النساء مصابيح البيوت

من طرف **هدى من الله** السبت يناير 05, 2013 10:52 am

النساء مصابيح البيوت
=========

من فضل الله سبحانه وتعالى أنه زين السموات بالملائكة والشمس والقمر والنجوم،
وزين الأرض بالكعبة الشريفة والأنبياء والمرسلين والعلماء والصالحين والأشجار
والأنهار والجبال والطيور وجعل الرجال عماد الدنيا والحياة والنساء زينة الحياة
الدنيا ومصابيح البيوت.

ولأن النساء شقائق الرجال فقد جعل الله لهن حقوقًا وعليهن واجبات حددها الإسلام
فى أعظم بيان وأقوى برهان حتى ترقى البشرية وتكون فى أمن وأمان وسلم وإيمان.

ولأن النساء تكون منهن الأم المسلمة والبنت المسلمة والأخت المسلمة والجدة المسلمة
فهى قد تكون عونًا لزوجها أو ابنها أو أخيها أو حفيدها على طاعة الله واتباع سنة
رسوله صلى الله عليه وسلم فإن اعتصمت النساء بالقرآن والسنة أصبحت البيوت
تضىء بنور القرآن وتفوح منها رائحة السنة المطهرة وترفرف على البيوت رايات
المودة والرحمة وأصبحت البيوت عطرة آمنة مطمئنة.

ولقيمة المرأة المسلمة شهد الغرب والشرق لها فنابليون قائد الحملة الفرنسية لما دخل
مصر ووجد امرأة مسلمة تلاعب ولدها وتحنو عليه فقال كلمته المشهورة: إن المرأة
المسلمة إذا داعبت ولدها بيمينها زلزلت عرش فرنسا بشمالها.

والواجب على النساء المسلمات أن يقرأن القرآن الكريم وأن يتدبرن أحكامه وتوجيهاته
فإن فى القرآن الكريم سورًا توجه وترشد النساء بأحكام طيبة طاهرة زكية فسورة
«البقرة» تحدثت عن أحكام الرضاعة والحيض والعدة والنكاح والمهر وسورة «النور»
تحدثت عن حد الزانى والزانية وعن قذف المحصنات وحكم القذف واللعان وقصة
الإفك على أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، وتحدثت عن ذم الفاحشة والنهى
عن متابعة الشيطان. وعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أنها قالت: علموا
نساءكم سورة «النور» والغزل (النسيج).

وسورة «الأحزاب» تحدثت عن التقوى وأن المتبنى ليس بمنزلة الابن وأن أزواج
النبى صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهن الأمهات للمؤمنين وبينت النكاح
والطلاق والعدة والحجاب، وسورة «النمل» تحدثت عن سياسة المرأة وذكاء
عقلها الرشيد مثل بلقيس رضى الله عنها وسورة «القصص» تحدثت عن دور
الأم عند الشدة مثل أم موسى عليه السلام وعليها رضوان الله وتحدثت عن عمل
المرأة عند الضرورة كما حدث مع المرأتين وسيدنا موسى عليه السلام، وسورة
«الطلاق» بينت طلاق السنة وأحكام العدة وفقه النساء عند الحمل والرضاع.

ويجب أن تعلم النساء أن حفظ القرآن الكريم بركة لها فى الدنيا والآخرة وهو بركة
للرجال والأولاد.

وكلما قرأت المسلمة القرآن فى بيتها حضرت الملائكة بيتها واستمعت وإذا ماتت
المسلمة قارئة القرآن زارت الملائكة قبرها كما تزور الملائكة البيت الحرام فهنيئًا
لمن تحفظ القرآن وتعلمه لأولادها وأهلها.

فالبيت الذى يقرأ فيه القرآن يزيد خيره ويقل شره وتعمره الملائكة وتفر منه الشياطين
والبيت الذى لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره ويكثر شره وتعمره الشياطين ولا تدخله
الملائكة.

كما يجب على النساء أن يجعلن لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم جانبًا
ووقتًا فى حياتهن لأن فى أحاديث الرسول علمًا كبيرًا وفضلاً عظيمًا وشرحًا
لمجمل القرآن وتفسيرًا لبعض آياته وموضحًا لبعض أحكامه.

فإن بعض النساء قالت للنبى صلى الله عليه وسلم غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا
يومًا من نفسك، فوعدهن يومًا لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن وجعل للنساء بابا للدخول
منه لحضور مجلس العلم.

وجاءت امرأة مسلمة للنبى صلى الله عليه وسلم وقالت ما أرى كل شيئ إلا للرجال
(لماذا فضل الله الرجال على النساء) فنزلت الآية (إن المسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات...)، وقد ورد
أن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها روت 2200 حديث بجانب ما تحفظه من
القرآن والطب والحكمة ومن فقه أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أنه لما مات
رسول الله ودفن فى حجرتها كانت تجلس عند قبره على أى حال فلما دفن أبو بكر
رضى الله عنه بجوار النبى صلى الله عليه وسلم لم تتغير عما كانت عليه فلما دفن
عمر رضى الله عنه كانت لا تدخل لزيارة قبورهم إلا محجبة فلما سئلت قالت أستحى
أن يرى عمر عورتى فى قبره. إنه الحياء والفقه والأدب لأن الأموات يتأذون من
عورات النساء.

ومن فقه أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أن السيدة فاطمة الزهراء رضى الله
عنها جاءت إليها وقالت يا أم المؤمنين أنا بضعة من رسول الله (جزء منه) وهذا
من باب الفضل والتكريم أى تلمح أنك بنت أبى بكر فقالت السيدة عائشة رضى الله
عنها نعم يا فاطمة قال الرسول أنت بضع منه هذا فى الدنيا ويوم القيامة تكون المرأة
مع زوجها أنت مع على وأنا مع النبى صلى الله عليه وسلم ففهمت السيدة فاطمة قولها
إن العبرة بالختام ويكون الرسول فى الفردوس الأعلى فى أعلى مقام وعلى ليس فى
منزلة الرسول فقامت فقبلت رأسها وقالت يا أم المؤمنين لا أحاجك بعد اليوم.

هذا قليل من كثير من آداب النساء فى الإسلام.

فنسأل الله أن يصلح أهلنا وزوجاتنا وأولادنا وبناتنا.

بدوى عطية..عضو لجنة الوعاظ بالجمعية الرئيسية