روضة البدر
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

روضة البدر
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
روضة البدر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة
» فن باعواد الكبريت
 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Emptyالثلاثاء ديسمبر 06, 2016 4:24 pm من طرف fola

» د. شريف الصفتى عالم الكيمياء المصرى النابغة
 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Emptyالثلاثاء ديسمبر 06, 2016 4:05 pm من طرف هدى من الله

» قصة سيدنا عزير
 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Emptyالإثنين نوفمبر 14, 2016 11:15 am من طرف سجدة

» ** قصة أبيار على **
 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Emptyالإثنين نوفمبر 14, 2016 10:58 am من طرف بهيرة

» خلو المكان ومرارة الغياب !!!
 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Emptyالإثنين نوفمبر 14, 2016 10:48 am من طرف هدى من الله

» يا حلاوة اللوبيا والارز بالشعرية
 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Emptyالإثنين نوفمبر 14, 2016 10:08 am من طرف بسملة

» طريقة عمل القراقيش المقرمشة و الهشة
 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Emptyالإثنين نوفمبر 14, 2016 10:07 am من طرف هدى من الله

» إعجاز بناء الكعبة
 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Emptyالإثنين نوفمبر 14, 2016 9:43 am من طرف روز

» صفات اليهود فى القرآن الكريم
 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Emptyالإثنين نوفمبر 14, 2016 9:42 am من طرف هدى من الله

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

+5
سهيلة
توتى بدر
هدى من الله
فداء الاسلام
لولو حسن
9 مشترك

اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الأربعاء أبريل 30, 2014 11:47 pm

مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي
=====

الجزء الاول .. حياة الريف

كان يا ما كان في سالف العصر و ماضي الزمان
كانت هناك أسرة مكونة من رجل و امرأته و إبنهما
يسكنون في منطقة ريفية
تبعد خمسة عشرة كيلو متر غرب المدينة
الرجل في الخامسة والعشرين من العمر. قصير القامة
أسمر اللون, تشعر بأنه فقد عزيزا منذ عهد قريب حينما تنظر إليه
و ذلك بسبب مسحة الحزن التي تعلو وجهه, و لفرط حياءه
لا تكاد تسمع كلامه,فهو على درجة رفيعة من الأخلاق الحسنة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

زوجته إمرأة عشرينية أيضا, بيضاء هيفاء غيداء
متدينة, رقيقة المشاعر
محبة لزوجها و ولدها إلا أنها ضعيفة البنية,عليلة الجسم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أما وحيدهما فهو ما شاء الله
في منتهى الطاعة لوالديه يحبهما حبا جما
ذكي الفؤاد,متقِّد الذهن,غير هياب
حكيم رغم صغر سنة,إلى درجة أن والده يستشيره
في كثير من الأمور لثقته في رجاحة عقله و صواب نظرته

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

تمتلك هذه الأسرة الصغيرة السعيدة قطيعا من الأبقار
وجملا ضخما,وعدة رؤوس من الماعز,وهي ثروة في ذلك العصر
أمّا مسكنهم الريفي فيتكون من كوخين متجاورين
وبهو يسمى باللغة الشحرية ـ حُش ـ ويحيط بالمسكن سور عريض
مصنوع من أغصان الشجر اليابسة, تغطيه النباتات الزاحفة مثل:
(بيدأول,قمراوت,لوسزيف,شثكلفن) وغيرها من النباتات المتسلقة
وبجوار المسكن توجد حظائر الحيوانات
و بيت الماء المسمى ب ـ سحيحه ـ
تقع شجرة ـ طيق ـ باسقة على بعد أمتار قليلة من مسكنهم
وتحيط بالمكان سهول ـ جربأوب ـ و أودية ـ نحِر ـ
ومرتفعات وهضاب وجبال ـ حِيُر بجيلتي ـ
تشعرك رؤيتها بالبهجة و بخاصة في موسم الخريف
وعلى بعد أمتار عديدة أخرى توجد مساكن مربي حيوانات آخرين
هم عادة من الإخوة وبنو العم و الأقارب و الأرحام
توجد عين ماء تسمى ـ ميحيسي ـ على بعد نصف ميل من الحي
أمّا المراعي فكما ذكرنا سلفا تمتد على مساحات واسعة
من السهول و المرتفعات,والتي يكسوها العشب صيفا
أى في الخريف ـ محليا ـ
أما في غير الصيف فتتوفر الأعشاب اليابسة ِـ شثعر ـ و الشجيرات
و الجنبيات والأشجار المحلية مثل:
تُورآيل,صاغات.حيناء, حرأوضظ وغيرها

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مع ساعات الفجر الأولى تنهض الأسرة السعيدة لأداء الصلاة
و من ثم ينشطون لممارسة الأعمال اليومية
حيث يحضر الولد كمية من الحطب الموجود خارج الكوخ و يشعل فيها النار
داخل المطبخ الموجود في ركن الحوش
ثم يذهب لمساعدة والده الذي يتولى حلب الأبقار
بينما تقوم الأم بعجن الدقيق و خبزه
بعد الإفطار ينصرف كل إلى مهمته,الأب يتفقد الحظائر و يصلح التالف منها
ثم يتفقّد الحيوانات وخاصة الحوامل والصغار والمريضة والمسنّة
وبعد ذلك يذهب إلى الحقل المجاور للمسكن ليقوم بسقاية ورعاية النباتات
المزروعة وهي:الخيار ـ حشثبىء ـ الذرة الشامية ـ ذى رت ـ والبامية ـ سزمرحأوت ـ
والذرة العويجة ـ مهيندي ـ و الفاصوليا واللوبيا ـ دُجُر بمُنج ـ وغيرها
كما يقوم بالتخلص من الحشائش المتطفلة
فإذا تأكد من أن كل شىء على ما يرام
حمل فأسا و حبلا وقاد الجمل إلى حيث يتوفر الحطب
و يسوق الولد قطيع الأبقار نحو المراعي منتقلا معها من مكان إلى آخر
طلبا للعشب الوفير
فإذا جاء وقت العصر ضوى بها إلى المسكن
أمَّا الأم فما إن ينصرف زوجها وولدها حتى تتولى
تنظيف المسكن و خض قربة الحليب لعمل الزبدة ثم السمن
و بعدها تدبغ الجلود أوتصنع بعض المواد الطبية التي ترغب بها بنات المدينة
من النباتات المحيطة بمسكنها,مثل: المر ـ طُف ـ والعلقم ـ سيقل ـ
كما تصنع في وقت فراغها الآنية الطينية ـ الصلصال ـ
أو الحصر والبسط من سعف النخيل ـ قفع ـ
عند الأسيل يجتمع شمل الأسرة من جديد
فيقومون بحلب و إطعام الحيوانات من الأعلاف مثل:
العومة ـ سردين ـ والشعير والذرة و نوى التمر المدقوقة و غيرها
و احيانا يقومون ببعض المهام الأخرى مثل: كي بعض الحيوانات
للعلاج أو لوضع علامة خاصة بهم,توزيع منتجاتهم
مثل السمن,العسل,المر والحبوب في أوعية خاصة
كما يربطون الحطب في حزم تمهيدا للبيع في المدينة
بعد صلاة العشاء يتناولون المتيسر من الطعام,ثم يقومون بزيارة
بعض الأهل,ويسمرون معهم على الأحاديث الودية
والحكايات الشعبية,وقد يشتركون في سمرة غناء ناناة ريفية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

تمر الأيام هكذا قلما يتغير برنامج الأسرة و ذلك في حالات نادرة كأن :
يزورهم أحد ما, أو أن يذهب الأب لبيع الحطب أو السمن أو المر
أو بعض العجول أو أي شيء آخر من منتجاتهم في المدينة
و من ثم يشتري ما يحتاجون إليه من أطعمة و ألبسة و أدوات.
لم يكن يخطر على بال الولد إبن الثانية عشر من العمر أن الأحوال
ستتغير في يوما من الأيام , وهذا كان شعور أبيه أيضا
أما أمه فكثيرا ما كانت توصي زوجها قائلة :
(هل هلله بيب رن ات شان ليش لاو) الله الله لا تصدق على إبننا
كان الأب يمتعض من هذا الكلام, و يرجو من زوجته الكف
عن مثل هذه الأقوال لأنه لن يصيبها شيئا بإذن الله
لكن الأم زادت من جرعة الوعظ في الأيام الأخيرة
و كأنها كانت تشعر بدنو أجلها, وعندما رآها زوجها ذات يوم
و قد كادت تقع من طولها وهي تحمل جرة الماء على رأسها
شعر بالخوف و الفزع, و أسرع إليها ليحمل عنها الجرّة
وفي الكوخ سألها عما بها. فآخذت تراوغ وتتهرب
من الإجابة, لكنه أصر على معرفة علتها
فقالت له بعد أن تأكدت من عدم وجود إبنهما:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الأربعاء أبريل 30, 2014 11:58 pm

مكائد زوجة الأب
===

الجزء الثاني .. الفاجعة

لقد لدغني ثعبان صغير قبل شهر. وتمكنت من قتله
و إستخراج السم بمساعدة جارتنا أم مسلّم
ولكنني لا أزال أشعر بالوهن والضعف الشديد
فذهل الرجل من حديثها, وأعجب بشجاعتها وصبرها
لكنه عاتبها ولامها على إخفاء الحقيقة عنه
فقالت له: وما عساك تفعل وقد أخرجنا السم؟
قال الرجل: كنت أخذتك إلى الطبيب في المدينة
أو على الأقل ذهبنا إلى الشيخ محاد فهو يعرف
كيف يعالج الناس من لدغات الأفاعي والثعابين
شعر الرجل بالذنب, و أطرق رأسه خجلا وندما
فلمّا رأت المراة ذلك منه جلست إلى جانبه وقالت له:
قدّر الله وما شاء فعل, والخطاء خطائي أنا فسامحني أرجوك.
قال الرجل لن أسامحك إلا إذا رافقتني إلى الطبيب
لعله ينفعك بإذن الله, وافقت المرأة
فجلسا يبكيان حتى سمعا خوار البقر
فأدركا ان ولدهما على الباب
ولم يرغبا في إزعاجه وتخويفه فسكتا
و تظاهرا بانّ لا شيء قد حصل

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وفي اليوم التالي إستدعى الرجل إبنه وقال له:
سوف أنزل إلى المدينة مع أمك, لأنها تريد بعض
الأغراض من السوق, فقم بما تسطيع من عمل
ثم إذهب إلى عند أعمامك حتى نعود في المساء إن شاء الله
وافق الولد على مضض, لأنه كان يرغب في مرافقتهما
لم يكن الطبيب ماهرا, ولا أدوية لديه سوى
الكلورـ إ دِيت أ عون, و ـ معقّم ـ قاطع الدم, وقليل من الكحول
وحبوب الأسبرو, ولمّا عرف حكاية المرأة قال:
أمّا الآن فلا أستطيع أن أنفعك, ولكن خذي هذه الأدوية
و أدعوا الله أن يعافيكِ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

إنصرف الرجل وزوجته من عند الطبيب لا يلويان على شيء
و قد جف ريق الرجل و أظلمت الدنيا في عينيه
أمّا المرأة فكانت أقوى قلبا منه, فقالت له:
الأعمار بيد الله. ولو كنت سأموت لكنت قد مِت منذ اليوم الأول
ولكنه تأثير السم فقط. وسيزول قريبا إن شاء الله
إنفرجت أسارير الرجل قليلا. و توجّه مع زوجته إلى السوق
و أشتريا بعض الأغراض, ولم ينسيا ولدهما, فلقد
جلبا له الكثير من الحلويات والألعاب والملابس

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ومع مرور الأيام نسي الرجل مصاب زوجته, وقد كانت تخفي عنه
حالتها المتأزمة, إذ كانت تبصق دما
وكثير ما يغمى عليها ولا يشعر بها أحد
وذات يوم وعندما رجع مع أبقاره مساء لم يصدق الولد عينيه
إذ وجد أمه صريعة فاقدة الوعي خارج الكوخ
فجلس الى جوارها باكيا متوسلا إليها أن تفيق بقوله :
إنهضي أمي
فلما لم تنهض
أخذ يعدو كالمجنون باحثا عن أبيه حيث تعود أن يجده
وعندما وقع عليه بصره صاح به:
أَنجد أُمي يا أَبي.. أسعف أُمي يا أَبي
إضطرب الرجل و سأل في فزع:
ماذا بها ؟
ماذا أصابها؟
قال الولد:
وجدتها مرمية على الأرض فاقدة الوعي
و لم تسمعني حين ناديتها
و لم تنهض ولم تسترد وعيها
فالقى الرجل كل ما في يديه
و أخذ يعدو مع إبنه كمجنوني يسابقان الريح
فلما وصلا إلى الكوخ و جداها قد...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الخميس مايو 01, 2014 12:06 am

مكائد زوجة الأب
====

الجزء الثالث .. المصيبة

إستردت وعيها,لكنها كانت قابضة على رأسها وهي تجلس متأوهة:
يا الله ... يا الله ... وآ رأساه
فبادر الزوج بالسؤال: ماذا بك؟
أ عاودك المرض أم ماذا؟
فأجابت بصعوبة بالغة: وجدت نفسي أترنّح فجأة و رأسي تثقل ثم أغمي عليَّ
فطمأنها زوجها أن حالتها يسيرة وإنها ستصبح بخير إن شاء الله
أوقد الصبي النار وحمل بعض الفحم في المبخرة (المجمر) لتدفئة أمهِ
التي باتت تأن وترتجف أوصالها وهي تهذي بكلام غير مفهوم
ولم تغمض لأحد منهم عين تلك الليلة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وفي الصباح عزم الرجل على حمل زوجته الى أحد الحكماء في الأنحاء القريبة
فقام وولده بإعداد مهد(حمالة) ثم ثبّتاها على ظهرالجمل
وحملا المرأة,حتى وصلا بها إلى عند أحد المتطببين
فنصحهما بعد أن عاينها بأخذها إلى أمها إن كانت لها أم على قيد الحياة
لم يفهم الرجل أو إبنه السبب ولكنهما نفذا الأمر فورا
فاستقبلهم أهل الزوجة بدهشة بالغة,فليس من عادة
إبنتهم وزوجها أن يزوراهما في مثل هذا الوقت, لكن الحزن
الجاثم على صفحة خد الصبي كان تصريح واضح
ودليل قاطع على خطورة الأمر,لذلك لم يضيّع إخوة
المرأة الوقت في السؤال عن أسباب الزيارة
بل بادروا إلى حمل المرأة إلى كوخ أمها,ثم خرجوا وقد إكتسبت وجوههم
كئابة لا تقل قتامة عن تلك التي تعربد على وجوه الزوار

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ثم لم يلبثوا طويلا حتى سمعوا البكاء والصراخ
يرتفعان داخل الكوخ: وآ بنتاه ... وآ أختاه
فعلموا أنها فارقت الحياة,وكاد الوالد أن يجن من هول الفاجعة
بينما دخل الولد إلى حيث ترقد أمه وأرتمى عليها مستنهضا إيّاها:
إنهضي يا أُمي أرجوكِ لا تموتي يا أمي لا تتركيني يا امي
فأحتضنته خالاته وجداته وقلن له:
أمك ماتت يا ولدي.فلا تخف إنت رجل,و كل الناس ستموت
ثم صرفنه إلى حيث تقف الرجال
فقاموا بتشجيعه و ملاطفته حتى ثاب إلى رشده

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وبعد إنقضاء أيام العزاء قرر الرجل العودة إلى مسكنه
والاهتمام بحيواناته التي أودعها عند جيرانه
فابلغ إبنه برغبته تلك,و خيره بين البقاء عند أخواله أو مرافقته
ففضل الولد المضي مع والده.وهكذا كان.
مضت الأيام و الليالي كئيبة ثقيلة على الوالد وعلى الولد فلا أنيس و لا جليس لهما
و ظهرت صعوبات فقد الأم و الزوجة,الأمر الذي حدا بالوالد لأن يصارح
إبنه بضرورة الإستعانة بامرأة تقوم بمهام والدته.فتطهو و تهتم بالمسكن

وافق الولد على مضض,وتم زواج الأب على إمرأة سبق لها الزواج والطلاق

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

فغمرت الزوجة إبن زوجها بالعطف و المعاملة الحسنة في الأيام الأولى من زواجها
و لكنها لم تجد القبول الكامل من الولد الذي كان ينفر منها
و لا يصدق حرفا واحدا من كلامها ولا يثق بها مطلقا
غير أنه كان يظهر لها السمع و الطاعة,ويخفي مشاعره المرتابة نحوها
كانت شكوك محيدان وهذا إسم الولد تزداد يوما بعد يوم في سلوك زوجة أبيه
و لكنه لا يرى ما يبرر شعوره ذاك,ولا يستطيع أن يبوح لأبيه بمجرد الشك و الظن
امَّا الأب سعيد حِرشآت فكان مشغولا بحيواناته و أعماله اليومية و لا يلقي كثير إهمام بسلوك زوجته
أو نوع العلاقة التي بينها و بين إبنه طالما إنها تطبخ و تكنس و تحفظ الولد محيدان من التشرد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وذات يوما و بينما كان محيدان يرعى حيواناته في البرية شاهد خيال إنسان
يمشي مسرعا,ويبدو عليه الإرتباك والخوف,وهو مقبلا من ناحية مسكنهم
إلا أن ذلك الرجل لم يلاحظ وجود الولد الذي أصيب بالدهشة والإستغراب
لأنه يعلم جيدا أن لا أحدا عاطل وبلا عمل في مثل هذه الساعة
من النهار فجميع الرعاة و أفراد أسرهم مشغولون
لكنه أقنع نفسه بأن الرجل قد يكون باحثا عن حيوان شارد
أو ربما هو عابر سبيل
و في المساء لاحظ على زوجة أبيه سلوكا لم يكن يراه من قبل

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الخميس مايو 01, 2014 12:16 am

مكائد زوجة الأب
====

الجزء الرابع ..كشف المستور

فهي قد أعدت المزيد من الاطعمة اللذيذة,التي يتذوقانها لأول مرة في حياتهما
فلمّا سألها زوجها عن إسم تلك الوجبة, قالت:
إنها تسمى (جلعيم) وتصنع من الرز والفاصوليا والسمن البلدي
كما لاحظ الولد أنّ المسكن أنظف مما ينبغي وكانت المرأة هاشة باشة
تلاطفه وأباه على غير العادة
فأوجس في نفسه خيفة,وشعر الإرتياب و إسترجع صورة الرجل المتسلل
لكن النعاس غلبه فسبح في أحلام الطفولة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

في الصباح لم تلحظ المرأة العشرينية البيضاء
الجميلة الوجه المعتدلة القامة,ذات العيون الساحرة والخصر النحيل
لم ترى أي تغيير على سلوك الوالد أو الولد
فأطمئن قلبها إلى أنهما لم يعلما بما جرى,فودعتهما بابتسامة عريضة
بعد أن زودتهما بكل ما يحتاجان إليه من متاع.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

لم ينسى الولد تلك الأحداث,فأخذ يخطط لكشف المستور
و قرر الصعود على شجرة الطيق القريبة كل يوم.ليراقب عمته وسلوكها
ومرت أيام عديدة لم يحصل فيها أي شي غير إعتيادي
إلا أنّه و في إحدى الأمسيات
سمع الولد زوجة أبيه تسعل سعالا حادا مصطنعا
وتتأوه آهاتا متتالية وهي تقول :
آه وا رأساه .. آه ورجلاه
و سمع أباه يخاطبها:
ماذا بك ؟ ماذا يوجعك ؟
فترد عليه :
أشعر بالتعب والإرهاق,أظنني حامل
فتهلل وجه الرجل وجاهر بالحمد قائلا :
الحمد لله الكريم,إرتاحي أنت سنقوم نحن باللازم.
لم تنهض المرأة في الصباح بداعي الحمل و آثاره
و قام الرجل بكل ما يلزم,ثم أوصى ولده بالمكوث مع عمته لخدمتها و رعايتها
فأخرج الولد حيواناته إلى المرعى القريب,ليكون إلى جانب عمته
وهو غير مقتنع ولا مصدِّق أنها حامل أو مريضة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وبعد مغادرة زوجها بساعة وحين تأكدت من إبتعاده
خرجت المرأة من مخدعها متثاقلة الخطى
واضعة يدها على بطنها وهي تسعل و تتأوه موحية للولد بحقيقة حملها و توعكها
فكاد الولد أن يصدقها لولا أنها طلبت منه ..
بل الحت عليه أن يلتحق بوالده ويرعى حيواناته
لأنها شعرت بتحسن كبير كما تزعم
لفم يكن أمامه من محيص سوى تنفيذ أمرها
خاصة بعد أن رآها مصرة و مضمرة له شرا إن لم يفعل
فما كان منه إلا أن تظاهر بالإنصياع وحمل عصاه وودعها ثم خرج مبتعدا
لكنه لم يبتعد كثيرا بل إختفى فوق الشجرة التي يرى مِن عليها المسكن و محيطه
بعد أن أدخل البقرات إلى كهف غير بعيد
و بعد أن اطمأنت المرأة إلى رحيل الولد عمدت إلى بعض عيدان الحطب
وأشعلت فيها نارا ثم نثرت فوقها بعض الحشائش الطرية
لكي تحدث دخانا كثيفا
فأندهش الولد من تلك الحركة وكاد الفضول أن يقتله, لكنه تجلد و إنتظر ما يحدث
طال إنتظاره ولم يحدث شيئا مما كان يتوقع حدوثه
فعزم على النزول والذهاب إلى أبقاره
و أثناء هبوطه من على الشجرة حانت منه إلتفاتة فلمح الرجل نفسه
يتسلل ما بين الأشجار و يقترب من مسكنهم
فعاد الولد مسرعا إلى أعلى الشجرة
ولما ركزّ بصره على الرجل عرفه,إنه زوج عمته الذي طلقها
بسبب شجار بينها وبين زوجة أخيه, وكان قد تزوجها بعد قصة حب
سارت بها الركبان في القرى والمدن والأرياف
فعقدت الدهشة لسانه, و أخذت الأفكار و الهواجس تتراقص في مخيلته
لكنه قرر الانتظار حتى تنجلي الأمور اكثر فأكثر.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أمّا الرجل فقد توجّه صوب مسكن العائلة, حيث كانت الزوجة تنتظره
فلّما شاهدته مقبلا أطفأت النار,ثم دخلت الكوخ مغتبطة
أمّا الرجل فقد توقف قليلا قبل دخول الكوخ
وأخذ يلتفت يمنة و يسرة ليتأكد من أن احدا لا يراه
و عندما ظن ذلك دخل و أغلق الباب
حينها تأكد الولد من الشكوك التي لازمته لفترة طويلة
و عزم على مهاجمة المعتدي و الخائنة
لكنه علم أن ليس في مقدوره التغلب على ذلك البغل, خاصة و أنّ أباه بعيد جدا
و اذا ذهب ليخبره فربما قضى الخائنان وطرهما قبل أن يصل هو إلى أبيه
لذلك فكر في حيلة تفسد عليهما متعتهما و يسلم هو و أبوه من الأذى
فنزل من على الشجرة و تسلل زاحفا حتى وصل إلى الكوخ
و القى نظرة من خلال ثقب
فرأى زوجة أبيه و ذلك النذل في وضع مشين،يندى له الجبين
فغضب كثير ا، وثارت مشاعر النخوة و الغيرة في قلبه
وإندفع يريد مهاجمتهما دفاعا عن عرض أبيه وشرف عائلته
لكنه سيطر على نفسه الثائرة و تراجع وتمهل و إبتعد
وفكر قليلا حتى إهتدى الى التصرف الصائب،فأبتعد مسافة مناسبة
ثُمَّ عاد إليهما مسرعا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الخميس مايو 01, 2014 12:24 am

مكائد زوجة الأب
====


الجزء الخامس ..مؤامرات


رافعا عقيرته بالغناء: نانا .. نانا نانا نآه
محدثا ضجيجا مزعجا و ضوضاء كبيرة
تفاجاء الرجل و المرأة في الداخل وكاداأن يجنا من هول المفاجأة
التي لم تكن في الحسبان
فخرج الرجل شبه عار من الباب الخلفي وأخذ يجري مرعوبا لا يلوي على شيء
أمّا المرأة فلم تكد ترتدي ثيابها إلا وهذا الولد على الباب
يظهر لها البشر و السرور
كاظما غيظه،مبتلعا آلامه، ملزما نفسه بالصبر والتعقل حتى ينهي هذه الفتنة التي
أدخلتها تلك الماكرة اللعوب على حياته وحياة أبيه، فأبتسم في وجهها إبتسامة بريئة
تخفي سيل الغضب الجارف الذي يعصف به, ويتلاطم في أعماق فؤاده

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

فعقدت الدهشة لسان المرأة و تاهت العبارات في فيها وحاولت رد التحية فلم تتمكن
وقبل أن تنبس ببنت شفة بادرها الولد بقوله:
حمدا لله على سلامتك يا عمة
ذهلت المرأة و لم تسعها الفرحة عندما سمعت هذه العبارات
إذ ظنت أنه لم يعلم بما جرى،خاصة وإنها لاحظت إبتعاد عشيقها
فقامت اليه على عجل و قبلته على جبينه
و حملت عنه أمتعته وقدمت له الكثير من الطعام و الشراب
وانطلق لها لسان أفصح من لسان (قس بن ساعدة الايادي)
يلهج بالثناء على الولد الذكي الحريص على سلامة عمته
وحمدت الله على الستر وعدم إفتضاح أمرها
لكنها و في سرها كانت تلعن الولد الشقي الذي أفسد عليها متعة
لقاء الحبيب (زوجها السابق)
وإن كان غير قاصد ذلك كما تعتقد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أمّا الولد فقرر عدم إبلاغ ابيه,فإنّه قد لا يصدقه أو ربما يتصرف برعونة
وتهور قد تسبب لهما متاعبا وسوء سمعة و مشاكل هما في غنى عنها
لذلك عقد النية على إفشال خطط الخائنة ورد كيد ذلك الرجل
إلى نحره مستخدما سلاحهما وهو المكر والخديعة
سألت المرأة الولدعن سبب عودته المبكرة ؟
فأجابه:قلقت عليك يا عمة,فلمّا رأيتك بخير فرحت كثيرا
فسكتت المرأة على مضض، وتنفست الصعداء
عاد رب البيت مساء حاملا حزمة عظيمة من حطب الوقود على ظهره
وأخرى قد ربطها على ظهر الجمل
فأسرعت المرأة لتساعد زوجها الذي عجب من نشاطها المفاجئ
وقد كانت سقيمة عليلة في الصباح
لكن التعب والإرهاق لم يسمحا له بسؤالها,أو حتى الإهتمام بالأمر
إذ كان رجلا صالحا,طيب القلب,صافي الخاطر
وقبل أن يدخل الكوخ صاح به ولده:
أبي يا أبي
ففزعت المرأة لما سمعت ذلك،وخافت من أن تكون خيانتها قد كشفت
فانزوت في قعر الكوخ مرتجفة زائغة العينين،تكاد تسمع دقات قلبها
المتسارعة من الوجل وخوف الفضيحة
لكنها إسترخت عندما سمعت الولد يقول:
لا تقلق يا أبي فإنّ عمتي أمست بصحة جيدة
وحينما سمعت المرأة كلام إن زوجها وثبت كأنها لبوة تعد العشاء
اما الر جل المسكين فقد كان طيب القلب، لا يحمل غلا ولا سوء نية لأحد
فنام بعد العشاء قرير العين هانئ البال

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مرت عدة أيام أخر لم يلحظ الولد المتيقظ خلالها أي شيء يثير الشكوك
ولكنه ظلّ على حذر واستعداد دائمين، يراقب عمّته
ويدرس تصرفاتها وحركاتها وسكناتها فقد فقد الثقة بها تماما
ولا يمر يوم دون أن يصعد على شجرة المراقبة ويبقى عليها
حتى يتأكد من أن لا شيء سيء يحدث
أما بالنسبة للمرأة فكان وجود الولد في الأنحاء القريبة سبب لتعاستها
وحرمانها من لقاء الحبيب
اما أبوه فيذهب الى اماكن بعيدة جدا ويقضي اوقاتا طويلة في الاحتطاب
ورعي الأبقار فهو ليس محل قلق

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

بدأت المرأة تدبر حيلة تبعد بها الولد المشاكس عن السكن لعدة ساعات
تتمكن خلالها من اللقاء بالحبيب
فاهتدت الى فكرة خبيثة,وخطة دنيئة تضمن بتنفيذها
إبتعاد ذلك الولد الشقي لمسافة بعيدة, تكفي وتزيد
لتحقيق رغبتها
ففي يوم من الايام وبعد انصراف الزوج الى عمله
وحين همَّ الصبي بالانصراف الى المراعي
تقدمت منه عمته وفي يدها زجاجة مر وطلبت منه
إيصال تلك الزجاجة الى امها والتي يبعد مسكنها حوالى ستة كيلو متر
وأوصته ان يسير على مهلٍ حتى لا يقع
او يتعب من طول الطريق،وقالت له بالحرف الواحد :
اذا دعوك للغداء فلا تستحي فإنّهم اهلك, خذ راحتك في البقاء عندهم
هز الولد رأسه موافقا, فقالت له: أنا سارعى الأبقار بدلا عوضا اليوم
فحمل الولد عصاه وعلق الزجاجة في طرفها ومشى
وتوجهت هي نحو الأبقار لترعاها كما تدعي
في الطريق أخذ الولد يسترجع شريط الذكريات ...
فها هي أمه تخاطبه:
لا تبتعد عن مرآي ومسمعي
وهاهي توبخه لأنه إبتعد بالأبقار الى حيث لا تراه و لا تسمع صوته
فذرفت عيناه ...
وشعر بالحاجة الى عطف أمه
فجلس على صخرة وبكى بكاء مرا حتى شعر بالارتياح
وعندما فاق من رحلة الشجن تذكر سلوك عمته المشين
وأدرك انها انما تريد ابعاده عن المسكن ليخلو لها ولعشيقها الجو،فأطلق ساقيها للرياح
واخذ يعدو عدو النمور،لا يتوقف ولا يستريح حتى وصل الى حيث أرسل
فسلم عليهم وخابرهم ( عادة عمانية اصيلة )
ثم أعطي الهدية للجدة واستأذن في الانصراف،فقالوا له:
لا يجوز أن ترحل سريع هكذا,لابد من أن تتغدى معنا
فتحجج ببعد الدار و طول المسافة,وان عمته أوصته بسرعة العودة فتركوه وشانه
اطلق الولد ساقيه للريح مرة اخرى
وهو يحاول الوصول الى مسكنه قبل ان تنجح خطة زوجة ابيه
ولكنه عندما كاد يصل الى المسكن سمع أصوات

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الخميس مايو 01, 2014 12:36 am

مكائد زوجة الأب
====

الجزء السادس .. موت الجنين

و خوار الأبقار فتوقف
اما المرأة فبعد إنصراف الولد محيدان بقليل فإنها أوقدت النار وصنعت الدخان
ثم ساقت الأبقار وأدخلتها كهفا قريبا وأغلقت مدخله
ثم قعدت تنتظر حبيب القلب على أحر من الجمر
تقدم الولد نحو الكهف والقى نظرة,فلما رأته الحيوانات المحبوسة و شمّت رائحته
ارتفع خوارها، فعلم أنها أبقار أبيه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

فكاد ان يصرخ من شدة الإنفعال والقهر,ولكنه فضّل التأكد قبل أي تصرف
فتسلل حتى صعد الشجرة،فشاهد الدخان المنبعث،فأدرك أن عمته تستدعي عشيقها
و رآها تجلس لوحدها في الكوخ وهي في أحسن هيئة وهندام يفوح عطرها
و يزكم عرف البخور أنفه وهو على الشجرة
فلعنها وزاد بغضه لها,وقرر إفشال خطتِها الخبيثة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مضى وقت طويل قبل أن يلمح محيدان ذلك الرجل الآثم يقترب من الأكواخ متسللا
توقف الرجل على مدخل المسكن وأخذ يلتفت يمنة ويسره ليتأكد من أنَّ لا احدا يراه
وقد نسي السميع البصير
فنزل على عجل وركض نحو الكهف وأخرج مجموعة من الأبقار وساقها نحو المسكن
ولما صار على بعد خطوات منه قام بإفزاعها وضربها،فهامت الأبقار
على وجوهها فزعة جائعة عطشى و أتجهت جامحة نحو باب الكوخ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وقبل أن يجلس عشيق الزوجة الخائنة كانت الحيوانات تنطح الباب بقرونها
وقد علا خوارها
فأصيب الخائنان بالهلع والدهشة,وأسقط في يد المرأة
فخرجت تستطلع إن كان احد قد فعل ذلك عمدا,لكن محيدان علا الشجرة قبل خروجها
وحين لم ترى المرأة أحدا عادت أدراجها وأخذت وعشيقها يدخلان الأبقار الى الحظيرة
فلما شاهد الولد محيدان فعلهما نزل وتوجّه من فوره إلى الكهف
وأرسل بقية الحيوانات المحتجزة وفعل معها كما فعل بسابقاتها
اما المرأة وعشيقها فما إن تخلصا من المجموعة الأولى من الأبقار
وتنفسا الصعداء حتى أطلّت عليهما المجموعة الكبرى
يتقدّمها ثور هائج

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

فارتاع الرجل وغضب على المرأة وكال لها سيلا من الشتائم
و أراد الإنصراف فأمسكت المرأة بإزاره راجية إيَّاه أن يعاونها في إيواء الأبقار
لكنه إنتهرها و ولى هاربا,فقامت بذلك وهي تسب وتلعن الظروف
نام محيدان على الشجرة بعد أن رأى الرجل يبتعد هاربا
ولم ينتبه إلا قبيل الغروب بقليل،فنزل من على شجرة الطيق
وتوجه إلى المسكن بخطى ثقيلة
قلما رآه ابوه مقبلا ناداه وسأله عن سبب تأخره,فأحتجّ ببعد المسافة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مرّت أيام على الحادثة,لم يرصد خلالها محيدان أية خروقات
أمّا المرأة الخائنة فلم تكن لترضى بالواقع،أو تهتدي لفعل الصواب
وتتخلص من ذلك العشق المحرم
فلقد تشربت الخيانة حتى نخاعها,وأصبحت لا تفكر الا في كيفية اشباع رغبتها الجامحة
مع ذلك النذل
فملَّت العيشة الرتيبة,كل يوم تطبخ وتكنس,ولا ترى غير الوجوه المعتادة
وزاد اشتياقها لعشيقها،وشجعها حلم الزوج وصبر الولد على التمرد وكفر النعمة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

فبعد أربعة أشهر من ادعائها الحمل،طلبت من زوجها أن يحضر لها بعض الأغراض من المدينة
تريد من ذلك إبعاده,لتتمكن من تدبير حيلة اخرى
فوجدها الرجل فكرة سديدة,إذ يمكنه بيع بعض الحطب المتراكم خلف المسكن
وفي اليوم التالي وعندما أيقنت المرأة من رحيل الزوج طلبت مرافقة الولد محيدان
في رحلة الرعي لأنها تشعر بالملل,و ترغب في الحركة والنشاط
فوافق دون تردد,لأنه كان يأمل أن تؤثر الصحبة والمعاملة الطيبة في نفسها
و أن تغير من سلوكها المشين

طلبت المرأة منه أن يسبقها لأنها سترتدي لباسا مناسبا
وعندما ولى محيدان و أبقاره دخلت الكوخ وأخرجت جديا صغيرا وذبحته
ثم جمعت دمه في قربة وأخفت الجثه في مخدعها,ثم لحقت بالولد
بعد أن ربطت قربة الدم على بطنها
ساق محيدان قطيع الأبقار و المرأة من خلفه تسير حينا وتستريح حينا
وعندما وصلا الى منحدر بسيط قال لها:
يا عمة تعالي من الجانب الأسهل لكي لا تتعثري وتسقطي
فاغتنمتها المرأة فرصة وقالت له:لا تخف لن أسقط
فتقدم خلف حيواناته،ولما غاب عن ناظريها صعدت إلى منتصف المنحدر
وتدحرجت عدة مرات،ثم شقت قربة الدم وأخذت تصرخ وتستغيث
فعاد إليها مسرعا ليجدها فاقدة الوعى والدم ينساب من بين فخذيها
ففزع وارتبك،ثم رش بعض الماء على وجهها,فأستعادت وعيها
وفتحت عينيها,و أخذت تتأوه وتتصنع الألم
فسألها الولد بحسن نية:ما هذا الدم يا عمه ؟
فانتصبت مذعورة فزعة وصاحت:دم ؟ اين؟
فقال لها في وجل:إنّه بين رجليك
فتلمست المرأة الدم ثم ولولت
فسألها محيدان مجددا:ماذا بك يا عمتي؟
فقالت بحسرة ومرارة:إنّه أخوك..أعتقد أنّه مات في بطني
فجلسا يبكيان،هو حسرة على فقد أخيه،وهي كذبا وتضليلا
ثم إستندت عليه وعاد بها إلى المسكن،وبعد أن ذهب لجمع الأبقار

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وعندما وصل الى المسكن سمع عمته تصرخ: آه وآ بطنا آه وآ إبناه
وآ فقيداه..وآ غاليا..وآ حبيباه
وعندما حاول أن يدخل إليها قالت له:لا تقترب فأنني مكشوفة
وطلبت منه الابتعاد،لأنها تشعر بأنّ الجنين سينزل من بطنها
وأوصته إلا يدخل عليها إلا حينما تناديه,وأن لا يخاف مما يسمع
فما كاد الولد محيدان يبتعد خطوات قليلة حتى سمعها تصرخ صرخات عالية متتالية
ثم سكتت فجأة،فهّم ان يدخل،لكنها سمعها تقول:يا الله يا الله فتراجع
اما هي فقد أخرجت جثة الجدي من مخبئه وأودعتها القربة وربطتها جيدا
ثم غطتها بعدة قطع من القماش
و أستدعت الولد وقالت له وهي تندب وتنوح:
أخوك ها هنا في هذه القربة,لقد مات المسكين,لقد قتلته برعونتي
لماذا سلكت المنحدر الصعب؟ لماذا لم أسمع نصيحة محيدان؟
و أخذت تعاتب نفسها حتى رثي لحالها,فقال:أرجوكِ يا عمة
كفي عن البكاء,وما قدر الله لابد أن يكون.
فقالت الشيطانه:صدقت يا بني,كل شىء بقضاء الله و قدره
ثم تظاهرت بالهدوء وقالت:
أريد منك يا محيدان أن تحفر قبرا لآخيك و أن تقبره,لأن أباك سيتأخر
و أخشى أن ينتن جسد أخيك قبل وصول أبيك,و انا سأعاونك
فذهب محيدان بعيدا,وحفر حفرة عميقة وهو حزين القلب باكي العين
ثم عاد الى عمته فوجدها تبكي وتنوح على وليدها.
ذهبت المرأة برفقة الولد,لتتأكد من إتمام عملية الدفن
وعندما انهيا الدفن طلبت منه ان يذهب ليرعى أبقاره فهي ستكون بخير
وعندما وصل إلى المرعى مرت أحداث هذا اليوم في خاطره
فعاودته الشكوك نحو تلك المرأة,و سأل نفسه: كيف إنقلب حالها فورا؟
هاهي ذي بعد أن كانت تنوح و تلطم خديها,صارت فجأة بخير,لاتشكو بأسا؟
لكنه إستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، وخاف ان يكون ظالما لها
فربما تكون صادقة,خاصة و أنّه رأى الدم بعيني رأسه
بيد أنَّ ما قد مر عليه من مكرها وخبثها لا يترك له مجالا لتبرئتها من الشر
و إستبعاد سوء النية عنها.فتردد قليلا و في الأخير قرر قطع الشك باليقين
فكرّ راجعا إلى حيث قبر أخيه المزعوم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الخميس مايو 01, 2014 12:46 am

مكائد زوجة الأب
====

الجزء السابع .. الساحرة

وأثناء سيره طرأ على قلبه سؤال
كان غائبا:
لماذا لم تطلب مني عمتي سعدية دفن أخي بجوار أمي؟
و أصيب محيدان بحيرة شديدة اشعلت في فؤاده أفران شكٍّ و بوابير وسواس
فجدّ في السير متسللا,وفجأة توقّف مرعوبا,وكاد قلبه الصغير أن يخرج من
جنبه هلعا عندما باغته احدهم وكمم فمه,فتجمّد الدم في عروقه
وكذلك تخدّرت ساقاه النحيلفتان فلم يرم حراكا
غير ان القبضة ترتخت تدريجيا يرافقها صوت هامس:
أُسسسّ
وعندما إلتفت إلى الخلف وجد نفسه وجها لوجه مع عمّته سعدية
فأيقن بسوء المنقلب,وبالنكد عقب العافية,وسألت العمة المتوتِّرة :
لماذا عدت إلى هنا متسللا يا محيدان؟
فأجابها بدهاء انتجه الرعب: رأيت ضبعا ضخما يتّجه صوب
قبر أخي,فأردت منعه من التهام جثته

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

فأبدت سعدية سعادة زائفة,وقبّلت مشمئزة جبينه المبتّل بعرق الذعر.
ثم قالت له آمِرة: عدإلى أبقارك,و سوف أتصدى أنا للضبع
كان محيدان أيضا ممثلا بارعا,فأظهر السمع والطاعة, والسرور والغِبطة
و أنصرف في الحال,لكنه عاد سريعا من ناحية أخرى, وكمن غير بعيد
فرآها تقترب من الحفرة,وتدور حولها مهمهمة,ثم إفترشت الأرض,فعلم أنها لن تغادر عاجلا
فأسرع إلى أبقاره,وهو متلهفا لمعرفة ما هيّة المدفون هناك

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وفي المدينة تأخر سعيد حرشات إلى ما بعد المغرب,فأصيب ابنه بالقلق
فكان يدخل ويخرج,ويجلس وينهض مرارا وتكرارا,متسائلا عن سر تأخر أبيه
فتضايقت العمّة وقالت: إذا كنت خائفا على أبيك إلى هذا الحدّ فأذهب إليه
فوجدها فرصة ذهبية لنبش قبر الأخ المزعوم
فقال لها في خبث: سأنتظركِ في الخارج يا عمة لنذهب سويّة إلى المدينة
فأستشاطت غضبا و نبحت ككلبه:
لن أذهب معك, إذهب لوحدك إن شئت.
فأستعبر و هو يرجوها ان ترافقه,لكّنها كانت أصمت من قبر
فانصرف باكيا,وعندما إختفى عن ناظريها توجّه إلى القبر خائفا
و لكن فضول الآدمي له فعل السحر في قلب المرء,وكان نور القمر الخافت يشجّع محيدان
على التقدّم,وعندما عجز عن مقاومة فضوله,و طمأنة شكوكه إقترب من الحفرة رويد رويدا
يحثّه الفضول وتدفعه الشكوك,وفيما كان يقدّم خطوة و يؤخّر اخرى شاهد
منظرا مروعا,فأراد النجاة بنفسه,والفرار من المواجهة,ونسي رغبته الملِّحة في كشف
سر المدفون,فلقد رأى رجلين ضخمين,ليسا بآدميين,إذ يبدو شعر رأس أحدهما كلبدة أسد
وللآخر حدبة كانها سنام بعير,فارعا الطول,وهما واقفين أمام القبر,كأنهما حارسين
ولاحظ أنّ لكل واحد منهما ذيل كالتمساح,فزاد خوفه وذعره,وفي الحال تقدّم أحدهما منه
شاهرا حربتها لطويلة حتى كاد يلمسه بها,فشهق محيدان شهقة فقد بعدها وعيه
وصرع في مكانه ـ لاسوح ولا روح ـ كما نقول في بلادي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أمّا المرأة فبعد تيقُّنها من ابتعاده فقد بادرتب الخروج,وتوجّهت صوب القبر,و لا ندري لماذا؟
وكان من حسن حظ الفتى أن عثرت عليه,فانتابتها الوساوس بشأنه,وتذكّرت فشل مخططاتها
فأيقنت بإنه يقف وراء ذلك الفشل كلّه,وقدّرت أنّه يعرف أسرارها,فقررت التخلّص منه بقتله
فحملت حجرا كبيرا وهمّت برضخ رأس الفتى,غير أن الله نجّاه,إذ سمعت زمجرة ضبع في الجِوار
ففرحت,وقالت في نفسها: سيتولى الضبع القضاء على جثة محيدان,وحين يعثرالناس على بقاياه لن يتهمني أحد بقتله,وسوف أخبرهم بعناده وإفلاته من بين يدي,وخروجه إلى المدينة لوحده ليلا بحثا عن أبيه
وقبل ان تعيد سعديّة محاولة القتل,سمعت طلقات بندقية أفزعتها و اذهلهتا عن جريمتها
فخذلها الله وخافت ونكست على عقبيها مرعوبة,بعد أن خاطبت الحارسين اللذين تواريا عن الأنظار.
وعندما إستعاد الولد وعيه و فتح عينيه والتفت صوب القبر ولم يرى الحارسين أطلق ساقيه للريح
وهرع يطلب النجاة وقد إستبدّ به الخوف,وأثناء فراره سمع هدير جمل,فتوقع أن يكون ذلك
جمل أبيه,فتوقّف رغم الهلع,ثمّ إتّجه من لحظته صوب مصدر الهدير
وفعلا صدق تنبؤه,فهاهو يسمع أيضا صوت أبيه يحث الراحلة على الإسراع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ـ في اللحظة التي همّت فيها سعدية بقتل الولد قدّر الله سبحانه وتعالى
أن يطلق والده الرصاص على الضبع,ففزعت سعدية وهربت,ونجى الولد بتدبير
العلي القدير,وهو لا يعلم بما حدث له,فسبحان الله وبحمده ـ
تقدّم محيدان حتى وقف على قارعة الطريق,وحين رأى والده
صاح:يا بآه يا بآه هىء به هىء
ابي أبي أنا هنا أنا هنا,ثم ركب خلفه غير مصدّق أنه نجى,ورغم ذلك كلِّه
لم يحدِّث أباه مطلقا بما يحدث,فلقد عزم على التصدي لكل حيل سعديّة لوحده
وفي السكن وجد سعيد حرشات زوجته منزوية في ركن الكوخ واجمة
ينتابها الخوف من ان يكون محيدان قد فضح مكائدها
فكانت تنتظر ردة فعل زوجها,وقد اعدّت جملة من الحجج تبرئها إذا ما صدق حدسها
غير أنها فوجئتب محيدان يناديها:
أ خاولاتي إيي زَحَم
يا عمة والدي عاد
عندها فقط ظنّت ان محيدان لا يعرف عنها شيئا,فخرجت من مخدعها تبكي بكاء مرا
وقد عصبت رأسها وربطت على بطنها,و اخذت تولول وتنوح
فأسرع سعيد إليها متسائلا: كايت ؟ اينه جيرىء؟
ماذا بك؟ ماذا جرى؟
فلم تتمالك نفسها,وقامت تحثو التراب على رأسها وهي تندب بحرقة:
يي بري .. يي بري وآ ولداه
آ فات بعاود ال شثيني ديني,بعك القُرك بش
لقد مات قبل ان يرى الدنيا,لقد خطفه الموت قبل أن أقبّله
كنت أتمنى ن أسمع صوته يناديني ماما ماما
كم حلمت بان أن أراه يلبس دشداشة العيد
و أنأختار له عروسا بنفسي
و أخذت تعزف سيمفونية رثاء مزيّف على مقام النهاوند
فحزن الرجل وخارت قواه،و أدركته عاطفة الأبوّة,لكنه تماسك سريعا
وأخذ يعزي سعدية ويشجعها و يواسيها:
كل الناس تموت,محمود الله الكريم,شافع نافع إن شاء الله
فهدأت المرأة قليلا وشرعت في توبيخ نفسها والاعتذار من زوجها
لأنها تسببت في إجهاض الجنين برعونتها وطيشها
لكن الرجل الشهم أرجع سبب الوفاة الى القضاء والقدر و أن لا ذنب لها
فشعرت الخبيثة بسرور وغبطة عظيمين لأنّ المسكين صدق الكذبة
وانطلت عليه الخدعة وبلع الطعم
وظلّت متوجسة من الولد محيدان،لكنّها بقدرة قادر
إقتنعت بانّه طفل صغير تافه لا يفهم شيئا سوى رعي الأبقار
أمّا الصغير فقد كان يسمع حديثهما مذهولا من قدرة تلك المرأة
على الكذب والتمثيل و المراوغة و التضليل وتبرير قبيح الأفاعيل
فجدد عزمه على معرفة حقيقة المقبور
وفي اليوم التالي وعندما خرج سعيد حرشات لزيارة قبر إبنه فوجىء بأنّه مدفون في غير
مقبرة المسلمين,وعندما سال زوجته عن السبب أقنعته بانها ترغب في ان يكون قريبا منها
تزوره متى شاءت.
وفي مساء اليوم التالي قدم إليهم تمّان,و أبلغ أخاه سعيد بحاجة زوجته
إلى مساعدة سعدية لها على ختان طفلة حديثة الولادة,وعندما عرض سعيد على زوجته المسالة
أبدت إعتذارها وتحججت بانها لا تعرف ذلك العمل,غير انّ الرجلين الحا عليها
ولم يتركا لها مجالا للإفلات,فغادرت إلى بيت تمّان بعد إنصراف زوجها وولده
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وحين عاين محيدان دخول سعدية إلى بيت عمّه أسرع إلى القبر المزعوم
وهناك قام بنبش الحفرة و هو خائفا مرتبكا,لكنه اصر على المتابعة ليقف على الحقيقة
فصدم المسكين .. وانهارت اعصابه وكاد صوابه يطير عندما وجد ان المقبور كان
مجرد جديا صغيرا،وليس آدميا،فصعق, ثم أعاد دفن الجدي ورجع مسرعا الى حيواناته
وجلس متفكرا في وقاحة تلك المرأة،وقلةعقلها،وعاهد نفسه على الثأر منها لكرامة أبيه
مرت الايام و المرأة تتظاهر بتحسن حالتها النفسية والجسدية
ولكنها في أعماق نفسها تغلي غلي المراجل
وتتوقد نار السخط والحقد في صدرها،ولما عيل إصطبارها عن عشيقها
عزمت على تدبير حلية محكمة تجمعها به طوعا أو كرها
ولم تجد بدأ من اللجوء إلى السحر الأسود,و قررت إستخدام ما
لا تضر به أحدا إلا بإذن الله,وكانت قد تعلّمته منذ سنوات
على يدي أم زوجها السابق وعشيقها الحالي,والذي طلّقها مرغما بعد
نزاع بينه وبين إخوته الذين ساندوا زوجة أخيهم الأكبر
ولا أحد يعرف سبب الخلاف الذي دبّ فجأة بعد رحيل أم الزوج
السابق سواها وسوى غريمتها زوجة الأخ الأكبر,و قيل ان كل منهما
سعت إلى الإستحواذ على تركة العجوز من الذهب والفضة
إذ لا بنات لها ولا لأي من أولادها,فاستخدمت زوجة سعيد حرشات
سحرها للتخلُّص من غريمتها,ولم تكن تعلم بأنها أعظم منها سحرا
فما كان من الأخيرة إلا أن ردّت لها الصاع صاعين,وتمكّنت
من سحر أعين جميع أفراد العائلة بما فيهم زوج الخائنة سعدية
الذي طلّقها وطردها من منزله في ظروف غامضة
وبعد ان تلاشى ثأثير السحر عليه لم يتمكّن من إرجاعها
إذ زوجها أبوها من سعيد حرشات رغما عنها
و لأنها لا زالت تحب زوجها السابق,فإنها لم تتمكن من
الوفاء و الإخلاص لزوجها الجديد و ولده محيدان.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وفي ليلة من الليالي وبعد ان نام سعيد حرشات
و ولده خرجت تلك المرأة حاسرة الرأس منفوشة
الشعر,حافية القدمين لا تلبس شيئا,ومشت حتى وقفت وسط وادٍ من
الأودية المحيطة بالحي الريفي,وهناك جعلت القبلة من خلفها
و بدأت تصلي صلاة لغيرالله,ويذكر الذي سمعها ورآها
انها كانت تقول في صلاتها الماجنة تلك كلماتٍ تخرج من الملّة
ثم أخذت ترقص رقصا فاضحا وتستدعي خدمها من الشياطين والمردة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الخميس مايو 01, 2014 12:53 am

مكائد زوجة الأب
====

الجزء الثامن .. السحر الأسود

يقول الراوي: فما زالت في ذلك الفجور,والشياطين تجتمع حولها
حتى ضاق بهم الوادي,ثم إنها اخذت تتصفح وجوههم القبيحة فلمّا
رضيت عن أحدهم, أومأت فاختفى الآخرون في طرفة عين
ثم صعدت على جناح ذلك الشيطان,وغابا عن الأنظار
يقول الراوي:وفي الصباح عزمت على التوجّه إلى قريبي
سعيد حرشات لإطلاعه على ما رأيت,فوالله لقد أُنسيت
كل ما رأيت,ولم أذكر منه شيئا إلا بعد وفاة تلك المرأة الساحرة
و فجرا وعندما نهض محيدان ووالده لم يجدا سعدية في المسكن
فخرجا يبحثان عنها,ويسألان الجيران,فلم يقع لهما خبرها
فقرر الرجل المضي إلى ديار قومها,وفعلا وجدها هناك
وهي مغضبة,ولم ترضى بمقابلته إلا بعد إلحاح من أمها و أبيها
ولمّا سألها الزوج عن سبب اختفائها المفاجئ,قالت له:
إنّ ابنك لا يطيعني,و لا يسمع كلامي
فأبتسم المسكين,وهو يقول في نفسه:ما أصغر عقلك!
إنَّه مجرد طفل يتيم
ولم يدر بخلده ان الملعونة كانت تخدعه
وبعد حوار طويل,و تعهدات من جانب الزوج عادت معه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مضى يومان بعد حكاية إختفائها و لم يرصد فيهما الولد محيدان
أية خروقات,وفي اليوم الثالث أصيب والده بمرض يشبه الجدري
إلا ان البثور التي ظهرت في وجه الرجل كانت غاية في الكبر
سوداء اللون,وتسبب له حكة وآلاما فضيعة
فكان يحكّ جلده حتى يدمي وهو يصرخ من الألم
فصنعت له الخائنة دواء محليا وهو خليط من النيل والكركم والسمن
وطلت بها جسده,وفي الليل زاد الأمر سوء,وتعاظمت البثور
وكبر حجمها فجأة.وتضاعف الم سعيد
فكان يصيح ويستغيث حتى طلع النهار

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

فقرر الرحيل إلى المدينة,لعله يجد دواء ناجعا عند الطبيب
فتأهبت المرأة لمرافقة زوجها وهي كاذبة
لكنه أقسم عليها ان لا تصطحبه,و إكتفى بمصاحبة ولده
وهذا ما كانت المرأة تخطط لحدوثه بإستخدام سحرها الأسود
وفي الطريق قال محيدان لوالده:لقد تركنا عمّتي لوحدها في المنزل
وهي غريبة لا تعرف الناس جيدا
فقال أبوه:صدقت يا بني
عد إليها ودعني أذهب لوحدي
فقال محيدان:بل إنتظر هنا أبي
وسوف أطلب من عمي تمّان ان يرافقك.وهذا ما حصل
أما المرأة فبعد أن إطمأنت إلى رحيل الزوج والولد,فقد
عمدت إلى الدخان,وهيات كل أسباب الإستمتاع باللقاء المرتقب.
لم يتسلّق محيدان شجرة المراقبة هذه المرّة,بل توجّه إلى
بيت عمه تّمّان بعد ان رأى الدخان,وبقي هناك
حتى تأكد له أن عشيق سعدية قد وصل اليها
فطلب من زوجة عمه وبناتها مرافقته لإيناس زوجة أبيه
لأنها تشعر بالخوف والقلق لمرض زوجها كما يدّعي.
ولقد صدقت تكهنات محيدان,فهاهم وجها لوجه أمام المسكن
مع الغادر مسعود فجرير الذي أصيب بالدهشة و الإربتاك لرؤية محيدان
وعائلة تمّان بكامل أطقمها,فاظهر محيدان السرور والبهجة
و شرع يرحّب بالعم الذي تجمّدت قدماه,وجفّ ريقه وخرس لسانه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وعندما سمعت الزوجة الخائنة الأصوات خرجت مذعورة
وحين رأت جماعتي الخير والشر,عقدت الدهشة لسانها,و بلعت ريقها مرارا
ولم تهتدى لفعل الصواب,و وقفت حائرة مرتابة
فبادرها محيدان بالقول: عمتي عمتي هذا عمي مسعود
فقال مسعود فجرير مرتبكا:كيف حالك يا سعديّة,أنا كنت أبحث عن
بقرتى الحمراء,ومحيدان ما تركني,وطلب مني شرب فنجان شاهي معكم
فقالت سعديّة الخائنة في إرتباك بيّن:أهلا وسهلا بكم جميعا
فدخل الجميع
ثم سالت محيدان:الم تكن برفقة أبيك؟
فقال:أبي ما هان عليه ان يترككِ لوحدك
فقالت:ومن رافقه؟
قال:رافقه عمي تمّان
فشعرت بالغيظ والخوف في نفس الوقت فأشاحت بوجهها
أمّا مسعود فجرير العاشق المتيّم فقد علم ان مسعاه قد خاب
فأراد الإنصراف
غير أن محيدان رفض ان يأذن له قبل الضيافة
فقالت سعدية:إنّ عمّك مسعود جاء من بعيد,وهو يبحث عن
أبقاره,فدعه يرحل قبل إشتداد حرارة الشمس وضياع الحيوانات
كان محيدان يسأل نفسه عن سر إستجابة مسعود السريعة
لدخان عمته الخائنة وهو على بعد عشرات الأميال
فقرر أن يتبعه حتى ينظر إلى أين يأوى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وبعد خروج مسعود فجرير بقليل إستغلّ محيدان إنشغال عمته
بالحديث مع زائراتها فتسلل خلف الرجل
دون أن يشعر به,فلاحظ أنّه لا يبحث عن شيء أبدا
بل أخذ يغذ السير بإتجاه الغرب و هو يلتفت كالخائف أو المرتاب
فصمم محيدان على معرفة سرّ ه,فواصل مسايرته
وعلى بعد أقلّ من ميل لاح له مسكن جديد على تلة,تشرف على
محيط حيهم بأكمله,و لم يكن ذلك المسكن الجديد موجود من قبل
فإختفى محيدان بين الأشجار,و اخذ يراقب مسعودا حتى رأه يدخله
فعلم انّه إنتقل إلى هناك ليكون بالقرب من حبيبة قلبه الخائنة سعديّة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

فعاد الولد سريعا وهو مشغول البال على أبيه
شاعرا بعظم المصيبة التي جلبها الزواج من تلك اللعوب
وعندما وصل إلى المسكن وجد بنات عمّه و أمهنّ قد غادرن
ولم يكد يجلس حتى إستدعته سعدية الخائنة
وسألته:
إلى أين ذهبت؟
فقال لها:كنت أترقب عودة أبي,فسكتت مغضبة
صادف وجود سعيد حرشات وأخيه تمّان في المدينة يوم جمعة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وفي المسجد وعندما سمع سعيد تلاوة القرآن إنتفض جسمه و إهتز
بدنه و أخذ يصرخ صراخا متواصلا,وحاول الهرب من المسجد
غير ان عدد من الرجال أحاطوا به,وقيدوا يديه ورجليه,ثم حملوه
إلى أمام المسجد الذي واصل تلاوة المعوذات وبعض الرقى
الشرعية,فأرتفع صراخ سعيد,وفي الحقيقة كان ذلك صراخ
الجني المسلّط عليه من قبل زوجته الساحرة.و اخذ ذلك الشيطان يئن
ويتوجع,وهو يلتوي ويتشنّج,وكلمّا أمعن الإمام في التلاوة إرتفع
أنين وتوّجع الجني,ثم صرخ صرخة مهولة,فأغمي على سعيد
بينما وقف المصلون مذهولين مما يحدث أمامهم
ثم حملوا المريض إلى صحن المسجد,وبعد ان إستردّ وعيه
كانت البثور قد إختفت من جسده,ولكنّه ظل شاعرا بالوهن
وبعد الصلاة إستدعاه إمام المسجد,ثم أعاد عليه الرقيه,وقدّم له
زجاجة ماء مقروء عليه,وقال له:
أكثر من ذكر الله,وداوم على تلاوة ما تحفظ من سور القرآن الكريم
و إذا شعرت بأي سوء فأشرب قليلا من هذه الماء بعد ان تسمي الله
فشكره سعيد وغادر المدينة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

نهض محيدان مع أذان الفجر,وأخذ يباشر المهام التي إعتاد
على فعلها من صغره,بينما نهضت زوجة أبيه قبل الظهر بقليل
ساخطة مستأة لفشل خطّتها,ولكنها كانت تظهر الوله
والخوف على زوجها المريض
قاد محيدان قطيع الأبقار في إتجاه المدينة,على أمل ان
يلتقي بأبيه عندما يعود,وظل مترقّبا منذ الصباح
حتى عنَّ له راكبان يمشيان الهوينى ويتّجهان صوب حيّه
فأستبشر خيرا,وما لبث أن تبيّن له أنهما والده وعمّه,فأسرع
يجري حتى أستقبلهما على مشارف الحي,وسر كثيرا عندما
لاحظ اختفاء البثورِ من على وجه أبيه
أمّا سعدية فإنها كانت قلقة فعلا,وتخشى ان يحدّث
محيدان والده عن عشيقها مسعود فجرير عندما يعود من المدينة
فربّما يشّك في سلوكها,فبقيت متوترة الأعصاب
وكم كانت خيبتها مريرة عندما لاحظت إختفاء البثور من على
وجه زوجها سعيد حرشات,فأصيبت بالهلع,لأنها تعلم أن خادمها
الجني قد أجبر على مغادرة جسم الزوج,و تخاف ان يكون
قد أرغم أيضا على الإعتراف بإسم الساحر الذي إستخدمه
وعندما رأت زوجها و أخاه و ابنه قادمين إختبات خلف
المسكن حتى تسمع كلامهم وتعرف نياتهم
و عندما سمعت زوجها يناديها:
سعدية سعدية,أين أنت؟ لقد جلبت لك بخورا من المدينة
أطمأن قلبها,وعرفت ان الجني لم يعترف عليها,فإبتعدت
خفية عن المسكن لمسافة معقولة,وعادت متصنعة الحزن
والخوف والقلق,وجلست حيث يرونها و اخذت تبكي
بصوت عال,فلمّا سمعها الزوج أسرع إليها,وناداها
وعندما سمعت ندائه تصنّعت الفرحة والتفاجىء,وسالته
في لهفة كاذبة:متى وصلتم؟
الحمد لله على السلامة و اخذت تتفحصّ وجهه وتقول:
غاب الشر الحمدلله الشكر لله,لكن محيدان لم يعد بعد و أنا قلقة عليه أيضا
فضحك لها الزوج وقال:محيدان قد إستقبلنا وهو الآن يطعم الأبقار
لم تتغلّب سعدية على رغبتها الجامحة في الخيانة,لكنّها تخشى
من الفشل الذريع,ومن إفتضاح امرها,فقررت تدبير خطة اخرى
تنفذّها بعيدا عن زوجها وعن ولده المزعج محيدان
خاصة بعد ان علمت بعودة عشيقها مسعود فجرير إلى موطنه الأصلي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الخميس مايو 01, 2014 1:00 am

مكائد زوجة الأب
====

الجزء التاسع ..الجني

فأستأذنت من زوجها في زيارة أهلها و المكوث مع أمها عدة ايام
خاصة و أنها قد أسقطت الحمل,فهي بحاجة إلى الراحة والإستجمام
وافق الرجل دون تردد فحزمت ما تحتاج إليه من ثياب ومتاع,وتأهبت للرحيل
و حين همّت بالانصراف قال لها: لابد لي من اصطحابك فأقسمت عليه ان لا
يرافقها أبعد من منتصف الطريق,فهي تعرف بقيّة الدرب جيدا و لا داعي للقلق
فقال الولد محيدان :
دعني يا ابي ارافق عمتي,وأبقى معها إلى ان تعود
فرفضت المرأة بشدة,مدّعية انه عنيد,ولا يسمع الكلام,فصمم الوالد والولد
فانصاعت مرغمة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وبعد ان فارقهما الأب ظلت طول الطريق ساكتة واجمة لم تنبس ببنت شفه
رغم محاولات الولد جرها للحديث
لأنها كانت تخشى ان تفلت من فمها كلمه تفضح سوء نيتها فألتزمت الصمت
وعندما وصلا الديار إستقبلهما الأهل بالترحاب,ولما علم الجيران بوصولهما قدموا ليسلموا عليهما
كان ذلك العشيق مسعود من ضمن الناس الذين جاءوا لإلقاء التحية
فلما رآه الولد محيدان انزعج كثيرا و شعر برغبة عارمة في مهاجمته لكنه تمالك نفسه
و أخذ يراقب حركاته و سكناته،كذلك لم يرفع طرفه عن زوجة أبيه
التي كانت تثير شكوكه خاصة بعد ان رآها تقوم بحركة بادلها مسعود بمثلها.
ذبح اخوة المرأة فُعُورا ـ عجل ـ وصنعوا عشاء دعوا اليه الأهل و الجيران
كما أقاموا جلسة سمر ريفية تتضمن غناءــ النانا و دبرارت ــ وأحاديث وحكايات شتى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

و بعد جلسة السمر تلك نام محيدان وعمته في كوخ صغير
وعند منتصف الليل سمع صوتا هامسا ينادي : (اشش ...اشش)
من خلف الكوخ الذي ينامان فيه
ففتح عينيه وجال بنظره في ارجاء الكوخ،فلاحظ وجود عمته في مكانها وهي نائمة
ولم يكد يضع رأسه على الفراش مرة اخرى حتى سمع الصوت السابق لكن بنبرة اقوى
ولاحظ تململ زوجة أبيه على الفراش دون أن تنهض,ثم رآها تجلس وتفرك عينيها
فخاف أن تلاحظ يقظته فأغمض عينيه وأرهف سمعة ونام نومة الذئب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

كان الصوت الهامس يزداد وضوحا وكذلك الحصى التى كانت ترمى على الباب يكبر حجمها
ولم تلبث المرأة ان إنسابت كأنها افعى،ولم يشعر إلا برائحة عطرها تزكم انفه
وهي تقترب منه لتتأكد,من نومه فتسارعت نبضات قلبه،وارتجفت أوصاله
لكنه سرعان ما تناوم وأخذ يشخر شخيرا خفيفا,عندها اطمأنت الى نومه
فتوجهت نحو باب الكوخ،وقبل أن ترفع قدمها سمعته يهذي ويقول :
أبي ... إن عمتي ...إنّ البقرة الحمرء... ففزعت المرأة وتراجعت
لكن الذي في الخارج فقد الصبر ونزع الى التهور بدل التعقل فتقدم
من باب الكوخ والولد يلاحظه،وقبل أن يدخل صاح محيدان بأعلى صوته:
النجدة النجدة..أنجدني يا ابي ...أماه أغيثينى ...أنقذوني

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

فتسمرت قدما المعتدي من هول المفاجأة، وأرتبك ارتباكا فضيعا

ولكنه فر في اللحظة الأخيرة عندما سمع أصوات الرجال تقترب منه وقد أسرجوا الفوانيس
اما المرأة فقد بلغت روحها الحلقوم من شدة الهلع،وأخذ منها الإحراج كل مأخذ
إلا أنها سكنت قليلا عندها ارتمى الصبي في حضنها خائفا مرتجفا باكيا وهو يقول:
رأيت جنيا كبيرا يا عمة,لقد أمسك برقبتي,يريد قتلي,أنظري إليه
إنه هنا في الكوخ
فلم تقل المرأة شيئا,بل غضبت غضبا مروعا,و أرادت
البطش بالولد ومعاقبته,غير انها تراجعت عندما امتلاء الكوخ بإخوتها
و أخواتها الذين سألوها عن سبب صراخ الولد المفاجئ
فسألته متلعثمة :ماذا بك يا محيدان؟
فأجابها:رأيت جنيا كبيرا هنا في داخل الكوخ,لقد أراد ان يخنقني
فلما سمعوا هذا الادعاء تنفسوا الصعداء،وحاولوا طمأنة الولد وتشجيعه لكنه استمر
في البكاء والصراخ وهو يقول :أريد العودة إلى أبي
فغضبوا من هذا التصرف وشعروا بالحرج الشديد عند حضور الجيران

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ولم يغيرمحيدان موقفه في الصباح،بل رفض تناول شيئا من الحليب او الطعام، وظل يبكي حتى
قرروا أن يرافقه أحدهم ليعيده إلى أبيه،لكنه أصر على إصطحاب عمته
التي رفضت بشدة،فما كان منه إلا ان اخذ يجري في البرية ويصيح كان به مسّ
ليحرجها وأسرتها،فما كان منهم إلا ان اقنعوها بالعودة مع الصبي وقالوا لها:
انه طفل يتيم وأنت بمثابة امه
وعندما ابتعدا عن المساكن بدأت تكيل له اصناف الشتائم والسباب وتصب عليه اللعنات.
اندهش سعيد حرشات عندما حضر في المساء ووجد زوجته و ولده قد عادا
وبادر زوجته بالسؤال :
لماذا رجعتما سريعا؟
فقالت له مغضبة: ابنك الخواف يدّعي انه راى جنيا
ابنك السخيف لا يرافق احدا إلا وأحرجه
ثم جلست تندب حظها العاثر الذي حرمها من المكوث لدى أمها فغضب الزوج
وتوجه وهو يتميز من الغيظ الى حيث يجلس محيدان في الخارج بعيدا عنهما
وعندما اقترب منه بما يكفي رفع كفه عاليا يريد ان يصفعه
ولكنه تذكر وصية زوجته المرحومة:
لا تصدق على ولدنا احدا
فتراجع مستغفرا الله،ثم خفف من حدة لهجته وسأل الولد
عن سر العودة المبكرة فأجابه بأنه لم يتكيف مع اهل زوجته ولم يشعر
بالارتياح معهم فاختلق ذلك العذر ليعود الى الديار
فضحك الاب وقال لابنه:
لا بأس . ولكن لا بد لي من توبيخك حتى ترضى سعدية
اخذ الاب يصرخ في وجه ابنه ويؤنبه على جبنه و خوفه من لا شيء
فلما احس ان المرأة قد ارتاحت،ادخله وامضوا ليلة كئيبة حزينة بالنسبة لها.
لم تكن تلك المرأة راضية عن حياتها مع زوجها وولده. فلقد حرماها من حبيبها
لذلك كانت ايامها ولياليها تمر تعيسة مريرة،لا تعرف الهناء
ولا تتذوق السعادة التي تحيط بها ,و استمرت تحيك المكائد لتتخلص من الولد قبل الوالد
وترسم الخطط الخبيثة لعلها تعود الى حبيبها.
لاحظ الرجل الوجوم والسخط والشحوب على وجه زوجته فأعتقد انها تشعر بالملل والضجر
فعزم على اصطحابها وولده الى المدينة فأبلغهما بذلك وطلب منهما حزم وتجهيز الاغراض

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الخميس مايو 01, 2014 1:06 am

مكائد زوجة الأب
====

الجزء العاشر ..الخبز اليابس

في الصباح حملوا على بعيرا حطبا وعلى آخر جلود ا وثالثا
إمتطته المرأة مع جرار السمن والعسل وزجاجات الكحل والمر
بينما ساق الاب وابنه قطيع الحملان باتجاه المدينة التي تبعد عن مسكنهم
8 كيلو مترات .
لم تكن علامات السرور بادية على وجه المرأة أثناء الرحلة
غير ان ذلك التقطيب اختفى من على وجهها , في حين كان الرجل وابنه
في منتهى السرور وغاية الفرح والانشراح , فهاهما يشدوان بأغاني الناناه *
ويتبادلان المقالب ويضحكان ويتمازحان طوال الرحلة
بينما ظلت هي لا تبدي ولا تعيد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ولكن كلما اقتربوا من المدينة كانت اساريرها تنبسط اكثر فأكثر
وعلى بعد كليلو متر من مدخل المدينة اناخ الرجل الجمال
وقاد الحملان الى نبع الماء , ثم اخذوا جميعا قسطا من الراحة
و اطلع زوجته وابنه على خطة البيع والشراء.
وبعد الضحى بقليل كانت العائلة في السوق

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وتمكن الرجل من بيع صغار الماعز والحطب
وفي ذات الوقت كانت المرأة ضيفة عند بعض معارفها
اما الولد فقد التقى ببعض الفتية من اترابه فسمح له والده باللعب معهم .
بعد صلاة الظهر عقد سعيد اتفاقا مع احد التجار
يأخذ التاجر بموجبه باقي بضاعته مقابل مبلغا من المال علاوة على الزاد
كما تمكنت المرأة من بيع المر و الكحل والسمن والعسل.
وقبل عودتهم مروا على تاجر آخر إشترت منه المرأة ما يلزمها
واشتروا للولد ما يسره.
ثم انصرفوا عائدين فوصلوا الى مساكنهم بعد الغروب بقليل.
كانت رحلة العودة أسعد بكثير بالنسبة للرجل والمرأة , اما الولد فكان
مغتاظا لأنه لم يشبع من اللعب بعد.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

بعد ذلك تجددت آمال محيدان في صلاح زوجة أبيه بعد تلك الرحلة
فكان يراقب تصرفاتها , ويمني نفسه بالوفاء منها والإخلاص.
غير انها وبعد مدة يسيرة عاودها الحنين , واشتعل صدرها شوقا ووجدا
ففكرت في حيلة ماكرة تبعد بها الوالد والولد عن الديار لساعات طويلة
فهداها شيطانها الى فكرة ماكرة
تضمن بتنفيذها وقتا يكفيها لتحقيق رغبتها
وذات ليلةٍ وبينما كان زوجها ينتظر ها شاهدها تخرج من الكوخ
متعثّرة في مشيتها وهي تحاول الوصول الى موقد النار
تكاد تقع على الارض
فهب اليها واسندها بذراعيه القويتين وأجلسها بالقرب من الموقد
فاعتذرت عن تقصيرها في خدمته ، وشكت اليه آلآما مبرحة
وتصلبا شديدا اطبق على ظهرها و مفاصلها ، وصداعا شديدا
يعصف برأسها
فطلب منها ان تجلس ، وان تأخذ قسطا من الراحة.وتوهم انها حامل
لذلك أسر في نفسه امرا اراد ان يفاجئها به.
لم يشهد الولد تلك التمثيلية إذ كان في الخارج

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وفي اليوم التالي وقبل ان يغادر الاب السعيد المتوهّم استدعى ابنه
وأوعز اليه برعاية عمته
وابلغه بذهابه الى المدينة لشراء بعض الادوية الضرورية وطلب منه كتمان امره
وعندما دخل محيدان الكوخ رأى عمّته مستلقية قرب النار
فحيّاها قائلا :
كيف اصبحت يا عمة؟
فردت عليه بصوت ضعيف لا يكاد يسمع : ادنو مني يا بني
فلمّا إقترب منها قالت :
اصبحت سقيمة , و أحتاج إلى بعض الكمأ , فإنّه يفدني وينفعني
فصعق الولد لهذا الطلب الغريب العجيب ، فما ترغب به عمته
يوجد على مسافة بعيدة جدا ، يستغرق الوصول اليه ساعات طويلة
وكذلك تحتاج عملية البحث والاستخراج الى وقت ليس بالقصير
وعندما لاحظت تردده لجأت الى الحيلة
فتأوهت وتنهدت عدة مرات ثم قالت باكية :
لو كنت أُمك لكنت مضيت دون تردد , ولو كان لي ولد لما خذلني
ثم أخذت تبكي وتولول
فوقعت هذه الكلمات في ضمير الولد كطعنات الرماح الغسانية
فلام نفسه واعتذر اليها ثم حمل قربة كبيرة وتظاهر بالرواح
فوقفت المرأة تراقبه وهو يبتعد ، فلما غاب عن ناظريها
أسرعت وأخرجت كيسا كبيرا من الدقيق وأخذت تعجنه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

أما محيدان فعندما تأكد من أنها لم تعد تراقبه عاد خلسة في خفة ورشاقة
وصعد على الشجرة والقى نظرة على المسكن
فبهت المسكين حينما رآها قد شمرت ثيابها , وهي تعجن كتلة عظيمة من الدقيق
ففرك يديه فرحا وسرورا ، إذ اعتقاده بأنها تخبز له ولوالده
ولام نفسه على سوء الظن
ثم نزل من على الشجرة وأخذ يجري ويقفز في الهوى فرحا وسرورا
لكنه توقف فجاءة عندما تذكر مواقفها السابقة
وعاد أدراجه حتى وقف خلف الكوخ وعندما ألقى نظرة
لاحظ أنها كلما انضجت مجموعة من الخبز اليابس حملته ورصته
على سريرها. ثم رآها تضطجع على السرير و اخذت تتقلّب
فصدر عن تفتت الخبز صوتا يشبه طرقعة مفاصل الإنسان
ثم أخذت تضحك وتقهقه
فادرك أنها تعمل على مكيدة جديدة ، بإستخدام الخبز اليابس
فذهب غير بعيد وملاء قربتة بكمية من نبات الشوك الكبير الحجم
ثم نام على الشجرة حتى وقت المغيب.
وعندما إجتمع شمل الأسرة ليلا ، لم تستطع المرأة أن تسال عن الكمأ
بل تحدث الأب قائلا : لقد أحضرت لك دواء من المدينة
فاثنت عليه وشكرته
فأردف قائلا :
لكن تعليمات الطبيب تتطلب منك الإستلقاء على السرير مدة طويلة
فسكتت راضية ولم تذكر شيئا عن الخبز الذي خبزت.
فتأكد محيدان من سوء نيتها

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وعندما سمع الجملة الأخيرة من والده برقت عيناه سرورا
فهاهي لحظة الثأر والانتقام لكرامة أبيه ولشرف عائلته قد حانت
وبعد قليلٍ إستأذنت المرأة زوجها
فأمسك بذراعيها يسندها , ثم جلست على حافة السرير متماوتة
ولما إنصرف الرجل وثبت إلى الفراش , ثم أخذت تصيح وتتأوه


توضيح
•الناناه : غناء شعبي في ظفار العمانية


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الخميس مايو 01, 2014 1:11 am

مكائد زوجة الأب
====

الجزء الأخير: آه آه ... آه ظهري

فعاد الرجل مسرعا ليسمع قرقعة الخبز اليابس المتحطّم تحت ظهرها
فتوهّم ان ذلك صوت فقرات عمودها الفقري المتصلب
فقال لها : يجب أن أدهن ظهرك بالكريم على أن تبقي لفترة طويلة
على الفراش فوافقت , فانتهز محيدان فرصة خروج المرأة لقضاء حاجتها
وإنشغال ابيه بإعداد الدواء ,ودخل الكوخ خلسة ثم رفع فراش السرير
و نثر كل ما في القربة من أشواك حاد فوق الخبز ثم أعاد كل شيء إلى مكانه
وإنصرف سريعا
وبعد قليل دخل والده الكوخ حاملا الدواء وبقي منتظرا قدوم سعدية
فلما حضرت مرَخَ جسدها بذلك الكريم ثم ساعدها على النهوض
والإستلقاء على السرير , وما إنْ وضعت إليتها وخزتها الأشواك الحادة
في مؤخرتها فوثبت مذعورة من شدة الوجع والحرقة
وأرادت النزول فمنعها زوجها الحسن النية تنفيذا للتعليمات الطبيب
بل إنه دفعها إلى السرير دفعا حرصا منه على سلامتها
فلما وقع ظهرها على السرير شكتها أشواك كأنها أُبر مخيط عجمية
في جميع أنحاء ظهرها فصرخت مستغيثة وحاولت الفرار
لكن قرقعة الخبز تثبت للزوج مدى معاناة سعدية من آلام المفاصل

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

فأستدعى ابنه الذي كان يفحص الأرض برجليه من شدّة الضحك
وطلب منه أن يحضر حبلا قويا ليقيدا عمته التي لا تريد أن تتعافى
فهب الولد هبوب الرياح الشمالية
وفي سرعة البرق أحضر حبلا متينا كانا يعقلان به ناقتهما العنود
ثم أمسك بأطراف سعدية وقد أغمي عليها من شدة الألم و كثرة الجراح
وبعد أن أنهى سعيد حرشآت تقييد زوجته
جلس يسامر ابنه قليلا ثم ناما سعيدين هانئين
وعندما أفاقت سعدية من غيبوبتها وجدت نفسها مقيدة
وشعرت بوخز الشوك مجددا
فصاحت بصوت ضعيف لم يسمعه لا الوالد ولا الولد
وكانت قد عزمت على الإعتراف بخدعتها لتنجو من وخز الشوك
فكانت كلما حاولت أن تحرك جزء من جسدها
طعنتها الأشواك الحادة وخرقت جسمها
فأنهارت نفسيا وجسميا وإستسلمت للأمر الواقع
ولم يغمض لها جفن طوال تلك الليلة , وقد تجلط
الدم الذي سال من بدنها , فألتصق ظهرها بالفراش
فكان ذلك آلة عذابِ أقسى مما سبق

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وفي الصباح دخل سعيد ليطمئن على زوجته فوجدها منهارة تماما
وفي حالة تصعب على الكافر وقد خارت قواها
والزبد يخرج من شدقيها لكنها كانت نائمة , فتركها ومضى
ثم أوصى ابنه برعايتها وخدمتها وانصرف لشأنه
فجلس محيدان يفكر في كيفية مواجهة تلك المرأة الخائنة
وسأل نفسه :
هل من الممكن أنْ تثوب إلى رشدها؟
وأنْ وتقلع عن الخيانة؟
هل إذا صارحتها وكشفت لها أسرارها
ستحترمني بعد أن سترت عليها ولم أشيء بها؟
ما نوع المكائد التي ستستخدمها في مستقبل الأيام؟
أم الأفضل لنا ولها أن تخرج من حياتنا بهدوء؟
استقر رأيه على التخلص من تلك الخائنة دون أن يثير
شكوك أو نخوة أو مشاعر أبيه
وعندما دخل عليها وجدها تحاول النهوض
فوقف يراقبها مشفقا
وحين وقع نظرها عليه إرتمت على السرير باكية
بكاء التماسيح
فعاجلها بقوله :
لا داعي يا عمة سعديّة لقد رأيت كل شيء منذ أول
دخان خيانة أرسلتيه إلى مسعود فجرير
فلمّا سمعت بإسم عشيقها نكّست رأسها في خِزي وذل
ولم تتجرأ على النظر إلى محيدان
فقال الفتى : لقد خنتِ زوجك المسكين
وخنتيني وخنت أباك وإخوتكِ معه
ورضيتِ أن تكوني أداة متعة في يد ذلك الخسيس
والآن أطلب منك الخروج من حياتنا دون فضائح
و أعدكِ أن لا نكشف سركِ لا أنا ولا أبي
فهزت رأسها بالموافقة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وفي المساء وعندما عاد سعيد حرشآت من عمله
وجد زوجته قد حزمت أمتعتها وإستعدت للمغادرة
طالبة منه الطلاق
وحين حاول أن يفتح فمه قالت له :
ليس لكما ذنب ، وإن كنت شهما فطلقني
فحزن الرجل و نظر إلى ابنه فرآه متهلل الوجهه
وهو يقول : طلقها يا أبي طلقها
فعزم على طلاقها
و في مجلس عائلتها أقنعهم سعيد حرشآت بأنه سيء المزاج
شرس الطباع , صعب العشرة
وأن ابنتهم عانت كثيرا معه ، وأن في طلاقها مصلحة للجميع
فلم يقتنع أبوها أو إخوتها بكلام الرجل لأنّهم يعرفونه جيدا
فهو كريم شهم نبيل . لكنهم قبلوا منه لما رأوا إصراره
وفي مسكنهما حكى محيدان لوالده عن كل ما حدث
فشكره على حكمته وشجاعته
ثم قال : لن أتزوج أبدا أبدا
فقال ابنه الذكي :
ليست كل النساء مثل أُمِّي
ولسن جميعا مثل عمتي سعديّة
والزواج سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم

تمت بحمد الله
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف فداء الاسلام الجمعة مايو 02, 2014 9:18 am

الموروث الشعبى دائما
يتضمن قصص ذات عبرة ومغزى
ولها حبكة درامية رائعة
شكرا لنقل هذه القصة المعبرة
شكرا لولو حسن
فداء الاسلام
فداء الاسلام
عضو نشيط
عضو نشيط

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 950
نقاط : 1032
تاريخ التسجيل : 24/03/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف هدى من الله السبت مايو 03, 2014 9:59 am

قصة جميلة فيها عبرة
الشر لايدوم
وهناك بعض الناس ممن يستخدم السحر والشعوذة للاعمال الخبيثة
اللهم اكفنا شرهم ونور بصرنا وبصيرتنا
هدى من الله
هدى من الله
Admin
Admin

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 10627
نقاط : 15580
تاريخ التسجيل : 24/07/2012

https://lolo1958.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الأحد مايو 04, 2014 12:27 am

شكرا للتعليق القيم
والمرور العطر
فداء الاسلام ,, هدى
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف توتى بدر الثلاثاء مايو 06, 2014 6:50 pm

يمهل ولا يهمل
قصة جميلة
شكرا لولو حسن
توتى بدر
توتى بدر
عضو برونزى
عضو برونزى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 2305
نقاط : 3183
تاريخ التسجيل : 28/08/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف سهيلة السبت مايو 10, 2014 2:58 am

قصة من التراث الشعبى الممتلء بالمواعظ والحكم
ان الشر له أخر وان الخير لابد ان ينتصر فى النهاية
وما تفعل من خير تجده وما تفعل من شر تجده
شكرا لولو حسن
سهيلة
سهيلة
عضو نشيط
عضو نشيط

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 528
نقاط : 584
تاريخ التسجيل : 17/01/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الأربعاء يوليو 16, 2014 8:40 am

شكرا لمروركم وتعليقكم الجميل
توتى بدر
سهيلة
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف روضة البدر الجمعة سبتمبر 12, 2014 9:03 am

قصة جميلة
شكرا لولو حسن
روضة البدر
روضة البدر
عضو برونزى
عضو برونزى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 2133
نقاط : 3117
تاريخ التسجيل : 01/12/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الثلاثاء أكتوبر 14, 2014 5:04 pm

شكرا لمرورك وتعليقك الجميل
روضة البدر


سكر
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف دينا الأربعاء نوفمبر 05, 2014 11:18 pm

شكرا لكى لولو حسن
دينا
دينا
عضو فعال
عضو فعال

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 206
نقاط : 228
تاريخ التسجيل : 01/11/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف لولو حسن الخميس يناير 01, 2015 7:13 am

مرورك اسعدنى دينا
شكرا لكى غاليتى


مج
لولو حسن
لولو حسن
عضو فضى
عضو فضى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف هنا سيد الأحد أبريل 26, 2015 5:36 pm

يمهل ولا يهمل
هكذا نهاية الشر .. سودة
شكرا لولو حسن
هنا سيد
هنا سيد
عضو برونزى
عضو برونزى

الجنس : انثى
عدد المساهمات : 2469
نقاط : 3301
تاريخ التسجيل : 24/07/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي  Empty رد: مكائد زوجة الاب .. حكاية من التراث الشعبي

مُساهمة من طرف نسمة الإثنين يناير 18, 2016 3:09 pm

قصة فيها عبرة لمن يعتبر
نسمة
نسمة
عضو جديد
عضو جديد

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 41
نقاط : 43
تاريخ التسجيل : 24/12/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى