بيان من حازم صلاح أبو اسماعيل.. حول الموقف من إيران

من طرف لولو حسن الجمعة مارس 15, 2013 8:27 pm

بيان من حازم صلاح أبو اسماعيل.. حول الموقف من إيران
------------------------------------------

( أجمل ما فى هذا البيان آخر سطر )
حول الموقف من إيران

لا شك في وجود التباين العقائدي والفقهي بيننا وبين الشيعة، كما لا شك في أن لهم خطة سياسية تتناقض معنا في المنطقة العربية، لا سيما والشيعة لهم امتداد جغرافي في العراق وسوريا ولبنان وفي شرق الجزيرة العربية، وهم لا يكفون عن محاولات توسيع هذه الرقعة امتداد واتساعا وكذلك عمقا وأثرا.

ولقد كان من هذه المحاولات دعم المقاومة الفلسطينية في أحيان كثيرة، ودعم جناحها الشيعي في لبنان "حزب الله" حتى اكتسب الحزب لمعانا نضاليا بما حققه في صراعه مع الكيان الصهيوني، والمعارضة الظاهرة للنفوذ الأمريكي والتصلب في تنفيذ البرنامج النووي، فإذا أضيف هذا كله إلى التخاذل السني عن دعم المقاومة ودعم الثورات العربية فإن المشكلة مع الشيعة تزداد تأزما ومرارة.

لكن كل هذا لا يجعلنا ننسى أن الصراع الظاهر بين أمريكا وإيران إنما هو ذو وجه آخر من التفاهم والتلاقي، مثل التعاون بينهم في القضاء على طالبان في أفغانستان وفي التمهيد لاحتلال العراق وتصفية المقاومة السنية، بل كيف ننسى تلك المذبحة اليومية القائمة في سوريا وذلك الدور الإيراني البشع في سحق الشعب السوري وهدم البلد، إن الدور الإيراني البشع في سوريا يجب أن لا يغيب عن أذهان الشعوب العربية والمسلمة إذ ينبغي لها أن تتبين حقيقة الصراع وأبعاده.

على أننا وفي ظل وعينا بكل ما سبق فإننا نؤكد على أن التعامل السياسي -كالمعاهدات والاتفاقيات- أو التجاري الاقتصادي مع الشيعة ومع غيرهم من أهل الكتاب والكافرين وسائر الناس إنما هو من هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) بحسب ما هو مقرر شرعا، بشروطه وضوابطه المعروفة حتى في حالة التضاد العقائدي والحرب المنصوبة بيننا وبينهم، فإنما نحن متبعون ولسنا بمبتدعين.

وقد تعاهد النبي مع الكفار والمحاربين، ونزلت في شأن هذا آيات منها: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)) وكما قال (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).

هذا الهدي تحتاجه مصر في توازناتها السياسية، مع الحذر الكامل، وبشرط عدم الترخص في النطق الواضح جدا للتمايز العقائدي والفقهي والسياسي.

هذا موقفنا المبدأي، ثم نحن تبع لأهل العلم فيما بعده، فلو أنهم رأوا حرمة أمر فنحن ملتزمون بقولهم.