المنهج الأمثل في فهم السيرة والتعامل معها

من طرف saher ryad الأحد فبراير 10, 2013 4:47 pm

من خلال متابعة ما كتب في السيرة لا سيما في العصر الحديث يتضح لنا تباين طرق التناول واختلاف المناهج فبعض الكاتبين في السيرة من علماء الإسلام حافظوا على الطريقة القديمة في السرد التاريخي غير أنهم حذفوا الأسانيد واختصروا في عدد الروايات , وبعضهم التزم هذا إلا أنه أضاف للقارئ الدروس والعبر المستفادة من الأحداث مع بعض العناية بنقد الأسانيد والمتون , وكان من كتاب السيرة من ليس متخصصاً في علوم الشريعة , وقد تأثر بعض هؤلاء بمستشرقين بعضهم منصف وأكثرهم حاقد , وفي الفصل السابق عرضنا لبعض أوجه الخلاف بين أصحاب هذه المناهج وما يستوجب الحذر من بين هذه الكتابات , وفيما يلي سنعرض للمنهج الأمثل وما ينبغي أن يكون عليه المتعامل مع السيرة تأليفاً وعرضاً:
أولاً: الاعتماد على المصادر الأصلية في السيرة وعدم اللجوء إلى مصدر غير معتبر , بل بعض هذه المصادر آكد وأهم من بعض , فما هو موجود في كتب السنة مقدم على ما هو موجود في كتب التراجم والطبقات وما هو في كتب الطبقات مقدم على ما هو موجود في كتب الأدب واللغة.
ثانياً: الاستعانة بجميع الروايات في الحادثة الواحدة وعدم الاكتفاء ببعضها – خاصة فيما في ظاهره إشكال – وضم مرويات كتب السنة لمرويات كتب السيرة , ولنأخذ على أهمية ذلك مثالاً " موقف النبي – صلى الله عليه وسلم - في الإغارة على بني المصطلق , ففي صحيح البخاري من حديث ابن عمر أنَّ النَّبِيَّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَغَارَ عَلَى بَنِي المُصْطَلِقِ وَهُمْ غَارُّونَ ، وَأَنْعَامُهُمْ تُسْقَى عَلَى المَاءِ، فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ، وَسَبَى ذَرَارِيَّهُمْ، وَأَصَابَ يَوْمَئِذٍ جُوَيْرِيَةَ.

ثالثاً: عدم التساهل في أحاديث المعجزات
بينما وقف المتأثرون بالمستشرقين من أحاديث المعجزات موقف المتجاهل لها , أو الصارف لها عن المعنى الخارق للعادة , وجدنا من توسع في قبول الروايات المثبتة للمعجزة فلم يقف عند الصحيح والحسن , بل قبل الضعيف والمنكر فكان هؤلاء وأولئك على طرفي نقيض ومن أمثلة ذلك ما ذكره العلامة القسطلاني في المواهب اللدنية بالمنح المحمدية قال: "أخرج البيهقي والصابوني في المائتين والخطيب وابن عساكر في تاريخيهما وابن طغربك السياف في النطق المفهوم عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت يا رسول الله دعاني إلى الدخول في دينك أمارة لنبوتك رأيتك في المهد تناغي القمر وتشير إليه بأصبعك فحيث أشرت إليه مال قال: إني كنت أحدثه ويحدثني ويلهيني عن البكاء وأسمع وجبته حين يسجد تحت العرش قال البيهقي تفرد به أحمد بن إبراهيم الحلبي وهو مجهول وقال الصابوني: هذا حديث غريب الإسناد والمتن وهو في المعجزات حسن .
فمع غرابة المتن والسند في نظر الصابوني إلا أنه رآه في المعجزات حسناً.
فالحديث عند البيهقي في دلائل النبوة عن أحمد بن شيبان الرملي قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الحلبي قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا زهير عن محارب بن دثار عن عمرو بن يثربي عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله! دعاني إلى الدخول في دينك أمارة لنبوتك، رأيتك في المهد تناغي ....الخ وعبارة البيهقي بعده كما سبقت :"تفرد به هذا الحلبي بإسناده؛ وهو مجهول"!

شكرا جزيلا على هذا الموضوع القيم

ما يهم القارئ العادى غير المتخصص الحصول على الخلاصة لفهم السيرة .. اما بالنسبة لطالب العلم او الباحث يهمه كافة الاسانيد والمصادر الصحيحة للسيرة للبحث والتدقيق حتى يعطي الخلاصة المفيدة للمتلقى البسيط امثالنا
فنحن نحب معرفة صحيح السيرة والحديث دون معرفة فلان وفلان الذى نقل عن فلان
لذا نتمنى التوفيق لاهل العلم والبحث لتنقيه السيرة والحديث وتبليغنا بالصحيح منها وعدم التأثر بالمستشرقين لان أكثرهم من الحقدة الذين يحملون الغل للاسلام وأهله ويهمهم التنقيب للبحث عن نقاط ضعف وليس للفائدة
وعلى العلماء الا تخفى عليهم هذه الحقيقة حتى نحصل منهم على كل ماهو ثمين مفيد
ونشكر لهم تعبهم وجهودهم القيمة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

من طرف fola الجمعة فبراير 15, 2013 1:22 am

شكرا لكم على هذا الطرح الطيب
شكرا لكى سحر رياض بارك الله فيكى
شكرا لكى هدى على توضيح ما يريده المتلقى البسيط من المتخصص .. وهو تبسيط السيرة والفقه وكل ما يتعلق بديننا الحنيف حيث انه يتم مخاطبة كل العقول
جزاكما الله خيرا