بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
هدى من الله | ||||
لولو حسن | ||||
روز | ||||
هنا سيد | ||||
توتى بدر | ||||
fola | ||||
روضة البدر | ||||
ام دهب و مصطفى | ||||
امة الرحمن | ||||
لولا |
منهج أهل السنة والجماعة وقت ظهور البدع
+2
هدى من الله
لولا
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
منهج أهل السنة والجماعة وقت ظهور البدع
منهج أهل السنة والجماعة وقت ظهور البدع
--------------------------------
*1- وقت ظهور البدع
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(6): "واعلم أن عامة البدع المتعلقة بالعلم والعبادات
إنما وقع في الأمة في أواخر الخلفاء الراشدين؛ كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم؛
حيث قال: (من يعش منكم بعدي؛ فسيرى اختلافا كثيرا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين من بعدي)[صحيح. أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه] .
وأول بدعة ظهرت بدعة القدر وبدعة الإرجاء وبدعه التشيع والخوارج؛ هذه البدع
ظهرت في القرن الثاني، والصحابة موجودون، وقد أنكروا على أهلها.
ثم ظهرت بدعة الاعتزال، وحدثت الفتن بين المسلمين، وظهر اختلاف الآراء والميل
إلى البدع والأهواء.
وظهرت بدعة التصوف وبدعة البناء على القبور بعد القرون المفضلة.
وهكذا؛ كلما تأخر الوقت؛ زادت البدع وتنوعت".
*2- مكان ظهور البدع
تختلف البلدان الإسلامية في ظهور البدع فيها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فإن الأمصار الكبار التي سكنها أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم وخرج منها العلم والإيمان خمسة: الحرمان والعراقان والشام، منها خرج
القرآن والحديث والفقه والعبادة وما يتبع ذلك من أمور الإسلام، وخرج من هذه الأمصار
بدع أصولية غير المدينة النبوية؛ فالكوفة خرج منها التشيع والإرجاء وانتشر بعد ذلك
في غيرها، والبصرة خرج منها القدر والاعتزال والنسك الفاسد وانتشر بعد ذلك في
غيرها، والشام كان بها النصب والقدر، أما التجهم؛ فإنما ظهر في ناحية خراسان،
وهو شر البدع.
وكان ظهور البدع بحسب البعد عن الدار النبوية، فلما حدثت الفرقة بعد مقتل عثمان؛
ظهرت بدعة الحرورية، وأما المدينة النبوية؛ فكانت سليمة من ظهور هذه البدع، وإن
كان بها من هو مضمر لذلك؛ فكان عندهم مهانا مذموما؛ إذ كان بهم قوم من القدرية
وغيرهم، ولكن كانوا مقهورين ذليلين؛ بخلاف التشيع والإرجاء في الكوفة، والاعتزال
وبدع النساك بالبصرة، والنصب بالشام؛ فإنه كان ظاهرا، وقد ثبت في الصحيح عن النبي
صلى الله عليه وسلم أن الدجال لا يدخلها.
ولم يزل العلم والإيمان بها ظاهرا إلى زمن أصحاب مالك، وهم من أهل القرن الرابع(7)،
فأما الأعصار الثلاثة المفضلة؛ فلم يكن فيها بالمدينة النبوية بدعة ظاهرة ألبتة، ولا خرج
منها بدعة في أصول الدين ألبتة كما خرج من سائر الأمصار".
*الأسباب التي أدت إلى ظهور البدع
مما لا شك فيه أن الاعتصام بالكتاب والسنة فيه منجاة من الوقوع في البدع والضلال.
قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} .
وقد وضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن مسعود رضي الله عنه؛ قال:
(خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا، فقال هذا سبيل الله ثم خطَّ خطوطا عن
يمينه وعن شماله، ثم قال: "وهذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه"[رواه أحمد
وابن حبان والحاكم وغيرهم] ثم تلا {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}) .
فمن أعرض عن الكتاب والسنة؛ تنازعته الطرق المضللة والبدع المحدثة.
فالأسباب التي أدت إلى ظهور البدع تتلخص في الأمور التالية:
الجهل بأحكام الدين، اتباع الهوى، التعصب للآراء والأشخاص، التشبه بالكفار وتقليدهم.
ونتناول ذلك بشيء من التفصيل:
*1- الجهل بأحكام الدين
كلما امتد الزمن وبعد الناس عن آثار الرسالة؛ قل العلم وفشا الجهل؛ كما أخبر بذلك
النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (من يعش منكم؛ فسيرى اختلافا كثيرا)[من حديث رواه
أبو داود والترمذي، وقال: "حديث حسن صحيح"] ، وقوله: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا
ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما؛ اتخذ الناس
رءوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)( .
فلا يقاوم البدع إلا العلم والعلماء؛ فإذا فقد العلم والعلماء؛ أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر
وتنتشر ولأهلها أن ينشطوا.
*2- اتباع الهوى
من أعرض عن الكتاب والسنة؛ اتبع هواه؛ كما قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا
يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} ، وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ
غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ} ، والبدع إنما هي نسيح الهوى المتبع.
*3- التعصب للآراء والرجال
التعصب للآراء والرجال يحول بين المرء واتباع الدليل ومعرفة الحق، قال تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} وهذا هو شأن
المتعصبين اليوم من بعض أتباع المذاهب والصوفية والقبوريين، إذا دعوا إلى اتباع
الكتاب والسنة ونبذ ما هم عليه مما يخالفهما؛ احتجوا بمذاهبهم ومشايخهم وآبائهم وأجدادهم.
*4- التشبه بالكفار
وهو من أشد ما يوقع في البدع كما في حديث أبي واقد الليثي؛ قال: (خرجنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون
عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا يا رسول الله! اجعل
لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر! إنها السنن،
قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ
قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} ، لتركبن سنن من قبلكم)[رواه الترمذي وصححه] .
ففي هذا الحديث أن التشبه بالكفار هو الذي حمل بني إسرائيل وبعض أصحاب محمد عليه
الصلاة والسلام أن يطلبوا هذا الطلب القبيح، وهو أن يجعل لهم آلهة يعبدونها ويتبركون
بها من دون الله.
وهذا هو نفس الواقع اليوم؛ فإن غالب الناس من المسلمين قلدوا الكفار في عمل البدع
والشركيات؛ كأعياد الموالد، وإقامة الأيام والأسابيع لأعمال مخصصة، والاحتفال
بالمناسبات الدينية والذكريات، وإقامة التماثيل والنصب التذكارية، وإقامة المآتم وبدع
الجنائز والبناء على القبور... وغير ذلك.
*ثالثا: موقف أهل السنة والجماعة من المبتدعة ومنهجهم في الرد عليهم
*موقف أهل السنة والجماعة من المبتدعة
ما زال أهل السنة والجماعة يردون على المبتدعة وينكرون عليهم بدعهم ويمنعوهم
من مزاولتها، وإليك نماذج من ذلك:
1- عن أم الدرداء، قالت: "دخل علي أبو الدرداء مغضبا، فقلت له: ما لك؟! فقال: "والله،
ما أعرف فيهم شيئا من أمر محمد إلا أنهم يصلون جميعا"[رواه البخاري].
2- عن عمرو بن يحيى؛ قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه؛ قال: "كنا نجلس على باب
عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة؛ فإذا خرج؛ مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا أبو
موسى الأشعري، فقال: أخرج عليكم أبو عبد الرحمن بعد؟! قلنا: لا. فجلس معنا حتى خرج،
فلما خرج؛ قمنا إليه جميعا، فقال: يا أبا عبد الرحمن! إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته،
ولم أر والحمد لله إلا خيرا! قال: وما هو؟ قال: إن عشت؛ فستراه. قال: رأيت في المسجد قوما
حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصى، فيقول: كبروا مائة!
فيكبرون مائة، فيقول: هللوا مائة! فيهللون مائة، فيقول: سبحوا مائة! فيسبحون مائة. قال: أفلا
أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء؟! ثم مضى ومضينا
معه، حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم، فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟! قالوا:
يا أبا عبد الرحمن! حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد. قال: فعدوا سيئاتكم؛
فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد! ما أسرع هلكتكم! هؤلاء
أصحابه متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده؛ إنكم لعلى ملة
هي أهدى من ملة محمد، أو مفتتحو باب ضلالة. قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن؛ ما أردنا
إلا الخير. قال: وكم مريد للخير لن يصيبه؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن
قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وأيم الله لا أدري؛ لعل أكثرهم منكم. ثم تولى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج "[رواه الترمذي].
3- جاء رجل إلى الإمام مالك بن أنس رحمه الله، فقال: من أين أحرم؟ فقال: من الميقات الذي
وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحرم منه. فقال الرجل: فإن أحرمت من أبعد منه؟ فقال
مالك: لا أرى ذلك. فقال: ما تكره من ذلك؟ قال: أكره عليك الفتنة. قال: وأي فتنة في ازدياد
الخير؟ فقال مالك: فإن الله تعالى يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ
أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} . وأي فتنة أعظم من أنك خصصت بفضل لم يختص به رسول
الله صلى الله عليه وسلم؟!(
وهذا نموذج، ولا زال العلماء ينكرون على المبتدعة في كل عصر، والحمد لله.
منقول
--------------------------------
*1- وقت ظهور البدع
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(6): "واعلم أن عامة البدع المتعلقة بالعلم والعبادات
إنما وقع في الأمة في أواخر الخلفاء الراشدين؛ كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم؛
حيث قال: (من يعش منكم بعدي؛ فسيرى اختلافا كثيرا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين من بعدي)[صحيح. أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه] .
وأول بدعة ظهرت بدعة القدر وبدعة الإرجاء وبدعه التشيع والخوارج؛ هذه البدع
ظهرت في القرن الثاني، والصحابة موجودون، وقد أنكروا على أهلها.
ثم ظهرت بدعة الاعتزال، وحدثت الفتن بين المسلمين، وظهر اختلاف الآراء والميل
إلى البدع والأهواء.
وظهرت بدعة التصوف وبدعة البناء على القبور بعد القرون المفضلة.
وهكذا؛ كلما تأخر الوقت؛ زادت البدع وتنوعت".
*2- مكان ظهور البدع
تختلف البلدان الإسلامية في ظهور البدع فيها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فإن الأمصار الكبار التي سكنها أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم وخرج منها العلم والإيمان خمسة: الحرمان والعراقان والشام، منها خرج
القرآن والحديث والفقه والعبادة وما يتبع ذلك من أمور الإسلام، وخرج من هذه الأمصار
بدع أصولية غير المدينة النبوية؛ فالكوفة خرج منها التشيع والإرجاء وانتشر بعد ذلك
في غيرها، والبصرة خرج منها القدر والاعتزال والنسك الفاسد وانتشر بعد ذلك في
غيرها، والشام كان بها النصب والقدر، أما التجهم؛ فإنما ظهر في ناحية خراسان،
وهو شر البدع.
وكان ظهور البدع بحسب البعد عن الدار النبوية، فلما حدثت الفرقة بعد مقتل عثمان؛
ظهرت بدعة الحرورية، وأما المدينة النبوية؛ فكانت سليمة من ظهور هذه البدع، وإن
كان بها من هو مضمر لذلك؛ فكان عندهم مهانا مذموما؛ إذ كان بهم قوم من القدرية
وغيرهم، ولكن كانوا مقهورين ذليلين؛ بخلاف التشيع والإرجاء في الكوفة، والاعتزال
وبدع النساك بالبصرة، والنصب بالشام؛ فإنه كان ظاهرا، وقد ثبت في الصحيح عن النبي
صلى الله عليه وسلم أن الدجال لا يدخلها.
ولم يزل العلم والإيمان بها ظاهرا إلى زمن أصحاب مالك، وهم من أهل القرن الرابع(7)،
فأما الأعصار الثلاثة المفضلة؛ فلم يكن فيها بالمدينة النبوية بدعة ظاهرة ألبتة، ولا خرج
منها بدعة في أصول الدين ألبتة كما خرج من سائر الأمصار".
*الأسباب التي أدت إلى ظهور البدع
مما لا شك فيه أن الاعتصام بالكتاب والسنة فيه منجاة من الوقوع في البدع والضلال.
قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} .
وقد وضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن مسعود رضي الله عنه؛ قال:
(خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا، فقال هذا سبيل الله ثم خطَّ خطوطا عن
يمينه وعن شماله، ثم قال: "وهذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه"[رواه أحمد
وابن حبان والحاكم وغيرهم] ثم تلا {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}) .
فمن أعرض عن الكتاب والسنة؛ تنازعته الطرق المضللة والبدع المحدثة.
فالأسباب التي أدت إلى ظهور البدع تتلخص في الأمور التالية:
الجهل بأحكام الدين، اتباع الهوى، التعصب للآراء والأشخاص، التشبه بالكفار وتقليدهم.
ونتناول ذلك بشيء من التفصيل:
*1- الجهل بأحكام الدين
كلما امتد الزمن وبعد الناس عن آثار الرسالة؛ قل العلم وفشا الجهل؛ كما أخبر بذلك
النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (من يعش منكم؛ فسيرى اختلافا كثيرا)[من حديث رواه
أبو داود والترمذي، وقال: "حديث حسن صحيح"] ، وقوله: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا
ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما؛ اتخذ الناس
رءوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)( .
فلا يقاوم البدع إلا العلم والعلماء؛ فإذا فقد العلم والعلماء؛ أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر
وتنتشر ولأهلها أن ينشطوا.
*2- اتباع الهوى
من أعرض عن الكتاب والسنة؛ اتبع هواه؛ كما قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا
يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} ، وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ
غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ} ، والبدع إنما هي نسيح الهوى المتبع.
*3- التعصب للآراء والرجال
التعصب للآراء والرجال يحول بين المرء واتباع الدليل ومعرفة الحق، قال تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} وهذا هو شأن
المتعصبين اليوم من بعض أتباع المذاهب والصوفية والقبوريين، إذا دعوا إلى اتباع
الكتاب والسنة ونبذ ما هم عليه مما يخالفهما؛ احتجوا بمذاهبهم ومشايخهم وآبائهم وأجدادهم.
*4- التشبه بالكفار
وهو من أشد ما يوقع في البدع كما في حديث أبي واقد الليثي؛ قال: (خرجنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون
عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا يا رسول الله! اجعل
لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر! إنها السنن،
قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ
قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} ، لتركبن سنن من قبلكم)[رواه الترمذي وصححه] .
ففي هذا الحديث أن التشبه بالكفار هو الذي حمل بني إسرائيل وبعض أصحاب محمد عليه
الصلاة والسلام أن يطلبوا هذا الطلب القبيح، وهو أن يجعل لهم آلهة يعبدونها ويتبركون
بها من دون الله.
وهذا هو نفس الواقع اليوم؛ فإن غالب الناس من المسلمين قلدوا الكفار في عمل البدع
والشركيات؛ كأعياد الموالد، وإقامة الأيام والأسابيع لأعمال مخصصة، والاحتفال
بالمناسبات الدينية والذكريات، وإقامة التماثيل والنصب التذكارية، وإقامة المآتم وبدع
الجنائز والبناء على القبور... وغير ذلك.
*ثالثا: موقف أهل السنة والجماعة من المبتدعة ومنهجهم في الرد عليهم
*موقف أهل السنة والجماعة من المبتدعة
ما زال أهل السنة والجماعة يردون على المبتدعة وينكرون عليهم بدعهم ويمنعوهم
من مزاولتها، وإليك نماذج من ذلك:
1- عن أم الدرداء، قالت: "دخل علي أبو الدرداء مغضبا، فقلت له: ما لك؟! فقال: "والله،
ما أعرف فيهم شيئا من أمر محمد إلا أنهم يصلون جميعا"[رواه البخاري].
2- عن عمرو بن يحيى؛ قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه؛ قال: "كنا نجلس على باب
عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة؛ فإذا خرج؛ مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا أبو
موسى الأشعري، فقال: أخرج عليكم أبو عبد الرحمن بعد؟! قلنا: لا. فجلس معنا حتى خرج،
فلما خرج؛ قمنا إليه جميعا، فقال: يا أبا عبد الرحمن! إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته،
ولم أر والحمد لله إلا خيرا! قال: وما هو؟ قال: إن عشت؛ فستراه. قال: رأيت في المسجد قوما
حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصى، فيقول: كبروا مائة!
فيكبرون مائة، فيقول: هللوا مائة! فيهللون مائة، فيقول: سبحوا مائة! فيسبحون مائة. قال: أفلا
أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء؟! ثم مضى ومضينا
معه، حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم، فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟! قالوا:
يا أبا عبد الرحمن! حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد. قال: فعدوا سيئاتكم؛
فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد! ما أسرع هلكتكم! هؤلاء
أصحابه متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده؛ إنكم لعلى ملة
هي أهدى من ملة محمد، أو مفتتحو باب ضلالة. قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن؛ ما أردنا
إلا الخير. قال: وكم مريد للخير لن يصيبه؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن
قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وأيم الله لا أدري؛ لعل أكثرهم منكم. ثم تولى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج "[رواه الترمذي].
3- جاء رجل إلى الإمام مالك بن أنس رحمه الله، فقال: من أين أحرم؟ فقال: من الميقات الذي
وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحرم منه. فقال الرجل: فإن أحرمت من أبعد منه؟ فقال
مالك: لا أرى ذلك. فقال: ما تكره من ذلك؟ قال: أكره عليك الفتنة. قال: وأي فتنة في ازدياد
الخير؟ فقال مالك: فإن الله تعالى يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ
أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} . وأي فتنة أعظم من أنك خصصت بفضل لم يختص به رسول
الله صلى الله عليه وسلم؟!(
وهذا نموذج، ولا زال العلماء ينكرون على المبتدعة في كل عصر، والحمد لله.
منقول
لولا- عضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 1873
نقاط : 2461
تاريخ التسجيل : 27/07/2012
رد: منهج أهل السنة والجماعة وقت ظهور البدع
فعلا كل هذا وأكثر موجود فى عصرنا
اللهم اكفنا شر البدع والفتن
اللهم اكفنا شر البدع والفتن
ام دهب و مصطفى- عضو برونزى
- الجنس :
عدد المساهمات : 2052
نقاط : 2812
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: منهج أهل السنة والجماعة وقت ظهور البدع
جزاكى الله خيرا لولا
شكرااااا
شمعة الامل- عضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 1825
نقاط : 2259
تاريخ التسجيل : 26/08/2012
رد: منهج أهل السنة والجماعة وقت ظهور البدع
جزاكى الله خيرا لولا
انوار- عضو نشيط
- الجنس :
عدد المساهمات : 611
نقاط : 665
تاريخ التسجيل : 23/09/2013
رد: منهج أهل السنة والجماعة وقت ظهور البدع
شكرا
بارك الله فيكى لولا
بارك الله فيكى لولا
fola- عضو برونزى
- الجنس :
عدد المساهمات : 2194
نقاط : 2722
تاريخ التسجيل : 27/07/2012
مواضيع مماثلة
» من هم أهل السنة والجماعة وعقيدتهم وخصائصها
» الجماعة الإسلامية الحقة هم أهل السنة والجماعة
» الفهم الصحيح للمنهج السلفى فهو منهج الإسلام
» طرق طبيعية لتقليل ظهور التجاعيد
» 3 طرق لمنع ظهور الشعر بعد ازالته
» الجماعة الإسلامية الحقة هم أهل السنة والجماعة
» الفهم الصحيح للمنهج السلفى فهو منهج الإسلام
» طرق طبيعية لتقليل ظهور التجاعيد
» 3 طرق لمنع ظهور الشعر بعد ازالته
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء ديسمبر 06, 2016 4:24 pm من طرف fola
» د. شريف الصفتى عالم الكيمياء المصرى النابغة
الثلاثاء ديسمبر 06, 2016 4:05 pm من طرف هدى من الله
» قصة سيدنا عزير
الإثنين نوفمبر 14, 2016 11:15 am من طرف سجدة
» ** قصة أبيار على **
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:58 am من طرف بهيرة
» خلو المكان ومرارة الغياب !!!
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:48 am من طرف هدى من الله
» يا حلاوة اللوبيا والارز بالشعرية
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:08 am من طرف بسملة
» طريقة عمل القراقيش المقرمشة و الهشة
الإثنين نوفمبر 14, 2016 10:07 am من طرف هدى من الله
» إعجاز بناء الكعبة
الإثنين نوفمبر 14, 2016 9:43 am من طرف روز
» صفات اليهود فى القرآن الكريم
الإثنين نوفمبر 14, 2016 9:42 am من طرف هدى من الله