التواضع .. د. محمد العريفى

من طرف **هدى من الله** الخميس يونيو 20, 2013 1:38 pm

التواضع .. د. محمد العريفى
============

كنت فى مجلس فيه عدد من الوجهاء, فتحدث أحد من رأه استغنى , وقال فى اثناء حديثه : ومررت بأحد العمال فمد يده يصافحنى فترددت ,
ثم مددت يدى وصافحته . ثم قال بشيئ من الغرور : مع انى لا أعطى يدى لاى أحد.. ما شاء الله يقول لا أعطى يدى لاى أحد.
أما رسول الله أفضل الخلق

فكانت الاَمَة المملوكة الضعيفة تلقاه فى وسط الطريق فتشتكى اليه من ظلم أهلها , أو كثرة شغلها , فينطلق معها الى اهلها ليشفع لها ,
وكان يقول : " لايدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر"

كم سمعنا الناس يرددون يا أخى , فلان متكبر , فلان شايف نفسه , ويبغضونه بسبب هذا الخلق ويذمونه.
وتسأله : لماذا لم تستعن فى جارك فى كذا ؟ فيقول فلان متكبر علينا وما يعطينا وجه
آآآآآه كم هم مبغوضون أولئك الذين يتكبرون على الناس ويعاملونهم بإستيعلاء.
كم هو منبوذ , ذلك الذى يطغى ان رأه استغنى . ذلك الذى يصعر خده للناس ويمشى فى الأرض مرحا .
ذاك الذى يتكبر على العمال , والخدام , والفقراء , يتكبر عن محادثتهم , ومصافحتهم ومجالستهم .

لما دخل رسول الله أفضل الخلق

مكة فاتحا جعل يمر بطرقات مكة التى طالما أوذى فيها , واستُهزى به.
كم سمع فى طرقاتها : يامجنون . ساحر . كاهن . كذاب .
وهو اليوم يدخلها قائدا عزيزا , مُتمكنا , قد اذل الله أهلها بين يديه . فكيف كان شعوره وهو داخل؟

قال عبد الله بن ابى بكر رضى الله عنهما: لما وصل رسول الله أفضل الخلق

إلى ذى طوى وقف على راحلته معتجرا بقطعة بُرد حمراء .

وإن رسول الله أفضل الخلق

ليضع رأسه تواضعا لله , حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح , حتى ان عثنونه - طرف لحيته - ليكاد يمس واسطة الرحل .
وقال أنس رضى الله عنه دخل رسول الله أفضل الخلق

مكة يوم الفتح وذقنه على راحلته مُتخشعا.
وقال بن مسعود : أقبل رجل الى رسول الله أفضل الخلق

فكلمه فى شيئ فأخذته الرعدة فقال أفضل الخلق

: " هون عليك , فإنما أنا ابن إمرأة من قريش تأكل القديد " اللحم المجفف

وكان يقول أفضل الخلق

" أجلس كما يجلس العبد وآكل كما يأكل العبد ".

نعم.
تواضع تكن كالنجم لاح لناظره **على صفحات الماء وهو رفيع

ولا تك كالدخان يعلو بنفسه **على طبقات الجو وهو وضيع