بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
هدى من الله | ||||
لولو حسن | ||||
روز | ||||
هنا سيد | ||||
توتى بدر | ||||
fola | ||||
روضة البدر | ||||
ام دهب و مصطفى | ||||
امة الرحمن | ||||
لولا |
الاعتكاف في شهر رمضان وغير رمضان
+6
لولو حسن
رحمة
روز
توتى بدر
هنا سيد
هدى من الله
10 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الاعتكاف في شهر رمضان وغير رمضان
الاعتكاف في شهر رمضان وغير رمضان
=================
تقديم
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ , وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ , وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (آل عمران : 122)
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا))(النساء : 1)
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا))(الأحزاب : 71،70)
أما بعد
هذه رسالة مختصرة عن أحكام الاعتكاف , وهذه محاولة لعلاج بعض الخلل الذي رأيته , وأُذكر القارئ الكريم بأن الاعتكاف عبادة شديدة لا يُوفق فيها إلا من وفقه الله سبحانه وتعالي .
وقد قال الشوكاني رحمه الله تعالي : قال مالك : فكرت في الاعتكاف وترك الصحابة له مع شدة إتباعهم للأثر فوقع في نفسي أنه كالوصال ( صيام الليل مع النهار ) وأراهم تركوه لشدته ... وتعقب الحافظ في الفتح قول مالك أنه لم يعتكف من السلف إلا أبو بكر بن عبد الرحمن وقال لعله أراد صفة مخصوصة وإلا فقد حُكي عن غير واحد من الصحابة أنه اعتكف )(( بتصرف من نيل الأوطار جـ 4 صــ264 ) )
(1) معني الاعتكاف :
في اللغة : الحبس والمُكث واللزوم .
في الشرع :المكث في المسجد من شخص مخصوص بصفة مخصوصة .
(2) حكمه :
أجمع المسلمون علي استحبابه وأنه ليس بواجب وعلي أنه متأكد في العشر الأواخر من رمضان .(المصدر السابق)
ومن كلام مالك أخذ بعض أصحابه أن الاعتكاف جائز وأنكر عليهم ابن العربي وقال إنه سنة مؤكدة , وكذا قال ابن بطال في مواظبة النبي صلي الله عليه وسلم ما يدل علي تأكيده.
وقال أبو داود عن أحمد لا أعلم عن أحد من العلماء خلافا في أنه مسنون )( فتح الباري جـ 4 صـ 320 ) .
ولا خلاف في عدم وجوبه إلا إذا نذر .( نيل الأوطار جــ 4 صـ 264 )
واستدلوا بأدلة منها :عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ ) (صحيح البخاري : 2026)
(3) ثوابه والغرض منه :
أ- الاستعداد للفضل العظيم لليلة القدر قال الله تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ
(4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )(سورة القدر)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) (صحيح البخاري : 37 و - 2009 : صحيح مسلم - 759 و 759)
فالمكث والتفرغ في المسجد طيلة هذه الأيام يعين العبد علي الاجتهاد في تلك الليلة المباركة .
ب- الاشتغال بتحصيل ثواب الآخرة فيزداد العبد إيمانا:
(4) شروط الاعتكاف :
1- الإسلام : فلا يصح من كافر .
2- النية : وهى شرط عند الأحناف والحنابلة ورأى المالكية والشافعية أنها ركن لا شرط (وهو الصحيح).
3- العقل : فلا يصح من مجنون ونحوه ولا من صبى غير مميز أما المميز فيصح اعتكافه .
4- الطهارة الكبرى :فلا يصح للجُنب والحائض ـ والنُفساء ـ والمالكية اشترطوا إن أجنب وهو نائم لا يتراخى في الغسل , والأحناف قالوا لو اعتكف الجنب صح مع الحرمة.
5 ـ ذهب جمهور العلماء إلي شرعية الاعتكاف في كل مسجد:
قال الحافظ في الفتح : ( اتفق العلماء علي مشروطية المسجد للاعتكاف إلا محمد بن عمر بن لبان المالكي فأجازه في كل مكان وأجاز المالكية للمرأة أن تعتكف في مسجد بيتها وهو المكان المُعد للصلاة , وفيه قول للشافعي قديم وفي وجه لأصحابه وللمالكية يجوز للرجال والنساء لأن التطوع في البيوت أفضل , وذهب أبو حنيفة وأحمد إلي اختصاصه بالمساجد التي تقام فيها الصلوات( أ هـ كلام الحافظ جـ 4 صـ 319 ))
ورأي البعض بتخصيصه في المساجد الثلاثة المسجد الحرام , المسجد الأقصى , المسجد النبوي .
واستدلوا بـ [ لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ](رقم الحديث 2786 - المرجع سلسلة الصحيحة 6 الصفحة 667 , وقال الألباني رحمه الله : واعلم أن العلماء اختلفوا في شرطية المسجد للاعتكاف وصفته كما تراه مبسوطا في المحلى وغيره وليس في ذلك ما يصح الاحتجاج به سوى قوله تعالى وانتم عاكفون في المساجد )وهذا الحديث الصحيح والآية عامة ، والحديث خاص ، ومقتضى الأصول أن يحمل العام على الخاص ، وعليه فالحديث مخصص للآية ومبين لها ... انظر التفاصيل في الكتاب)
وذكر الجمهور ومنهم الشوكاني أن هذا ليس فيه دليلا علي تخصيص الاعتكاف في المساجد الثلاثةبل فضيلتها بثواب الصلاة فيها( نيل الأوطار جــ 4 صـ 269 ) .
قال الشوكاني: ( أفضلية المساجد الثلاثة واختصاصها بشد الرحال لا تستلزم اختصاصها بالاعتكاف ) (المصدر السابق)
واستدل الجمهور بحديث عائشة رضي الله عنها ( وَلَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي مَسْجِدٍ جَامِعٍ ) (رقم الحديث 2160 صحيح أبي داود2 الصفحة 468 )
6ـ ترك المباشرة : الجماع ومقدماته كالقبلة واللمس لقوله تعالي ( وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (سورة البقرة 187)
7- الصوم : وهو قول مالك وأبو حنيفة والأكثرون :فلا يصح اعتكاف المفطر واحتجوا بأحاديث اعتكاف النبي صلي الله عليه وسلم في رمضان ( يعني كان صائما ) ( صحيح مسلم شرح النووي جـ 4صــ 279 )
واستدلوا أيضا بحديث عائشة رضي الله عنها ( لَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصَوْمٍ ) وهو حديث موقوف عن عائشة رضي الله عنها وليس مرفوعاً وليس في قول الصحابي حجة .
أما من لم يشترط الصوم فقد احتج بحديث ابن عمر عُمَرَ أَنَّهُ نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْوَفَاءِ وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَقَ واستدلوا بأن الليل ليس فيه صوم واستدلوا أيضا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( ليس علي المعتكف صيام إلا أن يجعله علي نفسه ) (الراجح عدم شرطية الصيام لعدم ورود دليل . فالفعل لا يدل علي الوجوب فضلا عن الشرطية)
(5) مدة الاعتكاف :
ذهب الجمهور إلي أن أقل مدة للاعتكاف أقل من ليلة ولو لحظة من ليل أو نهار , ومن لم يشترط الصوم , وقالوا أقله ما يُطلق عليه لفظ لبث ولا يشترط القُعود .
رُوي عن عبد الرزاق عن يعلي بن أمية الصحابي رضي الله عنه: ( إني لأمكث في المسجد الساعة وما أمكث إلا لأعتكف )
وعن مالك ( أقله يوم وليلة ) لأنهم جعلوا الصوم شرطا في صحته .
أما أكثر مدة للمعتكف فلا حد لها , غير أن بعض الفقهاء كره أكثر من عشرة أيام ، وكره البعض أكثر من شهر .(فتح الباري ( 4/319) - بداية المجتهد ( 1/468 )) .
( 6) متي يدخل المعتكف :
ذهب الأئمة الأربعة إلي دخول الاعتكاف قبُيل غروب الشمس (يوم العشرين أي قبل ليلة الحادي والعشرين) لأن العشر اسم لعدد الليالي فيلزم أن يبدأ قبل ابتداء الليلة .
وذهب الأوزاعي والليث والثوري إلي أن المعتكف يدخل بعد صلاة الفجر أول هذه الأيام ( الحادي والعشرين ).
واستدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها : (عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ فِي مُعْتَكَفِهِ ) (صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1172 و سنن أبي داود: 2464 و صحيح الترمذي : 791)
ورد الأئمة الأربعة وغيرهم علي هذا ( أنه دخل في أول الليل ولكن إنما ليخلو بنفسه في المكان الذي أعده للاعتكاف بعد صلاة الصبح ) .
وينبغي التنبيه :علي أن الاعتكاف الواجب يؤدي حسب ما نذره وسماه الناذر فإن نذر الاعتكاف يوما أو أكثر وجب الوفاء بما نذر والاعتكاف المستحب ليس له وقت محدد(راجع فقه السنة جـ 1 صـ 619 ط دار الفتح )
( 7) اعتكاف النساء :
- يُشرع للنساء الاعتكاف للآتي :
أ- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ فَاسْتَأْذَنَتْهُ عَائِشَةُ فَأَذِنَ لَهَا وَسَأَلَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أَنْ تَسْتَأْذِنَ لَهَا فَفَعَلَتْ فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ أَمَرَتْ بِبِنَاءٍ فَبُنِيَ لَهَا ) (صحيح البخاري : 2045)
ب- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ ) (صحيح البخاري : 2026 و صحيح مسلم : 1172 و سنن أبي داود - 2462 )
( 8 ) شروط اعتكاف النساء :
1- إذن زوجها : لما سبق في استئذان عائشة رضي الله عنها النبي صلي الله عليه وسلم ويصح بدون إذن الزوج مع الحرمة عند الشافعية .
وإن أذن الزوج في الاعتكاف فله أن يُخرجها منه لأن النبي صلي الله عليه وسلم لَََما استأذنته عائشة في الاعتكاف وتابعتها حفصة ثم زينب خاف أن يكن غير مُخلصات في الاعتكاف بل أردن القرب منه لغيرتهن عليه فأخرجهُن وقال : صلي الله عليه وسلم ( آلْبِرَّ تُرِدْنَ )( صحيح النسائي - 708 و صحيح ابن ماجه : 1446)
وأمر بخبائه فقوض
2- ألا يكون في اعتكافها فتنة : لأن النبي صلي الله عليه وسلم منع أزواجه من الاعتكاف فيما دون ذلك كما سبق .
( 9 ) هل يجوز للحائض الاعتكاف ؟
المرأة لا تصوم وهى حائض , فمن اشترط الصوم قال لا تعتكف المرأة , ومن رأى أن الحائض لا تدخل المسجد قال لا اعتكاف لها .
ورد هذا السؤال للشيخ العثيمين رحمه الله . (كتاب فقه المرأة المسلمة ص136 )
س : ما حكم وجود المرأة في المسجد الحرام وهى حائض لإستماع الأحاديث والخطب ؟
الجواب :لا يجوز للمرأة الحائض أن تمكث في المسجد الحرام ولا غيره من المساجد ولكن يجوز لها أن تمر بالمسجد وتأخذ الحاجة منه وما أشبه ذلك , كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : ( قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنْ الْمَسْجِدِ قَالَتْ فَقُلْتُ إِنِّي حَائِضٌ فَقَالَ إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ ) . (صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 298 و 299 و : سنن أبي داود: 261)
فإذا مرت الحائض في المسجد وهى آمنة من أن ينزل دم على المسجد فلا حرج عليها .
أما إن كانت تريد أن تدخل وتجلس فهذا لا يجوز والدليل على ذلك أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر النساء في صلاة العيد أن يخرجن إلى مصلى العيد العواتق وذوات الخدور والحُيض , إلا أنه أمر أن يعتزل الحُيض المصلى .
فدل ذلك على أن الحائض لا يجوز لها أن تمكث في المسجد لاستماع الخطبة أو استماع الدرس . أ هـ
( 10 ) س : ماذا يمكن للحائض أن تفعل في ليلة القدر ؟
الجواب : الحائض تفعل جميع العبادات إلا الصلاة والصيام والطواف بالكعبة والاعتكاف في المسجد . وقد ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه كان يحيي الليل في العشر الأواخر من رمضان .
و عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ )(صحيح البخاري - : 2024)
وإحياء الليل ليس خاصا بالصلاة بل يشمل جميع الطاعات ، و بهذا فسره العلماء قال الحافظ : وأحيا ليله أي سهره بالطاعة .
وقال النووي : أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها .
وقال في عون المعبود :أي بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن .
وصلاة القيام أفضل ما يقوم به العبد من عبادات في ليلة القدر ولذلك قال صلي الله عليه وسلم ( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) (البخاري 1901 , ومسلم 760 )
ولما كانت الحائض ممنوعة من الصلاة , فإنه يمكنها إحياء الليل بطاعات أخرى غير الصلاة مثل : -
1- قراءة القرآن .
2- الذكر : من تسبيح وتهليل وتحميد وما أشبه ذلك.
فتكثر من قول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله وبحمده ، وسبحان الله العظيم ... ونحو ذلك .
3- الاستغفار : فتكثر من قول أستغفر الله .
4- الدعاء : فتكثر من دعاء الله تعالي وسؤاله من خير الدنيا والآخرة ، فإن الدعاء من أفضل العبادات .
قال صلي الله عليه وسلم : ( الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ وَقَرَأَ وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِلَى قَوْلِهِ دَاخِرِينَ ) ( سنن أبي داود : 1479 و سنن الترمذي - 2969 و : سنن الترمذي: 3372 و 3247)
فيمكن للحائض أن تقوم بهذه العبادات وغيرها في ليلة القدر .
(11) اعتكاف المُستحاضة :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ اعْتَكَفَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ مِنْ أَزْوَاجِهِ مُسْتَحَاضَةٌ فَكَانَتْ تَرَى الْحُمْرَةَ وَالصُّفْرَةَ فَرُبَّمَا وَضَعْنَا الطَّسْتَ تَحْتَهَا وَهِيَ تُصَلِّي ) (صحيح البخاري - 2037 و صحيح ابن ماجه – 1453)
قال الشوكانى رحمه الله تعالى الحديث يدل على جواز مكث المستحاضة في المسجد وصحة اعتكافها وصلاتها وجواز حدثها في المسجد عند أمن التلويث ) (صحيح مسلم شرط النووي جـ 4 صـ 279 بتصرف - نيل الأوطار جـ 4 صـ 268 )
( 12) مكان اعتكاف المرأة :
قال أبو حنيفة رحمه الله تعالي : يصح اعتكاف المرأة في مسجد بيتها وهو الموضوع المهيأ من بيتها لصلاتها ونقل مثل ذلك عن المالكية .
وقد اعتكف أزواج النبي صلي الله عليه وسلم وكان مكان اعتكافهم في المسجد كما قال العلماء .(المصدر السابق ص 265 )( وهو الصحيح )
قال د/ محمد بكر إسماعيل في الفقه الواضح: ( وقد كان المسلمون قديما يجعلون في بيوتهم أماكن خاصة للصلاة والخلوة بخلاف ما كان عليه المسلمون وأجاز أكثر الفقهاء للمرأة أن تعتكف في المسجد الجامع بشرط ألا تكون من ذوات الحسن والهيئة بشرط توافر الأمن ولا أرى أن الأمن يتوفر في مساجدنا في هذا العصر ).أي في كثير من الأحبان . (جـ 1 صـ 567 )
( 13) مبطلات الاعتكاف :
أ- الخروج من المسجد لغير عذر شرعي مثال : العذر الشرعي الخروج لقضاء الحاجة أو الاغتسال الواجب أو الحصول على طعام وماء .
ودليل ذلك قول عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْغِي إِلَيَّ رَأْسَهُ وَهُوَ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ فَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ ) (صحيح البخاري - 2028 و 296)
وإذا اشترط في نيته الخروج لشيء مثل الخروج لجنازة أو عملا بالنهار فالأكثرية على أن هذه النية لاتنفعه ويكون اعتكافه باطلا ,وممن أجاز هذه النية وصحح هذا الاعتكاف الشافعي والثوري وإسحاق ورواية عن أحمد ( نيل الأوطار جـ 4 صـ 267 )
والصحيح الإشتراط في الإعتكاف المسنون لا الواجب .
وقال الأحناف : في الاعتكاف النفل إن خرج بلا عذر ثم رجع ونوى الاعتكاف يصح ولا يبطل ما فات , وقال الحنابلة لا يبطل اعتكاف من خرج سهواً .
ب ـ الجماع :وهذا بإجماع العلماء على أن من جامع امرأته بطل اعتكافه (المصدر السابق)
وعند الشافعية من جامع ناسياً لا يفسد اعتكافه واستدلوا بقوله تعالى : ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ )(البقرة 187)
وإن كانت المباشرة لغير شهوة كأن تغسل رأسه أو تناوله شيئا فلا بئس , لحديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْغِي إِلَيَّ رَأْسَهُ وَهُوَ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ فَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ )(صحيح البخاري - 2028 و 296)
وإن كانت لشهوة فهي محرمة , وإن أنزل فسد اعتكافه وذكر بعض العلماء بأن تلك المباشرة بشهوة فسد اعتكافه ولو لم يُنزل منهم مالك والشافعي في أحد قوليه .
د - إنزال في اليقظة عامدا بتقبيل أو لمس أو غيره: كما يحرم ذلك جدا لشرف المسجد ووجوب تنزيهه عن كل قول أو فعل قبيح .
هـ - الأكل أو الشرب عامدا بالنهار أو نية الإفطار: عند من يشترط الصوم كما سبق .
و - الحيض و النفساء عند من يشترط الصوم :لأن المرأة لا تصوم وهى حائض .
عـ - الردة : لمنافاتها العبادة ولقوله تعالي ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (الزمر 65)
( 14) ما يجوز للمعتكف فعله أمور منها :
أ - الخروج للحاجة التي لابد منها مثل قضاء الحاجة أو الاغتسال الواجب إن تعذر ذلك بالمسجد .
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ السُّنَّةُ عَلَى الْمُعْتَكِفِ أَنْ لَا يَعُودَ مَرِيضًا وَلَا يَشْهَدَ جَنَازَةً وَلَا يَمَسَّ امْرَأَةً وَلَا يُبَاشِرَهَا وَلَا يَخْرُجَ لِحَاجَةٍ إِلَّا لِمَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَلَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصَوْمٍ وَلَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي مَسْجِدٍ جَامِعٍ ) (رقم الحديث 2160 صحيح أبي داود2 الصفحة 468)
ب - يمكن للمعتكف الخروج في أحوال اضطرارية ولا يفسد اعتكافه مثل إطفائه لحريق .
ت - اشتغال المعتكف بالأمور المباحة مثل :تشييع ( توصيل ) الزائر إلى باب المسجد والحديث معه لتوديع النبي صلي الله عليه وسلم صفية رضي الله عنها .
جـ - زيارة المرأة للمعتكف وخُلوة المعتكف بزوجته ( بلا مباشرة بشهوة ) ومن أدلة ذلك عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا يَقْلِبُهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ )(صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2035 و صحيح مسلم – 2175)
د - غسل المعتكف ووضوءه في المسجد , فعن رجل خدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال (توضأ النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وضوءا خفيفا )(الراوي: رجل خدم النبي المحدث: الألباني - المصدر: قيام رمضان - 38خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد مختصرا بسند صحيح)
هـ - اتخاذ خباء في المسجد يعتكف فيه لأن عائشة رضي الله عنها كانت تضرب للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خباء إذا اعتكف)
و - أن يضع فراشه أو سريره في المسجد عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما (عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا اعْتَكَفَ طُرِحَ لَهُ فِرَاشُهُ أَوْ يُوضَعُ لَهُ سَرِيرُهُ وَرَاءَ أُسْطُوَانَةِ التَّوْبَةِ ) (تخريج مشكاة المصابيح : 2049 , خلاصة حكم المحدث: يحتمل التحسين)
ز - الخطبة وعقد الزواج للمعتكف : وهذا مشروط بعدم الجماع والشهوة ومقدماتها .
حـ - أجاز البعض اعتكاف المفطر بعذر في شهر رمضان,واعتكاف المفطر في سائر السنة
( 15) مُستحبات الاعتكاف :
منها :
أ - يُستحب للمعتكف الإكثار من الذكر و الصلاة وتلاوة القرآن وقراءة كتب العلم كالتفسير والحديث والفقه .
ب - يُستحب له أن يخلو بنفسه ليكون بعيدا عن الناس حتى لا يشغلوه عن ذكر الله .
جـ - يُستحب له أخذ ما يلزمه من ثياب وطعام ودواء حتى لا يضطر للخروج من المسجد , ويُستحب له ألا يتكلم إلا بخير، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وغير ذلك , بل يجب عليه ذلك أحيانا .
د- يُستحب للمعتكف أن يختار المسجد الحرام ثم المسجد النبوي ثم المسجد الأقصى إن استطاع .
وأن يختار أفضل الأيام كالعشر الأواخر ويُستحب أن يجعل خروجه إلي المصلى فيصلي العيد فينتقل من عبادة لأخرى( بتصرف من الفقه الواضح جـ 1 صـ 568 )
هـ - التفرغ للعبادة في الخباء : كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعتكف العشر التي يُطلب فيها ليلة القدر قطعا لأشغاله وتفريغا لباله وتخليا لمناجاة ربه وذكره ودعائه وكان يحتجر حصيرا يتخلى فيها عن الناس فلا يُخالطهم .
وذهب الإمام أحمد إلي أن المعتكف لا يُستحب له مُخالطة الناس حتى ولا لتعليم علم وإقراء القرآن بل الأفضل له الإنفراد بنفسه والتخلي لمناجاة ربه وذكره ودعائه .( بتصرف من لطائف المعارف صــ260،261 )
تنبيه : لكن الواقع الحالي يشهد بجهل الناس بأمور الدين فعلى هذا يكون نشر العلم في الاعتكاف في هذا الزمن من مهمات الداعية .
( 16) تنبيهات هامة :
1- البعض قد يترك التكسب على من يعول من أجل الاعتكاف ويتركهم عالة علي غيره وفي هذا يقول رسول الله عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضِيعَ مَنْ يَقُوتُ )(سنن أبي داود - 1692 )
2 – البعض كثير الانشغال بقراءة القرآن والعبادات ويترك تعلم مسائل واجبة عليه مثل ما يصلح به عبادته فضلا عن عقيدته .
3 - نحذر من الرياء فإن مدار الأعمال بالنيات ومن فسدت نيته لا ينفعه العمل الصالح مهما كانت مشقته بل يُوقع نفسه في الشرك الأصغرومن هذا البكاء لإظهار الخشوع والصلاة لإظهار التعبد والقراءة بصوت حسن لإثارة إعجاب الخلق لا للتعبد ، فننصح بإصلاح النية أولاً لتكون ابتغاء مرضات الله .
4 - إثارة مجادلات بلا فائدة تفسد صفاء الاعتكاف بل قد يُصاحب ذلك مشاحنات خاصة مع عدم وجود من يرجعون لعلمه فيحسم الخلاف .
5 - قد يوسوس الشيطان على البعض بالعبوس والانقباض وقد يظن أن هذا مناسبا للاعتكاف والتعبد وينسى أن هذا ليس من الإسلام في شيء وقدوتنا الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان دائم التبسم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ ) (صحيح مسلم - 2626 و سنن الترمذي 1970)
(اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ ) (صحيح الجامع - 115)
6 - على النقيض من ذلك نجد أحيانا من يكثر من المزاح والتسلي بالقصص واللغو وقد يصاحب ذلك الغيبة والنميمة والكذب فيفسد بذلك صفاء الاعتكاف على نفسه وغيره .
7. ننصح بالتوسط في الطعام والشراب لأن الاعتكاف للتعبد ، والإكثار من الطعام والشراب يثقل عن الطاعات وعلى رأسها قيام الليل ومن المفاسد الفوضى وعلو الصوت الذي يُصاحب إعداد الطعام في وقت السحر أو غيره فنُذكر بفضيلة ذلك الوقت : عن عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنْ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ ) (سنن الترمذي – 3579 وقال حديث حسن)
8- بعض الأئمة يُضيع الوقت الثمين في الليل لصلاة التهجد في انتظار انتظام المأمومين والانتهاء من وضوئهم جميعا , والأولي أن يبدأ ولو بفرد واحد يَشحذ همة الآخرين بسرعة ويعم الصمت لسماع القرآن, والبعض يضيع قرابة ساعة في هذا الانتظار لكثرة المعتكفين وكأن الشرع أوجب وقوف جميع المأمومين لبدأ صلاة التهجد .
9- البعض لا يستطيع التعبد والخلوة بنفسه من ازدحام المسجد فيمكن لمن يعلم أنه لا يحتمل الازدحام ويعلم أنه سيفسد عليه صفاء اعتكافه أن يجعل اعتكافه في مسجد آخر قبل البدء في الاعتكاف إذ الاعتكاف كسائر الأعمال يبدأ بالنية .
10- نحذر من العُجب بالأعمال : روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم( ثلاث مهلكات ، و ثلاث منجيات ، فقال : ثلاث مهلكات : شح مطاع ، و هوى متبع ، و إعجاب المرء بنفسه . وثلاث منجيات : خشية الله في السر و العلانية ، و القصد في الفقر و الغنى ، و العدل في الغضب و الرضا )(الراوي: أنس بن مالك و ابن عباس و أبو هريرة و عبدالله بن أبي أوفى عبدالله بن عمر - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - 802 - خلاصة حكم المحدث: حسن لشواهده)
11- من علم من نفسه عدم الإخلاص ترك العمل وقطعه
كما في قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( آلْبِرَّ تُرِدْنَ )
(صحيح النسائي - 708 و صحيح ابن ماجه : 1446)
12- يجوز وضع الأخبية في المسجد بنية التفرغ للاعتكاف وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد أن يعتكف فلما انصرف إلى المكان إذا أخبية ( خباء عائشة ، خباء حفصة ، خباء زينب ) لكن مما يجب اعتباره إذا لم يتسع المسجد فإنها تنزع .
ومن الممكن نزعها قبل الصلاة ودروس العلم , وتُوضع عقب ذلك .
13- يُكره للمعتكف أن يشغل نفسه بما لا يعنيه من قول أو فعل لحديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ) (الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - 2317 - خلاصة حكم المحدث: غريب)
14- يُمنع المعتكف من تقليد الصوفية بالإمساك عن الكلام ظنا أن هذا قربةعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا أَبُو إِسْرَائِيلَ نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلَا يَقْعُدَ وَلَا يَسْتَظِلَّ وَلَا يَتَكَلَّمَ وَيَصُومَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مُرْهُ فَلْيَتَكَلَّمْ وَلْيَسْتَظِلَّ وَلْيَقْعُدْ وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ) (صحيح البخاري -: 6704 و سنن أبي داود -: 3300)
كما أن الكلام بالقرآن فقط مثل إن أراد وقت الإفطار قال مثلا ( كلي وأشربي ) وإن أراد شراء طعام قال ( فومها وعدسها ) لم نعرفه عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يفعله الصحابة رضوان الله عليهم بل هو من تلبيس إبليس كما ذكر ابن الجوزي .
15- ننصح بأشياء للمحافظة علي سكينة وصفاء الاعتكاف مثل إحضار دواء أو بعض احتياجاته الشخصية مثل مشط لترجيل شعره ، مقص لتقليم أظافره وملابس خاصة به .
16- يُراعى التعاون فيما يخص أمور المعتكفين من طعام أو تنظيف وغيره وأن يراعى في ذلك قدرات كل واحد فلا يُحمل أحد فوق طاقته .
17- إمام المسجد ومن يرتب أمور الاعتكاف يجب أن يكون قدوة ومراعياً لآداب الاعتكاف ومتابعا للأمور حتى يوم العيد .
18- يُراعى الرفق بمن يعتكف لأول مرة ,- فمثلا رأينا البعض يستحي من الطعام وسط هذا الجمع الكبير والبعض الآخر يشق عليه طول الصلاة , فيجب الرفق بهم والتدرج في العبادات إذ قيام الليل لا يجب عليه بل يستحب فلا يكلف ما قد يكون سببا في نفوره .
19- يُراعى الرفق بالأطفال وتعليمهم ما تتطلبه تلك المرحلة ومراعاة أنهم مجرد أطفال لم يبلغوا الحلم ولا يجب عليهم حتى الصلاة , فأكبر تعليم لهم يكون بالقدوة ولين الكلام والبشاشة .
20- ننصح بعدم شدة الانشغال بالرؤيا والتنبيه على أنها أحيانا تكون حديث نفس , إذ يبني البعض عليها أن ليلة القدر كانت الليلة الفلانية فتضعف الهمة عن الاجتهاد في الصلاة , لذا ننصح بإخفاء الكرامة والرؤيا إن وقعت .
21- ننصح ألا يغتر المعتكف بكثرة المصلين ليلة السابع والعشرين عن غيرها فيوهم نفسه من حيث لا يشعر أنها ليلة القدر إذ ليلة القدر تتنقل كما علمنا من سُنة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
22- بعض المعتكفين يتعب نفسه بالنهار بإعداد الطعام فلا يستطيع الصلاة بالليل لذا ننصح بالتعاون وأن يكون ذلك قدر المستطاع وحسب القدرات كما سبق , ولا حرج فيمن يحضر طعامه من خارج المسجد .
23- البعض يُرهق نفسه بالنهار في قراءة القرآن ومطالعة العلوم الشرعية ويصاب بالفتور في الليل , فننصح بالتوسط في العبادة بالنهار مع مراعاة نوم القيلولة وهي من قبل الظهر حتى العصر .
24- من الممكن الاستفادة بعقد دروس تعليمية مثل قواعد التجويد أو العقيدة والفقه , خاصة في هذا الزمن الذي لا يعلم الكثير أمور العقيدة أو ما تصح به صلاته ، وهى مسؤلية الدعاة ومسؤلي المساجد ولايغرنك أن الاعتكاف عبادة فردية بها صلاة وخُلوة وقراءة قرآن , إذ الجهل غالب على الأكثرية .
( 17) المسارعة في الخيرات :
قال الله تعالي ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ((آل عمران 133)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه :أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ أَحَدُهُمْ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا )(صحيح مسلم – 118)
( 18) متى يخرج المعتكف :
القول الأول: يخرج بعد فجر يوم العيد إلى المصلى وهذا قول مالك .
القول الثاني :يخرج بعد غروب الشمس آخر يوم من رمضان .
قال الحافظ في الفتح : (من خرج من اعتكافه عند الصبح محمول على أنه أراد اعتكاف الليالي دون الأيام وسبيل من أراد ذلك أن يدخل قُبيل غروب الشمس ويخرج بعد طلوع الفجر,فإن أراد اعتكاف الأيام خاصة فيدخل مع طلوع الفجر ويخرج بعد غروب الشمس , فإن أراد اعتكاف الأيام والليالي معا فيدخل قبل غروب الشمس ويخرج بعد غروب الشمس أيضا) (ج 4 ص 332)
( 19) اعتكاف الليالي :
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا :(أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُنْتُ نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ ) (صحيح البخاري – 2032)
وفيه اعتكاف الليالي خاصة العشر الأواخر التي فيها ليلة القدر .
( 20 ) اعتكافه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في العشر الأوسط :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ عَشْرَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا ) (صحيح البخاري - 2044 )
قيل السبب في ذلك أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علم بقرب انقضاء أجله فأراد أن يستكثر من أعمال الخير ليُبين لأمته الاجتهاد في العمل إذا بلغوا أقصى العمل ليلقوا الله على خير أحوالهم وقيل غير ذلك .( راجع فتح الباري جـ4 صـ 334 بتصرف )
( 21) قضاء الاعتكاف :
من شرع في الاعتكاف متطوعا ثم قطعه اُستحِب له قضاؤه وقيل يجب والصحيح الاستحباب .
قال الترمذي :واختلف أهل العلم إذا قطع اعتكافه قبل أن يُتمه على ما نوى .
فقال مالك : إذا قطع اعتكافه وجب عليه القضاء واحتجوا بالحديث أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج من اعتكافه فاعتكف عشرا من شوال .
وقال الشافعي : إن لم يكن عليه نذر اعتكاف أو شيء أوجبه على نفسه وكان متطوعا فخرج فليس عليه قضاء إلا أن يجب ذلك اختيارا منه . (راجع فقه السُنه جـ 1 صـ 627 طـ الفتح الإعلامي )
(22) من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : ( جــ10 صـ 410 )
س : هل يجوز الاعتكاف في أي وقت دون العشر الأواخر ؟
جـ - نعم يجوز الاعتكاف في أي وقت وأفضله ما كان في العشر الأواخر من رمضان إقتداء برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه رضي الله عنهم وقد ثبت أنه اعتكف في شوال في بعض السنوات .
س : من روى حديث صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( من اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق كل خندق كما بين الخافقين )ما درجة هذا الحديث ؟ و إذا أراد شخص أن يعتكف يوما واحدا متى يكون اعتكافه ومتى يكون انتهائه؟ وكذلك إذا أراد أن يعتكف يومين فمتى يكون ابتداؤهما ومتى يكون انتهاؤها ؟
جـ - الحديث ضعيف وبدء اعتكاف يوم يكون بعد صلاة الفجر ونهايته غروب الشمس وهكذا اليومان .
س : هل تعتبر غرفة الحارس وغرفة لجنة الزكاة صالحة للاعتكاف فيها علما بأن أبواب هذه الغرف داخل المسجد ؟
جـ - الغرف التي داخل المسجد وأبوابها مشروعة على المسجد لها حكم المسجد أما إن كانت خارج المسجد فليست من المسجد وإن كانت أبوابها داخل المسجد .
س : هل يجوز لمن يريد الاعتكاف أن يُخصص يوما بعينه للاعتكاف ؟
جـ - ليس له أن يخصص يوما بعينه يعتاد الاعتكاف فيه، لكن يحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان إقتداء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
( 23) من بِِِِدع الاعتكاف :
س : سُئل أحمد بن تيمية رحمه الله عما ورد في ثواب صيام الثلاثة أشهر ، وما تقول في الاعتكاف فيها ؟
(مجموع فتاوى ابن تيمية- الفقه -كتاب الصيام - مسألة : ما ورد في ثواب صيام الثلاثة أشهر وحكم الاعتكاف فيها - فصل : في الجمع بين قول عائشة ما زال رسول الله يعتكف العشر الأواخر حتى قبض وما علم من تركه الاعتكاف ثلاثة أعوام)
الجواب :أَمَّا تَخْصِيصُ رَجَبٍ وَشَعْبَانَ جَمِيعًا بِالصَّوْمِ أَوْ الِاعْتِكَافِ فَلَمْ يَرِدْ فِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ وَلَا عَنْ أَصْحَابِهِ .
وَلَا أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ بَلْ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ . أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ إلَى شَعْبَانَ وَلَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ أَكْثَرَ مِمَّا يَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ مِنْ أَجْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ .
وَأَمَّا صَوْمُ رَجَبٍ بِخُصُوصِهِ فَأَحَادِيثُهُ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ بَلْ مَوْضُوعَةٌ لَا يَعْتَمِدُ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا وَلَيْسَتْ مِنْ الضَّعِيفِ الَّذِي يُرْوَى فِي الْفَضَائِلِ بَلْ عَامَّتُهَا مِنْ الْمَوْضُوعَاتِ الْمَكْذُوبَاتِ وَأَكْثَرُ مَا رُوِيَ فِي ذَلِكَ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا دَخَلَ رَجَبٌ يَقُولُ :اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ )
وَقَدْ رَوَى ابْنُ ماجه فِي سُنَنِهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ( عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ صَوْمِ رَجَبٍ ) وَفِي إسْنَادِهِ نَظَرٌ لَكِنْ صَحَّ أَنَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَانَ يَضْرِبُ أَيْدِيَ النَّاسِ ؛ لِيَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ فِي الطَّعَامِ فِي رَجَبٍ .
وَيَقُولُ :لَا تُشَبِّهُوهُ بِرَمَضَانَ . وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَرَأَى أَهْلَهُ قَدْ اشْتَرَوْا كِيزَانًا لِلْمَاءِ وَاسْتَعَدُّوا لِلصَّوْمِ فَقَالَ : " مَا هَذَا فَقَالُوا : رَجَبٌ فَقَالَ : أَتُرِيدُونَ أَنْ تُشَبِّهُوهُ بِرَمَضَانَ ؟ وَكَسَرَ تِلْكَ الْكِيزَانَ " .
فَمَتَى أَفْطَرَ بَعْضًا لَمْ يُكْرَهْ صَوْمُ الْبَعْضِ .
وَفِي الْمُسْنَدِ وَغَيْرِهِ : حَدِيثٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَمَرَ بِصَوْمِ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ : وَهِيَ رَجَبٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ .
فَهَذَا فِي صَوْمِ الْأَرْبَعَةِ جَمِيعًا لَا مَنْ يُخَصِّصُ رَجَبًا .
وَأَمَّا تَخْصِيصُهَا بِالِاعْتِكَافِ فَلَا أَعْلَمَ فِيهِ أَمْرًا بَلْ كُلُّ مَنْ صَامَ صَوْمًا مَشْرُوعًا وَأَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ مِنْ صِيَامِهِ كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا بِلَا رَيْبٍ وَإِنْ اعْتَكَفَ بِدُونِ الصِّيَامِ فَفِيهِ قَوْلَانِ مَشْهُورَانِ وَهُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ أَحْمَد : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ لَا اعْتِكَافَ إلَّا بِصَوْمِ كَمَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ .
وَالثَّانِي :يَصِحُّ الِاعْتِكَافُ بِدُونِ الصَّوْمِ . كَمَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَأَمَّا الصَّمْتُ عَنْ الْكَلَامِ مُطْلَقًا فِي الصَّوْمِ أَوْ الِاعْتِكَافِ أَوْ غَيْرِهِمَا فَبِدْعَةٌ مَكْرُوهَةٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ .
لَكِنْ هَلْ ذَلِكَ مُحَرَّمٌ أَوْ مَكْرُوهٌ ؟ فِيهِ قَوْلَانِ فِي مَذْهَبِهِ وَغَيْرِهِ .
وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ دَخَلَ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ أَحْمَس فَوَجَدَهَا مُصْمِتَةً لَا تَتَكَلَّمُ فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ : إنَّ هَذَا لَا يَحُلُّ إنَّ هَذَا مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا قَائِمًا فِي الشَّمْسِ فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : هَذَا أَبُو إسْرَائِيلَ نَذَرَ أَنْ يَقُومَ فِي الشَّمْسِ وَلَا يَسْتَظِلَّ وَلَا يَتَكَلَّمَ وَيَصُومَ .
فَقَالَ : مُرُوهُ فَلْيَجْلِسْ وَلْيَسْتَظِلَّ وَلْيَتَكَلَّمْ وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ) .
فَأَمَرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ نَذْرِهِ لِلصَّمْتِ أَنْ يَتَكَلَّمَ كَمَا أَمَرَهُ مَعَ نَذْرِهِ لِلْقِيَامِ أَنْ يَجْلِسَ وَمَعَ نَذْرِهِ أَلَّا يَسْتَظِلَّ أَنْ يَسْتَظِلَّ . وَإِنَّمَا أَمَرَهُ بِأَنْ يُوفِيَ بِالصَّوْمِ فَقَطْ . وَهَذَا صَرِيحٌ فِي أَنَّ هَذِهِ الْأَعْمَالَ لَيْسَتْ مِنْ الْقُرَبِ الَّتِي يُؤْمَرُ بِهَا النَّاذِرُ .
وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : ( مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ ) . كَذَلِكَ لَا يُؤْمَرُ النَّاذِرُ أَنْ يَفْعَلَهَا فَمَنْ فَعَلَهَا عَلَى وَجْهِ التَّعَبُّدِ بِهَا وَالتَّقَرُّبِ وَاِتِّخَاذِ ذَلِكَ دِينًا وَطَرِيقًا إلَى اللَّهِ تَعَالَى فَهُوَ ضَالٌّ جَاهِلٌ مُخَالِفٌ لِأَمْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ .
وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مَنْ نَذَرَ اعْتِكَافًا وَنَحْوَ ذَلِكَ إنَّمَا يَفْعَلُهُ تَدَيُّنًا وَلَا رَيْبَ أَنَّ فِعْلَهُ عَلَى وَجْهِ التَّدَيُّنِ حَرَامٌ فَإِنَّهُ يَعْتَقِدُ مَا لَيْسَ بِقُرْبَةٍ قُرْبَةً وَيَتَقَرَّبُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمَا لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَهَذَا حَرَامٌ لَكِنْ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ قَبْلَ بُلُوغِ الْعِلْمِ إلَيْهِ فَقَدْ يَكُونُ مَعْذُورًا بِجَهْلِهِ إذَا لَمْ تَقُمْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ فَإِذَا بَلَغَهُ الْعِلْمُ فَعَلَيْهِ التَّوْبَةُ وَجِمَاعُ الْأَمْرِ فِي الْكَلَامِ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ) فَقَوْلُ الْخَيْرِ وَهُوَ الْوَاجِبُ أَوْ الْمُسْتَحَبُّ خَيْرٌ مِنْ السُّكُوتِ عَنْهُ وَمَا لَيْسَ بِوَاجِبِ وَلَا مُسْتَحَبٍّ فَالسُّكُوتُ عَنْهُ خَيْرٌ مِنْ قَوْلِهِ .
وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ لِصَاحِبِهِ :السُّكُوتُ عَنْ الشَّرِّ خَيْرٌ مِنْ التَّكَلُّمِ بِهِ فَقَالَ لَهُ الْآخَرُ : التَّكَلُّمُ بِالْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْ السُّكُوتِ عَنْهُ .
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) وَقَالَ تَعَالَى : ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) .
وَفِي السُّنَنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( كُلُّ كَلَامِ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لَا لَهُ إلَّا أَمْرًا بِمَعْرُوفِ أَوْ نَهْيًا عَنْ مُنْكَرٍ أَوْ ذِكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى ) وَالْأَحَادِيثُ فِي فَضَائِلِ الصَّمْتِ كَثِيرَةٌ وَكَذَلِكَ فِي فَضَائِلِ التَّكَلُّمِ بِالْخَيْرِ وَالصَّمْتِ عَمَّا يَجِبُ مِنْ الْكَلَامِ حَرَامٌ سَوَاءٌ اتَّخَذَهُ دِينًا أَوْ لَمْ يَتَّخِذْهُ .
كَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ فَيَجِبُ أَنْ تُحِبَّ مَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَتُبْغِضَ مَا يُبْغِضُهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَتُبِيحَ مَا أَبَاحَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَتُحَرِّمَ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ .
( 24) أذكار وأفعال الإعتكاف :
ليس للإعتكاف ذكر مخصوص ولا فعل أخر سوى اللبث في المسجد بنية الاعتكاف .(شرح النووي لصحيح مسلم جـ 4 صـ 279 )
( 25) أعمال خير من الاعتكاف :
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ( أحب العباد إلي الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلي الله سرور تدخله علي مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دين أو تطرد عنه جوعا ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في المسجد شهرا ) (حديث رقم : 176 في صحيح الجامع الصغير)
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إل
=================
تقديم
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ , وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ , وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (آل عمران : 122)
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا))(النساء : 1)
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا))(الأحزاب : 71،70)
أما بعد
هذه رسالة مختصرة عن أحكام الاعتكاف , وهذه محاولة لعلاج بعض الخلل الذي رأيته , وأُذكر القارئ الكريم بأن الاعتكاف عبادة شديدة لا يُوفق فيها إلا من وفقه الله سبحانه وتعالي .
وقد قال الشوكاني رحمه الله تعالي : قال مالك : فكرت في الاعتكاف وترك الصحابة له مع شدة إتباعهم للأثر فوقع في نفسي أنه كالوصال ( صيام الليل مع النهار ) وأراهم تركوه لشدته ... وتعقب الحافظ في الفتح قول مالك أنه لم يعتكف من السلف إلا أبو بكر بن عبد الرحمن وقال لعله أراد صفة مخصوصة وإلا فقد حُكي عن غير واحد من الصحابة أنه اعتكف )(( بتصرف من نيل الأوطار جـ 4 صــ264 ) )
(1) معني الاعتكاف :
في اللغة : الحبس والمُكث واللزوم .
في الشرع :المكث في المسجد من شخص مخصوص بصفة مخصوصة .
(2) حكمه :
أجمع المسلمون علي استحبابه وأنه ليس بواجب وعلي أنه متأكد في العشر الأواخر من رمضان .(المصدر السابق)
ومن كلام مالك أخذ بعض أصحابه أن الاعتكاف جائز وأنكر عليهم ابن العربي وقال إنه سنة مؤكدة , وكذا قال ابن بطال في مواظبة النبي صلي الله عليه وسلم ما يدل علي تأكيده.
وقال أبو داود عن أحمد لا أعلم عن أحد من العلماء خلافا في أنه مسنون )( فتح الباري جـ 4 صـ 320 ) .
ولا خلاف في عدم وجوبه إلا إذا نذر .( نيل الأوطار جــ 4 صـ 264 )
واستدلوا بأدلة منها :عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ ) (صحيح البخاري : 2026)
(3) ثوابه والغرض منه :
أ- الاستعداد للفضل العظيم لليلة القدر قال الله تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ
(4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )(سورة القدر)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) (صحيح البخاري : 37 و - 2009 : صحيح مسلم - 759 و 759)
فالمكث والتفرغ في المسجد طيلة هذه الأيام يعين العبد علي الاجتهاد في تلك الليلة المباركة .
ب- الاشتغال بتحصيل ثواب الآخرة فيزداد العبد إيمانا:
(4) شروط الاعتكاف :
1- الإسلام : فلا يصح من كافر .
2- النية : وهى شرط عند الأحناف والحنابلة ورأى المالكية والشافعية أنها ركن لا شرط (وهو الصحيح).
3- العقل : فلا يصح من مجنون ونحوه ولا من صبى غير مميز أما المميز فيصح اعتكافه .
4- الطهارة الكبرى :فلا يصح للجُنب والحائض ـ والنُفساء ـ والمالكية اشترطوا إن أجنب وهو نائم لا يتراخى في الغسل , والأحناف قالوا لو اعتكف الجنب صح مع الحرمة.
5 ـ ذهب جمهور العلماء إلي شرعية الاعتكاف في كل مسجد:
قال الحافظ في الفتح : ( اتفق العلماء علي مشروطية المسجد للاعتكاف إلا محمد بن عمر بن لبان المالكي فأجازه في كل مكان وأجاز المالكية للمرأة أن تعتكف في مسجد بيتها وهو المكان المُعد للصلاة , وفيه قول للشافعي قديم وفي وجه لأصحابه وللمالكية يجوز للرجال والنساء لأن التطوع في البيوت أفضل , وذهب أبو حنيفة وأحمد إلي اختصاصه بالمساجد التي تقام فيها الصلوات( أ هـ كلام الحافظ جـ 4 صـ 319 ))
ورأي البعض بتخصيصه في المساجد الثلاثة المسجد الحرام , المسجد الأقصى , المسجد النبوي .
واستدلوا بـ [ لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ](رقم الحديث 2786 - المرجع سلسلة الصحيحة 6 الصفحة 667 , وقال الألباني رحمه الله : واعلم أن العلماء اختلفوا في شرطية المسجد للاعتكاف وصفته كما تراه مبسوطا في المحلى وغيره وليس في ذلك ما يصح الاحتجاج به سوى قوله تعالى وانتم عاكفون في المساجد )وهذا الحديث الصحيح والآية عامة ، والحديث خاص ، ومقتضى الأصول أن يحمل العام على الخاص ، وعليه فالحديث مخصص للآية ومبين لها ... انظر التفاصيل في الكتاب)
وذكر الجمهور ومنهم الشوكاني أن هذا ليس فيه دليلا علي تخصيص الاعتكاف في المساجد الثلاثةبل فضيلتها بثواب الصلاة فيها( نيل الأوطار جــ 4 صـ 269 ) .
قال الشوكاني: ( أفضلية المساجد الثلاثة واختصاصها بشد الرحال لا تستلزم اختصاصها بالاعتكاف ) (المصدر السابق)
واستدل الجمهور بحديث عائشة رضي الله عنها ( وَلَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي مَسْجِدٍ جَامِعٍ ) (رقم الحديث 2160 صحيح أبي داود2 الصفحة 468 )
6ـ ترك المباشرة : الجماع ومقدماته كالقبلة واللمس لقوله تعالي ( وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (سورة البقرة 187)
7- الصوم : وهو قول مالك وأبو حنيفة والأكثرون :فلا يصح اعتكاف المفطر واحتجوا بأحاديث اعتكاف النبي صلي الله عليه وسلم في رمضان ( يعني كان صائما ) ( صحيح مسلم شرح النووي جـ 4صــ 279 )
واستدلوا أيضا بحديث عائشة رضي الله عنها ( لَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصَوْمٍ ) وهو حديث موقوف عن عائشة رضي الله عنها وليس مرفوعاً وليس في قول الصحابي حجة .
أما من لم يشترط الصوم فقد احتج بحديث ابن عمر عُمَرَ أَنَّهُ نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْوَفَاءِ وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَقَ واستدلوا بأن الليل ليس فيه صوم واستدلوا أيضا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( ليس علي المعتكف صيام إلا أن يجعله علي نفسه ) (الراجح عدم شرطية الصيام لعدم ورود دليل . فالفعل لا يدل علي الوجوب فضلا عن الشرطية)
(5) مدة الاعتكاف :
ذهب الجمهور إلي أن أقل مدة للاعتكاف أقل من ليلة ولو لحظة من ليل أو نهار , ومن لم يشترط الصوم , وقالوا أقله ما يُطلق عليه لفظ لبث ولا يشترط القُعود .
رُوي عن عبد الرزاق عن يعلي بن أمية الصحابي رضي الله عنه: ( إني لأمكث في المسجد الساعة وما أمكث إلا لأعتكف )
وعن مالك ( أقله يوم وليلة ) لأنهم جعلوا الصوم شرطا في صحته .
أما أكثر مدة للمعتكف فلا حد لها , غير أن بعض الفقهاء كره أكثر من عشرة أيام ، وكره البعض أكثر من شهر .(فتح الباري ( 4/319) - بداية المجتهد ( 1/468 )) .
( 6) متي يدخل المعتكف :
ذهب الأئمة الأربعة إلي دخول الاعتكاف قبُيل غروب الشمس (يوم العشرين أي قبل ليلة الحادي والعشرين) لأن العشر اسم لعدد الليالي فيلزم أن يبدأ قبل ابتداء الليلة .
وذهب الأوزاعي والليث والثوري إلي أن المعتكف يدخل بعد صلاة الفجر أول هذه الأيام ( الحادي والعشرين ).
واستدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها : (عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ فِي مُعْتَكَفِهِ ) (صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1172 و سنن أبي داود: 2464 و صحيح الترمذي : 791)
ورد الأئمة الأربعة وغيرهم علي هذا ( أنه دخل في أول الليل ولكن إنما ليخلو بنفسه في المكان الذي أعده للاعتكاف بعد صلاة الصبح ) .
وينبغي التنبيه :علي أن الاعتكاف الواجب يؤدي حسب ما نذره وسماه الناذر فإن نذر الاعتكاف يوما أو أكثر وجب الوفاء بما نذر والاعتكاف المستحب ليس له وقت محدد(راجع فقه السنة جـ 1 صـ 619 ط دار الفتح )
( 7) اعتكاف النساء :
- يُشرع للنساء الاعتكاف للآتي :
أ- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ فَاسْتَأْذَنَتْهُ عَائِشَةُ فَأَذِنَ لَهَا وَسَأَلَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أَنْ تَسْتَأْذِنَ لَهَا فَفَعَلَتْ فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ أَمَرَتْ بِبِنَاءٍ فَبُنِيَ لَهَا ) (صحيح البخاري : 2045)
ب- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ ) (صحيح البخاري : 2026 و صحيح مسلم : 1172 و سنن أبي داود - 2462 )
( 8 ) شروط اعتكاف النساء :
1- إذن زوجها : لما سبق في استئذان عائشة رضي الله عنها النبي صلي الله عليه وسلم ويصح بدون إذن الزوج مع الحرمة عند الشافعية .
وإن أذن الزوج في الاعتكاف فله أن يُخرجها منه لأن النبي صلي الله عليه وسلم لَََما استأذنته عائشة في الاعتكاف وتابعتها حفصة ثم زينب خاف أن يكن غير مُخلصات في الاعتكاف بل أردن القرب منه لغيرتهن عليه فأخرجهُن وقال : صلي الله عليه وسلم ( آلْبِرَّ تُرِدْنَ )( صحيح النسائي - 708 و صحيح ابن ماجه : 1446)
وأمر بخبائه فقوض
2- ألا يكون في اعتكافها فتنة : لأن النبي صلي الله عليه وسلم منع أزواجه من الاعتكاف فيما دون ذلك كما سبق .
( 9 ) هل يجوز للحائض الاعتكاف ؟
المرأة لا تصوم وهى حائض , فمن اشترط الصوم قال لا تعتكف المرأة , ومن رأى أن الحائض لا تدخل المسجد قال لا اعتكاف لها .
ورد هذا السؤال للشيخ العثيمين رحمه الله . (كتاب فقه المرأة المسلمة ص136 )
س : ما حكم وجود المرأة في المسجد الحرام وهى حائض لإستماع الأحاديث والخطب ؟
الجواب :لا يجوز للمرأة الحائض أن تمكث في المسجد الحرام ولا غيره من المساجد ولكن يجوز لها أن تمر بالمسجد وتأخذ الحاجة منه وما أشبه ذلك , كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : ( قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنْ الْمَسْجِدِ قَالَتْ فَقُلْتُ إِنِّي حَائِضٌ فَقَالَ إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ ) . (صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 298 و 299 و : سنن أبي داود: 261)
فإذا مرت الحائض في المسجد وهى آمنة من أن ينزل دم على المسجد فلا حرج عليها .
أما إن كانت تريد أن تدخل وتجلس فهذا لا يجوز والدليل على ذلك أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر النساء في صلاة العيد أن يخرجن إلى مصلى العيد العواتق وذوات الخدور والحُيض , إلا أنه أمر أن يعتزل الحُيض المصلى .
فدل ذلك على أن الحائض لا يجوز لها أن تمكث في المسجد لاستماع الخطبة أو استماع الدرس . أ هـ
( 10 ) س : ماذا يمكن للحائض أن تفعل في ليلة القدر ؟
الجواب : الحائض تفعل جميع العبادات إلا الصلاة والصيام والطواف بالكعبة والاعتكاف في المسجد . وقد ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه كان يحيي الليل في العشر الأواخر من رمضان .
و عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ )(صحيح البخاري - : 2024)
وإحياء الليل ليس خاصا بالصلاة بل يشمل جميع الطاعات ، و بهذا فسره العلماء قال الحافظ : وأحيا ليله أي سهره بالطاعة .
وقال النووي : أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها .
وقال في عون المعبود :أي بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن .
وصلاة القيام أفضل ما يقوم به العبد من عبادات في ليلة القدر ولذلك قال صلي الله عليه وسلم ( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) (البخاري 1901 , ومسلم 760 )
ولما كانت الحائض ممنوعة من الصلاة , فإنه يمكنها إحياء الليل بطاعات أخرى غير الصلاة مثل : -
1- قراءة القرآن .
2- الذكر : من تسبيح وتهليل وتحميد وما أشبه ذلك.
فتكثر من قول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله وبحمده ، وسبحان الله العظيم ... ونحو ذلك .
3- الاستغفار : فتكثر من قول أستغفر الله .
4- الدعاء : فتكثر من دعاء الله تعالي وسؤاله من خير الدنيا والآخرة ، فإن الدعاء من أفضل العبادات .
قال صلي الله عليه وسلم : ( الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ وَقَرَأَ وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِلَى قَوْلِهِ دَاخِرِينَ ) ( سنن أبي داود : 1479 و سنن الترمذي - 2969 و : سنن الترمذي: 3372 و 3247)
فيمكن للحائض أن تقوم بهذه العبادات وغيرها في ليلة القدر .
(11) اعتكاف المُستحاضة :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ اعْتَكَفَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ مِنْ أَزْوَاجِهِ مُسْتَحَاضَةٌ فَكَانَتْ تَرَى الْحُمْرَةَ وَالصُّفْرَةَ فَرُبَّمَا وَضَعْنَا الطَّسْتَ تَحْتَهَا وَهِيَ تُصَلِّي ) (صحيح البخاري - 2037 و صحيح ابن ماجه – 1453)
قال الشوكانى رحمه الله تعالى الحديث يدل على جواز مكث المستحاضة في المسجد وصحة اعتكافها وصلاتها وجواز حدثها في المسجد عند أمن التلويث ) (صحيح مسلم شرط النووي جـ 4 صـ 279 بتصرف - نيل الأوطار جـ 4 صـ 268 )
( 12) مكان اعتكاف المرأة :
قال أبو حنيفة رحمه الله تعالي : يصح اعتكاف المرأة في مسجد بيتها وهو الموضوع المهيأ من بيتها لصلاتها ونقل مثل ذلك عن المالكية .
وقد اعتكف أزواج النبي صلي الله عليه وسلم وكان مكان اعتكافهم في المسجد كما قال العلماء .(المصدر السابق ص 265 )( وهو الصحيح )
قال د/ محمد بكر إسماعيل في الفقه الواضح: ( وقد كان المسلمون قديما يجعلون في بيوتهم أماكن خاصة للصلاة والخلوة بخلاف ما كان عليه المسلمون وأجاز أكثر الفقهاء للمرأة أن تعتكف في المسجد الجامع بشرط ألا تكون من ذوات الحسن والهيئة بشرط توافر الأمن ولا أرى أن الأمن يتوفر في مساجدنا في هذا العصر ).أي في كثير من الأحبان . (جـ 1 صـ 567 )
( 13) مبطلات الاعتكاف :
أ- الخروج من المسجد لغير عذر شرعي مثال : العذر الشرعي الخروج لقضاء الحاجة أو الاغتسال الواجب أو الحصول على طعام وماء .
ودليل ذلك قول عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْغِي إِلَيَّ رَأْسَهُ وَهُوَ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ فَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ ) (صحيح البخاري - 2028 و 296)
وإذا اشترط في نيته الخروج لشيء مثل الخروج لجنازة أو عملا بالنهار فالأكثرية على أن هذه النية لاتنفعه ويكون اعتكافه باطلا ,وممن أجاز هذه النية وصحح هذا الاعتكاف الشافعي والثوري وإسحاق ورواية عن أحمد ( نيل الأوطار جـ 4 صـ 267 )
والصحيح الإشتراط في الإعتكاف المسنون لا الواجب .
وقال الأحناف : في الاعتكاف النفل إن خرج بلا عذر ثم رجع ونوى الاعتكاف يصح ولا يبطل ما فات , وقال الحنابلة لا يبطل اعتكاف من خرج سهواً .
ب ـ الجماع :وهذا بإجماع العلماء على أن من جامع امرأته بطل اعتكافه (المصدر السابق)
وعند الشافعية من جامع ناسياً لا يفسد اعتكافه واستدلوا بقوله تعالى : ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ )(البقرة 187)
وإن كانت المباشرة لغير شهوة كأن تغسل رأسه أو تناوله شيئا فلا بئس , لحديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْغِي إِلَيَّ رَأْسَهُ وَهُوَ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ فَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ )(صحيح البخاري - 2028 و 296)
وإن كانت لشهوة فهي محرمة , وإن أنزل فسد اعتكافه وذكر بعض العلماء بأن تلك المباشرة بشهوة فسد اعتكافه ولو لم يُنزل منهم مالك والشافعي في أحد قوليه .
د - إنزال في اليقظة عامدا بتقبيل أو لمس أو غيره: كما يحرم ذلك جدا لشرف المسجد ووجوب تنزيهه عن كل قول أو فعل قبيح .
هـ - الأكل أو الشرب عامدا بالنهار أو نية الإفطار: عند من يشترط الصوم كما سبق .
و - الحيض و النفساء عند من يشترط الصوم :لأن المرأة لا تصوم وهى حائض .
عـ - الردة : لمنافاتها العبادة ولقوله تعالي ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (الزمر 65)
( 14) ما يجوز للمعتكف فعله أمور منها :
أ - الخروج للحاجة التي لابد منها مثل قضاء الحاجة أو الاغتسال الواجب إن تعذر ذلك بالمسجد .
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ السُّنَّةُ عَلَى الْمُعْتَكِفِ أَنْ لَا يَعُودَ مَرِيضًا وَلَا يَشْهَدَ جَنَازَةً وَلَا يَمَسَّ امْرَأَةً وَلَا يُبَاشِرَهَا وَلَا يَخْرُجَ لِحَاجَةٍ إِلَّا لِمَا لَا بُدَّ مِنْهُ وَلَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصَوْمٍ وَلَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي مَسْجِدٍ جَامِعٍ ) (رقم الحديث 2160 صحيح أبي داود2 الصفحة 468)
ب - يمكن للمعتكف الخروج في أحوال اضطرارية ولا يفسد اعتكافه مثل إطفائه لحريق .
ت - اشتغال المعتكف بالأمور المباحة مثل :تشييع ( توصيل ) الزائر إلى باب المسجد والحديث معه لتوديع النبي صلي الله عليه وسلم صفية رضي الله عنها .
جـ - زيارة المرأة للمعتكف وخُلوة المعتكف بزوجته ( بلا مباشرة بشهوة ) ومن أدلة ذلك عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا يَقْلِبُهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ )(صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2035 و صحيح مسلم – 2175)
د - غسل المعتكف ووضوءه في المسجد , فعن رجل خدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال (توضأ النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وضوءا خفيفا )(الراوي: رجل خدم النبي المحدث: الألباني - المصدر: قيام رمضان - 38خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد مختصرا بسند صحيح)
هـ - اتخاذ خباء في المسجد يعتكف فيه لأن عائشة رضي الله عنها كانت تضرب للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خباء إذا اعتكف)
و - أن يضع فراشه أو سريره في المسجد عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما (عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا اعْتَكَفَ طُرِحَ لَهُ فِرَاشُهُ أَوْ يُوضَعُ لَهُ سَرِيرُهُ وَرَاءَ أُسْطُوَانَةِ التَّوْبَةِ ) (تخريج مشكاة المصابيح : 2049 , خلاصة حكم المحدث: يحتمل التحسين)
ز - الخطبة وعقد الزواج للمعتكف : وهذا مشروط بعدم الجماع والشهوة ومقدماتها .
حـ - أجاز البعض اعتكاف المفطر بعذر في شهر رمضان,واعتكاف المفطر في سائر السنة
( 15) مُستحبات الاعتكاف :
منها :
أ - يُستحب للمعتكف الإكثار من الذكر و الصلاة وتلاوة القرآن وقراءة كتب العلم كالتفسير والحديث والفقه .
ب - يُستحب له أن يخلو بنفسه ليكون بعيدا عن الناس حتى لا يشغلوه عن ذكر الله .
جـ - يُستحب له أخذ ما يلزمه من ثياب وطعام ودواء حتى لا يضطر للخروج من المسجد , ويُستحب له ألا يتكلم إلا بخير، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وغير ذلك , بل يجب عليه ذلك أحيانا .
د- يُستحب للمعتكف أن يختار المسجد الحرام ثم المسجد النبوي ثم المسجد الأقصى إن استطاع .
وأن يختار أفضل الأيام كالعشر الأواخر ويُستحب أن يجعل خروجه إلي المصلى فيصلي العيد فينتقل من عبادة لأخرى( بتصرف من الفقه الواضح جـ 1 صـ 568 )
هـ - التفرغ للعبادة في الخباء : كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعتكف العشر التي يُطلب فيها ليلة القدر قطعا لأشغاله وتفريغا لباله وتخليا لمناجاة ربه وذكره ودعائه وكان يحتجر حصيرا يتخلى فيها عن الناس فلا يُخالطهم .
وذهب الإمام أحمد إلي أن المعتكف لا يُستحب له مُخالطة الناس حتى ولا لتعليم علم وإقراء القرآن بل الأفضل له الإنفراد بنفسه والتخلي لمناجاة ربه وذكره ودعائه .( بتصرف من لطائف المعارف صــ260،261 )
تنبيه : لكن الواقع الحالي يشهد بجهل الناس بأمور الدين فعلى هذا يكون نشر العلم في الاعتكاف في هذا الزمن من مهمات الداعية .
( 16) تنبيهات هامة :
1- البعض قد يترك التكسب على من يعول من أجل الاعتكاف ويتركهم عالة علي غيره وفي هذا يقول رسول الله عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضِيعَ مَنْ يَقُوتُ )(سنن أبي داود - 1692 )
2 – البعض كثير الانشغال بقراءة القرآن والعبادات ويترك تعلم مسائل واجبة عليه مثل ما يصلح به عبادته فضلا عن عقيدته .
3 - نحذر من الرياء فإن مدار الأعمال بالنيات ومن فسدت نيته لا ينفعه العمل الصالح مهما كانت مشقته بل يُوقع نفسه في الشرك الأصغرومن هذا البكاء لإظهار الخشوع والصلاة لإظهار التعبد والقراءة بصوت حسن لإثارة إعجاب الخلق لا للتعبد ، فننصح بإصلاح النية أولاً لتكون ابتغاء مرضات الله .
4 - إثارة مجادلات بلا فائدة تفسد صفاء الاعتكاف بل قد يُصاحب ذلك مشاحنات خاصة مع عدم وجود من يرجعون لعلمه فيحسم الخلاف .
5 - قد يوسوس الشيطان على البعض بالعبوس والانقباض وقد يظن أن هذا مناسبا للاعتكاف والتعبد وينسى أن هذا ليس من الإسلام في شيء وقدوتنا الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان دائم التبسم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ ) (صحيح مسلم - 2626 و سنن الترمذي 1970)
(اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ ) (صحيح الجامع - 115)
6 - على النقيض من ذلك نجد أحيانا من يكثر من المزاح والتسلي بالقصص واللغو وقد يصاحب ذلك الغيبة والنميمة والكذب فيفسد بذلك صفاء الاعتكاف على نفسه وغيره .
7. ننصح بالتوسط في الطعام والشراب لأن الاعتكاف للتعبد ، والإكثار من الطعام والشراب يثقل عن الطاعات وعلى رأسها قيام الليل ومن المفاسد الفوضى وعلو الصوت الذي يُصاحب إعداد الطعام في وقت السحر أو غيره فنُذكر بفضيلة ذلك الوقت : عن عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنْ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ ) (سنن الترمذي – 3579 وقال حديث حسن)
8- بعض الأئمة يُضيع الوقت الثمين في الليل لصلاة التهجد في انتظار انتظام المأمومين والانتهاء من وضوئهم جميعا , والأولي أن يبدأ ولو بفرد واحد يَشحذ همة الآخرين بسرعة ويعم الصمت لسماع القرآن, والبعض يضيع قرابة ساعة في هذا الانتظار لكثرة المعتكفين وكأن الشرع أوجب وقوف جميع المأمومين لبدأ صلاة التهجد .
9- البعض لا يستطيع التعبد والخلوة بنفسه من ازدحام المسجد فيمكن لمن يعلم أنه لا يحتمل الازدحام ويعلم أنه سيفسد عليه صفاء اعتكافه أن يجعل اعتكافه في مسجد آخر قبل البدء في الاعتكاف إذ الاعتكاف كسائر الأعمال يبدأ بالنية .
10- نحذر من العُجب بالأعمال : روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم( ثلاث مهلكات ، و ثلاث منجيات ، فقال : ثلاث مهلكات : شح مطاع ، و هوى متبع ، و إعجاب المرء بنفسه . وثلاث منجيات : خشية الله في السر و العلانية ، و القصد في الفقر و الغنى ، و العدل في الغضب و الرضا )(الراوي: أنس بن مالك و ابن عباس و أبو هريرة و عبدالله بن أبي أوفى عبدالله بن عمر - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - 802 - خلاصة حكم المحدث: حسن لشواهده)
11- من علم من نفسه عدم الإخلاص ترك العمل وقطعه
كما في قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( آلْبِرَّ تُرِدْنَ )
(صحيح النسائي - 708 و صحيح ابن ماجه : 1446)
12- يجوز وضع الأخبية في المسجد بنية التفرغ للاعتكاف وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد أن يعتكف فلما انصرف إلى المكان إذا أخبية ( خباء عائشة ، خباء حفصة ، خباء زينب ) لكن مما يجب اعتباره إذا لم يتسع المسجد فإنها تنزع .
ومن الممكن نزعها قبل الصلاة ودروس العلم , وتُوضع عقب ذلك .
13- يُكره للمعتكف أن يشغل نفسه بما لا يعنيه من قول أو فعل لحديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ) (الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - 2317 - خلاصة حكم المحدث: غريب)
14- يُمنع المعتكف من تقليد الصوفية بالإمساك عن الكلام ظنا أن هذا قربةعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا أَبُو إِسْرَائِيلَ نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلَا يَقْعُدَ وَلَا يَسْتَظِلَّ وَلَا يَتَكَلَّمَ وَيَصُومَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مُرْهُ فَلْيَتَكَلَّمْ وَلْيَسْتَظِلَّ وَلْيَقْعُدْ وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ) (صحيح البخاري -: 6704 و سنن أبي داود -: 3300)
كما أن الكلام بالقرآن فقط مثل إن أراد وقت الإفطار قال مثلا ( كلي وأشربي ) وإن أراد شراء طعام قال ( فومها وعدسها ) لم نعرفه عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يفعله الصحابة رضوان الله عليهم بل هو من تلبيس إبليس كما ذكر ابن الجوزي .
15- ننصح بأشياء للمحافظة علي سكينة وصفاء الاعتكاف مثل إحضار دواء أو بعض احتياجاته الشخصية مثل مشط لترجيل شعره ، مقص لتقليم أظافره وملابس خاصة به .
16- يُراعى التعاون فيما يخص أمور المعتكفين من طعام أو تنظيف وغيره وأن يراعى في ذلك قدرات كل واحد فلا يُحمل أحد فوق طاقته .
17- إمام المسجد ومن يرتب أمور الاعتكاف يجب أن يكون قدوة ومراعياً لآداب الاعتكاف ومتابعا للأمور حتى يوم العيد .
18- يُراعى الرفق بمن يعتكف لأول مرة ,- فمثلا رأينا البعض يستحي من الطعام وسط هذا الجمع الكبير والبعض الآخر يشق عليه طول الصلاة , فيجب الرفق بهم والتدرج في العبادات إذ قيام الليل لا يجب عليه بل يستحب فلا يكلف ما قد يكون سببا في نفوره .
19- يُراعى الرفق بالأطفال وتعليمهم ما تتطلبه تلك المرحلة ومراعاة أنهم مجرد أطفال لم يبلغوا الحلم ولا يجب عليهم حتى الصلاة , فأكبر تعليم لهم يكون بالقدوة ولين الكلام والبشاشة .
20- ننصح بعدم شدة الانشغال بالرؤيا والتنبيه على أنها أحيانا تكون حديث نفس , إذ يبني البعض عليها أن ليلة القدر كانت الليلة الفلانية فتضعف الهمة عن الاجتهاد في الصلاة , لذا ننصح بإخفاء الكرامة والرؤيا إن وقعت .
21- ننصح ألا يغتر المعتكف بكثرة المصلين ليلة السابع والعشرين عن غيرها فيوهم نفسه من حيث لا يشعر أنها ليلة القدر إذ ليلة القدر تتنقل كما علمنا من سُنة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
22- بعض المعتكفين يتعب نفسه بالنهار بإعداد الطعام فلا يستطيع الصلاة بالليل لذا ننصح بالتعاون وأن يكون ذلك قدر المستطاع وحسب القدرات كما سبق , ولا حرج فيمن يحضر طعامه من خارج المسجد .
23- البعض يُرهق نفسه بالنهار في قراءة القرآن ومطالعة العلوم الشرعية ويصاب بالفتور في الليل , فننصح بالتوسط في العبادة بالنهار مع مراعاة نوم القيلولة وهي من قبل الظهر حتى العصر .
24- من الممكن الاستفادة بعقد دروس تعليمية مثل قواعد التجويد أو العقيدة والفقه , خاصة في هذا الزمن الذي لا يعلم الكثير أمور العقيدة أو ما تصح به صلاته ، وهى مسؤلية الدعاة ومسؤلي المساجد ولايغرنك أن الاعتكاف عبادة فردية بها صلاة وخُلوة وقراءة قرآن , إذ الجهل غالب على الأكثرية .
( 17) المسارعة في الخيرات :
قال الله تعالي ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ((آل عمران 133)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه :أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ أَحَدُهُمْ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا )(صحيح مسلم – 118)
( 18) متى يخرج المعتكف :
القول الأول: يخرج بعد فجر يوم العيد إلى المصلى وهذا قول مالك .
القول الثاني :يخرج بعد غروب الشمس آخر يوم من رمضان .
قال الحافظ في الفتح : (من خرج من اعتكافه عند الصبح محمول على أنه أراد اعتكاف الليالي دون الأيام وسبيل من أراد ذلك أن يدخل قُبيل غروب الشمس ويخرج بعد طلوع الفجر,فإن أراد اعتكاف الأيام خاصة فيدخل مع طلوع الفجر ويخرج بعد غروب الشمس , فإن أراد اعتكاف الأيام والليالي معا فيدخل قبل غروب الشمس ويخرج بعد غروب الشمس أيضا) (ج 4 ص 332)
( 19) اعتكاف الليالي :
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا :(أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُنْتُ نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ ) (صحيح البخاري – 2032)
وفيه اعتكاف الليالي خاصة العشر الأواخر التي فيها ليلة القدر .
( 20 ) اعتكافه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في العشر الأوسط :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ عَشْرَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا ) (صحيح البخاري - 2044 )
قيل السبب في ذلك أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علم بقرب انقضاء أجله فأراد أن يستكثر من أعمال الخير ليُبين لأمته الاجتهاد في العمل إذا بلغوا أقصى العمل ليلقوا الله على خير أحوالهم وقيل غير ذلك .( راجع فتح الباري جـ4 صـ 334 بتصرف )
( 21) قضاء الاعتكاف :
من شرع في الاعتكاف متطوعا ثم قطعه اُستحِب له قضاؤه وقيل يجب والصحيح الاستحباب .
قال الترمذي :واختلف أهل العلم إذا قطع اعتكافه قبل أن يُتمه على ما نوى .
فقال مالك : إذا قطع اعتكافه وجب عليه القضاء واحتجوا بالحديث أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج من اعتكافه فاعتكف عشرا من شوال .
وقال الشافعي : إن لم يكن عليه نذر اعتكاف أو شيء أوجبه على نفسه وكان متطوعا فخرج فليس عليه قضاء إلا أن يجب ذلك اختيارا منه . (راجع فقه السُنه جـ 1 صـ 627 طـ الفتح الإعلامي )
(22) من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : ( جــ10 صـ 410 )
س : هل يجوز الاعتكاف في أي وقت دون العشر الأواخر ؟
جـ - نعم يجوز الاعتكاف في أي وقت وأفضله ما كان في العشر الأواخر من رمضان إقتداء برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه رضي الله عنهم وقد ثبت أنه اعتكف في شوال في بعض السنوات .
س : من روى حديث صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( من اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق كل خندق كما بين الخافقين )ما درجة هذا الحديث ؟ و إذا أراد شخص أن يعتكف يوما واحدا متى يكون اعتكافه ومتى يكون انتهائه؟ وكذلك إذا أراد أن يعتكف يومين فمتى يكون ابتداؤهما ومتى يكون انتهاؤها ؟
جـ - الحديث ضعيف وبدء اعتكاف يوم يكون بعد صلاة الفجر ونهايته غروب الشمس وهكذا اليومان .
س : هل تعتبر غرفة الحارس وغرفة لجنة الزكاة صالحة للاعتكاف فيها علما بأن أبواب هذه الغرف داخل المسجد ؟
جـ - الغرف التي داخل المسجد وأبوابها مشروعة على المسجد لها حكم المسجد أما إن كانت خارج المسجد فليست من المسجد وإن كانت أبوابها داخل المسجد .
س : هل يجوز لمن يريد الاعتكاف أن يُخصص يوما بعينه للاعتكاف ؟
جـ - ليس له أن يخصص يوما بعينه يعتاد الاعتكاف فيه، لكن يحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان إقتداء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
( 23) من بِِِِدع الاعتكاف :
س : سُئل أحمد بن تيمية رحمه الله عما ورد في ثواب صيام الثلاثة أشهر ، وما تقول في الاعتكاف فيها ؟
(مجموع فتاوى ابن تيمية- الفقه -كتاب الصيام - مسألة : ما ورد في ثواب صيام الثلاثة أشهر وحكم الاعتكاف فيها - فصل : في الجمع بين قول عائشة ما زال رسول الله يعتكف العشر الأواخر حتى قبض وما علم من تركه الاعتكاف ثلاثة أعوام)
الجواب :أَمَّا تَخْصِيصُ رَجَبٍ وَشَعْبَانَ جَمِيعًا بِالصَّوْمِ أَوْ الِاعْتِكَافِ فَلَمْ يَرِدْ فِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ وَلَا عَنْ أَصْحَابِهِ .
وَلَا أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ بَلْ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ . أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ إلَى شَعْبَانَ وَلَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ أَكْثَرَ مِمَّا يَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ مِنْ أَجْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ .
وَأَمَّا صَوْمُ رَجَبٍ بِخُصُوصِهِ فَأَحَادِيثُهُ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ بَلْ مَوْضُوعَةٌ لَا يَعْتَمِدُ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا وَلَيْسَتْ مِنْ الضَّعِيفِ الَّذِي يُرْوَى فِي الْفَضَائِلِ بَلْ عَامَّتُهَا مِنْ الْمَوْضُوعَاتِ الْمَكْذُوبَاتِ وَأَكْثَرُ مَا رُوِيَ فِي ذَلِكَ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا دَخَلَ رَجَبٌ يَقُولُ :اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ )
وَقَدْ رَوَى ابْنُ ماجه فِي سُنَنِهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ( عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ صَوْمِ رَجَبٍ ) وَفِي إسْنَادِهِ نَظَرٌ لَكِنْ صَحَّ أَنَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَانَ يَضْرِبُ أَيْدِيَ النَّاسِ ؛ لِيَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ فِي الطَّعَامِ فِي رَجَبٍ .
وَيَقُولُ :لَا تُشَبِّهُوهُ بِرَمَضَانَ . وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَرَأَى أَهْلَهُ قَدْ اشْتَرَوْا كِيزَانًا لِلْمَاءِ وَاسْتَعَدُّوا لِلصَّوْمِ فَقَالَ : " مَا هَذَا فَقَالُوا : رَجَبٌ فَقَالَ : أَتُرِيدُونَ أَنْ تُشَبِّهُوهُ بِرَمَضَانَ ؟ وَكَسَرَ تِلْكَ الْكِيزَانَ " .
فَمَتَى أَفْطَرَ بَعْضًا لَمْ يُكْرَهْ صَوْمُ الْبَعْضِ .
وَفِي الْمُسْنَدِ وَغَيْرِهِ : حَدِيثٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَمَرَ بِصَوْمِ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ : وَهِيَ رَجَبٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ .
فَهَذَا فِي صَوْمِ الْأَرْبَعَةِ جَمِيعًا لَا مَنْ يُخَصِّصُ رَجَبًا .
وَأَمَّا تَخْصِيصُهَا بِالِاعْتِكَافِ فَلَا أَعْلَمَ فِيهِ أَمْرًا بَلْ كُلُّ مَنْ صَامَ صَوْمًا مَشْرُوعًا وَأَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ مِنْ صِيَامِهِ كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا بِلَا رَيْبٍ وَإِنْ اعْتَكَفَ بِدُونِ الصِّيَامِ فَفِيهِ قَوْلَانِ مَشْهُورَانِ وَهُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ أَحْمَد : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ لَا اعْتِكَافَ إلَّا بِصَوْمِ كَمَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ .
وَالثَّانِي :يَصِحُّ الِاعْتِكَافُ بِدُونِ الصَّوْمِ . كَمَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَأَمَّا الصَّمْتُ عَنْ الْكَلَامِ مُطْلَقًا فِي الصَّوْمِ أَوْ الِاعْتِكَافِ أَوْ غَيْرِهِمَا فَبِدْعَةٌ مَكْرُوهَةٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ .
لَكِنْ هَلْ ذَلِكَ مُحَرَّمٌ أَوْ مَكْرُوهٌ ؟ فِيهِ قَوْلَانِ فِي مَذْهَبِهِ وَغَيْرِهِ .
وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ دَخَلَ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ أَحْمَس فَوَجَدَهَا مُصْمِتَةً لَا تَتَكَلَّمُ فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ : إنَّ هَذَا لَا يَحُلُّ إنَّ هَذَا مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا قَائِمًا فِي الشَّمْسِ فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : هَذَا أَبُو إسْرَائِيلَ نَذَرَ أَنْ يَقُومَ فِي الشَّمْسِ وَلَا يَسْتَظِلَّ وَلَا يَتَكَلَّمَ وَيَصُومَ .
فَقَالَ : مُرُوهُ فَلْيَجْلِسْ وَلْيَسْتَظِلَّ وَلْيَتَكَلَّمْ وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ) .
فَأَمَرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ نَذْرِهِ لِلصَّمْتِ أَنْ يَتَكَلَّمَ كَمَا أَمَرَهُ مَعَ نَذْرِهِ لِلْقِيَامِ أَنْ يَجْلِسَ وَمَعَ نَذْرِهِ أَلَّا يَسْتَظِلَّ أَنْ يَسْتَظِلَّ . وَإِنَّمَا أَمَرَهُ بِأَنْ يُوفِيَ بِالصَّوْمِ فَقَطْ . وَهَذَا صَرِيحٌ فِي أَنَّ هَذِهِ الْأَعْمَالَ لَيْسَتْ مِنْ الْقُرَبِ الَّتِي يُؤْمَرُ بِهَا النَّاذِرُ .
وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : ( مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ ) . كَذَلِكَ لَا يُؤْمَرُ النَّاذِرُ أَنْ يَفْعَلَهَا فَمَنْ فَعَلَهَا عَلَى وَجْهِ التَّعَبُّدِ بِهَا وَالتَّقَرُّبِ وَاِتِّخَاذِ ذَلِكَ دِينًا وَطَرِيقًا إلَى اللَّهِ تَعَالَى فَهُوَ ضَالٌّ جَاهِلٌ مُخَالِفٌ لِأَمْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ .
وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مَنْ نَذَرَ اعْتِكَافًا وَنَحْوَ ذَلِكَ إنَّمَا يَفْعَلُهُ تَدَيُّنًا وَلَا رَيْبَ أَنَّ فِعْلَهُ عَلَى وَجْهِ التَّدَيُّنِ حَرَامٌ فَإِنَّهُ يَعْتَقِدُ مَا لَيْسَ بِقُرْبَةٍ قُرْبَةً وَيَتَقَرَّبُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمَا لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَهَذَا حَرَامٌ لَكِنْ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ قَبْلَ بُلُوغِ الْعِلْمِ إلَيْهِ فَقَدْ يَكُونُ مَعْذُورًا بِجَهْلِهِ إذَا لَمْ تَقُمْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ فَإِذَا بَلَغَهُ الْعِلْمُ فَعَلَيْهِ التَّوْبَةُ وَجِمَاعُ الْأَمْرِ فِي الْكَلَامِ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ) فَقَوْلُ الْخَيْرِ وَهُوَ الْوَاجِبُ أَوْ الْمُسْتَحَبُّ خَيْرٌ مِنْ السُّكُوتِ عَنْهُ وَمَا لَيْسَ بِوَاجِبِ وَلَا مُسْتَحَبٍّ فَالسُّكُوتُ عَنْهُ خَيْرٌ مِنْ قَوْلِهِ .
وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ لِصَاحِبِهِ :السُّكُوتُ عَنْ الشَّرِّ خَيْرٌ مِنْ التَّكَلُّمِ بِهِ فَقَالَ لَهُ الْآخَرُ : التَّكَلُّمُ بِالْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْ السُّكُوتِ عَنْهُ .
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) وَقَالَ تَعَالَى : ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) .
وَفِي السُّنَنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( كُلُّ كَلَامِ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لَا لَهُ إلَّا أَمْرًا بِمَعْرُوفِ أَوْ نَهْيًا عَنْ مُنْكَرٍ أَوْ ذِكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى ) وَالْأَحَادِيثُ فِي فَضَائِلِ الصَّمْتِ كَثِيرَةٌ وَكَذَلِكَ فِي فَضَائِلِ التَّكَلُّمِ بِالْخَيْرِ وَالصَّمْتِ عَمَّا يَجِبُ مِنْ الْكَلَامِ حَرَامٌ سَوَاءٌ اتَّخَذَهُ دِينًا أَوْ لَمْ يَتَّخِذْهُ .
كَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ فَيَجِبُ أَنْ تُحِبَّ مَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَتُبْغِضَ مَا يُبْغِضُهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَتُبِيحَ مَا أَبَاحَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَتُحَرِّمَ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ .
( 24) أذكار وأفعال الإعتكاف :
ليس للإعتكاف ذكر مخصوص ولا فعل أخر سوى اللبث في المسجد بنية الاعتكاف .(شرح النووي لصحيح مسلم جـ 4 صـ 279 )
( 25) أعمال خير من الاعتكاف :
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ( أحب العباد إلي الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلي الله سرور تدخله علي مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دين أو تطرد عنه جوعا ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في المسجد شهرا ) (حديث رقم : 176 في صحيح الجامع الصغير)
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إل
عدل سابقا من قبل هدى من الله في السبت يونيو 22, 2013 10:06 am عدل 1 مرات
رد: الاعتكاف في شهر رمضان وغير رمضان
موضوع قيم جاوب عن الكثير من الاسئلة التى تدور داخلنا
بخصوص اعتكاف المرأة
جزاكى الله خيرا هدى
بخصوص اعتكاف المرأة
جزاكى الله خيرا هدى
هنا سيد- عضو برونزى
- الجنس :
عدد المساهمات : 2469
نقاط : 3301
تاريخ التسجيل : 24/07/2012
توتى بدر- عضو برونزى
- الجنس :
عدد المساهمات : 2305
نقاط : 3183
تاريخ التسجيل : 28/08/2012
رد: الاعتكاف في شهر رمضان وغير رمضان
شكرا
جزاكى الله خيرا هدى
جزاكى الله خيرا هدى
روز- عضو برونزى
- الجنس :
عدد المساهمات : 2675
نقاط : 3853
تاريخ التسجيل : 31/01/2013
رد: الاعتكاف في شهر رمضان وغير رمضان
جزاكى الله خيرا هدى
ان شاء الله
هحاول اعمل مكان مخصص فى بيتى
لاعتكافى فى رمضان
اللهم بلغنا رمضان ورمضان ورمضان
ان شاء الله
هحاول اعمل مكان مخصص فى بيتى
لاعتكافى فى رمضان
اللهم بلغنا رمضان ورمضان ورمضان
رحمة- عضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 1643
نقاط : 1891
تاريخ التسجيل : 19/11/2012
لولو حسن- عضو فضى
- الجنس :
عدد المساهمات : 3860
نقاط : 5498
تاريخ التسجيل : 26/07/2012
العمر : 55
رد: الاعتكاف في شهر رمضان وغير رمضان
جزاكى الله خيرا هدى
ضوء القمر- عضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 1597
نقاط : 2063
تاريخ التسجيل : 09/09/2012
رد: الاعتكاف في شهر رمضان وغير رمضان
انا نفسى اعتكف رمضان كله
بس للاسف مين هيسبنى
شكرا للموضوع الممتاز
بس للاسف مين هيسبنى
شكرا للموضوع الممتاز
دينا- عضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 206
نقاط : 228
تاريخ التسجيل : 01/11/2014
رد: الاعتكاف في شهر رمضان وغير رمضان
جزاكى الله خيراااااااااااا
هدى
هدى
fola- عضو برونزى
- الجنس :
عدد المساهمات : 2194
نقاط : 2722
تاريخ التسجيل : 27/07/2012
رد: الاعتكاف في شهر رمضان وغير رمضان
شكرا لمجهودك القيم
كريمة- عضو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 242
نقاط : 260
تاريخ التسجيل : 29/09/2014
مواضيع مماثلة
» ملخص أحكام الاعتكاف
» حكم قول رمضان كريم .. التهنئة بشهر رمضان
» فضائل شهر رمضان
» كيف نستقبل رمضان ؟
» حكم من ترك صيام رمضان من غير عذر
» حكم قول رمضان كريم .. التهنئة بشهر رمضان
» فضائل شهر رمضان
» كيف نستقبل رمضان ؟
» حكم من ترك صيام رمضان من غير عذر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء ديسمبر 06, 2016 4:24 pm من طرف fola
» د. شريف الصفتى عالم الكيمياء المصرى النابغة
الثلاثاء ديسمبر 06, 2016 4:05 pm من طرف هدى من الله
» قصة سيدنا عزير
الإثنين نوفمبر 14, 2016 11:15 am من طرف سجدة
» ** قصة أبيار على **
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:58 am من طرف بهيرة
» خلو المكان ومرارة الغياب !!!
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:48 am من طرف هدى من الله
» يا حلاوة اللوبيا والارز بالشعرية
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:08 am من طرف بسملة
» طريقة عمل القراقيش المقرمشة و الهشة
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:07 am من طرف هدى من الله
» إعجاز بناء الكعبة
الإثنين نوفمبر 14, 2016 9:43 am من طرف روز
» صفات اليهود فى القرآن الكريم
الإثنين نوفمبر 14, 2016 9:42 am من طرف هدى من الله