أجمل جزر البصرة السياحية تأمل استعادة بريقها

من طرف **هدى من الله** الخميس يونيو 27, 2013 8:47 am

أجمل جزر البصرة السياحية تأمل استعادة بريقها
===================

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

جزيرة السندباد أجمل جزر البصرة السياحية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الإهمال أفقد الجزيرة بريقها
جزيرة السندباد بالبصرة كانت من أكثر الوجهات السياحية المحبذة، لكن هذه الجنة على أرض العراق قد ديست بنعال الجنود في الحرب التي شهدتها البلاد، فسرعان ما ذبلت زهورها وفقدت بريقها. إلا أنها اليوم تسعى جاهدة لاستعادة ذلك المجد الذي سلب منها.
ما تحمله مدينة البصرة في تربتها من خيرات ظاهرة وباطنة، جعلها قبلة الزائرين قديماً، أما اليوم فهي تعيش حالة من الركود السياحي، الذي أثر على اقتصادها كمدينة سياحية كان فيها النخيل ورقاً يدون تاريخا مجيدا عاشته هذه المدينة، ولكن مع حملات قطع رؤوس الشهود، في حرب لا ناقة للعراق فيها ولا جمل مات أكثر الشهود !!
على الطرف الشرقي من مدينة البصرة يمتد شط العرب متجها شمالاً حتى ملتقى الأخوين دجلة والفرات، وقبالة الأخوين تقبع جزيرة السندباد التي تتميز بخصوصية فريدة من نوعها وهي أنها منطقة سياحية وزراعية في الآن نفسه، وهي -أي الجزيرة- مجاورة لبساتين النخيل لا يفصل بينهما سوى جزء من شط العرب الذي يحيط بالجزيرة .
وعندما حاولنا التعرف أكثر على تاريخ هذه الجزيرة سألنا السكان القدامى في هذه المنطقة، فأجاب إبراهيم محي أحد المواطنين هناك ومن مواليد 1951: «أن هذه الجزيرة كانت تسمى ( الشلهة)، والشلهة هي كل جزيرة يحيط بها الماء من جوانبها الأربعة … والسندباد كانت ملكاً لشخص يدعى ( معيرض) وهو أحد أشهر الملاكين في ذلك الوقت، والحديث لمحي، الذي لا يزال يذكر عبوره على الجسر الخشبي الذي وضعه الإنكليز والمصنوع من خشب الأبنوس الفاخر قبل أن ينشأ جسر خالد لتستملك الحكومة الجزيرة وتحولها إلى منتجع سياحي جميل عاش أبناء البصرة فيه أجمل ذكرياتهم.
وأضاف السيد عبد العباس شهل (يعمل مدرسا) عن هذه المنطقة التي وصفها بالجنة، أن جزيرة السندباد هي جزء من منطقة الجزيرة وتقسم إلى أربع جزر وليس إلى ثلاث كما هو شائع وتشمل عدة مناطق مثل : الرملة، الفيحاء، الفيروزية أو أبو مشايخ، اليوبه وصولا إلى باب الهوى والصقر والنعيسة ثم الكباسي الصغير والكبير التي تكثر فيها أشجار النخيل التي تحولت الآن إلى مناطق سكنية أفقدت المنطقة بريقها الذي اتصفت به .
ويواصل الحديث قائلا : فيها من الأنهار التي باركتها السماء بخيرات الطبيعة الشيء الكثير مثل : نهر الغُبَيّ، الكباسي الذي كان يسمى في بدايته نهر الجلاب، الوُحَيِد، أبو الزوري ( والذي يبدو من اسمه أنه يكثر فيه الزوري )، العَوَي ( من لفظة الأعوج بلهجة الجنوب)، الشرجي، المجرية، وشيمان والكثير الكثير من الأنهار التي تجعل البصرة بحق تستحق لقب «فينيسيا الشرق».
لاقت هذه الجزيرة التي كانت محط أنظار المعجبين الشيء الكثير وحملت من الذكريات ما يفوق خيالنا ، ففي جزيرة السندباد أقيم أحد مهرجانات المربد، إذ قرأ فيها شاعر العرب الأكبر ألجواهري قصيدة ( أيها الأرق) حضره من الشعراء: سعدي يوسف وعبد الرزاق عبد الواحد وخليل خوري ….وآخرون، التقوا بشعراء البصرة، لقد كانت أياما علقت في ذاكرة الرواة الذين حلمون بعودتها.
حتى أن الأستاذ إحسان السامرائي ذكرها في عبير توابله إذ قال عن أصل تسميتها في صفحة 140 -141 «….سميت ( سابقاً) بجزيرة الفحم ثم اشترتها مصلحة الموانئ وأطلقت عليها اسم ( السندباد) تيمناً بإسم الرحالة الأسطوري الذي مرّ عليها، ومن ثمة حولتها إلى جزيرة سياحية «.
ويمتد على ظهر الجزيرة جسر خالد بن الوليد الذي يربط ضفتيها ليكون حلقة الوصل بينها وبدل أن ينقل على ظهره الفرح والسرور لهذه الجزيرة جعلته آلة الحرب جسرا حربيا خلال الحرب العراقية الإيرانية ينقل البارود والعتاد بدل الزهور والخضرة ، وقد دمر قسم من الجسر خلال حرب عام 1991 واستبدل بجسر عائم فتحولت الجزيرة إلى حطام، جفت فيها نافورات الماء الرقراقة ، وهُجرت الأبنية السياحية التي كانت ذات يوم شاهدة على عصر سمي بعصر الفرح البصري ، فأصبحت في حالة يرثى لها بعد أن كانت جنة للزائرين. وهي الآن بعهدة عدد من ساكنيها. والجدير بالذكر أن الجزء الجنوبي من الجزيرة قد افتتح، في أول أيام عيد الأضحى الفائت بعد إعادة ترميمه، للموطنين كخطوة أولى لأعمار الجزيرة.
وفي سؤال وجهناه إلى السيدة زهرة البجاري عضو مجلس محافظة ورئيس لجنة الآثار والسياحة في محافظة البصرة حول الخطوات التالية لأحياء الأماكن السياحية، أجابت «نحن بصدد العمل على إنشاء فنادق جديدة عن طريق الاستثمار وبعضها وزارية».