بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
هدى من الله | ||||
لولو حسن | ||||
روز | ||||
هنا سيد | ||||
توتى بدر | ||||
fola | ||||
روضة البدر | ||||
ام دهب و مصطفى | ||||
امة الرحمن | ||||
لولا |
** احتاج اليك **
+2
روز
ام دهب و مصطفى
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
** احتاج اليك **
** احتاج اليك **
====
الحلقة الأولى
في عتمة الليل ... و ظلامه الحالك ... و السكون الذي يملأه ... كانت تسمع وقع خطواتها المرتعشه
فهي خائفه ... و كيف لا تخاف و قد أقترفت ذنبا لا يغفره البشر ... و لكن الله يغفر ... نعم فهو الرحمن الرحيم ... رفعت عيناها للسماء تناجي ربها ... يا رب ... لقد تبت إليك ... و ندمت على ما أقترفت من خطايا و ذنوب ... سامحني يا رب ... سامحني .
توقفت أمام تلك العيادة التي يمتلكها أحد الأطباء المشبوهين و الذين يقومون بعمليات غير مشروعة
دخلت و هي تكاد تموت من الرعب ... نظرت حولها لتجد المكان يكاد يصيبها بالغثيان ... دارت عيناها لترى فتيات يتحدثن و هن يضحكن بصوت خليع و كل واحدة منهن ترتدي ما يكشف من جسدها أكثر ما يستر ... أحست بالإشمئزاز من نفسها ... ها هي قد تساوت مع فتيات الليل ... تجتمع معهن في نفس المكان ... و لنفس الغرض ... نعم هي التي أذنبت ... وهي التي ستدفع الثمن
لاحظت أحدى الفتيات دخولها فنظرت لها نظرة إحتقار ... و ربما شماته فهي تبدو من طبقة راقية بملامحها الرقيقة و جمالها الهادئ و نظرتها البريئة ... أو ربما لم تعد تمتلك أي براءة ... ألتفت الجميع إليها و قالت أحداهن:
الفتاة:أهلا أهلا نورتي يا أمورة أيه مالك متاخده كده ليه ؟؟؟؟
أجابت فتاة أخرى: شكلها لسه اول مرة ( و أطلقت ضحكة عاليه )
قاطعتهم الممرضة و التي تبدو علي ملامحها القسوة :ما تتلمي يا بت أنت و هي
نظرت الممرضة إليها نظرة ذات مغزى:تحبي تكشفي عادة و لا مستعجل
أجابتها بصوت يرتجف من هول الموقف:مستعجل لو سمحتي
الممرضة و هي تبتسم و تظهر أسنانها الصفراء:500جنيه وهتدخلي بعد اللي جوه
ناولتها المال و جلست في كرسي بعيد و أرجعت رأسها الى الخلف ..... كم تمنت أن يكون كل ما حدث لها في العاميين الماضيين كابوسا تفيق منه لتجد أنها كما كانت ..... لكن هل يمكنها الرجوع بالزمن الى الوراء ؟؟؟؟؟ هل يمكنها الرجوع لذلك اليوم ؟؟؟؟؟ هل يمكنها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحلقة الثانية
كانت مايا تجلس في تلك العيادة تنتظر دورها لتدخل الى ذلك الطبيب الذي تشعر بأنها تحتقره و في ذات الوقت تود ان تشكره لأنها سينقذها مما هي فيه ..... ظلت صامته ..... مغمضة عينيها ...... و عادت بذاكرتها الى أعوام مضت ...... إلى منزلها الذي يقع في أحد الأحياء الراقية ...... إلى والدتها التي طالما عاملتها بقسوة ظنا منها أنها الطريقة الصحيحة لتريبة البنت ..... سمعت صوتها يوقظها كعادتها دائما:
الأم:يلا يا مايا ... الساعة تسعة
مايا:حاضر يا ماما
الأم:يلا يا بنت هتتأخري عالإمتحان
مايا:خلاص انا قومت
خرجت الأم من الغرفة تاركة مايا تستعد للذهاب الى كليتها فهي في السنة النهائية في كلية التجارة و اليوم هو آخر أمتحان لها وكم كانت سعيدة فالدراسة الجامعية بالنسبة لها كانت مملة فقد كانت والدتها تضع جدولا زمنيا محددا للخروج و الرجوع و لم يكن يتسنى لمايا أن تكون صداقات أو تتقرب من زملائها إلا صديقتها الوحيدة غادة التي كانت تهون عليها معاملة والدتها لها, أغتسلت مايا و صلت صلاة الضحى ثم أرتدت فستانا واسعا أبيض اللون و حجابا وردي اللون و حذاءا أبيض و حقيبة باللون الوردي و خرجت من غرفتها لتلقي التحية على والدها الذي كان مقعدا لإصابته بالشلل منذ عدة سنوات:
مايا:صباح الخير يا بابا
الأب:صبح الخير يا مايا , ها مذاكرة كويس؟
مايا:الحمد لله أدعيلي يا بابا
الأب:ربنا معاكي
الأم:متتأخريش عن الساعة أتنين
مايا:ممكن يا ماما اتغدى مع غادة انهارده
الام بعصبية:لأ طبعا مفيش داعي
مايا:من فضلك يا ماما ده آخر يوم في الكلية
الام:لأ يعني لأ
الأب:زي بعضه يا منى ساعتين بالضبط و هترجع
الأم:بطل دلعك ده البنت كبرت و لازم ناخد بالنا منها
الأب:عشان خاطري
الام:حاضر الساعة أربه بالدقيقة تكوني قدامي مفهوم
مايا قامت بطبع قبلة على خد والدها و انطلقت وهي تقول:متخافيش عليا مش هتأخر
أغلقت مايا الباب خلفها فقال الأب:
الأب:براحه عالبنت شوية مش كده
الأم:بقولك ايه سيبني أربي البنت بطريقتي
الأب:بس طريقتك شديدة أوي و البنت مؤدبة و متفوقة
الأم:الزمن ده مفهيوش امان خالص .
أحست مايا بالدموع الساخنة تتساقط و هي تتذكر ذلك اليوم ...... ليت والدتها لم توافق على خروجها بعد الامتحان ..... ليتها لم تذهب الى ذلك المطعم بصحبة غادة ...... ليتها لم تراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
أفاقت مايا من شرودها على صوت الممرضة تخاطبها:
الممرضة:اتفضلي يا اختي دورك جه
نظرت لها مايا و كأنها لم تفهم ما قالته ..... فهي ما زالت لا تصدق ما يجري لها .
الممرضة:انت مش سامعاني بقولك الدكتور مستنيكي
قامت مايا من مكانها و دخلت الى غرفة الكشف لتجد طبيبا لا يشبه الأطباء فهو يتسم بالخبث الذي ينطلق من عينيه:
الطبيب:خير يا امورة
مايا و هي تحاول التظاهر بالقوة:أنا عايزة اعمل عملية .....
الطبيب بسخرية:عملية ايه ؟
مايا:عايزة أرجع بنت
الطبيب:أنتي مخطوبة؟
مايا:لأ
الطبيب:مكتوب كتابك؟
مايا:لأ
الطبيب:طيب اتفضلي عشان أكشف
مايا:هو حضرتك هتعملها دلوقتي؟
الطبيب:زي ما تحبي
مايا:طيب ممكن الممرضة تيجي تقف معايا
الطبيب:اوي اوي (الطبيب يستدعي الممرضة)
الممرضة:أفندم يا دكتور
الطبيب:خليكي معانا عشان نخلص
الممرضة:حاضر
أستلقت مايا على السرير و هي ترى كل ما حدث لها يمر أمامها كشريط لفيلم سينمائي .
أنهت مايا الامتحان و كانت سعيدة لأنها ستتناول الطعام بصحبة غادة و ذهبا لأحد المطاعم المطلة على النيل و طلبا غداءا شهيا و جلستا تتحدثان و تضحكان و لم تكن مايا تلاحظ تلك العينان اللتان تراقبانها منذ دخولها الى المطعم و التي تابعت باهتمام بالغ كل ما دار من حوار بينها و بين صديقتها ...........و بعد ان أنهت طعامها نظرت الى ساعتها قائلة بفرح:
مايا:لسه فاضل ساعة على معاد رجوعي البيت
غادة:بصراحه مامتك محباكاها اوي
مايا:هي بتخاف عليا اوي
غادة:يا بنتي ما كلنا أهالينا بيخافوا علينا بس برده بيدونا الثقة عشان نعرف نتعامل مع الناس
مايا بحزن:ماما شايفة أنا كده بتحافظ عليا
غادة:معلش يا مايا بكره ان شاء الله تشتغلي و تخرجي للدنيا
مايا:مظنش ماما هتسيبني أشتغل
غادة:لأ مش ممكن
مايا:انا حاسة بكده
غادة:أنا هروح الحمام و أرجعلك علطول
مايا:طيب
جلست مايا وحيدة تنظر الى النيل الحزين و هي تشعر بأنها ستودع الحرية و تظل في سجن والدتها ..............
ممكن أقعد ؟
رفعت مايا عينيها لتجد شابا يقف امامها و ينظر اليها بعينيه الواسعتين ولاحظت مايا وسامته الشديدة فقالت بحذر:
مايا:حضرتك تعرفني؟
الشاب:لأ ... بس نفسي أتعرف
مايا:من فضلك انا مش بتاعت الكلام ده
الشاب:و انا غلطت و لا حاجه
مايا:حضرتك متعرفنيش و جاي تتكلم معايا
الشاب:بس أنا غرضي شريف على فكرة
مايا:تقصد ايه؟
الشاب:أنا معجب بيكي و عايز أتقدملك
مايا وهي تشعر بأنها تحلم :معجب بيا انا!!!!!
الشاب:أعرفك بنفسي انا المهندس وائل عندي شركة مقاولات و عايز أقابل والدك
مايا ببراءة:ليه؟
وائل:عشان اخطبك (ثم تظاهر بالجدية )و لا انت مرتبطة؟؟؟؟؟؟؟
مايا بسرعة:لالا انا مش مرتبطة
وائل:طيب خدي الكارت بتاعي و اتصلي بيا عشان آخد منك العنوان
مايا:بس .......
وائل:أرجوكي انا مضطر أمشي دلوقتي عندي معاد مهم لازم تكلميني
مايا:طيب
انصرف وائل تاركا اياها تفكر فيه و كأنه فارس أحلامها الذي سينقذها من سجن والدتها ..............................
جاءت غاده لتجد مايا حالمة:ايه روحتي فين؟
مايا:هه لا ابدا انا معاكي
غادة:طيب يلا نطلب الحساب عشان متتأخريش
أنصرفت الفتاتان كلا منهما الى منزلها لكن مايا كانت تفكر في ذلك الشاب الذي أقتحم حياتها الهادئة و أقتحم أيضا قلبها ............
الحلقة الثالثة
عادت مايا الى منزلها ذلك اليوم و هي تشعر بالسعادة و ظلت تضحك طوال الوقت عند مجيء وقت النوم ذهبت والدتها مصطحبة والدها الى غرفتهما ليناما بينما ظلت مايا تشاهد فيلما أجنبيا و بعد ان تأكدت مايا من نوم والديها توجهت الى غرفتها و أغلقت الباب خلفها ... و جلست على فراشها ... و أمسكت بالهاتف لتحادث ذلك الشاب و بدأت تطلب الرقم المدون على البطاقة الخاصة بها و شعرت بأن الثواني تمر عليها كساعات ... و أحست بجسدها بارد و كأن الشتاء قد حل باكرا ... وكادت تسمع صوت ضربات قلبها تملأ الغرفة ... ثم سمعت صوتا رخيما يجيبها:
وائل:ألو ... ألو
مايا و صوتها يكاد لا يسمع :ألو
وائل:ألو مين بيتكلم؟
مايا:أنا ... أنا ... مايا
وائل:مايا؟
مايا:اللي اديتني الكارت بتاعك في المطعم
وائل و قد تعرف عليها: أهلا .. أهلا .. أنت اسمك مايا؟
مايا:أيوة
وائل:انت في سنة كام يا مايا؟
مايا:أنا أنهارده خلصت آخر امتحان في بكالريوس تجارة
وائل:و عملتي ايه في الامتحان؟
مايا ببراءة:الحمد لله
وائل:أنا عايزك تجيبي تقدير
مايا:ان شاء الله
وائل:انت عندك اخوات؟
مايا:لأ انا وحيدة
وائل:بكرة هملا دنيتك كلها
مايا لم تجب فهي لم تعتد التحدث مع شاب من قبل
وائل:ها سكتي ليه؟
مايا:ابدا
وائل:طيب انت ساكنه فين؟
مايا:في الدقي
وائل:طيب تحبي أقابل بابا امتى؟
مايا:زي ما تحب
وائل:طيب ايه رأيك نتعرف على بعض قبل ما اقابل بابا
مايا:بس أنا متعودتش أكلم اي ولد
وائل:بس أنا في حكم خطيبك يا مايا
مايا:طيب ما تيجي تقابل بابا الأول
وائل:أنا عايز أتأكد من مشاعرك ناحيتي الأول
مايا:طيب بس ......
وائل:مفيش بس .... أنا معجب بيكي جدا و انتي الانسانة اللي عايز أكمل حياتي معاها
مايا:طيب و هننتعرف على بعض ازاي؟
وائل:عادي يعني ... نتكلم في التليفون و ممكن نتقابل من وقت للتاني
مايا:بس أنا ماما مش بتوافق أني أخرج خالص
وائل بثقة بالغة:متقلقيش من النقطة ده خاااااالص
أنهت مايا المكالمة مع وائل و هي تشعر بالسعادة البالغة فقد أحست للمرة الأولى بإهتمام شخص بها و نامت و هي تحلم بوائل فارسها الذي جاءها على حصانه الأبيض ليطير بها بعيدا ..........................................
سمعت مايا صوت الطبيب يسألها:
الطبيب:انت ىخر مرة عملتي علاقة امتى؟
مايا بخوف:من سنة تقريبا
الطبيب:طيب أنت في حد معاكي عشان يروحك بعد العملية؟
مايا:لأ أنا هروح لوحدي
الطبيب:امال فين الأستاذ اللي عمل فيكي كده؟
مايا و هي تنظر للأعلى و تمنع دموعها من النزول كعادتها مؤخرا :........ سافر
الطبيب وقد شعر بالشفقة تجاه تلك الشابة التي تبدو أنها ضحية لشخص نذل فهي لا تشبه باقي مريضاته الساقطات فقرر الأنتهاء من اجراء تلك العملية لها و أراحتها من هذا الحزن الذي يحيط بها فوضع لها المخدر و بدأ في ممارسة عمله الغير مشروع في غالبية الحالات إلا هذه الحاله فقد شعر انه يقوم بعمل شريف لأول مرة منذ بدأ إجراء تلك النوعية من العمليات .............و بعد مرور نصف ساعة أنهى عمله و طلب من الممرضة البقاء بجوار المريضة حتى تفيق و جلست الممرضة تتحدث في هاتفها الخليوي و تمضغ علكة بطريقة مقززة و كانت تفوح منها رائحة سجائرها الكريهه ........لم تكن مايا قد أفاقت بعد لكنها أشتمت رائحة سجائر فظنت أنها بصحبة وائل من جديد وتذكرت كيف بدأت تتعلق به بشدة ...فكان يحادثها طوال الليل في الهاتف و يحكي لها عن يومه و عمله و أسرته التي كان يخبرها أنها ستكون فرد منها ذات يوم ............ كانت مايا تنام طوال النهار و تتعلل لوالدتها بأنها تسهر اما التلفاز كل ليلة و في المساء تجلس مع والديها لتناول العشاء ثم بعد خلودهما للنوم تدخل لتحادث حبيبها وائل و أستمر في مكالماته لها طوال شهرين متتاليين حتى سألها ذات يوم في الهاتف:
وائل:أنت بتحبيني يا مايا؟
مايا:أنا ... أنا
وائل متظاهرا بالغضب:كنت حاسس انك بتتسلي بمشاعري
مايا نافية تلك التهمة عنها:لا يا وائل متقلش كده
وائل و هو يبتسم أبتسامة النصر:طيب ليه مش بتقولي أنك بتحبيني؟
مايا:هقول كل حاجه بس بعد الجواز
وائل:خلاص يا مايا انا هفاتح والدي اول ما يرجع من السفر و نيجي نتقدم علطول
مايا:انت بقالك شهرين بتقولي كده
وائل:يا حبيبتي أنا مش بلعب ده انا خلاص بخلص في الشقة فاضل بس تنقي معايا السيراميك بتاع الحمام
مايا:يا وائل قلتلك نقيه انت
وائل:يعني مش عايزة تقابليني؟
مايا:ما انت عارف ماما
وائل:قوليلها هتقابلي غادة صاحبتك
مايا:بس يا وائل
وائل دون أن يعطيها فرصة للرد:بكره الساعة خمسه هكون مستنيكي قدام سينما التحرير
مايا:يا وائل ماما مش هتوافق
وائل:لو مجيتيش كل اللي بينا هينتهي
مايا:طيب هحاول
وائل باصرار: هستناكي
أغلق وائل الهاتف و هو يراهن على مجيئها فقد أخذت وقتا طويلا ليوقعها في غرامه لكنها تستحق هذا العناء فهي لم يكن لها تجارب قبله فقرر الاستمتاع بفريسته البريئة .
الحلقة الرابعة
دخلت مايا الى والدها لتطلب منه الخروج لمقابلة صديقتها غادة و ذلك لعلمها بأن والدتها سوف تعارض فقررت إقناع والدها الطيب:
مايا:بابا حضرتك صاحي؟
الأب:تعالي يا مايا , عايزة حاجة؟
مايا وهي تشعر بأنها تخدع والدها الطيب:ممكن أخرج أقابل غادة صاحبتي؟
الأب وهو ينظر الى عينيها البريئتين:قلتي لماما؟
مايا:يا بابا أنا بقالي شهرين قاعدة في البيت مش بخرج غير مع ماما أشتري طلبات البيت
الأب:بسألك قلتي لماما؟
مايا:ما هي مش هتوافق
الأب:طيب هتقعدي مع صاحبتك قد ايه؟
ماياو هي تكاد تطير فرحا:زي ما تقول يا بابا
الأب:مايا هي ساعة و تكوني في البيت
أسرعت مايا بطبع قبلة على خد والدها الحنون و انطلقت لترتدي فستانا وردي اللون و حجابا باللونين الأبيض و الوردي و أستعدت للنزول للقاء حبيبها وائل , لكنها سمعت باب غرفتها يفتح و دخلت والدتها ثائرة:
الأم:بقى بتستأذني من بابا من غير ما أعرف إنك خارجة؟؟؟؟
مايا محاولة تلطيف الجو:يا ماما غادة وحشتني أوي هي ساعة و مش هتأخر صدقيني
الأم:ماشي يا مايا لو أتأخرتي عن ساعة شوفي ايه اللي هيجرالك .............
مايا وهي تبتسم لوالدتها:مش هتأخر
غادرت مايا منزلها في الساعة الخامسة إلا الربع و استقلت سيارة الأجرة الى مكان موعدها الغرامي الأول و هناك بحثت عنه بعينيها و لكنها لم تجده ( معقوله جه و مشي ؟ و لا أتأخر عليا ؟ يا رب يجي بقى نفسي أقابله و أتكلم معاه ............. )
رأت سيارة تضيء لها من بعيد فأشاحت بعينها بعيدا ظنا منها أن أحد الشباب يريد معاكستها لكنها لاحظت أن السيارة تقترب منها فبدأت تسير مسرعة هربا من السيارة لكنها سمعت صوتا مألوفا يناديها:
مايا .... مايا
مايا:وائل ..... هو انت خضتني
وائل برقة:سلامتك من الخضة يا حبيبتي
مايا:تعالى نتمشى شوية عشان انا معادي في البيت بعد ساعة بالضبط
وائل:نتمشى فين يا بنتي اركبي العربية
مايا بتردد:لا ... لا مقدرش أركب معاك ممكن حد يشوفني
وائل:أولا أنا في حكم خطيبك ثانيا العربية متفيمة يعني محدش هيشوف اللي جواها
مايا:ما تنزل انت أحسن؟
وائل بلهجة غاضبة:ايه يا مايا أنت فاكراني مراهق ولا ايه ألف معاكي في الشارع
مايا بحزن:أنت زعلت مني ؟
وائل:ما هو مش معقول كده , يعني أنا مش هخاف عليكي ده أنت هتكوني مراتي بعد كام شهر
مايا:خلاص متزعلش هركب
فتحت مايا باب السيارة الأمامي و هي تشعر بضربات قلبها المسرعة .... فهي لم تركب سيارة مع شاب طوال حياتها .... لكنه سيكون زوجها .... نعم فهي لا ترتكب خطأ .... يجب أن يتعرفا قبل الأرتباط الرسمي .......... هكذا كانت تقنع نفسها بأن ما تفعله ليس خطأ بل صواب فهي ناضجة كفاية لتقرر مصيرها .................................................. .........................
أفاقت مايا من المخدر لتجد الممرضة تنظر اليها بإحتقار قائلة بلهجة ساخرة:
الممرضة:حمدلله على سلامتك يا آنسة ( وأطلقت ضحكة عالية )
مايا و هي تريد أن تهرب من هذا المكان المقرف:شكرا
الممرضة بلهجة ذات معنى:مش هتديني حلاوة سلامتك
نظرت لها مايا و قد بدات تفهم ما ترمي اليه:أيوة طبعا .. طبعا .. أتفضلي
أمسكت الممرضة المال و هي تبتسم بفرح و قالت بلهجة أكثر رقة:تحبي أوصلك يا حبيبتي؟
مايا وهي مازالت تشعر بالوهن:لا ... لا مفيش داعي شكرا
الممرضة:براحتك
خرجت مايا من غرفة الكشف و غادرت تلك العيادة المشبوهة و هي تشكر الله على خروجها سالمة و ظلت تستغفر ربها طوال الطريق و تطلب منه سترها في الدنيا و الآخرة .................................................. .......................................
أوقفت مايا سيارة أجرة و أنطلقت في طريق عودتها للمنزل و ظلت تنظر من نافذة السيارة المسرعة و عاودتها الذكريات المؤلمة و كأنها معه في سيارته في لقائهما الأول .... و كيف كان رقيقا معها و كأنها قطعة من الكريستال الرقيق ... أو أميرة من الأميرات :
وائل:مالك يا مايا انت خايفة وانت معايا؟
مايا:لا بس ده اول مرة أركب عربية مع حد
نظر لها وائل بحنان كاذب قائلا:و هو ده اللي شدني ليكي ... برائتك يا حبيبتي
مايا شعرت بخدييها يشتعلان بحمرة الخجل:شكرا
وائل:ياااااااااني عالرقة بجد بموت فيكي
و ظل وائل يقود السايرة حتى توقف في مكان هادئ ملئ بالأشجار الضخمة:
مايا:وقفت ليه؟
وائل:نفسي اكلمك و أنا ببص في عينيكي
مايا:بس أنا كده هتأخر؟
وائل:متخافيش يا روحي في معادك بالضبط هتكوني في البيت
مايا:طيب
شعرت مايا بسخونة أوصالها و أحساسها بالخجل من حبيبها ... فهو قريب منها للغاية و ينظر اليها بعينيه الساحرتين .... و احست بيده تمسك بيدها الصغيره بحنان و بادرها قائلا:
وائل:لو تعرفي بحبك قد أيه ؟؟؟
مايا وهي في عالم آخر:قد أيه؟
وائل و قد رفع يدها الى شفتيه و قبلها قبلة دافئة:بحبك اكتر من نفسي
مايا وهي تشعر أنها تحلم فها هو فارس أحلامها يعترف لها بحبه الصادق و يعاملها كأميرة ....... و لم تشعر به و هو يقترب منها و يضع ذراعه حول كتفيها و يضمها الى صدره .............. شعرت مايا بأنه يتمادى فأبتعدت عنه وهي ترتجف:
وائل و هو يحاول السيطرة على نفسه: أنا آسف يا مايا مش عارف أنا ازاي عملت كده؟
مايا:من فضلك عايزة اروح
وائل وقد بدأت عيناه تمتلآن بالدموع:بجد انا آسف
أحست مايا بصدقه فقالت:خلاص يا وائل متعيطش يا حبيبي
وائل:أنا مش ممكن اسامح نفسي أبدا
مايا:بجد مش زعلانة بس متعملش كده تاني
ابتسم لها وائل و قاد السيارة و أوصلها في الموعد و أنطلق بسيارته و هو سعيد مما حققه اليوم مع تلك الفتاة البريئة .............
توقف السائق أمام منزل مايا و دخلت الى المنزل و أستقلت المصعد الكهربائي و هي تفكر
( كيف لم أشعر ان دموعه دموع تماسيح .... كيف تركته يخدعني .... كيف تعلق قلبي بذلك النذل .... )
الحلقة الخامسة
دخلت مايا الى غرفتها ذلك اليوم بعد ان ألقت التحية على والديها و ظلت تفكر في حبيبها وائل و أحست بسخونة في جسدها حين تذكرت كيف ضمها الى صدره الحنون لكنها قررت عدم السماح له بتكرار ذلك مرة أخرى و جاء موعد مكالمتهما الليلية فجاءها صوته الذي أصبحت تعشق سماعه:
وائل:الو
مايا برقة:ألو ..
وائل:أنا مش عايزك تزعلي مني بجد كان غصب عني
مايا:خلاص مش زعلانة
وائل:الحمد لله
مايا:بس أوعدني مش هتعمل كده تاني
وائل و قد ارتسمت على شفتيه أبتسامة ساخرة:أوعدك يا حبيبتي
مايا:طيب هتعمل أيه بكره ؟
وائل:العادي عندي شغل كتير و بالليل هرجع البيت أكلمك
مايا:أنت مبتخرجش مع أصحابك؟
وائل:مليش أنا في جو الكافيهات
مايا:كده احسن
وائل:طبعا كفايه أسمع صوتك يا جميل
مايا:الله بقى متكسفنيش
وائل:بس أنهارده كنت زي القمر
مايا بسعادة:بجد؟؟؟؟؟؟؟
وائل:انت أحلى بنت قابلتها في حياتي
مايا ضحكت برقة:ميرسي
وائل:هو بابا و ماما ناموا؟
مايا:ايوة من بدري
وائل:مش أنت عندك كومبيوتر؟
مايا:آه بس ماما حاطاه في الصالة بره
وائل:أنت لازم تدخليه أوضتك عشان نتكلم بالمايك
مايا:ماما لايمكن توافق
وائل:يا ستي قوليلها انك هتاخدي كورس من عالنت
مايا:أنت عايزني اكدب؟؟؟؟؟؟
وائل:يا حبيبتي ده كدبة بيضا عشان نتكلم براحتنا
مايا:هشوف
وائل:بحبك يا مايا
مايا:و انا كمان
وائل:و نفسي تبقي معايا علطول
مايا:هانت كام شهر و باباك هيرجع بالسلامة و نتجوز علطول
وائل:آه آه طبعا
وظلا يتحدثان حتى أشرقت الشمس و أنهيا المكالمة على وعد باللقاء قريبا بسبب جديد تخبره لوالديها .... و بدأت مايا تتقن الكذب و أختلاق الأسباب للخروج من المنزل و قد أخترعت تدريبا تخرج من اجله مرتين أسبوعيا لمدة ساعتين و نصف كانت تلك هي أسعد الساعات التي قضتها في حياتها ..... كانت تخرج من منزلها و على بعد عدة امتار تجد وائل ينتظرها بسيارته و في عينيه شوق و لهفة للقائها ..... تصعد الى سيارته و ينطلق بها إلى مكانهما المظلم ...... و قد أصبحت تشتاق لقبلاته و لمساته التي أصبحت اكثر جرأة على جسدها البريء ...... أو الذي كان بريئا ذات يوم .................................................. .......................
فتحت مايا باب شقتها و دخلت لتجد والدها يجلس حزينا ...... وحيدا ...... فمنذ وفاة والدتها و هو لم يعد ليه الرغبة في الحياة ..... و أصبح شاردا باستمرار ...... نظرت اليه مايا بحزن ...... و خاطبته في عقلها ...... ليتك تسامحني يا أبي فأنا من تسبب في فقدانك شريكة حياتك ...... أنا التي تسببت في موتها بما أقترفته من ذنب ....... و نزلت دمعة هاربة من عينيها ...... عندما تذكرت والدتها الراحلة ....... أين انت يا أمي ؟ ....... لماذا تركتيني وحيدة في هذا العالم القاسي ؟ ...... لماذا لم تكوني قوية كفاية لتحتملي خطيئتي ؟ لمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال لها والدها بصوت ضعيف:أتأخرتي ليه يا مايا؟
مايا وهي تقبل رأسه:معلش يا بابا الشغل كان كتير
الأب:خلاص يا حبيبتي كلها كام يوم و أفرح بيكي
مايا:إن شاء الله يا بابا , عن أذنك هروح أنام تحب أحضرلك العشا
الأب:لا يا حبيبتي أنا اتعشيت روحي نامي شكلك تعبان
مايا:تصبح على خير
الأب:و انت من أهله
دخلت مايا الى غرفتها و هي مازالت تشعر بالضعف الشديد ..... أستلقت على فراشها الذي شاركها كل لحظات حبها الآثم .... فرحها ..... بكائها ...... صدمتها ..... و يالها من صدمة قوية ......................
تذكرت ذلك اليوم التي طلب منها وائل ملاقته أمام أحد المطاعم الفاخرة و بعد أن تناولا غداءهما طلب منها الذهاب معه لمقر شركته ليحضر بعض الأوراق الهامة ....... وافقت مايا بعد تردد بسيط ....... فهو يحبها ... و يخاف عليها ... و يحترمها ... دخلت معه الى مقر الشركة الذي كان خاليا من الموظفين و بعد أن أغلق الباب ... نظر لها نظرة لن تنساها طيلة حياتها ... نظرة مخيفة .... أقترب منها قائلا بصوت رقيق:
وائل:ياااااااه يا مايا أخيرا انت معايا بعيد عن الناس
مايا و قد أحست بالخطر:وائل أنا لازم أمشي
وائل و هو يكاد يلتصق بها:تمشي وتسيبيني لوحدي ... أهون عليكي؟؟؟؟
مايا و قد بدات تشعر بمقاومتها تتهاوى:يا وائل من فضلك يلا نمشي من هنا
وائل أحاطها بذراعيه و بدأ يقبلها ببطء شديد ..... و لم تستطع مايا المقاومة ..... حاولت ابعاده عنها لكنه كان قويا و بدأ يكون عنيفا معها ..... أحست بأنه ليس حبيبها ..... أنه شخصا لا تعرفه ..... شخصا تتحكم به شهواته ..... و بدأت تحاول الصراخ ....
لكنه قام بضربها مما أفقدها الوعي ...... غابت مايا عن الوعي لم تشعر بشئ بعدها ...... و عندما أفاقت و جدت نفسها عارية ...
لا يسترها شيء ...... و لم تجد له أثرا ..... لقد تركها ...... لقد أضاع شرفها ...... وقفت و بدأت ترتدي ثيابها و نظرت في ساعتها لتجد أن موعد عودتها للمنزل مر عليه نصف ساعة ...... شعرت بالرعب ..... ماذا ستفعل ؟؟ ما الذي يمكنها قوله لوالدتها حتى تغفر لها تأخرها ؟؟ لماذا فعل وائل بها ذلك ؟؟ ألم يحبها كما أحبته ؟؟ ألم يعدها بالزواج ؟؟ هل فعلا هرب و تركها وحيدة ؟؟
تركت مايا العنان لدموعها التي حبستها طيلة الوقت و ظلت تبكي طوال الليل حتى نامت و هي في حاة يرثى لها ...........
الحلقة السادسة
أستيقظت مايا عند سماعها آذان الفجر فتوضأت و صلت ثم جلست في شرفة غرفتها تنظر الى السماء و تدعو الله أن يسترها و يغفر لها ذنبها ............. ثم وجدت نفسها تتذكر ذلك اليوم الأسود ... يوم حدث كل شيء ... كل شيء ........................
غادرت مايا مقر الشركة و الدموع تغطي وجهها ثم أستقلت سيارة أجرة و عادت الى منزلها لتجد الهدوء يخيم على المكان فظنت أن والديها قد خلدا الى النوم .... فتنفست الصعداء و دخلت الى غرفتها بهدوء و أغلقت الباب خلفها و أستدارت لتجد مفأجاة ..... وجدت والدتها جالسة على الفراش تنتظرها ..... نظرت لها مايا بفزع شديد:
الأم:كنتي فين؟
مايا:كنت في الكورس يا ماما
الأم:أتأخرتي ليه؟
مايا:معلش يا ماما اصل غادة عزمتني عالعشا
الأم و قد وقفت و نظرت لمايا بغضب شديد .... لم تشعر مايا سوى بيد والدتها تصفعها بقوة لأول مرة في حياتها .... شعرت مايا بالرعب .................................................. ...........................................
مايا:في ايه يا ماما ؟
والدتها و هني تصرخ:في ايه ؟ مش عارفه في ايه؟ في انك مكنتيش بتاخدي كورس ولا حاجه , و مقابلتيش غاده بقالك شهور , عايزة كنتي فين و مع مين ؟؟؟؟؟؟؟ قولي كل حاجه
نظرت مايا الى والدتها الغاضبة و شعرت أنها لا تستطيع الكذب مجددا .... فقررت أن تقص على والدتها كل شيء .... ولتفعل بها ما تشاء ..... فهي تستحق ما سيحدث لها .....
مايا:انا هقولك يا ماما ..... هقولك كل حاجه
الام:انطقي
مايا:انا اتعرفت بشاب ..... و كان عايز يتقدملي .....
الام بسخرية:و بعدين ؟؟؟
مايا:و طلب مني نتعرف ببعض قبل الخطوبة
الام: و طبعا كنتي بتقابليه كل ما تخرجي من البيت؟؟؟؟؟؟؟
مايا وهي تجهش بالبكاء:كان بيقول انه بيحبني ....... كان بيقول انه هيتجوزني ..... كان بيقول انه هيحافظ عليا ...... كان بيقول أنه بيخاف عليا .................. بس طلع كداب و ندل
الام بخوف و هي تقترب من ابنتها: عمل فيكي ايه؟؟؟؟ انطقي؟؟؟؟
مايا:مش عارفه ...... مش عارفه
الام:امال مين اللي يعرف؟؟؟؟؟
مايا:قالي هنروح الشركة يجيب ورق مهم و طلعت معاه
الام:طلعتي معاه ؟؟؟؟؟؟؟؟ طلعتي معاه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مايا وهي ترى والدتها تبكي:انا حاولت ابعده عني بس هو ضربني و اغمى عليا و لما فوقت ملقيتهوش
الام وقد احست بألم في صدرها :آآآآآآآآآآآآآآآآآه
مايا و هي تصرخ:ماما ..........ماما ............. ردي عليا ............ مامااااااااااااااااااااااااااااااااا
أحست مايا بالدموع الساخنة تكاد تحرق وجنتيها فقررت القيام لغسل وجهها و محاولة ايقاف تلك الذكريات المؤلمة...... موت والدتها المفاجئ ....... حزن والدها وتأثره لرحيل شريكة حياته ........احساسها بأنها كانت شريكة وائل في قتل والدتها التي برغم قسوتها إلا أنها كانت تحبها ..... و تفتقدها بشدة.
خرجت مايا من غرفتها و أتجهت لتغسل وجهها في الحمام ثم بدات في تحضير الإفطار لوالدها و بعد ان أنتهت ارتدت ملابسها لتذهب الى عملها الذي التحقت به بعد وفاة والدتها بشهور و الذي أصر عليه والدها ليخرجها من حالة الإكتئاب التي أصابتها منذ ما حدث ........ و منذ ألتحاقها بالعمل في البنك و هي تشغل نفسها بالعمل ..... و برغم انطوائها و عدم مشاركتها زملائها الاحاديث الشخصية الا أن زميلها سالم قد أعجب بها و قرر التقدم لخطبتها ...... حاولت مايا رفضه كما رفضت كل من تقدموا لها من قبل الا ان والدها لم يقتنع تلك المرة و وافق على سالم لأنه شخص مناسب و حالته المادية جيدة ..... وافقت مايا بعد ضغط والدها و تمت خطبتها الى سالم .......... و قد وجدته انسانا هادئا و حلو المعشر و هو يعاملها باحترام و دائما يذكر أمامها أنها فتاة أحلامه .......... و قد أحبتها أسرة سالم كثيرا و خاصة والدته التي كانت طيبة للغاية ............ و مع اقتراب موعد زفافها الى سالم زاد شعورها بحجم المصيبة التي اوقعت نفسها بها ...... وذات يوم قررت أن تقوم بإجراء تلك العملية المشبوهه حتى تستطيع بدأ حياتها من جديد و حتى تدخل السعاده على قلب والدها المريض ......... و ها هي قد عادت بكر من جديد ....... لكنها مازالت تتذكر ماضيها الملوث بالعار .
الحلقة السابعة
غادرت مايا منزلها متوجهه الى مقر عملها في أحد البنوك و فور وصولها الى مكتبها جاءها سالم و هو يبتسم لها بحب:
سالم:صباح الخير يا مايا
مايا محاولة التظاهر بالسعاده:صباح النور
سالم:أزي باباكي عامل ايه؟
مايا:الحمد لله
سالم:ها جهزتي كل حاجتك يا عروسه؟
مايا:ايوة ما انت عارف ماما الله يرحمها كانت جايبه كل حاجتي
سالم:لو في حاجه ناقصاكي قولي نجيبها سوا
مايا و قد أحست أنه طيب القلب:ربنا يخليك ليا
سالم و عيناه مليئتان بالحب:ربنا يقدرني و أسعدك
مايا أبتسمت متظاهرة بالخجل .... و فكرت .... لما لم يظهر سالم في حياتها مبكرا ؟ .... لما أعجبت بوائل ؟ ...............
سالم:طيب انا هروح مكتبي هتوحشيني
مايا:و انت كمان
عاودتها الذكريات المؤلمة من جديد ...... تذكرت بعد أن أفاقت من صدمة موت والدتها قرارها بالذهاب الى وائل في مقر الشركة لتطلب منه أن يتزوجها ...... و ليتها لم تذهب ..... فقد أكتشفت مفاجأة لم تكن في الحسبان ..............................
وصلت مايا الى مقر الشركة فوجدت رجل الأمن ينظر اليها:
مايا:السلام عليكم
رجل الأمن:و عليكم السلام , أي خدمة؟
مايا بتردد:هو المهندس وائل موجود؟
رجل الأمن مستغربا:وائل مين يا فندم؟
مايا:وائل صاحب الشركة اللي في الدور التاني
رجل الأمن:صاحب الشركة المهندس مجدي
مايا:لا .. لا .. اسمه وائل طويل و شعره اسود
رجل الأمن و قد فهم ما تقصده:حضرتك غلطانه وائل ده يبقى زميلي في شركة الأمن
مايا غير مصدقة:انت بتقول ايه !!!!!!
رجل الأمن:بقول لحضرتك ان وائل زميلي اللي كان بيشتغل معايا
مايا:كان ؟؟؟؟؟؟؟
رجل الأمن:أصله أستقال و جاله عقد بره مصر و سافر بقاله مده
مايا و هي تحاول منع دموعها:سافر ؟ سافر فين؟
رجل الأمن:تقريبا السعودية
مايا نظرت بعيدا و هي تشعر انها تعيش كابوسا جديدا ..............
رجل الأمن:هو كان قايلك أنه صاحب الشركة؟
مايا لم تجب ............
رجل الأمن:أصلك مش أول بنت تسأل عليه في كذا واحده زيك كده و كلهم كانوا فاكرينه صاحب الشركة
تركت مايا المكان و بدأت تسير في الشارع و هي تفكر ..... هل كان كاذبا بارعا ؟ أم أنها كانت ساذجة ؟ و عرفت أنها كانت ضحية لأنسان لا ضمير له و أنها لم تكن الوحيده فهناك غيرها ممن خدهم باسم الحب ..... و ها هو قد سافر و بدأ حياته و نسيها تماما.... لكنها لن تنسى أبدا ما سببه لها من ألم و ما سلبه منه و ما ألحقه بها من عار يلاحقها لباقي حياتها ............................
أنهت مايا عملها و وجدت سالم ينتظرها :
سالم:يلا عشان أوصلك
مايا:ما انت عارف يا سالم مينفعش أركب معاك
سالم:أيه يا مايا ده كلها تلات أيام و نتجوز
مايا:معلش يا سالم عشان بابا ميزعلش
سالم بابتسامة صادقة:أكتر حاجة شدتني ليكي أدبك و ألتزامك ربنا يخليكي ليا
مايا و قد شعرت أن كلماته تطعنها ..... ليتها تستطيع مصارحته ..... ليته يفهم أنها كانت ضحية ..... ليته يسامحها .............
بدأت مايا تستعد ليوم زفافها الى سالم و قد ذهبت الى الفندق بصحبة غادة صديقتها و جاءت خبيرة التجميل التي أستغرقت عدة ساعات لتنهي عملها و قد كانت مايا جميلة و كان فستانها الأبيض يزيدها براءة و جمال لكن عيناها كانتا حزينتان مما جعل غاده تقول:
غادة:أيه يا عروسه لزومه ايه الزعل بس؟
مايا:لا ابدا مفيش
غادة:أنا عارفه انك أفتكرتي مامتك
مايا:كان نفسي تبقى موجودة و تفرح معايا
غادة:الله يرحمها و أكيد هي فرحانة دلوقتي
مايا و هي تريد أن تصرخ بأن والدتها حزينة و ستظل حزينة بسبب عار أبنتها التي لم تستطع الحفاظ على نفسها و أضاعت شرفها
سمعتا طرقا على الباب فتحت غادة لتجد والدة سالم:
أطلقت والدة سالم زغاريد طويلة من شدة سعادتها بعروس أبنها ثم احتضنتها بحب قائلة:
أم سالم:ما شاء الله زي القمر يا مايا
مايا:ميرسي يا طنط
أم سالم:ربنا يحميكي , ها جاهزة عشان سالم يطلع ياخدك؟
مايا:أيوة يا طنط خلصت
أم سالم:عقبالك يا غادة يا بنتي
غادة:أدعيلي يا طنط
أم سالم:ربنا يرزقك بزوج صالح
غادة:يااااااااااااا رب
ضحكت مايا و وقفت تنتظر سالم الذي دخل الغرفة و هو يرتدي بدلة سوداء أنيقة و عندما رآها تقف بفستانها الأبيض الواسع نظر لها قائلا:
سالم:أخيرا يا مايا
أبتسمت مايا بخجل حقيقي فهي تشعر بأن سالم أول رجلا في حياتها و شعرت أن ما كان في الماضي انتهى و أنها ستبدأ من جديد
سالم:جاهزة يا عروستي ؟
مايا و هي تبتسم:جاهزة يا عريسي
أصطحبها سالم الى القاعة و وجدت والدها ينتظرها فقبلته و أحتضنته بشدة حتى أحست بدموعها فهي تشعر بالحزن لتركها والدها وحيدا فبالرغم من ان عمتها ستأتي للإقامه مهع إلا أنها تشعر بالقلق عليه .................................................. ......
أنتهى الفرح و غادر العروسان الى منزلهما الجديد و قد قام سالم بحمل مايا بين ذراعيه حتى يدخل بها الى الشقة وشعرت مايا بالتوتر الشديد و قال سالم:
سالم:نورتي بيتك يا عروسة
مايا نظرت له بخوف .
====
الحلقة الأولى
في عتمة الليل ... و ظلامه الحالك ... و السكون الذي يملأه ... كانت تسمع وقع خطواتها المرتعشه
فهي خائفه ... و كيف لا تخاف و قد أقترفت ذنبا لا يغفره البشر ... و لكن الله يغفر ... نعم فهو الرحمن الرحيم ... رفعت عيناها للسماء تناجي ربها ... يا رب ... لقد تبت إليك ... و ندمت على ما أقترفت من خطايا و ذنوب ... سامحني يا رب ... سامحني .
توقفت أمام تلك العيادة التي يمتلكها أحد الأطباء المشبوهين و الذين يقومون بعمليات غير مشروعة
دخلت و هي تكاد تموت من الرعب ... نظرت حولها لتجد المكان يكاد يصيبها بالغثيان ... دارت عيناها لترى فتيات يتحدثن و هن يضحكن بصوت خليع و كل واحدة منهن ترتدي ما يكشف من جسدها أكثر ما يستر ... أحست بالإشمئزاز من نفسها ... ها هي قد تساوت مع فتيات الليل ... تجتمع معهن في نفس المكان ... و لنفس الغرض ... نعم هي التي أذنبت ... وهي التي ستدفع الثمن
لاحظت أحدى الفتيات دخولها فنظرت لها نظرة إحتقار ... و ربما شماته فهي تبدو من طبقة راقية بملامحها الرقيقة و جمالها الهادئ و نظرتها البريئة ... أو ربما لم تعد تمتلك أي براءة ... ألتفت الجميع إليها و قالت أحداهن:
الفتاة:أهلا أهلا نورتي يا أمورة أيه مالك متاخده كده ليه ؟؟؟؟
أجابت فتاة أخرى: شكلها لسه اول مرة ( و أطلقت ضحكة عاليه )
قاطعتهم الممرضة و التي تبدو علي ملامحها القسوة :ما تتلمي يا بت أنت و هي
نظرت الممرضة إليها نظرة ذات مغزى:تحبي تكشفي عادة و لا مستعجل
أجابتها بصوت يرتجف من هول الموقف:مستعجل لو سمحتي
الممرضة و هي تبتسم و تظهر أسنانها الصفراء:500جنيه وهتدخلي بعد اللي جوه
ناولتها المال و جلست في كرسي بعيد و أرجعت رأسها الى الخلف ..... كم تمنت أن يكون كل ما حدث لها في العاميين الماضيين كابوسا تفيق منه لتجد أنها كما كانت ..... لكن هل يمكنها الرجوع بالزمن الى الوراء ؟؟؟؟؟ هل يمكنها الرجوع لذلك اليوم ؟؟؟؟؟ هل يمكنها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحلقة الثانية
كانت مايا تجلس في تلك العيادة تنتظر دورها لتدخل الى ذلك الطبيب الذي تشعر بأنها تحتقره و في ذات الوقت تود ان تشكره لأنها سينقذها مما هي فيه ..... ظلت صامته ..... مغمضة عينيها ...... و عادت بذاكرتها الى أعوام مضت ...... إلى منزلها الذي يقع في أحد الأحياء الراقية ...... إلى والدتها التي طالما عاملتها بقسوة ظنا منها أنها الطريقة الصحيحة لتريبة البنت ..... سمعت صوتها يوقظها كعادتها دائما:
الأم:يلا يا مايا ... الساعة تسعة
مايا:حاضر يا ماما
الأم:يلا يا بنت هتتأخري عالإمتحان
مايا:خلاص انا قومت
خرجت الأم من الغرفة تاركة مايا تستعد للذهاب الى كليتها فهي في السنة النهائية في كلية التجارة و اليوم هو آخر أمتحان لها وكم كانت سعيدة فالدراسة الجامعية بالنسبة لها كانت مملة فقد كانت والدتها تضع جدولا زمنيا محددا للخروج و الرجوع و لم يكن يتسنى لمايا أن تكون صداقات أو تتقرب من زملائها إلا صديقتها الوحيدة غادة التي كانت تهون عليها معاملة والدتها لها, أغتسلت مايا و صلت صلاة الضحى ثم أرتدت فستانا واسعا أبيض اللون و حجابا وردي اللون و حذاءا أبيض و حقيبة باللون الوردي و خرجت من غرفتها لتلقي التحية على والدها الذي كان مقعدا لإصابته بالشلل منذ عدة سنوات:
مايا:صباح الخير يا بابا
الأب:صبح الخير يا مايا , ها مذاكرة كويس؟
مايا:الحمد لله أدعيلي يا بابا
الأب:ربنا معاكي
الأم:متتأخريش عن الساعة أتنين
مايا:ممكن يا ماما اتغدى مع غادة انهارده
الام بعصبية:لأ طبعا مفيش داعي
مايا:من فضلك يا ماما ده آخر يوم في الكلية
الام:لأ يعني لأ
الأب:زي بعضه يا منى ساعتين بالضبط و هترجع
الأم:بطل دلعك ده البنت كبرت و لازم ناخد بالنا منها
الأب:عشان خاطري
الام:حاضر الساعة أربه بالدقيقة تكوني قدامي مفهوم
مايا قامت بطبع قبلة على خد والدها و انطلقت وهي تقول:متخافيش عليا مش هتأخر
أغلقت مايا الباب خلفها فقال الأب:
الأب:براحه عالبنت شوية مش كده
الأم:بقولك ايه سيبني أربي البنت بطريقتي
الأب:بس طريقتك شديدة أوي و البنت مؤدبة و متفوقة
الأم:الزمن ده مفهيوش امان خالص .
أحست مايا بالدموع الساخنة تتساقط و هي تتذكر ذلك اليوم ...... ليت والدتها لم توافق على خروجها بعد الامتحان ..... ليتها لم تذهب الى ذلك المطعم بصحبة غادة ...... ليتها لم تراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
أفاقت مايا من شرودها على صوت الممرضة تخاطبها:
الممرضة:اتفضلي يا اختي دورك جه
نظرت لها مايا و كأنها لم تفهم ما قالته ..... فهي ما زالت لا تصدق ما يجري لها .
الممرضة:انت مش سامعاني بقولك الدكتور مستنيكي
قامت مايا من مكانها و دخلت الى غرفة الكشف لتجد طبيبا لا يشبه الأطباء فهو يتسم بالخبث الذي ينطلق من عينيه:
الطبيب:خير يا امورة
مايا و هي تحاول التظاهر بالقوة:أنا عايزة اعمل عملية .....
الطبيب بسخرية:عملية ايه ؟
مايا:عايزة أرجع بنت
الطبيب:أنتي مخطوبة؟
مايا:لأ
الطبيب:مكتوب كتابك؟
مايا:لأ
الطبيب:طيب اتفضلي عشان أكشف
مايا:هو حضرتك هتعملها دلوقتي؟
الطبيب:زي ما تحبي
مايا:طيب ممكن الممرضة تيجي تقف معايا
الطبيب:اوي اوي (الطبيب يستدعي الممرضة)
الممرضة:أفندم يا دكتور
الطبيب:خليكي معانا عشان نخلص
الممرضة:حاضر
أستلقت مايا على السرير و هي ترى كل ما حدث لها يمر أمامها كشريط لفيلم سينمائي .
أنهت مايا الامتحان و كانت سعيدة لأنها ستتناول الطعام بصحبة غادة و ذهبا لأحد المطاعم المطلة على النيل و طلبا غداءا شهيا و جلستا تتحدثان و تضحكان و لم تكن مايا تلاحظ تلك العينان اللتان تراقبانها منذ دخولها الى المطعم و التي تابعت باهتمام بالغ كل ما دار من حوار بينها و بين صديقتها ...........و بعد ان أنهت طعامها نظرت الى ساعتها قائلة بفرح:
مايا:لسه فاضل ساعة على معاد رجوعي البيت
غادة:بصراحه مامتك محباكاها اوي
مايا:هي بتخاف عليا اوي
غادة:يا بنتي ما كلنا أهالينا بيخافوا علينا بس برده بيدونا الثقة عشان نعرف نتعامل مع الناس
مايا بحزن:ماما شايفة أنا كده بتحافظ عليا
غادة:معلش يا مايا بكره ان شاء الله تشتغلي و تخرجي للدنيا
مايا:مظنش ماما هتسيبني أشتغل
غادة:لأ مش ممكن
مايا:انا حاسة بكده
غادة:أنا هروح الحمام و أرجعلك علطول
مايا:طيب
جلست مايا وحيدة تنظر الى النيل الحزين و هي تشعر بأنها ستودع الحرية و تظل في سجن والدتها ..............
ممكن أقعد ؟
رفعت مايا عينيها لتجد شابا يقف امامها و ينظر اليها بعينيه الواسعتين ولاحظت مايا وسامته الشديدة فقالت بحذر:
مايا:حضرتك تعرفني؟
الشاب:لأ ... بس نفسي أتعرف
مايا:من فضلك انا مش بتاعت الكلام ده
الشاب:و انا غلطت و لا حاجه
مايا:حضرتك متعرفنيش و جاي تتكلم معايا
الشاب:بس أنا غرضي شريف على فكرة
مايا:تقصد ايه؟
الشاب:أنا معجب بيكي و عايز أتقدملك
مايا وهي تشعر بأنها تحلم :معجب بيا انا!!!!!
الشاب:أعرفك بنفسي انا المهندس وائل عندي شركة مقاولات و عايز أقابل والدك
مايا ببراءة:ليه؟
وائل:عشان اخطبك (ثم تظاهر بالجدية )و لا انت مرتبطة؟؟؟؟؟؟؟
مايا بسرعة:لالا انا مش مرتبطة
وائل:طيب خدي الكارت بتاعي و اتصلي بيا عشان آخد منك العنوان
مايا:بس .......
وائل:أرجوكي انا مضطر أمشي دلوقتي عندي معاد مهم لازم تكلميني
مايا:طيب
انصرف وائل تاركا اياها تفكر فيه و كأنه فارس أحلامها الذي سينقذها من سجن والدتها ..............................
جاءت غاده لتجد مايا حالمة:ايه روحتي فين؟
مايا:هه لا ابدا انا معاكي
غادة:طيب يلا نطلب الحساب عشان متتأخريش
أنصرفت الفتاتان كلا منهما الى منزلها لكن مايا كانت تفكر في ذلك الشاب الذي أقتحم حياتها الهادئة و أقتحم أيضا قلبها ............
الحلقة الثالثة
عادت مايا الى منزلها ذلك اليوم و هي تشعر بالسعادة و ظلت تضحك طوال الوقت عند مجيء وقت النوم ذهبت والدتها مصطحبة والدها الى غرفتهما ليناما بينما ظلت مايا تشاهد فيلما أجنبيا و بعد ان تأكدت مايا من نوم والديها توجهت الى غرفتها و أغلقت الباب خلفها ... و جلست على فراشها ... و أمسكت بالهاتف لتحادث ذلك الشاب و بدأت تطلب الرقم المدون على البطاقة الخاصة بها و شعرت بأن الثواني تمر عليها كساعات ... و أحست بجسدها بارد و كأن الشتاء قد حل باكرا ... وكادت تسمع صوت ضربات قلبها تملأ الغرفة ... ثم سمعت صوتا رخيما يجيبها:
وائل:ألو ... ألو
مايا و صوتها يكاد لا يسمع :ألو
وائل:ألو مين بيتكلم؟
مايا:أنا ... أنا ... مايا
وائل:مايا؟
مايا:اللي اديتني الكارت بتاعك في المطعم
وائل و قد تعرف عليها: أهلا .. أهلا .. أنت اسمك مايا؟
مايا:أيوة
وائل:انت في سنة كام يا مايا؟
مايا:أنا أنهارده خلصت آخر امتحان في بكالريوس تجارة
وائل:و عملتي ايه في الامتحان؟
مايا ببراءة:الحمد لله
وائل:أنا عايزك تجيبي تقدير
مايا:ان شاء الله
وائل:انت عندك اخوات؟
مايا:لأ انا وحيدة
وائل:بكرة هملا دنيتك كلها
مايا لم تجب فهي لم تعتد التحدث مع شاب من قبل
وائل:ها سكتي ليه؟
مايا:ابدا
وائل:طيب انت ساكنه فين؟
مايا:في الدقي
وائل:طيب تحبي أقابل بابا امتى؟
مايا:زي ما تحب
وائل:طيب ايه رأيك نتعرف على بعض قبل ما اقابل بابا
مايا:بس أنا متعودتش أكلم اي ولد
وائل:بس أنا في حكم خطيبك يا مايا
مايا:طيب ما تيجي تقابل بابا الأول
وائل:أنا عايز أتأكد من مشاعرك ناحيتي الأول
مايا:طيب بس ......
وائل:مفيش بس .... أنا معجب بيكي جدا و انتي الانسانة اللي عايز أكمل حياتي معاها
مايا:طيب و هننتعرف على بعض ازاي؟
وائل:عادي يعني ... نتكلم في التليفون و ممكن نتقابل من وقت للتاني
مايا:بس أنا ماما مش بتوافق أني أخرج خالص
وائل بثقة بالغة:متقلقيش من النقطة ده خاااااالص
أنهت مايا المكالمة مع وائل و هي تشعر بالسعادة البالغة فقد أحست للمرة الأولى بإهتمام شخص بها و نامت و هي تحلم بوائل فارسها الذي جاءها على حصانه الأبيض ليطير بها بعيدا ..........................................
سمعت مايا صوت الطبيب يسألها:
الطبيب:انت ىخر مرة عملتي علاقة امتى؟
مايا بخوف:من سنة تقريبا
الطبيب:طيب أنت في حد معاكي عشان يروحك بعد العملية؟
مايا:لأ أنا هروح لوحدي
الطبيب:امال فين الأستاذ اللي عمل فيكي كده؟
مايا و هي تنظر للأعلى و تمنع دموعها من النزول كعادتها مؤخرا :........ سافر
الطبيب وقد شعر بالشفقة تجاه تلك الشابة التي تبدو أنها ضحية لشخص نذل فهي لا تشبه باقي مريضاته الساقطات فقرر الأنتهاء من اجراء تلك العملية لها و أراحتها من هذا الحزن الذي يحيط بها فوضع لها المخدر و بدأ في ممارسة عمله الغير مشروع في غالبية الحالات إلا هذه الحاله فقد شعر انه يقوم بعمل شريف لأول مرة منذ بدأ إجراء تلك النوعية من العمليات .............و بعد مرور نصف ساعة أنهى عمله و طلب من الممرضة البقاء بجوار المريضة حتى تفيق و جلست الممرضة تتحدث في هاتفها الخليوي و تمضغ علكة بطريقة مقززة و كانت تفوح منها رائحة سجائرها الكريهه ........لم تكن مايا قد أفاقت بعد لكنها أشتمت رائحة سجائر فظنت أنها بصحبة وائل من جديد وتذكرت كيف بدأت تتعلق به بشدة ...فكان يحادثها طوال الليل في الهاتف و يحكي لها عن يومه و عمله و أسرته التي كان يخبرها أنها ستكون فرد منها ذات يوم ............ كانت مايا تنام طوال النهار و تتعلل لوالدتها بأنها تسهر اما التلفاز كل ليلة و في المساء تجلس مع والديها لتناول العشاء ثم بعد خلودهما للنوم تدخل لتحادث حبيبها وائل و أستمر في مكالماته لها طوال شهرين متتاليين حتى سألها ذات يوم في الهاتف:
وائل:أنت بتحبيني يا مايا؟
مايا:أنا ... أنا
وائل متظاهرا بالغضب:كنت حاسس انك بتتسلي بمشاعري
مايا نافية تلك التهمة عنها:لا يا وائل متقلش كده
وائل و هو يبتسم أبتسامة النصر:طيب ليه مش بتقولي أنك بتحبيني؟
مايا:هقول كل حاجه بس بعد الجواز
وائل:خلاص يا مايا انا هفاتح والدي اول ما يرجع من السفر و نيجي نتقدم علطول
مايا:انت بقالك شهرين بتقولي كده
وائل:يا حبيبتي أنا مش بلعب ده انا خلاص بخلص في الشقة فاضل بس تنقي معايا السيراميك بتاع الحمام
مايا:يا وائل قلتلك نقيه انت
وائل:يعني مش عايزة تقابليني؟
مايا:ما انت عارف ماما
وائل:قوليلها هتقابلي غادة صاحبتك
مايا:بس يا وائل
وائل دون أن يعطيها فرصة للرد:بكره الساعة خمسه هكون مستنيكي قدام سينما التحرير
مايا:يا وائل ماما مش هتوافق
وائل:لو مجيتيش كل اللي بينا هينتهي
مايا:طيب هحاول
وائل باصرار: هستناكي
أغلق وائل الهاتف و هو يراهن على مجيئها فقد أخذت وقتا طويلا ليوقعها في غرامه لكنها تستحق هذا العناء فهي لم يكن لها تجارب قبله فقرر الاستمتاع بفريسته البريئة .
الحلقة الرابعة
دخلت مايا الى والدها لتطلب منه الخروج لمقابلة صديقتها غادة و ذلك لعلمها بأن والدتها سوف تعارض فقررت إقناع والدها الطيب:
مايا:بابا حضرتك صاحي؟
الأب:تعالي يا مايا , عايزة حاجة؟
مايا وهي تشعر بأنها تخدع والدها الطيب:ممكن أخرج أقابل غادة صاحبتي؟
الأب وهو ينظر الى عينيها البريئتين:قلتي لماما؟
مايا:يا بابا أنا بقالي شهرين قاعدة في البيت مش بخرج غير مع ماما أشتري طلبات البيت
الأب:بسألك قلتي لماما؟
مايا:ما هي مش هتوافق
الأب:طيب هتقعدي مع صاحبتك قد ايه؟
ماياو هي تكاد تطير فرحا:زي ما تقول يا بابا
الأب:مايا هي ساعة و تكوني في البيت
أسرعت مايا بطبع قبلة على خد والدها الحنون و انطلقت لترتدي فستانا وردي اللون و حجابا باللونين الأبيض و الوردي و أستعدت للنزول للقاء حبيبها وائل , لكنها سمعت باب غرفتها يفتح و دخلت والدتها ثائرة:
الأم:بقى بتستأذني من بابا من غير ما أعرف إنك خارجة؟؟؟؟
مايا محاولة تلطيف الجو:يا ماما غادة وحشتني أوي هي ساعة و مش هتأخر صدقيني
الأم:ماشي يا مايا لو أتأخرتي عن ساعة شوفي ايه اللي هيجرالك .............
مايا وهي تبتسم لوالدتها:مش هتأخر
غادرت مايا منزلها في الساعة الخامسة إلا الربع و استقلت سيارة الأجرة الى مكان موعدها الغرامي الأول و هناك بحثت عنه بعينيها و لكنها لم تجده ( معقوله جه و مشي ؟ و لا أتأخر عليا ؟ يا رب يجي بقى نفسي أقابله و أتكلم معاه ............. )
رأت سيارة تضيء لها من بعيد فأشاحت بعينها بعيدا ظنا منها أن أحد الشباب يريد معاكستها لكنها لاحظت أن السيارة تقترب منها فبدأت تسير مسرعة هربا من السيارة لكنها سمعت صوتا مألوفا يناديها:
مايا .... مايا
مايا:وائل ..... هو انت خضتني
وائل برقة:سلامتك من الخضة يا حبيبتي
مايا:تعالى نتمشى شوية عشان انا معادي في البيت بعد ساعة بالضبط
وائل:نتمشى فين يا بنتي اركبي العربية
مايا بتردد:لا ... لا مقدرش أركب معاك ممكن حد يشوفني
وائل:أولا أنا في حكم خطيبك ثانيا العربية متفيمة يعني محدش هيشوف اللي جواها
مايا:ما تنزل انت أحسن؟
وائل بلهجة غاضبة:ايه يا مايا أنت فاكراني مراهق ولا ايه ألف معاكي في الشارع
مايا بحزن:أنت زعلت مني ؟
وائل:ما هو مش معقول كده , يعني أنا مش هخاف عليكي ده أنت هتكوني مراتي بعد كام شهر
مايا:خلاص متزعلش هركب
فتحت مايا باب السيارة الأمامي و هي تشعر بضربات قلبها المسرعة .... فهي لم تركب سيارة مع شاب طوال حياتها .... لكنه سيكون زوجها .... نعم فهي لا ترتكب خطأ .... يجب أن يتعرفا قبل الأرتباط الرسمي .......... هكذا كانت تقنع نفسها بأن ما تفعله ليس خطأ بل صواب فهي ناضجة كفاية لتقرر مصيرها .................................................. .........................
أفاقت مايا من المخدر لتجد الممرضة تنظر اليها بإحتقار قائلة بلهجة ساخرة:
الممرضة:حمدلله على سلامتك يا آنسة ( وأطلقت ضحكة عالية )
مايا و هي تريد أن تهرب من هذا المكان المقرف:شكرا
الممرضة بلهجة ذات معنى:مش هتديني حلاوة سلامتك
نظرت لها مايا و قد بدات تفهم ما ترمي اليه:أيوة طبعا .. طبعا .. أتفضلي
أمسكت الممرضة المال و هي تبتسم بفرح و قالت بلهجة أكثر رقة:تحبي أوصلك يا حبيبتي؟
مايا وهي مازالت تشعر بالوهن:لا ... لا مفيش داعي شكرا
الممرضة:براحتك
خرجت مايا من غرفة الكشف و غادرت تلك العيادة المشبوهة و هي تشكر الله على خروجها سالمة و ظلت تستغفر ربها طوال الطريق و تطلب منه سترها في الدنيا و الآخرة .................................................. .......................................
أوقفت مايا سيارة أجرة و أنطلقت في طريق عودتها للمنزل و ظلت تنظر من نافذة السيارة المسرعة و عاودتها الذكريات المؤلمة و كأنها معه في سيارته في لقائهما الأول .... و كيف كان رقيقا معها و كأنها قطعة من الكريستال الرقيق ... أو أميرة من الأميرات :
وائل:مالك يا مايا انت خايفة وانت معايا؟
مايا:لا بس ده اول مرة أركب عربية مع حد
نظر لها وائل بحنان كاذب قائلا:و هو ده اللي شدني ليكي ... برائتك يا حبيبتي
مايا شعرت بخدييها يشتعلان بحمرة الخجل:شكرا
وائل:ياااااااااني عالرقة بجد بموت فيكي
و ظل وائل يقود السايرة حتى توقف في مكان هادئ ملئ بالأشجار الضخمة:
مايا:وقفت ليه؟
وائل:نفسي اكلمك و أنا ببص في عينيكي
مايا:بس أنا كده هتأخر؟
وائل:متخافيش يا روحي في معادك بالضبط هتكوني في البيت
مايا:طيب
شعرت مايا بسخونة أوصالها و أحساسها بالخجل من حبيبها ... فهو قريب منها للغاية و ينظر اليها بعينيه الساحرتين .... و احست بيده تمسك بيدها الصغيره بحنان و بادرها قائلا:
وائل:لو تعرفي بحبك قد أيه ؟؟؟
مايا وهي في عالم آخر:قد أيه؟
وائل و قد رفع يدها الى شفتيه و قبلها قبلة دافئة:بحبك اكتر من نفسي
مايا وهي تشعر أنها تحلم فها هو فارس أحلامها يعترف لها بحبه الصادق و يعاملها كأميرة ....... و لم تشعر به و هو يقترب منها و يضع ذراعه حول كتفيها و يضمها الى صدره .............. شعرت مايا بأنه يتمادى فأبتعدت عنه وهي ترتجف:
وائل و هو يحاول السيطرة على نفسه: أنا آسف يا مايا مش عارف أنا ازاي عملت كده؟
مايا:من فضلك عايزة اروح
وائل وقد بدأت عيناه تمتلآن بالدموع:بجد انا آسف
أحست مايا بصدقه فقالت:خلاص يا وائل متعيطش يا حبيبي
وائل:أنا مش ممكن اسامح نفسي أبدا
مايا:بجد مش زعلانة بس متعملش كده تاني
ابتسم لها وائل و قاد السيارة و أوصلها في الموعد و أنطلق بسيارته و هو سعيد مما حققه اليوم مع تلك الفتاة البريئة .............
توقف السائق أمام منزل مايا و دخلت الى المنزل و أستقلت المصعد الكهربائي و هي تفكر
( كيف لم أشعر ان دموعه دموع تماسيح .... كيف تركته يخدعني .... كيف تعلق قلبي بذلك النذل .... )
الحلقة الخامسة
دخلت مايا الى غرفتها ذلك اليوم بعد ان ألقت التحية على والديها و ظلت تفكر في حبيبها وائل و أحست بسخونة في جسدها حين تذكرت كيف ضمها الى صدره الحنون لكنها قررت عدم السماح له بتكرار ذلك مرة أخرى و جاء موعد مكالمتهما الليلية فجاءها صوته الذي أصبحت تعشق سماعه:
وائل:الو
مايا برقة:ألو ..
وائل:أنا مش عايزك تزعلي مني بجد كان غصب عني
مايا:خلاص مش زعلانة
وائل:الحمد لله
مايا:بس أوعدني مش هتعمل كده تاني
وائل و قد ارتسمت على شفتيه أبتسامة ساخرة:أوعدك يا حبيبتي
مايا:طيب هتعمل أيه بكره ؟
وائل:العادي عندي شغل كتير و بالليل هرجع البيت أكلمك
مايا:أنت مبتخرجش مع أصحابك؟
وائل:مليش أنا في جو الكافيهات
مايا:كده احسن
وائل:طبعا كفايه أسمع صوتك يا جميل
مايا:الله بقى متكسفنيش
وائل:بس أنهارده كنت زي القمر
مايا بسعادة:بجد؟؟؟؟؟؟؟
وائل:انت أحلى بنت قابلتها في حياتي
مايا ضحكت برقة:ميرسي
وائل:هو بابا و ماما ناموا؟
مايا:ايوة من بدري
وائل:مش أنت عندك كومبيوتر؟
مايا:آه بس ماما حاطاه في الصالة بره
وائل:أنت لازم تدخليه أوضتك عشان نتكلم بالمايك
مايا:ماما لايمكن توافق
وائل:يا ستي قوليلها انك هتاخدي كورس من عالنت
مايا:أنت عايزني اكدب؟؟؟؟؟؟
وائل:يا حبيبتي ده كدبة بيضا عشان نتكلم براحتنا
مايا:هشوف
وائل:بحبك يا مايا
مايا:و انا كمان
وائل:و نفسي تبقي معايا علطول
مايا:هانت كام شهر و باباك هيرجع بالسلامة و نتجوز علطول
وائل:آه آه طبعا
وظلا يتحدثان حتى أشرقت الشمس و أنهيا المكالمة على وعد باللقاء قريبا بسبب جديد تخبره لوالديها .... و بدأت مايا تتقن الكذب و أختلاق الأسباب للخروج من المنزل و قد أخترعت تدريبا تخرج من اجله مرتين أسبوعيا لمدة ساعتين و نصف كانت تلك هي أسعد الساعات التي قضتها في حياتها ..... كانت تخرج من منزلها و على بعد عدة امتار تجد وائل ينتظرها بسيارته و في عينيه شوق و لهفة للقائها ..... تصعد الى سيارته و ينطلق بها إلى مكانهما المظلم ...... و قد أصبحت تشتاق لقبلاته و لمساته التي أصبحت اكثر جرأة على جسدها البريء ...... أو الذي كان بريئا ذات يوم .................................................. .......................
فتحت مايا باب شقتها و دخلت لتجد والدها يجلس حزينا ...... وحيدا ...... فمنذ وفاة والدتها و هو لم يعد ليه الرغبة في الحياة ..... و أصبح شاردا باستمرار ...... نظرت اليه مايا بحزن ...... و خاطبته في عقلها ...... ليتك تسامحني يا أبي فأنا من تسبب في فقدانك شريكة حياتك ...... أنا التي تسببت في موتها بما أقترفته من ذنب ....... و نزلت دمعة هاربة من عينيها ...... عندما تذكرت والدتها الراحلة ....... أين انت يا أمي ؟ ....... لماذا تركتيني وحيدة في هذا العالم القاسي ؟ ...... لماذا لم تكوني قوية كفاية لتحتملي خطيئتي ؟ لمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال لها والدها بصوت ضعيف:أتأخرتي ليه يا مايا؟
مايا وهي تقبل رأسه:معلش يا بابا الشغل كان كتير
الأب:خلاص يا حبيبتي كلها كام يوم و أفرح بيكي
مايا:إن شاء الله يا بابا , عن أذنك هروح أنام تحب أحضرلك العشا
الأب:لا يا حبيبتي أنا اتعشيت روحي نامي شكلك تعبان
مايا:تصبح على خير
الأب:و انت من أهله
دخلت مايا الى غرفتها و هي مازالت تشعر بالضعف الشديد ..... أستلقت على فراشها الذي شاركها كل لحظات حبها الآثم .... فرحها ..... بكائها ...... صدمتها ..... و يالها من صدمة قوية ......................
تذكرت ذلك اليوم التي طلب منها وائل ملاقته أمام أحد المطاعم الفاخرة و بعد أن تناولا غداءهما طلب منها الذهاب معه لمقر شركته ليحضر بعض الأوراق الهامة ....... وافقت مايا بعد تردد بسيط ....... فهو يحبها ... و يخاف عليها ... و يحترمها ... دخلت معه الى مقر الشركة الذي كان خاليا من الموظفين و بعد أن أغلق الباب ... نظر لها نظرة لن تنساها طيلة حياتها ... نظرة مخيفة .... أقترب منها قائلا بصوت رقيق:
وائل:ياااااااه يا مايا أخيرا انت معايا بعيد عن الناس
مايا و قد أحست بالخطر:وائل أنا لازم أمشي
وائل و هو يكاد يلتصق بها:تمشي وتسيبيني لوحدي ... أهون عليكي؟؟؟؟
مايا و قد بدات تشعر بمقاومتها تتهاوى:يا وائل من فضلك يلا نمشي من هنا
وائل أحاطها بذراعيه و بدأ يقبلها ببطء شديد ..... و لم تستطع مايا المقاومة ..... حاولت ابعاده عنها لكنه كان قويا و بدأ يكون عنيفا معها ..... أحست بأنه ليس حبيبها ..... أنه شخصا لا تعرفه ..... شخصا تتحكم به شهواته ..... و بدأت تحاول الصراخ ....
لكنه قام بضربها مما أفقدها الوعي ...... غابت مايا عن الوعي لم تشعر بشئ بعدها ...... و عندما أفاقت و جدت نفسها عارية ...
لا يسترها شيء ...... و لم تجد له أثرا ..... لقد تركها ...... لقد أضاع شرفها ...... وقفت و بدأت ترتدي ثيابها و نظرت في ساعتها لتجد أن موعد عودتها للمنزل مر عليه نصف ساعة ...... شعرت بالرعب ..... ماذا ستفعل ؟؟ ما الذي يمكنها قوله لوالدتها حتى تغفر لها تأخرها ؟؟ لماذا فعل وائل بها ذلك ؟؟ ألم يحبها كما أحبته ؟؟ ألم يعدها بالزواج ؟؟ هل فعلا هرب و تركها وحيدة ؟؟
تركت مايا العنان لدموعها التي حبستها طيلة الوقت و ظلت تبكي طوال الليل حتى نامت و هي في حاة يرثى لها ...........
الحلقة السادسة
أستيقظت مايا عند سماعها آذان الفجر فتوضأت و صلت ثم جلست في شرفة غرفتها تنظر الى السماء و تدعو الله أن يسترها و يغفر لها ذنبها ............. ثم وجدت نفسها تتذكر ذلك اليوم الأسود ... يوم حدث كل شيء ... كل شيء ........................
غادرت مايا مقر الشركة و الدموع تغطي وجهها ثم أستقلت سيارة أجرة و عادت الى منزلها لتجد الهدوء يخيم على المكان فظنت أن والديها قد خلدا الى النوم .... فتنفست الصعداء و دخلت الى غرفتها بهدوء و أغلقت الباب خلفها و أستدارت لتجد مفأجاة ..... وجدت والدتها جالسة على الفراش تنتظرها ..... نظرت لها مايا بفزع شديد:
الأم:كنتي فين؟
مايا:كنت في الكورس يا ماما
الأم:أتأخرتي ليه؟
مايا:معلش يا ماما اصل غادة عزمتني عالعشا
الأم و قد وقفت و نظرت لمايا بغضب شديد .... لم تشعر مايا سوى بيد والدتها تصفعها بقوة لأول مرة في حياتها .... شعرت مايا بالرعب .................................................. ...........................................
مايا:في ايه يا ماما ؟
والدتها و هني تصرخ:في ايه ؟ مش عارفه في ايه؟ في انك مكنتيش بتاخدي كورس ولا حاجه , و مقابلتيش غاده بقالك شهور , عايزة كنتي فين و مع مين ؟؟؟؟؟؟؟ قولي كل حاجه
نظرت مايا الى والدتها الغاضبة و شعرت أنها لا تستطيع الكذب مجددا .... فقررت أن تقص على والدتها كل شيء .... ولتفعل بها ما تشاء ..... فهي تستحق ما سيحدث لها .....
مايا:انا هقولك يا ماما ..... هقولك كل حاجه
الام:انطقي
مايا:انا اتعرفت بشاب ..... و كان عايز يتقدملي .....
الام بسخرية:و بعدين ؟؟؟
مايا:و طلب مني نتعرف ببعض قبل الخطوبة
الام: و طبعا كنتي بتقابليه كل ما تخرجي من البيت؟؟؟؟؟؟؟
مايا وهي تجهش بالبكاء:كان بيقول انه بيحبني ....... كان بيقول انه هيتجوزني ..... كان بيقول انه هيحافظ عليا ...... كان بيقول أنه بيخاف عليا .................. بس طلع كداب و ندل
الام بخوف و هي تقترب من ابنتها: عمل فيكي ايه؟؟؟؟ انطقي؟؟؟؟
مايا:مش عارفه ...... مش عارفه
الام:امال مين اللي يعرف؟؟؟؟؟
مايا:قالي هنروح الشركة يجيب ورق مهم و طلعت معاه
الام:طلعتي معاه ؟؟؟؟؟؟؟؟ طلعتي معاه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مايا وهي ترى والدتها تبكي:انا حاولت ابعده عني بس هو ضربني و اغمى عليا و لما فوقت ملقيتهوش
الام وقد احست بألم في صدرها :آآآآآآآآآآآآآآآآآه
مايا و هي تصرخ:ماما ..........ماما ............. ردي عليا ............ مامااااااااااااااااااااااااااااااااا
أحست مايا بالدموع الساخنة تكاد تحرق وجنتيها فقررت القيام لغسل وجهها و محاولة ايقاف تلك الذكريات المؤلمة...... موت والدتها المفاجئ ....... حزن والدها وتأثره لرحيل شريكة حياته ........احساسها بأنها كانت شريكة وائل في قتل والدتها التي برغم قسوتها إلا أنها كانت تحبها ..... و تفتقدها بشدة.
خرجت مايا من غرفتها و أتجهت لتغسل وجهها في الحمام ثم بدات في تحضير الإفطار لوالدها و بعد ان أنتهت ارتدت ملابسها لتذهب الى عملها الذي التحقت به بعد وفاة والدتها بشهور و الذي أصر عليه والدها ليخرجها من حالة الإكتئاب التي أصابتها منذ ما حدث ........ و منذ ألتحاقها بالعمل في البنك و هي تشغل نفسها بالعمل ..... و برغم انطوائها و عدم مشاركتها زملائها الاحاديث الشخصية الا أن زميلها سالم قد أعجب بها و قرر التقدم لخطبتها ...... حاولت مايا رفضه كما رفضت كل من تقدموا لها من قبل الا ان والدها لم يقتنع تلك المرة و وافق على سالم لأنه شخص مناسب و حالته المادية جيدة ..... وافقت مايا بعد ضغط والدها و تمت خطبتها الى سالم .......... و قد وجدته انسانا هادئا و حلو المعشر و هو يعاملها باحترام و دائما يذكر أمامها أنها فتاة أحلامه .......... و قد أحبتها أسرة سالم كثيرا و خاصة والدته التي كانت طيبة للغاية ............ و مع اقتراب موعد زفافها الى سالم زاد شعورها بحجم المصيبة التي اوقعت نفسها بها ...... وذات يوم قررت أن تقوم بإجراء تلك العملية المشبوهه حتى تستطيع بدأ حياتها من جديد و حتى تدخل السعاده على قلب والدها المريض ......... و ها هي قد عادت بكر من جديد ....... لكنها مازالت تتذكر ماضيها الملوث بالعار .
الحلقة السابعة
غادرت مايا منزلها متوجهه الى مقر عملها في أحد البنوك و فور وصولها الى مكتبها جاءها سالم و هو يبتسم لها بحب:
سالم:صباح الخير يا مايا
مايا محاولة التظاهر بالسعاده:صباح النور
سالم:أزي باباكي عامل ايه؟
مايا:الحمد لله
سالم:ها جهزتي كل حاجتك يا عروسه؟
مايا:ايوة ما انت عارف ماما الله يرحمها كانت جايبه كل حاجتي
سالم:لو في حاجه ناقصاكي قولي نجيبها سوا
مايا و قد أحست أنه طيب القلب:ربنا يخليك ليا
سالم و عيناه مليئتان بالحب:ربنا يقدرني و أسعدك
مايا أبتسمت متظاهرة بالخجل .... و فكرت .... لما لم يظهر سالم في حياتها مبكرا ؟ .... لما أعجبت بوائل ؟ ...............
سالم:طيب انا هروح مكتبي هتوحشيني
مايا:و انت كمان
عاودتها الذكريات المؤلمة من جديد ...... تذكرت بعد أن أفاقت من صدمة موت والدتها قرارها بالذهاب الى وائل في مقر الشركة لتطلب منه أن يتزوجها ...... و ليتها لم تذهب ..... فقد أكتشفت مفاجأة لم تكن في الحسبان ..............................
وصلت مايا الى مقر الشركة فوجدت رجل الأمن ينظر اليها:
مايا:السلام عليكم
رجل الأمن:و عليكم السلام , أي خدمة؟
مايا بتردد:هو المهندس وائل موجود؟
رجل الأمن مستغربا:وائل مين يا فندم؟
مايا:وائل صاحب الشركة اللي في الدور التاني
رجل الأمن:صاحب الشركة المهندس مجدي
مايا:لا .. لا .. اسمه وائل طويل و شعره اسود
رجل الأمن و قد فهم ما تقصده:حضرتك غلطانه وائل ده يبقى زميلي في شركة الأمن
مايا غير مصدقة:انت بتقول ايه !!!!!!
رجل الأمن:بقول لحضرتك ان وائل زميلي اللي كان بيشتغل معايا
مايا:كان ؟؟؟؟؟؟؟
رجل الأمن:أصله أستقال و جاله عقد بره مصر و سافر بقاله مده
مايا و هي تحاول منع دموعها:سافر ؟ سافر فين؟
رجل الأمن:تقريبا السعودية
مايا نظرت بعيدا و هي تشعر انها تعيش كابوسا جديدا ..............
رجل الأمن:هو كان قايلك أنه صاحب الشركة؟
مايا لم تجب ............
رجل الأمن:أصلك مش أول بنت تسأل عليه في كذا واحده زيك كده و كلهم كانوا فاكرينه صاحب الشركة
تركت مايا المكان و بدأت تسير في الشارع و هي تفكر ..... هل كان كاذبا بارعا ؟ أم أنها كانت ساذجة ؟ و عرفت أنها كانت ضحية لأنسان لا ضمير له و أنها لم تكن الوحيده فهناك غيرها ممن خدهم باسم الحب ..... و ها هو قد سافر و بدأ حياته و نسيها تماما.... لكنها لن تنسى أبدا ما سببه لها من ألم و ما سلبه منه و ما ألحقه بها من عار يلاحقها لباقي حياتها ............................
أنهت مايا عملها و وجدت سالم ينتظرها :
سالم:يلا عشان أوصلك
مايا:ما انت عارف يا سالم مينفعش أركب معاك
سالم:أيه يا مايا ده كلها تلات أيام و نتجوز
مايا:معلش يا سالم عشان بابا ميزعلش
سالم بابتسامة صادقة:أكتر حاجة شدتني ليكي أدبك و ألتزامك ربنا يخليكي ليا
مايا و قد شعرت أن كلماته تطعنها ..... ليتها تستطيع مصارحته ..... ليته يفهم أنها كانت ضحية ..... ليته يسامحها .............
بدأت مايا تستعد ليوم زفافها الى سالم و قد ذهبت الى الفندق بصحبة غادة صديقتها و جاءت خبيرة التجميل التي أستغرقت عدة ساعات لتنهي عملها و قد كانت مايا جميلة و كان فستانها الأبيض يزيدها براءة و جمال لكن عيناها كانتا حزينتان مما جعل غاده تقول:
غادة:أيه يا عروسه لزومه ايه الزعل بس؟
مايا:لا ابدا مفيش
غادة:أنا عارفه انك أفتكرتي مامتك
مايا:كان نفسي تبقى موجودة و تفرح معايا
غادة:الله يرحمها و أكيد هي فرحانة دلوقتي
مايا و هي تريد أن تصرخ بأن والدتها حزينة و ستظل حزينة بسبب عار أبنتها التي لم تستطع الحفاظ على نفسها و أضاعت شرفها
سمعتا طرقا على الباب فتحت غادة لتجد والدة سالم:
أطلقت والدة سالم زغاريد طويلة من شدة سعادتها بعروس أبنها ثم احتضنتها بحب قائلة:
أم سالم:ما شاء الله زي القمر يا مايا
مايا:ميرسي يا طنط
أم سالم:ربنا يحميكي , ها جاهزة عشان سالم يطلع ياخدك؟
مايا:أيوة يا طنط خلصت
أم سالم:عقبالك يا غادة يا بنتي
غادة:أدعيلي يا طنط
أم سالم:ربنا يرزقك بزوج صالح
غادة:يااااااااااااا رب
ضحكت مايا و وقفت تنتظر سالم الذي دخل الغرفة و هو يرتدي بدلة سوداء أنيقة و عندما رآها تقف بفستانها الأبيض الواسع نظر لها قائلا:
سالم:أخيرا يا مايا
أبتسمت مايا بخجل حقيقي فهي تشعر بأن سالم أول رجلا في حياتها و شعرت أن ما كان في الماضي انتهى و أنها ستبدأ من جديد
سالم:جاهزة يا عروستي ؟
مايا و هي تبتسم:جاهزة يا عريسي
أصطحبها سالم الى القاعة و وجدت والدها ينتظرها فقبلته و أحتضنته بشدة حتى أحست بدموعها فهي تشعر بالحزن لتركها والدها وحيدا فبالرغم من ان عمتها ستأتي للإقامه مهع إلا أنها تشعر بالقلق عليه .................................................. ......
أنتهى الفرح و غادر العروسان الى منزلهما الجديد و قد قام سالم بحمل مايا بين ذراعيه حتى يدخل بها الى الشقة وشعرت مايا بالتوتر الشديد و قال سالم:
سالم:نورتي بيتك يا عروسة
مايا نظرت له بخوف .
ام دهب و مصطفى- عضو برونزى
- الجنس :
عدد المساهمات : 2052
نقاط : 2812
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: ** احتاج اليك **
الحلقة الثامنة
أقترب سالم من مايا فشعر بها ترتعش من الخوف فقال لها بحنان بالغ:
سالم:أنت مكسوفة مني؟؟؟
مايا بخجل و خوف:يعني
سالم و هو يضمها برقة الى صدره:بحب أدبك و براءتك
كانت تود مايا أن تصرخ معترفة بذنبها لزوجها الطيب الذي لا ذنب له في أن يتزوج من فتاة ساقطة
لكن لسانها عجز عن النطق .... كيف تخبره الآن بعد زفافها إليه ؟؟؟ لم لم تصارحه من قبل ؟؟؟
هل ستبدأ حياتها بخداع زوجها ؟؟؟
رفع سالم وجهها لتواجهه:بحبك يا مايا ... بحبك اوي
لمعت عيناها بدموع الندم و قالت بصدق:بحبك يا سالم و ربنا يقدرني و أخليك أسعد زوج في الدنيا عانقها سالم و بدأ في تقبيلها .... فتذكرت قبلات وائل المقززة .... فدون وعي وجدت نفسها تدفع سالم بعيدا عنها .... مما جعله يظن أنها مازالت تشعر بالخجل :
سالم:أنا هخرج عشان تغيري هدومك براحتك
خرج سالم و أغلق الباب خلفه .... ظلت مايا ترتعش و تفكر .... هل من الممكن ان يكتشف سالم خدعتها ؟؟؟ هل سيعرف أنها ليست عذراء ؟؟؟ ماذا سيكون رد فعله ان عرف الحقيقة ؟؟؟
بدلت مايا ملابسها و جلست في الفراش بعد أن غطت جسدها بالكامل و سمعت طرقات على الباب ثم دخل سالم و قال لها:
سالم:يلا بينا يا مايا عشان نصلي ركعتين شكر لربنا
مايا:حاضر
وقفت مايا خلف زوجها تصلي و هي تشعر باحتقارها لنفسها فقد سلمت نفسها لمن لا يستحق في حين أنها تخدع إنسانا صالحا لا ذنب له سوى أنه وجد فيها فتاة أحلامه الهادئة الخجولة .... انتهى سالم من الصلاة ثم حمل مايا الى غرفة النوم و وضعها برقة على الفراش و جلس الى جوارها و أمسك يدها قائلا:
سالم:أنا عارف انك خايفة عشان ده أول مرة تكوني قريبة مني كده ... و أنا عارف إن مامتك الله يرحمها كانت شديده في تربيتها ... بس أوعدك أني هعيش طول عمري عشان أسعدك
أطفأ سالم الإضاءة تاركا ضوءا خافتا و أقترب من زوجته و حبيبته و ..........................
بعد أن خلد سالم الى النوم ظلت مايا مستلقية تنظر اليه و هي تريد مصارحته و طلب المغفره منه لكنها تراجعت عن قرارها ... فهي أذنبت ... و تابت إلى الله الذي عوضها بزواجها من سالم ... و قد سترها الله ... و قطعت عهدا على نفسها بمعاملة سالم كما يرضي الله طوال حياتها معه ... أقتربت من زوجها الذي أحتضنها بذراعيه و نامت و هي تشعر بالراحة لأول مرة منذ سنوات ...........
الحلقة التاسعة
أستيقظت مايا من نومها و العرق يتصبب منها فقد رأت كابوسا مفزعا .... رأت وائل ينظر لها بخبث و كأنه يهددها .... أستعاذت بالله و قامت لتصلي الفجر و أيقظت سالم الذي نظر لها بحب:
سالم: مالك انت تعبانه؟
مايا:لا أبدا , بس حلمت حلم وحش
سالم:مش عارف ايه حكاية الأحلام اللي بتجيلك ده
مايا:يمكن أكون تقلت في الأكل قبل ما أنام
سالم و هو يحتضنها:ربنا يخليكي ليا و يقومك بالسلامة
مايا: ويخليك ليا يا حبيبي
ساعدها سالم لتقف فهي في شهور الحمل الأخيرة و أصبحت تتحرك بصعوبة و قد حصلت على اجازة من عملها حتى تضع مولودها و كانت مايا تشغل يومها بالقراءة أو زيارة والدها و عمتها , و لم يكن يعكر صفو حياتها سوى ذكرى وائل المزعجة و التي كانت تشعرها بالقلق, و برغم محاولاتها لنسيان الأمر إلا أنها كانت تتذكر و تتمنى النسيان , و قد كان زوجها في أحيان كثير يشعر ان هناك ما يشغلها و كانت تطمئنه , و كان سالم كل يوم يعود من عمله فيتناولان طعام الغداء ثم ينزل معها لتمشي بعض الوقت حتى تستعد للولادة .
و مضت الأيام و جاء موعد قدوم الطفل فأصطحبها سالم الى المستشفى و ظل يقرأ آيات القرآن و كانت والدته تحاول طمأنته حتى سمعا صوت بكاء الصغير فجاءت الممرضة لتخبرهما أن الطفل بصحة جيدة وكانت مايا مازالت متعبة فذهبوا بها الى غرفتها لتستريح و ظل سالم بجوارها بينما والدته تحمل الصغير و هي سعيدة نظر سالم الى مايا بقلق:
سالم:لسه تعبانه؟
مايا بصوت واهن:لأ الحمد لله
سالم:حمد لله على سلامتك
مايا:الله يسلمك , هتسميه أية؟
سالم:هسميه أحمد أيه رأيك؟
مايا:الله اسم جميل
الجدة:ربنا يخليهولكم و يبارك فيه
مايا و سالم:اللهم آمين
غادرت مايا المستشفى و عادت الى منزلها و معها طفلها الذي أحبته فور أن ضمته الى صدرها وشعرت نحوه بعاطفه لم تجربها من قبل ... فها هو طفلها و حبيبها ينظر اليها بعينيه الصغيرتين و يغلق يده الصغيرة على أصبعها ... نظرت له مايا بحنان و حب و قالت له:
مايا:بحبك اوي و عمري ما هقسى عليك ابدا ......................................
زارت مايا والدها ليرى حفيده فقال لها و هو يحمل الطفل:
والدها:ما شاء الله ربنا يحفظه ( وبدأ في البكاء )
مايا:مالك بس يا بابا؟
والدها:كان نفسي أمك تكون معايا و تشوف حفيدها
مايا و هي تشعر بالحزن:الله يرحمها و يخليك ليا
والدها:شبهك و انت صغيرة
مايا و هي تبتسم:بجد
والدها:بجد حتى روحي أتفرجي على صورك و انت صغيرة
دخلت مايا غرفة والداها و وجدت ألبوم صورها جلست على الكرسي و فتحته لتجد صور والدتها الراحلة و هي تحملها حينما كانت رضيعة و كانت تنظر لها بحب و حنان بالغ ...... نزلت دمعة ساخنة من عينها و حدثت والدتها:
مايا:ليه مكنتيش حنينه معايا لما كنت محتاجالك ؟ ليه كنتي شايفه أن قسوتك فيها مصلحتي ؟ ليه مفكرتيش تصاحبيني و تقربيني منك؟
أكملت مايا باقي الصور ثم خرجت لتاخذ صغيرها و تودع والدها و تعود الى منزلها و ظلت طوال الطريق تفكر في والدتها .........
بدأت مايا حياتها الجديدة كأم و كانت تحاول إسعاد زوجها بكل طاقتها و كان سالم يشكر الله على وهبه تلك الزوجة الصالحة فهي تحبه و تعامل والدته معاملة طيبة و تهتم ببيتها و تبذل كل جهدها من أجل أسرتها الصغيرة , و كان احمد يملأ البيت بحركاته البريئة و ضحكته التي كانت تنسيها كل ما يؤرقها فكانت عندما تتذكر ماضيها تحتضن ابنها و كأنها هي من يحتاج للحنان و أستمرت مايا في الاستغفار و الدعاء لله بأن يسترها و يحمي أسرتها من كل شر.
و أستمرت حياة مايا هادئة و كانت قد بدأت تنسى ماضيها الملوث حتى جاء ذلك اليوم ................
حين كانت تمشي في أحد مراكز التسوق بصحبة زوجها و طفلهما أستأذن منها سالم ليدخل الى دورة المياة و وقفت تنتظره وهي تلاعب طفلها في عربته و حين رفعت رأسها فوجئت بمن يقف أمامها مباشرة .... ينظر لها بلؤم شديد .... هل هي تحلم ؟؟؟ أنه شخصا لم تكن تتوقع رؤيته أبدا !!!!!!!!!!!!!!!
الحلقة العاشرة
نظرت مايا و أحست أنها ترى كابوسا .... نعم هي نائمة .... و سيوقظها سالم بعد قليل .... لكن هذا الكابوس يبدو حقيقيا .... سمعت مايا بكاء صغيرها .... نظرت اليه بهلع .... إنها لا تحلم .... إنها تراه يقف أمامها .... ينظر اليها .... يذكرها بماضيها معه .... يهددها بفضح أمرها .... أنتقلت عيناه منها الى صغيرها .... أرتسمت على شفتاه أبتسامة ساخرة .... نظرت له ترجوه .... تتوسل إليه .... أن يرحل كما رحل في الماضي .... ما الذي يريده منها .... لقد بدأت حياة جديدة .... هادئة .... أصبحت زوجة .... زوجة و أم .... لكنه تحداها و أقترب منها و هو يتلذذ برؤية تعابير وجهها الخائفة منه ..................................................
وائل بلهجة يملأها اللؤم:أزيك يا مايا ؟؟؟؟ .... عاملة ايه ؟؟؟؟
مايا نظرت اليه و لم تجب .............
وائل يضحك بسخرية:اوعي ده يكون ابني !!!!!
مايا و هي تكاد تفقد أعصابها:أخرس يا حيوان
وائل:ايه ده بقينا بنعرف نتكلم اهوه
تظاهرت مايا بالقوة:عايز ايه اتكلم بسرعة؟
وائل وهو يكاد يلتهمها بعينيه الجريئتين:والله و ليكي وحشة
مايا بلهجة غاضبة:وائل انا ست متجوزة و بحب جوزي
وائل:يطلق ضحكة شريرة:آه .... بتحبي جوزك .... و يا ترى جوزك عارف انك ....... و لا قرطستيه
مايا و رغما عنها شعرت بالدموع تتجمع في مقلتيها:أرجوك يا وائل
وائل متظاهرا بالطيبة: بس ... بس ... متعيطيش عشان البيبي ميخافش
مايا:أرجوك أمشي
وائل:أنا همشي بس هستناكي تكلميني بالليل .... فاهمة هستناكي
مايا:مش هقدر
وائل:يبقى أسلم على جوزك لما يجي
مايا برعب:خلاص ... خلاص
أعطاها وائل ورقة برقمه و أبتعد عنها لكنه ظل ينظر اليها من بعيد حتى أتى سالم وأقترب منها و أحاط كتفيها بذراعه بحب:
سالم:يلا بينا عشان نتغدى
مايا و هي تريد أن تختبأ في حضن زوجها :لا أنا عايزة أروح
سالم مستفهما:مالك يا حبيبتي؟
مايا:عندي صداع
سالم:سلامتك يلا بينا
ظل وائل ينظر لهما في حقد ..... و حدث نفسه قائلا .... بالطبع تزوجت شخصا ثريا ..... و لو كانت تعرف انني فقير و لم اكمل تعليمي لما نظرت إلي .... لكنها أحبتني حين ظنت أنني مهندسا و أمتلك شركة ...... لكنني لن اتركها تهنأ بحياتها فهي ملك لي .... أنا رجلها الأول ...... و سأكون الأخير ...........
جلست مايا في السيارة و تظاهرت بالنوم حتى تفكر في ذلك النذل الذي دمر حياتها في الماضي و يريد تدميرها في المستقبل .....
كيف ستتصرف ؟؟؟ ماذا يمكنها ان تفعل لتواجهه ؟؟؟ أحست بالدموع تنساب منها ..... دعت الله أن يساعدها في أزمتها الجديدة ...
( يا رب .... أنا أستغفرتك كتير ..... و تبت بجد .... يا رب أبعده عني و عن جوزي .... يا رب أسترني )
وصلت مايا الى منزلها فخاطبها سالم قائلا:أدخلي أنت أرتاحي و أنا هانيم أحمد
دخلت مايا الى غرفتها و أستلقت عالسرير و أغمضت عينيها و أستسلمت للنعاس حى تهرب من أفكارها ..................
أستيقظت مايا ليلا لتجد سالم نائما و هو يحتضن أحمد في سريره فوضعت عليهما الغطاء جيدا و أغلقت الباب و خرجت أمسكت هاتفها و دخلت الى الحمام لتجري مكالمة ..... لم تكن ترغب في إجراءها ..... لكنها قررت أن تواجه الأمر بنفسها ..... فهي لم تعد ضعيفة ..... لقد أصبحت قوية منذ زواجها من سالم ..... أصبحت قوية بحبها لزوجها و ابنها ..... و ستلقن وائل درسا لن ينساه ...... و ستجعله يدفع ثمن ما سببه لها من ألم ...... ثمن وفاة والدتها حزنا عليها ...... ثمن كل تلك الكوابيس التي تراها كل يوم
ام دهب و مصطفى- عضو برونزى
- الجنس :
عدد المساهمات : 2052
نقاط : 2812
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: ** احتاج اليك **
الحلقة الحادية عشر
أمسكت مايا هاتفها الخليوي وبيد مرتعشة و أتصلت برقم وائل ..... و كانت تسمع ضربات قلبها عالية من شدة خوفها مما هي مقدمة عليه ..... سمعت صوته البغيض يجيب :
وائل:الو .... الو
مايا بصوت يرتعش من الخوف:الو
وائل:يااااااااااااه وحشني صوتك اوي
مايا احست بدموعها تنساب دون إرادتها ولم تجبه
وائل:ايه ده انت لسه بتتكسفي؟؟؟؟
مايا:عايز ايه يا وائل؟
وائل وقد أستلقى في فراشه و هو يستمتع بعذابها:وحشتيني
مايا:يا وائل أرجوك أبعد عني كفايه اللي حصلي بسببك
وائل:أبعد عنك ازاي !! ده أنت أول حب في حياتي
مايا:أرجوك أخرج من حياتي
وائل:بصي بقى يا قطة ..... أحنا لازم نتقابل عشان نتكلم براحتنا
مايا:أقابلك !!!!!!!!
وائل:ايوه زي زمان و لا نسيتي؟
مايا:مينفعش أقابلك
وائل:ليه ان شاء الله؟
مايا:مش بخرج لوحدي
وائل:بسيطة تاهت ولقيناها
مايا:هي ايه ده اللي لقيناها
وائل:أجيلك انا
مايا بانفعال شديد:تيجي فين؟ انت اتجننت؟
وائل:براحه براحه لجوزك يسمعك
نظرت مايا نحو باب الحمام في خوف ثم أحست أنها في كابوس لن ينتهي.......
وائل:متخافيش انا هآجي وجوزك فالشغل
مايا وهي تبكي:تيجي تعمل ايه ..... مش كفاية اللي عملته فيا زمان .... و امي اللي ماتت بسببك
وائل بقسوة:هتقابليني يعني هتقابليني و مش هقولك انا ممكن اعمل ايه ..... عشان انت عارفه
مايا:انساني يا وائل ...........
وائل:انساكي ؟؟؟ ده انا عمري ما قدرت انساكي ...............
مايا:خلاص يا وائل انا بقيت متجوزة و مش هقابلك مهما حصل
وائل:تبقي عايزة كل حاجه تنكشف ادام جوزك ...... آه بالحق ده شكله حنين خالص
مايا:ملكش دعوة بيه
وائل:بتخافي على مشاعره ؟؟؟؟ امال هتعملي اهي لما أقوله أني أول راجل في حياة مراتك ؟؟؟؟ ها تفتكري هيعمل ايه؟؟؟؟
مايا:حرام عليك سيبني في حالي
وائل:بقولك ايه هستناكي بكره لساعه 12 الظهر في المطعم اللي اتقابلنا فيه أول مره متتأخريش
مايا:مش هآجي يا وائل
وائل بثقة:هتيجي يا مايا
أغلق وائل الخط بينما جلست مايا على الأرض تبكي ..... فهي لا تعلم كيف تتصرف ..... لقد حاولت التظاهر بالقوة و هي تحادثه لكنه يعلم انها ضعيفة ..... و خاصة أنه يهدد بفضحها أمام زوجها ..... زوجها لقد ظلمته سابقا و ها هي تظلمه مجددا بماضيها الذي يلاحقها دون شفقة او رحمة ...... ليتني أستطيع مصارحتك يا سالم ...... لتساعدني في مواجهة هذا النذل ...... لكن لا .... لا يجب ان تعرف شيئا عن ذنبي الذي ستره الله ...... و ظلت تبكي حتى نامت من شدة التعب و الدموع تبلل وجهها الجميل .
أستيقظت مايا مبكرا و اعدت طعام الإفطار لسالم و جلست بجواره بينما يتناوله:
سالم:تسلم ايدك يا حبيبتي , ايه مش هتاكلي معايا؟
مايا:مش قادره خالص
سالم:ايه ده انت حامل !!!!
مايا:حامل ؟ ليه بتقول كده؟
سالم:اصلك بتفكريني بأيام حملك في احمد
مايا وهي تبتسم رغما عنها:لا مش حامل
سالم بحزن:يا خسارة نفسي أوي نجيب بنت شبهك و تكون زيك في كل حاجه
مايا نظرت له بحب .... و ندم .... و حدثت نفسها ...... سامحني يا حبيبي ..... سامحني
سالم:هتعملي ايه انهارده؟
مايا وهي تكذب على زوجها لأول مر منذ زواجهما:أحتمال أروح لبابا
سالم:طيب يا حبيبتي ابقي سلميلي عليه
مايا:يوصل ان شاء الله
خرج سالم بينما جلست مايا تنظر الى الساعة المعلقة على الحائط و كأنها تنتظر تنفيذ حكم الإعدام فيها و عندما دقت الساعة الحادية عشر قامت و ارتدت ملابسها و أصطحبت صغيرها و ذهبت لموعدها مع الشيطان .
االحلقة الثانية عشر
دخلت مايا الى ذلك المطعم الذي شهد لقاءها الأول بوائل .... و عاودتها الذكريات المؤلمة .... و تمنت لو يعود بها الزمن للوراء .... فتتراجع عن طلبها للخروج بصحبة صديقتها .... تتمنى لو ترفض والدتها طلبها للخروج بصحبة غادة .... تتمنى لو ماتت قبل معرفتها بذلك الندل .... كانت مايا تشعر بالخوف فهي ستلتقي بوائل .... ولا تعرف ما الذي يريده منها .... أتراه يريد إبتزازها و يطلب منها مالا
أم تراه يريد مواعدتها كسابق عهدهما معا .... تنفست مايا بعمق و دفعت عربة أبنها الذي كان نائما في براءة .... نظرت له و كأنها تطلب مساعدته في مواجهتها مع وائل .... لكنه طفل صغير لا يدرك شيئا .... لكنها تستمد قوتها من وجوده معها .... فهو رجلها الذي جاء ليحميها مما هي مقبلة عليه .... نظرت مايا بين الطاولات باحثة عن وائل .... الذي سرعان ما أشار لها لتقترب .... و وجدته قد أختار نفس الطاولة التي كانت تجلس عليها وحيدة منذ عدة سنوات في إنتظار صديقتها غادة .... أقتربت مايا و هي ترتعش من الداخل و تتظاهر بالقوة من الظاهر .... جلسن أمامه و هي تضع نظارتها الشمسية و لم تلقي عليه السلام لكنه تجاهل ذلك و قال:
وائل:اهلا يا جميل , و حشتيني موت
يبدو الضيق على ملامح مايا الجميلة:قول عايز عايز ايه يا وائل عشان انا هقعد معاك خمس دقايق بالضبط
وائل وقد شعر بنفورها منه فقال بلهجة ساخرة:خمس دقايق بحالهم و مالك جايه على نفسك كده ليه؟؟؟؟
مايا:خلصني يا وائل
وائل و هو يمد يده ليلمس يدها:مالك بس يا حبيبتي
سحبت مايا يدها بسرعه و كأن لمسته تحرقها:ايه حبيبتك ده و ازاي تحاول تلمسني
تكلم وائل و هو غاضب:بقولك ايه .... أتكلمي معايا عدل
مايا بغضب مماثل:قول اللي عندك و خلصني
وائل:عايز نرجع لبعض .............
مايا:نعم !!!!!
وائل:زي ما سمعتيني
مايا:أنت أكيد أتجننت
وائل:أيوة أنا أتجننت لما سيبتك و سافرت لبابا
مايا:يا وائل كفاية كدب بقى أنا عرفت عنك كل حاجة
وائل و قد ظهرت عليه علامات الدهشة:عرفتي؟ عرفتي ايه؟؟؟؟
مايا:أنا عرفت أنك مش مهندس و لا حاجة
وائل:انت بتقولي ايه؟
مايا:انا روحتلك الشركة بعد موت ماما عشان تصلح غلطتك و هناك زميلك قالي أنت مين و بتشتغل أيه
وائل وهو يحاول التماسك و أخفاء توتره:و فيها أيه لما مكنش مهندس؟
مايا:فيها انك كذبت عليا , بس عايزه أعرف أزاي كنت بتظهر غير حقيقتك
وائل:الهدوم كنت بستلفها من أصحابي , و التليفون كان معايا مفتاح للشركة بطلع بالليل أكلمك , و العربية كانت بتاعت واحد صاحبي بيشتغل عليها سواق , بس كنت لايق مهندس مش كده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مايا وهي تشعر بالحزن لأنخداعها فيه بسهوله:يا وائل أرجوك أخرج من حياتي و أنساني زي ما نسيتك
وائل:بس أنتي بتحبيني
مايا:انا عمري ما حبيت غير جوزي , و انت كنت مجرد شاب اتشدتله في فتره كنت فيها معنديش خبرة في الحياة
وائل:طيب بصي بقى أنت هتقابليني وقت ما أعوزو إلا بقى انت حره
مايا:على فكرة انت متقدرش تعملي حاجه خالص
وائل و هو يطلق ضحكة شريرة:على فكرة انت عرفتي وائل المهندس ..... بس لسه متعرفيش وائل التاني
مايا بفزع:تقصد ايه؟
وائل:اول حاجه هعملها هروح لأبوكي البيت و هقوله عاللي كان بينا و طبعا انت عارفة ابوكي صحته على قده
مايا:انت كمان عايز تحرمني من بابا زي ما كنت السبب في موت ماما ؟؟؟؟
وائل:و الله انت اللي هتقرري
مايا:بانفعال شديد:انت عايز مني ايه؟
وائل:ولا حاجه نتقابل زي زمان و لا نسيتي؟
مايا:حرام عليك ابعد عني
نظر وائل الى الطفل و قال:و لا بقى لما جوزك يعرف انك غلطتي مع واحد تاني لأ وأيه خبيتي عليه ساعتها طبعا هيطلقك و ياخد البيبي الجميل ده
مايا نظرت له بكره و هي تريد التخلص من هذا الكابوس البشع ...... تريد التخلص من خطيئتها الوحيدة .....
وائل:ها قولتي ايه؟
نظرت له مايا و الدموع تملا عيناها و رفعت وجهها للسماء .... يا رب
الحلقة الثالثة عشر
غادرت مايا المكان مصطحبة صغيرها و الدموع تتساقط من عينيها الحزينتين و ظلت تمشي بلا توقف و هي تشعر أن عقلها يكاد يتوقف من التفكير ..... دعت الله ان يخلصها من وائل و يبعده عن حياتها للأبد .
وائل دخل الى شقته البسيطة التي تقع في أحد الاحياء الشعبية و وجد والدته العجوز فإنتظاره:
الأم:حمدلله على سلامتك يا وائل
وائل:الله يسلمك يا أمه
الأم:أسخن عشان تاكل؟
وائل:عاملالنا ايه انهارده؟
الأم:عدس يا حبيبي
وائل بسخط على فقره:مش واكل
الأم:ليه بس يا ابني هو العدس وحش
وائل:أنا زهقت يا أمه كل يوم عدس او فول عيشة تقرف
الام:يا ابني احمد ربنا غيرك مش لاقي العيش الحاف
وائل:خلاص يا أمه انا داخل اريح شوية عشان هنزل بالليل
الأم:لسه ملقيتش شغل؟؟
وائل:بدور يا أمه بدور
الام:يا ابني الفلوس اللي رجعت بيها من السفر قربت تخلص و انت مش راضي ترجع شغلك اللي سيبته
وائل بسخريه:عايزاني أرجع اشتغل بتاع امن في عماره !!!!!!
الأم:و فيها ايه بس ده شغلانه كويسه و فلوسها بتكفينا
نظر لها وائل و هو يكره ذلك الرضى الدائم لديها:لا يا أمه انا هلاقي شغل تاني و هبقى غني
الأم:ربنا يهديك يا ابني
دخل وائل الى غرفته و هو يفكر كيف يمكنه الأستفاده من مايا فهو يعلم أنها من أسرة ميسورة الحال كما أنه علم أن زوجها يعمل بأحد البنوك الكبرى ...... سيطلب منها مالا كثيرا ..... و بالطبع ستوافق ...... و هل يمكنها رفض طلب له ..... يجب أن يجعلها تتعلق به كما كانت و أكثر ...... فهي كنز يجب ان يستغله حتى النهاية ...... سيحاول التأثير عليها بكلامه المعسول ..... وستضعف كأي أمرأة أمام حبها الأول ........ أبتسم وائل لنفسه بغرور و أستلقى على فراشه القديم و أغمض عينيه و هو يتخيل مايا بين ذراعيه ....
وصلت مايا شقة والدها و وجدت عمتها تجلس وحيدة تتابع التلفاز و فور أن رأتها قامت لأستقبالها هي و أحمد الصغير:
مايا:أزيك يا طنط شريفة عاملة ايه ؟ و فين بابا؟
شريفة: الحمد لله يا مايا , بابا نايم وريني حبيب قلبي .... ما شاء الله كبر خالص
مايا و هي شاردة:شكرا يا طنط
شريفة أرملة منذ سنوات و قد كانت راجحة العقل و تحب مايا كثيرا فلم يكن لديها أبناء و قد كانت تحب مايا كثيرا و بالرغم من محاولات والدة مايا الدائمة بإبعادها عن أسرة والدها إلا ان شريفة أستمرت في حبها لأبنة اخيها الوحيدة ..... لاحظت شريفة شرود مايا التي كان واضحا أن هناك ما يشغلها فسألتها بقلق:
شريفة:مالك يا مايا يا حبيبتي؟
مايا وقد تنبهت لسؤال عمتها: ها .... أبدا مفيش حاجة
شريفة مازحة:أوعي يكون سالم مزعلك؟
مايا:لا أبدا يا طنط , يا ريت كل الرجاله زي سالم
شريفة:امال مالك سرحانه ليه؟
مايا و هي تحاول طلب مساعدة عمتها بطريقة غير مباشرة:أصل في واحدة صاحبتي عندها مشكلة جامدة
شريفة:خير ان شاء الله؟
مايا بصوت يرتعش : أصلها كانت بتحب واحد و بعدين أتجوزت واحد تاني فالأولاني بيهددها لترجعله ليقول لجوزها على اللي كان بينهم زمان ................
شريفة و هي تحاول فهم الموقف:يعني هو معاه صور ليها مثلا؟
مايا نافية :لا ... لا أبدا
شريفة:أمال هي خايفة من ايه؟
مايا:اصل جوزها تفكيره شرقي اوي و ممكن يتصدم لو عرف أنها كانت بتحب قبله واحد تاني
شريفة:طب و هي ليه بتكلمه تاني ما تغير خط الموبايل و هو مش هيعرف يوصلها
مايا:ما هو عارف كل حاجة عنها .... عنوان بيت باباها .... تليفونها .... و عرف كل حاجه عن جوزها
شريفة:طيب وصاحبتك هتعمل ايه؟
مايا:مش عارفة يا طنط .... هي خايفة يروح لجوزها
شريفة تضحك بثقة بالغة:يا مايا اللي زي الشخص ده بيكون جبان .... عمره ما هيقدر يقول لجوزها اي حاجه ده بيهددها بس
مايا:بس ده قالها لو مقابلتوش تاني هيقول لجوزها كل اللي كان بينهم
شريفة وقد بدأت تفهم أن مايا تتحدث عن نفسها:و هو ايه اللي كان بينهم؟؟؟؟؟
مايا و صوتها يهتز لأنها تكذب: العادي يعني كانوا بيتقابلوا و يتكلموا في التليفون و كده يعني
شريفة:مادام هي من يوم ما أتجوزت قطعت علاقتها بالماضي متخافش من حاجه وهو لا يمكن يأذيها
مايا:يعني حضرتك رأيك متردش على مكالماته تاني؟؟؟
شريفة:و لا تبينله أنها خايفة منه
مايا بخوف:و لو اتصل بجوزها تعمل ايه؟
شريفة:عادي هتنكر أنها تعرفه أصلا
مايا:حتى لو حكى عنها تفاصيل محدش يعرفها ؟؟؟؟
شريفة:تفاصيل زي ايه؟؟؟؟
مايا و قد بدأت تبكي:أصل ..... أصل ...............
نظرت شريفة لأبنة اخيها و هي تشعر بالفزع و قد أحست أن مايا تخفي سرا خطيرا .
الحلقة الرابعة عشر
أرتمت مايا في حضن عمتها شريفة و أنفجرت في البكاء ...... بدأت تبكي كما لم تبكي من قبل ...... و أكتشفت أنها لم تشعر بالحنان طوال حياتها كما تشعر الآن في أحضان عمتها الحنون ....... فلطالما كانت تنهرها والدتها إذا بكت ...... حتى أنها توقفت عن البكاء منذ أن كبرت ....... ظلت مايا تبكي و كأنها تريد إزاحة هذا الحمل الثقيل الذي يرهقها كثيرا ...... و مر شريط حياتها أمامها كاملا ..... فها هي تقترب من والدتها ترغب في احتضانها فتنهرها قائلة بصوت غاضب : بلاش دلع يا مايا ....... و ها هو وائل يقترب منها محاولا الإعتداء عليها و هي تدفعه بعيدا عنها ....... و ها هي تستلقي في عيادة ذلك الطبيب لتجري تلك العملية لتعود عذراء مجددا ....... و ها هي تقف وجها لوجه أمام وائل الذي عاد لينغص عليها حياتها الهادئة .............................
لم تعرف مايا كم مر عليها و هي تحتضن عمتها و تخبأ وجهها في صدرها الذي كان يشعرها بالأمان و تبكي ..... تبكي ..... تبكي
بدأت مايا تهدأ قليلا و لكن صوت شهقاتها يمزق ذلك السكون الذي يملأ المكان و أستمرت عمتها تربت عليها في حنان بالغ و كأنها تشعر بها و تفهم ما بداخلها ...... و لم تحاول عمتها إرغامها على الكلام ...... بل تركتها تخرج حزن السنين من داخلها ...... فقد كانت شريفة تعلم بمدى قسوة والدة مايا ...... و كانت تشفق على ابنة اخيها و لكنها لم تستطع فعل شيء إزاء زوجة اخيها ...... رفعت مايا رأسها بخجل و نظرت الى عمتها و الدموع تملأ وجهها الجميل :
مايا:أنا ...... أنا
شريفة:بسسسسسسسس متقوليش حاجة .... قومي أغسلي وشك و صلي ركعتين لله و تعالي نتكلم و قولي كل اللي عايزه تقوليه .....
توجهت مايا الى الحمام و بدأت تغسل وجهها و شعرت بهدوء غريب و كأنها كانت تفرغ كل ما بداخلها من ألم في بكاءها ..... نظرت الى وجهها في المرآة و هي تشعر بأنها قد تغيرت ...... نعم فهي ستواجه وائل بكل ما تملك من قوة و لن تدعه يدمر لها حياتها .
عادت مايا الى عمتها لتجدها تحمل احمد الصغير و تقوم بإطعامه بينما هو يلاعبها و يضحك لها جلست مايا بجوارهما صامته ......
شريفة مقاطعة صمت مايا:ها احسن دلوقتي
مايا وهي تشعر كأنها قد أخذت مخدرا قويا:الحمد لله
شريفة و هي تمسح فم احمد و تضع له بعض الألعاب:قوليلي بق ايه اللي حصل من الاول خااااااااااالص
ظلت مايا تحكي ..... وتحكي ...... و تحكي بينما شريفة تسمع ...... وتسمع ........ وتسمع
حكت مايا كل شيء منذ لقائها الأول مع وائل حتى تهديده لها بفضح أمرها أمام زوجها ثم صمتت مايا في انتظار سماعها رأي عمتها في الأمر و قد طال صمت عمتها حتى اعتقدت مايا أنها غاضبة مما سمعت فأحست بالخوف مجددا ......................
شريفة تنظر لأبنة أخيها وهي مستغرقة في التفكير ...... ثم قالت :
شريفة:ياااااااااااااه يا مايا كل ده شايلاه لوحدك
مايا و قد تجمعت الدموع مجددا في عينيها:ما أنا مليش حد احكيله
شريفة:أنا مش هتكلم عاللي فات لأني عارفة أنك مش لوحدك اللي غلطانة ..... مامتك الله يرحمها كانت طريقتها معاكي غلط ....
كانت بتعاملك كأنك انسان آلي بينفذ الأوامر و بس و معرفتش أنها بتعامل أنسان ممكن يغلط ..... و بيحتاج للحنية ..... و بيحتاج للنصيحة
مايا و هي تشعر بالدموع تنزل من عينيها ببطء متاثرة بكلام عمتها التي اكملت قائلة:
شريفة:أنت غلطت لما كلمتيه تاني و غلطتي اكتر لما قابلتيه ...... لأن بكده هو حس أنك خايفة منه
مايا:ما هو قالي هيقول لبابا ولسالم على كل حاجه
شريفة و هي تقول بحكمتها التي اكتسبتها عبر السنين:تفتكري واحد عمل كده في بنت هيقدر يتكلم !! ومع مين أبوها و جوزها!!
مايا:ما انا خفت يا طنط ..... خفت يبوظلي حياتي اللي ما صدقت بقت زي ما بتمناها طول عمري
شريفة:متخافيش يا حبيبتي .... انت غلطتي .... و توبتي .... و ربنا بيغفر الذنب بعد التوبة .... و انا جنبك و مش هسيبك أبدا
أنتبهت مايا على صوت هاتفها الخليوي ..... فنظرت للشاشة و وجدت رقم سالم فأجابت:
مايا و هي تحاول ان يبدو صوتها طبيعيا:الو
سالم:ايوة يا حبيتي روحتي و لا لسه؟؟
مايا:لا لسه قاعدة شوية مع طنط , أصلي لقيت بابا نايم فقلت استناه لما يصحى
سالم:خلاص خليكي و انا هخلص شغل و اعدي عليكي
مايا:خلاص هنستناك
سالم:سلمي على طنط و عمو
مايا:يوصل , خلي بالك من نفسك
سالم:بوسيلي احمد
مايا و هي تبتسم بحزن:من عينيا
أغلقت مايا الهاتف و هي تشعر بالقلق و سمعت عمتها تقول:
شريفة: هو هيتصل بيكي امتى؟؟؟؟
مايا:قالي هيتصل عشان يقولي هقابله فين و امتى
شريفة:طيب
مايا:هنعمل ايه؟؟؟؟؟؟؟؟
شريفة و هي تنظر لمايا بحنان:مشيليش هم حاجه انا هتصرف .
أمسكت مايا هاتفها الخليوي وبيد مرتعشة و أتصلت برقم وائل ..... و كانت تسمع ضربات قلبها عالية من شدة خوفها مما هي مقدمة عليه ..... سمعت صوته البغيض يجيب :
وائل:الو .... الو
مايا بصوت يرتعش من الخوف:الو
وائل:يااااااااااااه وحشني صوتك اوي
مايا احست بدموعها تنساب دون إرادتها ولم تجبه
وائل:ايه ده انت لسه بتتكسفي؟؟؟؟
مايا:عايز ايه يا وائل؟
وائل وقد أستلقى في فراشه و هو يستمتع بعذابها:وحشتيني
مايا:يا وائل أرجوك أبعد عني كفايه اللي حصلي بسببك
وائل:أبعد عنك ازاي !! ده أنت أول حب في حياتي
مايا:أرجوك أخرج من حياتي
وائل:بصي بقى يا قطة ..... أحنا لازم نتقابل عشان نتكلم براحتنا
مايا:أقابلك !!!!!!!!
وائل:ايوه زي زمان و لا نسيتي؟
مايا:مينفعش أقابلك
وائل:ليه ان شاء الله؟
مايا:مش بخرج لوحدي
وائل:بسيطة تاهت ولقيناها
مايا:هي ايه ده اللي لقيناها
وائل:أجيلك انا
مايا بانفعال شديد:تيجي فين؟ انت اتجننت؟
وائل:براحه براحه لجوزك يسمعك
نظرت مايا نحو باب الحمام في خوف ثم أحست أنها في كابوس لن ينتهي.......
وائل:متخافيش انا هآجي وجوزك فالشغل
مايا وهي تبكي:تيجي تعمل ايه ..... مش كفاية اللي عملته فيا زمان .... و امي اللي ماتت بسببك
وائل بقسوة:هتقابليني يعني هتقابليني و مش هقولك انا ممكن اعمل ايه ..... عشان انت عارفه
مايا:انساني يا وائل ...........
وائل:انساكي ؟؟؟ ده انا عمري ما قدرت انساكي ...............
مايا:خلاص يا وائل انا بقيت متجوزة و مش هقابلك مهما حصل
وائل:تبقي عايزة كل حاجه تنكشف ادام جوزك ...... آه بالحق ده شكله حنين خالص
مايا:ملكش دعوة بيه
وائل:بتخافي على مشاعره ؟؟؟؟ امال هتعملي اهي لما أقوله أني أول راجل في حياة مراتك ؟؟؟؟ ها تفتكري هيعمل ايه؟؟؟؟
مايا:حرام عليك سيبني في حالي
وائل:بقولك ايه هستناكي بكره لساعه 12 الظهر في المطعم اللي اتقابلنا فيه أول مره متتأخريش
مايا:مش هآجي يا وائل
وائل بثقة:هتيجي يا مايا
أغلق وائل الخط بينما جلست مايا على الأرض تبكي ..... فهي لا تعلم كيف تتصرف ..... لقد حاولت التظاهر بالقوة و هي تحادثه لكنه يعلم انها ضعيفة ..... و خاصة أنه يهدد بفضحها أمام زوجها ..... زوجها لقد ظلمته سابقا و ها هي تظلمه مجددا بماضيها الذي يلاحقها دون شفقة او رحمة ...... ليتني أستطيع مصارحتك يا سالم ...... لتساعدني في مواجهة هذا النذل ...... لكن لا .... لا يجب ان تعرف شيئا عن ذنبي الذي ستره الله ...... و ظلت تبكي حتى نامت من شدة التعب و الدموع تبلل وجهها الجميل .
أستيقظت مايا مبكرا و اعدت طعام الإفطار لسالم و جلست بجواره بينما يتناوله:
سالم:تسلم ايدك يا حبيبتي , ايه مش هتاكلي معايا؟
مايا:مش قادره خالص
سالم:ايه ده انت حامل !!!!
مايا:حامل ؟ ليه بتقول كده؟
سالم:اصلك بتفكريني بأيام حملك في احمد
مايا وهي تبتسم رغما عنها:لا مش حامل
سالم بحزن:يا خسارة نفسي أوي نجيب بنت شبهك و تكون زيك في كل حاجه
مايا نظرت له بحب .... و ندم .... و حدثت نفسها ...... سامحني يا حبيبي ..... سامحني
سالم:هتعملي ايه انهارده؟
مايا وهي تكذب على زوجها لأول مر منذ زواجهما:أحتمال أروح لبابا
سالم:طيب يا حبيبتي ابقي سلميلي عليه
مايا:يوصل ان شاء الله
خرج سالم بينما جلست مايا تنظر الى الساعة المعلقة على الحائط و كأنها تنتظر تنفيذ حكم الإعدام فيها و عندما دقت الساعة الحادية عشر قامت و ارتدت ملابسها و أصطحبت صغيرها و ذهبت لموعدها مع الشيطان .
االحلقة الثانية عشر
دخلت مايا الى ذلك المطعم الذي شهد لقاءها الأول بوائل .... و عاودتها الذكريات المؤلمة .... و تمنت لو يعود بها الزمن للوراء .... فتتراجع عن طلبها للخروج بصحبة صديقتها .... تتمنى لو ترفض والدتها طلبها للخروج بصحبة غادة .... تتمنى لو ماتت قبل معرفتها بذلك الندل .... كانت مايا تشعر بالخوف فهي ستلتقي بوائل .... ولا تعرف ما الذي يريده منها .... أتراه يريد إبتزازها و يطلب منها مالا
أم تراه يريد مواعدتها كسابق عهدهما معا .... تنفست مايا بعمق و دفعت عربة أبنها الذي كان نائما في براءة .... نظرت له و كأنها تطلب مساعدته في مواجهتها مع وائل .... لكنه طفل صغير لا يدرك شيئا .... لكنها تستمد قوتها من وجوده معها .... فهو رجلها الذي جاء ليحميها مما هي مقبلة عليه .... نظرت مايا بين الطاولات باحثة عن وائل .... الذي سرعان ما أشار لها لتقترب .... و وجدته قد أختار نفس الطاولة التي كانت تجلس عليها وحيدة منذ عدة سنوات في إنتظار صديقتها غادة .... أقتربت مايا و هي ترتعش من الداخل و تتظاهر بالقوة من الظاهر .... جلسن أمامه و هي تضع نظارتها الشمسية و لم تلقي عليه السلام لكنه تجاهل ذلك و قال:
وائل:اهلا يا جميل , و حشتيني موت
يبدو الضيق على ملامح مايا الجميلة:قول عايز عايز ايه يا وائل عشان انا هقعد معاك خمس دقايق بالضبط
وائل وقد شعر بنفورها منه فقال بلهجة ساخرة:خمس دقايق بحالهم و مالك جايه على نفسك كده ليه؟؟؟؟
مايا:خلصني يا وائل
وائل و هو يمد يده ليلمس يدها:مالك بس يا حبيبتي
سحبت مايا يدها بسرعه و كأن لمسته تحرقها:ايه حبيبتك ده و ازاي تحاول تلمسني
تكلم وائل و هو غاضب:بقولك ايه .... أتكلمي معايا عدل
مايا بغضب مماثل:قول اللي عندك و خلصني
وائل:عايز نرجع لبعض .............
مايا:نعم !!!!!
وائل:زي ما سمعتيني
مايا:أنت أكيد أتجننت
وائل:أيوة أنا أتجننت لما سيبتك و سافرت لبابا
مايا:يا وائل كفاية كدب بقى أنا عرفت عنك كل حاجة
وائل و قد ظهرت عليه علامات الدهشة:عرفتي؟ عرفتي ايه؟؟؟؟
مايا:أنا عرفت أنك مش مهندس و لا حاجة
وائل:انت بتقولي ايه؟
مايا:انا روحتلك الشركة بعد موت ماما عشان تصلح غلطتك و هناك زميلك قالي أنت مين و بتشتغل أيه
وائل وهو يحاول التماسك و أخفاء توتره:و فيها أيه لما مكنش مهندس؟
مايا:فيها انك كذبت عليا , بس عايزه أعرف أزاي كنت بتظهر غير حقيقتك
وائل:الهدوم كنت بستلفها من أصحابي , و التليفون كان معايا مفتاح للشركة بطلع بالليل أكلمك , و العربية كانت بتاعت واحد صاحبي بيشتغل عليها سواق , بس كنت لايق مهندس مش كده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مايا وهي تشعر بالحزن لأنخداعها فيه بسهوله:يا وائل أرجوك أخرج من حياتي و أنساني زي ما نسيتك
وائل:بس أنتي بتحبيني
مايا:انا عمري ما حبيت غير جوزي , و انت كنت مجرد شاب اتشدتله في فتره كنت فيها معنديش خبرة في الحياة
وائل:طيب بصي بقى أنت هتقابليني وقت ما أعوزو إلا بقى انت حره
مايا:على فكرة انت متقدرش تعملي حاجه خالص
وائل و هو يطلق ضحكة شريرة:على فكرة انت عرفتي وائل المهندس ..... بس لسه متعرفيش وائل التاني
مايا بفزع:تقصد ايه؟
وائل:اول حاجه هعملها هروح لأبوكي البيت و هقوله عاللي كان بينا و طبعا انت عارفة ابوكي صحته على قده
مايا:انت كمان عايز تحرمني من بابا زي ما كنت السبب في موت ماما ؟؟؟؟
وائل:و الله انت اللي هتقرري
مايا:بانفعال شديد:انت عايز مني ايه؟
وائل:ولا حاجه نتقابل زي زمان و لا نسيتي؟
مايا:حرام عليك ابعد عني
نظر وائل الى الطفل و قال:و لا بقى لما جوزك يعرف انك غلطتي مع واحد تاني لأ وأيه خبيتي عليه ساعتها طبعا هيطلقك و ياخد البيبي الجميل ده
مايا نظرت له بكره و هي تريد التخلص من هذا الكابوس البشع ...... تريد التخلص من خطيئتها الوحيدة .....
وائل:ها قولتي ايه؟
نظرت له مايا و الدموع تملا عيناها و رفعت وجهها للسماء .... يا رب
الحلقة الثالثة عشر
غادرت مايا المكان مصطحبة صغيرها و الدموع تتساقط من عينيها الحزينتين و ظلت تمشي بلا توقف و هي تشعر أن عقلها يكاد يتوقف من التفكير ..... دعت الله ان يخلصها من وائل و يبعده عن حياتها للأبد .
وائل دخل الى شقته البسيطة التي تقع في أحد الاحياء الشعبية و وجد والدته العجوز فإنتظاره:
الأم:حمدلله على سلامتك يا وائل
وائل:الله يسلمك يا أمه
الأم:أسخن عشان تاكل؟
وائل:عاملالنا ايه انهارده؟
الأم:عدس يا حبيبي
وائل بسخط على فقره:مش واكل
الأم:ليه بس يا ابني هو العدس وحش
وائل:أنا زهقت يا أمه كل يوم عدس او فول عيشة تقرف
الام:يا ابني احمد ربنا غيرك مش لاقي العيش الحاف
وائل:خلاص يا أمه انا داخل اريح شوية عشان هنزل بالليل
الأم:لسه ملقيتش شغل؟؟
وائل:بدور يا أمه بدور
الام:يا ابني الفلوس اللي رجعت بيها من السفر قربت تخلص و انت مش راضي ترجع شغلك اللي سيبته
وائل بسخريه:عايزاني أرجع اشتغل بتاع امن في عماره !!!!!!
الأم:و فيها ايه بس ده شغلانه كويسه و فلوسها بتكفينا
نظر لها وائل و هو يكره ذلك الرضى الدائم لديها:لا يا أمه انا هلاقي شغل تاني و هبقى غني
الأم:ربنا يهديك يا ابني
دخل وائل الى غرفته و هو يفكر كيف يمكنه الأستفاده من مايا فهو يعلم أنها من أسرة ميسورة الحال كما أنه علم أن زوجها يعمل بأحد البنوك الكبرى ...... سيطلب منها مالا كثيرا ..... و بالطبع ستوافق ...... و هل يمكنها رفض طلب له ..... يجب أن يجعلها تتعلق به كما كانت و أكثر ...... فهي كنز يجب ان يستغله حتى النهاية ...... سيحاول التأثير عليها بكلامه المعسول ..... وستضعف كأي أمرأة أمام حبها الأول ........ أبتسم وائل لنفسه بغرور و أستلقى على فراشه القديم و أغمض عينيه و هو يتخيل مايا بين ذراعيه ....
وصلت مايا شقة والدها و وجدت عمتها تجلس وحيدة تتابع التلفاز و فور أن رأتها قامت لأستقبالها هي و أحمد الصغير:
مايا:أزيك يا طنط شريفة عاملة ايه ؟ و فين بابا؟
شريفة: الحمد لله يا مايا , بابا نايم وريني حبيب قلبي .... ما شاء الله كبر خالص
مايا و هي شاردة:شكرا يا طنط
شريفة أرملة منذ سنوات و قد كانت راجحة العقل و تحب مايا كثيرا فلم يكن لديها أبناء و قد كانت تحب مايا كثيرا و بالرغم من محاولات والدة مايا الدائمة بإبعادها عن أسرة والدها إلا ان شريفة أستمرت في حبها لأبنة اخيها الوحيدة ..... لاحظت شريفة شرود مايا التي كان واضحا أن هناك ما يشغلها فسألتها بقلق:
شريفة:مالك يا مايا يا حبيبتي؟
مايا وقد تنبهت لسؤال عمتها: ها .... أبدا مفيش حاجة
شريفة مازحة:أوعي يكون سالم مزعلك؟
مايا:لا أبدا يا طنط , يا ريت كل الرجاله زي سالم
شريفة:امال مالك سرحانه ليه؟
مايا و هي تحاول طلب مساعدة عمتها بطريقة غير مباشرة:أصل في واحدة صاحبتي عندها مشكلة جامدة
شريفة:خير ان شاء الله؟
مايا بصوت يرتعش : أصلها كانت بتحب واحد و بعدين أتجوزت واحد تاني فالأولاني بيهددها لترجعله ليقول لجوزها على اللي كان بينهم زمان ................
شريفة و هي تحاول فهم الموقف:يعني هو معاه صور ليها مثلا؟
مايا نافية :لا ... لا أبدا
شريفة:أمال هي خايفة من ايه؟
مايا:اصل جوزها تفكيره شرقي اوي و ممكن يتصدم لو عرف أنها كانت بتحب قبله واحد تاني
شريفة:طب و هي ليه بتكلمه تاني ما تغير خط الموبايل و هو مش هيعرف يوصلها
مايا:ما هو عارف كل حاجة عنها .... عنوان بيت باباها .... تليفونها .... و عرف كل حاجه عن جوزها
شريفة:طيب وصاحبتك هتعمل ايه؟
مايا:مش عارفة يا طنط .... هي خايفة يروح لجوزها
شريفة تضحك بثقة بالغة:يا مايا اللي زي الشخص ده بيكون جبان .... عمره ما هيقدر يقول لجوزها اي حاجه ده بيهددها بس
مايا:بس ده قالها لو مقابلتوش تاني هيقول لجوزها كل اللي كان بينهم
شريفة وقد بدأت تفهم أن مايا تتحدث عن نفسها:و هو ايه اللي كان بينهم؟؟؟؟؟
مايا و صوتها يهتز لأنها تكذب: العادي يعني كانوا بيتقابلوا و يتكلموا في التليفون و كده يعني
شريفة:مادام هي من يوم ما أتجوزت قطعت علاقتها بالماضي متخافش من حاجه وهو لا يمكن يأذيها
مايا:يعني حضرتك رأيك متردش على مكالماته تاني؟؟؟
شريفة:و لا تبينله أنها خايفة منه
مايا بخوف:و لو اتصل بجوزها تعمل ايه؟
شريفة:عادي هتنكر أنها تعرفه أصلا
مايا:حتى لو حكى عنها تفاصيل محدش يعرفها ؟؟؟؟
شريفة:تفاصيل زي ايه؟؟؟؟
مايا و قد بدأت تبكي:أصل ..... أصل ...............
نظرت شريفة لأبنة اخيها و هي تشعر بالفزع و قد أحست أن مايا تخفي سرا خطيرا .
الحلقة الرابعة عشر
أرتمت مايا في حضن عمتها شريفة و أنفجرت في البكاء ...... بدأت تبكي كما لم تبكي من قبل ...... و أكتشفت أنها لم تشعر بالحنان طوال حياتها كما تشعر الآن في أحضان عمتها الحنون ....... فلطالما كانت تنهرها والدتها إذا بكت ...... حتى أنها توقفت عن البكاء منذ أن كبرت ....... ظلت مايا تبكي و كأنها تريد إزاحة هذا الحمل الثقيل الذي يرهقها كثيرا ...... و مر شريط حياتها أمامها كاملا ..... فها هي تقترب من والدتها ترغب في احتضانها فتنهرها قائلة بصوت غاضب : بلاش دلع يا مايا ....... و ها هو وائل يقترب منها محاولا الإعتداء عليها و هي تدفعه بعيدا عنها ....... و ها هي تستلقي في عيادة ذلك الطبيب لتجري تلك العملية لتعود عذراء مجددا ....... و ها هي تقف وجها لوجه أمام وائل الذي عاد لينغص عليها حياتها الهادئة .............................
لم تعرف مايا كم مر عليها و هي تحتضن عمتها و تخبأ وجهها في صدرها الذي كان يشعرها بالأمان و تبكي ..... تبكي ..... تبكي
بدأت مايا تهدأ قليلا و لكن صوت شهقاتها يمزق ذلك السكون الذي يملأ المكان و أستمرت عمتها تربت عليها في حنان بالغ و كأنها تشعر بها و تفهم ما بداخلها ...... و لم تحاول عمتها إرغامها على الكلام ...... بل تركتها تخرج حزن السنين من داخلها ...... فقد كانت شريفة تعلم بمدى قسوة والدة مايا ...... و كانت تشفق على ابنة اخيها و لكنها لم تستطع فعل شيء إزاء زوجة اخيها ...... رفعت مايا رأسها بخجل و نظرت الى عمتها و الدموع تملأ وجهها الجميل :
مايا:أنا ...... أنا
شريفة:بسسسسسسسس متقوليش حاجة .... قومي أغسلي وشك و صلي ركعتين لله و تعالي نتكلم و قولي كل اللي عايزه تقوليه .....
توجهت مايا الى الحمام و بدأت تغسل وجهها و شعرت بهدوء غريب و كأنها كانت تفرغ كل ما بداخلها من ألم في بكاءها ..... نظرت الى وجهها في المرآة و هي تشعر بأنها قد تغيرت ...... نعم فهي ستواجه وائل بكل ما تملك من قوة و لن تدعه يدمر لها حياتها .
عادت مايا الى عمتها لتجدها تحمل احمد الصغير و تقوم بإطعامه بينما هو يلاعبها و يضحك لها جلست مايا بجوارهما صامته ......
شريفة مقاطعة صمت مايا:ها احسن دلوقتي
مايا وهي تشعر كأنها قد أخذت مخدرا قويا:الحمد لله
شريفة و هي تمسح فم احمد و تضع له بعض الألعاب:قوليلي بق ايه اللي حصل من الاول خااااااااااالص
ظلت مايا تحكي ..... وتحكي ...... و تحكي بينما شريفة تسمع ...... وتسمع ........ وتسمع
حكت مايا كل شيء منذ لقائها الأول مع وائل حتى تهديده لها بفضح أمرها أمام زوجها ثم صمتت مايا في انتظار سماعها رأي عمتها في الأمر و قد طال صمت عمتها حتى اعتقدت مايا أنها غاضبة مما سمعت فأحست بالخوف مجددا ......................
شريفة تنظر لأبنة أخيها وهي مستغرقة في التفكير ...... ثم قالت :
شريفة:ياااااااااااااه يا مايا كل ده شايلاه لوحدك
مايا و قد تجمعت الدموع مجددا في عينيها:ما أنا مليش حد احكيله
شريفة:أنا مش هتكلم عاللي فات لأني عارفة أنك مش لوحدك اللي غلطانة ..... مامتك الله يرحمها كانت طريقتها معاكي غلط ....
كانت بتعاملك كأنك انسان آلي بينفذ الأوامر و بس و معرفتش أنها بتعامل أنسان ممكن يغلط ..... و بيحتاج للحنية ..... و بيحتاج للنصيحة
مايا و هي تشعر بالدموع تنزل من عينيها ببطء متاثرة بكلام عمتها التي اكملت قائلة:
شريفة:أنت غلطت لما كلمتيه تاني و غلطتي اكتر لما قابلتيه ...... لأن بكده هو حس أنك خايفة منه
مايا:ما هو قالي هيقول لبابا ولسالم على كل حاجه
شريفة و هي تقول بحكمتها التي اكتسبتها عبر السنين:تفتكري واحد عمل كده في بنت هيقدر يتكلم !! ومع مين أبوها و جوزها!!
مايا:ما انا خفت يا طنط ..... خفت يبوظلي حياتي اللي ما صدقت بقت زي ما بتمناها طول عمري
شريفة:متخافيش يا حبيبتي .... انت غلطتي .... و توبتي .... و ربنا بيغفر الذنب بعد التوبة .... و انا جنبك و مش هسيبك أبدا
أنتبهت مايا على صوت هاتفها الخليوي ..... فنظرت للشاشة و وجدت رقم سالم فأجابت:
مايا و هي تحاول ان يبدو صوتها طبيعيا:الو
سالم:ايوة يا حبيتي روحتي و لا لسه؟؟
مايا:لا لسه قاعدة شوية مع طنط , أصلي لقيت بابا نايم فقلت استناه لما يصحى
سالم:خلاص خليكي و انا هخلص شغل و اعدي عليكي
مايا:خلاص هنستناك
سالم:سلمي على طنط و عمو
مايا:يوصل , خلي بالك من نفسك
سالم:بوسيلي احمد
مايا و هي تبتسم بحزن:من عينيا
أغلقت مايا الهاتف و هي تشعر بالقلق و سمعت عمتها تقول:
شريفة: هو هيتصل بيكي امتى؟؟؟؟
مايا:قالي هيتصل عشان يقولي هقابله فين و امتى
شريفة:طيب
مايا:هنعمل ايه؟؟؟؟؟؟؟؟
شريفة و هي تنظر لمايا بحنان:مشيليش هم حاجه انا هتصرف .
ام دهب و مصطفى- عضو برونزى
- الجنس :
عدد المساهمات : 2052
نقاط : 2812
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: ** احتاج اليك **
الحلقة الخامسة عشر
جاء سالم الى منزل والد مايا و جلس مع والدها يتناقشان في أمور البلاد السياسية بينما كانت مايا تساعد عمتها في إعداد طعام الغداء و بعدها جلست الأسرة لتتناول الغداء سويا و كانت شريفة تحاول تلطيف الجو حتى لا يشعر سالم بحزن زوجته و بعد ذلك أعدت مايا القهوة و قدمتها لوالدها و زوجها في الشرفة و ظلت هي بصحبة عمتها في المطبخ تتكلمان بصوت خافت :
شريفة:خلاص يا مايا متقلقيش خالص
مايا و هي خائفة:بس قوليلي ناويه تعملي ايه ؟
شريفة:مش وقت كلام في الموضوع ده جوزك و أبوكي بره
مايا و هي تنظر للأرض مفكرة:معاكي حق
شريفة:روحي مع جوزك و متخلهوش يحس بأي حاجة
مايا:ازاي بس ده أنا أعصابي بايظة خالص
شريفة:يا مايا اهم حاجة ان الموضوع ميوصلش لسالم
مايا:حاضر هحاول اكون طبيعية
شريفة:يلا يا حبيبتي تعالي نطلع نقعد معاهم
مايا و هي تنظر لعمتها بحب و تقدير:مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه ؟ .... يمكن كنت هموت نفسي
شريفة تحتضن مايا:بعد الشر عليكي يا حبيبتي اوعي تقولي كده تاني
مايا:تعرفي يا طنط انا انهارده بس عرفت يعني ايه حنيه
شريفة تبتسم بحنان:ربنا يصلحلك الحال و يعدي الموضوع ده على خير
خرجت كلتاهما من المطبخ و جلس الجميع في الشرفة حتى وقف سالم مستأذنا للإنصراف:
سالم:طيب نقوم احنا بقى يا عمي , تسلم ايدك يا طنط شريفة عالأكل الحلو
شريفة:بالهنا و الشفا يا سالم
الاب:على مهلك و انت سايق يا سالم , خلي بالك من أحمد يا مايا
مايا:حاضر يا بابا , خلي بالك انت من صحتك
سالم:انا هستناكي تحت و هىخد احمد معايا
مايا:طيب هلبس الطرحة و احصلك
سالم:سلام عليكم يا جماعة
الأب و شريفة و هما يقبلان احمد:و عليكم السلام
شريفة:أبقي تعالي كتير يا مايا عشان احمد بيوحشني اوي
مايا:ان شاء الله
مايا و هي تقبل رأس والدها:سلام عليكم يا بابا
الاب:و عليكم السلام يا مايا
مايا وهي تحتضن عمتها بقوة:مع السلامة يا طنط
شريفة:هكلمك الصبح ان شاء الله
غادرت مايا منزل والدها و هي تشعر بالراحة لأن هناك من يقف بجوارها في هذه المحنة ..... و حمدت الله على وجود عمتها في حياتها ..... صعدت مايا الى السيارة و احتضنت صغيرها و ظلت تحاول التصرف بطريقة طبيعية مع سالم و عند وصولهما الى المنزل نزلت مايا من السيارة و هي تحمل احمد الذي كان نائما و ألتفتت لتحمل حقيبة ابنها لتجد شخصا ينظر اليها من بعيد .
جلست شريفة في الشرفة بعد خلود أخيها الى النوم و امسكت الهاتف و أتصل بأحد الأشخاص:
شريفة:السلام عليكم
أزيك يا فاروق بيه , معاك شريفة عبد الله أرملة سعيد الجندي
اهلا بيك يا فندم
الحمد لله بخير
انا كنت عايزة اقابل حضرتك في موضوع مهم
يا ريت الصبح يكون أفضل
خلاص ان شاء الله الساعة تسعة هكون عند حضرتك في المكتب
لا يا فندم مفيش داعي تبعت العربية انا هآجي فتاكسي
متشكرة جدا يا فندم
السلام عليكم
وقفت مايا مسمرة في مكانها و هي تنظر الى وائل الذي يراقبها من بعيد و عينيه تمتلأ حقدا و غيرة ..... و كأنه يخبرها أنه يستطيع الوصول اليها أينما ذهبت ..... أقترب منها سالم و حمل معها الأغراض وقد لاحظ ملامحها المتوترة فسألها:
سالم:مالك يا مايا ؟ انتي تعبانة؟
مايا و هي ترسم أبتسامة على وجهها الحزين:لا يا حبيبي مفيش حاجه
سالم:طيب هاتي اشيل احمد
أعطته مايا الصغير و سارت بجواره و هي تنظر الى وائل الذي ظل يراقبهما حتى غابا عن ناظريه ...... وظل يفكر :
هتروحي مني فين يا مايا ...... وراكي وراكي ...... مش عارف انا ايه اللي عاجبك في جوزك ده !!!! ده حتى شكله ممل ....... أديني هسيبك يومين تلاته عشان توضبي امورك و نعرف نتقابل براحتنا ...... و نرجع ايامنا الجميلة ...... و أفكرك بحبيبك وائل ...
قامت مايا بتبديل ملابسها و بعد ذلك قامت بإطعام احمد و أعطته حماما دافئا و وضعته في فراشه و ذهبت لتجلس بجوار سالم الذي كان يتابع برنامجا اخباريا و عندما جلست مايا بجواره قام بإحتضانها قائلا:
سالم:احمد نام؟
مايا:ايوة استحمى و نام
سالم:تعالي بقى عشان انت واحشاني اوي
مايا وهي تحاول الهروب منه:معلش يا سالم اصلي تعبانه شويه
سالم:مالك يا مايا في حاجه مزعلاكي؟
مايا:لا ابدا
سالم:بقالك فترة مش طبيعية
مايا:انت عارف شغل البيت و طلبات احمد
سالم:قلتلك كذا مره هاتي شغاله تساعد
مايا:يظهر اني هعمل كده فعلا
سالم:طيب يلا عشان ندخل ننام
مايا:حاضر
أستلقت مايا بجوار زوجها الذي أقترب منها و ضمها الى صدره ....... حاولت مايا نسيان امر وائل و تهديده لها ...... لكنها لم تستطع فلمسات زوجها تذكرها بكابوس عاشته و مازالت تعيشه ...... اسمه وائل ......أحس سالم برفض زوجته له فتركها ظنا منه انها متعبة و نام ....... بينما ظلت مايا مستيقظة تفكر في عمتها و كيف ستساعدها في إخراج وائل من حياتها ...... و فكرت:
( يا ترى يا طنط هتقدري تتصرفي ؟ هيبعد عن حياتي ؟ هقدر أعيش زي الأول ؟ هقدر أكون طبيعية مع جوزي ؟ نظرت الى زوجها النائم و قالت : سامحني يا حبيبي سامحني )
الحلقة السادسة عشر
في تمام الساعة التاسعة إلا عشر دقائق كانت شريفة تنزل من سيارة الأجرة أمام مبني لأحد أجهزة الدولة الهامة و فور وصولها للبوابة اعطت أسمها للحارس الذي رحب بها و قام بتوصيلها للباب الداخلي و من هناك قام أحد الضباط بتوصيلها بنفسه الى مكتب فاروق المسيري و وقفت حتى يستأذن لها الضاب للدخول و بعد خروجه دخلت شريفة و كانت ترتدي عباءة سوداء أنيقة و تضع حجابا باللون الأسود و برغم بلوغها الخمسون من عمرها إلا أنها مازالت جميلة و أنيقة و فور دخولها قام السيد فاروق بالوقوف قائلا بترحاب صادق:
فاروق:شريفة هانم , أهلا بيكي نورتي المكتب
شريفة:اهلا بحضرتك , وشكرا عشان فضيت نفسك و قابلتني
فاروق:يا فندم ده جوز حضرتك كان رئيسي وأستاذي في يوم من الايام و اتعلمت على ايده كل حاجه , الله يرحمه
شريفة و قد أرتسمت أبتسامة حزينة على وجهها:الله يرحمه
فاروق:تحبي حضرتك تشربي ايه؟
شريفة:متشكرة مفيش داعي
فاروق:أزاي بس ؟ انا هل بقهوة و حضرتك؟
شريفة:خلاص قهوة مضبوط
فاروق و قد قام طلب القهوة و جلس ليستمع الى شريفة:خير يا فندم ايه الموضوع؟
شريفة و هي تحاول شرح مشكلة مايا دون الإساءة الى ابنة اخيها: الموضوع ان بنت اخويا الوحيد كانت تعرف شاب قبل الجواز و كان مفهمها انه مهندس و بعد كده اكتشفت انه مش مكمل تعليمه و كان بيخدعها فقررت تسيبه و قابلت جوزها و حصل نصيب و ربنا رزقها بطفل زي القمر , بس المشكلة ان الشاب ده قابلها صدفة و قالها انه هيحكي لجوزها اللي كان بينهم و هددها انها لازم تقابله او يفضحها
فاروق و قد أرتسم على وجهه تعبير جاد للغاية:قوليلي اسمه ايه الولد ده؟
شريفة قامت بإه=عطاءه اسم وائل و محل عمله القديم ثم قالت:بس أرجوك الموضوع لازم يتحل بعيد عن اخويا او جوز بنته
فاروق بثقة:متقلقيش حضرتك و أعتبري الموضوع انتهى
شريفة:بجد مش عارفه أشكر حضرتك ازاي
فاروق:لا شكر على واجب و انا تحت امر حضرتك في اي خدمة
شريفة:طيب أستأذن أنا عشان معطلكش أكتر من كده
فاروق:اتفضلي يا فندم و ان شاء الله يومين و كلميني أقولك ايه الأخبار
شريفة:ان شاء الله , عن أذنك
فاروق و هو يوصلها حتى الباب:اتفضلي يا فندم
و بعد ان خرجت شريفة من مكتب فاروق المسيري جلس على مكتبه و قام بطلب احد الضباط:
فاروق:ألو , ايوة يا حسام
تعالالي المكتب بسرعة
عادت شريفة الى منزل اخيها و قامت بإعداد طعام الغداء و بعد ذلك أيقظت أخيها و جلسا يأكلان في صمت:
والد مايا:مالك يا شريفة ساكته ليه؟
شريفة:ابدا يا اخويا مفيش
والد مايا:تسلم ايدك الأكل جميل اوي
شريفة:بالهنا و الشفا
والد مايا:هي مايا متخانقة مع سالم؟
نظرت شريفة الى اخيها بشك:ليه بتقول كده؟
والد مايا:اصل امبارح كان شكلها زعلان
شريفة :لا ابدا مفيش حاجه
والد مايا وهو يتحرك بكرسيه متجها الى الشرفة:تسلم ايدك يا شريفة , انا هستناكي في البلكونة نشرب الشاي
شريفة:حالا يكون الشاي جاهز
أعدت شريفة الشاي و جلست بجوار أخيها الذي بدا أنها يفكر في أمر ما فسألته شريفة:
شريفة:مالك بتفكر في ايه؟
والد مايا:بفكر في مايا , حاسس اني انا و مامتها كنا قاسيين معاها اوي
شريفة و هي تريد التخفيف عن اخيها :متقولش كده انتوا كنت بتخافوا عليها
والد مايا:تعرفي انا كنت دايما بقول لمامتها ان البنت محتاجه حنيه ..... عشان متدورش عليها بره البيت
شريفة:مايا متربية كويس متقلقش عليها
والد مايا:بس دايما بحس انها حزينة
شريفة:لا انت بس اللي بتقلق زياده عن اللزوم
والد مايا:اوعي تكوني مخبيه عليا حاجه تخص مايا
شريفة:اطمن خالص مايا كويسة و جوزها بيحبها و بيحترمها
والد مايا:نفسي اكون مطمن عليها قبل ما اموت
شريفة بحزن:متقولش كده ربنا يديك الصحة
والد مايا و هو ينظر بعيدا:خلاص انا حاسس اني هموت قريب , مامت مايا و حشتني اوي
شريفة و الدموع تنزل من عينيها:وتسيبني لوحدي
والد مايا:انت لسه صغيرة يا شريفة و ممكن تبدأي من جديد
شريفة وهي تضحك من بين دموعها: و هو انا ممكن افكر في اي راجل بعد عبدالله جوزي الله يرحمه
والد مايا و هو يربت على يد اخته:الله يرحمه
كانت مايا تقف في المطبخ تعد طعام الغداء لزوجها و هي تلاعب احمد في كرسيه و سمعت رنين هاتفها فظنت ان سالم هو المتصل:
مايا برقة:الو
وائل:ايه الروقان ده
مايا بفزع:هو انت؟؟؟؟
وائل:و هو في حد غيري يا جميل
مايا:يا وائل من فضلك متتصلش بيا تاني
وائل:معاكي حق بلاش تليفونات , ها هتقابليني امتى؟؟؟
مايا:مش هينفع اخرج لوحدي
وائل:خلاص اجيلك البيت
مايا بلهجة غاضبة:انت ازاي تقف تحت العمارة بتاعتي و تستناني؟؟؟؟
وائل :كنتي واحشاني موت , وكمان عشان تعرفي اني ممكن اجيلك في اي مكان ههههههههههه
أغلقت مايا الهاتف و هي تبكي من الغضب و قررت الاتصال بعمتها لتخبرها عما جرى .
كان الضابط حسام يستمع لتعليمات فاروق المسيري :
فاروق:فهمتني يا حسام , الواد ده عايزك تعرفلي كل حاجه عنه و عن أهله
حسام:حاضر يا فندم انا هجيب كل المعلومات خلال يومين
فاروق:الصبح الملف يكون على مكتبي
حسام:تحت امر سعادتك
فاروق:اتفضل انت دلوقت
خرج حسام بينما ظل فاروق يفكر في أرملة أستاذه الراحل و ظل يفكر هل يمكنه بدء حياة جديدة في مثل ؟
الحلقة السابعة عشر
في الصباح دخل الضابط حسام مكتب فاروق المسيري و هو يحمل مظروفا أصفر اللون و قام بتقديمه له:
حسام:صباح الخير يا فندم
فاروق:صباح الخير يا حسام , ها ايه الأخبار؟
حسام:تمتم يا فندم , الولد اسمه وائل محمد من اسرة بسيطة عايش في منطقة شعبية و باباه ميت و امه بتشتغل في البيوت و هو مش راضي بفقره خالص و عايز يبقى غني بأي طريقة , كان بيشتغل حارس امن في عماره من كام سنة و بعدين جاله سفر للسعودية قعد هناك سنتين و رجع , قبل ما يسافر كان بيستلف لبس و عربيات من اصحابه الاغنيا عشان يبان ابن ناس قدام البنات و كان ليه علاقات كتير و كمان عرفنا من زميله انه كان بيجيب بنات في شركة في العماره و يقولهم انها شركته و في والد بنت كان قدم فيه بلاغ انه اعتدى على بنته بس وقتها كان سافر و محدش كان يعرف اسمه بالكامل
فاروق ساخرا:ده طلع متخصص بفى في بنات الناس
حسام بجدية:فعلا يا فندم , بس هو رجع من السعودية و دلوقتي قاعد عاطل و بيخرج كل وم من بيته يفضل قاعد في قهوه في شارع معين شكله كده بيراقب حد
فاروق:انا عارف هو بيراقب مين , و بالنسبة لتليفوناته عرفت بيتصل بمين ؟
حسام:كمان ساعه هجيب لحضرتك تقرير بالأرقام اللي بيتصل بيها
فاروق:بسرعة يا حسام انا معتمد عليك في الموضوع ده
حسام بابتسامة قوية:تحت امرك يا فندم
فاروق:طيب أتفضل انت
حسام:عن أذن حضرتك
كانت مايا تجلس تتناول طعام الإفطار مع زوجها سالم:
سالم:مايا حبيبتي في ايه مالك؟
مايا و هي تفيق من شرودها:لا ابدا يا حبيبي مفيش حاجه
سالم:انا عارف مالك
مايا و قد أرتسم على وجهها تعبير فزع:عارف .... عارف ايه؟
سالم بحنان و طيبة:انت زهقتي من القعده لوحدك في البيت بس خلاص انا هآخد أجازة أسبوع و نطلع انا و انتي شرم الشيخ و ممكن كمان نسيب احمد مع طنط شريفة ها رأيك ايه ؟؟؟؟؟
مايا و في عينيها نظرة حزينة:ان شاء الله يا حبيبي
سالم:لو بس تقوليلي ايه اللي مزعلك .... يا مايا نفسي تحسسيني اني انا و انت شخص واحد لكن انت دايما بتخبي كل مشاعرك جواكي ..... يا مايا انا جوزك و حبيبك و ابو ابنك و نفسي اشوفك علطول فرحانة
مايا محاولة رسم ابتسامة صادقة:بجد مفيش حاجه و فكرة شرم الشيخ ده حلوة اوي .... ربنا يخليك ليا
استعد سالم ليغادر المنزل متجها الى عمله فأستوقفته مايا و أحتضنته بقوه قائلة:بحبك يا سالم اوعى يوم تبعد عني ابدا
قام سالم بتقبيلها في رأسها مطمئنا اياها:عمري ما هبعد عنك ابدا يا مايا
انصرف سالم و هو يفكر مالذي يشغل زوجته و يجعلها حزينة لهذه الدرجة ؟؟؟؟؟؟
كانت شريفة تحتسي قهوتها في الشرفة حينما جاءها اتصالا هاتفيا من مايا:
شريفة:الو
مايا:ازيك يا طنط شريفة؟
شريفة:ازيك يا حبيبتي , عاملة ايه؟
مايا:تعبانه يا طنط ..... تعبانه اوي
شريفة:مالك يا حبيبتي ..... اهدي و قوليلي ايه اللي حصل؟؟
مايا:كلمني امبارح و مصمم يقابلني , و يوم ما رجعت من عندكم لقيته واقف عند العمارة و بيبصلي ببجاحة
شريفة و هي تشعر بالغضب و الحزن :متقلقيش يا مايا كلها يومين تلاته و نخلص منه خالص
مايا و هي تبكي:مش مصدقة اني ممكن افوق من الكابوس ده ابدا................
شريفة بثقة:لأ صدقي ..... ان شاء الله ربنا هيحميكي و يسترك
ماياو هي تغمض عيناها و تنهمر دموعها:يا رب يا طنط ...... يا رب
دخل حسام على فاروق و هو يحمل سجل مكالمات تخص وائل:
حسام:اتفضل يا فندم
فاروق:برافو عليك يا حسام
حسام:اي خدمة يا فندم
فاروق:ها لقيت ايه؟
حسام:كلها مكالمات من اصحابه بس في رقم لقيناه لست متجوزة
فاروق:هو ده اللي انا عايزه
حسام:الست اسمها مايا متجوزة راجل محترم بيشتغل في بنك
فاروق:بيكلمها كل قد ايه؟
حسام:كل كام يوم و المكالمة بتكون قصيرة
فاروق:و هي بتكلمه؟؟
حسام:اتصلت بيه من كام يوم مره واحده بس
فاروق:عايزك تجيبلي الواد ده هنا
حسام:دلوقتي يا فندم؟
فاروق و قد قرر انهاء مأساة مايا:حالا
كان وائل يرتدي ملابسه و هو يغني أغنية شعبيه و يشعر بالسعاده لأنه سيقابل حبيبته ...... فقد قرر أن يذهب الى بيتها ليقابلها في غياب زوجها ...... و هو متأكد انها ستسعد بزيارته ...... فهو حبيبها الأول ...... و مع الوقت سيطلب منها مالا كثيرا ..... و ربما يطلب منها البحث له عن وظيفة تناسبه ......
كانت والدة وائل تجلس خارج غرفته و تستمع له و هو يغني ..... وقد كانت تشعر بالقلق فابنها منذ عودته من الخارج اصبح غريب الأطوار ...... فهو يرفض البحث عن عمل ....... و يخرج يوميا دون ان يخبرها أين يذهب ........ و دعت الله أن يكون ابنها غير متورطا في امر مشبوه ..........
الحلقة الثامنة عشر
قام وائل بوضع الكثير من العطر على ملابسه و خرج من غرفته و وجد والدته تنظر له بشك:
وائل:صباح الخير يا امه؟
الأم:صباح الخير يا ضنايا , على فين ان شاء الله؟
وائل:خلاص يا امه ربنا فرجها
الام وهي تشعر بالقلق:لقيت شغل؟
وائل:لأ لقيت اللي هيجيبلي الشغلانه اللي بحلم بيها ..... أدعيلي يا أمه
الأم:ربنا يسترها معاك و يكفيك شر نفسك
وائل غاضبا:ليه و انا بعمل ايه يعني؟
الام:يا ابني دور على شغلانه شريفة تاكل منها عيش
وائل بخبث:ما الشغلانة اللي لقيتها شريفة ..... شريفة اوي .............
انصرف وائل و هو يتخيل لقاءه مع مايا و كيف ستسعد بمجيئه .... و كيف أنه سيقضي وقتا ممتعا في غياب زوجها ..... أوقف وائل سيارة أجرة و أعطى السائق عنوان منزل مايا و ظل طوال الطريق يستمع الى اغنية رومانسية و فور أن وصل دفع المال للسائق ونزل ليرى ان حبيبته تقف في الشرفة و كأنها كانت في إنتظاره ....... نظر لها نظرة مليئة بالشوق و أبتسم ثم عبر الشارع ليصعد الى عمارتها
خرج الضابط حسام بصحبة فريق من الضباط لإلقاء القبض على وائل الذي كان هناك من يتابعه و قد تم إخبار حسام أنه خرج من منزله و أستقل سيارة أجرة و قد خمن حسام أنه ذاهب للجلوس في نفس المقهى الذي يجلس فيه كل يوم ليراقب تلك السيدة المتزوجة
وصلت سيارة الشرطة و وقف الضباط في إنتظار وصول وائل و بالفعل وقفت السيارة لكنها لم تقف أمام المقهى بل توقفت أمام منزل السيدة التي يراقبها وائل و فور نزوله من السياره رفع بصره للأعلى و على وجهه نظرة شريرة و عبر الشارع ليدخل الى العمارة لكنه أحس بأحدهم يقف خلفه .
كانت مايا تعد طعام الغداء لزوجها و بعد ذلك ذهبت لتنشر الملابس في الشرفة حتى تجف و عندما ألقت بنظرها الى الشارع فوجئت بوائل ينزل من سياة اجرة على الجهة المقابلة للعمارة التي تقطن بها ..... و يرفع بصره للأعلى ....... نظرت له برعب شديد ........ ماذا يريد ؟ هل يفكر في الوقوف ليشاهدني ؟ هل تراه سيحاول الإتصال بي ليقابلني ؟ ماذا تريد ان تفعل يا وائل ؟ هل تفكر في الصعود و تسبب لي فضيحة ؟ هل سيعرف سالم كل شيء ؟ هل سيفضح أمري ؟ ياااااااااااااااا رب أسترني فقد تبت عن ذنبي ياااااا رب
ألتفت وائل ليرى من يتبعه فوجد مجموعه من الضباط فقال بثقة:
وائل:خير يا باشا في حاجه؟؟؟
حسام بسخرية:مفيش حاجة يا وائل بيه .... بس عايزينك شوية
وائل و قد أحس أنه المقصود:ممكن اعرف في ايه؟
حسام:اتفضل معانا من غير شوشرة
وائل بغضب:مش هآجي الا لما اعرف في ايه
حسام و قد قاك بجذبه بقوة من ملابسه:أنجر أدامي يالاه .....
وائل:انا معملتش حاجه
حسام:انت هتستهبل يا روح .....
وائل:خلاص ... خلاص جاي بس متشدنيش
قام حسام بدفع وائل بغضب الى داخل سيارة الشرطة و قد جلس وائل و هو يشعر بالخوف ...... هل قامت مايا بإبلاغ الشرطة ؟
أم أنها اخبرت زوجها بكل شيء ؟ ( لقد ضاع مستقبلي ) حدث وائل نفسه و قد بدأ يندم على تصرفاته
كانت مايا تراقب ما يجري و هي تشعر أنها تحلم ...... هل جاءت الشرطة للقبض على وائل مصادفة ؟ هل تهديده لها هو السبب؟
أم أنه أرتكب شيئا آخر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دخلت مايا و هي ترتعش من الخوف و وجدت أحمد ينظر إليها و كانها يشعر بها ...... حملته مايا و أحتضنته بقوة و ظلت تبكي
ثم قامت لتتوضأ وتصلي ركتين لتشكر الله على ما حدث .
الحلقة التاسعة عشر ..و الأخيرة
دخل الضابط حسام و هو ممسكا بوائل بعنف مكتب السيد فاروق المسيري و قال بلهجة شديدة:
حسام:وائل يا فندم
نظر له فاروق و هو يتفحصه من أعلى الى أسفل:هو انت بقى !!!!
وائل محاولا التماسك أمام هذا الرجل الذي تحيط به هالة من الرهبة:تحت أمرك يا باشا
فاروق:جيبتوه منين يا حسام الواد ده؟
حسام:كان طالع شقة مدام مايا
فاروق:سيبهولي شوية يا حسام بيه
حسام:عن أذنك يا فندم
خرج حسام فيما وقف فاروق و بدأ يتجه نحو وائل الذي كان يرتعش من شدة خوفه منه .
أمسكت مايا هاتفها و قامت بالإتصال بعمتها و صوتها يرتجف:
مايا:الو
شريفة:ايوة يا مايا , ازيك يا حبيبتي و أزي احمد ؟
مايا و هي مازالت تبكي:شوفتي يا طنط اللي حصل ؟
شريفة:خير ان شاء الله؟
مايا:الحيوان جالي تحت البيت و كان هيطلع
شريفة:يطلع !!! يا خبر و بعدين ايه اللي حصل؟
مايا:كنت خلاص بفكر أموته أو أموت نفسي بس حصل حاجه غريبة
شريفة:ايه؟
مايا:لقيت البوليس قبضوا عليها قبل ما يدخل العمارة و خدوه في البوكس
شريفة وهي تكاد تبكي من شدة سعادتها لتدخل فاروق في الوقت المناسب:
شريفة:طيب يا بنتي الحمد لله , بتعيطي ليه بقى؟
مايا وهي تتخيل ما كان يمكن أن يحدث لها:تخيلي لو كان طلع ..... كان ايه اللي هيحصل؟
شريفة:يا بنتي قولي الحمد لله انها جت على قد كده
مايا:الحمد لله .... أنا لغاية دلوقتي مش مصدقة أنه اتقبض عليه
شريفة و هي تبتسم بحنان:أنت طيبة يا مايا و ربنا بيحبك
مايا و قد بدأت تهدأ:الحمد لله ..... الحمد لله
شريفة:خلاص بقى ..... ربنا نجاكي خدي بالك من جوزك و ابنك وانسي اللي فات
مايا و هي تفكر في سالم:معاكي حق يا طنط انا كنت مقصره مع سالم الفترة اللي فاتت اوي
شريفة:معلش يا حبيبتي ما اللي كنتي فيه كان صعب برده
مايا:طنط
شريفة:خير يا مايا
مايا بصدق :ربنا يخليكي ليا
شريفة:و يخليكي ليا يا حبيبتي و يباركلك في جوزك و ابنك
وقف فاروق أمام وائل و قال له بلهحة غاضبة:
فاروق:انت ايه بقى اللي بتعمله يا سي وائل !!!!
وائل:خير يا باشا
فاروق:أتعدل يالاه ..... مالك و مال بنات الناس يا روح ....
وائل:بتتكلم عن ايه يا باشا
فاروق وهو يمسك بوائل من رقبته بعنف:انت هتتعدل و لا أجيبهم يعدلوك ؟؟؟؟
وائل:لا يا باشا خلاص هتعدل
فاروق:بص يا وائل بيه انت في بلاغ متقدم ضدك من ابو بنت اسمها رشا بس ساعتها انت كنت سافرت بره مصر و كمان مكنتش تعرف اسمك بالكامل .... فاكر رشا يالاه؟؟؟
وائل بخوف:فاكرها يا باشا
فاروق:القضية ده لو اتفتحت ممكن تاخد اعدام فيها
وائل:اعدام !!!!!!!
فاروق ساخرا:امال ايه يا روميو .... هو شرف بنات الناس لعبة ؟؟؟؟
وائل نظر لفاروق و هو يسترجع كل ماضيه القذررو ظل صامتا .........
فاروق:بتفكر في ايه ؟ المصيبة بقى فاللي انت بتعمله دلوقت ..... ها هتتكلم و لا تشرف عندنا كام يوم نضبطك فيهم
وائل و قد شعر بأنه سيدفع ثمن جرائمه:هتكلم يا باشا .... هتكلم
فاروق:كويس اوي , اول حاجة مدام مايا عايز منها ايه؟؟؟؟؟
وائل:كنت بهددها عشان آخد منها فلوس إكمنها يعني كانت ماشيه معايا زمان وكده يعني
لم يشعر فاروق بنفسه سوى بيده و هي تصفع وجه وائل ..................
فاروق:اتكلم عدل ايه ماشية معاك ده ؟؟؟
خشي وائل ان يخبره بأنه أعتدى عليها منذ سنوات فقال:قصدي انا اللي كنت بحبها يا باشا
فاروق:و لما رجعت و لقيتها اتجوزت بتطاردها ليه ؟ اوعى تستهبل و تقولي بتحبها
وائل:لا يا باشا كنت عايز فلوس بس
فاروق بانفعال شديد وهو يضرب وائل بعنف: وكنت طالعلها شقتها ليه يا ابن ال....
وائل و قد بدأ يبكي:خلاص يا باشا مش هقرب ناحيتها تاني
فاروق بصوت مرتفع:بص يالاه انا هسيبك تمشي من هنا عشان حاجه واحده بس , عارف ايه هيه؟
وائل و هو ينتفض من شدة الخوف:ايه يا باشا؟
فاروق:عشان والدتك ست طيبة و متستاهلش انها تتحسر عليك و هي في السن ده
وائل وقد تذكر دعاء والدته له و بدأ يبكي كالأطفال ...................
فاروق:انا همشيك بس اقسم بالله لو قربت من مدام مايا أو حتى عديت من الشارع بتاعها لهجيبك هنا و أوريك اللي عمرك ما شوفته
وائل:احلفلك يا بيه مش هآجي ناحيتها تاني
فاروق:يلا غور و ابقى امشي عدل و اتقي الله في بنات الناس
غادر وائل و هو غير مصدق أنه خرج دون أن يتم القبض عليه ..... ركب حافلة للنقل العام و عاد الى الحي الشعبي الذي يسكن به .
رفع فاروق سماعة الهاتف و أتصل برقم شريفة ليطمئنها :
شريفة:السلام عليكم
فاروق:و عليكم السلام , مع حضرتك فاروق المسيري
شريفة:أهلا يا فندم أزي حضرتك؟
فاروق:بخير الحمد لله , و حضرتك عامله ايه؟
شريفة:الحمد لله
فاروق:حبيت أطمنك الموضوع أنتهى خلاص
شريفة:مش عارفة أشكرك ازاي
فاروق:والله أنا كان ليا طلب عند حضرتك
شريفة:خير أي حاجة أقدر أقدمهالك؟
فاروق:لو ممكن آجي أشرب القهوة مع أخو حضرتك
شريفة:طبعا حضرتك تشرفنا
فاروق:بس قبل ما آجي أنا عايز أسألك الأول
شريفة:خير؟؟؟
فاروق:يا ترى تسمحي تكوني الانسانة اللي أكمل معاها حياتي؟؟؟
شريفة:حضرتك تقصد أنك عاوز ......
فاروق:أنا أرمل من عشر سنين و ربنا رزقني ببنت واحده هاجرت أمريكا مع جوزها و عايش لوحدي
شريفة:بس أنا عمري ما فكرت في الجواز بعد المرحوم
فاروق:يا ريت تفكري و أنا هتصل بيكي كمان يومين تبلغيني قرارك
شريفة:ان شاء الله
فاروق:السلام عليكم
شريفة:و عليكم السلام
أغلقت شريفة الهاتف و هي تفكر ..... هل يمكنها البدء من جديد ؟؟؟ هل يمكنها ان تتزوج و هي في هذا السن ؟؟؟
أرتدت مايا فستانا قصيرا أبيض اللون و وضعت بعض مستحضرات التجميل وجلست تنتظر سالم زوجها الحبيب ....... الذي فور دخوله الى المنزل لاحظ أن البيت هادئ فدخل يبحث في غرفة النوم عن مايا و احمد ...... لكنه لم يجد سوى احمد نائما في فراشه ...... سمع صوت موسيقى هادئه تأتي من غرفة المعيشة فدخل ليجد مايا تنظر له و هي تبتسم ........ كم مر من الوقت لم يرها مبتسمة تلك الإبتسامة التي يعشقها ....... ظل ينظر اليها بشوق ........ و قبل أن يتكلم وجدها ترتمي بين ذراعيه و كأنها كانت تشتاق له ....... أحتضنها سالم بحنان و قال لها:
سالم:لو تعرفي كنتي واحشاني الفترة اللي فاتت قد ايه ؟؟؟؟ ....... و كنت محتاجلك قد ايه ؟؟؟؟
مايا:و انت كمان وحشتني أوي أوي
سالم:طيب وريني قد ايه .
بعد مرور شهر كان الجميع يجلسون في منزل والد مايا ليحضروا عقد قرانها على فاروق و الذي كان يبدو سعيدا للغاية ..
أما شريفة فكانت تشعر بالخجل و كأنها شابة صغيرة تتزوج لأول مرة
كانت مايا تنظر لسالم بحب شديد وتقول له في قلبها
( أحتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاج إليك )
منقولة
جاء سالم الى منزل والد مايا و جلس مع والدها يتناقشان في أمور البلاد السياسية بينما كانت مايا تساعد عمتها في إعداد طعام الغداء و بعدها جلست الأسرة لتتناول الغداء سويا و كانت شريفة تحاول تلطيف الجو حتى لا يشعر سالم بحزن زوجته و بعد ذلك أعدت مايا القهوة و قدمتها لوالدها و زوجها في الشرفة و ظلت هي بصحبة عمتها في المطبخ تتكلمان بصوت خافت :
شريفة:خلاص يا مايا متقلقيش خالص
مايا و هي خائفة:بس قوليلي ناويه تعملي ايه ؟
شريفة:مش وقت كلام في الموضوع ده جوزك و أبوكي بره
مايا و هي تنظر للأرض مفكرة:معاكي حق
شريفة:روحي مع جوزك و متخلهوش يحس بأي حاجة
مايا:ازاي بس ده أنا أعصابي بايظة خالص
شريفة:يا مايا اهم حاجة ان الموضوع ميوصلش لسالم
مايا:حاضر هحاول اكون طبيعية
شريفة:يلا يا حبيبتي تعالي نطلع نقعد معاهم
مايا و هي تنظر لعمتها بحب و تقدير:مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه ؟ .... يمكن كنت هموت نفسي
شريفة تحتضن مايا:بعد الشر عليكي يا حبيبتي اوعي تقولي كده تاني
مايا:تعرفي يا طنط انا انهارده بس عرفت يعني ايه حنيه
شريفة تبتسم بحنان:ربنا يصلحلك الحال و يعدي الموضوع ده على خير
خرجت كلتاهما من المطبخ و جلس الجميع في الشرفة حتى وقف سالم مستأذنا للإنصراف:
سالم:طيب نقوم احنا بقى يا عمي , تسلم ايدك يا طنط شريفة عالأكل الحلو
شريفة:بالهنا و الشفا يا سالم
الاب:على مهلك و انت سايق يا سالم , خلي بالك من أحمد يا مايا
مايا:حاضر يا بابا , خلي بالك انت من صحتك
سالم:انا هستناكي تحت و هىخد احمد معايا
مايا:طيب هلبس الطرحة و احصلك
سالم:سلام عليكم يا جماعة
الأب و شريفة و هما يقبلان احمد:و عليكم السلام
شريفة:أبقي تعالي كتير يا مايا عشان احمد بيوحشني اوي
مايا:ان شاء الله
مايا و هي تقبل رأس والدها:سلام عليكم يا بابا
الاب:و عليكم السلام يا مايا
مايا وهي تحتضن عمتها بقوة:مع السلامة يا طنط
شريفة:هكلمك الصبح ان شاء الله
غادرت مايا منزل والدها و هي تشعر بالراحة لأن هناك من يقف بجوارها في هذه المحنة ..... و حمدت الله على وجود عمتها في حياتها ..... صعدت مايا الى السيارة و احتضنت صغيرها و ظلت تحاول التصرف بطريقة طبيعية مع سالم و عند وصولهما الى المنزل نزلت مايا من السيارة و هي تحمل احمد الذي كان نائما و ألتفتت لتحمل حقيبة ابنها لتجد شخصا ينظر اليها من بعيد .
جلست شريفة في الشرفة بعد خلود أخيها الى النوم و امسكت الهاتف و أتصل بأحد الأشخاص:
شريفة:السلام عليكم
أزيك يا فاروق بيه , معاك شريفة عبد الله أرملة سعيد الجندي
اهلا بيك يا فندم
الحمد لله بخير
انا كنت عايزة اقابل حضرتك في موضوع مهم
يا ريت الصبح يكون أفضل
خلاص ان شاء الله الساعة تسعة هكون عند حضرتك في المكتب
لا يا فندم مفيش داعي تبعت العربية انا هآجي فتاكسي
متشكرة جدا يا فندم
السلام عليكم
وقفت مايا مسمرة في مكانها و هي تنظر الى وائل الذي يراقبها من بعيد و عينيه تمتلأ حقدا و غيرة ..... و كأنه يخبرها أنه يستطيع الوصول اليها أينما ذهبت ..... أقترب منها سالم و حمل معها الأغراض وقد لاحظ ملامحها المتوترة فسألها:
سالم:مالك يا مايا ؟ انتي تعبانة؟
مايا و هي ترسم أبتسامة على وجهها الحزين:لا يا حبيبي مفيش حاجه
سالم:طيب هاتي اشيل احمد
أعطته مايا الصغير و سارت بجواره و هي تنظر الى وائل الذي ظل يراقبهما حتى غابا عن ناظريه ...... وظل يفكر :
هتروحي مني فين يا مايا ...... وراكي وراكي ...... مش عارف انا ايه اللي عاجبك في جوزك ده !!!! ده حتى شكله ممل ....... أديني هسيبك يومين تلاته عشان توضبي امورك و نعرف نتقابل براحتنا ...... و نرجع ايامنا الجميلة ...... و أفكرك بحبيبك وائل ...
قامت مايا بتبديل ملابسها و بعد ذلك قامت بإطعام احمد و أعطته حماما دافئا و وضعته في فراشه و ذهبت لتجلس بجوار سالم الذي كان يتابع برنامجا اخباريا و عندما جلست مايا بجواره قام بإحتضانها قائلا:
سالم:احمد نام؟
مايا:ايوة استحمى و نام
سالم:تعالي بقى عشان انت واحشاني اوي
مايا وهي تحاول الهروب منه:معلش يا سالم اصلي تعبانه شويه
سالم:مالك يا مايا في حاجه مزعلاكي؟
مايا:لا ابدا
سالم:بقالك فترة مش طبيعية
مايا:انت عارف شغل البيت و طلبات احمد
سالم:قلتلك كذا مره هاتي شغاله تساعد
مايا:يظهر اني هعمل كده فعلا
سالم:طيب يلا عشان ندخل ننام
مايا:حاضر
أستلقت مايا بجوار زوجها الذي أقترب منها و ضمها الى صدره ....... حاولت مايا نسيان امر وائل و تهديده لها ...... لكنها لم تستطع فلمسات زوجها تذكرها بكابوس عاشته و مازالت تعيشه ...... اسمه وائل ......أحس سالم برفض زوجته له فتركها ظنا منه انها متعبة و نام ....... بينما ظلت مايا مستيقظة تفكر في عمتها و كيف ستساعدها في إخراج وائل من حياتها ...... و فكرت:
( يا ترى يا طنط هتقدري تتصرفي ؟ هيبعد عن حياتي ؟ هقدر أعيش زي الأول ؟ هقدر أكون طبيعية مع جوزي ؟ نظرت الى زوجها النائم و قالت : سامحني يا حبيبي سامحني )
الحلقة السادسة عشر
في تمام الساعة التاسعة إلا عشر دقائق كانت شريفة تنزل من سيارة الأجرة أمام مبني لأحد أجهزة الدولة الهامة و فور وصولها للبوابة اعطت أسمها للحارس الذي رحب بها و قام بتوصيلها للباب الداخلي و من هناك قام أحد الضباط بتوصيلها بنفسه الى مكتب فاروق المسيري و وقفت حتى يستأذن لها الضاب للدخول و بعد خروجه دخلت شريفة و كانت ترتدي عباءة سوداء أنيقة و تضع حجابا باللون الأسود و برغم بلوغها الخمسون من عمرها إلا أنها مازالت جميلة و أنيقة و فور دخولها قام السيد فاروق بالوقوف قائلا بترحاب صادق:
فاروق:شريفة هانم , أهلا بيكي نورتي المكتب
شريفة:اهلا بحضرتك , وشكرا عشان فضيت نفسك و قابلتني
فاروق:يا فندم ده جوز حضرتك كان رئيسي وأستاذي في يوم من الايام و اتعلمت على ايده كل حاجه , الله يرحمه
شريفة و قد أرتسمت أبتسامة حزينة على وجهها:الله يرحمه
فاروق:تحبي حضرتك تشربي ايه؟
شريفة:متشكرة مفيش داعي
فاروق:أزاي بس ؟ انا هل بقهوة و حضرتك؟
شريفة:خلاص قهوة مضبوط
فاروق و قد قام طلب القهوة و جلس ليستمع الى شريفة:خير يا فندم ايه الموضوع؟
شريفة و هي تحاول شرح مشكلة مايا دون الإساءة الى ابنة اخيها: الموضوع ان بنت اخويا الوحيد كانت تعرف شاب قبل الجواز و كان مفهمها انه مهندس و بعد كده اكتشفت انه مش مكمل تعليمه و كان بيخدعها فقررت تسيبه و قابلت جوزها و حصل نصيب و ربنا رزقها بطفل زي القمر , بس المشكلة ان الشاب ده قابلها صدفة و قالها انه هيحكي لجوزها اللي كان بينهم و هددها انها لازم تقابله او يفضحها
فاروق و قد أرتسم على وجهه تعبير جاد للغاية:قوليلي اسمه ايه الولد ده؟
شريفة قامت بإه=عطاءه اسم وائل و محل عمله القديم ثم قالت:بس أرجوك الموضوع لازم يتحل بعيد عن اخويا او جوز بنته
فاروق بثقة:متقلقيش حضرتك و أعتبري الموضوع انتهى
شريفة:بجد مش عارفه أشكر حضرتك ازاي
فاروق:لا شكر على واجب و انا تحت امر حضرتك في اي خدمة
شريفة:طيب أستأذن أنا عشان معطلكش أكتر من كده
فاروق:اتفضلي يا فندم و ان شاء الله يومين و كلميني أقولك ايه الأخبار
شريفة:ان شاء الله , عن أذنك
فاروق و هو يوصلها حتى الباب:اتفضلي يا فندم
و بعد ان خرجت شريفة من مكتب فاروق المسيري جلس على مكتبه و قام بطلب احد الضباط:
فاروق:ألو , ايوة يا حسام
تعالالي المكتب بسرعة
عادت شريفة الى منزل اخيها و قامت بإعداد طعام الغداء و بعد ذلك أيقظت أخيها و جلسا يأكلان في صمت:
والد مايا:مالك يا شريفة ساكته ليه؟
شريفة:ابدا يا اخويا مفيش
والد مايا:تسلم ايدك الأكل جميل اوي
شريفة:بالهنا و الشفا
والد مايا:هي مايا متخانقة مع سالم؟
نظرت شريفة الى اخيها بشك:ليه بتقول كده؟
والد مايا:اصل امبارح كان شكلها زعلان
شريفة :لا ابدا مفيش حاجه
والد مايا وهو يتحرك بكرسيه متجها الى الشرفة:تسلم ايدك يا شريفة , انا هستناكي في البلكونة نشرب الشاي
شريفة:حالا يكون الشاي جاهز
أعدت شريفة الشاي و جلست بجوار أخيها الذي بدا أنها يفكر في أمر ما فسألته شريفة:
شريفة:مالك بتفكر في ايه؟
والد مايا:بفكر في مايا , حاسس اني انا و مامتها كنا قاسيين معاها اوي
شريفة و هي تريد التخفيف عن اخيها :متقولش كده انتوا كنت بتخافوا عليها
والد مايا:تعرفي انا كنت دايما بقول لمامتها ان البنت محتاجه حنيه ..... عشان متدورش عليها بره البيت
شريفة:مايا متربية كويس متقلقش عليها
والد مايا:بس دايما بحس انها حزينة
شريفة:لا انت بس اللي بتقلق زياده عن اللزوم
والد مايا:اوعي تكوني مخبيه عليا حاجه تخص مايا
شريفة:اطمن خالص مايا كويسة و جوزها بيحبها و بيحترمها
والد مايا:نفسي اكون مطمن عليها قبل ما اموت
شريفة بحزن:متقولش كده ربنا يديك الصحة
والد مايا و هو ينظر بعيدا:خلاص انا حاسس اني هموت قريب , مامت مايا و حشتني اوي
شريفة و الدموع تنزل من عينيها:وتسيبني لوحدي
والد مايا:انت لسه صغيرة يا شريفة و ممكن تبدأي من جديد
شريفة وهي تضحك من بين دموعها: و هو انا ممكن افكر في اي راجل بعد عبدالله جوزي الله يرحمه
والد مايا و هو يربت على يد اخته:الله يرحمه
كانت مايا تقف في المطبخ تعد طعام الغداء لزوجها و هي تلاعب احمد في كرسيه و سمعت رنين هاتفها فظنت ان سالم هو المتصل:
مايا برقة:الو
وائل:ايه الروقان ده
مايا بفزع:هو انت؟؟؟؟
وائل:و هو في حد غيري يا جميل
مايا:يا وائل من فضلك متتصلش بيا تاني
وائل:معاكي حق بلاش تليفونات , ها هتقابليني امتى؟؟؟
مايا:مش هينفع اخرج لوحدي
وائل:خلاص اجيلك البيت
مايا بلهجة غاضبة:انت ازاي تقف تحت العمارة بتاعتي و تستناني؟؟؟؟
وائل :كنتي واحشاني موت , وكمان عشان تعرفي اني ممكن اجيلك في اي مكان ههههههههههه
أغلقت مايا الهاتف و هي تبكي من الغضب و قررت الاتصال بعمتها لتخبرها عما جرى .
كان الضابط حسام يستمع لتعليمات فاروق المسيري :
فاروق:فهمتني يا حسام , الواد ده عايزك تعرفلي كل حاجه عنه و عن أهله
حسام:حاضر يا فندم انا هجيب كل المعلومات خلال يومين
فاروق:الصبح الملف يكون على مكتبي
حسام:تحت امر سعادتك
فاروق:اتفضل انت دلوقت
خرج حسام بينما ظل فاروق يفكر في أرملة أستاذه الراحل و ظل يفكر هل يمكنه بدء حياة جديدة في مثل ؟
الحلقة السابعة عشر
في الصباح دخل الضابط حسام مكتب فاروق المسيري و هو يحمل مظروفا أصفر اللون و قام بتقديمه له:
حسام:صباح الخير يا فندم
فاروق:صباح الخير يا حسام , ها ايه الأخبار؟
حسام:تمتم يا فندم , الولد اسمه وائل محمد من اسرة بسيطة عايش في منطقة شعبية و باباه ميت و امه بتشتغل في البيوت و هو مش راضي بفقره خالص و عايز يبقى غني بأي طريقة , كان بيشتغل حارس امن في عماره من كام سنة و بعدين جاله سفر للسعودية قعد هناك سنتين و رجع , قبل ما يسافر كان بيستلف لبس و عربيات من اصحابه الاغنيا عشان يبان ابن ناس قدام البنات و كان ليه علاقات كتير و كمان عرفنا من زميله انه كان بيجيب بنات في شركة في العماره و يقولهم انها شركته و في والد بنت كان قدم فيه بلاغ انه اعتدى على بنته بس وقتها كان سافر و محدش كان يعرف اسمه بالكامل
فاروق ساخرا:ده طلع متخصص بفى في بنات الناس
حسام بجدية:فعلا يا فندم , بس هو رجع من السعودية و دلوقتي قاعد عاطل و بيخرج كل وم من بيته يفضل قاعد في قهوه في شارع معين شكله كده بيراقب حد
فاروق:انا عارف هو بيراقب مين , و بالنسبة لتليفوناته عرفت بيتصل بمين ؟
حسام:كمان ساعه هجيب لحضرتك تقرير بالأرقام اللي بيتصل بيها
فاروق:بسرعة يا حسام انا معتمد عليك في الموضوع ده
حسام بابتسامة قوية:تحت امرك يا فندم
فاروق:طيب أتفضل انت
حسام:عن أذن حضرتك
كانت مايا تجلس تتناول طعام الإفطار مع زوجها سالم:
سالم:مايا حبيبتي في ايه مالك؟
مايا و هي تفيق من شرودها:لا ابدا يا حبيبي مفيش حاجه
سالم:انا عارف مالك
مايا و قد أرتسم على وجهها تعبير فزع:عارف .... عارف ايه؟
سالم بحنان و طيبة:انت زهقتي من القعده لوحدك في البيت بس خلاص انا هآخد أجازة أسبوع و نطلع انا و انتي شرم الشيخ و ممكن كمان نسيب احمد مع طنط شريفة ها رأيك ايه ؟؟؟؟؟
مايا و في عينيها نظرة حزينة:ان شاء الله يا حبيبي
سالم:لو بس تقوليلي ايه اللي مزعلك .... يا مايا نفسي تحسسيني اني انا و انت شخص واحد لكن انت دايما بتخبي كل مشاعرك جواكي ..... يا مايا انا جوزك و حبيبك و ابو ابنك و نفسي اشوفك علطول فرحانة
مايا محاولة رسم ابتسامة صادقة:بجد مفيش حاجه و فكرة شرم الشيخ ده حلوة اوي .... ربنا يخليك ليا
استعد سالم ليغادر المنزل متجها الى عمله فأستوقفته مايا و أحتضنته بقوه قائلة:بحبك يا سالم اوعى يوم تبعد عني ابدا
قام سالم بتقبيلها في رأسها مطمئنا اياها:عمري ما هبعد عنك ابدا يا مايا
انصرف سالم و هو يفكر مالذي يشغل زوجته و يجعلها حزينة لهذه الدرجة ؟؟؟؟؟؟
كانت شريفة تحتسي قهوتها في الشرفة حينما جاءها اتصالا هاتفيا من مايا:
شريفة:الو
مايا:ازيك يا طنط شريفة؟
شريفة:ازيك يا حبيبتي , عاملة ايه؟
مايا:تعبانه يا طنط ..... تعبانه اوي
شريفة:مالك يا حبيبتي ..... اهدي و قوليلي ايه اللي حصل؟؟
مايا:كلمني امبارح و مصمم يقابلني , و يوم ما رجعت من عندكم لقيته واقف عند العمارة و بيبصلي ببجاحة
شريفة و هي تشعر بالغضب و الحزن :متقلقيش يا مايا كلها يومين تلاته و نخلص منه خالص
مايا و هي تبكي:مش مصدقة اني ممكن افوق من الكابوس ده ابدا................
شريفة بثقة:لأ صدقي ..... ان شاء الله ربنا هيحميكي و يسترك
ماياو هي تغمض عيناها و تنهمر دموعها:يا رب يا طنط ...... يا رب
دخل حسام على فاروق و هو يحمل سجل مكالمات تخص وائل:
حسام:اتفضل يا فندم
فاروق:برافو عليك يا حسام
حسام:اي خدمة يا فندم
فاروق:ها لقيت ايه؟
حسام:كلها مكالمات من اصحابه بس في رقم لقيناه لست متجوزة
فاروق:هو ده اللي انا عايزه
حسام:الست اسمها مايا متجوزة راجل محترم بيشتغل في بنك
فاروق:بيكلمها كل قد ايه؟
حسام:كل كام يوم و المكالمة بتكون قصيرة
فاروق:و هي بتكلمه؟؟
حسام:اتصلت بيه من كام يوم مره واحده بس
فاروق:عايزك تجيبلي الواد ده هنا
حسام:دلوقتي يا فندم؟
فاروق و قد قرر انهاء مأساة مايا:حالا
كان وائل يرتدي ملابسه و هو يغني أغنية شعبيه و يشعر بالسعاده لأنه سيقابل حبيبته ...... فقد قرر أن يذهب الى بيتها ليقابلها في غياب زوجها ...... و هو متأكد انها ستسعد بزيارته ...... فهو حبيبها الأول ...... و مع الوقت سيطلب منها مالا كثيرا ..... و ربما يطلب منها البحث له عن وظيفة تناسبه ......
كانت والدة وائل تجلس خارج غرفته و تستمع له و هو يغني ..... وقد كانت تشعر بالقلق فابنها منذ عودته من الخارج اصبح غريب الأطوار ...... فهو يرفض البحث عن عمل ....... و يخرج يوميا دون ان يخبرها أين يذهب ........ و دعت الله أن يكون ابنها غير متورطا في امر مشبوه ..........
الحلقة الثامنة عشر
قام وائل بوضع الكثير من العطر على ملابسه و خرج من غرفته و وجد والدته تنظر له بشك:
وائل:صباح الخير يا امه؟
الأم:صباح الخير يا ضنايا , على فين ان شاء الله؟
وائل:خلاص يا امه ربنا فرجها
الام وهي تشعر بالقلق:لقيت شغل؟
وائل:لأ لقيت اللي هيجيبلي الشغلانه اللي بحلم بيها ..... أدعيلي يا أمه
الأم:ربنا يسترها معاك و يكفيك شر نفسك
وائل غاضبا:ليه و انا بعمل ايه يعني؟
الام:يا ابني دور على شغلانه شريفة تاكل منها عيش
وائل بخبث:ما الشغلانة اللي لقيتها شريفة ..... شريفة اوي .............
انصرف وائل و هو يتخيل لقاءه مع مايا و كيف ستسعد بمجيئه .... و كيف أنه سيقضي وقتا ممتعا في غياب زوجها ..... أوقف وائل سيارة أجرة و أعطى السائق عنوان منزل مايا و ظل طوال الطريق يستمع الى اغنية رومانسية و فور أن وصل دفع المال للسائق ونزل ليرى ان حبيبته تقف في الشرفة و كأنها كانت في إنتظاره ....... نظر لها نظرة مليئة بالشوق و أبتسم ثم عبر الشارع ليصعد الى عمارتها
خرج الضابط حسام بصحبة فريق من الضباط لإلقاء القبض على وائل الذي كان هناك من يتابعه و قد تم إخبار حسام أنه خرج من منزله و أستقل سيارة أجرة و قد خمن حسام أنه ذاهب للجلوس في نفس المقهى الذي يجلس فيه كل يوم ليراقب تلك السيدة المتزوجة
وصلت سيارة الشرطة و وقف الضباط في إنتظار وصول وائل و بالفعل وقفت السيارة لكنها لم تقف أمام المقهى بل توقفت أمام منزل السيدة التي يراقبها وائل و فور نزوله من السياره رفع بصره للأعلى و على وجهه نظرة شريرة و عبر الشارع ليدخل الى العمارة لكنه أحس بأحدهم يقف خلفه .
كانت مايا تعد طعام الغداء لزوجها و بعد ذلك ذهبت لتنشر الملابس في الشرفة حتى تجف و عندما ألقت بنظرها الى الشارع فوجئت بوائل ينزل من سياة اجرة على الجهة المقابلة للعمارة التي تقطن بها ..... و يرفع بصره للأعلى ....... نظرت له برعب شديد ........ ماذا يريد ؟ هل يفكر في الوقوف ليشاهدني ؟ هل تراه سيحاول الإتصال بي ليقابلني ؟ ماذا تريد ان تفعل يا وائل ؟ هل تفكر في الصعود و تسبب لي فضيحة ؟ هل سيعرف سالم كل شيء ؟ هل سيفضح أمري ؟ ياااااااااااااااا رب أسترني فقد تبت عن ذنبي ياااااا رب
ألتفت وائل ليرى من يتبعه فوجد مجموعه من الضباط فقال بثقة:
وائل:خير يا باشا في حاجه؟؟؟
حسام بسخرية:مفيش حاجة يا وائل بيه .... بس عايزينك شوية
وائل و قد أحس أنه المقصود:ممكن اعرف في ايه؟
حسام:اتفضل معانا من غير شوشرة
وائل بغضب:مش هآجي الا لما اعرف في ايه
حسام و قد قاك بجذبه بقوة من ملابسه:أنجر أدامي يالاه .....
وائل:انا معملتش حاجه
حسام:انت هتستهبل يا روح .....
وائل:خلاص ... خلاص جاي بس متشدنيش
قام حسام بدفع وائل بغضب الى داخل سيارة الشرطة و قد جلس وائل و هو يشعر بالخوف ...... هل قامت مايا بإبلاغ الشرطة ؟
أم أنها اخبرت زوجها بكل شيء ؟ ( لقد ضاع مستقبلي ) حدث وائل نفسه و قد بدأ يندم على تصرفاته
كانت مايا تراقب ما يجري و هي تشعر أنها تحلم ...... هل جاءت الشرطة للقبض على وائل مصادفة ؟ هل تهديده لها هو السبب؟
أم أنه أرتكب شيئا آخر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دخلت مايا و هي ترتعش من الخوف و وجدت أحمد ينظر إليها و كانها يشعر بها ...... حملته مايا و أحتضنته بقوة و ظلت تبكي
ثم قامت لتتوضأ وتصلي ركتين لتشكر الله على ما حدث .
الحلقة التاسعة عشر ..و الأخيرة
دخل الضابط حسام و هو ممسكا بوائل بعنف مكتب السيد فاروق المسيري و قال بلهجة شديدة:
حسام:وائل يا فندم
نظر له فاروق و هو يتفحصه من أعلى الى أسفل:هو انت بقى !!!!
وائل محاولا التماسك أمام هذا الرجل الذي تحيط به هالة من الرهبة:تحت أمرك يا باشا
فاروق:جيبتوه منين يا حسام الواد ده؟
حسام:كان طالع شقة مدام مايا
فاروق:سيبهولي شوية يا حسام بيه
حسام:عن أذنك يا فندم
خرج حسام فيما وقف فاروق و بدأ يتجه نحو وائل الذي كان يرتعش من شدة خوفه منه .
أمسكت مايا هاتفها و قامت بالإتصال بعمتها و صوتها يرتجف:
مايا:الو
شريفة:ايوة يا مايا , ازيك يا حبيبتي و أزي احمد ؟
مايا و هي مازالت تبكي:شوفتي يا طنط اللي حصل ؟
شريفة:خير ان شاء الله؟
مايا:الحيوان جالي تحت البيت و كان هيطلع
شريفة:يطلع !!! يا خبر و بعدين ايه اللي حصل؟
مايا:كنت خلاص بفكر أموته أو أموت نفسي بس حصل حاجه غريبة
شريفة:ايه؟
مايا:لقيت البوليس قبضوا عليها قبل ما يدخل العمارة و خدوه في البوكس
شريفة وهي تكاد تبكي من شدة سعادتها لتدخل فاروق في الوقت المناسب:
شريفة:طيب يا بنتي الحمد لله , بتعيطي ليه بقى؟
مايا وهي تتخيل ما كان يمكن أن يحدث لها:تخيلي لو كان طلع ..... كان ايه اللي هيحصل؟
شريفة:يا بنتي قولي الحمد لله انها جت على قد كده
مايا:الحمد لله .... أنا لغاية دلوقتي مش مصدقة أنه اتقبض عليه
شريفة و هي تبتسم بحنان:أنت طيبة يا مايا و ربنا بيحبك
مايا و قد بدأت تهدأ:الحمد لله ..... الحمد لله
شريفة:خلاص بقى ..... ربنا نجاكي خدي بالك من جوزك و ابنك وانسي اللي فات
مايا و هي تفكر في سالم:معاكي حق يا طنط انا كنت مقصره مع سالم الفترة اللي فاتت اوي
شريفة:معلش يا حبيبتي ما اللي كنتي فيه كان صعب برده
مايا:طنط
شريفة:خير يا مايا
مايا بصدق :ربنا يخليكي ليا
شريفة:و يخليكي ليا يا حبيبتي و يباركلك في جوزك و ابنك
وقف فاروق أمام وائل و قال له بلهحة غاضبة:
فاروق:انت ايه بقى اللي بتعمله يا سي وائل !!!!
وائل:خير يا باشا
فاروق:أتعدل يالاه ..... مالك و مال بنات الناس يا روح ....
وائل:بتتكلم عن ايه يا باشا
فاروق وهو يمسك بوائل من رقبته بعنف:انت هتتعدل و لا أجيبهم يعدلوك ؟؟؟؟
وائل:لا يا باشا خلاص هتعدل
فاروق:بص يا وائل بيه انت في بلاغ متقدم ضدك من ابو بنت اسمها رشا بس ساعتها انت كنت سافرت بره مصر و كمان مكنتش تعرف اسمك بالكامل .... فاكر رشا يالاه؟؟؟
وائل بخوف:فاكرها يا باشا
فاروق:القضية ده لو اتفتحت ممكن تاخد اعدام فيها
وائل:اعدام !!!!!!!
فاروق ساخرا:امال ايه يا روميو .... هو شرف بنات الناس لعبة ؟؟؟؟
وائل نظر لفاروق و هو يسترجع كل ماضيه القذررو ظل صامتا .........
فاروق:بتفكر في ايه ؟ المصيبة بقى فاللي انت بتعمله دلوقت ..... ها هتتكلم و لا تشرف عندنا كام يوم نضبطك فيهم
وائل و قد شعر بأنه سيدفع ثمن جرائمه:هتكلم يا باشا .... هتكلم
فاروق:كويس اوي , اول حاجة مدام مايا عايز منها ايه؟؟؟؟؟
وائل:كنت بهددها عشان آخد منها فلوس إكمنها يعني كانت ماشيه معايا زمان وكده يعني
لم يشعر فاروق بنفسه سوى بيده و هي تصفع وجه وائل ..................
فاروق:اتكلم عدل ايه ماشية معاك ده ؟؟؟
خشي وائل ان يخبره بأنه أعتدى عليها منذ سنوات فقال:قصدي انا اللي كنت بحبها يا باشا
فاروق:و لما رجعت و لقيتها اتجوزت بتطاردها ليه ؟ اوعى تستهبل و تقولي بتحبها
وائل:لا يا باشا كنت عايز فلوس بس
فاروق بانفعال شديد وهو يضرب وائل بعنف: وكنت طالعلها شقتها ليه يا ابن ال....
وائل و قد بدأ يبكي:خلاص يا باشا مش هقرب ناحيتها تاني
فاروق بصوت مرتفع:بص يالاه انا هسيبك تمشي من هنا عشان حاجه واحده بس , عارف ايه هيه؟
وائل و هو ينتفض من شدة الخوف:ايه يا باشا؟
فاروق:عشان والدتك ست طيبة و متستاهلش انها تتحسر عليك و هي في السن ده
وائل وقد تذكر دعاء والدته له و بدأ يبكي كالأطفال ...................
فاروق:انا همشيك بس اقسم بالله لو قربت من مدام مايا أو حتى عديت من الشارع بتاعها لهجيبك هنا و أوريك اللي عمرك ما شوفته
وائل:احلفلك يا بيه مش هآجي ناحيتها تاني
فاروق:يلا غور و ابقى امشي عدل و اتقي الله في بنات الناس
غادر وائل و هو غير مصدق أنه خرج دون أن يتم القبض عليه ..... ركب حافلة للنقل العام و عاد الى الحي الشعبي الذي يسكن به .
رفع فاروق سماعة الهاتف و أتصل برقم شريفة ليطمئنها :
شريفة:السلام عليكم
فاروق:و عليكم السلام , مع حضرتك فاروق المسيري
شريفة:أهلا يا فندم أزي حضرتك؟
فاروق:بخير الحمد لله , و حضرتك عامله ايه؟
شريفة:الحمد لله
فاروق:حبيت أطمنك الموضوع أنتهى خلاص
شريفة:مش عارفة أشكرك ازاي
فاروق:والله أنا كان ليا طلب عند حضرتك
شريفة:خير أي حاجة أقدر أقدمهالك؟
فاروق:لو ممكن آجي أشرب القهوة مع أخو حضرتك
شريفة:طبعا حضرتك تشرفنا
فاروق:بس قبل ما آجي أنا عايز أسألك الأول
شريفة:خير؟؟؟
فاروق:يا ترى تسمحي تكوني الانسانة اللي أكمل معاها حياتي؟؟؟
شريفة:حضرتك تقصد أنك عاوز ......
فاروق:أنا أرمل من عشر سنين و ربنا رزقني ببنت واحده هاجرت أمريكا مع جوزها و عايش لوحدي
شريفة:بس أنا عمري ما فكرت في الجواز بعد المرحوم
فاروق:يا ريت تفكري و أنا هتصل بيكي كمان يومين تبلغيني قرارك
شريفة:ان شاء الله
فاروق:السلام عليكم
شريفة:و عليكم السلام
أغلقت شريفة الهاتف و هي تفكر ..... هل يمكنها البدء من جديد ؟؟؟ هل يمكنها ان تتزوج و هي في هذا السن ؟؟؟
أرتدت مايا فستانا قصيرا أبيض اللون و وضعت بعض مستحضرات التجميل وجلست تنتظر سالم زوجها الحبيب ....... الذي فور دخوله الى المنزل لاحظ أن البيت هادئ فدخل يبحث في غرفة النوم عن مايا و احمد ...... لكنه لم يجد سوى احمد نائما في فراشه ...... سمع صوت موسيقى هادئه تأتي من غرفة المعيشة فدخل ليجد مايا تنظر له و هي تبتسم ........ كم مر من الوقت لم يرها مبتسمة تلك الإبتسامة التي يعشقها ....... ظل ينظر اليها بشوق ........ و قبل أن يتكلم وجدها ترتمي بين ذراعيه و كأنها كانت تشتاق له ....... أحتضنها سالم بحنان و قال لها:
سالم:لو تعرفي كنتي واحشاني الفترة اللي فاتت قد ايه ؟؟؟؟ ....... و كنت محتاجلك قد ايه ؟؟؟؟
مايا:و انت كمان وحشتني أوي أوي
سالم:طيب وريني قد ايه .
بعد مرور شهر كان الجميع يجلسون في منزل والد مايا ليحضروا عقد قرانها على فاروق و الذي كان يبدو سعيدا للغاية ..
أما شريفة فكانت تشعر بالخجل و كأنها شابة صغيرة تتزوج لأول مرة
كانت مايا تنظر لسالم بحب شديد وتقول له في قلبها
( أحتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاج إليك )
منقولة
ام دهب و مصطفى- عضو برونزى
- الجنس :
عدد المساهمات : 2052
نقاط : 2812
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: ** احتاج اليك **
قصة حلوة قوى
وفيها عبرة
ربنا يحفظ عرضنا وعرض اولادنا
واولاد المسلمين
ويهدى شبابنا
وفيها عبرة
ربنا يحفظ عرضنا وعرض اولادنا
واولاد المسلمين
ويهدى شبابنا
روز- عضو برونزى
- الجنس :
عدد المساهمات : 2675
نقاط : 3853
تاريخ التسجيل : 31/01/2013
رد: ** احتاج اليك **
روووووووووووعة
وفيها عظة وعبرة للبنات والشباب
ربنا يهديهم ويصلح أحوالهم
وفيها عظة وعبرة للبنات والشباب
ربنا يهديهم ويصلح أحوالهم
لولو حسن- عضو فضى
- الجنس :
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55
رد: ** احتاج اليك **
ياريت كلنا نتعلم
وناخد العبرة من هذه القصص
وناخد العبرة من هذه القصص
بسملة- عضو نشيط
- الجنس :
عدد المساهمات : 878
نقاط : 934
تاريخ التسجيل : 30/05/2013
رد: ** احتاج اليك **
قصة ذات عبرة
اللهم احفظنا واحفظ جميع بنات المسلمين
اللهم احفظنا واحفظ جميع بنات المسلمين
ابرار محمد- عضو نشيط
- الجنس :
عدد المساهمات : 687
نقاط : 767
تاريخ التسجيل : 23/07/2013
مواضيع مماثلة
» ذكاء طفل ..احتاج اليك أبى أكثر من المال
» هل زوجك بخيل ؟؟ اليك الحل !!
» هل تؤلمك عينيك من شاشة الحاسوب ؟ اليك الحل
» إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه ولكن اليك خمسة شروط!
» هل زوجك بخيل ؟؟ اليك الحل !!
» هل تؤلمك عينيك من شاشة الحاسوب ؟ اليك الحل
» إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه ولكن اليك خمسة شروط!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء ديسمبر 06, 2016 4:24 pm من طرف fola
» د. شريف الصفتى عالم الكيمياء المصرى النابغة
الثلاثاء ديسمبر 06, 2016 4:05 pm من طرف هدى من الله
» قصة سيدنا عزير
الإثنين نوفمبر 14, 2016 11:15 am من طرف سجدة
» ** قصة أبيار على **
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:58 am من طرف بهيرة
» خلو المكان ومرارة الغياب !!!
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:48 am من طرف هدى من الله
» يا حلاوة اللوبيا والارز بالشعرية
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:08 am من طرف بسملة
» طريقة عمل القراقيش المقرمشة و الهشة
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:07 am من طرف هدى من الله
» إعجاز بناء الكعبة
الإثنين نوفمبر 14, 2016 9:43 am من طرف روز
» صفات اليهود فى القرآن الكريم
الإثنين نوفمبر 14, 2016 9:42 am من طرف هدى من الله