يا لحسرة الفوت عند حلول الموت

من طرف **هدى من الله** الأحد نوفمبر 17, 2013 6:11 am

يا لحسرة الفوت عند حلول الموت
=======

هذا العنوان كان موضوع خطبتي اليوم بأحد مساجد قريتنا الآمنة سائلين الله عز وجل أن يعم الأمن جميع بلاد المسلمين وتناولت في تلك الخطبة ما يلي :
1ـ أن ذكر الموت يضبط حياة الإنسان ، فالذي يؤمن بالموت ويخاف منه ، تراه ينأى بنفسه عن كل الأسباب الجالبة للخزي والعذاب .
2ـ بقدر ذكر الإنسان للموت يخاف من فوت أسباب السعادة عليه ، فتراه يبادر إلى فعل الخيرات وجمع ما يستطيع من الحسنات قبل أن يدركه الموت الذي لا يعلم زمانه ولا مكانه ولا سببه :" وما تدري نفس بأي أرض تموت "
3ـ لم يمت إنسان إلا وندم على تقصيره وتأسف على كل لحظة مرت عليه في حياته دون أن يقدم لنفسه ما يحقق له السعادة قال الله تعالى :" أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله " وقال تعالى :" حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " وقال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) .
4ـ إن ذكر الموت والخوف منه هو الذي صنع رجالا حول رسول الله صدقوا ما عاهدوا الله عليه في نشر الحق والعدل بين الناس فقد حكي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج من المسجد ومعه الجارود ـ صحابي جليل ـ فإذا امرأة برزة على ظهر الطريق فسلم عليها فردت عليه أو سلمت عليه فرد عليها فقالت: هيه يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميرًا فِي سوق عكاظ تصارع الصبيان فلم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله فِي الرعية واعلم أنه من خاف الموت خشي الفوت، فبكى عمر رضي الله عنه.
5ـ لقد جاءت أحاديث سيدنا رسول الله تذكرنا بالموت وتحثنا على التزود له بصالح العمل والاستكثار من الحسنات ، فعن سهل بن سعد، قال: جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من أحببت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به»
وعن جابر بن عبد الله، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له، وكثرة الصدقة في السر والعلانية، ترزقوا وتنصروا وتجبروا،
وعن بن عُمَرَ قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي أَوْ قَالَ بِمَنْكِبَيَّ فقَالَ: "كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سبيل" قال فكان بن عمر يقول إذا أصبحت الْمَسَاءَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرُ الصَّبَّاحَ وَخُذْ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك.
6ـ إن الإنسان أمامه أربع غارات نسأل الله فيها السلامة : غارة الملائكة على الجسد لانتزاع الروح منه ، وغارة الورثة على المال يتمتعون بما جمعت ولا يرون عليه حمدك متمهدين وأنت تحت الرمس يرعى الدود جلدك ، وغارة الدود على الجسد ، وغارة من ظلمت على حسناتك فإن فنيت حسناتك أخذ من سيئاتهم بقدر مظلمتك فطرحت عليك ،سائلين الله السلامة .
7ـ فَوَاعَجَبًا لَكَ كُلَّمَا دُعِيتَ إِلى اللهِ تَوَانَيْت، وَكُلَّمَا حَرَّكَتْكَ الْمَوَاعظُ إِلى الخيراتِ أَبُيت، وعلى غَيَّكَ وَجَهْلِكَ تَمَادَيْت، وَكَمْ حُذِّرت مَن الْمَنُون فما التَفَتَّ إلى قول الناصِحِ وَتَركْتَهُ وما بَالَيْت.
يَنْدَمُ حَسْرةً مِن بَعْد فَوتٍ ... ويَبْكِي حَيثُ لا يُجْدِي بُكَاهُ
يَعَضُ يَدَيهِ مِنْ أَسَفٍ وحُزْنٍ ... ويَنْدَمُ حَسْرةً مِمَّا دَهَاهُ
فَكُنْ باللهِ ذَا ثِقَةٍ وَحَاذِرٍ ... هُجُومَ الموتُ مِنْ قَبْل أَنْ تَرَاهُ

أَتْعِصِى اللهَ وهو يَرَاكَ جَهْرًا ... وتَنْسَىَ في غدٍ حَقًا لِقَاهُ
وَتَخْلُو بالمِعَاصِي وهو دَانٍ ... إِلَيكَ ولَسْتَ تَخْشَى مِن سُطَاهُ
وَتُنِكُر فِعْلَهَا ولَهُ شُهُودٌ ... على الإنْسَانِ تَكْتُبُ ما حَوَاهُ
فَوَيلُ العَبْدِ مِن صُحْفٍ وفيها ... مَسَاوِيه إِذا وَافَى مَسَاهُ
ويا حَزَنَ المُسِيء لِشُؤم ذَنْبٍ ... وبَعْدَ الحُزْنِ يَكْفِيهِ جَوَاهُ
ويَنْدَمُ حَسْرةً مِن بَعْد فَوتٍ ... ويَبْكِي حَيثُ لا يُجْدِي بُكَاهُ
يَعَضُ يَدَيهِ مِنْ أَسَفٍ وحُزْنٍ ... ويَنْدَمُ حَسْرةً مِمَّا دَهَاهُ
فَكُنْ باللهِ ذَا ثِقَةٍ وَحَاذِرٍ ... هُجُومَ الموتُ مِنْ قَبْل أَنْ تَرَاهُ
وبادِرْ بالمَتِابِ وأَنْتَ حَيٌّ ... لَعَلَّكَ أَن تَنَالَ به رِضَاهُ
وتَقْفُ المُصْطَفَى خَيرَ البَرَايَا ... رَسُولاً قَدْ حَبَاهُ واجْتَبَاهُ
عَلَيهِ مِن المُهَيمِن كُلَّ وَقْتٍ ... سَلامٌ عَطَّرَ الدُنْيَا شَذَاهُ
أحبتي :
البدار البدار قبل الْفَوْت الحذار الحذار قبل الْمَوْت مَا فِي الْمَقَابِر من دَفِين إِلَّا ويتمنى الرجوع إلى الدنيا ليقيم شعائر الدين ، فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك !!!

بقلم الدكتور مبروك مصرى
منقول من الفيسبوك

من طرف لولا الثلاثاء نوفمبر 19, 2013 3:19 am

جزاكى الله خيرا هدى على الموضوع القيم
شكرا على الاختيار الموفق للدكتور مبروك مصرى

من طرف نور الايمان الإثنين ديسمبر 02, 2013 8:29 pm

اللهم توفنا وانت راض عنا امين امين يارب العالمين استغفر الله لى ولكم وجزاك الله خيرا

من طرف امة الرحمن الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:49 am

البدار البدار قبل الْفَوْت الحذار الحذار قبل الْمَوْت مَا فِي الْمَقَابِر من دَفِين إِلَّا ويتمنى الرجوع إلى الدنيا ليقيم شعائر الدين ، فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك !!!

شكرا لكى هدى
اختيار موفق للدكتور مبروك مصرى
اكثر الله من امثاله