النجاة بصالح الأعمال ، قصة أصحاب الغار

من طرف لولو حسن الأربعاء أبريل 17, 2013 10:54 pm

النجاة بصالح الأعمال ، قصة أصحاب الغار
-------------------------------

حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ ، أَنَّ شُعَيْبَ بْنَ أَبِي حَمْزَةَ ، أَخْبَرَهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ

اللَّهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : "

انْطَلَقَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ ( أى جماعة ) مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى آوَاهُمُ الْمَبِيتُ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ ، فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ

مِنَ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْغَارَ ، فَقَالُوا : إِنَّهُ وَاللَّهِ لا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلا أَنْ تَدْعُوا

اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمُ : اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، فَكُنْتُ لا

أَغْبِقُ ( أى لا أقدم ) قَبْلَهُمَا أَهْلا وَلا مَالا ، فَنَاءَ بِيَ ( تأخر أمر بى ) طَلَبُ السَّحَرِ يَوْمًا ، فَلَمْ أَرُحْ ( أى أرجع ) عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا ، فَحَلَبْتُ

لَهُمَا غَبُوقَهُمَا ( أى حليبهما ) فَجِئْتُهُمَا بِهِ ، فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ ، فَتَحَرَّجْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ ( أى أقدم )

قَبْلَهُمَا أَهْلا أَوْ مَالا ، فَقُمْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا حَتَّى بَرَقَ الْفَجْرُ ،

فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ

مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ ، فَانْفَرَجَتِ انْفِرَاجًا لا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا ، قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَقَالَ الآخَرُ : اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ ، وَكَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ ،

فَأَرَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ مِنِّي ، حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ ( أى حاجة ) مِنَ السِّنِينَ ، فَجَاءَتْنِي فَأَعْطَيْتُهَا

عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا ، فَفَعَلَتْ ، حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا ،

قَالَتْ : لا أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الْخَاتَمَ ( أى الفرج ) إِلا بِحَقِّهِ ، فَتَحَرَّجْتُ مِنَ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا ، فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا

وَهِيَ أَحَبُّ النِّسَاءِ إِلَيَّ ، وَتَرَكْتُ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ

فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ ، فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا . قَالَ :

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ثُمَّ قَالَ الثَّالِثُ : اللَّهُمَّ اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ فَأَعْطَيْتُهُمْ

أُجُورَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْهُمْ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ ، فَثَمَّرْتُ ( أى نُميت ) أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الأَمْوَالُ

وَارْتَعَجَتْ ، فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ ، فَقَالَ لِي : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَدِّ لِي أَجْرِي ، فَقُلْتُ لَهُ : كُلُّ مَا تَرَى

مِنْ أَجْرِكَ مِنَ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، لا تَسْتَهْزِئْ بِي ، فَقُلْتُ :

إِنِّي لا أَسْتَهْزِئُ بِكَ ، فَأَخَذَ ذَلِكَ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ ، فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ

ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ ، فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا مِنَ الْغَارِ يَمْشُونَ " .

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ . وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ . وَقَوْلُهُ : وَارْتَعَجَتْ : يَعْنِي كَثُرَتْ .