عن علي بن يزيد عن يونس بن ماهك عن أبي بن كعب قال:
أحدث القرآن بالله عهداً
{لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِّن أَنفُسِكُم}
الآية وأول يوم أنزل فيه يوم الاثنين.
أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكريا الشيباني قال:
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: حدثنا بن أبي خثيم قال: حدثنا موسى بن
إسماعيل قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: حدثنا غيلان بن جرير عن عبد الله
بن معبد الزماني عن أبي قتادة
أن رجلاً قال: يا رسول الله أرأيت صوم يوم الاثنين قال فيه أنزل القرآن وأول شهر
أنزل فيه القرآن شهر رمضان قال الله تعالى ذكره
{شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ}.
أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان النضروي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم
بن مياسر قال: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن جابر بن
الهيثم الغداني قال: حدثنا عمران عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان وأنزل التوراة لست
مضين من رمضان وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من شهر
رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن
لأربع وعشرين خلت من رمضان).
_________________________________________
اللهم إنا عبيدك أبناء عبيدك أبناء إيماءك نواصينا بيدك ماضى فينا حكمك عدل فينا قضاءك
اللهم نسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو انزلته فى كتابك
أو علمته أحد من خلقك أو استاثرت به
فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا
ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا
آآآمين
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
جزاكى الله خيرا هدى مجهود مشكورة عليه
روضة البدر- عضو برونزى
- الجنس :
عدد المساهمات : 2133
نقاط : 3117
تاريخ التسجيل : 01/12/2012
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
جزاكى الله خيرا هدى
وجعله فى ميزان حسناتك
مجهود رائع
وجعله فى ميزان حسناتك
مجهود رائع
زينب- عضو متقدم
- الجنس :
عدد المساهمات : 151
نقاط : 161
تاريخ التسجيل : 11/12/2014
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
جزاكى الله خيراااااااااااا
هدى
هدى
سهيلة- عضو نشيط
- الجنس :
عدد المساهمات : 528
نقاط : 584
تاريخ التسجيل : 17/01/2014
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
جزاكى الله خيرا هدى
وصاحب هذا العمل وكل من قام بالمساهمة فى هذا العمل
وصاحب هذا العمل وكل من قام بالمساهمة فى هذا العمل
زينب- عضو متقدم
- الجنس :
عدد المساهمات : 151
نقاط : 161
تاريخ التسجيل : 11/12/2014
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
حزاكى الله خيراااااااا
هنا سيد- عضو برونزى
- الجنس :
عدد المساهمات : 2469
نقاط : 3301
تاريخ التسجيل : 24/07/2012
رد: أسباب نزول آيات القرآن الكريم للسيوطى
جزاكى الله خيرا هدى
ابرار محمد- عضو نشيط
- الجنس :
عدد المساهمات : 687
نقاط : 767
تاريخ التسجيل : 23/07/2013
مواضيع مماثلة
» الحكمة من نزول القرآن مفرقآ
» أسباب نزول قوله تعالى : ( ويوم يعض الظالم على يديه ) الآية [ 27 ] سورة الفرقان
» تفسير القرآن الكريم الجلالين
» آداب تلاوة القرآن الكريم
» شخصية فرعون في القرآن الكريم
» أسباب نزول قوله تعالى : ( ويوم يعض الظالم على يديه ) الآية [ 27 ] سورة الفرقان
» تفسير القرآن الكريم الجلالين
» آداب تلاوة القرآن الكريم
» شخصية فرعون في القرآن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء ديسمبر 06, 2016 4:24 pm من طرف fola
» د. شريف الصفتى عالم الكيمياء المصرى النابغة
الثلاثاء ديسمبر 06, 2016 4:05 pm من طرف هدى من الله
» قصة سيدنا عزير
الإثنين نوفمبر 14, 2016 11:15 am من طرف سجدة
» ** قصة أبيار على **
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:58 am من طرف بهيرة
» خلو المكان ومرارة الغياب !!!
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:48 am من طرف هدى من الله
» يا حلاوة اللوبيا والارز بالشعرية
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:08 am من طرف بسملة
» طريقة عمل القراقيش المقرمشة و الهشة
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:07 am من طرف هدى من الله
» إعجاز بناء الكعبة
الإثنين نوفمبر 14, 2016 9:43 am من طرف روز
» صفات اليهود فى القرآن الكريم
الإثنين نوفمبر 14, 2016 9:42 am من طرف هدى من الله